﴿ وَلَيَحمِلُنَّ أَثقالَهُم وَأَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم ﴾

إخبار عن الدعاة إلى الكفر والضلالة؛ أنهم يحملون يوم القيامة أوزار أنفسهم، وأوزاراً بسبب ما أضلوا الناس، من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيئاً.

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]

﴿ وَلَيَحمِلُنَّ أَثقالَهُم وَأَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم ﴾

فالذنب الذي فعله التابع لكلٍّ من التابع والمتبوع حصته منه؛ هذا لأنه فعله وباشره، والمتبوع لأنه تسبب في فعله ودعا إليه، كما أن الحسنة إذا فعلها التابع له أجرها بالمباشرة، وللداعي أجره بالتسبب.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]

﴿ وَلَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسينَ عامًا فَأَخَذَهُمُ الطّوفانُ وَهُم ظالِمونَ ﴾

والنكتة في اختيار السنة: أولا أنها تطلق على الشدة والجدب بخلاف العام، فناسب اختيار السنة لزمان الدعوة الذي قاسى توح - عليه السلام - فيه ما قاسى من قومه.

[ روح المعاني - اﻷلوسي ]

﴿ وَلَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم أَلفَ سَنَةٍ إِلّا خَمسينَ عامًا فَأَخَذَهُمُ الطّوفانُ وَهُم ظالِمونَ ﴾

فأنت يا محمد، لا تأسف على من كفر بك من قومك، ولا تحزن عليهم؛ فإن الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وبيده الأمر، وإليه ترجع الأمور.

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]

﴿ فَأَنجَيناهُ وَأَصحابَ السَّفينَةِ وَجَعَلناها آيَةً لِلعالَمينَ ﴾

لأن من لم يشاهد بقايا سفينة نوح يشاهد السفن فيتذكر سفينة نوح، وكيف كان صنعها بوحي من الله لإنجاء نوح ومن شاء الله نجاته، ولأن الذين من أهل قريتها يُخبرون عنها، وتنقل أخبارهم فتصير متواترة.

[ التحرير والتنوير - ابن عاشور ]

﴿ إِنَّما تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ أَوثانًا وَتَخلُقونَ إِفكًا ﴾

قال: (أوثاناً) جمع الأوثان في الآية إشارة إلى تفرق الهم بكثرة المعبود، والكثرة يلزمها الفرقة، ولا خير في الفرقة.

[ نظم الدرر - البقاعي ]

﴿ فَابتَغوا عِندَ اللَّهِ الرِّزقَ وَاعبُدوهُ وَاشكُروا لَهُ إِلَيهِ تُرجَعونَ ﴾

(فابتغوا) وأشار بصيغة الافتعال إلى السعي في تحصيل الرزق ؛ لأنه أجرى عادته سبحانه أنه في الغالب لا يؤتيه إلا بكد من المرزوق وجهد: إما في العبادة والتوكل، وإما في السعي الظاهر في تحصيله بأسبابه الدنيوية، (والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني).

[ نظم الدرر - البقاعي ]

﴿ قُل سيروا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ﴾

(فانظروا كيف بدأ الخلق): على كثرتهم وتفاوت هيئاتهم، واختلاف ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم، وانظروا إلى مساكن القرون الماضية وديارهم وآثارهم، كيف أهلكهم؛ لتعلموا بذلك كمال قدرة الله.

[ الجامع لأحكام القرآن - القرطبي ]

﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَيَرحَمُ مَن يَشاءُ وَإِلَيهِ تُقلَبونَ ﴾

أي: ترجعون إلى الدار التي بها تجري عليكم أحكام عذابه ورحمته، فاكتسبوا في هذه الدار ما هو من أسباب رحمته من الطاعات، وابتعدوا من أسباب عذابه وهي المعاصي.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]

﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَيَرحَمُ مَن يَشاءُ وَإِلَيهِ تُقلَبونَ ﴾

وابتديء بذكر العقاب لأن الخطاب جار مع منكري البعث الذين حظهم فيه هو التعذيب.

[ التحرير والتنوير - ابن عاشور ]

﴿ وَالَّذينَ كَفَروا بِآياتِ اللَّهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسوا مِن رَحمَتي وَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ ﴾

يحتمل أن يكون يأسهم في الآخرة، أو يكون وصف لحالهم في الدنيا؛ لأن الكافر يائس من رحمة الله، والمؤمن راج خائف.

[ التسهيل لعلوم التنزيل - ابن جزي ]

﴿ فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا اقتُلوهُ أَو حَرِّقوهُ ﴾

وذلك لأنهم قام عليهم البرهان، وتوجهت عليهم الحجة، فعدلوا إلى استعمال جاههم وقوة ملكهم.

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]

﴿ فَأَنجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ ﴾

ولم يجعل آية واحدة لأنه آية لكل من شهده من قومه، ولأنه يدل على قدرة الله، وكرامة رسوله، وتصديق وعده، وإهانة عدوه، وأن المخلوقات كلها جليلها وحقيرها مسخرة لقدرة الله تعالى.

التحرير والتنوير - ابن عاشور ]

﴿ وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذتُم مِن دونِ اللَّهِ أَوثانًا مَوَدَّةَ بَينِكُم فِي الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ وَيَلعَنُ بَعضُكُم بَعضًا ﴾

ويدخل في هذا كل من وافق أصحابه من أهل المعاصي أو البطالة على الرذائل ليعُدُّوه حسن العشرة مهذب الأخلاق لطيف الذات، أو خوفاً من أن يصفوه بكثافة الطبع وسوء الصحبة، ولقد عم هذا لعمري أهل الزمان ليوصفوا بموافاة الإخوان ومصافاة الخلان، معرضين عن رضى الملك الديان.

نظم الدرر - البقاعي ]

📌أقوال مأثورة، و درر منثورة، و فوائد مستقاة ، من أنفس ماخط القلم من أقوال السلف، بهدف إحياء القلوب، و تعزيز القيم . ⤵️⤵️⤵️