المنثورات والملح-د.طه نجا pinned «كان ابْنَ عُمَرَ ، رضثي الله عنهما، إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي؛ وَسَلِّمْ مِنِّي !! [رواه البخاري في "الأدب المفرد"].»
أبِنْتَ الدّهرِ؛ عندي ‌كلُّ ‌بنْتٍ

فكيْفَ وصلْتِ أنتِ ... من الزِّحام ؟!
( غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؛

أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟

أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟

أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟

أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟

قَالَ: بَلَى.

قَالَ:
فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ ) ؛

{ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } !!
( حماس: هي من بدأت ..
حماس: هي من فعلت ...
حماس: هي ... و: هي ..
حماس ..
حما ... حم ... ) ؛

نزع آخر (شوكة/سفاية) في "وساده العريض) ...
وأدار مكيفه؛ كـ(أبردِ) ما يكون ...
والتحف ... ثم نااااااااااااام ..
ومن "تهزيء اللغة" العبقرية:
بردت نفسه = مات!!
وفلان: بارد الفؤاد = ميّتُ النفس!!

وَالناسُ صِنفانِ:
[1]: مَوتى في حَياتِهُمُ *

[2] وَآخَرونَ: ‌بِبَطنِ ‌الأَرضِ ‌أَحياءُ !!
بعضنا يخافون من رمضان ويفرون منه، وليس العكس .. وكلما تضاءلت الساعات الباقية = ازداد شعورهم بالانزعاج والقلق والرغبة في عدم مجيئه!
ودوافع ذلك كثيرة ..
منا من يرى ذلك إعلان فشل لأنه يعلم أن عهوده وخططه التي خرج بها من رمضان السابق لا تزال حبرًا على ورق أو خيالًا من خيالات النفس .. كرمضان السابق والذي قبله والذي قبله!
منا من يرى تقصيره وغفلته وقسوة قلبه، ويتساءل ماذا سيحصد في رمضان إن كان قد ضيّع البذر والسقاية كما يقولون!
منا من يخاف من أن تحاصره أصوات المآذن وزحامات المساجد وهمهمات المرتلين ومناجاة الساجدين، فتدفعه دفعًا للعبادة أو تأنيب الهروب منها مع شعوره بالكسل والملل والفتور وعدم الرغبة!

هذه كلها قد تكون مشاعر طبيعية، وآلام نفسية منطقية، لكن ينبغي ألا تغفل عن أمور، منها:

- رمضان فرصة عظيمة بلا شك، لكنه ليس حلبة صراع، رمضان أثر من آثار رحمة الله ولطفه، سوق واسعة مليئة بالرحمة والمغفرة واللطف والنور والطُهر، استمتع بها واشتق إليها واشكر الله عليها واسأله بلوغها وقربها، ويمكنك أن تصيب قدرًا كبيرًا من خيرها بأضعف الأسباب، وستخرج رابحًا على أي حالٍ إن شاء الله، وإن كان الازدياد من الخير خيرًا بلا شك!

- أحيانًا قد يكون رمضان شهر حصاد، لكن أحيانًا أخرى قد يكون شهر تطهير، شهر تغيير، شهر اغتسال من أدران الدنيا وقترة الغفلة، وإن تكرر ذلك عامًا بعد عام، وهذا من أعظم المطالب وأجل الغايات وأنفس المنح!

- فشل خطط (ما بعد رمضان) ونكث العهود ونحو ذلك أمر محبط حقًا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الإنسان نفسه من دفعة على الطريق، من فرصة لتجديد العزم، [استعن بالله ولا تعجز .. ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا]، اطو صفحة الماضي إلا من الدروس المستفادة، واتق الله فيما بقي = يغفر لك ما قد سلف.

- النفس كالإبل المعقّلة، تحتاج أحيانًا إلى الحزم كما تحتاج أحيانًا أخرى إلى اللين والتفهّم، والإنسان في مرحلة ما ينبغي أن يجر نفسه جرًا إلى النجاة وإن تألّم لذلك ..
كالمريض يطلب الدواء المر المؤلم ويشكر الله عليه لأنه يعلم أنه سبب لنجاته ..
كذلك ههنا ..
جر نفسك إلى خير رمضان جرًا .. انتفع بهذا الضغط النفسي الذي تسببه الأجواء الرمضانية لكي تشفى من إدمان الغفلة والكسل والخمول .. أعراض الانسحاب - كأي إدمان نفسي أو فسيولوجي - قد تكون مؤلمة ومزعجة، لكن هذا لن يجعلك أبدًا تكره الدواء أو تفر منه، لأنك علمت مسبقًا أن بعد هذا الألم والانزعاج ستذوق حلاوة الصحة وتستمتع بها!

أخيرًا .. انفض عنك هذا الشعور الآن واستفق .. استغل ما تبقى - ولو آخر دقيقة من شعبان - للتهيئة النفسية وعقد المصالحة مع شهر رمضان .. ابدأ رويدًا رويدًا والله جل وعلا سيبارك في القليل إن رأى منك الصدق والشوق والمجاهدة والمصابرة ..

[وقد تكلّمنا عن هذه المعاني وغيرها بالتفصيل في البث الأخير بعنوان "الفقه الرمضاني"]
( أليست نفسا ) ؛ بل : أنفسا ؟!!
***
وعن أخطائـ(هم) .. وبدعهم .. وضلالاتهم يتحدثون ...
وبئس ما ستروا به (سوءاتهم) !!
وكأنه لا يجاهد أعداء الله : إلا من كان معصوما ...
وكأنه لا تجب نصرة المظلوم ... إلا إن كان معصوما ...
بل كأن الجائع، والمضطر: لا يُطعم؛ بل: يؤثَر بأحب الطعام؛ إلا إذا كان ( مسلما ) ..
وقد قال رب العالمين:
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) ..
وهل كان أُسارى المسلمين، إلا من "الكفار"؛ فيطعمهم المسلمون طعام أنفسهم، يؤثرونهم به؛ وهو حبيب إليهم .. ليس فاصلا عن حاجتهم!!
بل كأنه لا تطعم "النفس" ، و"تسقى" ، وتكفى، وتؤى؛ إلا إذا كان "بني آدم" ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( وفي كل ذات كبد رطبة أجر ) ...
***
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله:
عن أقوام مقيمين في الثغور،
يغيرون على الأرمن وغيرهم،
ويكسبون المال؛
ينفقون على (الخمر والزنا)؛
هل يكونون شهداء إذا قتلوا؟

فأجاب:
الحمد لله؛
إن كانوا إنما يغيرون على الكفار المحاربين؛ فإنما الأعمال بالنيات.
وقد قالوا: يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية؛ ويقاتل رياء: فأي ذلك في سبيل الله؟
فقال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله}.
فإن كان أحدهم لا يقصد إلا أخذ المال، وإنفاقه في المعاصي: فهؤلاء فساق مستحقون للوعيد.
وإن كان مقصودهم أن تكون كلمة الله هي العليا؛ ويكون الدين لله: فهؤلاء مجاهدون.
لكن:
إذا كانت لهم كبائر؛
كان لهم حسنات، وسيئات.
وأما إن كانوا يغيرون على المسلمين الذين هناك:
فهؤلاء مفسدون في الأرض؛ محاربون لله ورسوله؛ مستحقون للعقوبة البليغة في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.".

مجموع "الفتاوى" (35/91).
الله .... حَكَمٌ قِسْطٌ؛

هلك المُرتابون !!

معاذ بن جبل، رضي الله عنه.
رحِمُ الإسلام .. وصلتها !!
***
قال الله تعالى: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) محمد/22
قال أبو العباس القرطبي، صاحب "المفهم"، رحمه الله، :
" قال قتادة: معنى الآية: فلعلكم - أو يخاف عليكم - إن أعرضتم عن الإيمان أن تعودوا إلى الفساد في الأرض بسفك الدماء.
قلت: وعلى هذا؛ فتكون الرحم المذكورة هنا: رحم دين الإسلام والإيمان، التي قد سماها الله: إخوة بقوله: {إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ}.
وقال الفراء: نزلت هذه الآية في بني هاشم وبني أمية.
وعلى هذا؛ فتكون رحم القرابة.
وعلى هذا؛ فالرحم المحرم قطعها، المأمور بصلتها على وجهين؛ عامة، وخاصة.
فالعامة: رَحِمُ الدين. وتجب مواصلتها بملازمة الإيمان، والمحبة لأهله، ونصرتهم، والنصيحة لهم، وترك مضارَّتِهم، والعدل بينهم، والنَّصَفة في معاملتهم، والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى، وحقوق الموتى؛ من غسلهم، والصلاة عليهم، ودفنهم، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم.
وأما الرحم الخاصة: فتجب لهم الحقوق العامة، وزيادة عليها؛ كالنفقة على القرابة القريبة، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم.
وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة، حتى إذا تزاحمت الحقوق، بدئ بالأقرب فالأقرب".
"المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (6/526).
"خطباء الفتنة :
إنهم الذين يزينون لكل ظالم ظلمه. ويجعلون دين الله في خدمة أهواء البشر!!

وكان الأصل أن تخضع أهواء البشر لدين الله.
وهؤلاء:
هم الذين يحاولون، تحت شعار التجديد: أن يجعلوا للناس حجة، في أن يتحللوا من منهج الله!!
فهم يبررون ما يقع!!
ولا يتدبرون حساب الآخرة!!

إن علماء الدين، الذين يحملون منهج الله: ليس من عملهم تبرير ما يقع من غيرهم.

ومنهج الله:
لا يمكن أن يخضع أبداً لأهواء البشر.

وعلى الذين يفعلون ذلك:
أن يتوبوا،
ويرجعوا إلى الله؛
ويحاولوا استدراك ما وقع منهم.
لأن الرجوع إلى الحق؛ خير من التمادي في الباطل. "

الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله.
لا تستفتِ قلبَك ؛ إذا أفتاك (ربُّك)؛
وإن زعم قلبك: أن ذاك "الورع"؛
فهو ورع "الكاذبين"!!
***
قال الإمام، أبو عبد الله الشافعي، رحمه الله، ورضي عنه:
" وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس من البر الصيام في السفر )، وقوله، حين بلغه أن ناسا صاموا، فقال: (أولئك العصاة)؛ فوجه هذا:
إذا ‌لم ‌يحتمل ‌قلبه، قبول رخصة الله .." اهـ.
فتأمل قول الإمام: " إذا لم يحتمل قلبه .."؛ فلا احتمل، قلب كهذا.

ومن بديع كلام الإمام أبي العباس القرطبي، رحمه الله، في "المفهم":
" وعلى الجملة؛
فقد حصل العلم القطعي، واليقين الضروري، وإجماع السَّلف، والخلف=
على ألا طريق لمعرفة أحكام الله تعالى، التي هي راجعة إلى أمره ونهيه، ولا يعرف شيء منها ‌إلا ‌من ‌جهة ‌الرسل الكرام.
فمن قال: إن هناك طريقًا آخر يعرف بها أمره ونهيه، غير الرسل؛ بحيث يُستغنى بها عن الرسل:
فهو كافر،
يقتل؛ ولا يستتاب!!
ولا يُحتاج معه إلى سؤال، ولا جواب.
ثم هو قول بإثبات أنبياء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي قد جعله الله خاتم أنبيائه ورسله، فلا نبي بعده ولا رسول،
وبيان ذلك:
أنه من قال: يأخذ عن قلبه، وأن ما وقع فيه هو حكم الله، وأنه يعمل بمقتضاه، وأنه لا يحتاج في ذلك إلى كتاب ولا سنة، فقد أثبت لنفسه خاصة النبوة، فإنَّ هذا نحو مما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي.

ولقد سمعنا؛
عن بعض الممخرقين،
المتظاهرين بالدِّين؛
أنه قال:
أنا لا آخذ عن الموتى، وإنَّما آخذ عن الحي الذي لا يموت، وإنما أروي عن قلبي عن ربي.
ومثل هذا كثير
فنسأل الله الهداية،
والعصمة،
وسلوك طريق سلف هذه الأمَّة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله"!!
ويحك؛
أنت: إمام الناس؟!
أنت: نائب إمام؟!

أنت: شيطان؛
أو: نائب شيطان!!

الفقيه:
تقي الدين الحصني (ت: 829هـ)،
الشافعي،
الأشعري!!
حتى متى .. ؟!

خطب المنذر بن سعيد البلوطي (ت: 355هـ)، رحمه الله وعفا عنه، يوما،
فأعجبته نفسه،
فقال:
حتى متى؛
أعظ .. ولا أتعظ،
وأزجر ... ولا أزدجر؟!
أدل على الطريق المستدلين؛
وأبقى مقيما مع الحائرين؟!
كلا؛
إن هذا لهو البلاء المبين!

اللهم فرغبني لما خلقتني له.
ولا تشغلني بما تكفلت لي به!!
اتعب .. ودقق .. ودع "اللهوجة"!!
***
* من تعلَّم علمًا فليدقِّق فيه؛
لئلا ‌يضيع ‌دقيق ‌العلم!!
[الإمام: أبو عبد الله الشافعي، رحمة الله عليه].

* والفاضل: مَن يذكر في كل مسلك: ‌
الممكن، ‌الأقصى!!
[إمام الحرمين، أبو المعالي، رحمه الله].

*تنبيه:
"اللهوجة" من فصيح الكلام، وعربيه.
قال في "اللسان":
" ولَهْوَجَ الشيءَ: خَلَطه.
ولَهْوَجَ الأَمْرَ: لَمْ يُحْكِمْه وَلَمْ يُبْرِمْه".

والله الموفق، والمستعان.
ليس مدار "الأمر" على سلامة "العقل" وقوته .. أو آفته ..
إنما مدار الأمر على توفيق الله لعبده .. أو خذلانه له!!

قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ).
قال الشيخ السعدي، رحمه الله:
" لا قصور في أسماعهم ولا أبصارهم ولا أذهانهم، حتى يقال: إنهم تركوا الحق جهلا منهم، وعدمَ تمكنٍ من العلم به، ولا خلل في عقولهم.
ولكن التوفيق بيد الله"!!

وفِي‌‌ حَدِيثِ عَمْرٍو بن العاص، رضي الله عنه:
أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ:
إِنَّكَ فِي هَذِهِ الْبَلاغَةِ، وَالنَّصَاعَةِ، وَالرَّأْيِ الْفَاضِلِ؛
كُنْتَ تَأْتِي حَجَرًا، فَتَعْبُدَهُ؟!!
فَقَالَ لَهُ:
وَاللَّهِ؛ لَقَدْ كُنْتُ أُجَالِسُ أَقْوَامًا تَزِنُ حُلُومُهُمُ الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَّ؛
وَلَكِنْ:
مَا قَوْلُكَ في ‌عقول ‌كادها خالقها"!!
[رواه الخطابي،وغيره].

وما أبدع ما علق به الشمس الذهبي، في ختام ترجمته لبعض الملاحدة:
" لعن الله الذكاء بلا إيمان.
ورضي الله عن البلادة مع التقوى"!!

فكيف بقوم: لا ذكاء ... ولا ورع، ولا تقوى!!

اللهم كد لنا، ولا تكدنا؛
وامكر لنا، ولا تمكر علينا، يا أرحم الراحمين.
في تقرير "مناط الاقتداء" .. بمن ليس معصوما.
[شيخ الإسلام].
من كلام "سحنون".

وفي تراجم الإمام العلم: أبي عبد الله البخاري، رضي الله عنه، في كتاب "العلم" من "صحيحه":
بَابُ:
مَنْ خَصَّ بِالعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ،
كَرَاهِيَةَ أَنْ لاَ يَفْهَمُوا.
وَقَالَ عَلِيٌّ:
«حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ؛
أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ».
كتب [الشافعي]: تعلم (العقل)، قبل (العلم)!!
***
قال الإمام في بعض كلامه مع من خالفه:
" هل يستطيع أحد كمل عقله وعلمه، لو تَخاطأَ:
أن يأتي بأكثر من هذا، في الحكم بعينه؟
أرأيت من نسبتم إليه الضعف من أصحابنا، وتعطيلَ النظر، وقلتم: إنما يتخرص، فيلقى ما جاء على لسانه؛
هل كان تعطيل النظر: يُدخِل عليه أكثر من خلاف كتاب وسنة؟!
فقد جمعتَهما جميعا!!
أو: خلافِ معقول، أو قياس، أو تناقض قول؟!
فقد جمعتَه كله!!
فإن كان أخرجك - عند نفسك - من أن تكون مَلُوما على هذا، أنك أتيته، وأنت تعرفه؛
فلا أحسب لمن أتى ما ليس له، وهو يعرفه، عذرا عندنا.
لأنه: إذا لم يكن للجاهل بأن يقول، من قِبَل أنه يُخطئ، ولا يعلم؛
فأحسب العالِم غير معذور، بأن يخطئ، وهو يعلم"!!

[الأم (5/157-158)] ط الوفاء.
وفيه: " أنك "أبنته" وأنت تعرفه .."
وفي القديمة : " أنك "أبديته" ..".
وما أثبته: أقرب للسياق، وأليق لقوله بعد: " لمن أتى ..".
والله أعلم.
لا تعجل (على) "أستاذك" ...
ولا تعجل (عنه) ..
وخذ منه - ما أمكنك - : الدِّقَّ ... والجل!!
***
قَالَ لي يَوْمًا:
أعرب: زيد قَائِم.
فَقلت:
قد صرنا فِي مقَام الصغار؛
ونسأل عَن هَذَا ؟!!

فَقَالَ لي:
فِي (زيد قَائِم): مائَة وَثَلَاثَة عشر بحثا!!
فَقلت: لَا أقوم من هَذَا الْمجْلس، حَتَّى أستفيدها. فَأخْرج لي تَذكرته، فكتبتها مِنْهَا.
***
جلال الدين السيوطي (ت: 911هـ)، عن حاله مع شيخه: محيي الدين الكافِيَجي (ت: 879هـ).
تنبيه:
قال السيوطي في ضبط نسبة الشيخ:
" بكسر الفاء وفتح التحتية - وحرف من سكنها - ، وجيم؛
[نسبةً] إلى كافية ابن الحاجب؛
لكثرة قراءته وإقرائه لها.
فقه النقائض!!
***
كان الفرزدق وجرير قامتين سامقتين في الأدب العربي ..
إذا أطلق مصطلح النقائض في الأدب العربي ؛ فإنما يراد به : ذلك النتاج الأدبي المتبادل بين الخصمين اللدودين ، الكبيرين ؛ ما بين قائل منهما ، ومجيب؛ لتكتب هذه "النقائض" فصلا خاصا بها، من "تاريخ الأدب العربي"!!
مات الفرزدق – همَّام بنُ غالب (ت:110هـ)، قبل جرير -: ابن عطية، الخَطَفي اليربوعي-.
فرثاه جرير :
فلا وَضَعَتْ بعد الفرزدقِ حامل *
ولا ذات بَعْلٍ من نِفَاسٍ تَعَلَّتِ
هو الوافدُ الميمونُ ، والراتِقُ الثأيِ *
إذا النعل يوماً بالعَشيرة زَلَّتِ !!
ثم بكى ؛
ثم قال :
أما والله إني لأعلم أني قليل البقاء بعده ؛
ولقد كان نجمُنا واحدا ، وكل واحد منا مشغول بصاحبه.
وقلما مات ضِدٌّ ، أو صديقٌ : إلا تبعه صاحبه !!
وفي رواية : قلما تصاول فحلان ؛ فمات أحدهما ، إلا أسرع لحاق الآخر به !!
فكان كذلك ؛ مات بعد سنة !! [الأغاني] .
***
هكذا؛ هو شأن كثير من الخصومات، الأدبية، والفكرية، والعلمية أيضا.
يسعى ألد الخصمين، دائبا، في إذكاء الخصومة مع خصمه؛ لأن بقاءه، حيا، مذكورا؛ رهن ببقاء هذه الخصومة ... فإذا ماتت .. مات؛ وطواه النسيان!!
وهبه أنتج بعد ذلك "أدبا" و"فكرا"؛ فبدون "نار" هذه الخصومات، و"توابلها":
سوف "يبرُد" نَتاجه .. إلى حد الجمود .. ويموت .. أو "يَبُوخ" = فصيحة: يفسُد=.
***
وصنف آخر من الناس :
يعمى عن حقيقة وجوده ، وأنها كثيرا ما تكون : رهينة ببقاء خصمه !!
فيسعى ، ويسعى ، ويفرح ...
وينسى أنه قد : يَشرق من شدة الفرح ؛ فيموت !!
شكا رجل امرأته إلى أبي العيناء !!
فقال له أبو العيناء : أتحب أن تموت هي؟
قال: لا ؛ والله الذي لا إله إلا هو !!
قال: لمَ ، ويحك ، وأنت معذب بها؟!
قال: أخشى والله أن أموت ؛ من الفرح !!
***
فقل للذي يبقَى ، خلاف الذي مضى *
تجهزْ، لأخرى مثلِها؛ فكأنْ قَدِ !!
2024/05/02 02:23:41
Back to Top
HTML Embed Code: