أنا مرهف ورومنسي لأقصى حد وعلى المتضرر الرجوع للقضاء.

لقد كان جسورًا وخشنًا بطريقة لا يستشعرها إلا أكثر الأشخاص حنانًا؛
إنسان صلب دائمًا صلب ومتواجد
يعطيك رؤية كاملة، شعور كامل وأثر واشم
سرعان ما تعي أنه لا يحبسك في قفصه ولكن الحياة بمجملها -بعد أن تعرفه- تستبغ به
لا تجد عليه ممسك حقيقي للهجر، ليس في ملفه بقعة سوداء واحدة ولا تفلت منه لحظة حب واحدة لهذا يبدو خشنًا؛ كلما حاولت القفز على هذه الإحترافية والجدارة في صدق ما يفعل لك أو تحريفها، أنت من ينجرح!

"جيت ابحكي ما حكيت؛ ما مدى أنت مشيت!"

‏لَا تَسأل الدَّارَ عَمَّن كَانَ يَسكُنُهَا
‏البَابُ يُخبِرُ أنَّ القَومَ قَد رَحَلُوا."

دكتورة نجوى في انتقادها لما سمّته (موضة فقدت الشغف) قالت: " إذا فقدت الشغف فأنت مكانش عندك شغف من البداية/ إذا عندك بديل ح تفقد الشغف؛ لما ميكونش عندك بديل إلا إنك تنجح ح يطلع الشغف غصبًا عنه!"
وصدقت القول.
براوة لكل الشغوفين الذين لا يملكون رفاهية البدائل.

اتمنى أن تعي قبل فوات الأوان أن أكثر قساوة مارستها معي هي أنك أخبرتني بالسوء الذي أصابك ثم تركتني شخصًا مقطوع الوصال، تسحن الهواجيس المتوحشة كل ليلة خياله عن مستجدات الحرب الطاحنة التي تذوي في أعمق بقاع روحك، شخصًا يتّقد على صفيحٍ ساخن خوفًا من أن يتلبّسك يأسٌ شديد وهو مُكمم الفؤاد بينما يطفح بآيات رقيتك..
أن تعي معنى وحجم الحصار الذي قبعته في إرادة شخص يريد أن يرمم صديقه أو أن يموت تحت الأنقاض!

"مَلامح الخطوة بدت "

قوليلي إني شطورة

أرجو أن تنفلق شرنقة اجتهادك بلُطف ورقة، أن تُدركي نفسك في منتصف لحظة الوصول، أن تُصوري تلك اللحظة كفراشة خاطفة حطّت على كتفك، أرجو أن يحظى الإطار الذي سنشتريه لها بإعجابك حقًا، ألا ينكسر أبدًا أو تطوله يد النسيان..
أن نلمّعها سويًا بدموعنا الحلوة والمالحة كحدث يخصنا معًا، وألّا يتسع صدرك وصبرك وعمرك ووسعك وقدرك كاملًا إلا لصنع الابتسامة والعيش بها فلا يكون لسواها محط ضرس واحد فيك.

‏"ما ضرك لو أطفأ هذا العالم كله أضواءه في وجهك، ما دام النور في قلبك متوهجًا!"

لن تفهم ألم إنسان عانا القوة، ستشهد على محافل قوته وحشد بأسِه وتقف عند ذلك كل مرة أما هو سيجتازه إلى منطقة أخرى يجثو فيها على ركبتيه وحيدًا؛ يبكي مرارة أن يكون قويًا.

‏"عيناك تغلي ومن تشكو له صنمُ"
-كريم العراقي.

حين أرمي حنانًا بغثةً على بقعة متسخة بالفضاضة، تنظر لي تود لو تقول كم أنت تحبني، لكن أنا لا أقنع بالارادة التي تستحي.

وأقول فات الأوان ولا مجال يحتضننا ولا غلافًا يحاصرنا ولا مكانًا يسعنا وأمضي باردة لدرجة أن بعض عمري ينكسر وأنا حبيسة قسوتي وجمودي وأقول انتهينا قُضي علينا، وتساقطت بقايانا مقسومةً على فصول السنة ويأتي الربيع ويعقب الصيف ويستقبلنا الخريف ويصدمنا الشتاء ويرعبني أن تكمشني أغنية، غنيّتُها لك وأنا في كامل خضوعي لذوباني، لقد قرعتُ على أسناني ليالي من شدة ثوران مشاعري، واعتزلتُ إرتداء لونك خوفًا مني عليّ، وطُفتُ على أركان معبدي أتوسلك كلقمة العيش وتدهورت أحوالي على أرض ملغّمة بتفاصيلك، كنتُ أستشهد عشرات المرات وأُبعث من جديد، لقد نظرتُ للسماء وروحي تنتفض مطالبةً بك ونمتُ على موجات صوتك كغريق لم يحاول النجاه، لم يخلق بكف يده تلاطم الأمواج من حوله، بل استسلم في هدوءٍ للقاع، أينما سارت خطاك في الشوارع وأينما حطّت مطارحك في المجالس وأينما بِيتَّ في الليل ووضعت رأسك على وسادة غريبة عنك، محشووة بقطنٍ رديء ولحافٍ بالكاد يغطيك، مهما طالتك الحيرة وتجذّرت في أنحائك الغيرة وتخبطت أرجاؤك بالمتاعب ومهما علّمتك الحياة كيف تغضب مثلي وتصرخ مثلي وتعاند مثلي وتحزن مثلي وتركز مثلي، فلن يستطيع أيُّ شيءٍ إرجاعنا إلى ما كنّا عليه على غفلة وسريعًا وبدون مجهوداتٍ تذكر إلا بصيصٌ من بصابص الصدق الذي أحببتك به كتسجيلات غنائي التي حكمت عليك بالسجن في دوامتي، وأقول لم ننتهِ؛ لأننا نُحب ولكنَّها أيّامنا معًا قد بادت!

أنا نفسي أقف مذهولة أمام ما أكتب أحيانًا، كلما أخذت جولة في القناة وتبحّرت بعيدًا، وجدتني كالذي يكتشفها لأول مرة!

إذا لم تقابل ألم الحرمان والعجز بيقين الإنفراج، ستموت منهما حقًا لا مجازًا.

لا يشبهك تشرين بالطريقة التي تفهمينها، لكن مطر تشرين يفعل، هناك صباحات أجد فيها صدري مبللًا للغاية وأعلم أنك البارحة قد بكيتي فيه.

"من المفارقات التاريخية العجيبة أن معمّر القذافي الذي قُتِل يوم 20 أكتوبر، هو الذي أدخل ساركوزي إلى السجن في نفس اليوم 20 أكتوبر.."

نحن نعبر عن مثل ذلك كحقوقيين بأن العدالة قد تتأخر لكنها تصل في النهاية.