قال: أبو تمام يرثي أخاه، ويصف النَّزْعَ، وذبولَ العينَين، وألمَ الفراقِ الأخيرِ:
لِلّٰهِ أَلحاظُهُ وَالمَوتُ يَكسِرُها
كَأَنَّ أَجفانَهُ سَكرى مِنَ الوَسَنِ!
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرهًا، وَتَعطِفُها
يَدُ المَنِيَّةِ عَطْفَ الرِّيحِ لِلغُصُنِ
يا هَولَ ما أَبصَرَت عَيني وَما سَمِعَتْ
أُذْني، فَلا بَقِيَتْ عَينِي وَلا أُذُني
لَم يَبقَ مِن بَدَني جُزءٌ عَلِمتُ بِهِ
إِلّا وَقَد حَلَّهُ جُزءٌ مِنَ الحَزَنِ
كانَ اللّحاقُ بِهِ أَولى وَأَحسَنَ بي
مِن أَن أَعيشَ سَقيمَ الرُّوحِ وَالبَدَنِ!
ٖ
لِلّٰهِ أَلحاظُهُ وَالمَوتُ يَكسِرُها
كَأَنَّ أَجفانَهُ سَكرى مِنَ الوَسَنِ!
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرهًا، وَتَعطِفُها
يَدُ المَنِيَّةِ عَطْفَ الرِّيحِ لِلغُصُنِ
يا هَولَ ما أَبصَرَت عَيني وَما سَمِعَتْ
أُذْني، فَلا بَقِيَتْ عَينِي وَلا أُذُني
لَم يَبقَ مِن بَدَني جُزءٌ عَلِمتُ بِهِ
إِلّا وَقَد حَلَّهُ جُزءٌ مِنَ الحَزَنِ
كانَ اللّحاقُ بِهِ أَولى وَأَحسَنَ بي
مِن أَن أَعيشَ سَقيمَ الرُّوحِ وَالبَدَنِ!
ٖ
قُرِئَ على قبر:
أقولُ وقد فاضَتْ دموعيَ جمَّةً-:
أرى الأرضَ تبقى، والأخِلَّاءُ تذهبُ
أخِلَّايَ، لو غير الحِمامِ أصابَكُمْ..
عَتِبْتُ، ولكن ما على الموتِ مَعْتَبُ!
ٖ
أقولُ وقد فاضَتْ دموعيَ جمَّةً-:
أرى الأرضَ تبقى، والأخِلَّاءُ تذهبُ
أخِلَّايَ، لو غير الحِمامِ أصابَكُمْ..
عَتِبْتُ، ولكن ما على الموتِ مَعْتَبُ!
ٖ