الله في مدينتي لا يجيد صنع البشر
البطاقات البريدية ضائعة
العناوين ترسم نهايتها برجليها
المترنحتين في الأفق
اللوحة الباردة تسترق النظر
لتحيل الصمت لأغنية
الطرقات الوعرة تشتهي المارة
الجند في مدينتي لا يجيدون الجلوس
مصابون بالقوالب الجاهزة
الكلمات الراكدة الماء على الخط
المقطوع
النمط على الهاتف المهجور
يفتقد سماعته المحروقة
الوطن في مدينتي
يحتاج لفكرة أو حجر يثير
الغبار على الجبل
او يسير على أصبعين من
الورق المطلي بقوانين
العطب
الثمن في مدينتي
على الميزان يقاس
بالدم
اللون الأحمر على أقمصة
العالم تخرجه
قصبات مداخنها
فتحيل الشفق لأرجوحة
حبل حمقاء
الأرض في مدينتي هوجاء
تقتات على الظلال
الطوب المباني الرثاء الجنائز
النقاء اللجوء التعفن
الخبز الطازج من أدمغة الرصاص
..
إن سخريتي لم تكن قط من الموت مهما كانت مسبباته فهو الحقيقة الوحيدة التي تراها بعينك وتؤمن به وتنصاع بين يديه، أؤمن بالموت كحقيقة وحيدة لا يمكن الالتفاف عليها وبكامل عظمته يظل الموت مجرد خيار يمكنك أن تختاره الآن أو يختارك مستقبلاً فالحقائق وحدها من تملك مقدرة الاختيار..
ولكن سخريتي للعقول التي تقفز فوق الواقع لتجعل من تمجيد الموت وامتهان القلق، والبحث عن المتعة في افتعال الحروب ثم الجلوس والنحيب بعدها على ما جرى، إن الأصوات المنافقة تعلو أكثر فأكثر تلك الأصوات التي لا تعرف أهمية القرارات البسيطة ..
نظريات سابقة ..

لطالما شكل القدر والتسليم والتسيير والتخيير كمشكل وحيد يتحرك فيه عقل الأصولي فيتجهد قليلاً في مجال حركي ضيق ليخرج بمقولتين يتفق عندها كل الأصوليين، وهي أن الإنسان مخير فيما يعلم مسير فيما لا يعلم ..
ولكن لترابط هذه المفاهيم كنت قد وضعت نظرية فعالة في الماضي لوضع القدر في قالب الممكن أو لوضعه في حيز المنطق وربط هذا المنطق بالدين كما يفعل العامة عندما يريدون إثبات كلية مقدرة الإله، وكانت أنجح فيما يخص الواقع من المقولات الجامدة المنقولة من شخصيات قد ساهمت بما تستطيع في تحريك ما هو ساكن (العقل الأصولي)، ولما يستفد هذا العقل من مجال التحركات التي صنعت لأجله فظل يستقي الإجابات المعلبة كما كان .

تقول هذه النظرية

"أن الحياة هي عدد لا متناهي من الخيارات داخل حدود متناهية "

مشكلة التخيير والتسيير :-

بناءً على ما سبق فالإنسان كلي الإختيار اذ يملك عدد لا متناهي من الخيارات التي يؤدي كل منها لمجموعة خيارات جديدة، فيقع في سلسلة متنامية من التشابك والتداخل تختتم بالموت .
والتسيير يكون فقط في موضعين الموضع الأول هو لحظة النشوء والموضع الثاني لحظة مفارقة الروح، فهذين الموضعين عصيين على الإختيار، ولكن يظل اختيار الحياة ممكناً حتى اللحظة الأخيرة وبهذا فالموت ما زال موضع تجاذب بين التخيير والتسيير ..

مشكلة القدر :-

إن القبول بالقدر كدزينة كاملة داخل قرطاس مقدس هو ضرب من الخيال، فالقدر هو نتائج مجموع الخيارات اللا متناهية التي ذكرناها سابقاً فهو كمجال كلي للإختيارات الممكنة التي تترتب عليها أحداث كنتائج وليس كأفعال، فإذن يكون الإختيار في هذا الحالة هو الفعل أو السبب ويمثل القدر النتيجة، ولا يتجاوز القدر هذا التعريف مطلقاً، فلا أقدار مطلقة خارج مجال الخيارات اللامتناهية.

التسليم:-

يقع الإنسان في فخ القالب الجاهز للقدر ولذلك يظن أنه غير قادر على تغيير الواقع، بالرغم أن هذا الواقع هو نتيجة لآلاف القرارات التي قد يختارها الإنسان بوعي أو بدون وعي منذ الطفولة فإذا أمتلك الإنسان القدرة على تصويب خيارات مرحلة ما قبل النضج الفكري وذلك بولادة إنسان يستطيع أن يختار _منذ المراحل الأولى_ خيارات فعالة فتسقط أسطورة القدر المسيطر ويسقط التسليم بعدها.

ما يواجه هذا النوع من التفكير أن العقل البشري لم يستطع أن يغطي أو يحصر اللامتناهي ولذلك لضعف مقدرته آنياً ، وبما أنه لا متناهي سلب وذلك لمحدوديتيه بين الوجود والعدم فسيكون من الممكن مستقبلاً حصر هذه الخيارات وبذلك سيتجاوز العقل أحد أعتى معضلاته ..
في النهاية التي يؤمن بها الجميع
سينام الأطفال بأمانٍ تلك الليلة
على أصوات هسهسة الجنادب
والقمر يطل من الشرق مغازلاً
وعاشقان تسترا
خلف همهة الإحتضان
يلملما حزنهما تحت الأشعة الفضية

في آخر الطريق درويشاً
تتصدع الرمال من حوله
والشفق المغادر للأفق يحمل
في طياته نهاراً طويلاً
من الأمنيات ..

الطرف الآخر يحمل ضجيجه
مجموعة همجٍ تترنح
تحت تأثير التهيج والهدوء
ويغنون للخرطوم أغنيات
العودة في هذه الليلة التي
تتغنج خلف أثواب "الهزاز"
مفتنون بوعود الاشتياق..

حينما يدرك الجميع معنى السلام
والانحناء للعاصفة
حينما تخرج الحروب من وجهها
المضطجر بالدماء وتغدو
أصوات المدافع نعيماً
والعصافير التي همت لتغادر أعشاشاً
محض أغنيات قديمة
وأساطير منسية ..

ستدرك الفاجعة أن الوطن
قد غادر وأبناء الأرض
ما باتوا هنا
والليالي التي قد حفها القمر
والاشعة الفضية والرياح
ذكريات أشباحٍ تفننت بالإعتداء

فعندما يبلغ الليل مداه
وفي سلم الحنين سيصاب القمر
بالإنخساف والنيل القرمزي
يغير مساره ليحتضن وحشته
سيدرك الفانون حينها أن الحرب
لم تكن يوماً طريقاً للحياة

سيستيقظ من نجا منهم
مصاباً بالتشرد و الضياع
يحمل في يده اليمنى بندقية
وفي يده اليسرى مصحفاً
وعلى أسنانه بقايا من الأرواح
تهرب في المساء ..

الصبح أين الصبح؟
قال قائلٌ منهم
والآخر يضع الخبز المتيبس
على فهمه
ان لم ندرك الليل ونحمله
معنا أينما سرنا
لن يدرك الصبح من نحن !

هكذا هم المتسولون
دائماً يظنون
أن بحكمتهم التي اكتسبوها
بقسوة الحياة سيصنعون واقعاً مغايراً

ستظل الخرطوم موحشة
والحرب موحشة
سيموت أضعاف من مات
وتغدو الديار خراباً
ستعيشنا الأيام والأقدار
والقذائف والرصاص ..
الهوامش التي على عقلي
مدججة بالخربشات
تميل المسافة قيد باب
من الوداع القديم

تتقافز في مقلتيك البقايا
الذكريات التشظي
النواح

تقامر في راحتيك
الثنايا
تباع الأرامل عند
حكم التجبر

تناظرك النوايا التي
قد تركت الرسائل المغفرة
تجرجر أذيالها بين عيني

المزاح الثقيل
النواقيس المهملة
البكاء العويل
التردي صعود الأماني
ارتخاء الطريق ..

رجوع الخطوط نحو
فخ التوهم
مسير الهوامش
ووقع التفتت
تغاضي النوازع

ملاذ التراقص ورؤيا
السياق
عواطف متسولة

شفافية الترابط
الأبيض والأسود
رمادية النهايات
تجاذب التراضي
بروز التخلق

..
تراجيديا

(1)

قارعة المنفى
معركة الزيف
أبوابٌ ترقص
في طربٍ

تذكرة من وصف
الريف
أصوات تقرع جرس
الزيتون

أنهار تغرق في الحلم
ألبانٌ تسكب في بحرٍ
زائقةٌ تنسف طعم التلمود

الخمر هنا في صدري
والمزن يصاحب حنجرتي
الظل يناسق مقدمتي
قاعةِ سقفٍ معروش

خاطبت الحرف الأول
من أسمي !
معركتي، قانوني
مكرمتي
هيبة نفس المشنوق

ناظرت السقف الغائر
ببهاء ينعت صاحبه
أأعرشك يعلو
مظلمتي !
تاريخي المغبور !

تغمرني أضواء المارة
أرواحٌ تعلو أرواح
سجل من غرف الزائر
أغطية الحبر
المسكوب !

أمنيةٌ في ورقٍ طائر
تحقيق العاجز للمعجز
أغنية الأعمى تتقافز
أغصان العبق المنثور!

(2)

الضوء الآخر سيدتي
طعم الموت بقربي
الموت الغائب مولاتي
أغنية التاريخ

في أقصى درك الفجر
بين الخيط الأول
للعجز
أنشودة نارٍ كاذبةٍ
قد بثت للروح ..

نافذتي بين يديك
قارئتي تعلو وجه الماء
أنفاسي بين الصدغين
أغنيتي دفء نزوح

وسوستي تغمر رفقي
همهمتي
زفراتي
هوسي بالموت النفاذ

ملحمتي في وأد
الحاضر
أخلاقٌ ترمى في وثنٍ
معجزة الماء الآثن
معزوفة سحرٍ براق

(3)

تأمرني بالنسيان
أأعرشك يعلو مظلمتي !
كفي الأسود
معصية الخلق الأول
في صورة شيطان !

أهواي الناجز في خلقك
وطريقي
قانون الليل السائد
محكمتي !

ثالوثي في خلق المثل
أشباهٌ يعبدها البشر!
ناقوسٌ في طرف المسجد
أغنيتي!!

أن تغفر لي !
ما هذا الحكم بحقي!
النار أليست اولى بي!
في ذاكرة الانسان!

تبعثني لأثير الريبة
لأعاود رسم الفقه
النقع الذكر
لأدندن في أذنٍ بالقرآن !

اغنيتي! محكمتي !
تاريخي!
في ظل الوهج الخافت
أسئلتي !
أأعرشك ما زال
يظلل مظلمتي!
يا مولاي!
كان الطين الذي خلقت منه صلداً
أو حجراً في رواية أخرى
أراد الله أن يرميني في باديء الأمر
ولكن تركني ليثبت القالب
..
ذاكرتي خربة
اشجاني
أطراف أحاديث سمراء

مسبحتي في الشط الآخر
والله يحرك
صوت غثاء

العالم يقطع
أنف المأذنة الصماء

لا شيء يداري الحيطة
أقوالي تبتز الواقع

نبراتي تحمل
كل أكف الصمت
وبين يديها يعلو صوت الماء

نافذتي تستعرض
خبث التلويح
أو التهريج
في لغةٍ عرجاء

تستنزف منطلق
العقل
الدين
وأقوال في معمعة الحاضر

بين خبايا تلعق
صدر الله

قال البعض يجاهر
معركة الحكم العابر
أطبعت فيك
ترنيمة كافر!

أتراقص لعنات
الجمع على دفتر
وتحاكم في الأنفاس
ألست بعاهر !

أتعبد دون الله
أخاطيط مقدسةّ
وتقدس في الرسم
شياطين الحاضر!

.......
في اليوم العالمي للصحة النفسية
عندما تربي طفلاً عليك أن تعلمه أن العالم مكان سيء للحياة، وأن أسوأ الكائنات ما يسمى بالبشر .

في اليوم العالمي للصحة النفسية
السبيل الوحيد للنجاة في هذا العالم هو العدمية فعليه أن تكون عدمياً أمراً لابد منه، فإن لم تكن عدمياً عليك أن تبلغ أقصى حدود اللا مبالاة .

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الموت والحياة خياران يتساوى عندهما الجميع وهما في حقيقة الأمر لا يختلفان فالحياة ليست أقل معاناةً من الموت والموت ليس خياراً سهلاً تتخذه حين استسلام ..

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الإيمان المرتكز على الخوف هو أضعف سبل النجاة فالمؤمن مأزوم يعاني من عقدة الحياة وعقدة التحضر ، يعيش في الماضي، فعليه أن تبني ثوابتك ومبادئك، فما بني على خوف تملأه التناقضات.

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الكتب المقدسة مكانها دور العبادة وليس مراكز العلاج النفسي.

...
ما بين وترين

ستظل علاقتي بالفن الغنائي السوداني ليست علاقة العارف بالسلالم الموسيقية ولا العالم بمضارب أحرفها ولكنِ متذوقٌ للكلامات فقط وأحياناً يتسرب لمزاجي الغليظ الرافض بعضاً من سحر الموسيقى وألقها !

وضعتني الظروف مجبراً للاستماع لمختلف الأذواق الموسيقية، تارةً لما هو شعبي وأحياناً لموسيقى مناطقية أو بلهجاتٍ محلية غارقة في البداوة من ذوي الأرواح النقية التي تملك في مداركها أنشودات لم تغرق بعد في وثن المدينة، ولموسيقى حديثة مرتبة متناسقة مشبعةُ بالانتظام ..

عدا القليل من الكلمات التي يعربد بها محمود أو مصطفى لم تكن نفسي تسول لي الاستماع لما هو خارج هذا الحيز الضيق، فمصطفى يمثل رمزية الثورة والخلود لدي، ومحمود يمثل رمزية الخروج عن المألوف وخرق العادة، وهذا والله لكافٍ لذوقي الموسيقي، ولتتمعن أذنيّ في رمزية الحياة من جانبٍ آخر .

لطالما كانت "الربابة" عند قبائل شمال وسط السودان تنحصر في شعر التباكي، وادعاءات المحبين ترتبط بالحزن في عمقها، وتتراقص مخيلتها في لب قضايا الخسران والضياع كما يعيش أصحابها، بين أكف التوهان الثقافي وهي تمثل انعكاسات مدى مخاييل الشعوب التي تمتزج بأغنياتها الرقيقة التي تنعم برفاهية الشوق والحب والفقد.

فكان أثرها على المدينة رقيقاً يبعث على الإلفة لحياة الريف، ومستمعيها يعيشون حالة حنينٍ مضطربة بين العودة لما هو قديم وعيش واقعهم، مصابون بحساسية الريف وصلادة المدينة، وأكثرهم اضطراباً أكثرهم استماعاً لتلك الأصوات الهشة التي تقفز بين ثنايا "الشيالين" تمر حادةً كنقرات قطعةٍ معدنية على آنية زجاجية.

في الآونة الأخيرة ومع ضعف الحركة الثقافية في المدينة وهشاشة الفكر وغياب الهوية تحركت "الربابة" جنوباً، نحو العمق، ولكن هذه المرة لم تكن ترتبط بالحزن، بل كان ما يمثلها أشبه بالضوضاء أو السعادة الهستيرية التي تخرج من مجتمع يعيش انحداراً نفسياً وتجاذباً حاداً بين سطوة الريف ورقاصات المدينة .

فلذا مهما كانت الكلمات التي يتغنون بها تتقمص الحزن ستظل هشة أمام ضربهم الهستيري للأرض ورقصاتهم الهوجاء وموسيقاهم المنحدرة ..
19/اكتوبر/2022

إنني أوجه نقداً لاذع لكلماتي
أحاول توجيه حروفي
لتكوين مفردات جديدة
لأخرج عن المألوف
لأخاطب مدى أبعد
أردت في باديء الأمر
أن أكتب عن جزيئات
مطاط أحبت أن ترقص
على شجرة
فصنع منها كرة قدم
وعندما ذكرت كرة القدم
شعرت بالغباء
وجلست أعاتب أفكاري
كم سيكون تافهاً ذلك النص
الذي يدور حول العشب
والقردة العليا التي
تطارد بطيخة
فتركت الفكرة معلقةً
في الجزء الداخلي
لرثاء نفسي ان تكبدت
عناء الإهتمام بها
في ليلةٍ ما أعجبت
بظل الجبل الذي
يقبع خلف قريتنا
أردت أن اتغزل
بصخوره وثباته
أن أبدي اهتمامي
برمزيته التاريخية
ولكنني تذكرت في
تلك الليلة
تفككت صخوره جراء
جريان الماء
أن تهزم بواسطة الماء
يالها من رمزية هشة
يتغنى بها القدماء
هذه الفكرة لا تصلح
إلا كأنشودة صفراء
لدراويش
يزورون قبراً
على سفح الجبل
كم هم أغبياء
هكذا جزمت ثم عقدت
العزم على الفكرة الأخرى التي
بجوارها
كانت لفتاة جميلة
تحب ممارسة الجنس بأعواد
الثقاب وتضع
على رأسها خماراً أسود
لا يظهر إلا عينيها
اهتزت حافلة الركاب
سقط من بين قدميها
سبع أعواد ثقاب
لم يعد الأمر مثيراً
في النهاية ستتوقف عن
إدخالهم وستدخل الموقد
فتركت الفكرة مرةً أخرى
لأكتب عن شيءٍ
أخرق
حذفت مدونتي السابقة
ألواني السوداء على الورقة
منضدتي المهجورة
وضعت المرآة أمامي
اتقمصني في صورة
رمالٍ
أغنية أخرى
تكرار الكلمات
قفزت مفرداتي المعتادة
-لما لا تكتب عن الله؟
لقد أكتفيت
-عن الوجود والعدم؟
طويت الصفحة
-عن الشيطان؟
قد كان أحمقاً
-عن الموت والحياة؟
كأصوات الآذان
-عن الصمت؟
ما جدواه
-عن أغنيةً أخرى وموسيقى عن الضوضاء؟.

سأتوقف عند هذا الحد
ما الجدوى؟

...
#واثق
أخشى أن اضع قصائدي في كتاب
ليس خوفاً
ولكنني لا أحب أن تصيبني لعنة
الكتاب .

لا أريد الا أن أكون حراً
لا هموم الناس تقيدني فأضع على
رأسي الخبز
لا أكتب يوماً عن حزنٍ يمشي
بين همومٍ تتعرى في حفلٍ
ماجن في نظر الرب

هلمو فلنكتب
هذا الأقصى ينادينا
والخرطوم تتنفس جثثاً
تتراكم لتغطي مجرى النيلين
لا تجذبني الأسفار الخربة
لا الأبواب الخشبية المهترئة

لا صوت يعلو فوق الحق
يقول أحدهم في الحقل
الضائع في نظر الكل
اتخشى أن تلعن !

الحق أقول أو الحق يموت
أو مات الحكام
ما الفرق !
اتولد كلماتي رهن الحالة
لا المعنى ! ..

ليقول العامة لعبتنا
ويصيح البعض
الحق هنا بين ثنايا
مسمار الصلب
أو في صحف تبني الهيكل
ينهار المنبر في رأسٍ
تنخره الأفكار

هذا الدين يراقص آخر
في لغة الدم
هذي النفس البشرية
كم تعشق لعنتها
فتحيل الصمت لطلقة

لا الحزن الأكبر يجذبني
مأساة العرب الأولى
ونواح الحُسن ببابل
وصوت يزيد الماجن

الأمر أني فقط أحب أن
أكتب لأمجد دهشاتي
وأراقص ذرات في زمن صفري
أو لأغادر أنفاسي
حين تسرقني إمرأة
تقتصر الموت الأول في خصرٍ ..

ولذلك في كتابي الأول
سأموت فقط !
أبحث عن هيئة تناسب
ما تنتعل خواطري
لا يمكنني ان اكتفي
بالقوالب الجاهزة
والظواهر بالغة المعنى
لا الجوهر يغنيني
عن التردد ولا ارتباطات
التداخل تمنعني من
معركة الوسم ..

او السخط الذي
يمارس نشوته في حضوري
الحياة الباهتة!
الطرقات الفارغة!
هذا التخبط!
والتسامي والغلو!
في القبو النائم في
صدري انشودة
جرف يترنح..

أن تمضي اللحظة
لتصير الفكرة لأبدٍ
يمارس سطوته
أو تغني
اللحظة افكاري .
ان انتج معتقداتي
لتناسب
قدري المحفوظ
بين أكف العنت ..

هكذا تتفانى جيناتي
بين أمزجة التشتت
والضياع
ما بين النص المسكوب
على الحرف
والدائرة التي تفقد مغذى
العودة.
..
(1)

هل يمكن لطائرةٍ ورقية
أن تحمل طفلاً
من جوف الحرب
لدغدغة الحب؟
طفلاً لا يملك بين يديه
سوى آلاف الطرقات
المنسية!

هل يمكن لأغراض
الشعر المعنية
أن تأخذ فقهاً آخر
لقصيدة فجراً
سمراء !

نزواتي بالحب الأبدي !
صرخاتي
في بؤبؤة الصمت
أن أعشقك
بين اشارات الطرقات
الحمراء !

(2)

فأقسمت بإسمك
أن الهفوة
ان ينسى الضوء
ما معنى الظل بقربك !

أو ان تمضي
كلماتي نحوك
تحملني بين أكف الفردوس
المنصوب على كتفك !

حين يميد الشوق
بنا في كأسٍ
يأخذ رشفته
الاولى من نسق
الفن المرسوم على
نبضك !

ان تغمرني في عزة
نفسي
معمعة الهمس
الساقط بمعنى الوحي
على اسمك !

(3)

أن يقف الكون
على حافته
يخاطب عقلاّ
ما هذا الحب بحقك !

أن تأخذني عيناك
على عجلٍ
بين قضايا الراهن
وأبواق الظلم المرمية
بين خبايا
الحق!
أن تعلوا لعبتنا
للسطح

وشرفتنا !
شرفتنا قد طلت للبحر
فهذا النفق الموصود
بحبك يكفيني !

لأمنح لعبتنا الفرصة
لأحيل الوقت
لأقصوصة
زمنٍ رمزية!
في باديء الأمر قد اخترت الفكرة
والقافية والكلمات
لكنني لم أجد الحس المناسب
لذا توقفت في السطر الأول
واعدت الكتابة حرفاً يمحو حرفاً
لا منطقاً يساورني ولا شوقاً
يخالط حرفي
لا كلمات مناسبة لتصف بلادي
إن آلهة الموت القديمة
تغزل شعرها في الشوارع
والله يغمض عينيه كل
صباح
وفي المساء نشارك جميعنا
في اللعبة .
يشارك بعضنا بالنسيان
والبعض بالسفر
والبعض بالرصاص وأصوات
البنادق منا من يشارك بالموت
الأفراح تنسج شراكها
والأهازيج التي مزجت على
خيالنا ترفض الرقص.
نخطط على الأرض مساراتنا
هذه ارضنا وتلك للأحياء
وهذه للذين يضحكون
على الجنب الأيمن للأموات
وفي الوسط نضع أصحاب البنادق
ثم نقتل بعضنا .
وفي الصباح يغمض الله عينيه
في هذا النهار
قد زارنا الأنبياء
"محمد" على ناقته
و"إيليا" يقود عربته النارية
على رؤوسنا
و"موسى" يطأطأ عصاه على
النيل .
في هذه الأرض التي
جفت
يقول الجميع بصوتٍ بديع
"تبدو أرضً خصبة لزراعة الجثث"
ثم نصحو اليوم !
ونصحو غداً
وتبدو الأرض حمراءً كما بدت
دوماً
الأنبياء هنا
والله يغمض عينيه كل صباح !
13/مارس/2023

في الصوتِ الغافلِ عن ذكرك
تجدني

والأغنيات التي ترقصُ على
أنغامها اترنحُ

تسكرني المواقفُ الرمادية
الإعتقادات الباطلة

والنظرات الحائرةِ في وجوه
الذين يكتشفون
بعد أن عاثوا عمراً طويلاً
أن كلِّ ما يؤمنون به من مسلمات
محض أنشودةً دينية
يتغنى بها بعضُ الهمج

تجذبُني العوالقُ على الثيابِ
المتسخةِ لمن ظنوا أنَّهم
خارج الأسوارِ ولكنْهم
أحاطوا أنفُسَهم بها من جديد

النواقيسُ التي تتزحزح
كلما اضطرب إيمانُ أحدهم

المؤذن الذي يصدح في المحراب
ثم ينام عن الصلاة

أصواتُ المصلين الخاشعة
يحيطون أنفسهم
بأكذوبة الترفع
ووهم الإستجابة

الذين يضمون ألسنتهم
بالتضرع

الأوهام على شاكلة
التخلي

الهروب من المواجهة
الدوائر الخالية من
الراقصين

تثيرني فكرة أن الجميع
على خطأ

الأنبياء مرضى التوقع
الشياطين لا تعي نقاءها
وأن الله لم يدرك
غفلته
...
المراكب التي على النيل
أغرقتها ألسنة الفراغ

الخطوات التي تركت عليها
تغطت بالتراب

الحبيبان اللذان كانا يسترقان
القبل أعترتهم المسافات

الرصاص عزاءها الوحيد
الموسيقى أصابتها الوحدة

الطرقات حمراء
أينما تلتفت

نوافذها أعين قد أطلت
على
"شارع النيل"
فتغذت بالدماء

النوافذ التي تسمرت
لعنتها الحروب

المراكب التي على النيل
تصدح بالوحدة

الأرواح تصر على الأبواب
تآنس لوعة "المعديات"

النهايات التي تطل في
الأفق تشهد بكاء السفن

"الخرطوم" جنازة الرياح
التي لم يبكها سوى الخشب!
..
2024/05/14 11:25:30
Back to Top
HTML Embed Code: