Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إذَا أردتَ أن تَعْرِفَ مَقامَك
فأنظر الحَقُ فِيمَا أقامَك



😀😀😃
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏-
كُل شيء مّر بي، علّمني أن لا شيء ثابت، لا حال مستقر ولا بقاء لأحد، كل شيء عبرت من خلاله علّمني أني لله، وأنني إليه راجع.



😭
👍1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
-
الموت بداية المجازاة على ما عملته في الدنيا، فيبدأ من نزع الروح إلى أن تحطّ الركائب في الجنة أو النار، وهي مرحلةٌ طويلة لا ينجيك منها إلا الانقياد إلى مراد الله فعلاً وتركاً.

فاللهم أعنّا على عبادتك بالوجه الذي ترتضيه، وأغفر لنا تقصيرنا، فنحن أهل التقصير والأخطاء، وأنت أهل الغفران والإعفاء.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-
الغفلة عن الأذكارِ تُشبه الدُّخول إلى معركة دون حِصن ولا درع ولا سيف ولا سلاح.

حائرُ القوى، عديمُ الحيلة، يُجرَح من هذا ويُضرَب من ذاك، وآخر يصوِّب نحو قلبه ولولا لُطف الله به لهَلك.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🩵🩵☁️






••
•| نزيف الانشغال بالغير |•

لو أن النفس كُفَّت عن التلهّي بعثرات غيرها، وأقبلت على عيوبها في صدقٍ ومناجاة، تتبصّر مواطن الخلل، وتستخرج ما ران على القلب من غفلة، لما بقي في الصدر متّسعٌ للغمز، ولا في العقل مسارب للظنون، ولصفَت الروح من شوائب الفضول، وانصرف الفكر لما ينفع، وسكنت الجوارح عن محاربة الأشباح المتوهَّمة في الناس.

فإن أعظم ما يُنهك النفس أن تتلبّس بغير شأنها، وأن تهجر ورشة البناء الداخلي لتقيمَ عيادةً في ضمير الآخرين، تُشخّص وتُحلّل وتُعلّق، بينما الأعطاب تزداد في الجوف، والصمت عن الذات يعلو، وأعظم ما يستنزف القلب ليس كثرة الشكايات من الخارج، بل الغفلة الطويلة عن الداخل، تلك الغفلة التي تدفع المرء إلى مراقبة كل شيء إلا نفسه، إلى تفتيش النوايا في الخلق، وهو لم يُمحّص نيّته بين يدي خالقه.

فما أكثر ما يُهدر من العمر تحت ستار “الاهتمام”، وما أكثر ما يُلبَّس من هوى في صورة “حرص” أو “نقد بناء”، بينما هو – في جوهره – تهرّبٌ خفيّ من مسؤولية إصلاح النفس، وتطهير القلب، وحراسة الباطن.

ولو أن القلوب انشغلت بعيوبها كما تنشغل بأخبار غيرها، لارتفع عنها حجاب الغفلة، وسكنت زوابع الهوى، وخفّت وطأة المقارنة، وزكا فيها نور الصدق، ورجعت إلى ربها تائبةً من جناية الانشغال بما لا يعني.

ولو أن الإنسان إذا رأى الزلل، عاد ببصره إلى عجزه، وإذا لمح التقصير، تذكّر تفريطه، وإذا سمع السوء، انشغل بالدعاء لا بالإذاعة، لاندفعت عنه غوائل التكلّف، ولحُجب عنه سمُّ الكِبر المقنّع بثوب الإصلاح.

ولو أن امرأً كفَّ لسانه عن تتبّع زلّات الآخرين، وصرف همّه عن تفتيش النوايا، وعكف على عيوب نفسه يرُمّ ثقوبها، ووجّه بصره إلى فوضاه الداخلية ليهذبها، واشتغل بضعفه ليقوّمه، لانقشع عن روحه غبار الحسد، وانطفأت نيران المقارنة، وسَلم الناس من أذاه، وسَلِم هو من شتات القلب.

فما أكثر ما يُهدر من الأعمار في ملاحقة سراب الفضول، وتفتيت العقل في شؤون لا تعنيه، ثم يشكو صاحبها ضيق الصدر، ووحشة الروح، وثقل الحياة؛ وما هو إلا صدى انشغالٍ بما ليس له، وغفلةٍ عمّا خُلق له.

وما ضرّ أحدٌ نفسه بمثل اشتغاله بغيره، وما نفعها بمثل صدقه معها.
••

تواق
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🩵😃😀😃

••
ليست المشكلة في أنك لن تخرج من الحياة حيًّا، فهذه معلومة مشتركة بين البشر جميعًا؛ وإنما المصيبة أن تغادرها خفيفًا من المعنى، خالي الوفاض من الأثر، لم تُخلِّف وراءك شاهدًا يقول: هنا مرّ عبدٌ عرف ربَّه، فترك ما يدلّ عليه.

أن تُدفن وقد كانت أيامك خاليةً من قضية، من كلمة حق، من وجعٍ في وجه الباطل، من عملٍ يتيمٍ خالص، أن تموت ولم تشتبك مع قضاياك، ولم تترك خلفك إلا ضحكاتٍ على مقاطع، وصورًا بأطراف فنجان قهوة، وسيرةً تائهة في أروقة التسلية.

فما أقسى أن يُطوى عمرٌ بكامله، ولا يُرى له في صحف الخلود سطرٌ واحدٌ يثبت أنه عاش لله، وأنه مرّ يومًا في الأرض لا كما يمرّ الغافلون.
••

تواق
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
••
من دلائل صفاء التوحيد، أن يغدو القلب زاهدًا في التفات الخلق، مشغولًا بنظر الحقّ، فحين يتحرّر العبد من أسر المقابل، وتُعاد هندسة دوافعه على قبلة ﴿وَجْهُ اللَّهِ﴾، يغدو الامتنان طابعًا لصيقًا بشخصيّته، لا لمبالغة وجدانية، بل لأن كل تقدير من الخلق يبدو له زائدًا على استحقاقه، و هؤلاء لا ينشدون المقابل لأنهم اختاروا الأرفع: وجه الله.

فتراه يُنصت بتأثر لرسالة امتنان من زوجته، ويستحي من ثناء زميلٍ على جهدٍ لم يحتسبه، ويخجل من دعوة عابرٍ أُعجب بابتسامته، ويطأطئ رأسه حين يشكره محتاج أعانه خفية، هذه لحظة التخلّي عن شهوة الجزاء، التي عبّر عنها القرآن ببلاغة فائقة: ﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾. وحين تستقر هذه القناعة في النفس، تتحوّل أفعال الطاعة إلى سياحة روحية، لا صكوكَ تبادل، ذاك هو العطاء المعلّق بالسماء، لا الأرض.
••

تواق
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تحتاج الى وقفة عميقة
🩵😃🤍

🤎 الشِّكاية إلى الله

الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.

تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ۝ فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ۝ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ۝ ثم إني دعوتهم جهارا ۝ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ۝ ومكروا مكرا كبارا ۝ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.

وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.

وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!

وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].

وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا ۝ قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ۝ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ۝ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.

وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".

وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".

الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.

الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
😀😀أعلم أنَّ الدنيا مجبولةٌ ومركّبة بتقدير الله سبحانه على الابتلاء: محبوبًا ومكروها.

وأعلم أن الكَبَد أبلغ ما توصف به حياة الإنسان، بل عبّر الخالق سبحانه عن هذا الوصف بصيغة (في كبد) فلم يصفه سبحانه وتعالى بكونه: مكابِدًا، بل أخبر عنه بحرف (في) الذي جعله كإحاطة الظرف بالمظروف من كل جهة، إحاطة الكَبَد بالإنسان، مقرونا هذا بصيغة المصدر، فكأنما هو في معدن الكَبد، كما يقول الإمام البقاعي: "أيْ شِدَّةٍ شَدِيدَةٍ، ومَشَقَّةٍ عَظِيمَةٍ مُحِيطَةٍ بِهِ إحاطَةَ الظَّرْفِ بِالمَظْرُوفِ".

إلّا أنَّ تنسُّمَ رَوح الله، وترقُّبَ عاداته في لطفه سبحانه، وما يفلقه من المغالق؛ لهو التثبيت للقلب الذي يتبلّغ به المؤمن في طريقه إلى أن يصل دار السَّلام بإذن ربه المستعان!


"ولَوْلا هَذِهِ البَلايا؛ لادَّعى [الإنسان] ما لا يَلِيقُ بِهِ مِن عَظِيمِ المَزايا"


🤎☁️😀
2025/09/10 20:07:50
Back to Top
HTML Embed Code: