Telegram Web Link
‏أنا حزينٌ، لأنني توقفت عن حب الأشياء التي كنت أحبها, لأنني لا أستطيع ممارسة أي نشاط بشغف, لأن حياتي كلها عبارة عن إكراه، لأن السفن لاتسير كما تشتهي الرياح، لأن الأحلام تبقى مجرد أحلام ولا تتكرر مجدداً, لأن الواقع عبارةٌ عن جحيمٍ لا مهرب منه.“

-أحمد خالد توفيق.
"أمضيتُ أربعين سنةً في دراسة نفسية النِساءّ ،
فلم أتوصّل بعدُ إلى جوابٍ للسؤال الأكّبر،

ماذا يُرِدْنَ بالضبط؟."

سيغموند_فرويد
معنى الصداقة هو أنني – تلقائيّاً – أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي.

أحمد خالد توفيق
إن (عادل) نذل.. الكل يقول هذا عنه.. أمه وأخته وأخوه.. كلهم يعرفون أنه نذل وصاحب مصلحة وأنك متى احتجت له لم تجده. يحاول (عادل) أن يزيل هذا اﻻنطباع ويبذل مجهودات عنيفة، لكنه ﻻ يظفر إﻻ بعبارة : "برغم أنه نذل فمن الغريب أنه مفيد أحيانًا.."

أصيب أخوه في حادث مروع، ونقل إلى المستشفى.. خلال خمس دقائق كان (عادل) هناك.. لم تأت زوجة (عادل) إﻻ في اليوم التالي، وكذا لم تأت أم (عادل) وﻻ أخته، وحينما احتاج اﻷطباء إلى دم تبرع (عادل) على الفور ﻷخيه..

في اليوم التالي جاءت بقية اﻷسرة، وكان رأيهم إن (عادل) نذل لكنه يتصرف كالرجال أحيانًا، وتصرفه هذا هو الاستثناء الذي يؤكد قاعدة نذالته.. صحيح إن أخته من ذات فصيلة الدم لكنها رفضت التبرع بقطرة دم واحدة ﻷخيها ﻷن لديها أسرتها، وهي بحاجة لقوتها. قالت للأطباء: "لم ﻻ تأخذون المزيد من دم ذلك النذل (عادل)؟"

قالوا لها إن هذا ببساطة سيقتله، فقالت: "على اﻷقل سينقص عدد اﻷنذال واحدًا.."

عندما شبت النار في بيت أخته، سكب (عادل) على نفسه دلوًا من الماء ثم اقتحم النيران، ووسط الدخان خرج يحمل ابنتي أخته تسعلان. هنأه الزوج الذي وقف في الخارج ضاحكًا وقال:
- "غريب أن يصدر هذا التصرف ممن هو مثلك، لكن قد تسبق العرجاء"

تم تقسيم الميراث كما تعلم في حياة أمه، فتبين أن المرأة المسنة تركت كل شيء ﻷخته و أخيه ﻷن (عادل) نذل وﻻ يستحق مالها، بينما أخواه كريمان شهمان..

لم يقل (عادل) شيئًا ، وعندما ماتت اﻷم بعد ذلك ملأ الدنيا صراخًا وبكاءً وأصابه اكتئاب شديد. قال أخوه مفسرًا وهو يلتهم قطعة كبيرة من اللحم: "السبب أنه نذل، وضميره يؤنبه على ما فعله مع أمه "

هنا أنحشرت قطعة كبيرة من اللحم في حلقه فأزرق لونه و راح يجاهد طلبًا للتنفس، هنا وثب (عادل) فوق المنضدة والتف وراء أخيه، وأحاط بطنه بيده وضغط بقوة كما تقضي مناورة (هايمليخ) الشهيرة، من ثم اندفعت قطعة اللحم خارجة..

قالت اﻷخت في استحسان:

-"ﻻ بأس.. حتى الأنذال يظهرون بعض الشهامة أحيانًا "

(عادل) صديقي، وأنا أكرهه ﻷنه نذل.. صحيح أنني أقترض منه مالًا بلا توقف، وأكلفه باﻷمور الصعبة الشاقة مثل تبديل إطار السيارة والشجار في الدوائر الحكومية، لكنني لن أنسى حقيقة أنه نذل وأننا جميعًا أكرم منه، صحيح أنه مواظب على الصلاة، لكني أعرف أنني أفضل منه في كل شيء، وفي المرات القليلة التي أصلي فيها أحمد الله على أنه لم يخلقني نذلًا مثله.

#د_أحمدخالدتوفيق
#اقتباسات_من_روائع_الأدب
فقاقيع
هناك في كل مكان أشخاص يحبون أنفسهم بشكل غير عادي.. لدرجة العشق، حتى إنني اعتقد أنهم يتبادلون القبلات مع أنفسهم إذا وجدوا مكاناً شاعرياً..

قلت في مقال سابق إنني مندهش من رجل يطلب مئة ألف جنيه ثمنًا لسيارته التي لا تتجاوز ثلاثين ألفًا بحال، أو يريد بيع شقة لا يتجاوز ثمنها 200 ألف جنيه بمليون جنيه..
لا تندهش .. هو يحب نفسه بدرجة مكثفة ويرى من الطبيعي جدًا أن يطلب هذا لأنه يستحق.. لماذا يستحق؟.. لأنه هو..
ذات مرة قرأت إعلانًا مبوبًا نشرته سيدة مطلقة أو أرملة تقول:
ـ«أريد زوجًا ينفق علي أنا وابني.. ويعطيني شقة (تمليك).. من فضلكم أريد من يعطيني شقة (تمليك).. أريد أن ينفق عليَّ أنا وابني ويحمينا.. وأريد شقة (تمليك)».

هل أعطت السيدة أي وعد؟..
هل هناك صورة تثبت أنها تستحق هذه التضحيات؟..
هل هي أغنى امرأة في العالم؟... هل هي ملكة جمال فنزويلا؟..
إذن ما المبرر ومن الفدائي الذي يقوم بهذا لمجرد أنها هي؟.. يفعل هذا كله لامرأة لم ير صورتها ولديها ولد!.. التفسير هو أنها تحب نفسها بجنون.. ترى أنها تستحق كل شيء..

الأمثلة كثيرة في ذهني..

ابنتي الصغيرة عادت من مدرستها متهللة متوردة الوجه تحمل لنا بشرى.. المدرسة تقيم حفل شواء في المزرعة المجاورة لها. ناولتني ورقة بها ذلك التنويه:
«يشرفنا دعوتكم لحفل الشواء (باربكيو) الذي تقيمه مدرسة (عيني يا عيني) يوم الجمعة المقبل. على ولي الأمر أن يحضر معه الفحم وأدوات الشواء. سعر الاشتراك في الحفل مئة جنيه.
«ملحوظة: نرجو أن يحضر ولي الأمر اللحم معه!»

قرأت الرسالة ورحت أضرب كفًا بكف..

ما الذي تقدمه المدرسة إذن؟..
الفحم واللحم والمئة جنيه عليك. ما التضحية في الموضوع؟.. هل الفكرة هي أنهم يقدمون المكان؟.. أي مكان؟.. هم سيجعلوننا نجلس في الحقل.. والحقل ليس ملكًا لهم.

لكن ابنتي كانت متحمسة جدًا لهذا الشيء الرائع. ألطف مدرسة في الكون، وبالطبع لو رفضت المشاركة في حفل «النصب» هذا، فأنا ألعب دور الذئب الشرير في قصص الأطفال التي تطالعها..

ذهبت فعلاً للحفل وشويت لحماً، وكان أظرف شيء هو أن المدرسين دعوا أنفسهم إلى اللحم الذي ابتعته أنا على سبيل التبسط والظرف، وكانت ابنتي فخورة جدًا لأن معلميها يشاطروننا الطعام.. يعني لو جمعوا شريحة لحم وإصبعي كفتة من كل أب أحمق لظفروا بوليمة مجانية رائعة.

هل هو حفل؟..
بالطبع هو حفل.. حفل النصب على أولياء الأمور وجمع المال منهم.

تذكرت الرحلة التي قامت بها المدرسة ذاتها، وعادت ابنتي تزف لي خبر أنهم أطعموهم في محل شهير لـ«الهامبرجر».. سمحوا لهم بأن يأكلوا كما يشاءون. بدا لي هذا كرماً مبالغاً فيه فسألتها عمن دفع الثمن من المعلمين، فقالت:

ـ«نحن! .. توقفت الحافلة أمام المطعم وقالوا لنا أن ندخل ونأكل ما نريد وندفع ثمنه ثم نعود لهم.. سوف ينتظروننا!»

يا له من كرم فعلاً..

لماذا تفعل المدرسة هذا ؟..
لأنها تحب نفسها إلى درجة العشق كما قلنا..

ذكرني صديق لي بذلك المشهد العبقري الذي كتبه لينين الرملي وأداه صبحي في مسرحية «تخاريف»، عندما يتعهد الدكتاتور بأن ينفذ ذلك الجزء من الرأسمالية الذي يختص بجمع المال من الناس، ثم يتناسى الجزء الخاص بإعطائهم خدمات في المقابل... يجمع ضرائب ولا يرصف الشارع.. يتقاضى أرقامًا فلكية في فواتير الكهرباء وعلى الرغم من هذا يسود الظلام.. و ... و ... حفل الشواء هذا تكرار فاضح لما يحدث في المدارس الأميركية، لكن لا أعتقد أن مدارس منيسوتا تقول للطلاب:

ـ«هاتوا اللحم معكم»

هي إذن مزيج من الرأسمالية الأميركية والفهلوة واللصوصية بحيث يكون الناتج مسخاً بلا معالم.

إن الذين يعشقون أنفسهم في كل مكان.. تقابلهم في كل صوب.. بدءًا بالفتاة التي تسمي نفسها «كتكوتة» في الفيسبوك أو البريد الإلكتروني، والشاب الذي يلتقط لنفسه عشر صور وهو مسبل العينين يحلم، مرورًا بالسيدة التي تطلب شقة مجانية لأنها هي، وبالشقة التي تبلغ مساحتها مساحة منشفة المائدة ويطلب صاحبها لها ثمن قصر، وانتهاء بالدولة التي تحصل ضرائب مفزعة بلا خدمات.

مقال (عشاق أنفسهم)
نشر لأول مرة يوم السبت 28 سبتمبر 2013

احمد خالد توفيق
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻣﻬﻢ،
ﻭﻻ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻨّﻲ،
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ،
ﻻ ﺃﺗﻮﻗّﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ‏"ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ"، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺳﻤﻊ ﺃﻣﻬﻢ ﺗﻘﻮﻝ
ﻟﻬﻢ: "ﺳﻠﻤﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻛﻢ؟.. ﺭﻭﺣﻮﺍ ﺳﻠﻤﻮﺍ‏."
ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬه ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ،
ﻭﻻ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ‏"ﺍﻟﺘﻄﻨﻴﺶ" ﺃﻳﻀﺎً..
ﻓﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﺣﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ
ﺍﺯﺩﺣﺎﻣﺎً ﻣﺮﻭﺭﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲّ ﻭﻗﺘﺎً
ﺃﻃﻮﻝ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻧﺤﻮﻱ ﻓﺮﺍﺩﻯ ﻭ ﺳﻼﻡ ﻭﺗﺤﻴﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ!!

ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻓﻮﺭ ﻭﺻﻮﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﺧﺮﺟﺖ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻣﻦ
ﻣﻜﺘﺒﻲ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻳﻬﻢّ ﺑﻤﻨﺎﻭﻟﺔ ‏"ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ‏" ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻭﺃﺧﻔﺎه ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮه، ﻓﺄﻛﻤﻠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﺒﺎه..
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺿﺒﻄﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺑﻔﻤﻬﺎ ‏"ﻗﺎﻟﺐ ﺷﻮﻛﻮﻻﺗﺔ" ﻓﺎﺧﺮﺍً
ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﺍه ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮﻭﻓﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺧﺠﻞ ﻣﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ!!
ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺍﻥٍ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ‏"ﺍﻟﺠﻴﻨﺰ" ﻗﻄﻌﺔ ﺣﻠﻮﻯ ‏"ﻛﺮﻣﻠﺔ" ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﺠﻴﺐ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ،
ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﻊ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺇﻫﺪﺍﺋﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ !!
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ‏"ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ"، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻷﻣﻪ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﺟﺪﺍً، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﻧﺰﻋﺞ ﻣﻦ
ﻣﻴﻠﻬﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺃﻣﻬﻢ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮ !!
ﺭﻏﻢ ﻛﺪّ ﺍﻷﺏ ﻭﺳﻔﺮ ﺍﻷﺏ ﻭﺗﻌﺐ ﺍﻷﺏ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﺍﻷﺏ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺡ
ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻓﻄﺮﻳﺔ ﻻ ﻧﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻴﻬﺎ !
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻻ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺣﺒّﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً،
ﺇﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ !
ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺐ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﺴﺐ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺍﻷﺑﻮﺓ..
ﺍﻵﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻬﺖ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭ، ﺃﻭ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﻭ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻓﻲ
ﺣﺴﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ..
ﺗﻨﻬّﺪﺕ ﻭﻗﻠﺖ: ‏«ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ‏» ..

— د. أحمد خالد توفيق
"هل هو حب؟!
لا ليس حبًا بالتأكيد .. لكن الهشاشة النفسية تجعلك تتشبث
بأي إنسان وتشعر بأنك تهيم به حبًا!"

- د. أحمد خالد توفيق.
"أودّ أن أبكي وأرتجف وألتصق بأحد الكبار ولكن الحقيقة القاسية هي أنني أحد الكبار ! "

أحمد خالد توفيق
يعيش الإنسان وهو كاتم بقلبه ثلاثة ارباع خيباته وحزنه وبؤسه ويأسه ومأساته وينفجر إذا وقعت قهوته من يده.
‏أحمد خالد توفيق
إن العلاقات السطحية تظل جميلة دائمًا ، أما تعميق العلاقات فهو الطريق الملكي إلى المشاكل ، المُشادات، الكراهية ، وفي النهاية تصير حياتك جحيمًا .

أحمد خالد توفيق
ما ذنب معدتي البريئة بما يحدث في العالم الخارجي
"هاك يا صغيرتي ما سيحدث:

سيجلس معك ويكلمك عن (سارتر) وعن الوجودية ويتلو أبياتا من شعر (لوركا) ويقول لك كلاما كثيرا عن انبهاره بعقلك وإنه للمرة الأولى يلقى المرأة التي تبدو كامرأة وتفكر كرجل. سيقول أن حياتك لن تختلف عن سلسلة من الأعياد الفكرية والمهرجانات العقلانية. لقد حان الوقت لفهم ذلك الكائن المدعو (حواء) حق الفهم.

سيقول هذا واكثر يا فتاة، ولسوف تصدقين كيف لا تصدقين هذه الكلمات من رجل رزين أنيق في منتصف العمر عرك الحياة وعركته؟

ولن يمر وقت طويل حتى تجلسي جواره في (الكوشة) إلى يمينه على وجه الدقة وأنت تحلمين كمراهقة صغيرة.

بعد أشهر لو حالفك الحظ ستدركين الحقيقة.. أن الجمال عند الرجل أهم من أى عقل، طبق الفول بالزيت على مائدة الإفطار أهم من كل كتابات (سيمون دي بوفوار)، مباراة الأهلي والزمالك أهم من ندوة شعرية يتكلم فيها (أبو العلاء المعري) شخصيا لو أمكن هذا.

تدريجيا تدركين أبعاد الخدعة وتدركين أن الدور المختار لك هو دور الزوجة لا أكثر ولا أقل. ستثورين يا فتاة لكنك ستتلقين كلمات قاسية جدا، ربما بعض الصفعات كذلك لو كان زوجك شرسا. ستكون معاناة طويلة حتى يتم الطلاق بعدها تقررين ألا تكرري الخطأ ذاته.

لكن سرعان ما يظهر رجل رزين أنيق في منتصف العمر يحدثك عن (سارتر) ويتلو عليك شعر (لوركا). عندها تقولين لنفسك: لعل الأمر مختلف هذه المرة؟"

(ما وراء الطبيعة).
احمد_خالد_توفيق
لقد تغير العالم لكن موقفي لا يتغير: أنا أكره إس رائ يل ولو طبّع العالم العربي كله، فأنا لن أكون الأخير لأنني لن أفعل أبدًا.
لو كانت إسرائيل دولة عادية بيننا وبينها خلاف لكانت في الأمر مساحة للاختلاف، لكن إسرائيل هزمتنا ومزقتنا وتقتل أطفالنا بلا توقف.. إذن لا مجال للتفاهم الآن. لو أن مثقفًا فرنسيًا أيام الحرب العالمية الثانية راح يطري تقدم الألمان وعظمتهم بينما ألمانيا تحتل وطنه، لقتلته المقاومة الفرنسية قتلاً. وما كان أحد في فرنسا ليقول إن هذا الرجل عبقري سبق عصره، وأنت تعرف أن سارتر نفسه – رمز الاستنارة – كان عضوًا في المقاومة، لكن المشكلة أن المعايير عندنا مزودجة وغامضة.

هناك معاهدة سلام مع إسرائيل لكن ليس لها مردود شعبي واضح.. حكومة فيشي أعلنت الولاء لألمانيا وتصالحت معها، لكن الشعب الفرنسي لم يعترف بهذا بينما الحرب لم تنتهِ. يقول البعض إن الشباب المصري يهاجر لإسرائيل ويتزوج إسرائيليات، لكن لا أرى هذا دليلاً على الحب بل هو دليل على انعدام الرزق والحقد على المجتمع بسبب الفقر، وطبعًا عامل الجنس. كم نسبة هؤلاء الشباب بالنسبة لمئة مليون؟
أعلن أنك تحب إسرائيل أو الصق نجمة داوود على زجاج سيارتك ولتر إن كانت ستظل سليمة ساعتين.

قال رابين كلمة ذكية جدًا: السلام ليس معناه الحب، وعدم الحب ليس معناه الحرب.
أرفض أن تتغير المفاهيم مع الوقت ليصير الجبان تقدميًا واقعيًا، وأول من يستسلم يغدو سابقًا لعصره، لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها؟ لماذا يصير كل من يرفض حنجوريًا؟ وهل كان أمل دنقل صاحب (لا تصالح) حنجوريًا؟

لست مع حرب لسنا متأهبين لها عسكريًا ولاسياسيًا ولا علميًا ولا اقتصاديًا، ولكني أطالب بالحفاظ على جذوة اللهب تحت الرماد… لا تطفئوها.

#د_أحمدخالدتوفيق
#اقتباسات_من_روائع_الأدب
نبوءة لا تتحقق
"إننى مولع بالوحدة، وهى هبة يصعب أن تجدها فى بلدى، أحيانا يخطر لى أنه من المستحيل أن تجد نفسك وحيدا فى أى مكان (الجحيم هو الأخرون) قالها (سارتر) يوما ويبدو أننى بدأت أميل إلى هذا الرأى مؤخرا"

أحمد خالد توفيق
هناك درجة معينة من الثقافة في الزوجة، بعدها تشعر أنك متزوج من سارتر. هناك نمط الزوجة التي تقول لها صباح الخير، فتقول لك: ليس هذا خيارًا وجوديًا لأن ارتباط الخير بالصباح ليس شرطًا لصيرورتنا.. ثم أن عبارة صباح الخير تقليد باهت للغرب، بينما عندنا تحية (عمت صباحًا) التي برغم نبرتها الجاهلية إرهاصة بالعودة للتراث.. الخ ..
وقتها فعلاً ستتمنى لو كانت معك يد هاون ..
الحقيقة طبعًا أن معنى الشرف واسع جدًا، ويرتبط بما هو أوسع من النصف السفلي. يتضمن الصدق والشجاعة والأمانة وتحدي الظلم والثبات على المبدأ... إلخ. يتضمن الالتزام بالقَسَم ونظافة اليد ورد الأمانة لأصحابها. يتضمن الكتمان والتروّي.

قال لي صديقي واصفًا أحد المحررين -من إيّاهم- الذين تلوّنوا في كل العصور وأكلوا على كل الموائد: "المرأة التي تتلطخ بالأصباغ وتقف بسيجارة تحت عمود نور في الشارع أشرف منه بمراحل". وأنا أوافقه تمامًا.
أحلى من الشرف مفيش فعلًا.. لكنه الشرف بمعناه الواسع.

• من مقال: أحلى من الشرف.
"في النهاية أنت تتجه إلي النهر المظلم .. النهر الذي عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا .. سوف تعبر إلي الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع .."

أحمد خالد توفيق
" قولي ما تريدين مباشرة .. ولنكن واضحين : التلميحات الخفيفة لا تجدي .. التلميحات القوية لا تجدي .. التلميحات الواضحة كالشمس لا تجدي! .. قولي ما تريدين ببساطة !
د.أحمد خالد توفيق ( رحمة الله عليه )
فقاقيع
أما القصة التي سأحكيها لك فهي تجربة حقيقية مرت بكاتب المقال الأمريكي في طفولته..
إننا نحمل في خلايانا الدروس التي تلقيناها في طفولتنا، ولا نستطيع منها فكاكا. نحن سجناء بيئتنا وطريقة تربيتنا الأولي.

كان المؤلف في السابعة من عمره وكان يهيم غراما بمتجر المستر جونز الموجود علي قارعة الطريق.. السبب طبعا هو أنه متجر لبيع الحلوى.. هناك عبر النافذة المطلة علي الشارع كان يقف ليرمق العالم السحري بالداخل، قطع الجاتوه المكسوة بالشيكولاته والكريم وقد غرست فيها أعلام صغيرة أو أعواد ثبتت عليها الفواكه المسكرة. التفاح المكسو بالسكر.. تماثيل مختلفة من الشيكولاتة، وقلعة شيدت منها تقف فوق جبل من الكريمة. عشرات الأنواع من حلوى النعناع التي تذوب في الفم تاركة نارا لها نشوة..

لم يكن يملك قط المال اللازم لشراء ما يريد، فهو من أسرة فقيرة، وهو يعرف أن أسعار هذه الأنواع من الحلوى تفوق قدراته..
إلي أن جاء اليوم الذي ادخر فيه مايكفي..

اقتحم المحل فدق الجرس الصغير المعلق بالباب يخبر مستر (جونز) أن هناك زبونا. خرج العجوز الطيب الذي يضع عوينات تنزلق علي قصبة أنفه، وتأمله وهو يجفف يده في منشفة، وسأله:
ـ ماذا تريد أيها الرجل الصغير؟
اتجه المؤلف الصغير إلي قطع الجاتوه وأشار لها بثقة:
ـ أريد خمس قطع من هذه..

ابتسم العجوز ودس يده في قفازين وانتقي للفتي بعض القطع التي طلبها، وهو يتلقي التعليمات: لاأريد التي عليها قشدة كثيرة.. لتكن الشيكولاتة
في النهاية أغلق العجوز علبة صغيرة ونظر للصبي متسائلا، فأشار إلي التماثيل المصنوعة من الشيكولاتة:
ـ أريد هذا القط وهذا الحصان.. أريد هذا القصر الصغير.. هل هذه عربة؟.. ضعها لي
قال مستر (جونز) في شيء من الحذر:
ـ هل معك نقود تكفي هذا كله؟
ـ نعم.. نعم

الآن انتقي بعض حلوى النعناع، وكان هناك الكثير من غزل البنات الذي مازال ساخنا فانتقي منه كيسين، واختار بعض الكعك..
في النهاية صارت هناك علبة كبيرة معها كيس عملاق امتلأ بالأحلام، وسأله مستر جونز:
ـ هل هذا كل شيء؟.. سأحسب..
هنا مد المؤلف الصغير يده في جيبه وأخرج ماله.. أخرج قبضة من البلي الملون الذي يلعب به الأطفال ووضعه بحذر في يد العجوز، وقال في براءة:
ـ هل هذا كاف؟؟
لا يذكر المؤلف التعبير الذي ارتسم علي وجه مستر (جونز).. مايذكره هو أنه صمت قليلا، ثم قال بصوت مبحوح وهو يأخذ البلي:
ـ "بل هو زائد قليلا.. لك نقود باقية"
ثم دس بعض قطع العملة في قبضة الصبي، ومن دون كلمة حمل الصغير كنزه وغادر المتجر.. لقد نسي هذا الحادث تماما ومن الواضح أن أمه لم تكن فضولية، كما يبدو أنه لم يجرب ذلك مرة ثانية.. فيما بعد غادرت الأسرة المنطقة وانتقلت إلي نيويورك..
الآن صار كاتب المقال شابا في بداية العمر، وقد تزوج بفتاة رقيقة اتفق معها أن يكافحا ليشقا طريقهما.. كان كلاهما يعشق أسماك الزينة لذا اتفقا علي افتتاح متجر لهذه الأسماك..
في اليوم الأول انتثرت الأحواض الجميلة في المكان، وقد ابتاعا بعض الأسماك غالية الثمن.. وكما هو متوقع لم يدخل المتجر أحد..
عند العصر فوجئ بطفل في الخامسة من عمره يقف خارج الواجهة وإلي جواره طفلة في الثامنة.
كانا يرمقان الأسماك في انبهار..
وفجأة انفتح الباب وتقدمت الطفلة وهي تتصرف كسيدة ناضجة تفهم العالم، أو كأنها أم الصبي.. وحيت المؤلف هو وزوجته وقالت:
ـ "أخي الصغير معجب بالأسماك لذا أريد أن أختار له بعضها.."
قال لها إن هذا بوسعها بالتأكيد، لكنه شعر بأن هناك شيئا مألوفا في هذا الموقف. متي مر به من قبل؟.. لعله واهم؟..
اتجهت الفتاة إلي حوض أسماك المقاتل السيامي وهي باهظة الثمن رائعة الجمال، واختارت اثنتين فأحضر المؤلف دلوا صغيرا والشبكة وبدأ ينقل ماتريد.. ثم اتجهت إلي حوض أسماك استوائية نادرة واختارت ثلاث سمكات... وكانت تصغي لاختيارات أخيها الذي يهتم بالأسماك الكبيرة زاهية اللون طبعا..
في النهاية امتلأ الدلو ووجد نفسه يقول لها:
ـ "أرجو أن تعودي للبيت سريعا قبل أن ينفد مافي الماء من هواء، كما أرجو أن يكون مامعك من مال كافيا فهذه ثروة صغيرة"
قالت الطفلة في ثقة:
ـ "لاتقلق.. فقط ضع لي هذه وهذه"
بدأ يجمع ثمن ماوضعه في الدلو، وذكر الرقم المخيف للطفلة، لكنها لم تبد مدركة لمعني الرقم أصلا.. مدت يديها في جيبها وأخرجت قبضتيها مليئتين بحلوي النعناع وبعثرتها علي المنضدة أمامه وسألته في براءة:
ـ "هل هذا كاف؟"
هنا شعر بالرجفة.. لقد تذكر كل شيء.. تذكر صبيا في السابعة يجمع كل مافي محل المستر (جونز) من حلوي منذ خمسة وعشرين عاما أو أكثر.. تذكر البلي.. تري بم شعر المستر جونز وقتها؟..
لن تسأل كيف تصرف فقد تصرف فعلا.. رباه!.. ماأثقل الميراث الذي تركته لي يامستر جونز وما أقساه..!
كان مستر جونز قد وجد نفسه في موقف حساس، ولم يستطع أن يجازف ببراءة الصبي أو أن يشعره بالحرمان.. لم يتردد كثيرا.. وبالمثل لم يتردد المؤلف..
قال بصوت مبحوح للطفلة وهو يجمع حلوي النعناع ويضعها في الدرج:
ـ "بل هو زائد قليلا.. لك نقود باقية"
ودس في يدها الصغيرة بعض قطع العملة، فقالت في رضا:
ـ شكرا ياسيدي.. سأخبر كل صديقاتي عنك!"
وغادرت المحل مع أخيها.. هنا وثبت زوجته من حيث جلست تتابع هذا الموقف وصاحت في توحش:
ـ "هل تعرف ثمن السمك الذي أخذته هذه الطفلة؟.. إنه يقترب من خُمس رأس مالنا!"
قال لها وهو يرمق الصغيرين يهرعان تحت شمس الطريق:
ـ "أرجو أن تصمتي.. لقد كان هناك دين يثقل كاهلي علي مدي خمسة وعشرين عاما نحو عجوز يدعي مستر جونز، وقد سددته الآن!!"
انتهت القصة..
لو لم تجدها جميلة أو لم تشعر بقشعريرة وأنت تقرؤها، فالعيب يعود إلي تلخيصي لها. هذه المقالات لاتلخص وإنما تعاش.
الآن فكر في هذا جيدا..
سوف تكتشف أن نسيجك الأخلاقي يتكون من عشرات بل مئات المواقف التي اجتزتها مع والديك أو معلميك، وهذه المواقف تركت لك في كل مرة دينا يجب أن تفي به. كثيرا ماننسي هذا الدين.. ولاتحسب الأمر سهلا.. عندما بكيت أمام أبي لأنني لاأذكر شيئا من منهج الجغرافيا والتاريخ ليلة الامتحان، وضع يده علي كتفي وجلس يراجع لي المنهج حتي مابعد منتصف الليل.. عندما تكرر ذات الموقف مع ابني اعتبرته مستهترا. المصري الذي استضافني أسبوعين كاملين في بيته في ذلك البلد العربي إلي أن وجدت شقة، وبرغم هذا عندما استأجرت شقة صار من الصعب أن أستضيف معي شخصا لاأعرفه. الأستاذ الذي أشرف علي رسالتي العلمية الأولي، صادف الكثير من الأخطاء في المراجع فأصلحها ولم يعلق، بينما انفجرت أنا غيظا عندما رأيت أخطاء المراجع في أول رسالة أشرف عليها في حياتي. لكني أحاول أن أتصرف مثل الأستاذ الأول.. أحاول..
ميراث لاينقطع.. وما ستفعله بمن هم أصغر منك سوف يكررونه مع من هم أصغر منهم عندما يكبرون.. بل ربما يكررونه معك أنت..

___
من مقال "المختار من المختار"
#د_احمدخالدتوفيق
#اقتباسات_من_روائع_الأدب
#Hana
2025/07/04 20:32:19
Back to Top
HTML Embed Code: