كالميناء المهجور، كالصفحة المزدحمة فِي منتصف كتاب لا يقرأه احد، كنافذة صغيرة تختنق في ظلام زنزانةٍ مكتظة بالمساجين، هكذا انا.
ربما لا زلتُ صامد لكني أسرفتُ كثيرًا في الكتمان والتظاهِر، التعبُ يزيد وأنا أنطفئ أكثر، حَولي ثابتْ لا يتغير ولكني ماعدتُ ثابتًا إني أمَيل.
- ليس بإمكاني أن أجعلك تفهم، ليس بإمكاني جعل أي شخص يفهم ما الذي يحدث بداخلي، ليس بإمكاني حتى تفسير الأمر لنفسي.
إنهيارات داخليّة وتناقضات شعورية، ناهيك عن الحزن المستمر وانعدام الشغف، هل تصدق أن كل هذا يحدث بمظهر ثابِت.
لست حزينًا ولا كئيبًا، بل اسوء من الأمرين، أنا فارغ و لاشيء يُرضيني وجهي شاحب، اطرافي جامدة، افكاري تسبب لي صداع، وليست هناك ايا دموع.
أتفهم دائمًا لأنني أعرف قسوة ألا يجد المرء من يفهمه، أعرف كيف يتخبط تائهًا في الأماكن التي ظن أنه يعرفها وتعرفه أعرف مرارة الوحشة بعد فرط الألفة.
اصنع قوتك دون أن تظهرها، احتفظ بها تخطى كل هزائمك وخيباتّك، وارفع سقف أحلامك لأعلى، خلقت لتعيش لا أن تموت بجسد يتنفس.
لا شيء ثابت في هذا العالم، كل ما يمنحك الأمان بإمكانه أن يبث الخوف فيك، وكل الأشياء التي هربت إليها ستجد نفسك هاربًا منها "مسألة وقت فقط".
قد كنت أتجنب المحبه طوال حياتي، كنتُ أعلم أن قلبي اكبر مني، و إنها لكارثة أن تكون شخصًا عاطفيًا و منطقيًا في آنٍ واحد.
