فضفضة الم
"كأنني أبحث عن نفسي، في زمنٍ لا أعرف فيه من أكون."
بحثت عني فلم اجدني.
في قفصٍ ذهبيّ، تعيشُ روحٌ مُتمردة، تُحاولُ التحرّرَ من قيودِ الواقعِ المُرّ، وتُقاومُ الظلمَ الذي يُحيطُ بها من كلّ جانب، تُخفي وراءَ ابتسامتها المُزيّفةِ آلاماً لا تُحصى، وتُخفي وراءَ قوّتها الظاهرةِ ضعفاً لا يُرى، تُحاربُ في صمتٍ، دونَ أن يسمعَ أحدٌ صرخاتها، ودونَ أن يُدركَ أحدٌ حجمَ معاناتها، في عينيها، تُرى حكايةٌ لم تُروى، حكايةُ صراعٍ بينَ الأملِ واليأس، بينَ القوّةِ والضعف، بينَ الحياةِ والموت، هيَ تُشبهُ شمعةً تُضيءُ ظلمةَ الغرفةِ، وتُضحّي بنفسها لكي يُرى الآخرون، هيَ تُشبهُ نسمةً عابرةً، تُنعشُ الأرواحَ وتُبثّ الأملَ في القلوب، هيَ تُشبهُ طائرًا مُهاجرًا، يُحاولُ الوصولَ إلى الحرّيةِ أينما حلّ، هيَ تُشبهُ كلّ إنسانٍ يُحاولُ العيشَ بكرامةٍ في عالمٍ قاسٍ، هيَ تُشبهُكَ وتُشبه الكثيرين.. تُشبهُ كلّ من يُحاولُ تغييرَ العالمِ للأفضل.
"لا أعرف شيئًا عن الوصول،لا أعرف كيف هو شعور الإنسان الذي ينال ما يُريده والذي يجعله يكتب أن جدران الغرفة لا تسع أجنحته نظرًا لأنني ما خطوت خطوة في طريق إلا ووقفت الدنيا في وجهي كانت دائمًا تُغلق كُل طرقي إلى ما أُريده لكنني أعرف جيدًا الذي ينام ويده على قلبه أعرف الذي لا يستطيع التنفس أحيانًا في ليالٍ ما في غرفته أعرف تمام المعرفة المنتصفات، هُنا تقبع قدمي هُنا بالتحديد ينتهي طريقي، وأُدير وجهي وأعود خائبًا بقلبي يبكي بين يديّ".