يومُ عرفة من أيام الله المشهودة، فيه أكمَلَ دينَه، وأتم على المؤمنين نعمته، وفيه خيرُ الدعاء وخير الذكر.

جاء في الحديث الحسن عن سيدنا ونبينا الكريم ﷺ أنه قال: "خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير".

كما أنه من قالها كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان..
ولم يجىء احد أفضل من عمله إلا أحد قال مثله أو زاد عليه..

ويَحْسُن بالمؤمن قبل الدعاء يوم عرفة أن يلهج بهذا الذكر؛ ليجتمع له وقتَئِذ خيرُ الدعاء مع خير الذكر.

والذكرُ المشمول بالحديث الشريف هو في المعنى الآخر دعاءُ عبادةٍ، فناسَب أن يُتبعه بدُعاءِ عبادةٍ ومسألةٍ.

الوتر يا عباد الله.. أقبِلوا على العظيم بكُل جوارحكم، لتُقبِل عليكم الدُنيا والآخرة بأنعُمِها، ولا نعيم في الدُنيا إلا بمعرفة الله ولذّة مُناجاته والأُنسِ به تبارك وتعالى.

الشيخ عبدالرزاق البدر يتكلم عن الدُّعاء في عشيَّة عرفة ويذكر سر عجيب في مفتاح قبول الدُّعاء:

‏يوم عرفة وهيبة الاستشعار!

‏ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليباهي بأهل الموقف ملائكته ولم يثبت نزوله سبحانه نهارا إلا يوم عرفه

في هذه اللحظات العظيمة: كم دعوة ستفتح لها أبواب السماء؟ كم ذنب سيُغفر؟ كم كسرٍ سيجبر؟ كم مريض سيُشفى؟ ومبتلى سيُعافى؟! وكرم الله لا يُحد..

يوم تُرجى إجابة دعاء الدَّاعين، وخاصَّةً الصَّائمين،

فادعوا الله لأنفسكم ووالديكم وأهليكم، ومعلميكم ووالديهم، ومشايخكم وأصحابكم، وجيرانكم وولاة أمركم، وسائر المسلمين والمسلمات.

عن النبي ﷺ قال: (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ)

لابُد للداعي من استحضار القلب في الدعاء، ولا يستبطئ الإجابة، وأن يدعو الله كأنه يراه، ويتضرع كأنه يراه، ويظهر الافتقار والضعف والانكسار..

اللهُ لمّا باهى الملائكةَ بأهل عرفة قال: (انظروا إلى عبادي شُعثًا غُبرًا) فدلّ على الانكسار حتى في الشّكل!
فمما يعين على استحضار القلب الإعراضُ عن نعيم الدُّنيا في هذا الموقف..
والكيِّسُ من الحُجّاج من استغلّ أجزاء الثانية من عشيّة عرفة بالدعاء والذكر والتضرّع، ومتى ما صدق الإنسان فسيبلّغه الله المُنى ويستجيب دعاه..

د. لُبنى الراشد

هذا المقطع لامس قلبي!
ما تعبت من سماعه ولا مللت من تكراره، أجزم أنك حين تسمعه ستدخل بقلب وتخرج بقلب آخر ويجعلك تُقبل على ربك بقلب مملوء باليقين بإذن الله

من أروع ما سمعت عن الدُّعاء في يوم عرفة؛ لا تفوته:

لا إله إلا الله وحده لاشرك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير.

تيقن أن الدعوات التي ستدعو بها في عشية عرفة، والتي ستخرج من قلبك بصدق وانكسار ربما تمضي في حياتك وتنساها، لكن الله لن ينساها لك!

كم خير ستناله بهذه الدعوات، وكم شر سيُصرف عنك، وكم من بلاء سيدفعه الله عنك بهذه الدعوات الصادقة لا شيء مع ربنا الكريم يذهب سُدى.

فالزم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة
ولاتنسونا ووالدينا من صالح دعواتـكم ولكم بالمثل.

عن رسول الله ﷺ :
(إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ
إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ)

اللهُم لا تجعل هذا اليوم يمضي
إلا وقد أعطيتَ كُلٍ منا مُراده
‏ورويت قلوبنا بفيض كرمك
‏وحققتَ لنا ما كُنا نظنهُ مُستحيلاً يالله
وأعتقت رقابنا من النـار وعفوت عنا وغفرت لنا

أسأل الله أن يعيده عليكم أعوامًا مديدة وأنتم بخير وعافية وأن يكتب لكم فيه الفرح والرضا والطمأنينة

كل عام وأنتم بخير يارِفاق تِرّيَاق🤎

يوم النحر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك؛ الذي يُوافق العاشر من شهر ذو الحجة للسنة الهجرية القمرية، وهو من أفضل الأيام عند الله -تعالى-

فعن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه-:
(إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ -تبارَكَ وتعالَى-
يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

‏﴿ ادْعُونِي أستجب لكم ﴾

‏ساعة استجابة فكل دعاءٍ مُجَاب ، كان اليقين سابقهُ ادعُو من قلوبكم ماتتمٌنو وانتم موقنون بالإجابة.

آخر أيام العشر
وصادف يوم النحر ويوم الجمعة وتـذكـر!

إنما الأعمال بالخواتيم
فادع واذكُـره كثيراً في هذه الأيام العظيمة
واغتنم هذة الفرصـة التي رزقها الله لك،فلا ندري هل سنكون من أهل هذه العشر مرة آخرى؟