Telegram Web Link
‏『أفضل وقت لقيام الليل』

أفضل أوقات الليل: ثُلُثه بعد نصفه

فإذا قُسم الليل إلى ستة أقسام، يكون السدس الأول والثاني والثالث في النصف الأول من الليل، والسدس الرابع والخامس هما الثلث الذي بعد النصف، وهو افضل أوقات الليل.
ويدل على ذلك حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَليهِ السَّلام كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا». [متفق عليه]

وعَنْ عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: «مَا أَلْفَاهُ السَّحَرَ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا. تَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ». [متفق عليه]
-أي أن النبي ﷺ كان ينام في السدس الأخير-.

وفي الثُلث بعد النصف يدرك نزول الرب عز وجل في السدس الخامس، لأن نزوله تبارك وتعالى يكون في الثلث الأخير من الليل كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَاركَ وَتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ». [متفق عليه]
『باب ذكر ما خص الله عز وجل به النبي ﷺ من المقام المحمود يوم القيامة』

قال محمد بن الحسين الآجري رحمه الله:

"اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الله عز وجل أعطى نبينا ﷺ، من الشرف العظيم والحظ الجزيل ما لم يعطه نبيا قبله مما قد تقدم ذكرنا له، وأعطاه المقام المحمود يزيده شرفا وفضلا، جمع الله الكريم له فيه كل حظ جميل من الشفاعة للخلق والجلوس على العرش، خص الله الكريم به نبينا ﷺ، وأقر له به عينه يغبطه به الأولون والآخرون سر الله الكريم به المؤمنين مما خص به نبيهم من الكرامة العظيمة والفضيلة الجميلة تلقاها العلماء بأحسن القبول فالحمد لله على ذلك، قال الله عز وجل لنبيه محمد ﷺ: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ ...

وأما حديث مجاهد في فضيلة النبي ﷺ، وتفسيره لهذه الآية: أنه يقعده على العرش، فقد تلقاها الشيوخ من أهل العلم والنقل لحديث رسول الله ﷺ، تلقوها بأحسن تلق، وقبلوها بأحسن قبول، ولم ينكروها، وأنكروا على من رد حديث مجاهد إنكارا شديدا وقالوا: من رد حديث مجاهد فهو رجل سوء.

قلت: فمذهبنا والحمد لله قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدم ذكرنا له، وقبول حديث مجاهد، وترك المعارضة والمناظرة في رده، والله الموفق لكل رشاد والمعين عليه."

[الشريعة للآجري ٤/‏١٦٠٤ — الآجري (ت ٣٦٠)]
فكيف لو أدركوا زماننا ؟
👍1
قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: "فَعَلَيْكُمْ بِالِاتِّبَاعِ لِأَئِمَّةِ الْهُدَى الْمَعْرُوفِينَ؛ فَقَدْ قَالَ بَعْضُ مَنْ مَضَى: كَمْ مِنْ أَمْرٍ هُوَ الْيَوْمَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُنْكَرًا عِنْدَ مَنْ مَضَى، وَمُتَحَبِّبٌ إِلَيْهِ بِمَا يُبْغِضُهُ عَلَيْهِ، وَمُتَقَرَّبٌ إِلَيْهِ بِمَا يُبْعِدُهُ مِنْهُ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ عَلَيْهَا زِينَةٌ وَبَهْجَةٌ."

[البدع والنهي عنها ١/‏٨٨]
يلي مستلم قناة فوائد عبد العزيز الريس كلما شعر بالملل ينشرلك مقطع تاريخ الحدادية
🤣6
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من فعل الكفر فهو كافر بعينه
مش الفعل كفر والفاعل إمام
قال ابن مسعود رضي الله عنه:

«عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهليه.

عليكم بالعلم؛ فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، أو يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم.

عليكم بالعلم، وإياكم والتبدع والتنطع، والتعمق، وعليكم بالعتيق»

[البدع والنهي عنها ١/‏٥٩]
Forwarded from فوائد فقهية
٣٢١ - ◇ سنن يوم الجمعة وأدلتها

١. الغسل
٢. التطيب
٣. التنظف
٤. التسوك
٥. لبس الثياب الحسنة
٦. التبكير إلى المسجد ماشيًا
٧. الدنو من الإمام
٨. كثرة الصلاة على النبي ﷺ
٩. الدعاء وتحري ساعة الاستجابة
١٠. قراءة سورة الكهف
١١. قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة


أدلتها:

١. عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ.» [متفق عليه]

٢. عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى». [أخرجه البخاري]

٣. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: «رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ..» الحديث [أخرجه البخاري]

٤. عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» [أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي]

٥. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». [متفق عليه]

٦. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: «تَسَارَعُوا إِلَى الْجُمُعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْرُزُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ أَبْيَضَ فَيَكُونُونَ مِنْهُ فِي الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي الدُّنْيَا، فَيُحْدِثُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ شَيْئًا لَمْ يَكُونُوا رَأَوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ.» [أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة]

٧. عن أوس بن أوس قال: قال النبي ﷺ: «إنَّ من أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعة فأكْثِرُوا علي مِن الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ..» الحديث [أخرجه أحمد وأبو داود]

٨. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً. لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ: وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ». [متفق عليه]

٩. عن أبي سعيد الخدري، أن النبي ﷺ قال: " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين." [أخرجه الحاكم والبيهقي وغيرهما، وقال الذهبي: وقفه أصح]

١٠. عَنْ أَبِي رَافِعٍ -التابعي تلميذ أبي هريرة رضي الله عنه- قَالَ: "مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ". [أخرجه الدارمي]
قال ابن الموصلي:

إن كان إثباتُ الصفاتِ جميعِهَا
من غيرِ كيفٍ موجبًا لومي

وأصيرُ تيميًّا بذلك عندكم
فالمسلمونَ جميعُهُم تَيْمِي

[مختصر طبقات الحنابلة - ت زمرلي ١/‏٦٤]
『نية المؤمن خير من عمله』

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

"نية المؤمن خير من عمله هذا قاله غير واحد بعضهم يرفعه وبيانه من وجوه:

أحدها: أن النية المجردة عن العمل يثاب عليها، والعمل بلا نية لا يثاب عليه.

الثاني: أن من رأى الخير وعمل مقدوره منه وعجز عن إكماله كان له أجر عامله؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم».

الثالث: أن القلب مَلك البدن، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث خبثت، والنية عمل الملك.

الرابع: أن توبة العاجز عن المعصية تصح عند أهل السنة؛ كتوبة المجبوب من الزنا وكتوبة الأخرس عن القذف، وأصل التوبة عزم القلب.

الخامس: أن النية لا يدخلها فساد؛ فإن أصلها حب الله ورسوله وارادة وجه الله، وهذا بنفسه محبوب لله ورسوله، مرضي لله ورسوله، والأعمال الظاهرية يدخلها آفات كثيرة.

ولهذا كانت أعمال القلوب المجردة أفضل من أعمال البدن المجردة،

كما قيل: قوة المؤمن في قلبه، وضعفه في جسمه، والمنافق عكسه."

[مختصر الفتاوى المصرية - ط ركائز ١/‏٤٧]
قال الجهمي أبو بكر بن العربي المالكي في (العواصم من القواصم):

"وقوله: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ يقال لهم [أهل السنة]: قال الله: ﴿ثم استوى على العرش﴾ ما العرش؟ وما معنى استوى؟ ... فلما قال: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ كان معناها هنا في المطلوب ثلاثة معان: معنى الرحمن، ومعنى استوى، ومعنى العرش.
فأما الرحمن فمعلوم لا خلاف فيه ولا كلام. وأما العرش فهو في العربية لمعان فأيها تريدون، وكذا استوى عليه، يحتمل خمسة عشر معنى في اللغة، فأيها تريدون؟ أو أيها تدعون ظاهرا منها؟"

قال ابن القيم رحمه الله في (الصواعق المرسلة):

"فيقال لهذا الجاهل الظالم الفاتن المفتون: ويلَك! ما ذنب الموحِّد الذي سمَّيتَه أنت وأصحابك مُشبِّهًا، وقد قال لك نفس ما قال الله، فوالله لو كان مُشبِّهًا - كما تزعم - لكان أولى بالله ورسوله منك؛ لأنه لم يتعدَّ النص.

وأمَّا قولك: «للعرش سبعة معانٍ أو نحوها، وللاستواء خمسة معانٍ». فتلبيسٌ منك، وتمويهٌ على الجُهال، وكذبٌ ظاهرٌ؛ فإنه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه إلَّا معنًى واحد، وإن كان للعرش من حيث الجملة عدة معانٍ، فاللام للعهد، وقد صار بها العرشُ مُعَيَّنًا، وهو عرش الربِّ ﷻ الذي هو سَرِير مُلكه، الذي اتفقت عليه الرُّسل، وأقرَّت به الأُمم إلَّا مَن نابَذَ الرُّسلَ.

وقولك: «الاستواء له عدَّة معانٍ». تلبيسٌ آخر؛ فإن الاستواء المُعدَّى بأداة «على» ليس له إلَّا معنًى واحد. وأمَّا الاستواء المطلق فله عدة معانٍ.

فإن العرب تقول: استوى كذا: إذا انتهى وكملَ. ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاَسْتَوَى﴾ [القصص: ١٣].

وتقول: استوى وكذا: إذا ساواه، نحو قولهم: استوى الماءُ والخشبةُ، واستوى الليلُ والنهارُ.

وتقول: استوى إلى كذا: إذا قصدَ إليه عُلوًّا وارتفاعًا، نحو: استوى إلى السطح والجبل.

واستوى على كذا أي: إذا ارتفع عليه وعلا عليه. لا تعرف العربُ غيرَ هذا.

فالاستواء في هذا التركيب نَصٌّ لا يحتمل غيرَ معناه، كما هو نصٌّ في قوله: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاَسْتَوَى﴾ [القصص: ١٣] لا يحتمل غيرَ معناه، ونصٌّ في قولهم: «استوى الليلُ والنهارُ» في معناه لا يحتمل غيره.

فدعوا التلبيس فإنه لا يُجدِي عليكم إلَّا مقتًا عند الله وعند الذين آمنوا."
👍21💯1
『ينزهون الله عز وجل أم يحطون من قدره؟』

ذكر ابن القيم أنواعًا للتأويل الفاسد الذي بنى عليه الجهمية دينهم، وقال:

"النوع التاسع: التأويل الذي يُوجِب تعطيل المعنى الذي هو في غاية العلوِّ والشرف، ويحطه إلى معنًى دونه بمراتبَ كثيرةٍ.

وهو شبيه بعزلِ سلطانٍ عن مُلكه، وتوليته مرتبةً دون المُلك بكثيرٍ. مثالُه تأويل الجهمية قولَه: ﴿وَهْوَ اَلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾، وقولَه: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ﴾، ونظائره بأنها فوقية الشرف، كقولهم: الدرهم فوق الفَلْس، والدينار فوق الدرهم.

فتأمَّلْ تعطيلَ المتأوِّلين حقيقةَ الفوقية المطلقة التي هي من خصائص الربوبية، وهي المستلزِمة لعظمة الربِّ ﷻ، وحطَّها إلى كَوْن قَدْره فوق قَدْر بني آدم، وأنه أشرفُ منهم.

وكذلك تأويلهم علوَّه بهذا المعنى، وأنه كعلوِّ الذهب على الفضة، وكذلك تأويلهم استواءَه على عرشه بقدرته عليه، وأنه غالب له.

فيالله العجب هل ضلَّت العقول، وتاهت الأحلام، وشكَّت العقلاءُ في كونه سبحانه غالبًا لعرشه قادرًا عليه، حتى يُخبِرَ به سبحانه في سبعة مواضعَ من كتابه مطردةٍ بلفظٍ واحدٍ، ليس فيها موضعٌ واحدٌ يُراد به المعنى الذي أبداه المتأوِّلون، وهذا التمدُّح والتعظيم كله لأجل أن يُعرِّفنا أنه قد غلب عرشَه وقدَرَ عليه، وكان ذلك بعد خلق السماوات والأرض!

أفترى أنه لم يكن سبحانه غالبًا للعرش قادرًا عليه في مدة تزيد على خمسين ألف سنةٍ، ثم تَجدَّدَ له ذلك بعد خَلْقِ هذا العالَم؟!"

[الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ط عطاءات العلم ١/‏٣٩ — ابن القيم (ت ٧٥١)]
شمخصة

*قال ابن عدي في الكامل:

(( شمخصة كان يدفع إلى الخراسانيين دراهم ليلعنوه فقيل له في ذلك فقال أشتهر في الدنيا وكان شمخصة صاحب الكرابيسي))

قلت:

ومع ذلك لما رد أحمد على ضلالات الكرابيسي لم يقل له:

((صاحبك شمخصة كذا وكذا))

بل رد رد علميا مع أن شمخصة هذا قليل أدب فقد كان يلعن الإمام أحمد ومع ذلك رفض أحمد أن يشتكي إلى السلطان، فقد روى الخلال في الأمر بالمعروف بسند صحيح:

أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ صَالِحًا ابْنَكَ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ هُوَ وَأَبُو يُوسُفَ إِلَى السُّلْطَانِ، فَيُخْبِرُوهُ بِقِصَّةِ شَمْخَصَةَ، أَنَّهُ شَتَمَكَ وَقَدْ أَشْهَدُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:

«قُلْ لَهُمْ لَا تَعَرَّضُوا لَهُ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى السُّلْطَانِ»

#فوائد_فقه_القرون
لماذا يرددون : أبغض الكفر ولا تبغض الكافر ؟ 👇
2025/10/25 17:36:07
Back to Top
HTML Embed Code: