Telegram Web Link
﴿ وَإِذا سَمِعُوا اللَّغوَ أَعرَضوا عَنهُ وَقالوا لَنا أَعمالُنا وَلَكُم أَعمالُكُم سَلامٌ عَلَيكُم لا نَبتَغِي الجاهِلينَ ﴾

ما أفصح عنه هو قول من آمن بالقرآن من أهل الكتاب حين قالوا : (لا نبتغي الجاهلين) من أن ذلك خلقهم: أنهم يتطلبون العلم، ومكارم الأخلاق.

[ التحرير والتنوير - ابن عاشور ]
﴿ سَلامٌ عَلَيكُم لا نَبتَغِي الجاهِلينَ ﴾

(سلام عليكم) معناه هنا: المتاركة والمباعدة لا التحية، أو كأنه سلام الانصراف والبعد. (لا نبتغي الجاهلين) أي: لا نطلبهم للجدال والمراجعة في الكلام.

[ التسهيل لعلوم التنزيل - ابن جزي ]
﴿ إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهدي مَن يَشاءُ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ ﴾

فيقولون إن الاهتداء الذي في القلب لا يقدر عليه إلا الله، ولكن العبد يقدر على أسبابه، وهو المطلوب منه بقوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم)، وهو المنفي عن الرسولصلى الله عليه وسلم بقوله: (إنك لا تهدي من أحببت).

‏[ الجامع لتفسير الإمام - ابن تيمية ]
﴿ وَقالوا إِن نَتَّبِعِ الهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّف مِن أَرضِنا أَوَلَم نُمَكِّن لَهُم حَرَمًا آمِنًا يُجبى إِلَيهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيءٍ رِزقًا مِن لَدُنّا وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمونَ ﴾

لا وجه لخوف من التخطف إن آمنوا؛ فإنهم لا يخافون منه وهم عبدة أصنام، فكيف يخافون إذا آمنوا وضموا حرمة الإيمان إلى حرمة المقام؟!

[ روح المعاني - اﻷلوسي ]
﴿ وَكَم أَهلَكنا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعيشَتَها فَتِلكَ مَساكِنُهُم لَم تُسكَن مِن بَعدِهِم إِلّا قَليلًا وَكُنّا نَحنُ الوارِثينَ ﴾

ومعنى بطرهم لها: أنهم شقوها بمجاوزة الحد في المرح، والأشر والفرح، إلى أن تعدوها فأفسدوها، وكفروها فلم يشكروها، بل فعلوا في تلقيها فعل الحائر المدهوش، فلم يحسنوا رعايتها.

[ نظم الدرر - البقاعي ]
﴿ وَما أوتيتُم مِن شَيءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَزينَتُها وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى أَفَلا تَعقِلونَ ﴾

(فمتاع الحياة الدنيا وزينتها): فهو شيء شأنه أن يتمتع به، ويتزين به أياما قلائل. ويشعر بالقلة لفظ المتاع، وكذا ذكر أَبْقى في المقابل. وفي لفظ الدنيا إشارة إلى القلة والخسة. (وما عند الله) في الجنة؛ وهو الثواب، (خير) في نفسه من ذلك؛ لأنه لذة خالصة وبهجة كاملة. (وأبقى) لأنه أبدي، وأين المتناهي من غير المتناهي. (أفلا تعقلون) أي: ألا تتفكرون فلا تفعلون هذا الأمر الواضح، فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

[ روح المعاني - اﻷلوسي ]
﴿ وَما أوتيتُم مِن شَيءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَزينَتُها وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى أَفَلا تَعقِلونَ ﴾

قال السعدي في تفسيره : فدل ذلك أنه بحسب عقل العبد يؤثر الأخرى على الدنيا، وأنه ما آثر أحدٌ الدنيا إلا لنقص في عقله.
وقال الطبري : وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها.

[ جامع البيان لتأويل القرآن - الطبري ]
﴿ قالَ الَّذينَ حَقَّ عَلَيهِمُ القَولُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذينَ أَغوَينا أَغوَيناهُم كَما غَوَينا تَبَرَّأنا إِلَيكَ ما كانوا إِيّانا يَعبُدونَ ﴾

(ربنا هؤلاء): إشارة إلى الأتباع. (الذين أغوينا) أي: أوقعنا الإغواء - وهو الإضلال- بهم بما زينا لهم من الأقوال التي أعاننا على قبولهم أنها منا، مع كونها ظاهرة العوار، واضحة العار، ما خولتنا فيه في الدنيا من الجاه والمال. ثم استأنفوا ما يظنون أنه يدفع عنهم، فقالوا: (أغويناهم) أي: فغووا باختيارهم.

[ نظم الدرر - البقاعي ]
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿٦٥﴾ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَنۢبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَآءَلُونَ ﴾

يقول: فخفيت عليهم الأخبار؛ من قولهم: قد عمي عني خبر القوم: إذا خفي. وإنما عني بذلك أنهم عميت عليهم الحجة، فلم يدروا ما يحتجون؛ لأن الله تعالى قد كان أبلغ إليهم في المعذرة، وتابع عليهم الحجة، فلم تكن لهم حجة يحتجون بها، ولا خبر يخبرون به، مما تكون لهم به نجاة ومخلص.

[ جامع البيان لتأويل القرآن - الطبري ]
﴿ فَأَمّا مَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَعَسى أَن يَكونَ مِنَ المُفلِحينَ ﴾

وعسى من الله موجبة؛ فإن هذا واقع بفضل الله ومنته لا محالة.

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]
﴿ وَرَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَيَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ ﴾

قال بعض العلماء: لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك؛ بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة .

[ الجامع لأحكام القرآن - القرطبي ]
﴿ قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ اللَّيلَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِضِياءٍ أَفَلا تَسمَعونَ ﴾

ومن أبدع الاستدلال أن اختير للاستدلال على وحدانية الله هذا الصنع العجيب المتكرر كل يوم مرتين، والذي يستوي في إدراكه كل مميز، والذي هو أجلى مظاهر التغير في هذا العالم.

[ التحرير والتنوير - ابن عاشور ]
﴿ قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ النَّهارَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِلَيلٍ تَسكُنونَ فيهِ أَفَلا تُبصِرونَ ﴾

في هذه الآيات تنبيه إلى أن العبد ينبغي له أن يتدبر نِعَم الله عليه، ويتبصر فيها، ويقيسها بحال عدمها؛ فإنه إذا وازن بين حالة وجودها وبين حالة عدمها تنبه عقله لموضع المنة، بخلاف من جرى مع العوائد، ورأى أن هذا أمر لم يزل مستمراً، ولا يزال، وعميَ قلبه عن الثناء على الله بنِعَمِهِ، ورؤية افتقاره إليها في كل وقت، فإن هذا لا يحدث له فكره شكراً ولا ذكراً.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]
﴿ وَمِن رَحمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لِتَسكُنوا فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴾

ثم ذكر عز وجل انقسام الليل والنهار على السكون وابتغاء الفضل بالمشي والتصرف، وهذا هو الغالب في أمر الليل والنهار، فعدد النعمة بالأغلب، وإن وجد من يسكن بالنهار، ويبتغي فضل الله بالليل، فالشاذ النادر لا يعتد به.

[ المحرر الوجيز - ابن عطية ]
2025/07/05 19:54:35
Back to Top
HTML Embed Code: