ابن تيمية والمذهب المالكي ونقل مالكية المغاربة لعلمه:

قال ابن تيمية حاكيا عن نفسه:
فما رأينا أشد تعظيما لمالك ولأعيان أصحابه ولا أشد صفة لهم بمتابعة السنة والإنكار على أهل الأهواء والبدع، وتقريرا لمذاهبه التي يجب تقريرها= منه، وقد صنّف كتابا في تحريم التحليل للمطلقة ثلاثا وضمنه إبطال الحيل ودلّ على سد الذرائع بدلائل ما رأيناها في كتب أصحاب مالك، وقد كتب ذلك عنه فضلاء المالكية وحملوه إلى المغرب، وكتب عنه إلى المشرق أيضا، وكذلك في مسائل: مثل: مسألة خدمة المرأة لزوجها ومسألة التورق والجمع لأهل مكة ومزدلفة بل وقصرهم أيضا، قد يكون لمالك فيها قول وأكثر أصحاب أحمد على خلافه فيرجح قول مالك ويقرره كأحسن ما يكون.

من الباحثين العرب وطلبة العلم من هم أقدر على الكتابة في التراث وعلومه وشخصياته كابن تيمية من الباحثين الغربيين ومن في حكمهم ممن تتهافت دور النشر على ترجمة دراساتهم لكن ينقصهم شيء من الجرأة وضبط المنهجية البحثية والهمة للكتابة والنشر.

والفائدة تطلب من كل أحد فحركة ترجمة هذه الدراسات مفيدة لكن يؤسف على أن الأقدر على الإفادة إما لا يكتب أو إذا كتب قد لا يقدر ما كتبه قدره لأن اسمه علي لا جون.

مبحث توثيق نسبة النص للمصنف من مقدمة المحقق مبحث فاخر يُتعلم منه كيف يكتب في إثبات نسبة الكتب.

جماع التعصبات الجاهلية أربعة:
اثنان خلقيان وهما: المجاورة في البلد والقرابة.
واثنان كسبيان وهما: الصداقة والمذهب ..

وكل اسم لم يعتبره الله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) فينبغي إهداره كما أن كل اسم اعتبره الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) فيجب اعتباره وإن اعتبره في بعض الأحكام دون بعض اعتبر في ذلك.
وقد اعتبر الله في كتابه اسم المؤمن والكافر والبر والفاجر والعالم والجاهل ونحو ذلك، فيجب معرفة حدود هذه الأسماء إما مطلقا أو مقيدا.
وأما فلاني وفلاني ونحو ذلك مما لا تأثير له في الشرع فإنما يعتبره ويتأثر عنه من ضعف إيمانه بالله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) .. فنحن .. لا نهوى اسما غير الإسلام المحض الذي هو شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته ولا نغضب لاسم ولا نتعصب له ... فإنا لا نوالي على ما هو أخص من الإسلام المحض .. فإن كل اسم لم يدل الرسول (صلى الله عليه وسلم ) على حمده وذمه كان وجوده كعدمه فإن حصل به تسمية كان لمجرد التعريف المحض الذي يجري مجرى الأعلام.

ابن تيمية.

من لطف الله بعبده أن يبتليه ببعض المصائب؛ فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر فيها؛ فينيله درجات عالية لا يدركها بعمله، وقد يشدد عليه الابتلاء بذلك، كما فُعِلَ بأيوبَ عليه السلام، ويوجِد في قلبه حلاوةَ روح الرجاء، وتأميلَ الرحمة، وكشفَ الضر؛ فيخفف ألمه وتنشط نفسه، ولهذا من لطف الله بالمؤمنين أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر؛ فخفت مصائبهم، وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته.

السعدي

سياق كتابة العقيدة الواسطية ووصفها من كلام مصنفها:

طلب منه بعض علماء العراق من أصحاب الشافعي معتقد أهل السنة فكتب له على البديهة جزءا في مذهبهم في الصفات والقدر والوعيد والإيمان والصحابة ونحو ذلك من قول أهل السنة .. فالشيخ .. يقف على هذا المعتقد فإن فيه جميع مسائل الاعتقاد المشهورة التي تميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق.

قاعدة في تفضيل مذهب الإمام أحمد لابن تيمية(١٠٧)

باب في الإعجاب بتصنيف المخالف:
جاء في كشف الظنون لحاجي خليفة عن كتاب لأحد الزيدية:
فيه تدقيقات غريبة وذكر أقوال الفرق بأجمعها وأجاب عنها على طريقة مختصر ابن الحاجب في الإيجاز قاتله الله.

التغرير في صرف أفعال العامة إلى غير ما أرادت منها.

مبارك الميلي ( ت ١٣٦٤ )

إذا مر بك أيها المتزمت، حديث تستخفه أو تستحسنه أو تعجب منه أو تضحك له فاعرف المذهب فيه وما أردنا به.
واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه، وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ على ظاهر محبتك، ولو وقع فيه توقي المتزمتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك.

ابن قتيبة.

🔄

إن كنتَ ترحم فقيرا فأنا ذاك
وإن كنت ترى معيوبا فأنا ذاك المعيوب
وإن كنت تُخلِّص غريقا فأنا الغريق في بحر الذنوب
وإن كنت أنت أنت فأنا أنا ليس غير النقص والحرمان والذل والهوان.


الفخر الرازي

أسلم أحد من كان من النصارى العرب فعبّر عن هذا التحول بأنه لم يعد ينادي المسيح وإنما ينادي الله عز وجل .. فحمدت الله أنه لم يتصل بأصحاب الجهاز التأويلي للممارسات الشركية وإلا لقيل له المسيح عليه الصلاة والسلام نبي من الأنبياء فيصح الإبقاء على إطلاق الاستغاثة به إما بالحمل على المجاز أو بكونك لا تعتقد فيه الاستقلال !

الحمد لله الذي أبقى في الناس الفطرة التي تكشف لهم حقيقة هذه الممارسات وإن تأول المتأولون وزخرف المزخرفون.

إن كنت متوقفا في تصوير حال المشركين وعقائدهم وأعمالهم فانظر إلى حال العوام والجهلة من أهل الزمان.
ولي الله الدهلوي (ت 1176هـ )

هذه الفتوى لشيخ الأزهر ومفتي مصر حسن مأمون ( ت ١٣٩٣ ) جازف بعض الناس فكذّب نسبتها له وسارع بعض الناس بتلقي تكذيبه بالقبول.

وقد قال هذا المكذِّب: "السلفية ضاربين فتوى" وقال عنها:" لا تخرج إلا من عقل حمار بليد". كذا قال.


والفتوى ذكرها منسوبة لحسن مأمون معاصره عبد ربه القليوبي في كتابه فيض الوهاب وعزاها لمجلة الإذاعة الصادرة بحسب ما ذكر ١٣٧٧/٢/١١ ثم أخذ يعارضها ويشنع على حسن مأمون وكتاب القليوبي هذا طبع سنة ١٣٨٥ أي في حياة حسن مأمون.

كنتُ مُولعًا من الصغر بالإسلام ومحاسنه، والمطالعة في السيرة النبوية ومناقب الأصحاب والخلفاء الراشدين، فكان ينشرحُ صدري لأشياء وينقبض من أشياء تَعرض لي فيها شبهاتٌ، ثم كنتُ أعرض ما يَظهر لي من مكارم الشريعة ومقاصدها على ما عليه الناس من البدع والمحدثات التي تمسَّكوا بها وجعلوها من الأصول الدينية، فأجد التناقض والتصادم، فصرتُ أتردَّدُ على كثير من كبار علماء الأزهر وغيرهم لعلِّي أجدُ عندهم مفرجًا، فأراهم أحرص من العامة على هذه الخزعبلات، حتى كدتُ أحكم بأنها من الدين، وأن الأمر دائرٌ بين شيئين: فإما أن يكون الدينُ دينَ خرافات وخزعبلات تنفر منها الطباعُ السليمة. وإما أن يكون ما نراه حقًّا ولكن يمنعنا من قبوله إلحادٌ تأصَّل في النفس، حتى أرشدني بعضُ الأصحاب للمترجَم(= حسن الطويل ت ١٣١٥ )، فأخذتُ في السؤال عنه من أهل العلم، فكانوا ينفِّرونني منه، حتى بالغ بعضُهم — عامله الله بما يستحقُّ — ورماه بالزندقة. فقلت: إذا كنتُ لم أجد طَلْبتي عند من تَسِمونهم بالصلاح والورع، فلعلي أصيبها عند الزنادقة، ثم سعيتُ في الاجتماع به، وسألتُه القراءةَ عليه والاهتداء بهديه، فقرأتُ عليه العلوم ... وأنا في كل هذه المدة أستوضح منه ما أُشكل عليَّ فيحلُّه لي، فكان اجتماعي به ومصاحبتي إياه من أكبر نِعم الله عليَّ في ديني.

أحمد تيمور باشا ( ت ١٣٤٨ )

شيء من تاريخ المجاذيب وأحوالهم التي كان يشيع تقبلها ثم تغير الحال بحمد الله ..
قال الجبرتي:
من الحوادث المستهجنة أن امرأة تعلقت برجل من المجاذيب يقال له: الشيخ علي البكرى مشهور ومعتقد عند العوام وهو رجل طويل حليق اللحية يمشي عريانا وأحيانا يلبس قميصا وطاقية. ويمشي حافيا فصارت هذه المرأة تمشي خلفه أينما توجه وهي بإزارها وتخلط في ألفاظها وتدخل معه إلى البيوت وتطلع الحريمات واعتقدها النساء وهادوها بالدراهم والملابس وأشاعوا أن الشيخ لحظها وجذبها وصارت من الأولياء ثم ارتقت في درجات الجذب وثقلت عليها الشربة فكشفت وجهها ولبست ملابس كالرجال ولازمته أينما توجه ويتبعهما الأطفال والصغار وهوام العوام ومنهم من اقتدى بهما أيضا ونزع ثيابه وتخجل في مشيه وقالوا أنه اعترض على الشيخ والمرأة فجذبه الشيخ أيضا وأن الشيخ لمسه فصار من الأولياء. وزاد الحال وكثر خلفهم أوباش الناس والصغار وصاروا يخطفون اشياء من الأسواق ويصير لهم في مرورهم ضجة عظيمة وإذا جلس الشيخ في مكان وقف الجميع وازدحم الناس للفرجة عليه وتصعد المرأة على دكان أو علوة وتتكلم بفاحش القول ساعة بالعربي ومرة بالتركي والناس تنصت لها ويقبلون يدها ويتبركون بها وبعضهم يضحك ومنهم من يقول الله الله وبعضهم يقول دستور يا أسيادى وبعضهم يقول لا تعترض بشيء.

فرج الله عن أهلنا في السودان وفك كربتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله