ولذا، يتفق معظم خبراء الإنقاذ وسبل النجاة على ما يلي: الوسيلة المعتمدة الوحيدة للقضاء على هذا النوع من التفكير الضار هو التهيؤ المسبق لوقوع حالات الطواريء.

يعني هذا أن تتذكّر مخارج النجاة عند وقوع حريق في قاعة السينما، وأن تقرأ إرشادات الإخلاء المعلقة خلف أبواب غرف الفنادق التي تنزل فيها، وأن تستمع دوماً إلى إرشادات السلامة المعلنة في الطائرات.

وماذا عن كيفية التعامل مع الآخرين؟ وكيف يتصرف الذين من حولنا؟ غالباً ما يؤكد المعلقون على غباء أو جنون جموع الناس عند حصول كوارث ، مثل تدافع الحجاج، أو تدافع حشود من جمهور كرة القدم، أو التزاحم الأعمى نحو المخارج في نادٍ ليلي تلتهمه النيران؛ يقول خبراء الإنقاذ إنه من النادر أثناء الحوادث أن نرى مثل هذا السلوك الفردي.

القوة في وحدتنا :

تبين الأبحاث أنه في أغلب الأحيان تساند مجاميع الناس بعضها البعض خلال الكوارث، وليس العكس.

3- خذ مثلاً التفجيرات الانتحارية التي وقعت في لندن في السابع من يوليو عام 2005، والتي أدت إلى مقتل 52 شخصاً، وإصابة أكثر من 700 بجروح. حوصر المئات من المسافرين في قطارات الأنفاق في أجواء يغمرها الدخان، ولعدة ساعات، دون وسيلة تعلمهم كيف ينقذون أنفسهم، أو تخبرهم إن كانت انفجارات أخرى على وشك الوقوع.

وسط تلك الفوضى، كان معظم الناس يتعاونون كثيرا فيما بينهم، ويساعدون الآخرين. ذلك ما استنتجه استطلاع للناجين .
يطلق علماء النفس على ذلك مصطلح "المرونة الجماعية": وهو يعني سلوك المساعدة الجماعية والوحدة في مواجهة الخطر.

مع ذلك، يمكن لبعض حالات الطواريء أن تشوّش الذهن إلى درجة أن يكون التعاون بعيدا عن تصرفات البعض، وخاصة لدى أولئك الذين يصابون بصدمة عميقة، ويصبحون غير قادرين على التصرف بإيجابية.

يُحتمل ألا تواجه مطلقاً أية حالة كارثة بنفسك، إلا أنه من الأفضل أن تتصور وقوع حالة طارئة حولك. فعليك أن تظل يقظاً لوجود تهديدات قد تقع حولك، وأن تكون قادرا على الاستعداد لمواجهتها، وذلك بالطبع دون الانزلاق إلى درجة الجنون والشك الدائم في وقوع الكوارث.

وختاماً يقول ليتش: "كل ما عليك فعله هو أن تسأل نفسك سؤالاً بسيطاً: إذا ما وقع حادث ما، ماذا سيكون رد فعلي الأول؟ وعندما تستطيع الإجابة عن هذا السؤال، سيكون كل شيء في مكانه الطبيعي. إن الأمر بهذه البساطة حقا".

— اِنتَهى؛❅.

في فبراير 1994، تحوَّلت غرفة طوارئ مستشفى ريفرسايد بكاليفورنيا إلى سيناريو أشبه بفيلم خيال علمي، عندما نُقلت إليها غلوريا راميريز (31 عامًا) مصابة بمضاعفات سرطان عنق الرحم. بدا الأمر روتينيًّا حتى لاحظ الفريق الطبي شيئًا غريبًا: جلدها اللامع، ورائحة لوز مرّ تنبعث منها، وسائل غريب يشبه الزيت على جسدها!

عندما بدأوا بإجراءات الإنعاش، سقطت الممرضة "سوزان كان" أرضًا فجأة، لتتبعها موجة من الإصابات بين الطاقم: تشنجات عضلية، صعوبة تنفس، إغماء، وحتى فقدان مؤقت للبصر! بحلول منتصف الليل، أُصيب 23 شخصًا، وتوفيت غلوريا دون أن يعرف أحد سبب الوفاة الحقيقي.

النظريات التي حيّرت الخبراء:
1. التسمم الكيميائي الغامض :
- اكتشف المحققون وجود مادة *DMSO* (مذيب كيميائي) في دمها، كانت تستخدمه لتخفيف آلام السرطان.
- الفرضية: عند تفاعل DMSO مع الأكسجين في الغرفة، تحول إلى غاز سام يُدعى "ثنائي ميثيل سلفات" ،قد يسبب أعراضًا عصبية حادة.

لكن لماذا لم ينتشر الغاز خارج الغرفة؟ ولماذا لم تُسجَّل حالات مشابهة في مرضى آخرين استخدموا DMSO؟

2. الوباء النفسي الجماعي :
- اقترح بعض الأطباء أن التوتر الشديد ورائحة الجسد الكريهة أديا إلى "هستيريا جماعية"، حيث يُصاب الأفراد بأعراض جسدية حقيقية بسبب الخوف اللاشعوري.

يدعم هذه النظرية أن بعض المصابين تحسنت أعراضهم بمجرد خروجهم من الغرفة.

3. نظرية المؤامرة المفقودة :
- اختفت عينات دم غلوريا من المختبر مرتين! مما أثار شكوكًا حول تدخل خارجي أو محاولة لإخفاء أدلة.
- حتى اليوم، يُشكك البعض في تقرير الحكومة الذي خلص إلى "سبب غير معروف" دون إجابات قاطعة.

تأثير الحادثة على المجتمع المحلي:
- بعد الحادثة، انتشرت شائعات في ريفرسايد عن "لعنة غلوريا"، حيث ربط السكان بينها وبين حوادث غريبة في المستشفى.
- بعض الموظفين استقالوا خوفًا من تكرار الحادث.

— اِنتَهى؛❅.