Telegram Web Link
🔺 لا تتكون العقائد من مجرد جمع المعلومات، فالعقائد ليست مسابقة نحفظ معلومات لندخلها، إنما العقائد معانٍ ثابتة في الوجدان، وطريق تحصيلها بهذا الشكل هو أن تعرف المعلومة أولًا، وتفهمها، ثم تعطيها مساحة كافية من تفكيرك إلى أن تمس شعورك، فتحركه، ومن ثم ينتج عنه الانفعال.

إشراقة الروح ٣
🔺 ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدࣲۖ }:

في قوله تعالى: {لغد} إشارة إلى دنو يوم القيامة وقربه، فكأن الحياة الدنيا هي اليوم، والآخرة هي الغد.
🔺 {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ}

قرأ ﷺ هذه الآية، وقال: " تَصَدَّق رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّه، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ -حَتَّى قَالَ-: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".

يعلم بهذا أن أعظم مايقدمه العبد لغد أن يقدم مما يتقنه، ومكنه الله منه، فإن كان مايتقنه علما فلينفق من علمه، وإن كان مايتقنه نصحا فلينفق من نصحه، وإن كان مامكنه الله منه مالا فلينفق من ماله، وإن كان ما كان فلينفق منه، وكلما كان المسلمون أعظم حاجة لما عنده زاد أجره إن كان مخلصا.
🔺 رمضان شهر الروح، لا شهر البدن، وعلى هذا فكل صائم يراقب نفسه ويرى هل هو متخفف من متطلبات البدن في رمضان، أم هو غارق فيها.

إشراقة الروح ٣
🔺 أعظم مايصلح النفس أن تبقى تفكر بلقاء الله، فالنفس يصيبها العفونة إذا لم يشغلها لقاء الله.
🔺 { واتقوا الله}

اتقوا الله وحافظوا على أوقاتكم، اتقوا الله واغتنموا فرصة مواسم الطاعات، فإن الفرص لا تدوم، والله معكم، خبير بما تعملون، محيط بكم.
🔺 { ولَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ}

نسيان الله ينتج نسيان النفس، فمن ينسى ذكر الله ينسى حقيقةَ تحصيل مصالحه، لأن مصالح العبد الحقيقية لا تكون إلا بذكر الله، وبسؤال الله، والاستعانة بالله، واللجوء إلى الله.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ أَيْ:

لَا تَنْسَوْا ذِكْرَ اللَّهِ فَيُنْسِيَكُمُ الْعَمَلَ لِمَصَالِحِ أَنْفُسِكُمُ الَّتِي تَنْفَعُكُمْ فِي مَعَادِكُمْ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ.

ومن مصالح النفس التفتيش عن عيوبها، وتزكيتها، ووصول الإنسان لتزكية نفسه مبدؤها معرفة الله ومعرفة نفسه، والعبد إن لم يعرف الله لم يعرف نفسه، وهذا من أخطر أنواع نسيان النفس، حتى إنه يعرف عيوب غيره ولا يعرف عيوب نفسه، ولايحاسب نفسه على مايفعله بحق الخلق.

الشيطان ينسيك ذكر الله، ويشغلك بعيوب الناس عن عيوب نفسك، والشرع يمنعك من الانشغال بعيوب غيرك إلا إن كنت تريد أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وأنت في هذا مشفق عليهم، تريد نجاتهم ومصالحهم.
🔺 ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾

علينا أن ننتبه هنا إلى أمر مهم، وهو أن العبد قد ينسى نفسه وتحقيق مصالحها على الرغم من أنه يقوم بأعمال صالحة من صلاة وغيرها، لكن العلة أنه يفعلها بلا روح، قليلا ما يذكر الله فيها، فيبقى هذا القلب متشتتا وراء أمور الدنيا دون أن يرتوي بذكر الله الذي يعينه على القيام بما ينفعه في معاده.
🔺لا تجعل أجَلك لغيرك

عَنْ نُعَيْمِ بْنِ نَمحة قَالَ: كَانَ فِي خُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ لِأَجَلٍ مَعْلُومٍ؟ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْضِيَ الْأَجَلَ وَهُوَ فِي عَمَلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَفْعَلْ، وَلَنْ تَنَالُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ.

إِنَّ قَوْمًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ، فَنَهَاكُمُ اللَّهُ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾.

تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى.
🔺 المؤمنون يقدرون فرص الخير.

يقدرون فرصة تصفيد الشياطين.

يقدرون نعمة تغليق أبواب النار، وتفتيح أبواب الجنة.

يقدرون نعمة نزول الملائكة بكثرة لتحضر عبادات المؤمنين.

يقدرون نعمة وفرة دواعي المغفرة، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه.

يقدرون كل هذا الإنعام عليهم من ربهم، ويرونه أنهم مقدرون ذلك بالسعي في اغتنام كل هذه الفرص، وليس بالسعي للخروج منها، فإن من يجد لنفسه سبيلا كي يخرج من كل هذه الفرص يكون قد أرخص نفسه كثيرا، قال صلى الله عليه وسلم: " رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ".
🔺 أهل الإيمان يقيمون يومهم وليلتهم على أعمال الآخرة، لعلمهم بحقيقة عظيمة، وهي أن الدنيا هي فرصة بناء الآخرة وليس بناء الدنيا، فليست الدنيا هي الغاية، ولا تصلح أن تكون جزاء للمؤمن أبدا.
🔺{ لَا یَسۡتَوِیۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَاۤىِٕزُونَ ۝٢٠﴾ [الحشر ١٨-٢٠]

صحح معاييرك؛ لا تنظر للناس بمعيار مكتسباتهم الدنيوية، إنما انظر بمعيار كم للدين عليهم من أثر.

انظر بمعيار كم يتأثرون عند ذكر الله.

بمعيار كم تمتلئ قلوبهم بالعلم عن الله، وكم يتغنون ويغنون بكلام الله.

بمعيار كم يصمدون للصمد عند الحاجات كلها: كم يستخيرون الهادي عند الحيرة، وكم  يسترزقون من الرزاق حين القلة،
وكم يستشفون من الشافي حين المرض، وكم يستأمنون من المؤمن حين الخوف.

بمعيار كم يراجعون أفكارهم ليصفوها من المشوشات حين ورود الشبهات، والنظريات.
.
بمعيار كم يزكون أنفسهم حين تتزاحم عليهم الأهواء والشهوات.

صحح معاييرك، و صاحب الفائزين الذين يذكرونك بالله وبلقاء الله، وتجنب الخاسرين الذين ينسونك الله و لقاء الله.

من مدارسة سورة الحشر
🔺في سورة الملك عشرة أسئلة يطلب من العبد التفكير فيها والإجابة عليها، وبعض من يصحح حديث تلاوتها كل ليلة يرى أن هذا الأسئلة هي المقصودة من التكرار، وذلك كي يجيب العبد عليها بإجابات تثير الإيمان عنده.

لابد أن تغسل الأفئدة كل ليلة بمفاهيم سورة الملك، كي تمتلئ معرفة بالله، وثقة بأن بيده الملك كله، و تتطهر من التعلق بالمخلوقات في مسألة الأمن والرزق، وتتوكل على الرحمن وحده.

إشراقة الروح ٣
🔺 لابد أن تغسل الأفئدة كل ليلة بمفاهيم سورة الملك، كي تمتلئ معرفة بالله، وثقة بأن بيده الملك كله، و تتطهر من التعلق بالمخلوقات في مسألة الأمن والرزق، وتتوكل على الرحمن وحده.

إشراقة الروح ٣
🔺{ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}

لله لطيف يسلك فيما يصلح نفسك غاية الخفاء والرفق، لدرجة أن تكون مضطربا دون أن تعرف أنت نفسك سبب اضطرابك، ثم يسمعك كلمة من أحد تأتي على دائك، لا ينتبه لها غيرك، فتنشرح صدرا .

إشراقة الروح ٣
🔺 لم يحصل النقص في الدين إلا لما قصر جيل في تصفية الدين ، ثم جاء جيل من بعده فظن أن هذا هو الدين.

لهذا كان لابد لأهل الحق أن لايملوا من الدعوة إليه وبيانه وتصفيته.

إشراقة الروح ٣
🔺 من أعظم التقوى أن تتقي كل ما يعلقك بالدنيا ويشغلك عن التفكير بلقاء الله.
🔺 {وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَـٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر ٢١]


التفكر يفتح للعبد خزائن العلم، ويذيق الروح حلاوة العلم، ويحث على مكارم الأخلاق، و يزجر عن مساوئ الأخلاق، وليس هناك أنفع للعبد من التفكر، والله سبحانه يعطي عباده ما يتفكرون به فتتغذى أرواحهم، ومن ذلك الأمثال، فينبغي على العبد أن يوليها أعظم عناية، ويتفكر فيها، ويسعى لنيل خيرها.
🔺﴿هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۖ}

الجمع بين انفراد الله بالألوهية وبين انفراده بالعلم متكرر في القرآن، قال تعالى في سورة طه:

﴿إنَّما إلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلّا هو وسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾

وقال في آية الكرسي: 

﴿اللَّهُ لا إلَهَ إلّا هو الحَيُّ القَيُّومُ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أيْدِيهِمْ وما خَلْفَهم ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِن عِلْمِهِ إلّا بِما شاءَ﴾

فإحاطة علمه سبحانه بكل شيء، وانفراده سبحانه بعلم الغيب والشهادة من أكبر الأدلة على أن حَقه عَلى خَلْقِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ وحْدَهُ لا إلَهَ إلّا هو.
2025/07/06 17:06:06
Back to Top
HTML Embed Code: