Telegram Web Link
#بعد_حين_الجزء7
#بقلم_امنيات

طبعا دكتور عصام كان سجل رقمها من تاني مرة مشت ليه في المستشفى داك ...
اول ما سمعت صوته جاها ارتباك غريب كدا لما الكلام طار من رأسها ...تاني هو قال (الو ...هدى؟؟؟)
سريع اتمالكت نفسها وقالت ليه ( اهلا يا دكتور ...معليش اسفة على الازعاج ...لكن في فحوصات نتائجها طلعت استلمتها حسة ..ما عارفة اجيبها ...ولـ ..ولا ....)
حسم ليها ترددها وقال ( تمام كويس جيبيها لي اشوفها ...)
اتنفست الصعداء لانها كانت خايفة يقول ليها خليهم لما النتائج كلها تطلع ...وهي عايزة تطمئن ...انتبهت على صوته بقول ( انا طلعت من المستشفى حسة ...ممكن تجيبيهم لي بكرة الصباح ؟؟؟ لما تصلي المستشفى اتصلي علي عشان اوريك انا وين ..كويس؟ )
قالت ليه ( خلاص تمام ان شاء الله...شكرا يا دكتور ..)
قال ليها ( العفو على شنو ؟؟؟ ..)
سكت شوية وقال ( وياهدى .. )
قالت ليه براحة ( ايوة ..)
قال ليها ( ما عايزك تقلقي ...ان شاء الله خير ..تمام ؟ ) كأنه عبر خط التلفون حس بقلقها و خوفها ...
ردت ليه براحة (تمام ..)
قال ليها (خلاص لبكرة ان شاء الله ...)
ردت ليه ( ان شاء الله ...)
و قفلت ...اخدت نفس طويل ... حاسة بارتياح بعد التوتر و القلق ...ما عارفة عشان خلاص ح يشوف النتائج بكرة و يطمنها ولا عشان ..ولا عشان كلماته القالها ليها و نبرات صوته الهادئة البتبعث في نفسها راحة عجيبة واطمئنان ......
تاني يوم الصباح استأذنت من مس تهاني انها ح تتأخر شوية و وصت زميلتها سهى تراقب ليها مصعب شديد ...طلعت بدري من البيت عشان تخلص مشوار المستشفى سريع وما تتأخر على الروضة ..موضوع مصعب شاغلها شديد ..بعد اتخيلت انه خلاص خلى حكاية الاعتداء على زملاه حصلت حادثة امس دي ...
اول ما وصلت المستشفى طوالي اتصلت على دكتور عصام زي ما قال ليها امس عشان تشوفه وين ...رد قال ليها انه في المكتب بتاعه و تجيه طوالي ...مشت على المكتب لقت الممرضة بتاعة المرة الفاتت ذاتها ..طوالي المرة دي دخلتها ...فكرت انه ممكن دكتور عصام كلمها انه هدى جاية ...وهي داخلة على المكتب كان قلبها بضرب بقوة و سرعة لما حاسة بيه في حلقها ...ما عارفة من التوتر والخوف والقلق الرجع ليها تاني و لا من حاجة تانية ...
دكتور عصام قام من كرسيه و سلم عليها بابتسامة و هي طوالي مدت ليه الظروف الفيها النتائج ...شايلاها في يدها جاهزة ...شالها منها وضحك وقال ليها ( كدا اقعدي اخدي نفس ...)
قعدت في الكرسي القدام مكتبه و هو قعد في كرسيه ...وطوالي بدأ يطلع الورق من الظروف ...كأنه حاسي بمعاناتها و ما عايز يطول عليها ...بدأ يقرأ في ورقة النتيجة الاولى بتركيز ...هي كانت بتعاين ليه شديد في وشه ...تحاول تقرأ من تعابير وشه نتيجة الفحوصات كيف ..مبشرة ولا لا ؟؟؟
هو كانت بس مركز وبهز في رأسه براحة ...انتهى من الورقة الاولى ورفع رأسه ابتسم ليها و طوالي دنقر على الورقة التانية يقرأ فيها بنفس التركيز ...كانت كأنها قاعدة على الجمر ...منتظرة ...اخيرا انتهى ورفع رأسه بابتسامة عريضة وقبل ما يتكلم من ابتسامته دي بس هدى حست بالراحة...
قال ليها ( زي ما قلت ليك ما تقلقي ...الفحوصات كلها ..حقتك وحقة سماح تمام ...)
هي ما ردت بس غمضت عيونها و بقت تردد براحة ( الحمد لله ..الحمد لله ...الحمد لله ...)
فتحت عيونها لقت دكتور عصام بعاين ليها بابتسامة ...حست بالاحراج من ردة فعلها و ابتسمت بارتباك ...ودنقرت ...وقامت على حيلها سريع قالت ليه (شكرا يا دكتور ..كتر خيرك ...)
قال ليها ( حسة قمتي ماشة وين ؟؟؟ خلي نجيب ليك حاجة تشربيها تبلي ريقك الناشف دا...) عارفها ريقها ناشف من الخوف و التوتر ..!!!!
هدى قالت ليه سريع ( لا لا لا يا دكتور ...كتر خيرك ...)
وقف على حيله هو ذاته وقال ليها (انا جادي ...المرات الفاتت الجيتوا فيها ما ضيفناكم ...حسي اقعدي اجيب ليك فطور ...)
هدى كانت حاسة بشعور غريب ..دي اول مرة تحصل ليها حاجة زي دي ...ما عرفت ذاتها تقول ليه شنو ...الله قدرها قالت ليه ( شكرا يا دكتور ..والله بس مستعجلة لاني مستأذنة من الروضة و ممسكة زميلتي مكاني ...)
سكت شوية يعاين ليها وقال ( خلاص اذن طالباني عزومة ...لو انتي نسيتي انا ما بنسى ...)
ضحكت وقالت ليه ( تمام يا دكتور ما بنسى ..)
ودعته وطلعت ..وهي في المواصلات مخها مشغول بالحصل مع دكتور عصام دا ...هي طول حياتها ما متعودة على تعامل زي دا من راجل ...مع انها ممكن تكون حاجة عادية لباقي البنات ...البنات السمحات... انه راجل يصر يقعدهم معاه ويعزمهم
لكن دا ما قاعد يحصل معاها هي ...ما حصل ابدا ...ممكن السبب يكون انها ما جميلة ولا جذابة لاي راجل عشان يعزمها .. او ممكن السبب يكون انها بعدت نفسها عن اي تواصل وتعامل مع الجنس الاخر ... لا في جامعة لا في شغل .... ما ادت زول فرصة ذاته عشان يتصرف معاها كدا....
والحاجة التانية الكانت دايرة في مخها هل دكتور عصام بتصرف كدا مع كل البنات البلاقيهم زيها في شغله ..
زي مرافقات المرضى يعني ...لانه انطباعها عنه اول مرة انه زول متحفظ ...ما منفتح شديد لدرجة يعزم واحدة من مرافقين المرضى بتاعينه تقعد تفطر معاه ...وخصوصا هي بالذات ...العارفة قدر نفسها ...والمن تجاربها السابقة اقتنعت انه الرجال ديل بس بجذبهم الشكل الخارجي للبنت ...وتعاملهم مع البنت السمحة ما زي تعاملهم مع البنت الجمالها محدود...
مع تفكيرها دا كانت حاسة بشعور ملازمها من طلعت من المستشفى... شعور سعادة ورضا .. وبغض النظر عن السبب الخلى دكتور عصام يعزمها كانت سعيدة باهتمامه دا ...حتى لو كان ما بعني حاجة بالنسبة ليه...
وصلت الروضة وطوالي جرت على فصلها ...لقت سهى قاعدة حارسة العيال ...طمنتها انها راقبت مصعب تمام و ما عمل اي حاجة ...
هدى استلمت منها وواصلت تراقب الاطفال ...صحي مصعب الليلة قاعد زي الملاك ...يلعب عادي مع الاطفال ...ويتلفت كل مرة يعاين ليها كأنه بقول ليها شوفيني انا ما بعمل مشاكل ....
ولا بعاين ليها عشان حاجة تانية ؟؟؟؟
فجأة كدا هدى جاها خاطر انه مصعب بعاين ليها عايز يشوفها مراقباه ولا غافلة منه ؟؟؟ غافلة منه عشان ينتهز فرصته ....واتذكرت انه امس لما اعتدى على مجتبى هي كانت راقدة في التربيرة و غافلة عنه ...
ما عندها طريقة تتأكد الا تمثل عليه ...وبدت الفكرة تتكون في راس هدى ...ح توهم مصعب انها ما شايفاه وغافلة عنه وتشوفه ح يتصرف كيف ...قامت كأنها طالعة من الفصل لكن وقفت جنب الباب بحيث تكون شايفة الاطفال وهم ما شايفنها ...وبقت تراقب في مصعب ...هو كان مندمج بلعب مع الاطفال... وقفت مسافة ما حصل شي ...رجعت تاني جوة قعدت وهي بتفكر يمكن تكون غلطانة ...
تاني بعد مسافة كررت نفس الحركة ...المرة دي واثناء ما هي بتراقب من برة الفصل شافت مصعب بعاين لواحد من الاطفال قاعد في التربيزة التانية بتركيز ...بعدين اتلفت لقاها هي مافي طوالي قام وجرى هجم على الطفل ومسكه من يده عايز يعضيه ....هدى سريع دخلت الفصل و خلصته ...
الليلة ما حاولت تسأل مصعب سبب الاعتداء شنو ولا كدا ...قعدت تفكر ..الطفل الاعتدى عليه مصعب اسمه نزار ...وكان بعيد من مصعب ..يعني ما حصل بينهم احتكاك ...وطوالي شكوكها بتاعة امس اتأكدت ...
الطفلين مجتبى ونزار اهلهم قاعدين يجوا يسوقوهم من المدرسة .... دا غالبا هو يكون السبب الخلى مصعب يختارهم يعتدي عليهم... عشان هو امه ما بتجي تسوقه ... وابوه اصلا ما في الصورة....شاعر بالنقص عشان كدا وبغير من الاولاد الاهلهم مهتمين بيهم في رأيه... ما في سبب غير كدا ...
بعد الاطفال طلعوا هدى مشت لمس تهاني و كلمتها بشكوكها ...تهاني قالت ليها ( ياهو الا كدا ...ما في شي تاني يخليه يعمل حاجة زي دي ...)
واتنهدت وقالت لهدى ( خلاص ح اتصل بميادة تجينا بكرة نشوف الموضوع معاها ...)
هدى قالت ليها ( اي احسن ...)
تهاني تاني اتنهدت وقالت ( ميادة مسكينة غايتو ...ما شافت هناء ولا سعادة في زواجها ...وبعد اتطلقت و شافت حياتها كمان تجيها مشكلة مصعب دي...)
هدى من اول يوم شافت فيه ميادة استغربت شنو البخلي راجلها يطلقها ..او بالاحرى شنو البخلي راجلها يعمل معاها مشاكل لغاية ما تطلب الطلاق...زولة بجمالها و جاذبيتها و اناقتها ...لكن بس ما قدرت تسأل تهاني...
هدى رجعت البيت و العصر مشت ناس خالها و بشرتهم انه نتائج الفحوصات الطلعت تمام و دكتور عصام مبسوط منها ... وهي بتعاين لخالها وسماح وانصاف كانت متأكدة انه شعورهم هو نفس شعور الراحة والفرحة الحست بيه قبيل لما دكتور عصام كلمها... ويمكن اكتر ...
خالها سألها من نتائج باقي الفحوصات متين ...ورته مواعيدها متين ...وانها هي ح تمشي تستلمها و توديها لدكتور عصام ....
خالها دنقر و قال براحة ( بارك الله فيك يا هدى يا بتي ...)
لما رجعت البيت ورقدت في سريرها صورة خالها و هو مدنقر كانت لسة في خيالها ....كانت بتفكر انه خالها خلاص اعتمد عليها هي في اي شي ...وخلى امر التجهيزات بين يديها هي ....ورغم المسئولية الحستها لكن حمدت الله على الاقل انها هي موجودة و متفرغة و بتسد فرقة اسعد المافي ...واصلا ما عندها مانع تشيل المسئولية دي ...
وجاها خاطر من مافي ...ما عندها مانع خصوصا انه التعامل مع دكتور عصام ...
دكتور عصام ....
ولقت نفسها افكارها بترجع لموقفه المعاها في مكتبه قبيل ...ولقت نفسها بتفكر فيه بنظرة تانية ...نظرة مختلفة عن نظرتها للدكتور الجراح المسئول عن حالة بت خالها ...بتفكر فيه بنظرة عصام الراجل الوسيم الجنتل ...اتخيلته وهو بتكلم بصوته العميق الهادي ..بقول كلام لكن ما في الطب و الشغل ...اتخيلته بقول كلمات حب .. وغرام ...اتخيلته وهو بعاين بنظرات ملانة حب و عشق وهو بقول في الكلمات دي ...بقولها لبت قدامه ...لزوجته ...
ايوة زوجته ...
اكيد ح يكون متزوج ....دكتور ..جراح ..ناجح ..جذاب ...في الاربعينات من عمره ....طبعا اكيد ح يكون متزوج ....موجة الحزن و الالم والاحباط الحست بيها بتغمرها خلتها تهز رأسها شديد كأنها عايزها تطرد منه الخيال
ات الكانت دايرة فيه ...
اها وحتى لو ما كان متزوج ...؟؟؟
يا هدى انتبهي ...انتبهي ...انتي عشت عمرك دة كله وانتي عارفة نفسك شنو ...وعشان الالم الجربيته زمان والجرح الاتجرحتيه ..بعدت نفسك و حافظتي على قلبك ما يحب و يتخذل تاني ....
انتبهي ..دا بالذات ما وقته ...ودا بالذات ما زولك ...ما تنزلي دفاعاتك الخاتاها من زمان عشان هو جاملك مجرد مجاملة و عمل حاجة انتي بالنسبة ليك شايفة فيها شي .. لكن هو بالنسبة ليه ما بتعني اي شي ..
انتبهي....
انتبهي....
و نامت والكلمة دي دايرة في مخها ...
يتبع
#بعد_حين_الجزء8
#بقلم_امنيات

هدى قامت الصباح حاسة مودها نازل و معنوياتها في الارض ...لكن سريع طردت الافكار من رأسها ....انتي ما فاضية لكلام زي دا حاليا يا هدى...قدامك سماح ومرضها و العملية ..و الشغل و مصعب و امه ....
لما وصلت الروضة تفكيرها كله كان مركز في مشكلة مصعب و رد فعل امه لكلامها ح يكون شنو؟؟؟ ..و الحل ح يكون شنو ...؟؟؟
تهاني قالت ليها ميادة ح تجي على اخر اليوم ...اليوم كله هدى ركزت على مصعب ومن مراقبتها لتعامله مع الاولاد الاهلهم بجوا يسوقوهم بالذات بقت كل ما ليها ماشة مقتنعة انه تفسيرها الوصلت ليه صاح ..
وخاصة لما اخر اليوم جاء و ميادة جات داخلة الروضة ...شافت التعبير الفي وش مصعب وهو بعاين ليها ماشة بالصالة القدام الفصل ...كان باين عليه السعادة الشديدة ..ووشه اشرق بضحكة كبيرة ...وطوالي لفت الاطفال الجنبه و وراهم انه امه جات ...
بعد شوية تهاني نادت هدى المكتب ...هدى مشت سلمت على ميادة ..وقعدت ..تهاني بدت لميادة الكلام وخلت هدى تمت الباقي... وشرحت ليها رأيهم في سبب التصرفات العدوانية بتاعة مصعب مع الاطفال زملاه ...
هدى كانت بتعاين لميادة و هي بتسمع و مشاعر الحيرة و الحزن ظاهرة على وشها الجميل ...بعد هدى انتهت من الكلام ميادة سكتت واخدت ليها تنهيدة و قالت براحة ( يعني انا السبب ...؟؟؟؟)
وعيونها كانوا لامعات كأنه فيهم دموع ...وواصلت ( دا كله عشان جارية وعايزة اوفر ليه حياة كريمة ...عايزاه يكون عنده كل حاجة يحتاجها ..ما عايزاه يشعر انه ناقص من زملاه في اي حاجة ....) ...
هدى عادة متحفظة و ما قاعدة تقول رأيها في اي شي لاي زول... لكن لقت نفسها متعاطفة شديد مع ميادة ومصعب ولدها ...عايزة تساعدهم بقدر الامكان ... قالت لميادة براحة ( انتي ما قصرتي معاه ...لكن باين انه شعر انه الحاجة الناقصاه هي انتي ...)
ميادة عاينت ليها مسافة وهي ساكتة وقالت ( باين كدا ...لكن اعمل شنو انا يخواني ؟؟؟ ما بقدر اجيبه و ارجعه كل يوم ... اخلي شغلي ؟؟؟ شغلي دة لمنو ؟؟؟ ما ليه هو ..) قالتها كدا بيأس و طريقة تقطع القلب ...
هدى في اللحظة دي ما عارفة ليه جاتها في مخها فجأة صورة اولاد اسعد اخوها و امهم سماح ...وانهم لو فقدوها هل في حاجة في الدنيا دي كلها ح تعوضهم عن فقدانها ....؟؟؟؟
طوالي قالت لميادة ( صحي انتي عايزة توفري ليه الحياة الكريمة واي شي ...لكن بالنسبة ليه هو كونك تكوني معاه اهم ليه ...)
تهاني طوالي اتدخلت وقالت ليها ( هو حسي باين ما عايز اكتر من انك بس توصليه انتي بنفسك ...يا ميادة انتي ما شاء الله حسي المركز حقك خلاص واقف على رجليه ..ما محتاجة تقيفي في كل كبيرة وصغيرة ..انتي تخلي واحدة تمسك بدلك وانتي تشرفي بس ...عايني لنفسك انتي ذاتك ...)
المهم قعدوا هدى وتهاني يتكلموا مع ميادة لغاية ما وصلوا لانها تاني توصله الروضة هي و ترجعه ويشوفوا الامور ماشة كيف ...
الوقت داك كان خلاص مواعيد نهاية الدوام و هدى لاحظت للاختلاف في مصعب وهو ماشي مع امه .. ...فرحان ومفرهد ويعاين لباقي الاطفال بنظرة كدا كأنه بيقول شوفوا ماما معاي ..!!!! ما زي كل يوم ماشي على الترحيل جاري رجليه جر...!!!
هدى شالت شنطتها وطالعة برضه على الشارع ... ميادة برضه ملاحظة لحركات مصعب و مشاعر الفرحة الظاهرة عليه ...عاينت لهدى بابتسامة ...ولما شافتها طالعة على الشارع سألتها (عندك ترحيل ؟؟؟ بتمشي بشنو ؟؟؟ )
هدى قالت ليها ( بمشي بالموصلات ..ما صعبة ركبة واحدة ...)
ميادة سألتها ( ساكنة وين ؟؟؟ ) هدى ورتها ...
طوالي ميادة قالت ليها ( طيب دة في طريقي ...ارحكي معانا نوصلك...)
هدى قالت ليها ( ما مشكلة انا بمشي عادي ..ما عايزة اتعبك ...)
ميادة ضحكت وقالت ليها ( اجي تتعبيني كيف ؟؟ شايلاك في ضهري ؟؟؟ العربية ذاتها ما ح الف بيها جاي ولا جاي .... في نفس شارعي الماشة بيه اصلا ...)
هدى ضحكت ومشت معاها على عربيتها ...عندها عربية اكسنت جديدة ...هدى ركبت بقدام ومصعب راكب وراء ...مبسوط انه مس هدى راكبة معاهم في عربيتهم من دون العربات ..
بعد اتحركوا ميادة بقت تتونس معاها ....و هدى اكتشفت انه ميادة بالجد ظريفة وبسيطة ... النوع البدخل في الناس داك طوالي ...دا بالاضافة لسماحتها و جاذبيتها ...
لما وصلوا قدام بيت هدى قالت ليهم ينزلوا يتفضلوا شوية ..ميادة ضحكت وقالت ليها ( براك عارفة البير وغطاها ...الليلة حليت نفسي بالقوة عشان اقدر اجيكم في الروضة ...مرة تانية برواقة بننزل معاك )
وسكتت شوية وقالت ليها (لانك خلاص من يوم الليلة تاني ح تترحلي معانا ...الصباح برضه بغشاك ان شاء الله ...)
هدى سريع قالت ليها (لا لا الصباح ما تربطي نفسك بي وتتعطلي ساكت ...اخر اليوم ما مشكلة بجي معاكم ...)
ميادة قالت ليها ( خلاص ما مشكلة ..الصباح لو جينا مارين ولقيناك واقفة برة خلاص تركبي معانا ...انا غالبا بطلع من البيت زي سبعة صباحا ..يعني على سبعة وعشرة بنكون وصلنا قصاد بيتكم ..)
هدى لما شافتها مصرة قال
ت ليها كويس و شكرتها ...ووقفت لغاية ما اتحركوا ودخلت البيت ...كانت حاسة براحة وتفاؤل انه خلاص مشكلة مصعب ح تتحل ...
اليوم داك كانوا عندها مواعيد ماشة تعمل صورة موجات صوتية بعد المغرب ...سماح اصلا كانوا عاملين ليها موجات من زمان ... عشان كدا ما ح تمشي ...هدى ح تمشي معاها امها...ختوا الغداء سريع هي و امها و ابوها وبعد صلت العصر مشت تأخد ليها رقدة قبل المغرب و تنوم شوية لو قدرت ...
لكن طبعا ما قدرت تنوم جاتها حالة التوتر و الخوف البتجيها مع كل مرحلة من الفحوصات ...مع انها ما مفروض تخاف لانها ما شاكية من اي حاجة.... و ما مفروض يكون عندها مشكلة ..والموجات عاملنها ليها عشان يتأكدوا انه ما في مشكلة ...لكن برضه كانت خايفة ....رقدت تتقلب في سريرها و تسبح وتستغفر ...
بعد مشت عيادة الموجات حالة التوتر الكانت معاها خفت شوية لما لقت انه الحتعمل ليها الموجات دكتورة بنت ..لما الدكتورة خلصت قالت بابتسامة ( خلاص ..قومي ...)
ابتسامة الدكتورة طمنتها طوالي سألتها ( اها كيف ؟؟؟؟)
الدكتورة قالت ليها (تمام ..ما في حاجة ..)
امها برضها اتدخلت ( عليك الله يا دكتورة ما في شي ؟؟؟)
الدكتورة ضحكت وقالت ليها ( والله تمام ...ما في اي حاجة ..ربنا يخليها ليك يا حاجة ...)
هدى برضه بعد وصلت البيت شالت التقرير حق الموجات و قالت تشوفه لو تفهم فيه حاجة ..وفعلا لقته ما صعب زي حق الفحوصات الفاتت ...لقته كله مكتوب Normal يعني طبيعي ...غايتو اطمئنت ...وقالت انها ما دام كدا ما ح تمشي تودي النتيجة لدكتور عصام ..ح تنتظر لغاية ما تجي نتيجة الفحوصات الجاية بعد بكرة وتوديهم كلهم مرة واحدة ..
حست انها ما عايزة تكتر المشية لدكتور عصام ...مع انه هو القال ليها تجيب ليه اي نتيجة اول ما تطلع ..لكن بعد تصرفه معاها المرة الفاتت الخلى تفكيرها فيه يتحول لتفكيرها من دكتور لراجل .... بقى عندها شوية حساسية من انها تمشي ليه ...
الصباح هدى قالت تقوم تطلع بدري للمواصلات قبل ناس ميادة ما يجوا ...رغم اصرار ميادة على انها توصلها لكن هي ما كانت عايزاه يبقى زي التزام على ميادة وهي اصلا فيها المكفيها ...فعلا طلعت بدري ..لكن ما جات حافلة فاضية ..ولما شافت العربية الاكسنت بتهدي قدامها عرفت انه ربنا مقدر ليها انها تمشي معاهم ...مصعب كالعادة راكب وراء و فرحان بركبة مس هدى معاهم تاني ...
ميادة قالت ليها ( تصدقي حسيت بتغيير في مصعب امس ...زي الفرهد كدا ...وطبعا ما خلى زول من ناس البيت والجيران ما كلمهم انه انا تاني ح اوصله بعربيتي ...)
هدى دعت بسرها انه يكون خلاص دي نهاية لمشكلة مصعب ...
وفعلا خلال اليوم داك واليوم البعده حصل تغيير كبير في مصعب... الاستاذات كلهم لاحظوه ..كان احيانا عنده شوية سرحان خلاه ... الاطفال الكان مستعديهم بقى اليوم كله يحضن ويبوس فيهم ...كم مرة خلال اليومين ديل هدى طلعت من الفصل وقعدت تراقب من برة ...مصعب ما عمل اي مشكلة ..مع انه كان عارفها ما موجودة ...بالعكس ظهرت فيه صفات ما كانت ظاهرة قبل كدا ..انه خدوم وبحب يساعد الاطفال التانين ...هدى فكرت ...سبحان الله بس حاجة بسيطة زي كانت ح تعمل عقدة في الولد و تغير حياته ...
لما ميادة تجي اخر اليوم مس تهاني كانت بتكلمها بالحاصل و التغيير الحصل في مصعب ...
تاني يوم لما هدى ركبت معاها في العربية وهم راجعين البيت قالت لهدى ( والله ما عارفة اجازيك كيف يا هدى ...لو ما انتي ما كنا عرفنا الحاصل شنو ...ناس الروضات القبلكم ولا هماهم يعرفوا السبب شنو ..بس ينادوني تعالي سوقي ولدك دا ما عايزينه ...)
هدى قالت ليها ( الحمدلله ..ربنا يحفظه ليك ان شاء الله ويخليكم لبعض ...)
ميادة قالت ليها ( وبالمناسبة السعيدة دي انا عازماكم انتي مصعب غداء ...وقبل ما تقولي اي حاجة مافي اي اعذار ...خلاص نحن اختطفناك ...مش كدا يا مصعب ؟؟؟)
مصعب طوالي قال ليها بضحكة وهو فرحان ( اي اختطفناها ...عازمانا وين يا ماما ..انا عايز بيتزا ..)
ميادة قالت ليه ( حاضر انت تأمر بس ..)
واتلفتت على هدى وسألتها ( كيف معاك البيتزا ؟؟؟ تمام ؟؟)
هدى تضحك ساي وما قادرة تلقى فرصة تتكلم ولا تعترض مع ميادة ومصعب ..هزت راسها لميادة وقالت ليها ( تمام معاي انا ...لكن بس اتصل على امي اكلمها ...)
مسافة ما هدى اتصلت كلمت امها كانوا وصلوا واحد من فروع ايطالي بيتزا ...هدى كانت اكلت منها قبل كدا مرة و عجبتها ....
دخلوا وقعدوا وطلبوا ..اثناء ما منتظرين يجيبوا ليهم طلبهم ميادة تعاين لمصعب وهو بتلفت ويعاين حوله بفرحة ...اتنهدت واتلفتت على هدى وقالت ليها ( زي ما قالت تهاني انا محتاجة اعيد تنظيم حياتي ...في واحدة من البنات الشغالات معاي بت كويسة و معاي من بدري ..اليومين دي شوية شوية خليتها تمسك بدلي ...)
سكتت شوية وقالت ( اصلو كان ممكن اعمل كدا من زمن ..لكن ما عارفة كنت مالي ...خايفة على مصيري ومصير مصعب معاي و انا براي في الدنيا دي ..ما عايزة اعتمد على زول ولا مصيرنا يكون مرتبط
بزول تاني ..)
هدى قالت ليها ( حسة ما فات شي ..الحمد لله ..مصعب ياهو دة زي العجب ..الاطفال تأقلمهم سريع ... )
ميادة قالت ليها (باين انا دي العايزة اعادة تأهيل ما مصعب...الحكاية فتحت عيني على اني بقيت اتجاه واحد ..شغل شغل شغل ...ما متذكرة متين اخر مرة طلعت قعدت قعدة زي دي ...لو مع مصعب ولا مع صاحبات ...هو صاحبات ذاته بقى ما عندي ...) و ضحكت وقالت لهدى ( عشان كدا ح اعالج الحكاية دي و ابدأ بيك انتي اول صاحبة لي في العهد الجديد ...)
هدى ضحكت وقالت ليها ( والله كمان انا اتشرف ..)
ميادة قالت ليها ( بالجد يا هدى انا من البداية ارتحت ليك و دخلتي قلبي طوالي ..وحاسة اننا ح نكون صاحبات قريبات لبعض ...)
هدى قالت ليها ( وانا والله نفس الشي ..)
هدى سكتت ما قالت لميادة انتي ذاتك ح تكوني اول صاحبة لي من زمن ...زمان لو قالوا ليها ح تصاحبي واحدة بمواصفات ميادة ما كانت ح تصدق ...دا بالذات نوع البنات الكانت بتتجنبه ...خوف على نفسها انه يتكرر نفس جرح تجربتها الاولى في الحب في سن المراهقة ...
وتانيا اعتقاد منها انه اي بنت جميلة في مظهرها ما بتكون جميلة في طباعها ... الاعتقاد سببه شنو بالضبط هي ما عارفة ..يمكن يكون تجربة مع بنت او بنتين من زميلاتها في الجامعة ...دة مع باقي الحاجات الحصلت في حياتها خلتها اخدت الاتجاه دا ...
لكن خلال الفترة القصيرة العرفت فيها ميادة ..بدت تراجع في اعتقادتها القديمة دي ..وهي ذاتها قلبها اتفتح لميادة
جابوا ليهم طلبهم و بدوا ياكلوا و كل واحدة بتحكي للتانية عن نفسها واسرتها ...ميادة ما جابت لهدى سيرة طليقها و هدى ما سألتها ...خلتها على راحتها ... وكل شي بوقته ...
يتبع
#بعد_حين_الجزء9
#بقلم_امنيات
ميادة رجعت هدى البيت قريب المغرب ...وهدى استغربت كيف الوقت مر سريع كدا ...وحمدت الله انها لقت ليها حاجة شالت التوتر و القلق البتحس بيه لما تكون ماشة تستلم نتائج فحوصات ...
بعد صلت المغرب خالها جاها و مشوا المعمل استلموا الفحوصات و جوا ..وزي المرة الفاتت حاولت تعرف النتيجة ما طلعت بشي ...
الصباح بدري قامت طوالي اتصلت على دكتور عصام ..وهي شايلة الموبايل شايفة يدها بترجف و قلبها كان بضرب شديد ...
زي عادته رد عليها سريع ( هدى... كيفك ؟؟؟)
قالت ليه ( الحمدلله ..)
وصوتها طلع مبحوح ما مسموع ...كحت كحة صغيرة وواصلت ( نتائج الفحوصات التانية طلعت يا دكتور ومعاها نتيجة الموجات الصوتية حقتي ...ممكن اجيبهم ليك متين ؟؟؟)
قال ليها ( عندك طريقة تجي الليلة زي الساعة 12 الضهر ؟؟؟)
قالت ليه ( كويس ..خلاص )
قال ليها ( تمام... يللا لبعدين ...)
معناها تمشي الروضة اول ومن هناك تستأذن ...قامت لبستوقعدت قدام التسريحة تربط طرحتها ... اخدت فيها وقت طويل ..كل ما تربطها ما تعجبها تاني تفكها وتعيدها ...
فجأة حست بالغيظ ..دا شنو البتعملي فيه دا يا هدى ؟؟؟...يعني ربطة الطرحة ح تغير فيك شنو ..؟؟؟ انتي عارفة نفسك .... وحتى لو ح تغير فيك ..اشمعنى يعني اليوم دا بالذات عايزة تكوني سمحة ؟؟؟
قومي اتنفضي و ما تضيعي وقتك ساي...
قامت سريع شالت شنطتها وطلعت على الشارع قبل ما تتأخر على ميادة من غير ما تدي نظرة للمراية تاني ...
قعدت في الروضة تحاول تشغل ذهنها مع الاطفال ...لكن كانت بتعاين للساعة كل دقيقة ..اول ما جات الساعة حداشر ونص هي استأذنت وطلعت ...
في المستشفى مشت طوالي على مكتب دكتور عصام ..كان قاعد معاه راجل تاني فاتحين كمبيوتر قاعدين فيه الاتنين ...اول ما هي دخلت و سلمت دكتور عصام قال للراجل المعاه ( دي هدى المتبرعة للمريضة سماح ..)
و اتلفت على هدى وقال ليها ( دة دكتور احمد من الفريق الح يكون متابع حالتكم ان شاء الله )
هدى بعد قعدت طوالي ادتهم نتائج الفحوصات و الاتنين قعدوا يعاينوا ليها مع بعض ...هدى كالعادة خاتة يدها في قلبها منتظرة رأيهم ...وكأنوا دكتور عصام كان حاسي بيها لانه رفع راسه وابتسم ليها ابتسامة تطمين ...بعدين قعدوا هو و دكتور احمد يتكلموا مع بعض بالانجليزي و كلام طبي كله هدى ما قدرت تفهم منه حاجة...
بعد داك دكتور عصام اتلفت عليها و قال ليها ( الفحوصات كلها تمام الحمد لله ...ما في مشكلة بتمنع الزراعة ...بعد كدا نتوكل على الله و نبدأ ... ممكن بكرة ان شاء الله تجوني انتي و سماح عشان تعرفوا الترتيبات ...)
هدى غمرها شعور بالارتياح انه خلاص مافي عقبة قدام الزراعة ...مع انه جاها احساس بسيط كدا بالرهبة والخوفة من العملية لكن طردته سريع ..الان اهم شي انها تمشي تبشر اسعد و سماح وخالها انه خلاص العملية ح تتعمل ...
هدى قامت استأذنت منهم و طلعت ..ما قدرت تصبر لغاية ما تصل البيت عشان تتصل باسعد ...شافت ليها ركن فاضي في حوش المستشفى ووقفت في الضل و اتصلت باسعد كلمته انه خلاص كل شي تمام ...و العملية ح تتعمل لسماح...الارتياح الحست بيه في صوت اسعد خلاها تحمد الله زيادة على انه الامور مشت تمام ..وخلاها تزيد عزيمة على انها باذن الله ما تخلي عقبة تقيف في طريق انه العملية تتم بنجاح...
قفلت من اسعد و اتحركت من مكانهاوهي بتدخل في التلفون في شنطتها و ما منتبهة للطريق قدامها ..رفعت راسها و في اخر لحظة انتبهت للعربية الجاية عليها ...سريع رجعت خطوتين لوراء من طريق العربية و هي بتعاين للزول السايقها ...و اتخلعت لما لقته دا دكتور عصام ...هو ذاتها كان بعاين ليها ..
العربية اتجاوزتها بشوية بعدين وقفت وجات راجعة حركة وراء ووقفت قصادها ...دكتور عصام اشر ليها بيده و قال ليها ( اركبي اوصلك معاي ...)
في اللحظات ديك هدى قلبها قال شححح و اتحيرت تقول ليه شنو ؟؟؟... تعتذر ليه بشنو ؟؟؟...واصلا هو ماشي على وين ؟؟؟ وهل عارفها هي ماشة وين ؟؟
وكانه قرأ افكارها قال ليها (مش انتو ساكنين اركويت ؟؟؟ معناها في طريقي ...)
هدى اترددت شوية بعدين لاحظت انه منظرها و العربية واقفة ليها بدأ يجذب انظار الناس الماشين جنبها و اصلا ما عرفت تقول ليه شنو ...فتحت الباب و ركبت ...العربية من جوة فخمة و ريحتها حلوة ...
اثناء ما دكتور عصام كان بحرك في العربية تاني هدى كانت مستغربة كيف هو متذكر انهم ساكنين في اركويت ...طبعا لمن شالوا منهم البيانات الاولية في المستشفى شالوا مكان السكن ... لكن ما كانت قايلاه ح يكون متذكر...
دكتور عصام طلع من المستشفى للشارع برة و كان مركز مع السواقة ... هدى كانت لسة شاعرة بارتباك ...هي ما متعودة على الاحتكاك بالرجال ... ويمكن دي تكون اول مرة تركب عربية براها مع راجل غير ابوها و اخوها ....
بعدين هو اكيد ما قاصد يسوقها معاه لولا انه لاقاها صدفة في حوش المستشفى ...ويمكن كمان يكون هو مفتكرها عملت الحركة دي قاصدة ..انها تمشي ليه قدام العربي
ة وهو سايق عشان يشوفها ...
هل ممكن يكون افتكر كدا ؟؟؟
هدى شعرت بنفسها متأزمة و متحسسة شديد من الحكاية دي ...لكن ما كان في طريقة تعمل حاجة ..الحصل حصل ....
بعد مشى في الشارع مسافة كدة دكتور عصام اتلفت عليها و قال ( عايني معليش ح أأخرك شوية ...لكن والله انا جعان شديد ...ممكن ننزل في مطعم في الطريق ناكل ؟؟؟ )
هدى احتارت زيادة .... اول مرة تركب عربية مع راجل براها عرفنا... كمان تنزل معاه في مطعم ؟؟؟
وحست بنفسها تأزمها و احراجها زايد ...كأنها فرضت نفسها عليه ...وفكرت هل تقول ليه انها ح تنزل تواصل للبيت براها و هو ممكن يمشي للمطعم براحته ؟؟؟...لكن حست انه دا بس ح يكون عباطة منها ...لقت نفسها بتقول ليه ( ما في مشكلة ....على راحتك يا دكتور ... )
قال ليها ( تمام ...) سكت شوية و قال ليها ( معليش بس لو مشيت البيت حسة من غير اكل ح ازعج امي ساي وح تصر تقوم تعمل صينية و قومة و قعدة ...)
هدى اصلا كانت بدت تسأل نفسها ماله عايز ياكل في مطعم و مواعيد الغداء قربت ... اكيد عنده بيت ... وزوجة ؟؟؟
كلامه القاله دا يمكن جاوب على جزء من اسئلتها لكن برضه زادها حيرة ...يعني ماشي لامه ما زوجته ...هل هي زيارة لامه ؟؟؟ ولا ما متزوج ؟؟!!!!
هدى هزت رأسها سريع وهي بتقول في نفسها وقفي التفكير دا يا هدى ...ما قلنا ما ليك دعوة بيه ...متزوج و لا ما متزوج ..دي ما شغلتك...
دكتور عصام وقف بالعربية قدام مطعم كبير مشهور على الشارع الرئيسي ووقف المحرك و نزل ...هدى اترددت ... يمكن يكون عايز يشيل الاكل takeaway سفري ... هي تنزل على شنو ...؟؟؟
لما دكتور عصام شافها ما نزلت جاء فتح ليها الباب وقال ليها بضحكة( معليش عارف ح أأخرك ...لكن بس اشفقي على واحد مسكين overworked مشغول شديد وجعان ...)
هدى ضحكتونزلت وارتباكها ماشي زايد ... يمكن هو شايفها حاجة عادية انه يعزم ليه بت في مطعم .. يمكن لو كانت دي واحدة تانية .. ميادة مثلا . او اي واحدة من زميلاتها في الروضة ..برضه ما ح تكون ليهم حاجة غريبة انه راجل يعزمهم .. وما اي راجل .. ...زول شخصية .....وجيه زي عصام ... لكن بالنسبة ليها هي كانت حاجة جديدة ...مربكة ...غريبة ... ما عارفة تتصرف فيها كيف ..
دخلت مع دكتور عصام المطعم ..المكان من جوة فخم وبارد ...مشى على تربيزة على جوة و قعدوا ..شال المنيو من التربيزة و قال ليها ( يللا عشان ما أأخرك شديد نطلب طوالي ...)
واشر ليها على المنيو الجنبها وقال ليها ( شوفي تاكلي شنو ؟؟؟)
هدى قالت باحراج ( انا والله ما عايزة ..انا فطرت حتى جيت المستشفى ...)
قال ليها ( ياخي الكلام دا ليه كم ساعة حسة بكون ؟؟؟...ولا انتي عايزاني اقول عليك بخيلة ؟؟؟)
هدى ضحكت بارتباك وقالت ليه ( ليه لكن ؟؟؟)
قال ليها وهو بيضحك ( ما عايزاني اعزمك عشان ما تعزميني انتي تاني ..)
هدى ضحكت وقالت ليه ( لا والله ما كدا ...)
قاطعها ( يبقى تقبلي العزومة ... ولو تتذكري انتي طالباني عزومة من يومداك ...يللا شيلي المنيو اختاري ...)
هدى دنقرت وشالت المنيو و فتحت تعاين فيها و لا شايفة حاجة ولا قادرة تقرأ حاجة من الارتباك و الاحراج ...
كأنه شعر بيها قال ليها ( انا ح اطلب مشاوي مشكلة ...حقتهم كويسة...تجربيها ؟؟؟)
هدى طوالي هزت ليه رأسها بالايجاب ...دكتور عصام اشر للجرسون جاءهم ووراه الطلبات ...
بعد الجرسون مشى هدى دنقرت ورجع ليها الاحراج وحكاية انها فرضت نفسها عليه ...رفعت رأسهاا براحة تعاين ليه لقته بعاين ليها بابتسامة وطوالي قال ليها ( شوفي انا عندي قانون ..لما اكون برة العيادة و المستشفى ما بحب اتكلم في الطب...عشان كدا ح نتكلم في موضوع تاني غير العملية ...وانا اقترح نتكلم عن شغلك انتي ..) وضحك وقال ( ولا انتي برضه زيي ما عايزة تتكلمي عن شغلك ....؟؟؟)
هدى ضحكت وقالت ليه ( لا بالعكس ...) وواصلت في سرها ...ح تتكلم عن شنو غير شغلها وهو كل حياتها ...ما عندها غيره ...
قال ليها ( كويس ...) وضحك تاني وواصل ( وكويس انه شغلك ما في المجال الطبي ..والا ح نكون ما عملنا حاجة ...)
بادلته الضحكة وقالت (يا ريت لو شغلي كان في المجال الطبي .. مجال جميل و بتحس انك بتقدم حاجة فيها القيمة للناس ...)
الجرسون جاء في اللحظة دي و جاب ليهم طلباتهم .. بعد مشى دكتور عصام قال ليها ( ومنو القال انك ما بتقدمي حاجة فيها القيمة للناس انتي برضه ...؟؟؟ بالعكس انا شايف انه البتقدميه انتي بتعليم وتربية الاطفال في بداية حياتهم حاجة ما بتتقيم ...)
هدى شعرت بسعادة من رأيه في شغلها و ابتسمت وهزت راسها وقالت براحة ( صحي ...)
قال ليها ( درستي رياض اطفال ؟؟؟ )
قالت ليه ( ايوة ...)
واصل يسأل فيها ( قريتي وين ؟؟؟)
قالت ليه ( في الاحفاد ...مع انها بعيدة مني لكن كانت تستاهل ...)
قال ليها ( يعني افهم انك اخترتي المجال دا عن رغبة ؟؟؟)
قالت ليه ( ايوة عن رغبة ...رغبة شديدة كمان )
قال ليها ( اها وان شاء الله بعد ما اشتغلتي و دخلتي في الحياة
#بعد_حين_الجزء10
#بقلم_امنيات
هدى كانت بتتكلم عن الاطفال بشغف و عاطفة وعيونها لامعة ...للحظات كدا نست انها قاعدة وين وبتتكلم مع منو .....وفجأة صوت حركة كرسي في التربيزة الجنبهم خلاها انتبهت ...وعاينت لدكتور عصام ...كان وقف من الاكل و ساكت وبعاين ليها باهتمام شديد في وشها ... هدى شعرت بالارتباك تاني ...لانها ما متعودة انها تكون محط اهتمام راجل او شاب بالطريقة دي...ما حصلت ليها الحاجة دي قبل كدا
دنقرت لحظات ... دكتور عصام فضل ساكت لحظات بعدين رفع الشوكة حقته وواصل ياكل...رفعت راسها لقته مدنقر كأنه بفكر في حاجة ..بعدين قال ليها ( كويس ...انتي عارفة انه الرضا الوظيفي من اهم الحاجات البتخلي الواحد يبدع في شغله )
ورفع رأسه و ابتسم ليها وواصل ( وانا متأكد لو مشيت سألت في الروضة حقتك ح يقولوا لي انك مبدعة في شغلك ...)
هدى ابتسمت ليه ودنقرت وقالت براحة ( يا ريت ...شكرا ...)
واصلوا بنفس الطريقة هو يسأل فيها عن ايام الدراسة و الشغل و هي تحكي ...لغاية ما خلصوا وطلبوا قهوة شربوها ...وهدى شاعرة بمشاعر تحسها اول مرة ...شاعرة بالسعادة بالقعدة و الكلام مع دكتور عصام و وبتتمنى انه القعدة دي ما تنتهي ابدا ..وفي نفس الوقت شاعرة بالخوف ...خوفها القديم ...خوفها الخلاها عملت جدران وحواجز بينها وبين اي حاجة ممكن تجرحها و تقهرها زي زمان ...
فجأة موبايلها رن ...كانت ميادة...وصلت الروضة ولقت هدى مافي وعايزة تتأكد اذا هدى رجعت البيت ولا لا ...هدى ورتها انها رجعت وما دخلت ليها في تفاصيل طبعا ...
بعد قفلت من ميادة دكتور عصام قال ليها ( معليش اخرتك مع اني وعدتك اننا ما نتأخر ...)
هدى قالت ليه بسرعة ( لا ابدا والله ...اصلا ما عندي حاجة محصلاها ...) كانت عايزة تقول ليه كمان انها استمتعت جدا بقعدتها معاه ...وانها حاجة ما بتتعوض ...ولو ليها ما تقوم ....وانها اول مرة تحس باحساس زي دا ... لكن طبعا مافي طريقة تقول ليه كلام زي دا...
لما طلعواوركبوا العربية دكتور عصام اتلفت عليها وقال ليها ( معجبة بعقد الجلاد ولا شنو ؟؟؟ شايف خاتة اغنيتهم نغمة لتلفونك...)
اتبسطت لما لقته بعرف نغمة الاغنية وقالت ليه ( معجبة بيهم شديد وبكل اغنياتهم ..بالذات اغنية لانك عندي كل الخير دي بحبها شديد ...)
دكتور عصام اتلفت عاين ليها سريع ورجع يعاين للطريق قدامه وقال ليها ( صحي اغنياتهم مختلفة ..كلماتها جميلة و الحانها وتوزيعها جميل...)
لقت نفسها بتقول ليه من غير ما تشعر ( شكلك معجب بيهم انت برضه يا دكتور ..) وهي مبسوطة انه هم الاتنين اتفقوا على الاعجاب بعقد الجلاد ...
قال ليها ( جدا ..انا متابعهم من ما بدوا ...اظن الوقت داك كنت في سنة اولى في الجامعة ..)
و بقوا يتكلموا عن الفرقة واغنياتها ...وهدى لقت نفسها برضه قادرة تتكلم وتتجاوب معاه ...لانه فرقة عقد الجلاد عشقها و بتعرف عنها اي شي ...وماحست بالمشوار للبيت....
دكتور عصام اصر يوصلها لغاية قدام باب بيتهم ...قال عشان اخرها ...هدى شكرته و نزلت دخلت ...طوالي مشت كلمت امها و ابوها انه نتائج الفحوصات كلها تمام و انه خلاص بعد كدا ح يبدوا الترتيبات للعملية ...
دخلت اوضتها شالت غيار و مشت اخدت حمام ...جات صلت الظهر ... مشت المطبخ لقت امها بتحضر ليها في صينية مكرونة بالفرن ...اصرت عليها انها هي تتمها ليها ...
امها قالت ليها ( يا بتي انتي جاية حسة في الحر دا ..امشي اخدي ليك رقدة ارتاحي )
قالت لامها بابتسامة ( الليلة شاعرة بنشاط ..انتهزي الفرصة دي تاني ما بتلقيها قريب ...انتي بس اقعدي ونسيني ..)
امها ضحكت وقعدت في واحد من كراسي السفرة الفي المطبخ و قعدت تحكي ليها بشمارات الاهل وناس الحلة ...هدى كانت ساكتة تسمع و شغالة في الصينية...بعد خلصت امها اصرت عليها انها خلاص تمشي تاخد ليها رقدة... لكن هدى اصرت تقعد مع امها في المطبخ تسمع الاخبار منها ...لغاية ما ختوا الغداء ورغم انها طبعا ما كانت جعانة قعدت مع امها وابوها في الصينية ...تنقد و تسمع في ونستهم ...
بعد الغداء اتصلت على هنادي اختها برضه كلمتها بقرار العملية و جرت معاها المكالمة تسأل فيها من اخبار اولادها لغاية ما هنادي استغربت فيها ...قالت ليها (الليلة شكلك فااايقة ورااايقة ...)
بعدها طوالي اتصلت على مس تهاني استأذنت انها تاني يوم ح تجي الروضة متأخرة ...مس تهاني ما قصرت معاها قالت ليها ( لو لقيتي نفسك اتأخرتي شديد ما ضروري تجي ...ما مشكلة ) ..
هدى شكرتها و قفلت منها و طوالي قالت لامها يمشوا لناس خالهم عشان يبشروهم ...طلعوا مشوا ليهم ... خالها ارتاح للخبر شديد و هدى لاحظت انه خلاص بدأ شوية شوية يرجع لخالها البتعرفه زمان ...
سماح بقت تفاعلها مع الحاجات بسيط ...كل ما هدى تجي تبلغها بنتيجة فحص... و لا زي الليلة تقول انه العملية خلاص ح تتعمل...سماح بس تهز راسها براحة وتقول الحمد لله ...
هدى بقت هامة انه سماح نفسياتها التعبانة دي تأثر على نجاح العملية وتأثر على شفاها ..وقررت انها تتك
ط بدا يتلاشى ...اصلا الحصل امس و افكارها عنه كانت زلة عن طريقها الراسماه لحياتها و الما مفروض كانت تزح منه ...اما دكتور عصام ما ح تشيل منه بسبب الاحباط الحست بيه ...اذا هي معقدة و بتعمل من الحبة قبة هو ما معقد زيها ...
اتنهدت وهي ماشة مع خالها وسماح على الشارع ...اصلا الوقت دا بالذات ما وقت تقعد تفكر فيه افكار زي دي ...هي حاليا بس مفروض تفكر في العملية وسماح واسعد..
يتبع
لم مع اسعد هو يتكلم معاها ..مافي زول غيره سماح بتسمع كلامه وتعمل بيه ...
هدى وحاجة نعمات قعدوا مع ناس سماح لغاية بعد المغرب ..كل ما امها تقول ليها نمشي ..هدى تقول ليها خلينا شوية ...لغاية ما امها استغربت فيها ...لكن في الاخر بعد اتفقت مع خالها وسماح على الوقت الح يطلعوا فيه للمستشفى بكرة قامت هي و امها رجعوا البيت...
بعد صلت العشاء اتصلت على ميادة عشان تقول ليها بكرة ما ح تمشي معاهم الروضة واتونست معاها مسافة...بعد داك مشت عملت العشاء و اتعشت مع امها و ابوها ...وبعدها مشت جهزت لبستها ليوم بكرة لمشية المستشفى ...
واخيرا لما ما لقت في حاجة زيادة تعملها اضطرت تمشي لسريرها ...الساعة كانت ماشة على 12 بالليل ...
واول ما رقدت واستكانت الكانت خايفة منه حصل ...
افكارها طوالي ودتها للحصل الظهر الليلة و ركوبها مع دكتور عصام ومشية المطعم ووقعدتهم وونستهم و..و...و.... واكتشفت انها من جات راجعة البيت قاعدة تخترع في حاجات تعملها عشان تشغل مخها ...عشان تفكيرها ما يوديها للحظات دي تاني ...عشان ما تفكر فيها ...
قبيل لما كانت قاعدة معاه كانت حاسة بمشاعر السعادة و معاها في نفس الوقت مشاعر الخوف ...واول ما رجعت البيت مشاعر السعادة بدت تقل ...و مشاعر الخوف بقت هي الطاغية ...الخوف من الاحباط و القهرة و الجروح لو سرحت و اتعلقت بدكتور عصام ...عشان كدا ما كانت عايزة تتذكر اللحظات معاه وتبني عليها امال ...
لكن اول ما رقدت في سريرها براها من غير حاجة تلهيها طوالي بدت تسترجع اللحظات ديك ...هزت راسها شديد كأنها عايزة تزيح الذكريات دي من رأسها وهي بتفكر ...يا هدى ما تبني اي حاجة على الحصل الليلة ...
يمكن بالنسبة ليك انتي الحصل الليلة عنده معنى لانه انتي ما متعودة على الحاجة دي ...اول مرة تجربي حاجة زي دي..اول مرة راجل يعزمك وتقعدي معاه براك في جلسة زي دي ...اما بالنسبة ليه هو بتكون حاجة عادية ..ما بتعني ليه اي حاجة ...بكون عملها كتير ...يمكن بعملها كل يوم ..مع زميلاته الدكتورات... مع غيرهم ...بعزم الواحدة ويقعد معاها وما معناها انه عنده تجاهها احاسيس او شي ...ختت نفسها مكان اي واحدة غيرها وصلها دكتور عصام بعربيته او عزمها ..هل ممكن تبني على الحاجة دي قصص ورويات ؟؟؟ ما اظن !!!!
وفكرت هل هي غلطت في حق نفسها لما عزلت نفسها من الناس و بعدت من اي علاقة او تواصل ليها مع الرجال لدرجة انه الحصل الليلة مع دكتور عصام يأثر فيها للدرجة دي ؟؟؟
هل هي غلطتها هي ؟؟؟ولا غلطة الناس الحولها ..المن عمر بدري شافت منهم حاجات خذلتها وجرحتها و خلتها تنعزل وتنغلق على نفسها ؟؟؟
وهل ردة فعلها وانعزالها من الناس بسبب خوفها من الجروح كانت ردة فعل اكتر من اللازم .؟؟؟.
هل كان مفروض ثقتها في نفسها تكون اكتر من كدا؟؟؟.. هل هي كانت حساسة اكتر من اللازم ...؟؟؟
هل كان مفروض تمشي في الحياة وتمر بكل تجاربها الحلوة و المرة و تطلع اقوى من ما هي عليه ؟؟؟
واستغربت هي ذاتها اول مرة تنفتح كدا مع راجل و تتكلم بالصورة الاتكلمت بيها مع دكتور عصام وتفتح ليه دواخلها ...قرت كتير قبل كدا انه مرات الانسان لما يلاقي زول غريب وما متوقع يلاقيه تاني ممكن يقول حاجات واسرار ما بقولها حتى لاقرب الناس ليه على اساس انه الزول البستمع ليه ما بعرفه و ما ح يلاقيه تاني ..
هل اتكلمت مع دكتور عصام بالصورة دي عشان هي بتفتكر انه هو ح يكون مجرد عابر في حياتها ما ح تلاقيه تاني؟؟؟ولا عشان حاجة تانية ؟؟حاجة بتتعلق بيه هو في نفسه ؟؟؟
و لا يمكن بدون وعي منها قررت انها تغير في طريقة حياتها ؟؟؟
اتنهدت وهي بتفكر ...هل فات الاوان على انها تراجع نفسها وتغير طريقة حياتها ؟؟؟
و لغاية ما نامت ما وصلت لاجابة..
تاني يوم وهي في المستشفى مع خالها و سماح قاعدين مع دكتور عصام و معاه مجموعة من الدكاترة اتذكرت تفكيرها امس انه بالنسبة لدكتور عصام ركوبها معاه امس و عزومته ليها ما بيعنوا ليه اي شي ..واتاكدت انه تفكيرها دا صحيح مية في المية ...لأنه الليلة سلام دكتور عصام ليها كان عادي ...وبعد داك انشغل بالكلام عن العملية وترتيباتها ...هي ما عارفة كانت متوقعة منه شنو بالضبط ....لكن حست انه دا ما التعامل الممكن تتوقعه من زول قعدت اتكلمت معاه و فتحت ليه قلبها ...الخلاصة انه بالنسبة ليه الموضوع عادي جدا ..و بحصل كتير ...
ورغم الاحباط الحست بيه حمدت الله في نفسها ...احسن تحسي باحباط حسة و تلمي نفسك وترجعي لقوقعتك تاني ..احسن من تبني امال على الرهاب و بعدين الجرح يكون اكبر من شوية الاحباط الحسة ...
هزت راسها و نفضت الافكار الدايرة فيه و ركزت مع كلام دكتور عصام و الدكاترة المعاه ...
خلاصة كلامهم انه خلاص ما في حاجة تاخر العملية بعد كدا ...والمفروض بداية الاسبوع الجاي هدى وسماح يدخلوا المستشفى عشان يجهزوهم للعملية ....
لما جوا طالعين تعامل دكتور عصام معاها كان لسة عادي ما فيه شي مختلف او اشارة لشي مختلف في علاقتهم ...هدى طلعت وخلاص احساس الاحبا
عمره 10 سنوات ...و لاحظت انه احجامهم اصغر من اعمارهم القالوها ...و برضه لاحظت اعمارهم اكبر من الفصول البدرسوا فيها كأنهم متأخرين في الدراسة ...
بعد خلصوا قالت ليهم (يللا انا عايزاكم تتغطوا كويس عشان القصة حقتنا عن سفينة في البحر ....عشان ما تشعروا بالبرد ..)
الاطفال كلهم بضحكات سعيدة جروا البطاطين و اتغطوا .. هدى نادت واحد من الاطفال باسمه وقالت ليه ( ارفع البطانية حقتك في السرير عشان ما تتبل بموية البحر ...)
كلهم قعدوا يضحكوا و يعاينوا ليه و كلهم بدأوا يجروا في بطاطينهم ويصلحوا فيها ...
هدى بدت تحكي ليهم القصة ..واستخدمت نفس الآليات البتستخدمها مع اطفال الروضة من حركات وتغيير في نبرة الصوت عشان تخليهم يعيشوا في جو القصة ... وكانوا متابعينها باهتمام ...ومرات يقاطعوها يسألوها ...
حانت منها التفاتة مرة لدكتور عصام ...كان متكل على وراء في كرسيه... ومكتف يديه قدامه ...ومميل راسه على جنبة و بعاين ليها باهتمام شديد ..كأنه زيه وزي الاطفال متابع القصة ...
لما خلصت القصة بدت تسألهم اسئلة من القصة نفسها وهم يجاوبوا ...وفي الاخر قالت ليهم (يا سلام انتو شاطرين زي اولادي في الروضة ...يللا زي ما اتفقنا بعد كدا شنو ؟؟؟)
كالعادة قالوا كلهم بصوت واحد ( النوم ...)
وفعلا معظمهم كانوا بدأوا يتثاءبوا ...واحد فيهم قال ليها ( بكرة تاني ح تجي تقولي لينا قصة ؟؟؟) ...
قبل ما هدى ترد دكتور عصام كان اتحرك من كرسيه و جاء وقف جنبها وقال ليهم ( بكرة ما ح تقدر تجي لانها عندها عملية بعد بكرة ..لكن ح تجي تزوركم تاني لو السستر قالت انتو بقيتوا مؤدبين وبتنوموا في المواعيد ...)
طبعا لما سمعوا كلمة عملية عيونهم اتحولت نحوها بفضول وواحد سألها ( عملية شنو ؟؟؟انتي برضه الكلية حقتك واجعاك ؟؟؟ ..)
هدى قلبها وجعها ...لسة هم في العمر المبكر دا و عارفين وجع الكلى و عاشوه وجربوه ...
دكتور عصام قال للطفل ( اي عندها عملية في الكلية ..يللا ..زي ما قلنا بعد كدا النوم ...)
كلهم رقدوا في سرايرهم مستكينين ...دكتور عصام وهدى ودعوهم وطلعوا ...جوا مارين بجنب السستر و دكتور عصام رفع ليها ابهامه وقال ليها ( خلاص يا سستر ...)
قالت ليه (رقدوا؟؟؟ الحمد لله )
يتبع
ا الاتنين يتابعوا فيه ....
بعد المغرب باب الغرفة دق و هدى لبست طرحتها قامت تفتح الباب مستغربة دا منو لانه زمن الزيارة انتهى والممرضات قاعدات يفتحوا الباب براهم يدخلوا ما بتظروا يفتحوه ليهم...
فتحت الباب ولقته دكتور عصام ...وقلبها انتفض داخل صدرها ..
وقفت تعاين ليه ساكتة ..لبسه كان مختلف عن لبسه الرسمي المعتاد في المستشفى في الصباح ..كان لابس بنطلون جينز ازرق و قميص كاروهات اكمامه قصيرة ...هدى حست انه اللبسة ظهرته اصغر شوية في سنه ...
ابتسم وقال ليها براحة (مساء الخير ...)
ردت (مساء النور ..) و رجعت لوراء من الباب وقالت ليه (اتفضل ...) مستغربة هل عنده مرور بالليل برضه ؟؟؟
دخل الغرفة و سلم على سماح ...سألهم من عينات الفحوصات الشالوها ليهم الليلة ..وروه ..
هز راسه وقال (كويس...)
بعدين اتلفت على سماح قال ليها ( ح استاذنك اخد منك هدى شوية عايزها في خدمة ...)
هدى كانت متاكدة انه الدهشة الاترسمت على وش سماح بتعكس الدهشة الاترسمت على وشها هي نفسها ...سايقها وين ؟؟وخدمة شنو ..؟؟؟
هدى انتبهت لسماح تعاين منها لدكتور عصام... بعدين ابتسمت و قالت لدكتور عصام ( يا دكتور اتفضلوا طوالي ..ولو عاوزني انا برضه ما عندي مانع اساعد ...)
دكتور عصام بادلها الابتسام وقال ( لا انتي بس تساعدي باتك ترتاحي و تستعدي للعملية ...)
واتلفت على هدى بنفس الابتسامة ( اها ...؟؟؟)
كانوا بسألها رأيها انها تمشي معاه ...هدى حاولت تسيطر على شعور السعادة الغمرها و ردت بصوت عادي ما بعكس احساسها الداخلي ( تمام يا دكتور انا في الخدمة ...) ...
قال ليها بصوت واطي كانه قاصد الكلام ليها براها ( ما كان عندي شك انك ح تقولي كدا...)
هدى ابتسمت ودنقرت من غير كلام ..
ما كلمها عايزها في شنو الا بعد طلعوا من الغرفة و هي ماشة بجنبه قال ليها ( عندنا عنبر حق اطفال ..السستر المسئولة عنه شكت لي من الاطفال ..قالت في اتنين او ثلاثة منهم جايطين العنبر ولا هم بنوموا ولا بخلوا الباقين ينوموا ...)
اتلفت عليها بابتسامة وواصل (انا قلت نستفيد من مهاراتك مع الاطفال ونشوف تقدري تقنعيهم يروقوا وينوموا ولا لا...)
هدى اندهشت من الطلب و دخلتها شوية خوفة وتردد ...هل ح تقدر على الحاجة دي .؟؟؟ ..
كانوا وصلوا جنب واحد من العنابر و جنبه غرفة صغيرة قاعدة فيها واحدة لابسة لبس السسترات ..سلموا عليها ودكتور عصام سألها ( اها كيف الجماعة ما راقوا شوية ؟؟؟)
رفعت كتفها وهزت راسها وقالت ( الحال في حاله يا مستر ...)
قال ( طيب ..) واتلفت على هدى وقال ليها ( نمشي ...مستعدة ؟؟ )
هزت ليه راسها بالايجاب و لاحظت للسستر تعاين ليها بفضول ...دكتور عصام ما عرفها بيها ... فتح باب العنبر و دخل و هدى بواره ...
كان عنبر عبارة عن غرفة كبيرة فيها 8 سراير ..خمسة من السراير راقدين فيها اطفال ..في سريرين فاضيات والسرير الثامن قاعدين فيه 3 اطفال ...مجتمعين على حاجة خاتينها وسطهم ويتكلموا بصوت عالي وباقي الاطفال كلهم يعاينوا ليهم ...
اللحظة الانتبه فيها واحد من الاطفال لدخولهم طوالي قال بصوت عالى ( دكتور عصام جاء ...)
الباقين كلهم اتلفتوا و الفرحة باينة على وجوههم وقاموا يرددوا مع بعض ( دكتور عصام جاء ..دكتور عصام جاء ....) واتنين من الاطفال نزلوا من سرايرهم وجوا جارين عليه حضنوه ...
دكتور عصام اتلفت على هدى بابتسامة عريضة وتعبير وشه كأنه بقول (شايفة ؟؟؟)
دكتور عصام ساق الطفلين لسرايرهم وقال ليهم ( يللا على السرير ...مش المفروض تكونوا نايمين ؟؟؟)
واحد من الاطفال رد سريع ( لكن الوقت لسة بدري ...)
وواحد تاني قال ( نحن قاعدين نلعب ...اخترعنا لينا لعبة جديدة يا دكتور عصام ...تعال شوفها ..)
دكتور عصام قال ليه ( ح اشوفها بكرة ان شاء الله ..لكن حسة وقت النوم خلاص ..انا جبت ليكم معاي استاذة هدى دي ..وهي بتدرس اطفال زيكم مؤدبين ...وعايزنها كمان تقول انه انتو برضه مؤدبين و بتسمعوا الكلام ...)
العيون كلها اتلفتت تعاين لهدى بفضول ...
هدى عاينت ليهم كلهم و لاحظت انه في جزء منهم اكبر من سن الروضة ..يعني اكبر من العمر اللي هي متعودة عليه.....لكن قالت ياهم برضه اطفال ...
هدى سلمت عليهم و ردوا عليها كلهم وهم لسة عيونهم بتعاين ليها باهتمام ...هدى طواليكل توترها وخوفها اتلاشى ..وشعرت انها وسط بيئتها البتعرفها ..وسط جوها ...وبين الاطفال احبابها ...
قالت ليهم ( طيب نحن ح نحكي قصة و بعدين نعمل مسابقة وبعدها طوالي ننوم ...موافقين ؟؟؟)
كلهم بصوت واحد قالوا (موافقين ...) ...
كان في بداية العنبر في تربيزة و جنبها كرسيين ...دكتور عصام جاب واحد لهدى ...جرته ختته بحيث تكون مواجهة كل الاطفال وقعدت ..هو جر الكرسي التاني بعيد في بداية العنبر وقعد فيه ...
هدى بعد قعدت قالت ليهم ( يللا عايزاكم توروني اسماءكم و بتقروا في سنة كم ..)
كل الاطفال وروها اسماءهم و الفصل البدرسوا فيه ..وزي ما توقعت جزء منهم في المدرسة وجزء في الروضة... اكبر واحد فيهم
#بعد_حين_الجزء11
#بقلم_امنيات

الايام البعدداك مرت سريع في زحمة التجهيزات لدخول المستشفى و العملية ...هدى اخدت اجازة شهرين من الروضة ... حسب كلام الدكاترة هيمفروض ترقد حوالي 7 او 8 يوم بعد العملية في المستشفى و بعد داك قالوا ليها ممكن تنزل الشغل عادي بعد شهر نص تقريبا ...
بيتهم كان جايط و فيه حركة ما معتادة ...هنادي بقت تجيهم يوميا في البيت هي و الاولاد ..و وكانت في زيارات من اهلهم ومعارفهم والجيران ...بجوا يسألوا بعد سمعوا بالعملية ...اسعد ح يدوهو اجازة قصيرة ح يجي يحضر العملية ......
اليوم القبل دخول المستشفى بالليل ميادة ومصعب جوا لهدى في البيت ..وميادة اتعرفت باهل هدى و اندمجت معاهم..
تاني يوم من الصباح اتحركوا على المستشفى ...هدى و امها وابوها و وخالها و سماح وانصاف ...في المستشفى عملوا اجراءات الدخول ...دخلوهم غرفة خاصة ليهم الاتنين..ابوها وخالها رجعوا لكن حاجة نعمات و انصاف قعدوا معاهم ...
هدى رغما عنها كانت بتسأل نفسها هل ح تشوف دكتور عصام الليلة ؟؟؟ وبتقنع في نفسها انه سؤالها دا عشان بس تعرف منه ترتيبات قبل العملية بعد دخلوا المستشفى ...ما عشان اي حاجة تانية ...
بعد ساعة من دخولهم الغرفة دكتور عصام جاهم ...جاتها رفة القلب البقت تحس بيها لما تشوفه رغما عنها ...كانت معاه دكتورة شابة جميلة ...سلم عليهم و على امها و وانصاف و عرفهم بالدكتورة المعاه ...اسمها امال معاه في الوحدة حقته ...
امها ساقت انصاف و طلعوا برة الغرفة ...دكتور عصام قعد يتكلم مع الدكتورة بالانجليزي ...كان شايل ملف فيه اوراق بوري فيها ليه ...من الفهمته هدى انه قال للدكتورة تكمل ليهم ملفاتهم الطبية و اداها الورق العنده ...الدكتورة قعدت في كرسي جنب سرير سماح و بدت تسأل فيها عشان تكمل ليها الملف حقها ...
دكتور عصام وقف جنبهم لحظات ...بعدين اتلفت على هدى يعاين ليها و جاء ماشي عليها براحة ...وقف جنبها و مدخل يديه في جيوبه وقال ليها بصوت واطي (كيفك ؟؟؟)
هدى جاها احساس انه كأنه ما عايز دكتورة امال تسمعه وهو بتكلم معاها هي ...
قالت ليه هي ذاتها براحة ( الحمد لله بخير ...)
سكت لحظات يعاين ليها بصمت تاني قال بنفس نبرة الصوت الواطي ( لو احتجتوا اي حاجة اتصلي علي .طوالي..)
هزت ليه راسها بالايجاب وقالت براحة ( ان شاء الله شكرا يا دكتور ...)
سكت تاني برضه لحظات من غير كلام بعدين قال ( طيب ...) و اتلفت على دكتورة امال و قال ليها بصوت عالي ( انا ح اكون في المكتب يا دكتورة بعد تخلصي ...)
امال اتلفتت عليه وقالت ( اوكي يا دكتور ...)
هو ادى هدى نظرة اخيرة و طلع من الغرفة ....هدى لاحظت انه دكتورة امال كانت لسة متلفتة تعاين ليه وهو في طريقه لباب الغرفة لغاية ما طلع حتى اتلفتت راجعة على سماح تاني ....
هدى فكرت باين انها دكتورة امال معجبة بيه ... وفكرت انه الزي دكتورة امال ديل هم المن حقهم يعجبوا بزول زي دكتور عصام ...ما الناس الزيها هي ...ايوة ما مفروض تفكر فيه ...رغم انها حست انه تعامله معاها الليلة يمكن ما يكون تعامل عادي من دكتور تجاه مريضته ...مختلف عن يوم جوا المستشفى اخر مرة ...اقرب ليوم عزمها في المطعم ...لكن برضه ما تفسر التعامل دا باي شي اكتر من تقدير لواحدة ح تتبرع لقريبتها بجزء من جسمها... او حتى ممكن شفقة او عطف منه تجاهها...
دكتورة امال بعد خلصت من سماح جات لهدى تمت معاها الملف حقها ...بعدين قالت ليهم في فحوصات بسيطة ح يعملوها ليهم الليلة وبكرة على اساس يكونوا جاهزين للعملية بعد بكرة ...
بعد الدكتورة طلعت نعمات و انصاف جوا داخلات وقعدوا معاهم لغاية العصر....انصاف كانت عايزة تبيت معاهم في المستشفى لكن اقنعوها انه مافي داعي قبل العملية ...خاصة عشان تراعي اولاد سماح الخلوهم مع هنادي في البيت ...ام هدى كانت راجعة تجهز لاسعد لانه ح يصل بكرة المغرب ...في زمن الزيارة ابو هدى وخالها جوا تاني وامها وانصاف رجعوا معاهم البيت ....
فضلت هدى مع سماح براهم ...هدى عاينت لسماح ...يمكن لاول مرة من مرض سماح هدى تعاين ليها بتمعن ...و قلبها اتعصر من الحالة البقت عليها سماح من هزال وضعف وشحوب ...وكمان باين عليها خايفة ومتوترة من العملية ...هدى اتذكرت سماح الحلوة الجميلة المرحة بتاعة زمان ...سماح صاحبتها وصديقتها وحبيبة اسعد ...وشعرت باحساس من العطف والشفقة شديد تجاهها ...
هدى كانت اتكلمت مع اسعد بخصوص سماح وحالتها النفسية ..اسعد بقى بتكلم معاها طوالي ...لكن باين سماح عايزة اكتر من كلام التلفون ...عايزاه يكون معاها بجسده......هدى حمدت الله انه اسعد ح يجي يحضر العملية ..هو الوحيد الح يطلع سماح من الحالة الهي فيها دي تماما...
هدى بدت تتكلم معاها بابتسامة...ما كانت مهتمة بتقول في شنو ...بس المهم تتكلم معاها وتحاول تخفف عنها وترفع مودها ...بقت تحكي ليها بنوادر الاطفال في الروضة وقصصهم وكدا... وفعلا بعد مسافة حست بسماح بدت تسترخى شوية ...فتحت ليها التلفزيون الفي الغرفة و بقو
العملية لسة على رأيك دا ؟؟؟ ما ندمتي يعني؟؟؟؟)
هدى سكتت لحظات تفكر ...هو كان بسأل فيها اثناء ما هم الاتنين بياكلوا ...طريقة طرحه للاسئلة كانت مريحة ..ما زي الاستجواب...و نبرة صوته كانت هادئة ...عمل حولهم جو مريح وهادي ...و التوتر و الارتباك الكانت حاسة بيهم قبيل راحوا منها ...لدرجة اكتشفت انها ومن غير ما تشعر كانت بتاكل من غير احراج زي عادتها قدام الرجال... بالذات الاغراب منها ...
عشان كدا لما سألها عن احساسها بشغلها لقت نفسها عايزة توريه احساسها ..عايزة تتكلم معاه من غير قيود ومن غير تحفظ ...
قالت ليه( لا ما ندمت... بالعكس انا مبسوطة جدا و رضيانة اني اخترت المجال دا ...انت قلت انه انا بقدم حاجة عندها قيمة للاطفال يمكن دي تكون حاجة من الحاجات الخلتني اشعر بالرضا دا...لكن برضه في في حاجة تانية يمكن هي البتبسطني اكتر و تزيد قناعتي بشغلي ...اللي هي اني زي ما انا بدي كمان انا باخد من شغلي)
سكتت شوية وختت الشوكة في الصحن و عاينت فوق كأنها بتستحضر صورة الاطفال في الروضة وضحكهم وحبهم ليهاالغير مشروط وواصلت ( الاطفال ديل بتقبلوك زي ما انت... بحبوك من غير شروط...بحسسوك انك مهم بالنسبة ليهم ... بحكموا عليك بطريقة تعاملك معاهم ....ما بحكموا عليك بانت غني و لا فقير ولا مظهرك ولا غيره...)
يتبع
#بعد_حين_الجزء12
#بقلم_امنيات
دكتور عصام وهدى اتحركو ماشين في الممر البطلع من عنبر الاطفال...دكتور عصام اتلفت عليها وقال ليها (ما شاء الله ...عندك مقدرة رائعة تتعاملي مع الاطفال ... زي ما اتوقعت انا انك ح تكوني مبدعة ...)
هدى دنقرت وهي بتهمهم بالشكر ...شاعرة نفسها طايرة من السعادة ...مشوا لحظات ساكتين بعدين هدى قالت ملاحظتها لدكتور عصام عن الاطفال الاحجامهم قليلة بالنسبة لعمرهم ...
قال ليها ( لاحظتي ليهم ؟؟؟ دا طبعا بسبب المرض ...معظم الاطفال ديل مشاكلهم بدت من عمر بدري عشان كدا اثرت على النمو حقهم و على دراستهم ...)
كانوا وصلوا لبلكونة طويلة مطلة على حديقة وسط العنابر...دكتور عصام وقف من المشي و اتكل على الدرابزين بتاع البلكونة و طلع نضارته ...هدى وقفت جنبه على الدرابزين ...بدا يدعك عيونه زي الزول المرهق و تعبان ...بعدين اتلفت عليها وقال ليها ( كلامك القلتيه لي يوم داك عن انه الاطفال انتي زي ما بتديهم بتاخدي منهم دا صحيح مية في المية )
يعني متذكر كلامها معاه الفي المطعم .!!!!..هزت ليه راسها بالايجاب ...
قال ليها ( تعرفي يا هدى ..الاطفال ديل في واحدين منهم من اتولدوا وهم مريضين ...عايشين معظم حياتهم القصيرة دي من مستشفى لمستشفى ومن عملية لعملية ..ومن الم لالم ...ما عايشين حياتهم زيهم وزي غيرهم من الاطفال محرومين من حاجات كتيرة ....ومع دا عايني ليهم و للضحكات و الابتسامات المالية وشوشهم ...ادوني دروس حقيقية في معنى الشجاعة و الصبر ...شجاعتهم وصبرهم عند الناس الكبار ما بتتلقي ....)
هدى كانت بتسمع في كلامه دة وهي بتعاين ليه في وشه ...اول مرة تشوفه من غير نضارته ...بقت تعاين لتفاصيل وشه ..لحواجبه المستقيمة و التجعيدة الفي شكل خط بيناتهم ...اكيد من صرة الوش و التركيز الكتير في القراية والعمليات ...عيونه لونهم عسلي ..عينه الشمال جفنها مرتخي بالجنبة مبقيها اصغر شوية من اليمين ...عنده اثر جرح صغير اعلي انفه بين عيونه ...
لقت نفسها بتتمعن في تفاصيله ...سارحة فيه ...شعرت باحاسيس و مشاعر بتغمرها تجاهه..دا شنو ..اعجاب ؟؟؟ حب ؟؟!!!!
هزت نفسها بسرعة ...دا شنو يا هدى البتفكري فيه دا ؟؟؟
طلعها من افكارها صوته و هو بيقول ( قبل ما انسى ...جبت ليك معاي حاجة ...)
وطلع موبايله من جيبه و بدا يفتح فيه وسألها ( انتي قلتي بتحبي اغنية لانك عندي كل الخير... حصل سمعتيها بصوت انور ؟؟؟)
هزت راسها بتفكير وقالت ( لا ... ما اظن ...)
قال ليها ( دا اول تسجيل للاغنية مع بداية الفرقة ..بصوت انور ...اسمعي واحكمي ...)
شغل الاغنية من الموبايل و هدى لقت نفسها محلقة مع الانغام المنسابة... و الكلمات الجميلة.... بصوت انور العذب الشجي....
(لأنك عندي كل الخير ...
وجيهك فرحة الدنيا ...
ودواخلك زي شعاع النور
عرفتك وكنت زي شفتك قبل القاك
وزي انك بتنبعي من فرح جواي
وتمسحي من رؤاي الضيم وتضحكي للزمان الجاي
وتتفجر مسامك ضي مع الصبح الغشانا شوي..)

اثناء ما الاغنية شغالة هو كان بعاين ليها في وشها ...
دنقرت لكن لسة شاعرة بيه بعاين ليه ...
...لغاية ما الاغنية انتهت ...
قال ليها براحة ( رأيك ؟؟؟)
قالت ليه ( ما بقدر اقول غير رائعة ..بالجد ...)
انتبهت انه سكت من الكلام و بعاين ليها ساكت ...ارتبكت ودنقرت وقالت سريع ( بعد دا حقه ارجع لسماح ...يمكن تكون محتاجة حاجة ...)
دكتور عصام قام من تكلته على الدرابزين ولبس نظارته و اتحركوا باتجاه الغرفة ...
قال ليها ( انتي سماح بختها بيك ..متولية امورها بالكامل ...ملاكها الحارس ...)
ضحكت وقالت ليه ( لانه بس اسعد اخوي ..زوجها ..في السعودية وهي ما عندها اخوان ولا زول يجري في الحاجات ..)
قال ليها ( اخوك في السعودية طول ؟؟؟)
قالت ليه ( ابدا ليه كم شهر يا دوب ... كويس انه وافقوا يدوه اجازة يجي يحضر العملية ..ح يجي بكرة ان شاء الله..) سكتت كدا وقالت ( لكن ح يجي متاخر ..يمكن ذاته ما يقدر يلاقيها قبل العملية ...)
اتلفت سألها ( ليه ح يصل متين هو ؟؟؟)
قالت ليه ( طيارته بتصل قريب المغرب ..بتكون الزيارة قفلت في المستشفى ..)
قال ليها ( ما مشكلة ...خليه بعد ما يصل يجي المستشفى ..انتي اتصلي علي ...انا ح اخليه يدخل يلاقيكم... )
هدى اتخلعت ..هي ما كان قصدها تطلب مساعدته ...سريع قالت ليه (لا يا دكتور ...ما في داعي والله ..)
قاطعها ( ليه ما في داعي ؟؟؟ احسن يلاقيها قبل العملية ...ح تديها هي ذاتها دفعة ...انتي عارفة انه الحالة النفسية للمريض مهمة وبتساعد في نجاح اي علاج ...)
كانوا وصلوا قدام الغرفة ...دكتور عصام قال ليها ( خلاص اتصلي علي ..اوكي ؟؟؟)
هدى كانت لسة محروجة لكن هزت راسها بالايجاب و قال ليه براحة (كويس ..) ودعته ودخلت الغرفة ..
لقت سماح الفضول عايز يقتلها وتعرف دكتور عصام ساقها وين و الخدمة العملتها شنو ...
هدى قالت ليها ( اول حاجة ابشرك ...دكتور عصام قال ح يدخل اسعد بكرة يلاقينا بعد يصل ..)
الفرحة والارتياح الشافتهم في وش سماح خل
اها تنسى احراجها من دكتور عصام.... وتحمد الله انها جابت ليه سيرة الموضوع ...
بعد داك حكت لسماح دكتور عصام ساقها لعنبر الاطفال و حكت ليها عملت شنو ...بعد انتهت سماح بقت ساكتة تعاين ليها وعلى وشها ابتسامة من غير كلام ...
هدى قالت ليها (مالك ؟؟؟في شنو بتعايني لي كدا ؟؟؟ )
سماح ابتسامتها زادت وهزت راسها وقالت ليها ( ما في شي ...)
هدى اتلفتت منها و مشت طلعت ليها غيار من شنطتها دخلت الحمام.. اخدت دش سريع و اتوضت و طلعت صلت العشاء ...مشت رقدت في سريرها كل ما عينها تجي في عين سماح ديك تقعد تتبسم ..هدى بينها وبين نفسها خمنت تصرف سماح دا سببه شنو ...
بعد طفت النور ورقدت في سريرها غمضت عيونها و اتنهدت براحة وهي بتتذكر المشاعر الحستها تجاه دكتور عصام وهي معاه قبل شوية..هل حصل الكانت خايفة منه ؟؟؟ هل اطلقت سراح قلبها و سمحت ليه يقع في الغرام ويحب ...؟؟؟؟
هزت راسها سريع كأنها بتنفي الكلام دا ...لا دا ما حب ... بس لانها اول مرة تحتك براجل للدرجة دي ..اول مرة راجل يتعامل معاها بالطريقة دي و الاهتمام دا ...
دا كله احساس بالعرفان ليه ما اكتر ...احسن تفكر كدا ....
احسن تقوي قلبها عشان العرفان دا او الاحساس دا ما يتحول لحب بالجد ...اتنهدت و غمضت عيونها و نامت ...
تاني يوم من الصباح اتصلت على اسعد وورته انه اول ما يصل يجي على المستشفى عشان دكتور عصام ح يدخله ليهم ...واتصلت على ابوها برضه ورته لانه هو الحيمشي لاسعد في المطار ...
زي ما توقعت دكتور عصام جاء ماري عليهم معاه دكتورة امال ... هدى كانت لسة عند تصميمها انها تعمل حاجز و ما تنجرف مع اي احاسيس تجاه دكتور عصام ...عشان كدا طول قعدته معاهم في الغرفة اتجنبت تعاين ليه... او عيونها تتلاقى مع عيونه ..لغاية ما طلع مع الدكتورة عشان يمروا على باقي العيانين ...كانت شاعرة بحزن و احباط لكن قالت بس كدا احسن ...
العصر امها وابوها وخالها وانصافجوهم تاني ...في نهاية الزيارة بعد جوا طالعين بدت الاحضان و الدموع وهدى كانت بتحاول تهدي في امها وانصاف و تطمنهم ..ما عايزة نفسية سماح تتأثر ..عايزاها تكون ثابتة وقوية و مطمئنة زي ما قال دكتور عصام ...في الاخر قدرت هي و ابوها وخالها يهدوهم ...وهم طالعين ذكرت ابوها انه اسعد يجي على المستشفى بعد يطلع من المطار ...
بعد المغرب بمسافة كدا اتصل عليها رقم ابوها و لما ردت لقته اسعد ... سلمت عليه وحمدت ليه السلامة ...قال ليها ( انا وصلت برة في البوابة حقة المستشفى ...)
قالت ليه ( كويس ..بس اتصل على دكتور عصام وارجع ليك ..)
قفلت و قالت لسماح الكانت بتعاين ليها ( دا اسعد وصل ..ح اتصل على دكتور عصام عشان ندخله ...)
سماح بس كانت بتعاين ليها وهي ساكتة و عيونها لامعات من الدموع العالقة... هدى قامت مشت عليها حضنتها من غير كلام وطلعت من الغرفة ...
اتصلت على دكتور عصام وورته انه اسعد وصل المستشفى ...دكتور عصام وصف ليها مكان في استقبال المستشفى تجيه فيه .. هدى مشت سريع على الاستقبال وشافته واقف من بعيد منتظرها... وقلبها ارتعش في صدرها ...كان زي امس لابس كاجوال ..بنطلون جينز و فنيلة بولو ...
هدى مشت عليه وصلته و سلمت عليه ...واتحركوا طوالي على بوابة المستشفى محل اسعد منتظر ...لقوه منتظرهم في مكتب الاستقبال الجنب البوابة ..هدى اول ما شافته حست بدموعها ح تنزل ...لكن سيطرت على نفسها و مشت عليه وهو اخدها بالاحضان ضماها عليه وهم الاتنين ساكتين ...
دكتور عصام بوارهم كان بتكلم مع الحرس ... اتلفت عليهم و سلم على اسعد و هدى عرفتهم ببعض ... اسعد قال ليه ( شكرا كتير يا دكتور ...تعبناك معانا معليش ...)
دكتور عصام قال ليه ( ابدا مافي تعب ..حمد الله على السلامة ..)
و اتحركوا على جوة المستشفى ... دكتور عصام واسعد كانوا ماشين قدامها و دكتور عصام كان بكلم اسعد عن العملية وتفاصيلها ... لغاية ما وصلوا الغرفة ..هدى سريع دقت الباب وفتحته ودخلت ..اسعد كان بوارها طوالي ...هدى عاينت ليه وهو بعاين لسماح و قلبها اتعصر من الالم ..كان باين على ملامحه الالم و الدهشة من منظر سماح الاتغير بسبب المرض ...سماح كانت بتعاين ليه من غير كلام و شفايفها بترتعش و عيونها مليانة دموع ...
هدى انتبهت لدكتور عصام بيأشر ليها ..اتلفتت عليه و اشر ليها تجي طالعة من الغرفة ...هدى فهمته انه عايز يدي فرصة لاسعد وسماح يكونوا براهم ..هدى براحة انسحبت .. وقفلت الباب ...
ووقفت برة جنب دكتور عصام مترددة ... عاين ليها وقال ليها (تعالي ..)
مشت معاه باتجاه الحديقة الوسط العنابر ..كان في مقاعد حقت اسمنت حول النجيلة... مشوا قعدوا في واحد منها ...بالليل كدا المنطقة بتاعة العنابر خاصة بتاعة الجناح الخاص دا بتكون هادئة ..بس فيها شوية من الناس الشغالين نبطشية بالليل بكونوا حايمين ...
قعدوا ساكتين لحظات بعدين هدى تاني عادت ليه كلام اسعد القبيل ( معليش يا دكتور تعبناك معانا ...)
ما كانت عارفة هو جاء ليهم مخصوص ولا اصلا جاي المستشفى ...
قال ليها ( ابدا ما في تعب .. )
واتلفت عاين ليها بابتسامة وقال ( زول عزابي وما عندي شغلة اعملها ...) ...
عزابي ؟؟؟ هدى قلبها شح ...
هو كان لسة بعاين ليها .. كأنه عايز يشوف ردة فعلها يعني ؟؟؟ ...
هدى احتارت و دنقرت ...لقت نفسها بتقول ليه ( ما عندك عيادة الليلة ؟؟؟)
سكت شوية قبل يرد كانه ما اتوقع السؤال دا ..كأنه عايزها ترد على كلامه بحاجة تانية ...
قال ليها ( العيادة ما قاعد امشي ليها الاسبوع كله ...في 3 ايام بغطي لي دكتور تاني ...الواحد بكون عايز وقت لنفسه شوية كمان ...ما طوالي بين المستشفى و العيادة ...)
كانت بتعاين ليه من غير كلام و هي بتهز في راسها...هو واصل وقال (خاصة بقيت انا الوحيد القاعد مع امي في البيت ...)
هدى سألته (ما عندك اخوان ؟؟؟؟..)
قال ليها ( عندي ... اخوان اتنين اتزوجوا و عايشين براهم ..وعندي اخت واحدة متزوجة برة السودان ...)
هدى اتاكدت انه ما متزوج ..لكن استغربت ليه ؟؟؟ يعني هو ما صغير يكون في بداية الاربعين و دكتور ناجح في مجاله.... ما ظاهر عنده حاجة تمنعه الزواج ...لكن تساؤلاتها دي ح تفضل تساؤلات في مخها ...طبعا ما ح تقدر تسألها ليه ...
بعد داك بقوا يتكلموا في حاجات عامة لغاية ...هدى فكرت انه تصميمها بتاع امس انها تقوي قلبها تجاهه طار ادراج الرياح ...لما تكون قاعدة معاه كدا بتنسى اي شي و تعيش اللحظة بس ....
قعدوا يتكلموا لغاية ما اسعد اتصل على هدى تاني ...وقامت عشان ترجع الغرفة ..كانت متخيلة انه دكتور عصام خلاص يستأذن يمشي ..لكن مشى معاها للغرفة ......هناك لقوا اسعد وسماح اتمالكوا نفسهم و راقوا ...
اسعد قال ح يرجع البيت بعد دا وودعهم وطلع ...دكتور عصام وقف لحظات جنب الباب و اتلفت على هدى عاين ليها لحظات من غير كلام بعدين قال ( خلاص بالسلامة ..لبكرة ان شاء الله ..) وطلع وراء اسعد ...
هدى مشت اخدت حمام و جات صلت ..طبعا هي وسماح خلاص الاتنين بدوا الصيام استعدادا للعملية ...لاحظت انه سماح بعد ملاقاة اسعد اتغيرت كتير ...حست بيها ثابتة وهادئة اكتر وحمدت الله انه اسعد قدر يجي ويلاقيها قبل العملية ...
هدى عندها كتاب اذكار ..قرت منه وبعدين ادته لسماح تقرأ منه ...وهي بتعمل في حاجاتها ..كانت قعدتها وكلام دكتور عصام القاله ليها دايرة في خلفية مخها ...معقولة الحاجات البعملها معاهاا دي بعملها مع اي واحدة تانية في نفس ظروفها ؟؟ ولا المعاملة البعاملها ليها دي مختلفة ؟؟ معقولة زول زي دكتور عصام يعاين ليها هي ؟؟؟
ما عايزة تصدق ..اتنهدت وتاني جاتها افكار انها لازم تحافظ على عزيمتها وما تنزل دفاعتها قدامه اكتر من كدا ... طفت النور ورقدت والافكار دايرة في مخها ...مخلوط معاها رهبتها من العملية الكانت حاسة بيها رغما عنها ...اتنهدت وقررت انها تطلع اي حاجة من راسها... و بقت بس تسبح و تذكر لغاية ما نامت ...
يتبع
#بعد_حين_الجزء13
#بقلم_امنيات
وجاء يوم العملية ....
من الصباح الاحداث مشت بسرعة ...من بدري اتفاجأت بامها وابوها و اسعد و خالها وانصاف جوهم في الغرفة ...اسعد قال دكتور عصام من امس بالليل رتب ليهم عشان يدخلوهم......بعدها بشوية جوا ساقوهاهي وسماح لغرفة العملية و لبسوهم المرايل حقت العملية و خلوهم في غرفة الانتظار ... ...
هدى حست بسماح معنوياتها بقت احسن من ملاقاة اسعد امس بالليل و الليلة الصباح ..
طيب وهي البرفع منعوياتها منو ؟؟؟
في اللحظة ديبالذات حست بزول دخل الغرفة ..ومن غير تلحق تتلفت كويس عرفت دا منو ...
دكتور عصام ...
كان لابس لبس العملية و وغطاء الراس ...سلم عليهم واتكلم معاهم يطمن فيهم ...قال ليهم بابتسامة( باذن الله تغمضوا وتفتحوا تلقوا اي حاجة انتهتبالسلامة ...)
اثناء ما هو واقف جوا يسوقوا هدى غرفة العمليات ...قال ليها براحة ( بالتوفيق و السلامة ..انا معاك ...)
اثناء ما جارنها لغرفة العملية ..قلبها كان بضرب ..لكن ما من الخوف ..من حاجات تانية ....
ايوة هو دا الزول الشوفته وصوته برفعوا معنوياتها ...
في غرفة العملية رقدوها في سرير العملية ..وصلوا ليها الاجهزة و الدربات ...كانت بتقرا في الاذكار حقتها وبتتحصن ...بتاع التخدير جاء قعد جنبها ...خلاص ح يبدأ ...
في اللحظة دي تاني دكتور عصام جاء وقف جنبها ..كان واقف من غير كلام يعاين ليها...المرة دي كان نص وشه مغطى بقناع العملية ...لكن كانت شايفة عيونه ...وهي بتعاين ليه اتأكدت انه الاحاسيس الحاسة بيها تجاهه ما اعجاب و لا افتتان ولا غيره ...
الاحاسيس الحاسة بيها تجاهه هي حب ...
لما المخدر بدا يسري في عروقها و بدت تغيب عن الوعي ..كانت اخر حاجة بتعاين ليها هي عيون دكتور عصام
*************
هدى كانت سامعة اصوات ناس بتكلموا من بعيد لكن ما قادرة تفرز بقولوا في شنو ...الاصوات زي الفيها صدى ...وبدت معاها تشعر بالم في جانب بطنها ...الم شديد ماشي زايد ...وفي يدين ناس بتهبش في مكان الالم وتدعك فيه وتزيد المها ووجعها ...
حاولت تحرك يدها تجاههم ما قدرت ...يدها تقيلة زي المشلولة ...في يد بدت تربت على خدها بلطف و زول بردد ( هدى ...هدى ...)
حاولت تفتح عيونها ...جفونها تقيلة ...فتحت عيونها براحة و نظرها كان مشوش ...شايفة الصور مدبلة اتنين اتنين ...لكن الصورة بدت توضح شوية شوية ...
وعيونها قابلت العيون البتعاين ليها من فوق قناع الجراحة ...نفس العيون الكانت اخر عيون شافتها قبل ما تغيب عن الوعي ...عيون دكتور عصام...
سمعت صوته واضح رغم القناع ( الحمد لله على السلامة ....) ...للحظات وهي بتعاين ليه اتلهت شوية من الالم الشديد في جنبتها ...
لما جوا حركوها من تربيزة العملية بقت ما شايفاه ...طلعوها غرفة الافاقة ..كان الالم ماشي زايد عليها ....غمضت عيونها و بقت تدعي الله يلطف بيها ...كانوا في سسترات حاسة بحركتهم جنبها لكن ما قادرة تفتح تعاين ليهم ...
لغاية ما فجأة سمعت صوت بناديها ( هدى ...)
فتحت عيونها لقته دكتور عصام واقف جنبها ...رغم عنها صدرت منها انة من الالم ...صر وشه وقال ليها (ادوك مسكن ؟؟؟)
ما عرفت تجاوب ليه ...هو طوالي اتلفت على السستر وقال ( يا سستر ..اخدت بثدين ؟؟؟ )
السستر قالت ليه ( لسة والله يا مستر بـ.....)
قاطعها بنهرة ( طيب منتظرين شنو ؟؟؟...سريع عليك الله ...)
هدى رغم المها كانت واعية انها اول مرة تشوفه صاري و منفعل كدا ...الباب اتفتح وفي زول قال بصوت عالي (يا مستر عصام ...خلاص جاهزين في غرفة العمليات... منتظرنك ...)
هو اتردد لحظات كدا يعاين لهدى بعدين قال للسستر تاني ( اسرعي بالله ...)
واداها نظرة اخيرة ورفع القناع وطلع من الغرفة سريع ....
هدى تاني غمضت و حاولت تتمالك نفسها عشان ما تئن من الالم ..ما عارفة مر كم من الزمن قبل ما يجوا يحركوها تاني ...وهي مغمضة جاها صوت السستر الكانت جنبها بتقول لواحدة تانية براحة ( اول مرة اشوف مستر عصام منفعل كدا ...العيانة دي قريبته ولا شنو ؟؟؟ )
التانية قالت ليها ( بتكون ..ولا يمكن معارفه ..لكن باين مهتم بيها شديد ...) ...
وصلوا الغرفة و اثناء ما بحولوا فيها للسرير هدى فتحت و شافت امها وابوها و اسعد وخالها ومرته قاعدين في الغرفة ...في ممرضة جات ادتها حقنة و هدى شعرت كأنه في حاجة بدت تسحب الالم منها ... وسريع غرقت في النوم ...
لما صحت تاني الالم كان خف شديد ..لكن كانت شاعرة بارهاق و جفاف في حلقها ...اول ما فتحت عيونها طوالي امها وابوها جوا عليها ...وقفوا جنبها وحمدوا ليها السلامة وسألوها كيف ؟؟؟
امها عيونها محمرة ..عارفاها كانت بتبكي ...هدى طوالي ابتسمت ليهم وطمنتهم انها بخير ...سألتهم ( سماح كيف ؟؟؟ )
ابوها قال ليها ( لسة ما طلعت من العملية ...اسعد مشى مع خالك وانصاف جنب اوضة العملية ينتظروا هناك ..)
هدى بقت تدعي في سرها ..وبقت راقدة كل شوية تنوم وتصحى تلقى امها وابوها قاعدين معاها في الغرفة لسة ...
لغاية ما في واحدة من
نوماتها صحت على صوت الباب بدق ..ابوها فتح الباب ...جاء داخل دكتور عصام ..طوالي قال لابوها وامها ( الحمد لله على السلامة ...سماح برضه طلعت من العملية ...لكن ح تكون راقدة في العناية المكثفة ...)
امها غمضت عيونها وقالت ( الحمد لله... الحمد لله ..) هدى شعرت بارتياح كبير و كررت نفس كلمات امها (الحمد لله ...الحمد لله ...)
دكتور عصام جاء عليها وقف جنبها عاين ليها لحظات ساكت بعدين سألها ( شاعرة كيف ؟؟؟ الالم خف ؟؟؟ )
قالت ليه ( الحمد لله الالم تقريبا راح ...)
وقف لحظات تاني يعاين ليها بعدين اتلفت على ابوها وامها وقال ( سماح طبعا الزيارة ليها محدودة عشان بتاخد ادوية بتقلل المناعة ...ناس اسعد حسة معاها ..ممكن انتو برضه تمشوا تشوفوها من بعيد ...انا ح اكلم الدكتور المناوب ...)
امها قالت ليه ( كتر خيرك يا دكتور ..ما قصرت معانا ..ربنا يعلي مراتبك ..)
دكتور عصام قال ليها ( العفو ..ما عملت شي ...)
وقبل ما يطلع اتلفت تاني عاين لهدى وقال ليهم ( لو في اي شي اتصلوا علي ..)
بعدطلع هدى تاني غمضت ..كانت سامعة امها وابوها بتكلموا مبسوطين انه سماح طلعت بالسلامة و قعدوا يشكروا في دكتور عصام ...
العصر وقت الزيارة جات هنادي وميادة و جوا كتيرين من اهلهم وجيرانهم ...هدى كانت صحصحت لكن شاعرة بارهاق و كانت عطشانة وحلقها ناشف من الصيام ..
بالليل بعد الناس مشوا كلهم فضلت معاها امها بس ... السستر المناوبة جات اصرت عليها تقوم تتمشى ..ساقتها اتمشت في الصالة القدام غرفتها....بعد رجعت بشوية تلفونها ضرب ...قلبها قام يضرب لما لقته دكتور عصام ...سألها كيف... واذا اتمشت ولا لا ؟؟؟طمنته وقفلت ...
لقت امها تعاين ليها... قالت ليها ( دا دكتور عصام ...)
امها قلت ليها ( اي عرفته ...)
وكانت لسة بتعاين ليها كأنها دايرة تفسير اكتر ...لكن هدى ما كان عندها تفسير ..وحست باحراج كمان ...غمضت عيونها و اتظاهرت بالنوم ...لغاية ما نامت بالجد ...
الصباح دكتور عصام جاء ماري عليهم بدري معاه دكتورة امال ..كشف عليها و قال ليها ممكن بعد كدا تشرب ليها حاجة دافية وتاكل شوية شوية...وقال ليها لازمتتمشى صباح ومساء...ما قعد معاهم كتير ...تصرفه معاها كان التصرف المعتادلدكتور مع مريضته ...
بعد طلع امها جابت ليها شاي سادة شربته و حست بنفسها انتعشت شوية ...اليوم كان احسن كتير من القبله ..بقت تمشي وتتحرك من غير الم ...كانت بتعرف اخبار سماح من امها و انصاف واسعد الكانوا طوالي ماشين وجايين ما بين غرفتها هي و العناية المكثفة محل سماح راقدة ...
على الساعة 3 دكتور عصام تاني جاها اطمئن عليها ومشى ...وهدى لاحظت لنظرات امها المتسائلة تاني ..لكن زي امس ما عندها رد ليها ...هي من ناحيتها خلاص عارفة انها بتحب عصام .....نست كل المحاذير الكانت خاتاها لنفسها....اصلا قلبها فلت من سيطرتها و بقى ما عندها عليه كنترول... ....
وقت الزيارة كان بخفف على هدى ... هنادي اختها طبعا برضه جات مع ابوها ..وبرضه جزء من الاهل والجيران ...
بالليل بعد اتمشت وجات لقت نفسها بتترقب رنة جرس تلفونها ...لكن لغاية ما نامت الجرس ما ضرب ...بقت تفتش ليه في الاعذار ..يمكنمشغول في العيادة ...وطردت اي افكار انه هو اصلا ما مهتم بيها ومافي حاجة تخليه يتصل عليها ...
تاني يوم من الصباح قامت اتمشت مشيتها المعتادة ورجعت...وقعدت تحسب الدقايق لغاية وقت المرور بتاعه ...لكن جات داخلة دكتورة امال براها من غيره ....كانت متاكدة ان كمية الاحباط الشعرت بيها ظهرت في وشها ...دكتورة امال كشفت عليها وقالت ليها كلو تمام ..ممكن بعد كدا تاكل عادي ...
رقدت ولسة احساس الاحباط والدبرسة غامرها ...بدأ صوت صغير داخل راسها يقول ..دا ما ياهو الخايفين منو يا هدى...الاحباط..الالم... الجروح ...
غمضت وختت يدها على وشها ...ما عارفة مدة كم ..باب الغرفة دق و ما اهتمت بيه ...سمعت حركة امها قامت فتحت الباب ...
(السلام عليكم....) قلبها وجسمها انتفض لما سمعت صوت دكتور عصام ...اتلفتت تعاين ليه ..كان واقف جنب الباب بابتسامة ...عاين ليها وقال ( عندك ضيوف ...)
وزح من الباب و هدى ما صدقت المنظر القدامها ... مس تهاني و سهى وابتهاج ووراهم اطفال الروضة جايين داخلين عليها ...تهاني وسهى و ابتهاج سلموا عليها
و بعدين الاطفال جوا عليها واتلموا حولها يسلموا عليها....
في اللحظة ديك ما كانت واعية لدكتور عصام وهو بعاين لوشها الاشرق بفرحتها بزيارة الاطفال...لعيونها الكانت لامعة ....ولملامحها اللي اترسم عليها جمال نادر نابع من جواها ...
الاطفال غمروها باسئلتهم ..بفضول الاطفال عايزين يعرفوا هي مالها وعملوا ليها شنو؟؟
مس تهاني جات جنبها و قالت ليها براحة ( اولادك ديل اصروا يزوروك ...طبعا كان صعب نلمهم نجيبهم وقت الزيارة بالعصر ...غايتو جيت انا المستشفى وسألت لغاية ما وصلت لدكتور عصام ...وهو ما قصر معانا ...رتب لينا الزيارة بالنهار ...)
هدى عاينت ليه وعيونها بتعكس شكرها وعرفانها ...عيون
2025/07/02 03:48:42
Back to Top
HTML Embed Code: