Telegram Web Link
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🌔 محاضرة ملك الناس

في تفسير الآية الثانية من سورة الناس لجمعٍ من السالكين

💠 من المواضيع التي يتطرّق إليها الاستاذ الغفاري دام ظلّه في هذه المحاضرة:

- إشارة إلى يا ايها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون وما لم تصلوا إليه..

- هل تدخل الأبدان الجنة؟

- لما لم يقم الامام علي (عليه السلام) بردة فعل عند اقتحام منزله؟

- ما هو الشيء الأعلى من بدن الزهراء والحسين عليهما السلام؟


- على السالك أن يهدأ روعه، فكيف نصل للهدوء التام ولا نضطرب في المشكلات؟

🌕 ويختم المحاضرة بمجلس عزاء لأبي الفضل العباس عليه السلام

#محاضرة_كاملة

لأسئلتكم واستفساراتكم وملاحظاتكم نرجو التواصل معنا على التلگرام في العنوان التالي:
T.me/Ya8affar

🎞 عنوان المحاضرة على اليوتيوب:

https://youtu.be/4YPzOKSuotI
5
AUD-20251017-WA0001.aac
5.9 MB
تسجيل صلاة الجماعة بإمامة الاستاذ الغفاري
9👍3
**تقرير جلسة الأستاذ غفاري (دام ظله) للأخوات حول موضوع "الحياة الطيبة والمحبة الإلهية"**
**التاريخ: 15 أكتوبر 2025 م**
**مقدمة: طلب الله أمر فطري لا اكتسابي**


افتُتحت الجلسة بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي الأكرم (ص) وآله الأطهار. استهل الأستاذ البحث بهذا السؤال الأساسي: «لماذا يجب علينا أن نسعى وراء المعارف التوحيدية؟ هل هذا أمر اكتسابي وتحصيلي أم أمر ملكوتي مغروس في وجودنا؟»

وفي جوابه، أكد أن طلب الله هو أمر فطري تمامًا، قد غُرس في سريرة كل إنسان، بغض النظر عن دينه ومعتقده. وهذا الانجذاب الداخلي يظهر نفسه في اللحظات الحرجة، مثل حوادث السفن والطائرات التي يضرب بها القرآن مثلاً، حيث يلجأ الإنسان لا شعوريًا إلى قوة عليا. ولكن لا ينبغي الخلط بين هذا الطلب الفطري لله وبين الرغبات والغرائز الدنيوية العادية. فكل الرغبات والظواهر الدنيوية يجب أن تكون بمثابة "أسهم" وأدوات تشير إلى تلك الحقيقة الأسمى. فإذا أعطيناها استقلالية وظننا أن ذكرنا أو ميلنا أو محبتنا ستوصلنا بحد ذاتها إلى المقصد، فقد وقعنا في الخطأ وسننال العقاب.

***

**عالمان: عالم النفس المذموم وعالم آيات الله الجميل**


بعد ذلك، تناول الأستاذ التمييز بين نوعين من "الدنيا":

1. عالم النفس: هذا هو العالم المذموم الذي يكرهه الله وأولياؤه. عالم بُني على اللهو واللعب، والتفاخر والغرور الكاذب، ويجب على الإنسان أن يتجنب التعلق به.
2. العالم الخارجي: هذا العالم هو مَجلى لجماليات الرب ومليء بالآيات الإلهية. وكما يعلمنا الإمام الحسين (ع) في دعاء عرفة، يمكن رؤية الله في كل ظواهر الطبيعة — من الشلالات والبحار إلى المخلوقات — والتوجه إليه من خلالها.

المشكلة تبدأ من حيث يغفل الإنسان عن هذه الآيات بإعطائه الاستقلالية للرغبات، ويغرق في عالمه النفساني. لقد عبر أولياء الله هذه المرحلة ويريدون أن يروا الحقيقة نفسها، لا مجرد علاماتها.

***

**هدف الخلق والمكانة المتساوية للمرأة والرجل في السلوك**


بالتأكيد على الآية الشريفة ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، أشار الأستاذ إلى عدة نقاط أساسية:

* الدنيا معبر: الدنيا أقصر بكثير مما نتصور. ونقلاً عن حضرة نوح (ع)، كان هذا العمر الممتد 900 أو 2000 عام كمثل العبور من باب والخروج من باب آخر. فالإنسان العاقل لا يبني بيتًا في "المعبر" ولا يتعلق قلبه به.
* مقام خليفة الله هو لـ "الإنسان": إن الوصول إلى الحياة الطيبة ومقام خليفة الله ليس حكرًا على الرجال. هذه المكانة هي لـ "روح الإنسان" التي ليست ذكرًا ولا أنثى؛ الروح التي نُفخت من النفخة الإلهية (نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي). فالفروق الجنسية هي فقط من أجل بقاء النسل في هذا العالم الامتحاني، والتفاضل يكون بالتقوى والطاعة فقط. فالشيطان بوساوسه مثل "أنتِ امرأة وتحت سلطة رجل" أو "أنت رجل ولا تملك اللطافة"، يسعى لإيجاد الفرقة ومنع الإنسان من الكمال.

***

**المحبة؛ المفتاح الأساسي وحل الإمام السجاد (ع)**

لخص الأستاذ مسير السلوك كله في كلمة واحدة: المحبة (هَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ؟). هذه المحبة يجب أن تتجلى في جميع شؤون الحياة، خاصة في أداء الواجبات الأسرية والاجتماعية. لا ينبغي ربط عملنا بعمل الآخر ("هو لم يبدِ المحبة، وأنا لن أفعل"). بل يجب القيام بكل الأعمال لله فقط.

الإمام السجاد (ع) يعطينا المفتاح الأساسي في هذه الفقرة من مناجاة المحبين:
﴿إِلَهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلًا؟﴾

وقد بشر الأستاذ بأننا جميعًا قد تذوقنا هذه الحلاوة. فعشقنا ومحبتنا لحضرة الزهراء (س) والإمام الحسين (ع) هو نفسه تذوق حلاوة المحبة الإلهية، لأن الله قد تجلى علينا بأوليائه. والعشق للشهداء مثل القائد سليماني والشهيد حججي هو من هذا الجنس أيضًا؛ لأن وجودهم أصبح إلهيًا ورؤيتهم تحيي محبة الله في القلب. والآن بعد أن أصبح لدينا هذه المحبة، لن نكون مستعدين أبدًا لمبادلتها بأي عطاء دنيوي. هذه المحبة هي أعظم أداة لحرق الرذائل مثل الحقد والحسد.

***

**الإجابة على الأسئلة: حلول عملية**
5
* كيف نصبح عاشقين حقيقيين؟ بأداء الواجبات الإلهية والتوسل بالمفاتيح الكامنة في مناجاة وأدعية أهل البيت (ع).
* في المراقبة، هل نتوجه إلى الله أم إلى إمام الزمان (عج)؟ لا فرق بينهما (لَا فَرْقَ بَيْنَهُمْ). ولكن في هذا العالم، يحب الله أن نكثر من ذكر إمام الزمان (عج). ونقل الأستاذ قولًا عن السيدة الزهراء (س): «قولوا لشيعتنا أن يقللوا من إبكاء ولدي المهدي.»
* كيف لا نحمل هم الدنيا؟ بالنظر إلى عاقبتها ونتيجتها النهائية. فالدنيا تافهة وفارغة لدرجة أن الإنسان العاقل لا يصرف همه وغمه عليها. لقد كنا في الجنة ونحن من طلب المجيء إلى هذه الدنيا؛ فمن الجنون أن نبذل كل هذا الجهد لنعود إلى تلك الجنة نفسها. هدفنا أسمى من ذلك بكثير.
* كيف ندير الأفكار؟ ١) تحديد إطار فكري للنفس: "أنا من طيور الملكوت ولست من عالم التراب." ٢) الالتزام بالنظام والبرنامج الدقيق في الحياة. ٣) تجاهل الخواطر الذهنية وعدم الاكتراث بها.
11
تقرير جلسة "القرآن والفطرة" للأستاذ غفاري (دام ظله)
التاريخ: 16 أكتوبر 2025 م

مقدمة: صعوبة السلوك، الاستقامة، والاستعانة به

افتُتح
ت الجلسة بحمد الله والثناء عليه والدعاء لفرج حضرة ولي العصر (عج). استهل الأستاذ البحث بتنبيه أساسي للسالكين إلى الله: صعوبة السلوك تكمن في قول "لا" للنفس. وذكر حكاية عن أحد السالكين قال له أستاذه إن السلوك بالنسبة لك يشبه "حفر جبل بالمخالب"، وسلط الضوء على هذه النقطة قائلاً: «نعم، الأمر صعب، ولكن هل تريد أنت أن تحفر الجبل أم أن الله تبارك وتعالى يريد أن يعينك؟ إذا كان هو معيننا، فلا همّ.»

إن مسير السلوك هو مسير الاستقامة. قد يسقط السالك مرارًا كالنملة التي تحمل حملاً، ولكن الله يطلب منه السعي، لا النجاح الحتمي. إذا كان الشخص ثابت القدم في مسير تزكية النفس، حتى لو لم يصل إلى المقصد في هذه الدنيا، فإن أهل البيت (عليهم السلام) سيأخذون بيده في العالم الآخر.

***

الرذائل الخفية: الحجاب الأكبر لأهل المعرفة

بع
د ذلك، تناول الأستاذ أحد أخطر عوائق السلوك، وهو "الرذائل الخفية". هذه الرذائل، على عكس الذنوب الجلية، تتخفى في لباس الشريعة وأداء الواجب، فيظن الفرد أنه في حالة طاعة، بينما هو في الواقع يتبع هوى نفسه.

وهذه الرذائل الخفية خطيرة بشكل خاص على "الأخيار" والذين تجاوزوا الذنوب الجلية. والجذور الرئيسية لهذه الحجب هي:
1. الاعتماد على المكتسبات: عندما يعتمد الفرد على علمه أو مقامه أو فهمه، فإنه يضع نظارة معتمة على عينيه تمنعه من رؤية الحقيقة. وضرب الأستاذ مثلاً: «القرآن يكشف عن وجهه لشخص بسيط وأمي، ولكنه لا يكشفه لأستاذ في الحوزة أو الجامعة يعتمد على معارفه الخاصة.»
2. التبرير: إن تبرير الأخطاء والتقصير، الذي ينبع من "حب النفس"، هو أكبر مانع. فالإنسان لا يريد أن يكون "عبد الله"، بل هو "عبد النفس" ويظن أنه عبد لله.

إن سبيل محاربة هذه الحجب الخفية يكمن في ثلاثة عناصر أساسية: التفكر، والتوسل، والتضرع. وهذه الثلاثة هي مفتاح الحل، سواء في المشاكل المادية أو العوائق المعنوية.

***

مراجعة مراتب "الكتاب" والقابلية العامة للوصول إليه

بم
راجعة بحث الجلسة السابقة، ذكّر الأستاذ بالمراتب الأربع لـ"الكتاب" في مصطلح القرآن:
1. الكتاب المكنون وأم الكتاب (خاص بالمطهرين)
2. كتاب التكوين والفطرة
3. كتاب التفصيل والخلقة
4. الكتب المنزلة (دليلنا للصعود إلى المراتب الأعلى)

ثم طرح هذا السؤال الأساسي: هل الوصول إلى أعلى المراتب (الكتاب المكنون) والطهارة الكاملة ممكن للجميع؟ كان جوابه بالإيجاب قاطعاً:
إن قابلية الوصول إلى كل الكمالات موجودة في جميع البشر بشكل متساوٍ. فالله في إعطائه لهذه القابلية لم يفرق بين حارس في إدارة وعارف مثل آية الله بهجت. «حدودي أنا يعرّفها القرآن؛ وجود علي (ع) والإمام الحسين (ع) هو ما يعرّف حدودي. فمن أنت حتى تعرّف حداً للإنسان؟»
لو لم تكن لدينا قابلية الوصول إلى مقام علي (ع)، لما أرسله الله لنا أستاذاً وأسوة. بالطبع، كلما زادت معرفة الإنسان وفهمه، كانت مسؤوليته ومحاسبته أثقل.

***

نقد التقدّس الجاهل وأهمية الفرح في الدين

في
خضم البحث، انتقد الأستاذ بلهجة ساخرة وجادة في آن واحد، التوجّه الذي يتبناه "المتزمتون" الذين حذفوا الفرح والضحك من الدين.

وأشار إلى برامج التلفزيون الرسمي في البلاد، التي تخضع لإشراف المراجع والقائد، وتبث أنواعًا من الموسيقى، وطرح هذا الاستدلال بأنه لو كانت هذه الأمور محرمة بشكل مطلق، لما سكتت عنها أعلى السلطات الدينية في البلاد. وهذا يدل على أن الفرح والبهجة، ما داما لا يخرجان عن حدود الله، ليسا مذمومين فحسب، بل هما أمر مطلوب. فالمقاتلون في الجبهة كانوا أسعد الناس وفي نفس الوقت أكثرهم بكاءً.
المسؤولية الاجتماعية؛ البُعد المنسي للسلوك

أد
ى هذا النقد إلى دعوة عامة للشعور بالمسؤولية الاجتماعية. قال الأستاذ إنه لا ينبغي لأحد، من عامل النظافة إلى أستاذ الجامعة، أن يعفي نفسه من واجب الإرشاد والتذكير. «هؤلاء أبناء الزهراء (س). إذا كنت تحب أهل البيت، فيجب أن تحب هؤلاء الناس.» فكلمة أو سلوك محب يمكن أن يكون له أثر هائل، واللامبالاة في هذا المجال هي نقص كبير في السلوك.

النتيجة والدعوة إلى التأمل
في
الختام، وبعد الإعلان عن موضوع الجلسة القادمة («الرحمانية والرحيمية»)، أكد الأستاذ على أن هذه المعارف الثقيلة لا تُنال بمجرد السماع، بل تحتاج إلى مباحثة ومطالعة وتفكر عميق حتى تتفتح حقيقتها في وجود الإنسان وتكون هادية له.
15
لن نمضي في هذا المسير المعنوي دون أن نُمتَحن، بل سيكون هناك إمتحانات كثيرة أمامنا . فهذه الإمتحانات هي التي تبين لنا من هو رجل الميدان ومن الذي سيستطيع حفظ اليقين الذي تفضلوا عليه به.




#الأستاذ_الغفاري حفظه الله🌸
📚الخطوات_الثلاث_للسالك_العاشق ١١٩




@Ya8affar
12💔6
يا غفار - قناة حفظ ونشر آثار الاستاذ الغفاري (حفظه الله)
Photo
🏴 ليتنا كنا نسمع جواب الإمام (عليه السلام) بسلامنا، ولعلّ بعض من يجتمع معنا يسمعون جواب الإمام (عليه السلام) فإن جواب السلام واجب،

🤚🏼 عندما نسلّم على الإمام فإنه يجيب سلامنا يقيناً لأن ذلك واجب عليه، ولكن البعض يسمعون الجواب والبعض لا يسمعونه، أولئك الذين يسمعونه طوبى لهم وهم كتومين، يكتمون ذلك ولا يتحدثون بحالاتهم المعنوية حيثما كان ولا يذكرون ذلك إلى أي شخص كان،

💔 ولكن أولئك الذين هم مثل هذا المتكلم الذين ليس لهم توفيق سماع جواب السلام، فما الذي يجب أن يفعلوه؟ هل معنى ذلك أن الإمام لا يحبنا، هل يجيب فقط على الذين يحبهم؟ الجواب هو أن الإمام يجيب الجميع ولا يترك ولا يجعل أي فرق بين أحد منا ولكن الإختلاف هو أننا لسنا مخلصين بشكل كامل، علينا أن نُصلح أعمالنا ونجعلها خالصة ومطابقة للشرع المقدس، أن نأتي وبكل رجولة وعزم وعلى الأقل أن نراعي حرمة الإمام (عليه السلام)، حرمته التي جعلها لنا في هذا الشهر، وأن نستفيد منها من أجل العام بأكمله،

فعلى أي حال إن الإنسان يحبّ أن يسمع صوت الإمام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، وزوار الإمام الحسين (عليه السلام) لهم عند الله منزلة عظيمة حتى ورد بشأنهم "ناجاه الله فوق عرشه"، فالله تبارك وتعالى يناجيهم من فوق العرش، فالله تبارك وتعالى يحبّهم، وأولئك الذين يشاركون في مراسم العزاء وفي المجالس التي تنسب للإمام الحسين (عليه السلام) فإنهم يقيناً تحت موضع الألطاف والتفضّل والعناية الخاصة لله تعالى، جميعهم كذلك، ولكن حسناً يا أبا عبدالله نحن أيضاً نحبّ أن نسمع جوابك لسلامنا، ونحب أن نسمع صوتك. 💔

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العارف سماحة الأستاذ الغفّاري (دام ظلّه)
من محاضرة ٦ محرم ١٤٤٣هـ في #شرح_دعاء_عرفة
1👍1
إذا ما وقع الإنسان - لا قدر الله -بالشك بعد اليقين فسيكون هذا بالغ الخطورة، فإذا شك بعد هذا في أي اعتقاد في القرآن، أو في أئمة الهدى أو في الأحكام الإلهية، فسيكون قد ابتُليَّ بعجل السامري، وسيكون قد وقع في محل لعن وغضب من ناحية الله وأئمة الهدى.

#الأستاذ_الغفاري حفظه الله 🌸
📚الخطوات الثلاث للسالك العاشق 118



@Ya8affar
8😢3
زيارة آل ياسين وحدها لن توصل الإنسان إلى محل بلا مراقبة. فعلينا في هذه الأربعينية ألا نقوم بالأعمال التي قمنا بها بغفلتنا طوال عمرنا إلى أن تتفتح أمامنا أبواب السماء. وما المشكلة في أن نسعى في هذه الأربعين يوما ألا نكذب أو أن ننتبه لأعيننا وننتبه لأذننا !؟ إن أردت أن تشملك البركات الخاصة، فعليك أن تؤمن بهذا.


#الأستاذ_الغفاري حفظه الله 🌸
📚الخطوات الثلاث للسالك العاشق ١٢١
23
**تقرير جلسة "جمال الشمس" للأستاذ غفاري (دام ظله): حكاية غربة السالك في دار الدنيا**
**التاريخ: 20 أكتوبر 2025 م**

**مقدمة: يقظة الفطرة وضرورة الصدق في السلوك**


افتُتحت الجلسة بحمد الله والثناء عليه. استهل الأستاذ البحث بتحذير جاد ومؤثر، مشيراً إلى قدرة غزليات حافظ الشيرازي على إيقاظ الفطرة: «إذا لم يهتز قلب الإنسان أمام كلام العشق والمحبة الإلهية، فليعلم أنه لا يصلح لشيء وعليه أن يداوي نفسه.» فالدرس الأول والأساسي في السلوك هو الوفاء لتلك المحبة التي تذوقها الإنسان.

وانتقد بلهجة حاسمة السالكين غير الصادقين الذين استهزأوا بمسير تزكية النفس، ولم يتغيروا بعد سنوات: «لقد استهزأوا بالسلوك... وأصبحوا مجرد ديكور للجلسات... لقد سُجّل اسمه في السلوك لعشر سنوات ولكنه لا يتحرك... يجب أن يضرب رأسه بالجدار حتى يتحطم.» وأشار الأستاذ إلى تشدد العظماء في قبول التلاميذ، مبيناً أن هذا التشدد كان من أجل ألا يلحق الأشخاص غير المؤهلين الضرر بأنفسهم وبهذا المسار المقدس.

***

**الغربة في الدنيا: إدراك حقيقة الذات الوجودية**


كان المحور الرئيسي للبحث هو شرح هذا البيت الأساسي الذي يصور الحوار بين السالك الغريب والمعشوق الأزلي:
> گفتم ای سلطان خوبان رحم کن بر این غریب
> گفت در دنبال دل ره گم کند مسکین غریب
> (قلتُ: يا سلطان الجمال، ارحم هذا الغريب / قال: المسكين الغريب هو من يضل الطريق باتباع قلبه)

عرّف الأستاذ «الغريب» بأنه الشخص الذي أدرك حقيقة وجوده. وهذه الغربة يمكن تأملها من عدة جوانب:

1. إدراك المنشأ الملكوتي: يصل السالك بكل وجوده إلى الإيمان بأنه «طائر من حديقة الملكوت، ولست من عالم التراب». يدرك أنه قد وقع في قفص في هذه الدنيا، ويجب أن يكون كل سعيه منصباً على التحرر منه.
2. خواء الدنيا واعتباريتها: كل التعلقات الدنيوية — الأب، الأم، الابن، الزوج، المال، والمنصب — هي أمور اعتبارية ومؤقتة. ليس لها وجود خارجي وأصيل، وإنما وُضعت فقط للامتحان في هذا المعبر. ومن يفهم هذه الحقيقة: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ...﴾، فإنه لم يعد يتعلق قلبه بهذه الأمور ويشعر بغربته بعمق.
3. البقاء في وجه الله: السبيل الوحيد للنجاة من الهلاك (﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾)، هو أن يصبح الإنسان «وجه الله». فالأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم وجه الله، ونحن أيضاً بالاتباع الكامل واكتساب التقوى، يمكننا أن نصبح تجلياً لذلك الوجه الباقي، وإلا فنحن في هلاك حتى في هذه اللحظة.

***
**من هو «الشقي»؟ نسيان الذات والعبادة التجارية**


بعد ذلك، عرّف الأستاذ «أشقى» الناس بأنه من نسي أصله وموطنه الحقيقي ووقع في أسر العالم النفساني (موطن الأشقياء). هذا الشخص هو نفسه من نسي الميثاق الأزلي (ألست بربكم قالوا بلى).

وأكد أن حتى عبادات هذا الشخص تنبع من الشقاء: «في أحسن الأحوال، لا يرتكب ذنباً خوفاً من جهنم، ويقوم بعمل صالح طمعاً في الجنة. حسناً، هذا هو أشقى الناس. ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ﴾.» فهذه العبادة هي معاملة تجارية، وليست عبادة الأحرار.

وسبيل النجاة من هذا الشقاء هو العمل بهذه الآية الشريفة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾. فمصيبتنا تكمن في أننا بدلاً من الانشغال بعيوبنا التي لا تحصى، ننشغل باستمرار في تتبع عيوب الآخرين.

***

**حيرة العارف ووحدة القلب والحبيب**


بالإشارة إلى كلام أمير المؤمنين (عليه السلام): «عَجِبْتُ لِمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ كَيْفَ يَأْنَسُ بِدَارِ الْفَنَاءِ»، قال الأستاذ: من العجيب أن يأنس بهذه الدار الفانية من عرف ذاته الملكوتية. هذه المعرفة توصل الإنسان إلى حيرة مقدسة. وهذه الحيرة تختلف عن التخبط الناتج عن الشك والضلال، وهي بحد ذاتها من مراتب السلوك الرفيعة.

غاية هذا المسير هي إدراك الوحدة بين العاشق والمعشوق؛ مقام لا يعود فيه تمييز بينهما، كما يقول بابا طاهر:
> إذا كان القلب هو الحبيب، والحبيب هو القلب، فما هو القلب؟
> وإذا كان الحبيب هو القلب، فما اسم القلب؟
> أرى القلب والحبيب ممتزجين معًا
> فلا أعلم من هو القلب ومن هو الحبيب

لخص الأستاذ هذا المفهوم بهذه الجملة الأساسية من العرفاء: «تأمل جيداً، فستجد أن الذي سلب قلبك هو الحبيب نفسه.» ونقلاً عن الحديث الشريف: «القلوب الطاهرة هي محل نظر الله سبحانه.»

***

**النتيجة: اغتنام المناجاة والاستغاثة بالمحبوب**

في الختام، ومع الإشارة إلى أن السالك في حالة استغاثة وطلب دائم للوصال، أشار الأستاذ إلى فقرات من المناجاة الشعبانية التي تظهر ذروة هذه الحاجة والشوق:
«...وَلِقَاؤُكَ قُرَّةُ عَيْنِي وَوَصْلُكَ مُنَى نَفْسِي وَإِلَيْكَ شَوْقِي وَفِي مَحَبَّتِكَ وَلَهِي...»
15
وأوصى بشدة ألا يغفل السالكون عن هذه الهدايا الثمينة من أهل البيت (عليهم السلام)، وأن يهيئوا أنفسهم لتلقي الفيوضات الإلهية بقراءة هذه المناجاة قبل صلاة الليل، لأن كل أسرار العرفان كامنة في هذه الكلمات.
17
**تقرير جلسة الأستاذ غفاري (دام ظله) للأخوات**
**التاريخ:** 22 أكتوبر 2025 م
**الموضوع:** الحياة الطيبة، المحبة الإلهية، والجهاد الأكبر


**مقدمة: الحياة الطيبة، وعد متاح للجميع**

افتُتحت الجلسة بحمد الله والثناء عليه والدعاء لفرج حضرة ولي العصر (عج). استهل الأستاذ البحث بالتمحور حول الآية الشريفة ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، واستنادًا إلى قول أستاذه، ذكّر بهذه النقطة المفعمة بالأمل: «لو لم تكن لدينا قابلية الوصول إلى هذه المقامات، لما أوصل الله تبارك وتعالى ذلك إلى مسامعنا أبدًا.» بناءً على ذلك، لا ينبغي أن نعتبر أنفسنا خارج دائرة الصالحين والمؤمنين والذين أُحيوا بالحياة الطيبة، بل يجب أن نؤمن بأننا وُضعنا في هذا الوعاء وأننا قيد التربية.

***

**توسيع مفهوم «العمل الصالح»**

في البداية، أخرج الأستاذ مفهوم "العمل الصالح" من حصره في العبادات الفردية، وعممه ليشمل جميع شؤون الحياة. فالعمل الصالح ليس فقط الصلاة والإنفاق، بل كل عمل يُؤدى بأمر المولى ولرضاه هو عمل صالح. من النوم وتناول الطعام إلى الحوار مع الأسرة، وتربية الأبناء، وحماية الأزواج، كل ذلك يمكن أن يندرج في هذه الدائرة. لا يوجد عمل صغير عند الله، ولا ينبغي الاستخفاف بأعمال مثل المبادرة بالسلام أو منع الإسراف.

***

**المحبة الإلهية؛ ثمرة العمل الصالح والمحرك الدافع للسلوك**

بالعودة إلى "مناجاة المحبين" وهذه الفقرة الأساسية «من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً؟»، شرع الأستاذ في شرح علامات المحبوبية عند الله. فمحبة الله لا تقارن بالمحبات الدنيوية. ولتقريب الفكرة، ضرب مثلاً بمحبة الأم لابنها التي هي على استعداد لأن تلقي بنفسها في الماء والنار من أجله، وقال إن هذه مجرد ذرة من محبة الله التي لا حدود لها. فمن يحبه الله، يصبح الله نفسه جزاءه (أهب نفسي له)، ويصل إلى مقام يصبح فيه وجوده إلهيًا ويصبح له عين إلهية وأذن ولسان.

بعد ذلك، واستنادًا إلى آيات القرآن، عدد الفئات التي تحظى بمحبة الله الخاصة:
1. طالبو الطهارة (﴿الْمُطَّهِّرِينَ﴾): الذين يخطون في مسير تهذيب النفس وتطهير القلب من الرذائل.
2. أهل الإيمان والعمل الصالح (﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾): يجعل الله لهذه الفئة "وُدًّا" (محبة أشد) ويُلقي محبتهم في قلوب الآخرين أيضًا.
3. المجاهدون في سبيل الله (﴿الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ﴾): الذين يجاهدون في سبيل الله صفًا كأنهم بنيان مرصوص.
4. الصابرون (﴿الصَّابِرِينَ﴾): الذين يصبرون أمام الصعاب وسوء الأخلاق وفي مسير الطاعة.
5. المتوكلون (﴿الْمُتَوَكِّلِينَ﴾): الذين بعد اتخاذ القرار، يفوضون أمرهم بالكامل إلى الله ويعتبرون أنفسهم وكلاءه الذين لا يُعزلون.

***

**الجهاد الأكبر؛ شرط لازم لنيل المحبة**

بالتركيز على آية المجاهدين، أكد الأستاذ أن أهم مصداق لهذا الجهاد بالنسبة للسالك هو محاربة النفس. واستنادًا إلى الحديث النبوي «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ رَجُلًا يُدْخَلُ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ وَلَا يُقَاتِلُ»، قال: «القلب حرم الله. والله يبغض من يسمح للأعداء (الخيالات، الخواطر، هوى النفس) بمهاجمة هذا البيت وهو لا يقاتل.»

يجب أن يكون هذا الجهاد جهادًا استباقيًا. ونقلاً عن أمير المؤمنين (ع)، لا ينبغي انتظار هجوم العدو، بل يجب مهاجمته قبل أن يبدأ بالهجوم. وهذا يعني أن على السالك أن يحدد مسبقًا عوامل إثارة الذنب (الأماكن غير المناسبة، الأصدقاء السيئون، الفضاء الافتراضي الملوث) وأن يبتعد عنها.

***

**الصبر، السخاء، والفأل الحسن؛ أجنحة التحليق في مسير المحبة**

سلط الأستاذ الضوء على ثلاث فضائل أخرى تجلب محبة الله:
* الصبر: المسار المعنوي يتطلب الصبر؛ الصبر على المعصية، والصبر على الطاعة، والصبر على عدم رؤية النتائج الفورية.
* العطاء والسخاء: نقلاً عن أمير المؤمنين (ع)، «إن الله يحب السماحة ويكره التقتير على الأهل.» وهذا التقتير ليس ماديًا فقط، بل يشمل البخل في الكلام المحب وإظهار العاطفة.
* الفأل الحسن: نقلاً عن النبي الأكرم (ص)، «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ.» يجب تجنب الأفكار السلبية وسوء الظن، وأن نحسن الظن بالله دائمًا.

***

**قسم الأسئلة والأجوبة: حلول عملية في مسير السلوك**

في هذا القسم، أجاب الأستاذ بالتفصيل على الأسئلة المطروحة:
1
**١. ما الفرق بين الغبطة والحسد؟**
بيّن الأستاذ الفرق بينهما بوضوح:
* الغبطة: شعور إيجابي. أنت ترى كمالاً (معنويًا أو دنيويًا) عند الآخر وتتمنى أن تحصل عليه أنت أيضًا، دون أن ترغب في زوال تلك النعمة عن الآخر. والغبطة بالصالحين أمر محمود جدًا وموصى به.
* الحسد: رذيلة أخلاقية وشعور سلبي. في الحسد، يتمنى الشخص أن تُسلب النعمة التي يملكها الآخر؛ سواء وصلت تلك النعمة إليه أم لا. أصل الحسد هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. وأضاف الأستاذ هذه الملاحظة المطمئنة بأن الشعور الذي ينتابنا غالبًا هو الغبطة ونحن نخطئ بتسميته حسدًا؛ فالحسد بمعناه الحقيقي نادر جدًا.

**٢. كيف نعرف أن أعمالنا لها درجة ومرتبة عند الله؟**
جواب هذا السؤال يكمن في العمل نفسه. المعيار هو مطابقة العمل للشريعة المقدسة وتعاليم القرآن وأهل البيت (عليهم السلام). إذا كان العمل الذي تقوم به يتوافق مع هذه المعايير، فاعلم أن له مقامًا ومرتبة عند الله ويُعتبر ذا قيمة.

**٣. هل واجب تربية الأبناء على الأب أم الأم؟**
اعتبر الأستاذ أن هذا الواجب مشترك وعلى عاتق كلا الوالدين. ولكنه في نفس الوقت، فصل بين الأدوار:
* الرجال غالبًا ما يكونون خارج المنزل وقد يكون حضورهم الجسدي أقل، ولكن هذا لا يقلل من مسؤوليتهم التربوية.
* ومع ذلك، فإن التربية أمر لطيف ومعنوي ولا تتناسب مع العنف والخشونة. لقد أودع الله في الأمهات رأفة ومحبة عظيمة هي أكبر ميزة لهن. لهذا السبب، فإن الدور الرئيسي والمحوري في التربية اللطيفة والعاطفية للأبناء يقع على عاتق الأم. وأشار الأستاذ إلى نفسه قائلاً: «الرجل خشن بطبعه... ولا يملك الصبر الكافي. ولكن انظروا كم تعشق الجدة أحفادها.»

**٤. أحارب نفسي فتروض، ولكنها بعد فترة تهاجم بشدة أكبر. لماذا وماذا أفعل؟**
اعتبر الأستاذ هذه الحالة طبيعية تمامًا وشرحها بمثال:
عندما لا تملك أي رأسمال، لا تحتاج إلى حارس وقفل وجهاز إنذار. ولكن بمجرد أن تصبح صاحب رأسمال (وهنا رأسمال معنوي)، فإن اللص (الشيطان والنفس) يهاجم بشدة وحرص أكبر لسرقته. إذن، هجوم النفس الأشد هو علامة على أنك قد حصلت على شيء ثمين.
ما هو الحل؟ الحل هو إغلاق جميع طرق التسلل والمراقبة الشديدة. يجب، من خلال المحاسبة والمراقبة الدقيقة، أن تتوقع من أي نقاط ضعف لديك قد يهاجم العدو، وأن تغلق تلك الطرق مسبقًا.

**٥. رضا الله في رضا الزوج، ولكن كيف نتعامل مع الزوج سيئ السلوك؟**
طُرح هذا السؤال بشكل ضمني، وأشار الأستاذ إلى تعقيده. ومع تأكيده على وجود رجال ونساء سيئي السلوك يستغلون صبر الطرف الآخر، اعتبر أن الحل الرئيسي هو الصبر لله ومن أجل الأبناء. ولكن الأهم من ذلك، قدم حلاً عمليًا:
أن يقتني الزوجان كتابًا مثل "ملكوت العشق الخفي" ويتباحثا فيه معًا. هذه المباحثة المشتركة تجعل عيوب وإشكالات كلا الطرفين تظهر، وتهيئ الأرضية للإصلاح.

**التوسل والخاتمة**
اختُتمت الجلسة بذكر المصيبة المؤلمة لحضرة الزهراء الأطهر (سلام الله عليها). وأشار الأستاذ إلى عظمة تلك السيدة التي هي، في حديث الكساء، محور تعريف أصحاب الكساء الخمسة، ثم أشار إلى الحقيقة المرة وهي كيف تم الهجوم على بيتها رغم هذا المقام، وأن هذه المصائب الكبرى هي بحد ذاتها درس لنا للصبر على ابتلاءات حياتنا الأصغر.
3
يا غفار - قناة حفظ ونشر آثار الاستاذ الغفاري (حفظه الله) pinned «🛑صلاة الاستغاثة بإمام الزمان(علیه السلام) *وكيفيتها على النحو التالي: تصلي ركعتين وتقول بعد الصلاة: *يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا…»
🛑 كيــف نبلغ مقام "مارأيتُ إلاّ جميلاً"؟

_على السّالك أن يصير جميلاً
إذا صار جميلاً يرى الجمال
إذا لم يصِر جميلاً لا يرى الجمال
فالجميل فقط من يرى الجمال
ويستطيع أن يقول مارأيت إلاّ جميلا،

❗️فيجب أن تتحق فيه السنخيّة،
فإذا تحققت السنخيّة سيصير جميلاً ويشاهد الجميل،

لكن إذا لم يصِر جميلاً ورأى نفسه فقط، فسيرى القبيح
مثلاً عند المصائب يرى القبيح
عند الإبتلاءات يرى القبيح
🔻لماذا؟ لأنه لم يُزِل هذه النفس ويتوجّه لله سبحانه
فالذي لا يلتذُّ بالطاعة ويريد أن ينهي الصلاة بسرعة "وإنها لكبيرةٌ الا على الخاشعين" تكون العبادة صعبة عليه،
❗️لأنه ليس لديه سنخيّة مع حقيقة العبادة، حقيقة الصلاة وباطنها، فلا يلتذّ بها، لأن سنخيّته فقط مع ظاهر الصلاة.

☀️أما الذي يصل لباطن الصلاة وحقيقتها، نراه يسهر الليل ويقوم بالطاعات والعبادات والمناجاة، ويراها كلها جميلة ويلتذُّ بها،
لأنه صار مُسانخًا لحقيقة الصلاة وباطنها

❗️وهذا لا يحصل إلاّ بجهاد النفس ومحبّة الله.


☀️سماحة الشيخ محمّد أمين الميّاحي
🌸مبارك عليكم ولادة السيدة زينب عليها السلام 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
المحاضرة الكاملة🔽
https://www.tg-me.com/ya8affar/5819
8
**تقرير جلسة "القرآن والفطرة" للأستاذ غفاري (دام ظله): الرحمانية والرحيمية، أساسا العهد الأزلي**

**التاريخ:** 23 أكتوبر 2025 م

**مقدمة: الفطرة، التسبيح العالِم، واختيار الإنسان في مسير السلوك**


افتُتحت الجلسة بحمد الله والثناء عليه. استهل الأستاذ البحث بتعريف عميق لـ"الفطرة". فالفطرة هي تلك الحقيقة التي تعمل على أساسها كل العوالم، من الملكوت إلى عالم التشريع (دنيا الأحكام)، وليس هناك أمر في عالم التكوين والتشريع جبري أو آلي.

وانتقد الأستاذ وجهة النظر التي تعتبر عبادة الملائكة مجرد تسبيح جبري وبدون اختيار، وقال إنه حتى الملائكة، مثل الشيطان (الذي اعترض) وفُطرُس (الذي لجأ)، يمتلكون نوعًا من الاختيار، وتسبيحهم (﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾)، هو تسبيح عالِم وعاشق، وليس وظيفة ميكانيكية.

والإنسان أيضًا، الذي يمتلك اختيارًا خاصًا، يجب أن يختار هذا المسار بعلم وعشق. لقد أودع الله في وجودنا القدرة على إدراك الخيرات (التقوى) والقدرة على إدراك السيئات (الفجور). وفي مسير السلوك والحركة تتجلى هذه الخيرات والسيئات. فالإنسان الساكن لا يفهم شيئًا، وإنما يعاني فقط من خواطر شيطانية. ولكن عندما يخطو في الطريق بالمجاهدة (﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾)، فإن الله يأخذ بيده ويساعده على رؤية الجمال والقبح وإيجاد الطريق.

***

**كلمة "الله"؛ بحر العشق والحقيقة الكامنة في الفطرة**

بالإشارة إلى لفظ الجلالة "الله"، شارك الأستاذ تجربة شخصية وعميقة ليبيّن كيف أن الحقائق الملكوتية مغروسة في فطرتنا. فمنذ طفولته، حتى قبل بلوغه سن التكليف وبدون إدراك معنى هذه الكلمة، كان لديه عشق ذاتي وعميق للفظ "الله". كانت هذه الكلمة بالنسبة له كرفيق وحقيقة داخلية، ورؤيتها أو سماعها كان يفيض في وجوده بحرًا من العشق.
وروى حكاية من طفولته في زمن الطاغوت، وكيف أنه على رف في الغرفة، وضع كلمة "الله" فوق صور الشاه وعائلته، وكيف أن والده بفطنة وبصيرة، ودون إثارة الخوف، أزال تلك الصور الدنيوية من ذلك المكان ليحافظ على قدسية الاسم الإلهي. هذه التجربة هي شاهد على أن الحقائق الملكوتية مغروسة في فطرتنا، وأن الارتباط بها لا يحتاج إلى تحصيل علمي أو علوم اكتسابية.

***

**الرحمانية والرحيمية: أساسا العهد الأزلي ومفتاح فهم القرآن**

كان المحور الرئيسي للبحث هو شرح دور اسمي "الرحمن" و"الرحيم" في بداية سور القرآن.

**لماذا "بسم الله الرحمن الرحيم"؟**

يقول حضرة الأستاذ (رضوان الله عليه) إن الله بوضعه هذين الاسمين بعد لفظ الجلالة "الله"، يريد أن يُعلِم البشر بعهدهم الأزلي؛ عهد قائم على أساسين: الرحمانية والرحيمية.
هذان الاسمان هما في الواقع خلاصة لجميع الأسماء الإلهية التي أودعها الله في وجودنا (﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾). وتكرار هاتين الصفتين في بداية كل سورة هو لتوجيه انتباه المؤمنين إلى أن كل بيانات الله تقوم على جانبين:
1. الجانب الخَلْقي (المُلْكي): العالم الظاهر، عالم المادة، وعالم التشريع.
2. الجانب الأمري (الملكوتي): العالم الباطن، عالم المعنى، وعالم التكوين.

**علاقة الرحمانية والرحيمية بالمُلك والملكوت**

لتوضيح هذه العلاقة، ضرب الأستاذ مثلاً بسورة الفاتحة:
* ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ...﴾ تشير إلى الجانب الملكوتي.
* ﴿...الْعَالَمِينَ﴾ تشير إلى الجانب المُلكي والخلقي.

هذان الأمران ممتزجان؛ أي أنه إذا كان "العالمين" موجوداً، فذلك ببركة وجود "الربّ". ثم يقول:
* "الربّ" يشير إلى جانب الرحيمية (التي لها طابع خاص وتربوي وهدايتي أكثر).
* و**الرحمانية** تشير إلى الجانب الخلقي (وهو الجانب العام والشامل للخلق).

يطلب الله من قارئ القرآن أن يقرأ الآيات بالنظر إلى الفطرة والملكوت، وأن يعلم أن الجانب الخلقي والظاهري ينبع دائمًا من تلك الحقيقة الملكوتية. بعبارة بسيطة، كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «كل عمل صالح تقومون به، هو نحن.» هذا "النحن" هو الحقيقة الملكوتية لذلك العمل، وليس مجرد ظاهره. وكما أن هذا العالم المُلكي يصبح "عدمًا" بدون وجود إمام الزمان (عج) (الذي هو حقيقته الملكوتية)، كذلك لا يكون لأي عمل حقيقة وقيمة بدون الاتصال بالملكوت.

**النتيجة: طريق الفطرة المستقيم وإيجاد الذات**

في الختام، ومع التأكيد على أن الهدف من طرح هذه المباحث الثقيلة هو أن يجد الإنسان وجوده الحقيقي، أثنى الأستاذ على منهج أستاذه. وقال إن حضرة الأستاذ (ره) بلغة فطرية وبسيطة، يوصلنا مباشرة إلى الحقائق، بينما يجعل الفلاسفة والمتكلمون الطريق طويلاً ومعقداً. هذه الحقائق ليست بعيدة عنا، بل هي في وجودنا وفي إحاطتنا. كل هذه التجليات، من القرآن إلى السيدة المعصومة (عليها السلام) والرفيق الشفيق، هي في النهاية انعكاس لحقيقة وجودنا نحن. بقليل من الانتباه، يمكن الوصول إلى هذه الحقائق الملكوتية والوصول إلى الوصال واللقاء.
3
2025/10/27 11:35:22
Back to Top
HTML Embed Code: