Telegram Web Link
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
اللهم تقبّل منّا..!

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين: {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} روي عن علي رضي الله عنه قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}...
قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.

 - لطائف المعارف (ص/368) لابن رجب.
الصيام والقيام والذكر والتراويح وترك المعاصي غالبًا في رمضان يستطيعهم كُل مُسلم، أما الاستمرار بعد رمضان على هذه الطاعات فهذا ليس إلا للمسلم الصادق!

هل أتاكَ نبأ التي {نَقَضت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّة أَنْكَاثًا}؟
تلك التي غَزلت شيئا بمخيطها أو بمغزلها بتعب ومشقة، ثم بعد ذلك هدمت ما فعلته، فضاع جهدها هباءً في لحظة.
{وَلا تَكُونُوا كَالتي نَقَضت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّة أَنْكَاثًا}

لا تَكن مثلها، لا تكن مثل تلك المرأة، أنت في رمضان صُمتَ، وقُمت، وبكيت وذكرت، وتلوت القرآن، وتوقفت عن المعاصي؛ فلا تضيع وتهدم كل هذا بشهوة ساعة.
استمر على ما كُنت عليه، ماذا سيضرك لو حافظت على قراءة جزء من القرآن كل يوم؟
ماذا سيضيع منك لو اقتطعت جزءًا من وقت الليل وقُمت فيه بين يَدي مولاك، كما كنت تفعل في رمضان؟

تذكر البكاء والتضرع، تذكر وقت أن رَد اللهُ لك قلبَك، وزكَّى نفسَك، وأتاها تقواها، تذكر العهود التي عاهدت ربك عليها؛ ثم أبصِر وأفِق، واستمر على العهد، فـ: "إنَّ العهدَ كانَ مَسؤولا"

قاوم ذاكَ المَس الشيطاني الذي يأتيك في ليالي العيد، قاوم شهوتك التي ستشتعل وقت فطرك، قاوِم تلك الشهوات والمعاصي التي تركتها في رمضان، وإياك أن ترجع لها، فأنت درَّبت نفسك على الطهر والبعد عن الفواحش، فلا تُدنسها من بعد طهارة، فتكون كالذي: {آتيناهُ آياتِنا فانسَلَخَ مِنها فَأتبَعهُ الشيطانُ فكان مِن الغاوين}

وإياك إياك وذنوب الخلوات، إياك أن تكون من الذين: "يَأتونَ يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامةَ بيضاء، فيجعلها اللهُ هباءً منثورا..!
يا رسول الله! صِفهم لنا، قال: أما إنهم إخوانكم ومِن جِلدَتِكُم، ويأخذونَ مِن الليل ما تَأخذون، ولكنهم إذا خَلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها"
فالله الله في الخلوة، الله الله في السرائر.

وأوصيك بالمحافظة على التهجد والقيام: {عَسى أن يَبعثَكَ ربُّكَ مقامًا مَحمودا} وأوصيك بالمواظبة على الأذكار، فإنَّ: "الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لتُساقط من ذُنوب العبد كما تَساقَط ورقُ هذه الشجرة"
وإياكَ وترك القرآن، فإنَّ: {هذا القُرآنَ يَهدي للتي هِي أقوم}

ونفسك ما زالت متعودة على الصيام، فصُم ما يسَّر اللهُ لك، فـ "الصيامُ جُنَّةٌ من النار"

فلله أنت وما زرعته، لله أنت وما أثمر في قلبك، لله أنت وما ستحصده يوم القيامة.

الله الله في الثبات.

- نُقِل.
-
الخلوة مع الله؛ علاجٌ كافي لترتيب فوضى القلب وما يعتريه من وحشة بعد رحيل رمضان، شأن الخلوة عظيم، إذا عمّرت بكثرة الذكر، من قراءة القرآن والاستغفار، وطول الدعاء بأن يُعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وما جرّب العارفون شيئًا يُعينهم على التزوّد؛ كالخلوات النّافعة، وطول الانقطاع.
- نُقِل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2024/06/03 09:09:45
Back to Top
HTML Embed Code: