جرحني من ست سنوات، لازال يتصل حتى اليوم بأرقام عشوائية وأعرف أنه هو قبل الاجابة، لا تسألني كيف!
هناك رائحة قوية تفوح من الذين يأتون عطاشى لماءٍ أهدروه بغباوة التفريط وجهل الارتواء
وأنا مجيبة؛ لأن الموت شوقًا لا يشفي ولا يكفي، يجب أن تمرض وتنكوي في دائرة مغلقة من برودة الصوت وجحيم الاستغاثة.

"‏قد كان وجهُك
‏شبّاكاً، ألفُّ بهِ قلبي
‏وعشْبََ مواويلي
‏ونافذتي
‏وكانَ وجهي في كفّيك
‏سُنبلةً من النُعاسِ
‏وكنت الماءَ
‏في شفتي.."

مساء الخير، بلسان حال عمرو ذياب :"خلّى قلبي يقولي خلاص اهدى بقى لقيناه!!"

لم أفقدك أبدًا، لا أعلم لماذا يبدو وجع فقدك بهذا الوضوح بمجرد تخيله، وكأنني في كل مرة عشت فيها تواجدك بجانبي استشعرت مقابلها حجم الفراغ المميت الذي تحيزه!
لم تمضِ تفصيلة واحدة من منغصاتي إلا وأثرتها معي، لم تعش معي الوصول بقدر ما صاحبتني في الطريق، كأنك تخبرني أن الحرب دورك وأنّي مُوَكَلٌ بمهمة الانتصار رغم أن الحرب حربي لم تتراخَ عن امدادي بكل متطلبات الحرب والسلام معًا!
لقد ركضت بعشوائية مفرطة حقًا وجسد مشوّش ولا أدري كيف كنت تجعل أي نقطة أقف عندها ملاذًا آمنًا بالوضوح واليقين، ليس لدي أدنى فكرة عنما تستطيع فعله لأجلي أكثر وأنت كذلك لن تعي ما قد أفعله لك؛ كلانا نذر نفسه في سبيل الآخر!
أدعو الله أن تضل بالقُرب والجانب وأعوذ به من أن يصبك طارئ في الحياة أو الوجدان؛ إنك أستاذ خاطري وشخص مخاطري، لتعطيك الحياة كل ما شئت وتزخ عليك بأكثر مما تشاء أنت وكل من تحب.