Telegram Web Link
لو بإمكاننا نحن النساء
أن نخبز رجلاً على درجةِ حرارةِ أجسادنا
رجلاً يَخرجُ من أحلامنا
طَازجاً كما يجب
شهياً كما ينبغي
ثم حينَ يَنتهي
نعدُّ بعدهُ الأشهى
لو بإمكانِنا أن نُجددَ الرّجال
كما نجدِدُ أغطيةَ الأسِّرة
كلّ يومٍ غطاءٌ جديدٌ لمزاجٍ مُتقلب
لو بإمكانِنا أن نُزيلَ تجاربَنا الفاشلة
أن نُطّهرَ دواخلَنا من رواسب العابرين
أن نُزيلَ غُبارهم
دون أن يَسقط جزءٌ منهُم، أرضاً
لو بإمكاني أن أكتبَ مَصائرَ مُختلفة لهن
من نساءٍ ولدنَ للتنظيف
وغَسيلِ الأواني الزُّجاجية
وتلميعِ الطَّاولات الخشبية
إلى شاعراتٍ قادراتٍ على تنظيفِ أفكارِ الرِّجال
غسل عقولهم
وتلميعِ النّهايات الحزينة
لو بإمكاني ..
لكن مُذ عرفتكَ،
ولا همَّ لي سوى أن أكونَ أمَك
أن أنفضَ من قصَائدي، السّابقين
أن أعدَّ لكَ وجبات حبٍ دسمة
كمدمنةٍ على تَسمينكَ ومتابعةِ وزنكَ العاطفي .
لا تقولي إنكِ خائفة، أبداً، أبداً
وإلا فإنّ ما تخافينهُ ، سيتعاظم حتى يهزمكِ

- جوزِبَّه كاتوتسيلا | لا تقولي إنكِ خائفة
‏الوجه الآخر للسذاجة هي الضحكة التي ذهبت هباءً في محاولة فاشلة للإندماج وسط مجموعة لا تنتمي لها بشيء .
مايؤلمني في الموت هو ألا أموت حُبّاً .
الآن أعرفُ؛ أن أكون معك لا علاقةَ له بالقُرُب
يوم عالمي آخر، من حقوق المُرفهين، والأحتفال بالمُرفهات، والتأكيد على أمن الآمنات، وثَراء الثرّيات، وصوت المسموعات، في مؤتمرات تعجز الجائعات تحت الحصار والصمت الدولي عن حضورها، هل غزة خارج العالم ؟ فلا تشمل أيامكم نسائها ؟
أنني بِتُّ أقرأ أكثر
من أجل ذلك الجوع الفادح الذي صار ينخرني من الداخل، الجوع الأبدي الذي يتعذر إطفاؤه الى قصيدةٍ أخرى، وحكاية أخرى، وفكرة أخرى، جوع الى النافذة اليتيمة صوب العالم المتعذر، العالم الذي لا يشبه هذهِ الحياة، في هذا البيت ...
حيث كل شيء يبدو غريباً وجديراً بحكاية
حيث تعرف - جيداً - كم هو مفجع أن تكون بطلاً في رواية .
- بثينة العيسى | تحت أقدام الأمهات
كنا نعيش في أوجِ حكاية، والناس يحبون الحكايا، الناس سئِموا من حيواتهم الخالية مما يستحق الذِكِر فبدأوا يزاحموننا قصتنا الخاصة .
- بثينة العيسى | تحت أقدام الأمهات
لقد جرّبتُ كلّ هذا السوء
إذاً أنا معترض فقط على التكرار، أريد سوءاً لم يَسئني من قبل .
ولماذا تجنح دائماً الى فلسفة كل شيء، أي عاشقة هذه التي تحوّل كل لقاء غرامي الى مناظرة فكرية ؟
الحُب، هو وضوءٌ للأبد حتى لو كنتَ لا تُصلي
‏يسرح ذهني في هذا الزحام الذي لا يَنقطع .. وأتخيل المشهد بعد مرور مائة عام من الآن، كل هؤلاء ومن بينهم أنا سيكونون قد اختفوا عن وجهِ الأرض وتحولوا إلى رمادٍ أو تراب،
خاطرٌ غريب ..
يجعل كل ما أراهُ أمامي يتخذ مظهراً غير حقيقي، وكأنّ ريحاً سَتهبّ وتذروه .
هل أغرز نواجذي في كبد العالم وآخذ اللحظة- كاملة- إلى قلبي ؟
يقولون بأن اولئك الذين تضوروا طويلاً اذا جربوا الشبع سيموتون، وأنا أريد أن آكل بقدر ما أريد أن أعيش، أريد أن يمتد الزمن، أقصد: يتجمد الزمن، وأتذوقكِ على مهل، أخبئكِ تحت لساني، تذكرين كيف كُنتِ تخبئين مُكعبات السُكّر في جيبكِ لكي تدسيها خلسةً في فمي، بدون أن ينتبه أحد ؟
أهٍ ياقطعة السكر !
بعد غياب طويل
نسأل بعضنا
كم صارَ
وزن حزنك الآن؟
كان لنا أهلٌ آخرون : الأحلام
وفي حينِ كُنَّا نمشي مع أحلامنا
كان هناك في مكانٍ خفيٍّ، من يصطادها وكانت هي تسقط، مثل أهلنا جميعاً .‏
لأن حزن النساء عميق وجرحهن غائر
فالرجلُ الذي أسعد إمرأة كانت حزينة
فعل شيئًا عظيماً كَإنما قتل كل الحُزن في هذا العالم .
2024/06/01 00:40:49
Back to Top
HTML Embed Code: