كيفَ حالُك؟
- فِي زِحامٍ مِنَ النعَم، الحمدُ لله.

تخيّل نفسَكَ وأنتَ تُجيب هَكذا في عِزّ حُزنِك أو ضيقِك! تخيّل أن تَذكُرَ النِّعَم وأنتَ في قَلب الابتِلاء! ستقِفُ بضعَ ثوانٍ مُتردد في قول ذَلك (زِحامٌ مِنَ النِّعَم)، لكنكَ ستُجيب هكذا بحُكمِ عادَتك في الإجابة بهذا الشَّكل، والعَجيب أنك ستُصبحُ شخصًا غير الذي كُنته منذُ ثوانٍ بعدَ الإقرارِ بهَا، ستشعُر كم أنّ ابتِلاءَك أصغر ممّا كُنتَ تعتَقِد!
نحنُ دائمًا في زِحام مِنَ النِّعَم، لن ننتَظِر أن نفقِدَ البَصَر والبَيت والصحة والأهل وحُب النّاسِ والصُحبة وَفرص التعلم وفُرص العَمَل والمَشاعِر وقُدرات التّفكِير والقُوة والوَقت.. حَتّى نفهَم كَم كُنا فِي نِعمَة! لن ننتَظِر أن نُصبح على حافة القَبر حتّى نفهَم كَم كُنا غارِقين في النِّعم.
نحنُ بَشر بُسطاء نُبتَلى فنَحزَن، لكن ويلٌ لَنَا إنْ جَحَدنا إذا ما مَسنَا الحزنُ النِّعَم.

ليست رشة عطر فحسب نعم لا تتهاونين لا تحسبينها من ضمن الزينة التي قد تنزعيها وتخبيها بل الأمر جلل أن لم تفقهي حكم التعطر خارج المنزل فأسمعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية» من أجل ماذا أختاه من أجل أن يقال أن فلانة متعطرة بماركة كذا أو قوة العطر تصل لمدى بعيد أو لتفتني رجل عابر تنقص المرأة بعينه أن أغرته

كم من الأخوات غفر الله لهن يحملن العطور ولا يخرجن إلا بالتعطر والعلبة في الشنطة خشية أن يتبدد العطر فيجددن الرشة فقد ترينها تفاصيل بسيطة لكنها والله عظيمة وكله يكتب عند كرام كاتبين فسارعي للتغير

‏(لا تدري لعلَّ الله يُحدثُ بعد ذلك أمرًا)
‏تضيق الأمور بالإنسان حتى يظن أن لا مخرج منها، ثم يأتي الفرج من الله سبحانه، كلنا مرّت بنا لحظات قاسية حسبناها نهاية المطاف، كل هذا أصبح اليوم مجرد ذكريات، فلا تيأس، وثق بربك، فإن إنتظار الفرج وحسن الظن بالله عظيم لا يخيّب الله صاحبها .

- الدين يُسر وليس عُسر -

العِباره التي أصبحت تبريرًا للمعاصِي عِندَ البَعض ..
ما صحّتُهَا ؟ ومتَى نقُولَهَا ؟

نعم الدين يُسر عندما كانت الصلاة خمسين فيّسرَها اللهُ حتى أصبحت خمسه ..

نعم الدين يُسر عندما رخَّص الله للمريض والمُسافر أن يفطر في رمضان رحمةً بِه ويُقضِيهَا فيمَا بعد ..

نعم الدين يُسر عندما رخَّص الله لك التيمم إن لم تجد ماء تتوضى به..

نعم الدين يُسر عندما رخَّص الله للمرأه العجوز أن تتخفف مِن ثيابِهَا رحمةً بِهَا مِن عناءِ التستُر مع أن عدم الأخذ بالرخصة أولى لأن فيه كمال العِفَّه والسِتر..

هناك الكثير يبيح لنفسه المعاصي محتجًّا بمقولة ( الدين يسر وليس عسر ) فأصبحت قاعدة التيسير عن البعض ذريعه للتفريط والتقصير ، بل قد تصل الى الانسلاخ من الدين كُليًّا الّا من رحِم رَبِّي!

فإذا أردت ان تقول لشخص مّا :

الأغاني حرام! يقول
( الدين يُسر والله غفور رحيم )

قلتِ لأمرأه أن تستر قدمها أثناء الصلاه قالت
( الدين يُسر والله غفور رحيم )

قلت لشخص لاتشاهد صور النساء قال
( الدين يُسر والله غفور رحيم )

قلتِ لأمرأه انهُ يجب تغطية وجهها قالت
( الدين يُسر والله غفور رحيم )

فلا نقول لأوامر ربِّنَا إلا سمعًا وطاعه ولا نحتجّ بقول الدين يُسر ليس عسر ..

تخيل أن لديكَ صديقة صالحة، فعندما لا تكون موجودًا، تذكرك بالخير وتمتدح أخلاقك الطيبة وكرمك ، إذا سمعت أحدًا يتحدث عنك بشكل سلبي تُدافع عنك بشراسة ولا تسمح للآخرين أن يُغتابوك على النقيض، الصديق السيء هو ذلك الذي إذا ما أُغتبت، ينقل إليك الإساءات وينقل عنك، مما يجب التنبه إليه وتجنبه لأن من ينمّ إليك سينمّ عليك أيضًا ، الصديقة الصالحة لن تخبرك بما قيل عنك بقصد الإساءة ولا تقوم بنقل أقوالك للآخرين ، واجبنا أن نحفظ ألسنتنا من الزلل.

أما الصديق السيئ فإذا وقعت في مشكلة يتركك ويهرب، بينما الصديق الصالح يقدم تضحياته من أجلك وحتى لو ابتعدت عنه زمنًا، يعود ليقف إلى جانبك حين تحتاجه. هكذا هي الصداقة الحقة، تأتي بالحسنى والنصيحة، ولا تقاس بكثرة اللقاءات بل بالمواقف والمعاني علينا أن نفهم معنى الصداقة وأن نقيّم علاقاتنا مع الأصدقاء.


- الأستاذة صالحة القرشي .
- مختصر اللقاء الأول ( الصحبة الصالحة ) .

"قد يسبقك أحدهم بالوظيفة،
ويسبقك أحدهم بالتخصص،
وقد يسبقونك بكل شيء ثم يرزقك الله
بـ ‏لقرأءة المزيد ..