‏" ما أصعب أن يواسي الإنسان نفسه "

‏" لم يرهقني شيء كما فعلت أفكاري "

‏"ملامحِيِ بدأت تَتحدث عن التَعب الذي أحملُه بداخِلي ."

‏" يعلم الله أنني أقاومُ شعورًا أقوى مني ."

وإنها كالمتاهة مهما بحثت ستصل إلى طريقٍ مسدود، لن تجد شيئًا وستفقد نفسك في وسط كل هذه الطرق سيُجن جنونك ولن تعود كما عهدت نفسك..
إنها متاهة الحُزن.

‏أفهم جيداً تناقض هذه المعادلة، أن تشعر وكأنك قد امتلكت كل شيء وأنت تشاهد شيئاً تحبّه، أن تشعر وكأنك فقدت كل شيء حين تتذكّر أنك لن تستطيع الوصول له بعد الآن.

ولكنني الى الآن، لم أجد الشخص الذي أُشاركهُ غرّابة أطواري ولحظات أنكساري، لم أجد شخصًا أكون معه على طبيعتي تمامًا، دون أن أضطر لتمرير الكلام ولا تجاهُل بعض التعليقات ولا التفكير في شيء قبل قولهِ، لم أجد الشخص الذي أجمعُ شتات نفسي تجاهه دون خوف ودون أن أهاب نظرة الشفقة التي ربما تنتابهُ، أن أكون معهُ غير خائف من أن أكون حملًا أو عبئًا، ولا أخاف من الخوض معهُ في نقاشٍ طويل، وأن أشاركهُ تساؤلاتي بشأن الوجود، وأشاركهُ نصوصي الساذجة وخربشاتي الفاشلة دون خجل او حذف، أن اقذف بعقلي خارجًا وأتصرف لمرةٍ واحدة كشخص مجنون، أو على الأقل على طبيعتي.

‏"أعيش ما اسميه الحزن الخامد، حزن لا فائدة منه، لست غاضب ولست مشتعل، ولكن لا أكتب، لا أرسم، لا أثور، مستلقٍ انتظر انقضاء اليوم، ابتسم في وجه الجميع وأنهي أعمالي، لكني حزين. الحزن الذي يفقدك الاحساس ولا تستطيع أن تبكي معه."

أحلم ب المستقبل فأتساءل أين سأمضي؟ ما الذي سيحدث لي حينذاك ؟ و أفكر ثم أفكر و يأخذ الأمل ينبت في نفسي . و في مرة أخرى أخذت أعد : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، ..إلخ ، بغية أن انام اثناء العد كنت أصل احيانًا إلى ثلاثة آلاف ثم لا أستطيع أن اغفو !

العودة إلى البيت ، رغم أَنها أَكثرُ الأفعال اعتياديةً ، تبقى أجملُ ما يُمكن أنّ يفعله المرءُ على الإطلاق.

قبولي للحياة وممارستها كان أصعب شيء بإمكاني فعله، ليس صعبًا وحسب بل كان مستحيلًا، لنكن منصفين.. لقد حاولت التعايش وتدربت عليه يوميًا أخذت أجرب الإعتياد على وضعية الإنتعاش في الصباح الباكر، ولديّ العديد من الدروس التي تقول بأن هناك شيء ما ينتظرك، ويستحق أن تحيا كل انغلاقاتك من أجله، رشّحت روحي باستمرار.. لكنّ الشوائب كانت عصيّة أكثر مما توقّعت، كنت أرى ابتهالاتي تغادر سُدى، تضرّعاتي لا أدري ماذا حصل بشأنها، كانت في طريقها للسماء ولا أعرف عنها أكثر من ذلك. هلِكت مفاصلي، ولحم جسدي أخذَ يصفرّ؛ كأنه يعرف ما أعانيه فانتمى لهذا الشرخ وتألم كما اتألم، أعضائي حزينة من أجلي كما أنا حزين لإهداري إياها، ولا أدري من المسؤول.. أيامي الفائتة، وساعات الليل الطويلة، مروري المعتاد على الممرات الخالية، وانزواءاتي لزوايا غرفة مظلمة، كلّ طقوسي كانت بهيئة عزاء حقيقي، ولم يأخذ أحدهم هذا الجرح بمحمل الجد، ينظرون إليك كأي شخص عاديّ ورتيب، بالفعل كنت كذلك ولكن ماذا عن بُقع الظلام الواسعة في داخلي؟ من كان يجرؤ على إنارتي ؟ لا أحد.. لم يدركني أحدًا وأظن ذلك أمرًا جيدًا، أن لا تكون محط أنظار وملفتًا، كنت لا شيء، والآن أنا في طريقي لأكون شيئًا تحطم، سكب على نفسه المياه وحصّنها بالجُبن، أجل أنا جبان لم أقاوم الحياة بالشكل المطلوب، كنت أضعف من ذلك، وصدقوني لا شيء أكثر ألمًا من إخباركم بأنني ضعيف، وهزيل جدًا، يرغب بإعداد طقوس جنازة لنفسه.

‏"تمُر على الإنسان أوقات تكون فيها أعظم أمنياته، هي أن لا يشعُر ."

لا شيء جديد ها أنا هُنا بعد أنتهاء يومي الشاق أعود ألى غرفتي مُتلهف وكأن هُنالك من ينتظرني ولكنني لا ارى سوى تلك الوساده المشتاقه لرأسي الثقيل ."

خطر في بالي أنّ زمنًا طويلًا قد مر عليّ الآن ما كنت أفعل فيه إلا الانتقال من يومٍ إلى اليوم الذي يليه، من النهوض من الفراش إلى العودة إليه، كنت أبني حبكات ما أكتبه، لكن حبكة حياتي أنا كانت جامدةً في مكانها، لم تكن تتحرك أو تتطور، بل شرعت في التفكك أيضًا."

قرأت نص رائع ولم أستطع إرساله لك.. كان هذا أكثر ما أحزنني هذه الليلة.

‏وأريد فقط أن أخرج رأسي من هذا العالم المكتظ، لأتنفس لبرهة وأعود.

‏تعلمت أن الصدمات لن تتوقف ، لذلك يجب أن أتهيأ عند كُل صباح.

‏إنها مأساة الإنسان الدائمة، أنه وحيدٌ مع أحزانه الحقيقيّة التي لا يشعر بها سوى قلبه.

‏أنا دائمًا مع فكرة أن الجميل يرحل ويأتي الأجمل، لكنك أحيانًا ترغب بالجميل فقط أن يستمر.. حتى ولو على حساب ضياع الفرصة لأن تقابل الأجمل.

‏"تجرحني كل الأشياء التي ألمسها بألفه".