Telegram Web Link
-" أحمق! .. كان يجب أن تسترخي!.. لا تشد نفسك . تصرف كأنك كنت تفعل هذا طيلة حياتك!"
الاسترخاء!.. هذا الفن الذي لم أستطع قط فهم مفاتيحه ولا ممارسته بنجاح، لكن من الواضح أنك لا يمكن أن تفعل أي شيء في هذا العالم من دونه، أنا من الطراز العصبي الذي لا ينام قبل أن ينهض عشرين مرة ويشد سروال منامته على بطنه عشر مرات، ولو وجد تجعيدة واحدة في الملاءة فهي النهاية.. لا أجلس للقراءة إلا وأسعل عشرين مرة وأنهض ألف مرة.. شخص مثلي لا يُمكن أن يسترخي..
يقولون لي:
"مشكلتك هي أنك لا تسترخي بما يكفي.. لو فعلت هذا لحملك حتى الماء"
سأقول
لك شيء
في غاية الغرابة،

هل تعرف رغم كل الذين أحبونني وأحببتهم، كنت أنا دائمًا الطرف الأكثر حبًا لهم، أقصد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أقدم أشياء صادقة، أقدم أشياء ربما لا يعرفون قيمتها الا بعد نهاية علاقتنا، هم رائعون في البداية كـ الجميع كلهم رائعون في البدايات، الونس، الأمان، الردود الطيبة والشغف، أما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذة الخطوة، تمنيت لو أنني التقيت بـ شخص لا يمل مني، شخص يجيد التعبير عن مشاعره أفضل مني، بالكلمات، بالأفعال، بالأشياء البسيطة التي أحبها، فقط البدايات رائعة في كل شيء، لكن الوقت يُبرد مشاعرهم، الوقت يكشف أن أقترابهم مني كـان بدافع الفضول او مجرد نوبات احتياج فـ تعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها، لم يحدث يومًا ووجدت من تغير لأجلي، من حاول وضحى ليبقى بجانبي.

دوستويفسكي # الجريمة والعقاب
الشيء الذى لاحظته فى معظم حوادث التحرش، هو أن رجل الشارع يتصور أن التحرش بالمرأة واجب ديني يقربه من الله.. يجب أن ( تُعاقب ) لأن ثيابها خليعة.. فإن كانت ثيابها محترمة فيجب أن تعاقب لأنها خرجت من البيت.. وهذا ما يبررون به تحرشهم بالمحجبات والمنقبات.. العقاب ستقوم به أنت، وهو يتمثل فى امتهانها وبعثرة كرامتها وجمش ما تصل له يدك من جسدها. هناك سبب لا يقوله أحد هو أنهم يتحرشون بها لأنها امرأة..هذا سبب كاف.. إن كراهية المرأة (الميزوجينية) واحتقارها شيء ثابت لدى رجل الشارع اليوم.

هكذا نجد ظاهرة أخرى غريبة لا نقابلها إلا فى مصر: التحرش الذى يعتقد صاحبه أنه يؤدى واجبًا دينيًا. كل سائحة تأتى لمصر تعرف أنها إذا مرت أمام رجال فسوف يزنونها بأعينهم ويسبونها أقذع السباب بالعربية التى لا تفهمها، وفى الوقت نفسه يشعرون أنهم قاموا بما عليهم دينيًا.

لم أعد أفهم الناس فعلاً.. كل هذه التناقضات الغريبة والادعاء وخداع النفس… تعبت.. ثقتى عالية بالشباب المثقف المتزن الذى قام بالثورة.

#د_أحمدخالدتوفيق
#اقتباسات_من_روائع_الادب
لن يتغيروا أبدًا
"المرأة الخیالیة أو الحالمة ھي الجحیم ذاته..لأنھا لن تجد من تبحث عنه أبداً..لن تجد فارسھا وسوف تكتفي بتعذيب البائس الذي رضیت به.."🙄🕊

- أحمد خالد توفيق
الآباء الغارقون بالعرق ذوو الكرش، الذين يعودون من العمل ظهرًا ومعهم بطيخة وجريدة.. يتوارى الصِّبْية ذعرًا في غرفهم لأن هذا هو وقت تنفيذ الأم لتهديدها المخيف (هاقول لأبوك أما ييجي).. لا بد أن يُشرف على ذبح البطيخة كأنه يؤدي طقوسًا كهنوتية ما، ويتأكد بنفسه من أن البائع لم يخدعه، يجلس ليلتهم الغداء في نهم وينهيه بكمية هائلة من البطيخ، ثم يدخل لينام وقت العصر.

لو لم تكن عندهم ثلاجة يتأكد من أنه دفن السكين في نصف البطيخة وغطاها بمنشفة حتى لا تشمها الشمامة.. لا أحد يعرف كنه الشمامة بالضبط؛ لكنها كائن سام يحب البطيخ جدًا.

عندما يصحو عند المغرب لن يذهب لأي عمل لأن الراتب يكفيه، بل سيجلس -بالفانلة الداخلية وسروال البيجامة الكستور- في الشرفة نصف المظلمة على الأرض يشرب الشاي بالنعناع.. لديه مذياع صغير يفتحه ليسمع آخر أخبار الجبهة، ثم يعلن نظريته العميقة:
ـ"إسرائيل تنوي شيئًا ما.. أنا متأكد من ذلك.."ـ

فتدعو زوجته على إسرائيل.. وهكذا ينتهي الجزء السياسي من السهرة.

من مكانه هذا يدير شئون الأسرة ويصدر تعليماته.. جبل من المسئولية والثقة والهيبة. بعد هذا قد يدخل لينام ثانية أو ينزل ليقابل أصدقاءه في المقهى، أو يذهب للعزاء.. هناك دائمًا شخص مات في مكان ما، ولا بد من العزاء فيه.

هذا الأب يجيد كل شيء؛ إصلاح الصنابير التالفة، وتغيير فتيل المنصهر، وإصلاح لعبة الولد الزنبركية، وتغيير سلك المكواة.

أليس من الخسارة أن ينقرض هذا النوع أيضًا؟

#د_أحمدخالدتوفيق
#اقتباسات_من_روائع_الأدب
#Hana
كائنات مهددة بالانقراض
“أكره أن أبدد السعادة بالكلام عنها .. إن التعاسة بطبعها تغري بالكلام .. كل القصائد والقصص يكتبها أشخاص تعساء أرادوا - بكرم نفس - أن يتقاسموا تعاستهم مع الاخرين .. وهناك في غرفهم الموصدة، يجلسون في المساء و يلتهمون شطيرة من الطعمية ويشربون كوبًا من الشاي الثقيل .. تتصاعد الأبخرة إلى أمخاخهم فيمسكون القلم ليكتبوا : كم نحن تعساء لا أحد يفهمنا في هذا العالم الشرير .. نحن نواقيس تدق في عالم النسيان ..

أما السعادة فلا أحد يكتب عنها .. نحن نعيشها في جشع ولا نشارك فيها أحدًا ..” .

#دأحمد_خالد_توفيق
#سافاري
"عندما تصير المُبصِر الوحيد وسط العميان تعرف أشياء مُروِّعة بحق.. وهذه المعرفة باهظة الثمن.. إنها تساوي حياتك نفسها."

#دأحمد_خالد_توفيق
#في_ممر_الفئران
قال:
أنا مُرهق، ظللتُ أتكلّم قُرابة الربع قرن بلا توقف.. حكيتُ أشياءً كثيرة وهناك أشياءً أكثر لم أحكها بعد.

لقد تعبتُ وأشعر أن كتفيَّ يزنان عدَّة أطنان، لكنهم يطالبونني بالمزيد.. أولئك الذين ارتبطوا بي وارتبطت بهم وأشعر بنوعٍ من المسؤولية تجاههم.

أنا أحمد خالد توفيق، أستاذ طب المناطق الحارة بجامعة طنطا وكاتب أدب الرعب الذي يتعشَّم أن يكون على مدار تلك السنوات قد أسهم -ولو بحرف- في تشكيل وعي وثقافة هذه الجيل.. جيل الشباب. لأجلهم سأحكي ♥️
(( أما أنا فأريد يُكتب على قبري " جعل الشباب يقرأون " .. أقول أنني لست آخر من يكتب .. هناك الكثيرين غيري وانا لست النهاية أبداً .. لكن الفكرة هي أنك صرت مدمن كتاب .. لأنك ستشعر في وقت من الأوقات أن هذه الروايات لم تعد تصلح لك ، أي أنك ستزهدني مثلا على سن 25 ، 26 .. وتبدأ دخول عالم آخر معقد تجد فيه نفسك وتجده متفقاً مع ميولك .. كل مرحلة عمرية ولها كتاباتها . ))

الذكرى الثالثة لوفاة الدكتور أحمد خالد توفيق

توفي في 2 أبريل 2018م

أول كاتب في عربي في أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والخيال العلمي، والفانتازيا

قدم للادب ستة سلاسل للروايات هي
ما وراء الطبيعة، فانتازيا، سافاري، www، رجفة الموت، وروايات عالمية للجيب.........
وصلت إلى ما يقارب 236 عددا
وعدد كبير من الروايات والمجموعات القصصية و المقالات

رحم الله الدكتور أحمد خالد توفيق فقد
كان له تاثير كبير في تشكيل وعينا، وطبيعة نظرتنا للاحداث
#د_أحمد_خالد_توفيق
لـ د أحمد خالد توفيق
(( أما أنا فأريد يُكتب على قبري " جعل الشباب يقرأون " .. أقول أنني لست آخر من يكتب .. هناك الكثيرين غيري وانا لست النهاية أبداً .. لكن الفكرة هي أنك صرت مدمن كتاب .. لأنك ستشعر في وقت من الأوقات أن هذه الروايات لم تعد تصلح لك ، أي أنك ستزهدني مثلا على سن 25…
أعبر المساحة الخالية حتى أبلغ جدار المقبرة، وأسمع صوت أحدهم يتلو آيات قرآنية ..
الريح تصفر فى أذني فتتطاير الأوراق.
للمقابر جو كئيب ولكنه مهديء للأعصاب كأنه يذكرك بالاستقرار الأخير للمادة القلقة فينا ..
السلام النهائي ..
هذه هي الكلمة المثلى ..
أرى من بعيد المقبرة التي أقصدها ..

د.أحمد خالد توفيق
تلك المدينة
لـ د أحمد خالد توفيق
أعبر المساحة الخالية حتى أبلغ جدار المقبرة، وأسمع صوت أحدهم يتلو آيات قرآنية .. الريح تصفر فى أذني فتتطاير الأوراق. للمقابر جو كئيب ولكنه مهديء للأعصاب كأنه يذكرك بالاستقرار الأخير للمادة القلقة فينا .. السلام النهائي .. هذه هي الكلمة المثلى…
"وداعا أيها الغريب
كانت إقامتك قصيرة ، لكنها كانت رائعة.. عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا
وداعا أيها الغريب
كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندي قبل شروق الشمس.. لحنا سمعناه لثوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا و قلنا أننا توهمناه
وداعا أيها الغريب".. .
هذا أدق رثاء يليق بالراحل.. كتبه بنفسه لأحد أبطال رواياته، وهو اليوم يليق به.
دكتور #أحمد_خالد_توفيق
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
لمن يسال من هو (العراب)
أحمد خالد توفيق
ولماذا أستحق هذا الاسم

ما الفضل الذي كان له على عدد كبير من هذا الجيل في مساحة بحجم الوطن العربي
لـ د أحمد خالد توفيق
(( أما أنا فأريد يُكتب على قبري " جعل الشباب يقرأون " .. أقول أنني لست آخر من يكتب .. هناك الكثيرين غيري وانا لست النهاية أبداً .. لكن الفكرة هي أنك صرت مدمن كتاب .. لأنك ستشعر في وقت من الأوقات أن هذه الروايات لم تعد تصلح لك ، أي أنك ستزهدني مثلا على سن 25…
للأبد ؟
ـ ماذا ؟
ـ سنظل نتذكرك للأبد ؟
ـ حتى تحترق النجوم وحتى ..
تفنى العوالم ..
حتى تتصادم الكواكب، وتذبل الشموس ..
وحتى ينطفئ القمر، وتجف البِحار والأنهار ..
حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي..
حتى يعجز لساني عن لفظ اسمك..
حتى ينبض قلبي للمرة الأخيرة ..

فقط عند ذلك ربما أتوقف
ربما ..



رفعت أسماعيل ل ماجي(ما وراء الطبيعة)

ومن القراء الى العرّاب
إن كل إنسان مهما صغر شأنه يحوى طاقة روحية إنسانية يمكنك أن تحبها متى دنوت منها ، صحيح أن هناك أناسا ميئوسا منهم لا يمكن أن تحبهم مهما فعلت ، هؤلاء هم أغبياء الروح ، أصحاب الأرواح المغلقة.

أحمد خالد توفيق
حجة اللئام

كانت تلك الطبيبة غاية في الثراء، فلابد أن أهلها يملكون إحدى جزر الأوقيانوسية بِمَن عليها من بشر. وهذه الأسرة تملك نفوذًا هائلاً، من الطراز الذي يسترد رخصة القيادة بعد خمس دقائق لو جرؤ رجل مرور على أخذها أصلاً، ويمكنه أن ينهي إجراءات تجديد الرقم القومي في صالون البيت على طريقة (عريس من جهة أمنية)، ولديها حشد من أونكل فلان وأونكل علاّن الذين يمكنهم أن ينهوا أي مشكلة بمكالمة من طراز (والله واحشنا يا بيه).. وأي كلام تتكرر فيه كلمتا (يا بيه) و(يا باشا) ألف مرة.

أشهد أن تلك الزميلة لم تستغل نفوذها قط.. أو على الأقل لم تفعل هذا أمامي. لكن كان معروفًا أنها تمقت أن يسدي لها أحدهم الأوامر بجفاف أو يتعالى عليها، حتى مدير المستشفى نفسه. وقد أدرك رؤساؤها أنها لا تهاب أحدًا ولا شيئًا، لذا كانوا حذرين معها.. أدركوا أن المعركة معها قد لا تأتي بالنتائج المرجوة، لأنك على الأرجح ستُسحق في النهاية أمام نفوذها. يعني ستفعل وتقول ما تريد، ولو حاولت أن تعاقبها فلسوف تتدخل جهة أعلى لترفع العقاب وتعاقبك أنت. لهذا تركوها في سلام وراحوا يمارسون وقاحتهم وسُلطتهم على من هم أصغر شأناً أو أفقر أو أقل نفرًا.. هناك أشخاص صالحون جدًا لممارسة السادية عليهم، ممن نسميهم (بلا ظهر)، فلا تحرج نفسك مع هذه. حتى لو لم تجد أشخاصًا أضعف منك يمكنك دائمًا أن تركل القطط في الأزقة.

كانت الحاجة زينب مريضة في القسم، في الستين من العمر، فقيرة كقطط الشوارع، وحيدة كسمكة المقاتل السيامي، مريضة كالمرض نفسه.. ثياب ممزقة رثة، ومرض عضال اسمه تصلب الجلد Scleroderma أدى لتساقط أناملها كمن أصيب بالجذام، كما أن كبدها لم يكن على ما يرام...

ذات يوم كانت الطبيبة مشغولة جدًا فلم تقم بالمرور على هذه الحالة، ويبدو أن العجوز طلبت منها أشياء فلم تفعلها. كانت الطبيبة تجتاز الممر عندما ظهرت الحاجة زينب لتقطع الطريق أمامها، ثم راحت تلومها بكل ضيق خُلُق الشيخوخة المعهود.. لقد تعالى صوتها حتى سمعه الجميع، وشتمت الطبيبة وأهانتها مرارًا.

فوجئتُ بالطبيبة الثرية التي لا تطيق ربع كلمة من مدير المستشفى والتي يرتجف الرؤساء لدى رؤيتها، فوجئت بها تطرق برأسها في خجل وندم وتكرر:

ـ"أنا آسفة يا أمي.. سامحيني"

المريضة بأناملها المبتورة التي ينزُّ منها الصديد تمسك بذقن الطبيبة حتى لا تطرق برأسها، وتستمر في توبيخها بقسوة.. بينما الأخيرة تكرر الاعتذار بلا توقف وقد احمر وجهها.. في النهاية تدخلتُ وتدخلَتْ بعض الممرضات لإنهاء هذا المشهد السريالي، وتلقت المريضة بعضًا من الشتائم بدورها، بينما الممرضات يعدنها لفراشها في العنبر..

هزَّني هذا المشهد كثيرًا وظللت أجتره ليلاً نهارًا. من المفهوم أن يحمل الناس قدرًا من العدائية والحسد تجاه الطبيبة التي تملك كل شيء. كان بوسعها نسف المريضة أو طردها في أي لحظة، لكنها أدارت لها خديها تصفعهما كما تشاء، لسبب بسيط: هو أن العجوز لا تستطيع عمل شيء على الإطلاق ومعدومة الحيلة تمامًا. الحقيقة أن الطبيبة لم تكن بهذا السوء وقد تبدل رأيي فيها مئة وثمانين درجة. فيما بعد سمعتها تقول للطلاب بلهجة تقريرية:

ـ"شعارنا يجب أن يكون: جزمة العيان فوق راسك.. لكن اضرب قرايبه بالجزمة!".

والحقيقة أن أقارب المرضى غالبًا ما يكونون كائنات مزعجة حشرية، وكل طبيب يعرف الطريقة المثلى للتخلص منهم: "نريد متبرعين بالدم لقريبكم!". عندها يتبخر الحشد المتحمس المحيط بالمريض.

موقف هذه الطبيبة يذكرني جدًا بآية سورة الفتح: "أشداء على الكفار رحماء بينهم". صحيح أن الرؤساء ليسوا كفارًا لكن المبدأ قريب جدًا من هذا. كلنا ضعيف، متراخ، وديع كالأرنب مع رؤسائه أو القادرين على إيذائه، بينما هو قاسٍ، وقح، صارم مع من هم أضعف منه. المعجزة الحقيقية وذروة النبل هما أن تصير ضعيفًا وديعًا مع من تقدر على إيذائهم وتدميرهم، بينما تعامل الرؤساء بكبرياء وكرامة ولا يطالبك أحد بأن تكون قاسيًا وقحًا!. على طريقة دروس اللغة العربية للصف الأول الثانوي، نقول إن الدرس المستفاد هنا هو: بعض الناس قد يكونون أفضل مما تظن.

الدرس الثاني المستفاد من هذه القصة أن الحلم يكون نبيلاً فعلاً عندما تستطيع ألا تكون حليمًا. هناك بيت شعر جميل للمتنبي يقول:

كل حلم أتى بغير اقتدار.. حجة لاجئ إليها اللئام

أنت تخاف فلانًا ولا تقدر على أن تؤذيه، لذا تتخذ شكل الحليم الذي غفر للكون ذاته، وكم من مرة تورطت فيها في مشاجرة مع شخص عالي الصوت وقح، فظللت صامتًا. بعد المشاجرة تقول لمن شاهدوك:

ـ"أردت ألا أخطئ.. ظللت صامتًا وتركته يخطئ.."

لكنك في الحقيقة تتمنى لو مُنحت الفرصة لأن تخطئ، وأن يعلو صوتك أكثر من خصمك.
ثمة وكيل نيابة من معارفي- وهو شخص نبيل نادر الطراز - تعرَّض منذ أعوام لموقف سيء؛ إذ ترجل من سيارته أمام مقر النيابة. فتح سائق سيارة أجرة الباب بعنف فأسقطه أرضًا. نهض صاحبنا ووجَّه للسائق لومًا خافتًا من طراز (خذ – الحذر – لو سمحت) لكن سائق الأجرة، الفظ، الذي أخذته العزة بالإثم لم يكن مستعدًا لأي لوم من أي نوع، فانفجر في أداء مذهل من الشتائم والإهانات، مع سيل من ذكر عورات الأمهات. لم يفهم الحقيقة. لم يصدق ما اقترفه إلا عندما خرج رجال الشرطة من البناية يقيدونه ويوسعونه ضربًا لأنه أهان "الباشا"، ثم يجرونه إلى المكتب جرًا. قال لي وكيل النيابة – وأنا أثق بصدقه – إن السائق راح يبكي كالنساء ويلطم خديه طالبًا الرحمة. وجَّه له وكيل النيابة بعض اللوم والتقريع ثم سمح له أن ينصرف وهو مذهول.

كل حلم أتى بغير اقتدار.. حجة لاجئ إليها اللئام. وقد كان وكيل النيابة المذكور مقتدرًا.

د.أحمد خالد توفيق
2015-08-05
اليوم الجديد
ماذا تعلمت من كل ما مررت به ؟ .. تعلمت أنني لم أتعلم شيئاً .. ولو أن عمري غدا عشرين عاماً لفعلت نفس الأشياء واقترفت ذات الأخطاء .. وقلت ذات التفاهات .. إن التاريخ يعيد نفسه لسبب واحد .. هو أننا في كل مرة نتوقع أنه لن يعيد نفسه و أن الأحداث ستأخذ مجرى جديد.

#د_أحمد_خالد_توفيق
مأساة الحياة هي أن عليك الإختيار بين الأغبياء حسني النية طيبي القلب ، و بين الأذكياء الخطرين كالأفاعي .

د.احمد خالد توفيق
خيبتنا الحقيقية فى عصرنا اننا بلا مقياس وبلا حدود و بلا ضابط وبلا رابط .. ندخل المعركة لا نطلق فيها اى طلقة و نسميها ام المعارك .. ندوخ دوخة الارملة ثم نعلن اننا كنا على موعد مع القدر .. ترتفع الاسعار كل يوم فى بلادنا لتصل لارقام فلكية ثم نعلن اننا دخلنا عصر الرخاء .. نأكل ضربا لا يأكله حرامى فى مولد و نصدر عملة عليها علامة الانتصار .. تقوم مظاهرة فى مدينة صغيرة فنضربها بمدافع الميدان ثم نتهم المشاركين فيها بالخيانة .. و نؤكد ان كل فرد فى المظاهرة حصل على عدة ملايين من الدولارات مع ان اغلب المشتركين فى المظاهرة ينامون من غير عشاء .. واى معارض لنا نتهمه بالخيانة و كل من يخالفنا الرأى جاسوس و كل من ليس معنا فهو ضدنا .. وليس فى الدنيا اصوب من احكامنا ولا احكم من قراراتنا ولا اشرف من اخلاقنا ولا اطهر من ارومتنا

#محمود_السعدني
#حمار_من_الشرق
أنا لم اتغير.هم من تغيروا

هناك ناقدة أمريكية كانت تحب فيلم: ذهب مع الريح.. وشاهدته عشرات المرات. فجأة شاهدته عندما تقدمت في العمر.. أثار دهشتها أنها لم تنفعل وبدا لها سخيفًا مفتعلاً، وكتبت تقول: الفيلم تغير !.. لم يعد نفس الفيلم الذي كنت أشاهده قديمًا
هذا هو السؤال الأبدي الذي يطاردك عندما تكون في سني: هل الحياة قد ساءت حقًا أم إنني لم أعد كما كنت؟

في صباي كنت أسمع أبي لا يكف عن استعادة ذكريات صباه.. كانت الدجاجة بحجم الخروف والخروف بحجم ديناصور ترايسيراتوبس، وكانت للأزهار رائحة حقيقية.. زهرة واحدة كانت تغمر بالشذى حيًا كاملًا من أحياء دمنهور - حيث ولد- دعك من الفراولة والتفاح.. كان يمكنك أن تعرف أن هناك من ابتاع نصف كيلو تفاح أو فراولة في دمنهور كلها؛ لأن الرائحة تتسرب لكل شيء.. كانت الأغاني أعذب والفتيات أجمل والأفلام أمتع والبشر أنقى..
كنت أستمع - أو أسمع- لهذا الكلام في تأدب، وإن كنت أنقل قدمي مائة مرة في ملل أخفيه. وقد بدا لي خيطًا لا ينتهي من كلام الشيوخ المعتاد: هي الفراخ بتاعتكم دي فراخ؟.. دي عصافير.. كنا بنشتري عربية وفيلا ودستة بيض بنص ريال.... إلخ

حدثني أبي عن أفلام عصره وعن إيرول فلين المذهل وجيمس كاجني العبقري و... و... على الأقل صار بوسعي اليوم أن أرى هذه الأفلام كدليل لا يُدحَض، فلا أرى فيها أي شيء خارق.. التخشب الهوليودي المعتاد والكثير من الافتعال..

نقّبت عن نقاء الناس في ذلك العصر، فقرأت عن ريا وسكينة النقيتين، والبواب النقي الذي اغتصب طفلة في الثالثة من عمرها عام 1933، والفنانة النقية التي ضبطت زوجها النقي مع الخادمة النقية في المطبخ ليلة الدخلة!
وماذا عن الفنان النقي: فلان.. الذي اقتحم مكتب الناقد الذي لم يرُقْ له فيلمه الأخير شاهرًا مسدسه؟ كان هناك حي دعارة شهير جدًا في طنطا اسمه: الخبيزة.. واليوم صار سوقًا شعبيًا محترمًا.. فأين هذا النقاء إذن؟

لكن أبي - رحمه الله- عاش ومات وهو مؤمن بأن الحياة قد صارت سيئة، كأنها صورة صنعت منها نسخة تلو نسخة تلو نسخة حتى بهتت ولم تعد لها قيمة..

اليوم أنظر أنا بدوري إلى الوراء فيبدو لي أن الحياة كانت أفضل في صباي بكثير. قلت لابني إن الأغاني في عصري كانت أعذب والفتيات أجمل والأفلام أمتع والبشر أنقى... أرغمته على مشاهدة بعض أفلام السبعينيات على غرار الأب الروحي وقصة حب.. فشاهدها وقال لي بصراحة إنها زي الزفت. أغاني البيتلز والآبا والبي جيز (خنيقة) جدًا في رأيه.. ولم يحب أية أغنية من أغاني وردة الجزائرية الحارقة في أوائل السبعينيات مثل: حكايتي مع الزمان واسمعوني.. طبعًا لم أحاول أن أسمِعه أم كلثوم فأنا لست مجنونًا.. لن يفهمها ولو بعد مائة عام..
قلت له في غيظ إنه بعد عشرين سنة -أعطاه الله العمر- سوف يُسمع ابنه أغاني شاجي وإنريكي إجلسياس وفيرجي ويعرض عليه أفلام: الرجال إكس والفارس الأسود.. لكن الوغد الصغير سيؤكد له أنها زبالة، إلا أن ابني لم يصدق.. يعتقد أن الأخ شاجي خالد للأبد..

نعم كان لرمضان رائحة وحضور في الماضي.. كانت هناك رائحة مميزة للعيد.. تصور أن عيد الثورة كانت له رائحة؟ كان قدوم الربيع يعلن عن نفسه مع ألف هرمون وهرمون يتفتح في مسامك، فتواجه مشكلة لعينة في التركيز في دروسك والامتحانات على الأبواب، بينما الحياة ذاتها قد تحولت إلى فتاة رائعة الحسن تنتظرك..

أذكر يوم شم النسيم وأنا في الصف الثالث الإعدادي، أمشي في شوارع طنطا التي مازالت خالية في ساعة مبكرة، مزهواً بنفسي أوشك على أن أطير في الهواء، وأتمنى لو عببت الكون كله في رئتي.. بينما المحلات تذيع أغنية حفل الربيع التي غناها عبد الحليم حافظ أمس: قارئة الفنجان.. تصور أن الأغنية مازالت طازجة ساخنة خرجت من حنجرة الرجل منذ ساعات لا أكثر. للمرة الأولى أسمع: بحياتِكَ يا ولدي امرأة.. عيناها سُبحانَ المعبود..

أنا شاب.. لقد كبرت.. لن تتغير هذه الحقيقة.. الغد أفضل بمراحل.. الكون كله ينتظرني.. سوف أصير أمين عام الأمم المتحدة وأتزوج راكيل ويلش وأفوز بجائزة نوبل في الأدب، وفي وقت فراغي سأمارس هوايتي في إجراء جراحات الجهاز العصبي.. هذا قد يضمن لي جائزة نوبل أخرى.. من يدري؟ قد أصير أول رائد فضاء عربي.. بالمرة، ولسوف أصير وسيماً أشقر الشعر أزرق العينين.. لا أدري كيف.. يجب أن تكون في الخامسة عشرة لتفهم..

نعم.. لم يعد شيء في العالم كما كان.. أبتاع الفراولة وألصق ثمارها بأنفي وأشم بعنف.. لا شيء.. لو حشرت ثمرة منها في رئتي فلن أجد لها رائحة. ماذا عن التفاح الذي لا تقتنع بأنه ليس من البلاستيك إلا عندما تقضم منه قطعة؟ عندها تحتاج لفترة أخرى كي تقتنع أنك لم تقضم قطعة من الباذنجان.. أين ذهب جمال الفتيات؟ ولماذا لم أعد أرى إلا المساحيق الكثيفة، حتى تشعر أن كل فتاة رسمت على وجهها وجهًا آخر يروق لها؟
2025/07/07 10:13:18
Back to Top
HTML Embed Code: