Telegram Web Link
قال سيدي الحبيب أبي بكر العدني بن علي المشهور رحمه الله :
{ لمّا يَربِط الإنسـان نَفسَه بأهل الـسِّر : يطمئن }… ...

كلمات لها معاني ودلالات عظيمة
عندما يتعلق الإنسان بالصالحين وأهل السّر من أهل الله يحصل له طمئنينة وفرح وسرور وأنس في الدنيا والآخرة

الله يربطنا بأهل الله في الدنيا والآخرة رباطاً لا ينحل وأسأل الله أن يُحقق مرادات رسول الله وشيوخنا وأهلّ الله فينا
🔘🔘🔘
🎙️جزء من خطبة الجمعة لهذا اليوم الموافق 12رمضان 1445هجرية في جامع منطقة القرين بوادي دوعن حضرموت..
والتي كانت بعنوان:
رمضان شهر التخلي والتحلي لكي يكون التجلّي.
https://youtu.be/FtN1SZhwKGs?si=3PN82kFwuQfPmJ2X
📑✍🏻 *من أسئلة الدر المنثور في إجابات العدني المشهور حفظه الله..*
س 143 ــ التيار السلفي المُخالِف حَكَمَ على الطريقة السُّنيـة النبوية الأبوية العلوية بالكفر ، وأنها خارج نطاق الإسلام ، وحملة مسعورة ضد أهل البيت ؟
🎙✍🏻 فــأجـابَ شَيْخـنا الحَـبـيب حَفِظَهُ الله وَأمْــتَــعَنا الله بِـهِ بِـقَولِـــهِ : ـــ  طيِّب .
هم حكموا ،
لكن هل هذه هي الحقيقة ؟
إذا كانت هذه هي الحقيقة فهذا شيء مُخيف ،
وإن كانت هذه وِجهـة نظر  عندهم ، فالعلاج فيها يوم القيامة ، فنحن نقول :  نسأل الله لنا ولهم السلامة ،
وهذا استعجال ونوع من أنواع الإفراط ، أو التفريط الذي جرى في أمم كثيرة ،
📗✍🏻وعندكم في كتاب الإقلـيد :
سيدنا علي يخطب ، فقام أحد الحاضرين ممن سمَّاهُم ـ السائل ـ المدرسة المخالفة ووقف أمام الإمام علي وتكلم عليه ، وقال له : لا حكم إلا لله ، والثاني قال لا حكم إلا لله ، فقال لهم سيدنا علي : أنا أنتظر حكم الله فيكم ، كلكم تتكلمون عن حُكمه ، فهذه كلمة حقٍ أُريد بها باطل ؛
    خلاص تكلم سيدنا علي عنا وعن الآخرين ،
🗣👈🏿 فمن أصدر حُكماً فهذا مستعجل ، وهذا جريء ،
جريءٌ على الله في أن يُدخلك جهنم أو يحكم عليك بالكفر ،
فممكن يقول هذا مُخطئ ، أو ممكن يقول هذا عاصي ، أو هذا مُفرِط ، أو هذا مُفرِّط ، فهذا يحتاج إلى تصحيح ، جزاه الله خير فهذه نعمة أن أسمع أحداً يوجهني ويُعَـلِّمني ، فأنا عبدٌ لمن علّمني حرفاً ؛
🔻👈🏿 وأما واحد يأخذك أنت وعلمك ومدرستك و يدخلك جهنم ،
وبعدين :هل هو اشترى ـ الجنة ـ بالبترول ، أو اشتراها بالمال ، أو اشتراها بالسلطة وإلا اشتراها بماذا ؟
لـمَّا هو الآن مسلم حقيقي يُصدِر حُكمه للإنسان بأنه كافر ، تحت أي اعتبار ؟ شُـبُـهات ؟
   فالشبهات ما يُصْـدَر بها أحكام ،
لكن الاندفاع أو الانتفاع ، فبعض الناس فيه اندفاع أو هو مُنتفع بهذا الكلام ما يهمه مسألة الآخرة : فيُصدر مثل هذه الأحكام ، ومع هذا لـمَّا نرى مثل ذلك نقول :  
علينا نحن أن نُـصَـحِّح الشبهات إن كانت شُبهات فهمها الناس خطأً حتى تُصبِح أمراً صحيحاً ومُرتبطاً بالكتاب والسنة ..

📑✍🏻نقلاً من كتاب #الدر_المنثور في إجابات العدني المشهور جمع وترتيب وكتابة #أحمد العواضي ..

لمن يريد جميع التلخيصات والأسئلة والفوائد والدرر ..كلها متوفرة في :
قناة#عَـلّمَـنِـيْ_فِـقْـه_الـتَّـحَـوّلاتْ
© في التيليجرام
http://www.tg-me.com/thwlaat
للتواصل مع المشرف والمُلَخِّص
أحمد العواضي :
📱00967711424012📲
🩵 ✍🏻 من العايدين الفايزين المقبولين المشمولين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار والمغفرة والرضوان والنعم الأبدي والغُفران ..
وكلّ عام وأنتم بأتمّ الصحة والعافية والسلامة الدائمة ، وتقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأكرمنا الله وإياكم بالتوفيق والقبول..
حفظكم الله جميعاً ورعاكم الله بعين عنايته ورعايته، ووفّقنا الله وإياكم للمُداومة على طاعاته ، وجعلنا وإياكم من أهل وُدِّه وأهل طاعاته..
ودمتم سالمين وسلمكم الله من كل شر ومكروه ورعاكم الله بعين عنايته ورعايته بحق النبي وآله وصحبه..
👇🏻📖لا يفوتكم📖👇🏻
تَـوجِيهَـات قَـيِّـمَـة ومُـهِمَّـة ، وحُـلُـول لِجَمِيع أَزَمَـاتِـنَـا ، ويَحْـتَـاجها جَميع النَّـاس مِنَ الرِّجَـال والنِّـسَـاء:
وهي مِنْ أَهَـمِّ تَـوْجِـيهَـات الإمام الـمُـرَبِّـي العَـلَّامَـة الحبيب أبُوبَكْـرٍ العَـدَني بِن علي الـمَـشْـهُـور رَحِمَـه اللَّـه تَعَـالَىٰ ونَفَـعَـنَـا اللَّـهُ بِـهِ ، وذلك مِنْ الدَّرس السَّـادِس للتَّـفْسِير في مَسْجِـدِ الإمام العَـيْـدَروس بِـعَـدنْ.
قَـال رَحِـمَـهُ اللَّـهُ ونَفَـعَـنَـا اللَّـهُ بِـهِ :
مَـا هي حَقَـائق السُّـمُـو ، وكيفَ تَـكون ؟
حقائق السُّـمُـو تَـكُـون بِـذِكْـرِ اللَّـهِ ، قال تَعَـالَىٰ :[الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] [الرعد: ٢٨].
📿✍🏻وتكون بِـكَـثْـرَةِ التَّسْبيح وكَثْـرَةِ الذِّكْـرِ ، يَـقُـول الحبيب عليه الصَّـلَاةُ والسَّـلَام إذا ضَـاقَ عليه الحال ، وإذا تَـعِب مِنَ النَّـاسِ وأَكْـثَـرُوا عليه : « أَقِمِ الصَّلَاةَ ، أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلَال ».
فَيَـرْجِع الإنسان إِلَىٰ الصلاة ويُخَـاطِبُ رَبَّـهُ ، فالصَّـلَاةُ صِـلَـةٌ بَـينَ العَـبْـدِ ورَبِّـهِ ، فَـقُـوَّة الرُّوح وامْـتِـزَاجها في الجَسَـدِ : هي التي تَـجْـعَـل الإنسان يَـرتَـاحُ في الصَّـلَاة ويَـرْتَـاح للذِّكْـرِ وحَتَّىٰ يَـرْتَـاحُ لِلْـخَـلْـوة ؛
😟✍🏻فالكثير مِنَ النَّاس مَضْغُـوط عليه اجْتِمَـاعِياً ونفسياً واقْتِصَـادِياً وتربوياً وتعليمياً إِلَىٰ غير ذلك..
🤲🏻فَـدَعِ النَّـاسَ واخْتَـلِي بِـرَبِّـك ، اجْـعَـل لَكَ خَـلْـوة ، اذكُـر اللَّـه ، قُـول ألف مِنْ [لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـه] ، صَـلِّ عَلَىٰ الحبيب صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَآلِـهِ وَسَلَّمْ ، تُبْ إِلَىٰ اللَّـه ، أَظْـهِـر النَّـدَم ، أَظْـهِـر الخُشُـوع والبُكَـاء ، أَظْـهِـر الصِّدْق مَـعَ الـمَـوْلَـىٰ..؛
🔻فالعَـالَـم هذا الذي حَـوْلَكَ كُـلُّـهُ لا يُـغْـنِيك عَنِ اللَّـهِ شيئاً ، لكن : تِلْكَ السَّـاعَـة التي تَـجْلِسها مَـعَ الحَـقِّ سُبْحَانَـهُ وَتَعَـالَىٰ تُـغْـنِـيكَ عَنِ الخَـلْـقِ.
وهذا الكلام لَن نَـجِـده عِند أَحَـدٍ مِنْ غَيرِ دِيننَـا ، لِـمَـاذا ؟
لأنَّـهُ لَيْسَ أَحَـد في هذا الـوُجُـود أَرْحَـمْ بِـالْـعِـبَـادِ مِنْ خَـالِـقِـهِـم ، فَـهُـوَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَـالَىٰ أَرحَمُ مِنْ أَبِيْـك ومِن أُمِّـك ومِنْ زَوجَتِكَ ، وأَرْحَـمُ مِن صَـاحِـبك وممن تُحِب؛
🧓🏻🧑🏻‍🦰الآن انْتَشَـر في هذا الجِيل قَضِيَّـة الـمَـحَـبَّـة والعَـلَاقَـة ، فَيَـقُـول لك : أنَـا مَـا أَرْتَـاح إِلَّا لَـمَّـا يَكُـون لِي حَبِيب والّا حبيبـة والا صدِيقَـة أرتَبِـطُ بِـهَـا .. وكُلّ وَاحِـد يُـرِيد أن يتكلَّـم مَـعَ مَنْ يُـحِب نِصْف ساعَـة أو أكثر ، ويُـريد بِذلك أن يُـرَيِّـحُ عَلَىٰ خَـاطِـرِهِ وخَـاطِـر مَن يُـحِـبُّـهُ ، حَتَّىٰ دَخَـلَ عليْهِم الشَّيطَان وخَبَطَ عليهم عُقُـولُـهُـم وقُلُـوبهم وعَـوَاطِـفَـهُـم..
🛡️✍🏻فَـيَـا أَخِي ، يَـا مُسْلِـم ، يَـا مَـنْ تُـدْرِكُ هذا الكلام العَـظيم ، عليكَ أن تَـعْـرِف : أنَّ خَـلْـوَةً مَـعَ اللَّـهِ خَـيْـرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا ومَـا فيها ، اخْتَـلي مَـعَ اللَّـه ، ابْكِ واشْتَـكِ ، وكُـلُّ مَـا تُـرِيد أن تَـقُـولَـهُ قُـلْـهُ لِرَبِّـك ، فاعْـرِض عليه حَـالَك ، اعْـرِض عليه ذاتَـكْ ، اعْـرِض عليه عَـوَاطِفَـك ، اعْـرِض عليه عَقْـلَـك، اعْـرِض عليه دِرَسَـتَـك ، اعْـرِض عليه هَـمَّـك ، اعْـرِض عليه مَشَـاكِلَك..
اعْـرِضْهَـا عَـلَـيْـهِ لأنَّـهُ قَـال :[وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ] [البقرة: ١٨٦].
🤲🏻✍🏻فَـأَقْـرَبُ طَـرِيق لِتَـفْـريج جَمِيع الهُمُوم والكُـرُوب هُـوَ الرُّجُـوع إِلَىٰ اللَّـهِ ، وخَـاصَّـةً أَنْـتُـم طَـلَـبَـةَ العِـلْـم ، عِـنْدَمَـا تُصَـابُ بالإحْبَـاط ، وكَمْ مِنْكُم طالِب عِلْم يُصَـابُ بِالإِحْبَـاط لَـمَّـا يَـدْخُـل إِلَىٰ جَـامِـعَـتِـهِ ومَـدْرَسَـتِـهِ ويَـخْتَـلِطُ بالفَـتَـيَـات ، ويَـرَىٰ النَّـاس تَعِيش في هذا العَـالَـم كَـمَـا تُـريد ، وبَـعْضُكُم عِـنْـدَه جَـوَّال وانْتـرْنِتْ وفِيسْ بُـوك وتطبيقات جديدة ومُـتَـنَـوِّعَـة ، إذا فَـتَـحَـهَـا : فَـتَحَ عَلَيْـهِـم إبْليس في أبواب ثَـانِيَـة ، فَيَـتْـعُـبُ ويُـتْـعِبْ غَـيرَه ، ويَـعِيشُ حَـالَـةً مِنَ الكَـرب ، ويَـعِيشُ حَـالَـةً مِنَ الضِّيق ، لأنَّـهُ فَـتَـحَ عَلَىٰ نَـفْسِـهِ باباً مِنْ أَبْـوَابِ الشَّيطَـان مِـمَّـا تَضُـرُّهُ في نَـفْسِـهِ ..
فَـتُـبْ إِلَىٰ اللَّـهِ ، اغْلِـق هذا البَرنَـامَج السَّيِّء وهذه الصُّـورَة الـمُـقْـلِـقَـة لَك ، وارْجِـع إِلَىٰ رَبِّـك ، وكَـلِّـم رَبَّـك ، واشْكِـي لَـهُ حَـالَك وعاطِفَتَـك وجَهْـلَـك وبُـعْـدَك ، وبَـعْـدَ ذلك انْتَـظِـر الإجَـابَـة ، فإنَّ الـمَـولَـىٰ سُبْحَانَـهُ وَتَعَـالَىٰ يَـقُـول :[ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ] [النجم: ٥٨] ؛
🤲🏻✍🏻وتَـوَجُّـهَـك إِلَىٰ اللَّـهِ أَفْـضَـل لَك مِنَ الشَّيخ ومِنَ الـمُـوَجِّـه ومِنَ الـمُـرَبِّـي ، فَـلو جِئتَ تَـبحَثُ وتَسْـأل عَـن مُـرَبِّـيك وعَنْ مُـوَجِّـهَـك فَسَـتَـجِـدْهُ مَشْـغُـولاً ، ورُبَّـمَـا لا يَـجِـدُ وقْتاً لِيَـجْلِس مَـعَـك..
لكن ، هل جَعَـلَ اللَّـهُ بَـيْـنَـهُ وبَـيْـنَـك وَقْت أو وَاسِـطَـة ، هَـل قَـال لَك : لن أَقْـبَـلَـك إِلَّا إذا كَـلّمْتَ فُـلانـاً ، ولَـنْ تُـقْـبَـل صلاتك إلَّا إذا خَـاطَـبْتَ فُـلاناً ؟!
لا ، بل في أَيِّ لَـحْـظَـة مِن لَحَـظَـاتِ الحَـاجَـة والتَّـوَجُّـه إليه : سَـيُـدْرِكك رَبَّـك ، فَـتَـوَجَّـه إِلَـيْـهِ وَاصْـدُق مَـعَـهُ ، وكُنْ صَـادِقـاً في التَّصَـرُّفِ مَـعَـهُ ، ولا تَسْـتَـعْـجِـل ، عَـلَـيْـكَ أن تَـصْـبِر وتَثْـبُتْ ، وسَتَـعْـرِفُ كيفَ تَـأْتِيك الأَسْبَـاب ويَـفْـتَـحهَـا اللَّـهُ لَك ، لأنَّـهُ سُبْحَانَـهُ وَتَعَـالَىٰ هُـوَ خَـالِق الأسْبَـاب وفَـاتِـح الأَبْـوَاب.

📖✍🏻اقتباس من تعليقات سيدي الحبيب على بعض الآيات القُرآنية من موسوعة الغيث المدرار الهني..
قيد الإعداد ..
✍🏻جمع وترتيب وإعداد أحمد العواضي
📗📚📑 لمن يرغب ويريد جميع مؤلفات ومنظومات شيخنا الحبيب أبوبكر المشهور رحمه الله تعالى وجميع التلخيصات والأسئلة والفوائد والدرر ، وكل جديد مما ننشره ..
كل ذلك متوفر في :
قناة#عَـلّمَـنِـيْ_فِـقْـه_الـتَّـحَـوّلاتْ
© في التيليجرام
http://www.tg-me.com/thwlaat

📽️🎞️ أو من يرغب بأغلب محاضرات ومقاطع ودورات شيخنا الحبيب أبوبكر المشهور فعليه بمتابعة قناتنا على اليوتيوب لمشاهدة ذلك أو لمتابعة الفيديوهات المهمة 👇🏻👇🏻
https://youtube.com/channel/UCj-j5rKxBss3d0RhnfCbeAw
#من_أسئلة_الدر_المنثور
في إجابات العدني المشهور رحمه الله تعالى..
إنّ مِنَ الأسباب التي أوْقَعَت الجيل بالاشتغال بالصِّـراع والخلاف والتفرقـة وسوء الظن بالخلفاء الراشدين المهديين وبسائر الصحابـة والتابعين وبآل البيت الكرام .. هو فقدان التزكيـة وعدم مجالسـة أهل الله الصالحين الذين يُربّونهم ويُساعدونهم عَلَىٰ تزكيـة نفوسهم وترقّيها لحصول الفلاح والنجاح والفوز في الدنيا والآخرة ، بل كان الإهمال والابتعاد المُتعمَّد عن المُرَبيين من أهلِ الله أهلِ السَّنَد والعدالة من شيوخ النَّمَطِ الأوْسَط كما مرَّ : هو العامل الرئيسـي للوقوع في الفتنة والصِّراع والجدال والاشتغال بالآخرين ..
فظهر أجيال لا يعرفون مِقْدار أهل الله الصالحين العارفين بالله والدّالين عليه ، ولا يُعظّمونهم ولا يحسنون الظن بهم ، بل حَتَّىٰ لا يريدون التعرّف عليهم ، بل انتشـر سوء الظن بهم وتشويه صورهم ، عبر جماعات متصارعـة تَبُثّ روح الفتنة والبغضاء وسوء الظن بالآخرين والحط من مقدارهم .. بسبب أنهم ليسوا عَلَىٰ فكرِهم ومنهجهم ، فتبعهم من الجيل المخدوع الكثير الكثير ..
*فالذي لا يُجالس المُفلِح كيف يُفلِح ، وبالعكس الذي يُجالس المُفلح كيف لا يُفلِح.*
📖✍🏻 ولمزيد بيان هذا الأمر ، وبيان صفات أهل الله الصالحين يقول شيخنا الحبيب أبوبكر العدني ابن علي المشهور رحمه الله ونفعنا الله به في كتابـه : [منهج السلامـة الواعي] :
إن المجالسـة والمصاحبـة لهؤلاء الشيوخ [من أهل الله الصالحين]، والأخذ عنهم والارتباط بهم له عائدٌ إيمانيٌّ كبير ..؛
فلم نرىٰ منهم غيَر الأعمال الصالحـة والقُرَب :أي كل ما يُقرِّب إِلَىٰ الله ، وما يأخذ من يجالسهم إلا الآداب والأخلاق مع الخاص والعام ، وفي هذا القول ردٌّ اعتباريٌّ للأشياخ العلماء بعد أن حرّفَ آخرون وصفهم ورَمَوْهُم بما ليس فيهم من النعوت والصفات ..
ومجالسهم غير مجالس الآخرين ، فإن مجالسهم تَحفّها السكيـنة والهيبـة وكذلك ألفاظهم وأحاديثهم محمودة الأثر والتأثير ، أُمناء عَلَىٰ الأعراض والأديان والعلاقات ..
ومن صفاتهم : أنهم لا يفضحون أحداً ولا يكشفون سِتراً عن حي ولا ميِّت ، ولا يشتغلون بالمجادلـة ، كما أنهم بعيدين كل البُعد عن الأهواء والمجاملات ..
ومن أخلاقهم مع الناس : أنهم يتغاضون عن عيوب الناس في صمتٍ وأدب ، ثم يعملون بطريقـةٍ أُخْرَىٰ عَلَىٰ إصلاح هذا العيب بما يتناسب مع الموقف والظرف وشخصيـة الناس ، دون كَلَف أو جهد يضر بهم أو بغيرهم ..
ومن آدابهم التي عرفناها فيهم وتحقق وجودها في سلوكهم : أنهم إذا قُرئ عليهم في بعض الكتب عِباراتٍ تحمِل قدحاً أو مالا يليق بمنهج السلامـة : تلطّفوا مع القارئ والسامع في ردِّه ، أي : في رد هذا القول السيء دون خدش أو جرح لأحـدٍ من المسلمين ، بل يحرصون عَلَىٰ إيضاح الدليل المناسب ويبدون رأيهم باتزانٍ وتعقُّلٍ دون شططٍ أو عجب أو استنقاص لأحـد ، وهذه صـفـةٌ نادرةٌ في عصـرنا وزماننا ، ولا نجد من يجسِّدها من حملة المناهج الدعويـة أو العلميـة غيرهم إلا القليل ..
ومن محاسنهم : أنهم لا يعجبهم ممن انطوىٰ تحت رعايتهم أن يكون ثرثاراً أو مُتطاولاً في النقاش والكلام مع الغير ؛ بل يدعونه بلطفٍ إِلَىٰ طول الصمت والتأمل وعدم الاستعجال في الردّ عَلَىٰ الآخرين ، ووجوب تقبُّل الرأي الآخر وحُسن التّفهُّم للمقصود ..
ومن صفاتهم : عدم الانخراط في الأحزاب ولا في القرار الحكومي ؛ بل إنهم لا يهتمون بتحصيل الرُّتب والامتيازات وهذا ليس مطعناً في حاملي الحُكم والحزبيـة ، وإنما إبراز نموذج التميُّز لَـدَىٰ هؤلاء المُشار إليهم بمنهج السلامـة ..
ومن صفاتهم المُـميَّزة: أنه لا يوجد فيهم ذو حقدٍ أو ضغيـنة عَلَىٰ وقائع التاريخ المؤلمـة ، ويرغبون في السكوت عن كل ما جَرَىٰ في تاريخ الأوائل طلباً للسلامـة مع اهتمامهم التام ببناء الحاضر عَلَىٰ ما تيسّر لهم من حُسن الإتباع بالمتبوع الأعظم ص ..،
خلافاً لما عليه الدعوات المُسَـيَّسـة التي ولِعَ أتباعها باللعن والطعن والتبديع والتشـريك ، وإثارة الضغائن والأحقاد ، وشغلوا الأجيالَ بمحاكمة التاريخ مع عدم قدرتهم عَلَىٰ إعادة رجاله لا ظالماً ولا مظلوماً ، فصارت مناهجهم هدماً للتاريخ وعيشاً استثمارياً عَلَىٰ حساب أخطاء الآخرين مع انعدام الحل الأمثل والعلاج الأشمل لحقيقـة مواطن التعفن والانحراف في الواقع ..
وأهل هذا المنهج الرشيد : لا يتناولون الشُّبَـه في المال والمعاملـة ولا يُتاجرون بالدين في سوق العرض والطلب ، وإن حصل شيء من الخلل في الحياة الاقتصاديـة تحرّوا في التناول ما استطاعـوا إِلَىٰ ذلك سبيلاً حَتَّىٰ لا يُصيبهم من الشبـه والحرام شيء يعلمونه أو يعرفون حقائق مصدره ..
وهؤلاء الرجال هم أهل الصدق ، وقد كان من فوائد مُجالستهم :
أن تعلّم الكُلُّ منهم مفهوم الصدق عَلَىٰ وجهه الشـرعي ، كما أُخذِت عنهم مفاهيم بناء الإرادة في الإنسان المؤمن ، وهي سلامـة العزم والتصميم في خدمـة الطريق وبناء الذوات لأجل الله وفي الله ..
كما أن من خصائصهم : تعليم الأتباع والمرتبطين بمنهج السلامـة سِـرّ الأسانيد المتصلـة ، وما لها من أثر ومظهر وجوهر في الدراسـة الشرعيـة والعلاقات بين أهل العلم النافع ، وكونها فيما بينهم لـغة التفاهم وسِرّ الارتباط الجامع بين أهل هذه المِلّة وأمنائها ؛
وكل صاحب رؤيـة أو فكرة ذات علاقـة بهذا الدين يجب أن تُعرف ويُعرف صاحِبُها بأمرين:
الأول : سند الأشياخ الذين أخذ عنهم هذا الأمر .
الثاني : صِيغـة المفهوم ذاته وعلاقـته بأمر الشريعـة من حيث القبول والرد عند أهل المعرفـة والعلم أنفسهم ، ولهذا فإن من شرطنا لمعرفـة كل منهج وروّاده أن نقرأ تراجم حياتهم وبدايات تكوينهم المعرفي ، وبهذا الأمر يبرُز سِرّ الاتصال أو عكسه.
وأهميـة علم الإسناد المأخوذ عن الأشياخ بالسـند إِلَىٰ أهل المعرفـة المجتمعـة فيهم شروط الأدب والخُلُق الحسن ، حيث يرتبط هذا الشـرط بالمعنىٰ الشـرعي المنصوص عليه في ثلاثي الدعـوة الذي جاء في قوله تعالَىٰ :﴿أُولئِكَ الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكفُر بِها هؤُلاءِ فَقَد وَكَّلنا بِها قَومًا لَيسوا بِها بِكافِرينَ﴾ ، فالكتاب هو القرآن ، والحُكم هو السـنة الشريفـة ، والنبوة هي المعادل الثالث ((أخلاق النبوة)) ، فالذين سـخَّروا نَصَّ الكتاب والسُّـنَّة مُجرَّدة عن أخلاق النبوة ركبوا الشطط في الماضي والحاضر وأخرجوا النصوص عن وعائها الشرعي ، وهي الأخلاق .
ومن وصف رجال منهج السلامـة : عدم الدخول في المِراء والجدال مهما كان أمر القضايا المختلف عليها ، عملاً بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَآلِهِ وَسَلَّم : ((دَعُـوا الـمِـراءَ )) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَآلِهِ وَسَلَّم:
(( مَن ترك المِراء وهو مُحِقٌّ بنىٰ الله له بيتاً في أعَلَىٰ الجنـة ، ومن ترك المِراء وهو مُبـطِلٌ بنىٰ له له بيتاً في رَبَـضِ الجـنَّةِ ))(١)( إهـ بشيء من التصرف من كتاب : منهج السلامـة الواعي ط2لعام 1431هـ ــ 2010 م ص [115ــ117).

ويقول الإمام العارف بالله الحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر الحُسَينِي (1191ـ 1272هـ )رحمه الله :
اعلم رحمك الله أنَّ أنفع شيءٍ لصلاح القلوب ، وأقرب شيء لغفران الذنوب ، وأذهَبَ شيء للكروب ، وأجدىٰ شيء لجلب كل محبوب : مُجالسةُ أولياء الله الصالحين ، والعلماء العاملين الخاشعين ، والعُبَّاد الزَّاهدين الذَّائقين ، الذين ( إذا رُءوا ذُكِرَ الله ) ، ينهضك إِلَىٰ الله حالهم ، ويدلُّك عَلَىٰ الله مقالهم ، وتغشىٰ مجالسهم أنوارُهم ، وتبعثه عَلَىٰ مكارم الأخلاق أخلاقهم ، وتُحَقِّرُ إليه نفسه أعمالهم ، وتعودُ عليه في الحال والمآل بركاتهم ، فمجالستهم زيادة ، والنَّظَر إِليْهِم عِبَادَة ، ومحبّتهم سعادة ، مُجالِسْهُم في أنوارِ السُّـرور رَاتِعْ ، ومِن شرابِ رحيقِ المَحبَّـة كَارِع .... إِلَىٰ أن قال رحمه الله :
فَمَن رزَقهُ الله مجالستهم ورؤيتهم ، فليَعُدَّ ذلك مِنْ أكبرِ نِعَمِ الله عليه ، وليتغانمهم ، وليُجالسهم معَ المحبَّة والتعظيم والإكرام ، وحُسن الظن ، وكمَالِ الأدب ظاهراً وباطناً ، مع طلب الانتفاع والتبرُّك بِهم ، والاقتداء والاهتداء بهديهِمْ ،(فالمرءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ) والمرءُ مِنْ جلِيسِهِ ، ( والمرءُ عَلَىٰ دِينِ خَلِيلِهِ ) ..
هُداةُ الوَرَىٰ طُوبَىٰ لِعَبْدٍ رَآهُمُوا
وجَالَسهُمُ لَوْ مَرَّةً مِنْهُ في العُمْرِ

أُولئكَ الأقوامُ هُمْ مُرادي
ومَطلَبي مِن جُمْلَةِ العِبَادِ

وحُبُّهم قَدْ حَلَّ في فُؤَادي
أَهْلُ المعَارِفِ والصَّفاء والأدبْ(٢)
(٢) إهـ من كتاب الدرر الفاخرة من نفائس العترة الطاهرة للسيد محمد بن عبداللاه بن حسن المحضار ص ( 203 ــ 204 ) ط1 لدار الأصول.

إهـ هذا المقال هو أحد فصول كتابي : ديننا هو شريعة الله وليست الأحداث الطبعة الثانية ص:[172_176].
أخوكم ومحبكم وطالب دعاءكم:
أحمد عبدالملك أحمد العواضي
وادي دوعن حضرموت.
2024/06/01 07:37:50
Back to Top
HTML Embed Code: