يقول لك الأشعري أن الله عز وجل أراد منك أن تفهم أنه ليس فوق العرش إله يعبد، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا خلفه ولا أمامه، بقوله: ﴿قل هو الله أحد﴾، وقوله: ﴿ليس كمثله شيء﴾.

وأنه يقول: يا عبادي اعلموا أنى أردت منكم أن تعلموا أني لست فوق العالم، ولا تحته، ولا فوق العرش ولا ترفع الأيدي إلي ولا يعرج إلي شيء ولا ينزل من عندي شيء من قولي: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾،
ومن قولي: ﴿يخافون ربهم من فوقهم﴾،
ومن قولي: ﴿تعرج الملائكة والروح إليه﴾،
ومن قولي: ﴿بل رفعه الله إليه﴾،
ومن قولي: ﴿رفيع الدرجات ذو العرش﴾،
ومن قولي: ﴿وهو العلي العظيم﴾.

وأن تفهموا أنه ليس لي يدان من قولي: ﴿لما خلقت بيدي﴾،

وأراد إفهام كونه خلق آدم بقدرته ومشيئته بقوله: ﴿ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾

وأنه سبحانه لا عين له من قوله: ﴿ولتصنع على عيني﴾

وأراد عز وجل إفهام معنى: من ربك ومن تعبد، بقوله: «أين الله؟» وأشار بإصبعه إلى السماء مستشهدا بربه، وليس هناك رب وإله، وإنما أراد إفهام السامعين أن الله قد سمع قوله وقولهم، فأراد بالإشارة بأصبعه بيان كونه قد سمع قولهم،

فإنكم متى فهمتم من هذه الألفاظ حقائقها وظواهرها فهمتم خلاف مراده سبحانه وتعالى منكم أن تفهموا منها ما يدل على خلاف حقائقها وظواهرها.

وهذا فيه تكذيب لقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}.

فكيف يكون ميسرا وألفاظه لا يفهمها المخاطب؟ بل هو مطالب بفهم ما يدل على خلاف الظاهر؛ وهذا تعسيرٌ لا تيسير.

وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أنه لو كان الحق فيما يقوله هؤلاء النفاة، للزم من ذلك أن يكون الله سبحانه وتعالى قد أنزل في كتابه وسنة نبيه ﷺ من هذه الألفاظ ما يضلهم ظاهره ويوقعهم في التشبيه والتمثيل،

وأن يكون قد ترك بيان الحق والصواب ولم يفصح به، بل رمز إليه رمزا وألغزه إلغازا لا يفهم منه إلا بعد الجهد الجهيد،

وأن يكون قد كلف عباده ألا يفهموا من تلك الألفاظ حقائقها وظواهرها، وكلفهم أن يفهموا منها ما لا تدل عليه، ولم يجعل معها قرينة تفهم ذلك،

وأن ترك الناس من إنزال هذه النصوص كان أنفع لهم وأقرب إلى الصواب، فإنهم ما استفادوا بنزولها غير التعرض للضلال، ولم يستفيدوا منها يقينا ولا علما لما يجب لله ويمتنع عليه، إذ ذاك إنما يستفاد من عقول الرجال.

وأن يكون أفضل الأمة وخير القرون قد أمسكوا من أولهم إلى آخرهم عن قول الحق في هذا النبأ العظيم الذي هو من أهم أصول الإيمان، وذلك إما جهل ينافي العلم، وإما كتمان، ولقد أساء الظن بخيار الأمة من نسبهم إلى ذلك.

"فكشف عورات هؤلاء [الجهمية] وبيان فضائحهم من أفضل الجهاد في سبيل الله، وقد قال النبي ﷺ لحسان بن ثابت: «إن روح القدس معك ما دمت تنافح عن رسوله».

واعلم أنه لا يستقر للعبد قدم في الإسلام حتى يعقد قلبه على أن الدين كله لله، وأن الهدى هدى، وأن الحق دائر مع رسول الله ﷺ وجودا وعدما، وأنه لا مطاع سواه ولا متبوع غيره، وأن كلام غيره يعرض على كلامه فإن وافقه قبلناه، لا لأنه قاله بل لأنه أخبر به عن الله تعالى ورسوله، وإن خالفه رددناه، ولا يعرض كلامه ﷺ على آراء القياسيين ولا على عقول الفلاسفة والمتكلمين ولا أذواق المتزهدين، بل تعرض هذه كلها على ما جاء به، عرض الدراهم المجهولة على أخبر الناقدين، فما حكم بصحته فهو منه المقبول، وما حكم برده فهو المردود."

[مختصر الصواعق المرسلة ١/‏٥٠ — ابن الموصلي]

كثير يسأل ماذا أفعل في وقت فراغي

قال تعالى: "فإذا فرغت فانصب"

وانصب، أي انصب للصلاة والدعاء والعبادة عموما.

أحد الأشخاص ممن يكثرون من النشر حول طلب العلم وأخلاق طالب العلم -وهذا جيد-، كان يمدح شيخه، ويدافع عنه، وينصح به، وينشر الفوائد من دروسه، وينتفع بعلمه،

ثم فجأة وبسبب كلمة قالها له الشيخ -وهو حملها ما لا تحتمل-، ترك الشيخ، ووصفه بالكبر وسوء الخلق، وصار يتقرب إلى الله بهجره، وجعله ممن لا يؤخذ العلم عنه بعد أن كان شيخ الأثرية الأول !!

وهذه ثمرة الغلو والغلو العكسي، فقد نجعلك من أجهل الجاهلين بعد أن كنت إمام زمانك الذي لا مثيل له.

فالشيخ كغيره من الناس يغضب، وينفعل، وقد يزل يقع بالخطأ، وما هو بمعصوم، وواجبك كأحد طلابه المقربين أن تصارحه وتناصحه وتلتمس له العذر، ثم إن شئت تركه فافعل ولكن دون أن تسفل به وتظهره بمظهر الشيطان بعد أن كان عندك ملاكًا، ودون أن تنسى أن له عليك فضلا -بعد الله- وأنك انتفعت بعلمه، واتقِ الله واسعَ للانتفاع أنت أولا بما تنشره من آداب ومواعظ ونصائح لطلاب العلم؛ فإنك أولى بها.

مقالة «محاولة لترشيد النظر في مسائل الأسماء والأحكام» للشيخ أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي حفظه الله ووفقه

نسَّقها وصححَ نحوَها وإملاءَها: المعاذ بالله الأثري وفقه الله


مقالة مهمة في مسألة جليلة دقيقة كثُر فيها الخبط والتعصب

- المعاذ بالله الأثري:
https://www.tg-me.com/MoaadAtaree

أنهينا بفضل الله كتابَي الطهارة والصلاة بذكر ٦٥٠ - ٧٠٠ مسألة، وذلك خلال ٦ أشهر تخللها بعض الانقطاعات اليسرة، وسنشرع الأسبوع القادم بإذن الله بكتاب الجنائز، ثم ما يليه من أبواب فقه العبادات.

فإن كنتم تنتفعون بما يُنشر في القناة، إما بمعلومة جديدة، أو بمراجعة، فلا تبخلوا علينا بنشرها؛ لتعم الفائدة، واحتسبوا الأجر، فقد قال رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ».

[https://www.tg-me.com/fekhhanbali]

قال ابن القيم رحمه الله:

"فقاتل الله أصحاب التحريف والتبديل، ماذا حرموه من الحقائق الإيمانية والمعارف الإلهية، وماذا تعرضوا به من زبالة الأذهان، ونخالة الأفكار، وما أشبههم بمن كان غذاؤهم المن والسلوى بلا تعب فآثروا عليه الفوم والعدس والبصل، وقد جرت عادة الله سبحانه أن يذل من آثر على الأعلى، ويجعله عبرة للعقلاء.

فأولُ هذا الصنف إبليس، لعنه الله، ترك السجود لآدم كبرا فابتلاه الله تعالى بالقيادة لفساق ذريته،

وعباد الأصنام الذين لم يقروا بنبي من البشر ورضوا بآلهة من الحجر،

والجهمية نزهوا الله عن عرشه لئلا يحويه مكان ثم قالوا: هو في الآبار والأنجاس، وفي كل مكان،

وهكذا طوائف الباطل لم يرضوا بنصوص الوحي فابتلوه بزبالة أذهان المتحيرين، وورثة الصابئين وأفراخ الفلاسفة الملحدين."

[مختصر الصواعق المرسلة ١/‏٧٨]

قال ابن تيمية:

وَالْإِمَامُ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ كَانُوا يُحَذِّرُونِ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الَّذِي أَحْدَثَهُ ابْنُ كُلَّابٍ "يعني نفي الأفعال الاختيارية"، وَيُحَذِّرُونَ عَنْ أَصْحَابِهِ، وَهَذَا هُوَ سَبَبُ تَحْذِيرِ الْإِمَامِ أَحْمَد عَنْ الْحَارِثِ الْمُحَاسِبِيَّ وَنَحْوِهِ مِنْ الْكُلَّابِيَة.

وَلَمَّا ظَهَرَ هَؤُلَاءِ ظَهَرَ حِينَئِذٍ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى إثْبَاتِ الصِّفَاتِ مَنْ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِصَوْتِ، فَأَنْكَرَ أَحْمَد ذَلِكَ وَجَهَّمَ مَنْ يَقُولُهُ، وَقَالَ: "هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةُ إنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى التَّعْطِيلِ"

وَرَوَى الْآثَارَ فِي أَنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ، وَكَذَلِكَ أَنْكَرَ عَلَى مَنْ يَقُولُ إنَّ الْحُرُوفَ مَخْلُوقَةٌ

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي " كِتَابِ السُّنَّةِ ": قُلْت لِأَبِي: إنَّ هَهُنَا مَنْ يَقُولُ إنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَؤُلَاءِ جهمية زَنَادِقَةٌ إنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى التَّعْطِيلِ وَذَكَرَ الْآثَارَ فِي خِلَافِ قَوْلِهِمْ

📖| مجموع الفتاوى 368/12

أنا مرة مع دوْل ومرة مع دول

لو لم يسكّنوه ويمسكوه عنه لقتله !

أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في «ذمّ الكلام»:

- [١٢٨٣] سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول: كنت مع الشيخ أبي محمد بن أبي شريح في طريق غور، فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال، فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر.
فقال: هو ولدك، قال رسول الله ﷺ: (الولد للفراش) فعاوده، فرد عليه كذلك.
فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا، فقال: هذا الغزو، وسل عليه السيف، فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول.
____
هو الإمام، القدوة، المحدّث، مسند هراة وعالمها… صاحب حديث وعلم وجلالة. توفي سنة (٣٩٢ هـ).

عَن الشّعبِيّ أَن شريحًا قَالَ:

إِنِّي لأصاب الْمُصِيبَة فَأَحْمَد الله عَلَيْهَا أَربع مَرَّات:

أَحْمَده إِذْ لم يكن أعظم مِنْهَا،

وأحمده إِذْ رَزَقَنِي الصَّبْر عَلَيْهَا،

وأحمده إِذْ وفقني للاسترجاع لما أَرْجُو من الثَّوَاب،

وأحمده إِذْ لم يَجْعَلهَا فِي ديني.

[الكبائر للذهبي ١/‏١٩٦]

عندما حاجّ إبراهيم عليه السلام قومه وذكر آلهتهم بسوء، خوفوه منها وحذروه من أن تمسّه بمكروه،

فقال لهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف: ٨٢-٨٣]

فتعجب إبراهيم عليه السلام كيف لهم أن يخوفوه من آلهتهم العاجزة التي جعلوها لله ندا وهي لا تنفع ولا تضر ولم تقدر حتى على حماية نفسها، وهم في نفس الوقت لا يخافون من الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي خلقهم وهو يرزقهم والذي يحيي ويميت ويضر وينفع والذي إن شاء أهلكهم جميعًا في طرفة عين، إذ أشركوا به وجعلوا له أندادا عبدوها من دونه، وليس لهم حجة ولا عذر ولا برهان.

فسألهم: من الأحق بالأمن؟
من وحد الله وعبده حق عبادته ولم يخف سواه،
أم من يشرك بالله ويخاف أصنامًا لا تضر ولا تنفع؟

فجاء الجواب من الله عز وجل أن الذي آمن بالله وحده لا شريك له فأطاع أوامره وانتهى عمّا نُهي عنه، ولم يشرك بالله ولم يخف إلا إياه عز وجل؛ هو الأحق بالأمن ممن ظلم نفسه بالشرك وعبادة الأوثان.

وهذا يذكرني بكلام بعض المخالفين اليوم وهم يقولون مثلا: ألا تخشى الوقوف بين يدي الله وأنت تكفر الإمام السيوطي؟

فهل نحن أولى بالخوف من لقاء الله عز وجل أم هذا المشرك القبوري الجهمي الذي يعبد غير الله ويستغيث بالنبي والأولياء ويعطل صفات ربنا تبارك وتعالى؟

وهل الأولى بالخوف من آمن بأن الله في السماء مستوٍ على عرشه كما أخبرنا، وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه يتكلم، وينزل إلى السماء الدنيا، ويفعل ما شاء متى شاء، وأن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة عيانًا كما يرون الشمس والقمر وهذا هو النعيم الأعظم، أم من نفى علو الله عز وجل ونفى عنه صفات الكمال التي أثبتها الله لنفسه؟

وهل الأحق بالأمن من دافع عن هذا وأمثاله وجعله إمامًا للمسلمين وأمرهم بتعظيمه وتقديره واتباعه، وجعل شِركه وتشبيهه لله بالعدم ووصفه بأبشع الأوصاف زَلةً تُغتفر، ثم بدّع وطعن بالموحد السني، أم من كفّر جهميا مشركًا تعظيمًا لله ودفاعًا عن دينه؟؟

هذه رسالة قصيرة فيها تعليقات وخواطر حول بعض مسائل الطهارة والنظافة الشخصية من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي قد تحتاج إليها شريحة واسعة من الشباب المسلم، أضعها بين أيديكم طالبا منكم الدعاء لنا بأن يتقبل الله منا هذا العمل المتواضع ويجعله خالصا لوجهه الكريم