Telegram Web Link
س/ كيف للإنسان أن يتغلّب على ذكرياته؟

احنا مانگدر نتغلّب ع الذكريات، كونها تنحفر باللاوعي وتتخزّن بالذاكرة طويلة الأمد وممكن بلحظة تطلع بأحلامنا، او تستحضر نفسها من خلال مشهد يمر أمامنا أو أغنية أو صورة أي من الأمور الي تستدعي الذكرى.
بس الي ممكن نتغلب عليه، المشاعر الي تأتينا مع الذكريات، شنو نحس من نتذكر؟ إذا حضرت الذكرى وماجلبت وياها أي شعور (حنين شوق لهفة حسرة) فنستطيع القول أنّنا تغلّبنا، والذكرى ماتت ولم يبقى منها إلا جثّة مدفونة داخل الرأس.
كل إنسان له طرقه الخاصّة بقتل الذكرى والنسيان، او مايصاحبها، حسب نوعية شخصيته، لكن هنالك طرق عمليّة قد تساعد.
- الإبتعاد عن مايثير الذاكرة، او مايذّكرنا بالّي نرغب بنسيانه أي كل مايخص الشخص الي نريد نحارب ذكراه. فاللذكريات محفزّات تشغيليّة وإشارات تذكيريّة.

- الحديث عن التجربة لشخص ثقة او حتى معالج مرة في الاسبوع ع الاقل، ومو بطريقة الحنين وإنّما بشيء من الندم والغضب. فإعادة بناء الذاكرة بشكل متكرر يسمح بإعادة كتابتها من جديد، ومثل ماگلت احنا ماننسى لكن تصير الذكريات أقل شعور وإيلام. والعقل يتعلم سلوكيًّا.

- هنالك شيء اسمه ( قمع الذاكرة ) وهذا يعني انك كلما تداهمك الذكرى تغلق عقلك بوجهها. ماتسمحلها تتسرّب لتفكيرك وبالتالي لمشاعرك. بكل مرة تقفل العقل بوجه الذكرى العقل راح يتعلم أنها ذكرى غير جيدة وبالتالي يضعف الاتصال العصبي الي يساهم بجلب هالذكرى المعينة.

- أن يشغل الإنسان نفسه بشيء ويحاول كلما تداهمه الذكرى أن يقوم بعمل ما يلتهي بيه ومايترك المجال للعقل أن يسرح بالذكرى.

- التكيّف. تقبّل الأمور يؤدي في غالب الأحيان إلى جعلها أخف.


ربّما كل هذه الامور راح تفشل وماتأدي غرضها، ويمكن راح نبقى نتذكّر دائمًا وتثار إستجاباتنا العاطفيّة. فدائمًا هنالك شيء أقوى من النسيان ويستوجب من عدنا صراع مهلك لتغاضيه. لكن، لا بأس من المحاولة ومساعدة النفس في تجنّب مايؤذيها، ودفعها للإستمرار، فربّما تجربة قادمة تقودها الصدفة تمحي تجارب قادمة بكل مرارتها! منو يدري!
أهلك يعلموك مبدأ : يالمالك شر مالك هيبة.

السياسة والتنظير الغربي يعلمك : إعتنق الإنسانية أوّلًا وكون حبّاب وكيوت ومسالم ولا تستخدم العنف وشيل بيدك ورد دائمًا باحثًا عن السلام والتعايش والقيم كلها ماديّة بعالم السياسة وماكو شي إسمه كرامة وعزة نفس ومبدأ وموقف. أهم شي المنفعة.

انت تترك ما يعلموك اياه أهلك وتتبع التنظير الغربي من أجل نيل الرضا العالمي والإنضمام لسلّم الحضارة وحتى تبيّن روحك إنساني وتبعد عن نفسك نظرة انك إرهابي وتصبح كائن مصلحچي مطيع.

والغرب يتبع مبدأ أهلك لذلك سايگ عليك بقدرته على فعل الشر وماسح بكرامتك ووجودك كل الأراضي ومخليك شغلتك بالحياة تگول نعم وحاضر لدرجة أبناء جلدتك ودينك ولغتك وأرضك يتعرّضون لإبادة عرقيّة وانت تخلي ايدك على حلگك خاف تتنفّس بصوت عالي بالخطأ ويسمعوك.

المهم
اسمع كلام أهلك ففيه من الحقيقة الكثير.
يعتقد الّذي يظنّ نفسه متفوقًا ثقافيًّا، أنّنا شعبويون، ندافع عن قضيّة خاسرة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل. ننزل محلّ العامّة، وننحدر من الأبراج العاجية، ملامسين دماء الناس، نتكلّم عن موتهم بعاطفة، ونعطي آراءنا المتهوّرة، في الحين الّذي يجب فيه أن نصمت، لكي نشعر بالتفوّق والعلو، أو ندافع عن العدو، أو بأفضل الأحيان، أن نحايد، ونضع الدّماء جميعها في زجاجة واحدة.

أنتم لستم مثقفين، بل مجرّد أوعية فارغة، بلا محتوى ولا قضايا في الحياة. أوعية لا تصدر أيّ صوتِ حتّى عند إرتطامها ببعضها.

أنا قضيتي وما أؤمن وما أمثّل، فهذا هو جواب الهوية الذي أحمله : ما أنت؟ أنت؟ وهذا ما تعلّمته من عيشي في مجتمع، لم يعد لديه من القضايا أو الإيمان مايحيا لأجله...
أهم ماقامت قضيّة فلسطين بإعادة بعثه، هو فرز ثنائية نحن-هم من جديد، في الوقت الذي كانت الـ نحن على وشك الإبحار نحو النسيان.

الشباب الناشئ أشدّ الأجيال تعرضًا للسيولة والعولمة والصهر الثقافي، الذي يرغب بإعادة تشكيل الهويات والثقافات داخل إطار واحد أو متشابه، خاضع لمرجعية قيميّة ومعياريّة غربيّة، وأكثر الأجيال إستقبالًا للأفكار الفردانيّة والتجرديّة واللانتمائيّة.

فكان بحاجة إلى حدثٍ جلل يقسّم المعسكرات بين نحن و هم، ليرى حقيقة الـ هم، الّتي فقط الأحمق مازال يستصعب رؤيتها، والتي توهّم بها الكثير، وحاول إرتداءها، لكنها كانت دائمًا، ضيقة على الـ نحن، وواسعة جدًا على الـ هم.
فيعود الشاب وغير-الشاب-، إلى البحث عن وذاته، ومستقرّه النفسي والفكري والإنتمائي، فلا يجد أمامه من يستوعب كل ذلك، إلّا معسكره المتضمّن هويته وقضاياه ومركزه من العالم.

نحن دائمًا (نحن)، لا ينفع أبدًا أن نكون (هم)، لأنّهم دومًا ما رأونا (نحن) مهما حاولنا أن نكون (هم).
وإن رأينا مايدل على العكس من حكّامنا، فلأن أكثرهم صنيعة الـ هم..

فلسطين دائمًا، تعيد إحياء الـ نحن وتبعثها من الرّماد، مهما انطفأت.
إلى الآن، ما لا يقل عن 1500 إمرأة وقعن ضحيّة عدوان الكيان على غزّة.
اكثر من 2500 أم حرمن لذّة الحياة بعد وفاة أطفالهن.
اكثر من مليون إمرأة نازحة، جائعة، بلا احتياجات اساسية للبقاء على قيد الحياة.

هنالك نتيجة تأخّرت في الوصول إليها للأسف، وهي أن لا وجود لما يسمّى بـ "حقوق المرأة" بالنسبة للعالم الحديث، بل هي مجرّد أجندات تخدمُ مصلحة ما. وحتّى هذه الأجندات تعمل وفق إشتراطات معيّنة واحيانًا محدّدة. مثل :
-أن تكون المرأة من القوم الأبيض
أن تتماشى حقوقها مع التنميط الرأسمالي للعالم
- أن تكون في هذه الحقوق دعوى للانحلال او إفساد للقيم
-أن تكون ضد الاسلام بالدرجة الاولى، او اي دين بالدرجة الثانية.

اما في الحالات الاخرى، التي لا تكون فيها المرأة سوى فرد يمارسه حياته بشكل طبيعي، فلا حقوق لها، ولا تضامن ولا ذكر.

نتذكّر قبل سنة وفاة الإيرانيّة مهسا أميني، والضجّة الّتي أثارتها حينئذ، وسطّرت البيانات حينها من رؤساء العالم الأول، بايدن وماكرون وشولتز وجورجيا ميلوني وجوستن ترودو، وكل الدول الأخرى بحكوماتها ووزارات خارجيتها ومنظمات العالم وحقوق الإنسان وجميع المؤثرين، وخرجت المسيرات النسوية تجوب العواصم الكبرى مطالبةً بحقّها، وشنّت وقتها أحد أكبر الحروب الإعلاميّة والحقوقيّة (لا نناقش أحقية القضية من بطلانها بل التفاعل معها). والسبب في كل ذلك، ليس لأنّهم مهتمين بهذه الشابة، بل لأنّ :
- القضية تتعلق بالحجاب
- فرصة للهجوم على إيران وتسقيط مايمكن تسقيطه من نظامها

أليس حق البقاء على قيد الحياة هو الحق الأساسي لأي إمرأة في العالم! أم لأنّ نساء غزة لا تتعلق قضيتهن بالحجاب او بالخروج عن الدين او مطالبة بالعري والانحلال والاستقلال ودعم الفردانية والتفكك! ولهذا لا يستحقن العيش!

أسقطت هذه القضية الأقنعة من جميع الوجوه، واظهرت الملامح الحقيقية لجميع الشعارات والافكار والفلسفات والتنظيرات. وأرتنا، كم أن هذا العالم، سافل وانتقائي وليس لديه قضيّة حقيقيّة سوى مصالحه، وأزالت فكرة أن أي حق، ممكن أن يأتي، من هذا العالم المتقدّم "الحر".
لا شيء، في العالم كلّه، يعادل قوّة الإيمان، وماتمنحه هذه القوّة، من ثبات وصمود وتسليم. أنت على الحق، إيمانك يقول ذلك، أنت لا تموت، بل حيّ عند ربك ترزق، فمن يستطيع هزيمتك؟
لكي تهزم الإنسان ماديًّا، دمّر مدينته ومنزله وممتلكاته، لكي تهزمه إيمانيًّا، الحل الوحيد، أن توقف القلب عن العمل.
كلّما كنت بلا إيمان، هزمتك الحياة بسهولة.
للأسف
مازال بعض الشباب -وغير الشباب- متلبّس بعقدة عبادة القوي ماديًّا والانبطاح للغرب والتبرير له والحقد على أبناء جلدته، رغم كل ما يشاهده حواليه. ولا اعتقد هنالك فترة أخرى تساعد الإنسان على الصحوة أكثر من هذه، فإن لم يصحّيك الدم، فماذا؟

ماذا فعل الغرب آخر 100 سنة مقابل مافعله العرب، لكي تمجّد ذاك وتخضع له وتحتقر هذا؟

بعض ماجاء على بالي أثناء كتابة الكلام هذا :
الحرب العالمية الأولى : أكثر من 30 مليون ضحية.
الحرب العالمية الثانية : أكثر من 50 مليون ضحية.
قصف اليابان بالنووي : مايقارب 250 الف ضحية.
الحرب على فيتنام.
الحرب على افغانستان.
دعم تنظيم القاعدة الرحم الذي أنجب كل الجماعات الاسلامية المتطرفة اللاحقة.
حرب الخليج الثانية واستخدام اليورانيوم المنضب ضد العراق، الذي تساوي كميته الذرية كمية 250 قنبلة ذرية.
الحصار على العراق : 1,5 مليون طفل ضحية.
الحرب على العراق 2003 وتبعاتها ضحايا ومآسي لا تحصى.
إنشاء الكيان المحتل على أرض فلسطين وتهجير السكان الاصليين للبلاد، ودعم الكيان في كل عمليات الابادة.
العدوان الثلاثي على مصر.
أكثر من مليون شهيد في الجزائر في معارك الاستقلال.

ناهيك عن تاريخ طويل عريض من الاستعمار والقتل والنهب وزعزعة استقرار الانظمة وزرع الفتن، ولم نتكلم عن جوانب أخرى في الحياة. فماذا فعل العرب او حتى المسلمين للعالم في نفس الفترة مقابل مافعله الغرب؟

فهل تجوّز صناعة الايفون والطائرات والسيارات والمستلزمات الماديّة، هذا الإنبطاح؟ واستحقار الذات؟ عجيب.
طبعًا ملاحظة مهمة :

من نقول "الغرب" فنقصد غالبًا المعنى الجيوسياسي للمصطلح "ارض جغرافية متمثلة بسياسة معينة" و الاعلام والنخب والانظمة. ومو دائمًا نقصد السكّان الغربيين، حتى وان اختلفوا معنا بالطباع والسمات وطرق العيش فهذا مايعني انهم راضين عن حكوماتهم او حتى طرق عيشهم ومؤيدين لما يحدث. الكثير منهم يعبّر دائمًا عن استياء وامتعاض من ما آلت إليه حياتهم وما تفعله حكوماتهم ونفاق إعلامهم لكن ليس بمقدورهم فعل شيء، فهم محكومون كما كل العالم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
دائمًا ما كنت مؤمن أن المعرفة والاطّلاع مهما تراكما فإنهما ليسا دليلًا على أن العقل الذي يحملهما قادر على إنتاج فكرة. قد يساعدان، لكنّهما لا يعطيان عديم الفكرِ فكرةً.

أحمد الفارابي صاحب المحتوى العراقي الثقافي الأكثر شهرة وتأثيرًا، بمقارنة ساذجة وخرفة يقارن وضع اسرائيل وماتتعرّض له بوضع العراق أيام التفجيرات والارهاب!

دليل آخر على أن الليبرالية أول شروطها الإنبطاح والتذلل والتعقّل الّذي يبرّر أن تكون عبدًا وضيعًا إن كانت هنالك مصلحة في ذلك.

من الجدير بالذكر ولكي لا ينسى الاستاذ احمد ولا نحن ان اسرائيل كشعب لملوم عصابچي يستوطن أرض ليست له ويقتل شعبها الّذي يطالب بها ويمارس كل انواع الابادات والفصل العنصري. مستندًا على أدلة وتبشيرات دينية مقدسة في حين أن الأستاذ التنويري أحمد أكثر من نصف فيديواته في قناته إما هجوم على الدين والمعتقدات أو محاولة مستميتة لـ لبرلة وعلمنة الدين.
تخزين وهضم أكبر كمية من الأحزان هو خير مانفعله هذه الأيام، فهو المتفجرات الوحيدة التي يمكن تخزينها أمام مرأى الآخرين، وإظهارها بلا خوف. المتفجرات الّتي يمكن تربيتها كما الإنسان، والتي يزداد عمرها مع كل مشهدٍ وجثّةٍ ودمعة وصرخة، إلى أن تبلغ، وتنفجر، وحينها، لن يقف أمامها شيء.
ربّوا أحزانكم إلى يوم إحتياجها..
الصهاينة العرب، هم ليسوا فقط من يدعمون الكيان علنًا، أو يطبّعون معه، أو من يمسك العصا من نصفها. المتصهين هو من قال "شعلية - ما الي دخل".

المتصهين هو المتبرئ عاطفيًا قبل أي شيء آخر، هو الذي لا يهمّه إلا نفسه ولا يربطها بأي حدث أو قضيّة. الصهيونية مسعاها أن يكون أكبر عدد من العرب لا علاقة لهم، يائسون منطوين على أنفسهم، غارقين في النفعية لا يؤذيهم سوى خسائرهم الشخصية. وهذا هو إنتصارهم : أن لا تكون بيننا خطوط تجمعنا.

أوّل مراحل التصهين أن تكون هذه الصور مجرد مشاهد عابرة، نراها ثم نضغط تخطّي..
.
الخوف ليس من الموت عقليًّا وعقلانيًّا، فالتفكّر دائمًا في مرحلة مداورة وتجدّد. لكن الخوف أن نموت عاطفيًّا، أن لا نشعر او نتأثّر، عندها، سنحيا بلا روح، ستموت المعاني ولا تبقى سوى المادّة، نباهي به بعضنا والآخر، بكل خسارة.

في السنة السابعة للدعوة الاسلامية إتّفقت قريش وعلّقت صحيفتها الّتي أقرت فيها تهجير ومقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب من مكّة الى اطرافها وجبالها، لأنّهم -وبرغم عدم إيمانهم بالدعوة- رفضوا تسليم النبي لهم حميّة منهم عليه. فانتفض بعض المشركين ضدّ قريش لأن مروءتهم رفضت أن يأكلون الطعام ويشربون الشراب وينعمون، ونفر من قومهم مهجّر يعاني بلا مأوى.

لطالما كان العرب يؤثرون المعنى على المادّة حتى قبل أن يجعل الإسلام لهذه القيم مردًّا إلهيًّا ومرتبةً أعلى. وما نراه الآن، هو نكوص حتى لما قبل الجاهلية، وتغليب لكل القيم الماديّة الإقتصاديّة على كل القيم السامية المعنويّة، الّتي لطالما كان العرب، ومن ثم المسلمين، يقدّمونها على كل شيء.

تعلّمنا في طفولتنا أن نأجّل أفراحنا او نخفص صوتها قدر الإمكان إذا تزامنت مع أحزان الجيران، فكيفما وأخ لك في الدين والقوميّة والّلغة والإنتماء، يذبح ليل نهار، وأنت تقيم المراقص والاحتفالات بدون أي إعتبار!
لأيّ ماديّة وتمسّخ نصل!
ولا تسمح حتّى لمظاهرة لمناصرته أو رفع علمه! هل خرّب عليك جهود ( الاستسلام ) و فك صداع القضيّة حتى لو بثمن بخس، مقابل الالتفات للإقتصاد وبناء مدن الزجاج وشراء اللاعبين بمليارات الدولارات!

{ إنّما المؤمنون أخوة }
{ المسلم أخو المسلم } حديث

مهما قلّتم إنها ليست قضيتكم، ومهما تبرأتم، وآثرتم الزائل على الباقي، فأنتم في الحقيقة، لا تتبرأون إلّا من أنفسكم وما تؤمنون..

أنا لا أهاجم السعودية، إنّما هي غصّة في القلب لا أكثر..
2024/05/21 03:42:33
Back to Top
HTML Embed Code: