‏من ذا الذي من حلم نومك افزعكْ
هيا اقترب مني لأمسح مدمعكْ

ما دمت في حِجري فأنت براحةٍ
يكفيكَ أني في الغرامِ مُولعكْ

يا فاتني ارأف بحالي إنني
قد جئت من رحمِ العذاب لأسمعكْ

‎#سالمين

ليتَني منّها | أمَاني البُريهي.

لو لم أُخلق يمنيةٌ لتمنيتُ أن أكون فلسطِينية، أن أكبرُ شُجاعة لا يخيفني الموت، أن أصبحَ عَظيمة ابنةُ أرض عَظيمة، حفيدةُ شهيد قَضى حياتهُ يُحارب لأجلِ أن يَحيا أحفاد أحفادهِ بِخير.

أن أنتظرَ اللحظة التِي تحرر بِها القُدس، أن يفزَ قَلبّي لكلِ إنتصار يتحقق، أن أَزرع وردًا في بَنادقهم، لو لم أكُن تَعزية لتمنيتُ أن يُفنى دَمي لأجلِ تلكَ الأرض المُقدسةُ، حَربُها ليست كَكُلِ الحُروب، حَربها الحرُب الوَحيدة التِي تَستحقُ أن نموتُ لأجلها، أن تُحارب بكلِ ما تملك كَي تنتصر، وأن تعُود حُرة ويُعانقها النَسيم.

كُل من مَاتوا بأرضها شُهداء، ملامحهم تُشعرك بالسلامِ خلفُ ملامحهم قُوة لا تُكسر، خلفها آمال لم تُحبط منذُ سنوات، يشعرُ المرء بالغبطةِ لِمَ لمْ يُخلق فلسطيني ليعشقَ أرضهُ كُل هذا العشق؟
لمَ لمْ ينال شرف رُؤيتها تُقاوم، شَرفُ رؤيتها تَنتصر حتمًا تلكَ الأرض الطَاهرة سَتنتصر.

في أرضي رَائحة المَوت الدَم المُطلخ القَتل الجُوع والإختطاف أيضًا، لكن قَضيتُها أَعمق قَضيتها تُعشق، تتمنى لو أن يَزورك المَوت بها أن يُكتب في شهادةِ وَفاتك فَلسطيني، عن عُمق الكَلمة عن لُطفها الدافئ الذي يَحتوي المَرء.

لعلَّ شمسُ الحُرية تشرقُ في أرضَها قريب، لعلَّ الشمسُ تشرقُ لأجلها يومًا.

كرما أيها الأعزاء، لخيط وإبرة🤍

ألفٌ تليها الحَاءُ جاءت بعدها
باءٌ لتُخبِرَ كافها بودادنا

#سالمين

لذاكَ العَيد | أمَاني البُريهي.

أَشَتقتُ لذاكَ العِيد الذي كنتُ أحَتضنُّ مَلابسي خَشية أن تَهربُ منِي، لذاكَ العَيد الذي كُنا نَتقَاسم السَهر فيِه، وَنُقاومُ النَوم فَرحًا بالعيدِ، أَشَتقتُ لعيدٍ يبدأ بِصباحِ الخَير يَا أُمّي وَكعكُ أُمّي وابتسَامتها، لتلكَ الحَكاوي الرَقِيقةُ التي تُطِلقُها منْ ثغرها البَاسم.

لأصواتِ أصَدقائي ولفَرحتنا سَويًا، لتلكَ المَصائبُ الطُفولية التِي خَلقَناها لِنبتسّم، أَشتقتُ أنْ أَرتَدي مَلابسِي بِغُروري المُعتاد ثُمَّ أُخبرَ أُمّي ألستُ مَلكة؟!
أَخرجُ مع أصَدقائي فَلنَتبادل الجِدال أَنا أجَمل أنا أجَمل!.

لتلكَ البَساطَة التِي أَفَتقُدها، ولحَديقةِ مَديِنتي، لصُوتِ صراخي لذاكَ الغَبي أَنْ يُوقفَ هَذه الأَلعَاب سَأجنُّ مَصابةٌ بِفوبيا المُرتفَعات حَتى الأَلعابُ تُخِيفُني!.

نَعم نَعودُ بعد يومًا طويل مَليء بالتعبِ، أسَأل أُمّي هَل سَيزورنا العَيد غدًا يا أَمّي؟
أَخبريهِ ألا يرحل أُحبُّه جدًا
وَنستَيقظ لنَعيد فَرحتنا فِي مكانٍ آخر وفَرحة آخرى وبقلبٍ نَقي طُفولي كُنا نَعيش العَيد.

‏اللهم احفظ غزّة وأهلها، وانصر أهل فلسطين ومكّن للحق بهم، اللهم أنزل عليهم رحمتك ونصرك وعزّك، وعلى اليهود ومن أعانهم غضبك وسخطك وعاجل عقابك🙏🏻
💔اللهم غزة اللهم غزة اللهم غزة 💔

ولأنّي من تَعز، لا عِيد لنا نحنُ ابناءُ تعز، مُوسيقى الحَرب هي مُوسيقانا، ودموع الأهَالي هِي طريقةُ استقبالنا لكلِ عيد، هل يَشعرُ العَالم أنهُ هُنا أناسٌ تُقتل؟
لا أحد يُبالي مادُمنا من تَعز.

اللّٰهُم هذهِ الأرض التِي تَنزف، هذهِ الأرض التِي ستشرقُ شمسُ عِيدها بحربٍ لا تُفرقُ بين من ذَنب أو لا ذَنب لهُ..اللّٰهُم تَعز.

رَحيلهُ | أمَاني البُريهي.

كَان طفلًا شَقي لكنهُ بريء كأيُّ طِفل، مَملوء بالبراءةِ يبعثُ بالمكانِ رُوح وحَياة، يَأتي إلينا فَنُمليء المَكان فَوضى وضَحكات، كان "أَحمّد" نَقي.

كُلما اشَتدتْ الحَرب على مَدينتِي ذَكرتهُ، ذَكرتُ شَغبهُ وجُنونهُ، ثُمَّ تَأتِي صورتهُ المُطلخة بالدماءِ أمام عَينايَّ فارتعبُ، جسدهُ الطفولي بحضنِ رجلٍ ويركضُ بهِ رغم أنَّ أنفاسهُ قد فارقتهُ منذُ سُقوط تِلك القَذيفة، ذَاتُها القَذيفة التِي اسَتوطنتْ الطَابق السُفلي، واسَتوطنَّ صوتُها عُمقي منذُ سَنوات ولازَالت.

كُلما سَمعتُ صَوت المَدفع تَذكرتهُ، تَذكرتُ صوت أُمّهُ وهي تَبكي بحرقةٍ تذكرتُ ركَضي بَين شلالاتَ الرَصاص والمَدافع أبحثُ عن حياةٍ غيرها عن هُدوءٍ فقط، لا أعلم لِمَ فِي هذهِ البَلدة يَجعلونا نَتخلى عن أحَلامنا؟.
لنَحلم بأساسياتِ الحَياةِ فَقط التي هِي من حَقنا، والتِي خُلقتْ لأجَلنا، لأجلِ حَياة هَادئة فقط بعيدةً عن الرَفاهيّةِ التي يَعيشها العَالم ثُمَّ يَشكو البَعض عن مللِ الرَفاهيّةِ تلك.

كُلما اشتدتْ الحَرب في مدينتِي، تَأتيني صُور من رَحلوا كل من رَحلوا هُنا كَان رَحيلهم بشعٌ لا يَستحملهُ القَلبّ، كُلما اشتدتْ الحَرب أوَهمونا أننا نَنتحرر بَينما نحنُ منذُ سنواتٍ بِينها لا يَتحرر سِوى "ابَناؤها" يَتحرروا من لعنةِ الحَياة موتى.

كُتبَ عَلينا الشَقاء فِي مدينةِ البُسطاء، كُتبَ عَلينا الحَرب فِي مدينةِ السَلام.

خَلف المِرآة | أمَاني البُريهي.

كُل شَيء مُبهم حَتى وُجودها كَالسراب، هِي تَرى الجَميع مَلامحها حَقيقيةٌ لكن لا أحَد يَستطيعُ لمَسها، كأنَّ رُوحها مُقيدة فِي عَالمٍ آخَر، ما تَبقى مِنها فِي هَذا العَالم سِوى نصفُ مَلامح بَاهتةٌ، عَليك بمسحِ المرآةِ جيدًا كَي تَرى الحَقيقة.

استَيقظتْ بفزعٍ تُحاول أن تَستوعب أينَ هِي؟
لمْ تَنم البَارحة هُنا، مَا الذي أتَى بِها إلى هَذا المَكان؟
كَيف لِصوتُها ألا يَصل لأحَد، تَتحسسُ وَجهها فلا تَحسُ شيئًا كأنَّهُ فَراغ، هِي على قَيدِ الحَياةِ لكنّها لا تشعرُ بِذلك، مَرتْ سَاعاتٌ وهِي على الحَائطِ، لا تَتحرك تَنتظرُ أن يَمر أحَدهم ليَنقذهَا مِن هُنا.

_أنا هُنا هَل تَرأنِي؟
لا أحَد يُجيب فَتنهار مُجددًا، يَمر الجَميع أمَامها لا أحد يَسمع صَوت نِدائها، تَصمتُ لتُفكر بعُمقٍ ثُمَّ تَتأمل الحَائط "المِرآة" كِيف لهَا ألا تُفكر بِهذا، تَتأمل مَلامحها عَلى المرآةِ فَتنصدمُ، كأنَّها انعكاسٌ للمِرآة، مُجرد صَورة فَقط تَرجمّتها المِرآة، مَلامحٌ لا رَوح لهَا مُجرد انِعكاس صُورة.

تَتأمل انَعكاسها ذَات الثَبات مُنذ سَاعات طَويلة، تَرى من المرآةِ تَحركاتها لكنّها لم تَفعل أيُّ شَيء، مُجددًا يَمر أَحد مِن هُنا لكِن هذهِ المَرة لمْ تُحاول أن تَركض نَحوهُ، هِي مُجرد انِعكاس الآن فَلا حَقيقة لوُجودها، يَقتربُ منّها فَتنبضُ بقوةٍ تَشعرُ أنَّ أَحدهم يَرأها ثُمَّ يَتخطاهَا كأنَّها شيءٌ لمْ يَكن، نَحو المِرآة يَبتسمُ لتلكَ الرَوح التِي تَشبه مَلامحها، يَتحدث مَعها فَتغادر تلكَ الرُوح المِرآة مَاسكةٌ بِيّده وتُطلق ابِتسامتُها، ثُمَّ تَشعر بأنَّها تَتلاشى لم يَبقى مِنّها سِوى الأثر.

تُحاول أن تَصل إلى المرآةِ، أن تَصبح الحَقيّقة ومَن غَادرتْ هِي الانِعكاس، لكنها لا تَستطيّع فَتنكسر المِرآة إلى أشلاءٍ، تَجمع بَعضها فَترى مَلامحها غَريبة، تَنجرح يَدها بَأحدى الأجَزاء المَتروكَة على الأَرضِ، فَتتلاشى جَميع الأَجزاء تصبحُ رمادًا، وتَهبُ ريحًا قَويةً فجأةً فَتختفِي.

تَستيقظُ مَفزوعةٌ بَعد نَومها ببضعِ دَقائق، تَتحسس مَلامحها تهتفُ "بالحَمدللّٰه" كَان كابوسًا سَيئًا، ثُمَّ تَنهضُ من على سَريرها، تبحثُ عن المرآةِ، فَتجدها مُبعثرة على الأرضِ وأحَدهم يَقوم بِجمعها، تَركضُ مُسرعةً نَحو غُرفتها، تغمضُ عَينيّها بقوةٍ ثُمَّ تُحاول أن تَنام مُجددًا.

عَروُس غَزة | أمَاني البُريهي.

هذهِ الأَرض الطَاهرة تلكَ الأرضُ التِي زُرِعَ حُبّها في قُلوبنا منذُ الصِغر تُدمر هَاهُنا أمام أَعيُننا لم أستطع كَبح شَلالاتُ دُموعي لتلكَ المَناظر التِي تُدمرتْ، لم أَسَتطع ردع نَفسي أن أتَخبط بأحَرفي عنّها عن شُهدائها عن أحَرارها، وعن عَروسِ غَزة "شَيماء أبو العوف"
لم أسَتطع كَبح نَفسي لأكتبُ عنّها ردًا لتلكَ الرِسالة التِي أرسلها خَطيبها لها فَلمْ تَستطع الرَد.

السَلام على قلبُّكَ الطَاهر النَقي يا أنس، كيفَ حال أمان قلبِّي؟
كيفَ حالُ أرضي، وعينيّكَ؟
هَأنذا أخاطبكَ من الطرفِ الآخر، المَكان هُنا مُبهر لا أصَوات صَواريخ تُخيفنِي، لا رُعب هُنا، لا وُجود للإحِتلال هُنا، كَل شيءٍ آمن كَقلبّكَ تمامًا، لا تَبكِ يا أنس أنا لمْ أرَحل أنا معكَ وَحولكَ، ألمس قَلبّكَ بِيدكَ ستجدنِي هُناك في المَنطقة الآمِنة الوَحيدة في "قَلبك" هُنا أُزهر في عُمقكَ لم أَرحل.

كُنا نحلمُ سويًا بالحياةِ الهَادئةِ وبمنزلٍ دافئ، ذاتَ المَنزل الذي أَخذنِي منّكَ، تألمتُ كثيرًا كنتُ أبحث عن حياةٍ، لكن سطح مَنزلي وأركانهُ خارتْ قُواه فسقط عليَّ كَان يظنُّ أن جَسدي الصغير سيتحملُ ثقلهُ، لم أسَتطع فَهجرتهُ، لكني كنتُ أحاول تمكستُ كثيرًا تمنيتُ لو أنهُ كَابوس، استيقظُ وأرى سطحُ المَنزل شامخًا كَما كَان، ومَدينةُ الزيتون مُشرقة، وأنتَ تبتسم، ثُمَّ أزفُ بأكليلِ الوردِ إليّكَ، لا بَأس لا تَبكِ عينيّكَ اللؤلويِتين لأجلي أصبحتُ عروسًا لِغزة، هَا قد نَسجت لي غَزة ثوبًا أحمر مُرصع بالكرامةِ، مملوءًا بالحُب.

كُنت قد رسمتْ أحلامي، أَقصد أحلامنا تلك الرِياح الشيطانيّة دَمرت كُل شيء، لم تُبقِ لي خيطًا أتمسكُ بهِ بترت يدايَّ، أنتظرتكَ كثيرًا تَحت أشَلاء مَنزلي أنتظرتكَ لأخبركَ أنهُ لا داعٍ لتَخاف عليَّ الآن أصبحتُ حُرة وآمنة، لا تَيأس سَتأتِي اليَوم التي سَتُصبح بها مَديتنا أيضًا حُرة وآمنة مِثلي، حينها أَذرف دموعكَ فرحةً تَذكرني وابتَسم، يُستحال أن يَكون هذا الجَمال اسرائيلي، يُستحال أن تُهزم كل هذهِ البَراءة، حتمًا سَتأتي اليَوم التي ستُشرق الشَمس لأجلِ أرضنا حِينها لا تَنسانِي.

لو انك هُنا
لرايت عيناي تنظر بحب
وانفاسي تتزين بسعاده
وفمي يهمس بالحان
واقدامي تتراقص
ويداي تحتضنك

_ هاجر محمد

اولاً وثانيًا واخيرًا لاتنتظر مني ما لا أجده فيك.

أن تكون شخص حساس هذا أعظم عذاب نفسي يواجهك بحياتك.

تغافل لا يستحق صدرك ‏أن يكون ساحة معارك تافهة.

لا أحَد يستحَق أن يستحقَك مرتَيَن.