Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كلما قرأت المزيد عن الأندلس من المخطوطات والوثائق التاريخية الموثقة كلما قلَّ استغرابي عن سبب هذه العلاقة الوطيدة بين الدمشقيين والأندلس ؟! نعم .. لقد كانت دمشق هي الأم الشرعية لحضارة الأندلس .. فالوليد بن عبد الملك الأموي القرشي هو الذي أمر من دمشق بفتحها .. وصقر قريش عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي هو من خرج من دمشق وجعل من قرطبة جوهرة العالم في زمانها نسخة طبق الأصل عنها .. والصنّاع والزرّاع والعلماء من الشام هم من أسسوا النواة التي بُنيت عليها هذه الحضارة التي استمرت لثمانية قرون ..
[ أنا الأندلسي الأخير
الذي جاء يطالب بحصته
من ثياب أبيه ..
وخصلة من شعر أمه ..
وقصيدة من ديوان ابن زيدون ..
وخاتم من خواتم ولادة بنت المستكفي ..
و آخر خيط من خيوط السجادة
التي صلى عليها عبد الرحمن الداخل ..
‏على مدار التاريخ العربي والإسلامي، ساهم علماء ومفكرون ومخترعون في بناء الحضارة الانسانية بافكارهم وأبحاثهم ودراساتهم واختراعاتهم.لم يكونوا من أرباب الكلام ، كما كثير منهم اليوم ،كانوا أهل فعل وفعل مؤثر في أحوال أمتهم.
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.
*من لم يستلهم العبر من أحداث التاريخ ...حُكم عليه أن يعيش مساوئه مرة أخرى* ....

كان هناك فى بدايات القرن الثانى عشر الميلادى ....ملكاً قوياً يحكم مملكة أراجون فى شمال إسبانيا....يسمى ألفونسو المحارب..
كان هدفه الأساسي القضاء على الأندلس ...

و قد بدء بعروس شمال شرق إسبانيا الأندلسية....و هى مدينة سرقسطه الجميلة ...التى حكمها المسلمون أكثر من أربعة قرون ...
و مازالت آثارها ..الأندلسية تقف شامخه للآن ..مثل قصر الجعفرية ...

المهم ....نعود للسياق...
كان حاكم سرقسطة فى ذلك الوقت الأمير المرابطي(المغربي) الشجاع عبد الله بن مزدلي ...
و عندما أراد ألفونسو المحارب حصارها ..*تصدى له الأمير عبد الله...مع إخوانه من أمراء بعض ولايات الأندلس مثل الأمير تميم صاحب بلنسية(فالنسيا الآن)* ..*و الأمير يحيي بن تاشفين صاحب قرطبة* ...و اتجهت الجموع نحو مدينة لارده....فى شمال سرقسطة....فوقع قتال شديد ...انهزم فيه ألفونسو المحارب... و خسر ما يزيد عن عشرة آلاف من فرسانه ...

ماذا فعل ألفونسو المحارب بعد ذلك ؟؟
استغاث بأوروبا ...و اكسب حملته الطابع الصليبي ...فأتوا أليه كالنمل و الجراد من فرنسا و ما حولها ..
بالطبع ...كانت الجيوش الإسلامية...قد انفضت عن سرقسطة...بعد المعركة السابقة ...

حاصر الصليبيون المدينة سبعة أشهر كاملة ...*أذاقوا أهلها فيها كل صنوف العذاب ...و فنيت الأقوات و هلك الناس ..و لم تصلهم أى إمدادات أو مؤن ممن حولهم من المسلمين*.....

و زاد الأمر سوءا بوفاة واليها عبد الله بن مزدلي ...

المدهش فى الأمر ما يلي ..

عندما يئس الناس فى المدينة من وصول النجدة لهم ...*راسلوا ملك أراجون ألفونسو المحارب....و طلبوا منهم أن يرفع عنهم القتال إلى أجل معين ...فإن لم يأت من ينجدهم ....أخلوا له المدينة ...و أسلموها أليه* ....

و المفاجأة.....أنه وافق على ذلك 😳
*و مضى الأجل ...و لم يتلقوا أى معونه* ...

فسلموا له سرقسطة...فى ديسمبر سنة ١١١٨ ميلادية.. 😔
و عندما دخل ألفونسو المحارب و حلفاؤه المدينة ...غادرها معظم المسلمين...
و قام بتحويل مسجدها الجامع إلى كنيسة ...
كان المريض في الأندلس الإسلامية يعالج بالمجان
ويحصل كل مريض يتماثل للشفاء على مبلغ خمسة دنانير (ما يقارب 350 دولار) وملابس جديدة مجانية ويمنح عطلة مدفوعة الأجر حتى يستعيد عافيته إذا كان موظفا بالدولة..
بعد أن سقطت #غرناطة في أيدي النصارى الأسبان عام 1492م، ورأي الملك فرناندو الكاثوليكي قصر الحمراء، قال عن قصره الملكي في إشبيلية: "إنما هو إسطبل تبن"

- ‏رغم أن مساحة غرناطة لا تتجاوز ثمن مساحة
#الأندلس الإسلامية، إلا أن اجتياح الصليبيين لها قد استغرق قرنين ونصف، وتعاقب عليه أربع ممالك أسبانية حتى انتزعوها من المسلمين
بينما لم يستغرق فتح طارق بن زياد لها سوى أسبوعين..!
https://www.tg-me.com/tarikh897
*مشاعر زائر*

.محمد عيدروس.

بعد أن وصلت إلى قرطبة، سارعت بخطواتي نحو مسجد قرطبة الكبير ماراً بين أزقة و شوارع لم تكن إلا أسطراً من التأريخ ، هذا المعلم الشاهد على عصر ذهبي كان فيه الإسلام والعلم متداخلين كنسيج واحد في الأندلس. كانت لحظة الوصول أشبه بلقاء بين عاشقين بعد طول غياب، لحظة اجتمع فيها الماضي بالحاضر، تلتها دمعة انحدرت على وجهي وغصة تشبّثت في حلقي وأنا أتأمل مئذنته وساحاته الخضراء. لم يكن هذا مجرد مسجد، بل كان رمزاً لأمة تعالت فيها الحضارة والمعرفة، واستمدت قوتها من تناغم العلم والدين.

عند دخولي، رأيت التاريخ ينبعث من كل ركن، الإسلام هنا يتحدث، يكشف عن عظاته التي نقلت للعالم العلوم والفنون والفكر. لم تكن الأعمدة مجرد أحجار، ولا الزخارف مجرد نقوش، بل شعرت وكأنني أسافر عبر ألف عام، حيث تدور في ذهني مشاهد صلاة صفوف طويلة منتظمة، وحلقات علم تزدحم بالنقاش، وزوايا ذكر تفيض بالتكبير والتهليل. خيّل لي أنني أسمع أزيز العلماء في نقاشاتهم حول الطب والفلسفة والكيمياء والزراعة، وكأن أصواتهم تهز جدران المكان لتخبرنا أن الإسلام كان يوماً منارة العالم.

رأيت الرجال بعماماتهم وجلابيبهم يسيرون بوقار بين الأعمدة؛ هذا يهرع إلى حانوته المجاور، وذاك إلى بستانه ليرويها ويهتم بها، وجوه مضيئة بسمات الرضا والحكمة. وفي أحد الجوانب، رأيت النساء يجتمعن بحب وشغف لمناقشة العلم، وتبادل المعرفة، بينما الأطفال يلهون ويملؤون المكان بصيحاتهم التي كانت في أذني أشبه بنغم أندلسي عذب، يلامس القلب ويوقظ الذكريات.

ثم تَصوَّرت المحراب، حيث يدخل الخليفة من الباب الأيمن، بخطوات مهيبة، يتوجه نحو الصفوف الأولى ليؤم الناس، والجند يمشون بجانبه، يحملون رايات الأمة بفخر، لكن بقلوب خاشعة لله. لم يكن هذا مجرّد مسجد، بل كان عالماً بذاته، مكاناً يشهد على زمن امتزجت فيه روح الفتوحات بالعقل والبحث العلمي، حتى أصبح الأندلس أعظم مراكز المعرفة في العالم، يحمل راياته علماء مثل ابن رشد والزهراوي وابن طفيل، الذين أسسوا حضارة امتدت تأثيراتها إلى أوروبا والعالم أجمع.

لم أتمالك نفسي من الرغبة في الجلوس، فألقيت بجسدي متربعاً على الأرض، أشعر أنني في حضرة تاريخ عظيم، وأنني أسجد بقلبي لله شاكراً، في مكان كانت تسجد فيه قلوب لا تُحصى من العظماء. لكن سرعان ما اقترب مني أحد الموظفين، طالباً مني الوقوف، وكأنه يقرأ ما بداخلي، وكأنه يريد أن يقول: “لم يعد هنا مكانٌ للمشاعر التي أضعتَها بيدك.”

شعرت وكأني جالس أمام فتوى ابن حزم، وأسمع تفسير القرطبي، وأرى ابن رشد مستغرقاً في فلسفته، وأشاهد الزهراوي يعلم الطب، وابن طفيل يروي قصة “حي بن يقظان”، والغافقي يتفقد الحصون بخيوله وجنوده، وكأن روح عبد الرحمن الداخل ترفرف في أرجاء المسجد مثل صقرٍ يحيي مجده.

أردت أن أضم أعمدة هذا المكان إلى صدري، لعلها تخفف من لوعة الشوق وألم الفراق، وأحسست أنني على أعتاب تاريخٍ صعب أن يعود ، لكنه ترك بصمةً أبديةً في قلوبنا، في هذا المكان الذي يتحدث عن أمة عظيمة كانت يوماً، وعلّمت العالم العلم والحكمة، وملأت الأرض نوراً.
‏صورة من مشعل الحذيفي
تخيل معي مدينة قُرطبة سنة 350 هجرية قبل وفاة عبد الرحمن الناصر أي منذ أكثر من 1000 سنة .
كان بها :
-كان بها 28 ضاحية ( حي ) ، تخيل إتساع المدينة .
-كان بها 13 ألف دار ، دار يشبه الڤيلا بحديقة صغيرة أمام الدار .
-كان بها 3 آلاف مسجد .
-كان بها نصف مليون مواطن ، كانت المدينة الثانية على مستوى العالم في تعداد السكان ، المدينة الأولى هي بغداد كان تعداد سكانها 3 مليون مواطن ، والمدينة الثالثة كانت أشبيلية 400 ألف مواطن ، كانت أعظم مدن العالم كثافة وحضارة .
-كانت الشوارع مرصوفة بالحجارة ، وكانت قُرطبة المدينة الوحيدة في أوروبا جميع شوارعها مرصوفة .
-كانت المدينة الوحيدة في أوروبا تُضيء جميع شوارعها ليلًا دون انقطاع .
-كان بها أسواق متخصصة كثيرة على مدار الأسبوع منها ، سوق للسلاح ، سوق للذهب ، سوق للكتب ، سوق للزهور ، سوق للخضار والفاكهة ، سوق للحيوانات ، سوق للصناعات الكيميائية ، سوق للأدوية وأسواق كثيرة متعددة .
-الجامعات العلمية ( الجامعة الأموية / جامعة قُرطبة وكانت أعظم جامعات العالم ) .
-المستشفيات ، باريس بنت أول مستشفى لها بعد 700 عام من بناء المستشفيات في قُرطبة ، فكانت قُرطبة بها 50 مستشفى من بينهم مستشفيات تخصصية كان يأتيهم المرضى من كل أنحاء أوروبا للعلاج بمستشفيات قُرطبة .

كانت قُرطبة تُسمى جوهرة العالم ، وكان الناس ( مسلمين وغير مسلمين ) يذهبون لقُرطبة كسياحة ليشاهدوا مدينة الزهراء مسجد قُرطبة ، قنطرة قُرطبة ، مكتبة قُرطبة ، جامعة قُرطبة .
تخيل معي هذا كان في مدينة واحدة عاصمة الأندلس .
---------------------------------------------
المصادر :
قصة الإسلام / د . راغب السرجاني .
قصة العرب في اسبانيا / ستانلي لين بول .
للمهتمين هكذا يمكنك أن تحول أى تاريخ ميلادى إلى هجرى والعكس ..

#زيارة_للتاريخ
2025/07/03 05:00:41
Back to Top
HTML Embed Code: