Telegram Web Link
1 ذَو الحُجَة
زَواج النَورين فَاطِمة وعِلَي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
في يَومٍ تَأَلَّقَتْ فِيهِ السَّمَاوَاتُ نُورًا، وٱبْتَهَجَتْ ٱلْمَلَائِكَةُ سُرُورًا، نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ ٱللَّهِ (صَلَّى ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يُبَشِّرُهُ:
"إِنَّ ٱللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ ٱلنُّورَ مِنَ ٱلنُّورِ، فَاطِمَةَ بِعَلِيٍّ."

ـ [بحار الأنوار، ج 43، ص 129] ـ
قال النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله):
يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الْأَرْضَ فَمَنْ مَشَى عَلَيْهَا مُبْغِضاً لَكَ مَشَى حَرَاماً.
- بحار الأنوار ، ج‏43، ص: 142
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
فكأنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله علم مافي نفس عليّ عليه السّلام فقال له: ((يا أبا الحسن إنَّي أرى أنَّك أتيت لحاجة، فقل حاجتك وأبدِ ما في نفسك، فكل حاجة لك عندي مقضيَّة)).
قال عليّ عليه السّلام: ((فداك أبي وأُمَّي إنَّك أخذتني عن عمّك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي، فغذّيتني بغذائك، وأدَّبتني بأدبك، فكنت إلَّي أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البّر والشفقة، وإنَّ الله تعالى هداني بك وعلى يديك، وإنّـك والله ذخري وذخيرتي في الدُّنيا والآخرة يا رسول الله فقد أحببت مع ما شدّ الله من عضدي بك أن يكون لي بيت وأن تكون لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطباً، راغباً، أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوّجي يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟)).
فتهلَّل وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فرحاً وسروراً، وأتى فاطمة فقال: ((إنّ عليّاً قد ذكرك وهو قد عرفت)).
فسكتت عليها السّلام، فقال صلى الله عليه وآله: (( الله أكبر، سكوتها رضاها)).
قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتهلَّل فرحاً وسروراً، ثم تبسّم في وجه عليّ عليه السّلام فقال: (( يا عليّ فهل معك شيء أزوَّجك به؟)).
فقال عليه السّلام: ((فداك أبي وأُمَّي، ما يخفى عليك من أمري شيء، أملك سيفي ودرعي وناضحي وما أملك شيئاً غير هذا)).
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((يا عليّ أمَّا سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك ولكنَّي قد زوَّجتك بالدّرع ورضيت بها منك)).
          ((يا أبا الحسن أأُبشرك؟)).
قال عليّ عليه السّلام قلت: ((نعم فداك أبي وأُمَّي بشّرني، فإنَّك لم تزل ميمون النقيبة، مبارك الطائر، رشيد الأمر، صلَّى الله عليك)).
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أُبشرك يا عليّ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد زوّجكها في السماء من قبل أن أزوجكها في الأرض، ولقد هبط عليَّ في موضعي من قبل أن تأتيني ملك من السماء، فقال يا محمَّد!إنَّ الله عزَّ وجلَّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً فاختارك من خلقه فبعثك برسالته،ثم اطّلع إلى الأرض ثانية فاختار لك منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً فزوّجه ابنتك فاطمة عليها السّلام، وقد احتفلت بذلك ملائكة السماء، يا محمَّد!إنَّ الله عزَّ وجلَّ أمرني أن آمرك أن تزوَّج عليّاً في الأرض فاطمة، وتبشّرهما بغلامين زكيَّين نجيبين طاهرين خيّرين فاضلين في الدُّنيا والآخرة، يا عليّ
فوالله ما عرج ملك من عندي حتى دققت الباب)).

وهكذا تبيّن أنَّ الخطبة في الحقيقة تمَّت في السماء بأمر الله تبارك وتعالى قبل أن تتم في الأرض، بل كذلك فالذي تمّ في الأرض قام به رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر ربّه سبحانه وتعالى.
- المصدر: الأنوار الفاطمية ص ٨٥.
١- بحار الأنوار: العلاَّمة المجلسي، ١٢٩_ ١٣٤.
٢- بحار الأنوار: العلاَّمة المجلسي، جزء ٤٣_ ١٣٤.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
زواج النورين، ليس حدثًا عابرًا في سِجلّ التاريخ، بل هو لقاءُ طُهرٍ بطُهر، وارتباطُ نورٍ بنور، وعهدٌ خطّهُ الله في السماء قبل أن تُسطّره الأرض بأحرفِ المودّة والرحمة.في زاويةٍ من زوايا المدينة، وبين جدرانٍ شهدت آهات الوحي وخُطى الرسالة، أُقيمت أعظمُ زفّةٍ 
كأنّ السماءَ تخفِضُ جَناحَها لتشهدَ لحظةً من لحظاتِ النور التي لا تُنسى في تاريخِ الأرض،كان بيتُ النبيّ محمدٍ (صلى الله عليه وآله) يتنفّسُ فرحًا لا يُشبه أفراحَ الدنيا، فقد آنَ أوانُ اقترانِ الروحِ بالروح، والنورِ بالنور.جاء عليّ، لا يحملُ معه إلا قلبًا.
لَقد كانَ هذا الاِّتحادُ رمزًا للقُدسِية والطِّهارة، إذ لَم يَكُن زواجًا عاديًا، بَل تأسيسًا لبيتٍ إيمانيً يعكِسُ القيم الإسلامية العُليا مِن تَقوى، وصدقٍ، ومحبةٍ خَالصةٍ لله. تَمَيز بيتُ عَلِي وَفَاطِمَة بالبسطِ والتَواضُع، حيثَ عَاشَا حياةً بَسيطةً💚.
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾
إن الإِنسان الّذي يجري حُبُّ الإمام الحُسَيّن (صَلوتُ الله عليّه) فِي قلبّهِ وعروقه لا يمكن أن يفقد دينهُ وَإيمانهُ.

- مُحَمّد رِضَا الشِيرازي.
- ٨ ذوَ الحُجة
خروَج الإمَام الحُسّين عَليه السَّلام
مِن مَكة المُكرمة إلىٰ كربلاء.
اليَوم الثامِنِ مِن ذِو الحِجَة خروج ضعَن الامام الحُسَين "عليهِ السَّلامُ" مِن مَكة الى كربَلاء تارّكًا
خلفهُ إبنتهِ العَليلة بحُزنهَا.
2025/06/30 20:32:50
Back to Top
HTML Embed Code: