Telegram Web Link
لا أسلوب مع اليقين.
الانشغال بتجويد القول من مميّزات الذين لا ينامون على عقيدة. إنّهم يتعلّقون بالكلمات، تلك الشبيهة بالواقع، في غياب الأرضيّة الصلبة، فيما الآخرون االأقوياء بقناعاتهم يهزؤون بمظهر الكلمات ويسترخون في الارتجال.
_
لاشيء يصيب العقل بالجفاف مثل نفوره من تصوّر أفكارٍ مبهمة.
_
قبل أن تكون خطأً في المضمون، كانت الحياةُ خطأً في الذوق، لم يفلح الشعر ولا حتّى الموت في تصحيحه.
_
لاشيء يطفئ ظمئي إلى الشكّ. آه لو كانت لي عصا موسى كي أفلق عن شكوكي الصخرَ نفسه.
_
إلى أبعد ما تصل بي الذاكرة، لا أرى نفسي إلاّ وأنا أقتل في داخلي كلّ اعتداد بأني إنسان. أتسكّع على أطراف النوع البشريّ مثل وحشٍ نفور، ولا أملك حتّى القدرة على ادّعاء الانتماء إلى قطيع آخر من القردة.
_
يتمنّى الشكّاك لو أنّه يتعذّب مثل سائر البشر من أجل الأوهام التي تمنح القدرة على الحياة. لكنّه لا يفلح في ذلك: إنّه شهيد التفكير السليم.
_
مع شرايينك المحتقنة بالليل، أنت لا تقلّ غربة بين البشر عن شاهد قبر وسط سيرك.
_
لا يعتني بالأمثال والأقوال المأثورة إلاّ من عرف الرعب وسط الكلمات، والفزعَ من التداعي مع جميع الكلمات.
_
لا شيء يثير زهونا مثل الهوس بالموت: ((الهوس)) وليس الموت.

الرغبة في الموت كانت همّي الأوحد والوحيد. في سبيله ضحّيتُ بكلّ شيء، حتّى بالموت.

لا أحيَا إلاّ لأن في وسعي الموت متى شئت. لو لا فكرة الانتحار لقتلت نفسي منذ البداية.

لا يرفضُ أن ينظر الى الموت كمن ينظر الى حلمٍ ورديّ، إلاّ من كان قلبُهُ مصابًا بعمى الألوان.
_
المزعجُ في اليأس أنّه بديهيّ ومُوَثَّق وذو أسباب وجيهة: إنّه ريبورتاج. والآن أمعنوا النظر في الأمل، تأمّلُوا سَخاءَهُ في الغشّ، رُسُوخَهُ في التدجيل، رفضَه للأحداث: إنّه تيه وخيال. وفي هذا التيه تكمن الحياة ومن هذا الخيال تتغذّى.
_
كنتُ بصدد متابعة دروس جادّة حين اكتشفتُ أني سأموت ذات يوم. فأهتزّ تواضعي لذلك. ولمّا كنت قد اقتنعت بأنّه لم يعد لي ما أتعلّمه، فقد تخلّيت عن دراستي لأخبر العالم بهذا الاكتشاف العظيم.
_
علينا أن نسكر طيلة حياتنا، إذا لم يسعفنا الحظّ بأبوين سكّيرين، لتعويض ذلك الميراث الثقيل المتمثّل في فضائلهما.
_
لِكُلٍّ جنونهُ. وقد تمثّل جنوني في أن اعتبر نفسي سويًا، سويًا بشكل خطر. ولمّا كان الآخرون يبدون لي مجانين، فقد أنتهى بي الأمر إلى الخوف منهم، وإلى الخوف مني أكثر.
_
لو كان للتاريخ غاية، لكان مصيرنا يثير الرثاء، نحن الذين لم ننجز شيئًا. أمّا في هذا اللا معنى الشامل، فقد بات في وسعنا نحن الحقراء الصعاليك الذين لا جدوى لهم، ان نرفع رؤوسنا فخورين بكوننا كنّا على حق.
_
The End
The Doors
Christina's World by Andrew Wyeth (1948)
American Teenager by Ethel Cain (2022)
2024/05/11 04:13:50
Back to Top
HTML Embed Code: