محرمات استهان بها الناس

5 ــ هجر المسلم فوق ثلاثة أيام دون سبب شرعي:

من خطوات الشيطان إحداث القطيعة بين المسلمين وكثيرون أولئك الذين يتبعون خطوات الشيطان فيهجرون إخوانهم المسلمين لأسباب غير شرعية إما لخلاف مادي أو موقف سخيف وتستمر القطيعة دهرا وقد يحلف أن لا يكلمه وينذر أن لا يدخل بيته وإذا رآه في طريق أعرض عنه وإذا لقيه في مجلس صافح من قبله ومن بعده وتخطاه وهذا من أسباب الوهن في المجتمع الإسلامي ولذلك كان الحكم الشرعي حاسما والوعيد شديدا فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار "
📚 رواه أبو داود 5/215 وهو في صحيح الجامع 7635 .

وعن أبي خراش الأسلمي رضي الله عنه مرفوعا: " من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه "
📚 رواه البخاري في الأدب المفرد حديث رقم 406 وهو في صحيح الجامع 6557 .

ويكفي من سيئات القطيعة بين المسلمين الحرمان من مغفرة الله عز وجل فعن أبي هريرة مرفوعا: " تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا أو أركوا ( يعني أخروا ) هذين حتى يفيئا "
📚 رواه مسلم 4/1988 .

ومن تاب إلى الله من المتخاصمين فعليه أن يعود إلى صاحبه ويلقاه بالسلام فإن فعل وأبى صاحبه فقد برئت ذمة العائد وبقيت التبعة على من أبى، عن أبي أيوب مرفوعا: " لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام "
📚 رواه البخاري فتح الباري 10/492 .

أما إن وجد سبب شرعي للهجر كترك صلاة أو إصرار على فاحشة فإن كان الهجر يفيد المخطئ ويعيده إلى صوابه أو يشعره بخطئه صار الهجر واجبا، وأما إن كان لا يزيد المذنب إلا إعراضا ولا ينتج إلا عتوا ونفورا وعنادا وازديادا في الإثم فعند ذلك لا يسوغ الهجر لأنه لا تتحقق به المصلحة الشرعية بل تزيد المفسدة فيكون من الصواب الاستمرار في الإحسان والنصح والتذكير.

يتبع...
عشر دعوات جامعة لخيري الدنيا واﻵخرة :

1- اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار .

📚 [ متفق عليه ]


2- اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دِقّهُ وجِلّهُ ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره .

📚[ رواه مسلم ]


3- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .

📚[ روه مسلم ]


4- اللهم إني أعوذ بك من جَهْد البلاء ودَرَك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.

📚[ متفق عليه ]


5- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوِّل عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

📚 [ رواه مسلم ]


6- اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها .

📚 [ رواه مسلم ]


7- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي
وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير
واجعل الموت راحة لي من كل شر ..

📚[ رواه مسلم ]


8- اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر،
اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ..

📚[ رواه مسلم ]


9- اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني ،
اللهم اغفر لي جِدّي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ،
اللهم اغفر لي ما قدّمتُ وما أخّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ..

📚[ متفق عليه ]


10- اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربى وأنا عبدك ، ظلمت نفسى واعترفت بذنبى ، فاغفر لى ذنوبى جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك استغفرك ربي واتوب اليك .

📚 [ رواه مسلم ]..
📌*مِـنْ أسـبـاب اسـتـجـابـة الـدُّعـاء*

*قَـالَ الْإِمَـام ابْـن الْـقَيـم -رَحِمَـهُ الله

(*وإذا اِجْـتمـعَ مـعَ الـدُّعـاء حُـضـور الـقلـبِ وجـمعيتـه بـكليتـه عـلـى الـمطلـوب وصـادفَ وقـتـًا مِـنْ أوقـات الإجـابـة الـسِّتـة ، وهـي* : -
(①)• الـثُّلـث الأخـيـر مِـنَ الـلَّيـل .
(②)• وعـنـد الأذان .
(③)• وبـيـن الأذان والإقـامـة .
(④)• وأدبـار الـصَّلـوات الـمكتوبـات .
(⑤)• وعـنـد صـُعـود الإمـام يـوم الـجمعـة عـلـىٰ الـمنبـر حـتَّـى ٰتـقضـى الـصَّـلاة .
(⑥)• وآخر سـاعـة بعد الـعصـر مِنْ ذٰلكَ اليـوم .

◉ وصـادفَ خـشوعًـا فـي الـقلـب
◉ وانْـكسـارًا بـيـن يـدي الـرَّب ،
◉ وذلا لـه ، وتـضرعًـا ، ورِقَّـةً ،
◉ واسـْتقبـل الـدَّاعـي الـقبلـة ،
◉ وكـانَ عـلـىٰ طـهـارة ،
◉ ورفـعَ يـديـه إلـىٰ الله تَـعَالَـىٰ ،
◉ وبـدأ بـحمـد اللهِ والـثَّنـاء عـليـهِ ،
◉ ثـمَّ ثـنـى بـالصـَّلاة عـلـىٰ مُحمَّد عـبـده ﷺَ ،
◉ ثـمَّ قـدَّم بـيـن يـدي حـاجـتـه
    الـتَّوبـة والاسْـتغـفـار ...
◉ وألـحَّ عـليـه فـي الـمسألـة ،  
◉ وتـوسـَّل إلـيـه بـأسمائـه وصـفاتـه وتـوحيـده ،
◉ وقـدَّم بـيـن يـدي دُعـائـه صـدقـةً .
*فـإنَّ هـٰذا الـدُّعـاء لا يـكـادُ يـُرَدُّ أبـدًا ؛ولا سـيَّمـا إنْ صـادفَ الأدعـيـة الَّـتـي أخـبـرَ الـنَّبِـيَّ ﷺ أنـَّهـا مـظنـَّة الإجـابـة أو أنـَّهـا مـُتضمِّنـة للاِسـم الأعـظـم* .》
  الـداء والـدواء" صـ (١٦)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شرح_الحديث :

في هذا الحديثِ يَرْوي أبو مُوسى الأشعريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُبيِّنُ للصَّحابةِ بعضَ أسمائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومنها: مُحمَّدٌ، وهو مَنقولٌ مِن صِفةِ الحمدِ، وهو بمَعنى مَحمودٍ، وفيه مَعنى المبالَغةِ، ومنها اسمُه أحمدُ، وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسمُه أحمَدُ قبْلَ أنْ يكونَ محمَّدًا، كما وَقَع في الوُجودِ؛ لأنَّ تَسميتَه أحمَدَ وَقَعَت في الكتبِ السَّالفةِ، وتَسميتُه محمَّدًا وَقَعَت في القرآنِ العظيمِ؛ وذلك أنَّه حَمِد ربَّه قبْلَ أنْ يَحمَدَه النَّاسُ، وكذلك في الآخرةِ يَحمَدُ ربَّه، فيُشفِّعُه، فيَحمَدُه النَّاسُ، وقدْ جُمِعَت له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعاني الحمدِ وأنواعُه؛ فقدْ خُصَّ بسُورةِ الحمدِ، وبلِواءِ الحمدِ، وبالمقامِ المحمودِ، وشُرِع له الحمدُ بعْدَ الأكلِ، وبعْدَ الشُّربِ، وبعْدَ الدُّعاءِ، وبعْدَ القدومِ مِن السَّفرِ، وسُمِّيت أُمَّتُه الحمَّادِين.
ومنها: المُقفِّي، أي: المُتَّبعُ للأَنبياءِ الَّذي جاء بعْدَهم وفي آخِرِهم، وقافيَةُ كُلِّ شيءٍ آخِرُه، فهُو آخِرُ الأَنبياءِ. 
ومنها: الحاشِرُ، الَّذي يُحشَرُ الخلْقُ يومَ القيامةِ على أثرِه؛ لأنَّهم لا يُحشَرونَ إلَّا بَعدَه، فليْس بيْنه وبيْن القيامةِ نَبيٌّ آخَرُ، ولا أُمَّةٌ أُخرى، أوِ هو الجامِعُ للأَديانِ إِلى دينٍ واحدٍ والجامِعُ للعِبادِ في مَلاحمِ القِتالِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ معناه: أنَّه أوَّلُ مَن يُحْشَرُ.
ومنها: نَبيُّ التَّوبةِ؛ لأنَّه تَوَّابٌ كَثيرُ الرُّجوعِ إلى اللهِ تَعالى، أو لأَنَّه قُبِلَ من أُمَّتِه التَّوبةُ بمجرَّدِ الاستِغفارِ بخِلافِ الأُممِ السَّالفَةِ. 
ومنها: نَبيُّ الرَّحمةِ، والرَّحمةُ: إفاضةُ النِّعمِ على المحتاجينَ، والشَّفقةُ عليهم، واللُّطفُ بهم، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمؤمنينَ رَؤوفٌ رَحيمٌ؛ ولِذا كانت أُمَّتُه أُمَّةً مَرحومةً، ويَكْفي في ذلك قولُه تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وشَفاعتُه يوْمَ القيامةِ لأهلِ الموقفِ مِن الرَّحمةِ العامَّةِ.
وللنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسماءٌ أُخرى غيرُ الَّتي جاءت في هذا الحديثِ، قيل: إنَّما اقتَصَر عليها؛ لأنَّها مَوجودةٌ في الكتبِ المتقدِّمةِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ بَعضِ أَسماءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📌*مِـنْ أسـبـاب اسـتـجـابـة الـدُّعـاء*

*قَـالَ الْإِمَـام ابْـن الْـقَيـم -رَحِمَـهُ الله

(*وإذا اِجْـتمـعَ مـعَ الـدُّعـاء حُـضـور الـقلـبِ وجـمعيتـه بـكليتـه عـلـى الـمطلـوب وصـادفَ وقـتـًا مِـنْ أوقـات الإجـابـة الـسِّتـة ، وهـي* : -
(①)• الـثُّلـث الأخـيـر مِـنَ الـلَّيـل .
(②)• وعـنـد الأذان .
(③)• وبـيـن الأذان والإقـامـة .
(④)• وأدبـار الـصَّلـوات الـمكتوبـات .
(⑤)• وعـنـد صـُعـود الإمـام يـوم الـجمعـة عـلـىٰ الـمنبـر حـتَّـى ٰتـقضـى الـصَّـلاة .
(⑥)• وآخر سـاعـة بعد الـعصـر مِنْ ذٰلكَ اليـوم .

◉ وصـادفَ خـشوعًـا فـي الـقلـب
◉ وانْـكسـارًا بـيـن يـدي الـرَّب ،
◉ وذلا لـه ، وتـضرعًـا ، ورِقَّـةً ،
◉ واسـْتقبـل الـدَّاعـي الـقبلـة ،
◉ وكـانَ عـلـىٰ طـهـارة ،
◉ ورفـعَ يـديـه إلـىٰ الله تَـعَالَـىٰ ،
◉ وبـدأ بـحمـد اللهِ والـثَّنـاء عـليـهِ ،
◉ ثـمَّ ثـنـى بـالصـَّلاة عـلـىٰ مُحمَّد عـبـده ﷺَ ،
◉ ثـمَّ قـدَّم بـيـن يـدي حـاجـتـه
    الـتَّوبـة والاسْـتغـفـار ...
◉ وألـحَّ عـليـه فـي الـمسألـة ،  
◉ وتـوسـَّل إلـيـه بـأسمائـه وصـفاتـه وتـوحيـده ،
◉ وقـدَّم بـيـن يـدي دُعـائـه صـدقـةً .
*فـإنَّ هـٰذا الـدُّعـاء لا يـكـادُ يـُرَدُّ أبـدًا ؛ولا سـيَّمـا إنْ صـادفَ الأدعـيـة الَّـتـي أخـبـرَ الـنَّبِـيَّ ﷺ أنـَّهـا مـظنـَّة الإجـابـة أو أنـَّهـا مـُتضمِّنـة للاِسـم الأعـظـم* .》
  الـداء والـدواء" صـ (١٦)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِنا وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، فَهذا اليَوْمُ الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدانا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصارَى فَسَكَتَ. ثُمَّ قالَ: حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ ).

الراوي: أبو هريرة. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 896. خلاصة حكم المحدث: [صحيح].



#شرح_الحديث :

في هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ فَضائِلِ أُمَّتِه على الأُمَمِ السابقةِ، ويُعَدِّدُ بعضَ صِفاتِها وأوصافِها الَّتي تَتميَّزُ بها على تلك الأمَمِ، فيُخبِرُ أنَّه وأُمَتَّه هم الآخِرونَ في الزَّمانِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخِرُ الأنبياءِ والرُّسلِ، ولا نَبيَّ بعْدَه، ولكنَّهم السَّابِقونَ في الفَضْلِ والفَضيلةِ يَومَ القِيامةِ على الأُمَمِ السَّابقةِ مِن أهلِ الكِتابِ، بحَيثُ يَكونون بعْدَها في الحِسابِ والقَضاءِ ودُخولِ الجنَّةِ، ثمَّ يُشيرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أهلِ الكِتابِ اليهودِ والنَّصارى بأنَّهم أُوتوا الكِتابَ، والمرادُ بالكتابِ: التَّوراةُ والإنْجيلُ مِن قَبْلِنا، وأنَّنا أُوتينا القُرآنَ العَزيزَ -الذي هو أعظمُ الكُتُبِ التي أنزلَها اللهُ تعالَى إلى عِبادِه- مِن بَعدِهم.ثمَّ أشارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى يَومِ الجُمعةِ، وأنَّ هَذا اليَومَ اخْتَلَف فيه أهلُ الكِتابِ مِن قَبْلِنا بعْدَ أنْ عُيِّنَ لهم، وأُمِروا بتَعْظيمِه، فتَرَكوه وغَلَّبوا القياسَ؛ فَعَظَّمَت اليَهودُ السَّبتَ لِلفَراغِ مِن الخَلْقِ، وظَنَّت ذلك فَضيلةً تُوجِبُ عِظَمَ اليَومِ، وعَظَّمَت النَّصارى الأحَدَ؛ لَمَّا كان ابتِداءُ الخَلْقِ فيهِ، فهَدانا اللهُ إلى يومِ الجُمُعةِ بالوَحْيِ الوارِدِ في تَعظيمِه، أو بالاجتِهادِ المُوافِقِ لِلمُرادِ؛ فالسَّبتُ لِليَهودِ، والأحدُ لِلنَّصارى.وقيل: إنَّه لَمَّا تَخيَّرتِ اليهودُ السَّبتَ، والنَّصارى الأحدَ، وهَدانا اللهُ لِيَومِ الجُمعةِ -وهو سابقٌ لليومَينِ- سبَقْناهم في الدُّنيا، ونَسبِقُهم في الآخرةِ.ثُمَّ بَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه حَقٌّ على كُلِّ مُسلِمٍ -والمرادُ به: المُكلَّفُ- أنْ يَغتَسِلَ في كُلِّ سَبْعةِ أيَّامٍ يَومًا، وهو يَومُ الجُمُعةِ، يَغسِلُ فيهِ رَأسَه وجَسَدَه، والمرادُ بالاغتِسالِ: تَعميمُ الجسَدِ والرَّأسِ بالماءِ طَلبًا لِلطَّهارةِ والنَّظافةِ، فالإنسانُ مَأمورٌ -في أقْصى تَوقيتٍ له- أنْ يَغتسِلَ بالماءِ كلَّ سَبعةِ أيَّامٍ، وإنَّما خصَّ الرَّأسَ بالذِّكرِ وإنْ كان الجسَدُ يَشمَلُه؛ لِلاهتِمامِ به.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
محرمات استهان بها الناس

11 ــ الكذب في المنام:

يعمد بعض الناس إلى اختلاق رؤى ومنامات لم يروها لتحصيل فضيلة أو ذكر بين الخلق أو لحيازة منفعة مالية أو تخويفا لمن بينه وبينهم عداوة ونحو ذلك، وكثير من العامة لهم اعتقادات في المنامات وتعلق شديد بها فيخدعون بهذا الكذب وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل هذا الفعل.

قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر ويقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل "
📚 رواه البخاري انظر الفتح 6/540 .

وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ...الحديث ".
📚 رواه البخاري انظر الفتح 12/427 .

والعقد بين شعيرتين أمر مستحيل فكان الجزاء من جنس العمل.

يتبع...
استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ .. استغفراللہ ..
محرمات استهان بها الناس

13 ــ الإسبال في الثياب:

مما يحسبه الناس هينا وهو عند الله عظيم الإسبال وهو إطالة اللباس أسفل من الكعبين وبعضهم يمس لباسه الأرض وبعضهم يسحبه خلفه.

▫️ عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل ( وفي رواية: إزاره ) والمنان ( وفي رواية : الذي لا يعطي شيئا إلا منه ) والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ".
📚 رواه مسلم 1/102 .

والذي يقول إن إسبالي لثوبي ليس كبرا فهو يزكي نفسه تزكية غير مقبولة والوعيد للمسبل عام سواء قصد الكبر أم لم يقصده كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار ".
📚 رواه الإمام أحمد 6/254 وهو في صحيح الجامع 5571 .

فإذا أسبل خيلاء صارت عقوبته أشد وأعظم وهي ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ".
📚 رواه البخاري رقم 3465 .

وذلك لأنه جمع بين محرمين والإسبال محرم في كل لباس كما يدل عليه حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ".
📚 رواه أبو داود 4/353 وهو في صحيح الجامع 2770 .

والمرأة يسمح لها أن ترخي شبرا أو شبرين لستر قدميها احتياطا لما يخشى من الانكشاف بسبب ريح ونحوها ولكن لا يجوز لها مجاوزة الحد كما في بعض ثياب العرائس التي تمتد أشبارا وأمتارا وربما حمل وراءها.

يتبع.....
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔸️وصيّة جامعة نافعة 🔸️

︎قَال أبُو نعيمٍ الأصفهَاني رَحمه الله تَعالى:

• وعَلَيكَ بقِلَّةِ الكَلامِ يَلِينُ قَلبُكَ ، وعَلَيكَ بطُولِ الصَّمتِ تَملِكُ الوَرَعَ !

• وَلا تَكُن حَاسِدًا تَكُن سَرِيعَ الفَهمِ ، ولا تَكُن طَعَّانًا تَنجُ مِن أَلسُنِ النَّاسِ !

• وكُن رَحِيمًا تَكُن مُحَبَّبًا إلى النَّاسِ ، وارضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ مِنَ الرِّزقِ تَكُن غَنِيًّا ، وتَوَكَّل عَلى اللهِ تَكُن قَوِيًّا !

• ولَا تُنَازِع أهلَ الدُّنيَا فِي دُنيَاهُم يُحِبُّكُ اللهُ ، ويُحِبُّكَ أهلُ الأرضِ !

• وكُن مُتَوَاضِعًا تَستَكمِل أعمَالَ البِرِّ ، اعمَل بالعَافِيَةِ تَأتِكَ العَافِيَةُ مِن فَوقِكَ ، كُن عَفُوًّا تَظفَر بحَاجَتِكَ ، كُن رَحِيمًا يَتَرَحَّمُ عَلَيكَ كُلُّ شَيءٍ !

• يَا أخِي لا تَدَع أيَّامَكَ ولَيَالِيَكَ وسَاعَاتِكَ تَمُرُّ عَلَيكَ بَاطِلًا ، وقَدِّم مِن نَفسِكِ لِنَفسِكَ لِيَومِ العَطَشِ ، فَإنَّكَ لا تُروَى يَومَ القِيَامَةِ إلا بالرِّضَى مِنَ الرَّحمَنِ ، ولا تُدرِك رِضوَانَهُ إلا بطَاعَتِكَ !

• وأكثِر مِنَ النَّوَافِلِ تُقَرِّبكَ إلى اللهِ ، وعَلَيكَ بالسَّخَاءِ تُستَرِ العَورَاتُ ، ويُخَفِّفِ اللهُ عَلَيكَ الحِسَابَ والأهوَالَ

• وعَلَيكَ بكَثرَةِ المَعرُوفِ يُؤنِسكَ اللهُ في قَبرِكَ ،

• واجتَنَبِ المَحَارِمَ كُلَّهَا تَجِد حَلاوَةَ الإيمَانِ !

• جَالِس أهلَ الوَرَعِ وأهلَ التُّقَى يُصلِحِ اللهُ أمرَ دِينِكَ ، وشَاوِر في أمرِ دِينِكَ الَّذِينَ يَخشَونَ اللهَ !

• وسَارِع في الخَيرَاتِ يَحُولُ اللهُ بَينَكَ وبَينَ مَعصِيَتِكَ

• وعَلَيكَ بكَثرَةِ ذِكرِ اللهِ يُزَهِّدكَ اللهُ في الدُّنيَا !

• عَلَيكَ بقِلَّةِ الأكلِ تَملِك سَهَرَ اللَّيلِ ، وعَلَيكَ بالصَّومِ فَإنَّهُ يَسُدُّ عَنكَ بَابَ الفُجُورِ ، ويَفتَحُ عَلَيكَ بَابَ العِبَادَة ! )

📙 [حِليـَةُ الأولِيَـاءِ ( ٧ / ٨٥ )]
إحذروا من مسمى التقارب بين الأديان ..

السؤال:

ما رأي فضيلتكم فيما يسمى بالتقريب بين الأديان كأن يكون هناك اجتماع بين المسلمين والنصارى لمحاولة تقوية الروابط بينهم، أو بين المسلمين: أهل السنة والرافضة جزاك الله خيراً؟

الجواب:

أرى -بارك الله فيك- أنه لا يجوز إطلاقاً أن نقر بأن النصارى على دين أو أن اليهود على دين، كلهم لا دين لهم؛ لأن دينهم منسوخ بدين الإسلام. فكوننا نقول: الأديان ما نقر بهذا أبداً، نقول: ليست اليهود على شيء وليست النصارى على شيء، والدين دين الإسلام. كما قال عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[آل عمران:85].

إذا كان كذلك فهل يمكن أن نقارب بين حق وبين منسوخ؟ لا يمكن، وما ذاك إلا مداهنة كما قال عز وجل: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾[القلم:9] نعم إذا كان مقاربة خاصة محدودة بين شخص وآخر; لأجل أن يدعوه إلى دين الإسلام فهذا شيء آخر، لكن أن نداهن ونقول: أنتم يا يهود, على دين، وأنتم يا نصارى, على دين، ونحن على دين؛ والأديان كلها سماوية، فهذا لا يجوز. أولاً: التوراة التي بيد اليهود والإنجيل الذي بيد النصارى محرف مبدل مغير. فهو ليس على ما جاء به الرسل.

ثانياً: أنه لو فرض أنهم على ما جاء به الرسل مائة بالمائة فهو منسوخ، والذي يحكم بالأديان ويشرعها هو الله الخالق عز وجل، قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾

[المائدة:48] فدين اليهود ودين النصارى انتهى ولا قيام له أبداً.

أما بالنسبة للشيعة وأهل السنة فكل منهم يقول: إنه مسلم، ولكن يجب أن يوزن ذلك بميزان الحق، وينظر هل الخلاف بينهم كالخلاف بين الشافعي وأحمد وأبي حنيفة ومالك وسفيان الثوري وغيرهم أو خلاف جذري في العقيدة، إن كان الثاني فلابد أن يدعى هؤلاء إلى دين الإسلام، ويبين لهم أنهم على ضلال، ولا يمكن أن نقارب بين الإسلام وبين ما ليس بإسلام، ولذلك أنا أرى أنه يجب على علماء أهل السنة أن يدعوا إلى السنة دون أن يهاجموا بذكر بطلان مذهب الرافضة مثلاً الذين يسمون أنفسهم شيعة؛ لأن الإنسان مهما كان إذا كان له مبدأ وهوجم نفر وابتعد، لكن تبين له السنة، وتبين فضائل الصحابة ولا سيما الخلفاء الراشدين أبو بكر عمر عثمان علي، وإذا بُين الحق فالنفوس مجبولة على قبول الحق، لكن الذي يضر الناس الآن المهاجمة، وهذا غلط ليس من الحكمة. قال الله عز وجل: ﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام:108] مع أن سب آلهة المشركين واجب، لكن لا نسبه؛ لأنه إذا سببنا آلهتهم وهي باطلة سبوا إلهنا وهو حق، كذلك الآن الدعوة, أنا لا أحب من الدعاة أن يهاجموا، بل أحب أن يبينوا الحق، وإذا بان الحق فالنفوس مجبولة على قبوله.


المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين > لقاء الباب المفتوح [214]
2024/05/12 00:05:16
Back to Top
HTML Embed Code: