رحلةٌ في صبح الشّام: مُختارات من كتاب الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان (17)
إعداد: زينب إبراهيم الديلمي
-بداية نهاية داعش في سوريا
(ص184___ص188)
("كان تحرير مدينة الرقة عام 1395 تشرين الثاني 2016)، مركز خلافة داعش الأوّل في سوريا حسب ادعائهم، من جملة التحولات الهامة التي حصلت. كان مقرّرًا أن تكون هذه المدينة على رغم صغرها نسبة إلى المدن الأخرى، عاصمة داعش الجديدة في سوريا، ويعتبر تحرير الرقة الذي ترافق مع ضجيج إعلامي كبير نقطة انعطاف في تحوّلات سوريا. بعد ذلك بدأ تحرير المناطق الأساسية والاستراتيجية في سوريا وتطهيرها الواحدة بعد الأخرى بواسطة الجيش السوري، هنا في هذه المرحلة كان لا بد من إيجاد اتفاق سياسي ليجري تطهير المناطق بأقل الخسائر الممكنة، أمّا الطريق الآخر فهو أن يستمرّ الجيش السوري بحربه مع الإرهابيين لإبعادهم")
("عندما تسلّم ترامب السلطة في أمريكا بدأ بعض المتطرفين من حوله الضغط باتّجاه الهجوم على سوريا. كان القيام بعمليات عسكرية في سوريا صعبًا على ترامب؛ لأنه كان قد وعد الشعب في الانتخابات أن لا يلجأ للخيار العسكري وأن لا يدخل حربا أخرى على الإطلاق، وأما داعش التي هي صناعة أمريكية بدأت بالضعف والاضمحلال في سوريا جرى تحرير مدينتي الرقة وحلب، ومن جهة أخرى أصبحت إيران وروسيا اللاعبتين الأساسيتين في الأزمة السورية ثم أضيفت تركيا إليهما في هذه الأثناء أراد الأمريكيون إظهار قوتهم في ظلّ هذه الأجواء، فأطلقوا عشرات الصواريخ نحو سوريا في مدة لا تتجاوز الدقائق المعدودة تحت مبرّر أن الحكومة السورية تقمع شعبها أو أنّها تهدّد الأمن والصلح الدوليين و... حصل الهجوم الجوي في الخامس والعشرين من فروردين 1397 (14) نيسان 2018م)، ادعت أمريكا حينها أنّها كانت رد فعل على الهجوم الكيميائي الذي حصل في السابع من نيسان في الغوطة الشرقية. مارس الأمريكيون صخبًا إعلاميًا كبيرًا بخصوص الهجوم العسكري، كان ترامب يتصوّر أنّ قصف الصواريخ نحو سوريا قد يمد المعارضين والإرهابيين بالأمل في وقت كانت إيران وروسيا تحققان انتصارات كبيرة في سوريا، لعلهم يتمكنون بذلك من إعادة القوة إلى تلك المجموعات الإرهابية لتتابع عملها.")
("بعد أن أطلق الأمريكيون 59 صاروحًا نحو سوريا، دخلوا المناطق الكردية من دون علم الدولة المركزيّة، وبنوا سبع قواعد عسكرية في أماكن متعدّدة. قدّموا عدّة تبريرات لدخولهم واستقرارهم في سوريا، أوّلاً: أنّهم دخلوا بهدف تحرير مدينة الرقة، ثانيًا: كانوا يقولون إنّهم دخلوا لحماية القوى الكردية مقابل هجمات الجيش السوري، منحوا الأكراد الثقة بأنفسهم وطلبوا منهم تشكيل منطقة ذات حكم ذاتي بهم، منذ ذلك الزمان غيّر الأمريكيون مواقفهم عدة مرات في هذا الخصوص.
كانوا يقولون تارة: نحن ندعم الحكم الذاتي الكردي. وكان هذا الأمر مبعث ترحيب عند الأكراد، بل دفعهم للقيام ببعض الأعمال ثم كان الأمريكيون يعلنون تارة أخرى أنهم أوقفوا عمل هذه القواعد العسكرية وأنهم يعملون للخروج من سوريا حيث كان هذا
الأمر يؤدّي إلى حالة اضطراب الأكراد، فيرسلون من يتوسّط لهم عند الحكومة السورية.")
-الهدف الأساس من إيجاد داعش، مواجهة الثورة الإسلامية
(ص191___ص193)
("تمتلك أجهزتنا الأمنيّة وثائق عديدة تبيّن أنّ الهدف الأساسي لإيجاد داعش والأزمة الكبيرة في المنطقة هو محور المقاومة خطة وإيران، كان مقرّرًا أن تنتقل الأزمة بالتدريج إلى بلدنا. وهي واسعة النطاق قد رسمت للمنطقة وبلدنا، وقد دخلت دول المنطقة الأزمة، كلٌّ حسب إدراكه للموضوع.
استمرت داعش بالتقدّم بعد سقوط الموصل في العراق ووصلت إلى قرب، بغداد وتقدّمت من جهة أخرى إلى مسافة خمسين کیلومترًا من كربلاء، ومن جهة محافظة ديالى تقدمت إلى قرب الحدود مع إيران طبعًا وكما أشرنا مسبقًا اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارًا بأننا سنهاجمهم فيما إذا وصلوا إلى مسافة أربعين كيلومترًا من حدود إيران، وقد جرى تنفيذ هذا القرار عندما وصلوا في بعض الأماكن إلى مسافة أربعين كيلومترًا من الحدود الإيرانية،")
("كان من الصعب تقديم إجابات لشكوك بعض الدول الأجنبية، وبعض مجموعات الداخل، قبل وضوح هذه الأمور واتضاح أبعاد الخطة التي تُرسم للمنطقة، لعدة أسباب لم يكن من السهل تقديم شرح لعدم قدرتنا التزام السكوت والحياد إزاء تحولات سوريا والعراق؛ لأنّ الأزمة تستهدفنا أيضًا إذا تعرض أمن المنطقة للخطر من الواضح أنّ أمننا القومي سيتعرّض للخطر أيضًا. لم يكن بإمكاننا ترك العدوّ الصهيوني غير محاصر خلف جدران فلسطين المحتلة لو لم نفعل ذلك، لبلغت وقاحة الصهاينة حدًّا، أصبحوا يقولون إنّنا نريد المشاركة في الإجراءات الأمنية لمضيق هرمز.
إعداد: زينب إبراهيم الديلمي
-بداية نهاية داعش في سوريا
(ص184___ص188)
("كان تحرير مدينة الرقة عام 1395 تشرين الثاني 2016)، مركز خلافة داعش الأوّل في سوريا حسب ادعائهم، من جملة التحولات الهامة التي حصلت. كان مقرّرًا أن تكون هذه المدينة على رغم صغرها نسبة إلى المدن الأخرى، عاصمة داعش الجديدة في سوريا، ويعتبر تحرير الرقة الذي ترافق مع ضجيج إعلامي كبير نقطة انعطاف في تحوّلات سوريا. بعد ذلك بدأ تحرير المناطق الأساسية والاستراتيجية في سوريا وتطهيرها الواحدة بعد الأخرى بواسطة الجيش السوري، هنا في هذه المرحلة كان لا بد من إيجاد اتفاق سياسي ليجري تطهير المناطق بأقل الخسائر الممكنة، أمّا الطريق الآخر فهو أن يستمرّ الجيش السوري بحربه مع الإرهابيين لإبعادهم")
("عندما تسلّم ترامب السلطة في أمريكا بدأ بعض المتطرفين من حوله الضغط باتّجاه الهجوم على سوريا. كان القيام بعمليات عسكرية في سوريا صعبًا على ترامب؛ لأنه كان قد وعد الشعب في الانتخابات أن لا يلجأ للخيار العسكري وأن لا يدخل حربا أخرى على الإطلاق، وأما داعش التي هي صناعة أمريكية بدأت بالضعف والاضمحلال في سوريا جرى تحرير مدينتي الرقة وحلب، ومن جهة أخرى أصبحت إيران وروسيا اللاعبتين الأساسيتين في الأزمة السورية ثم أضيفت تركيا إليهما في هذه الأثناء أراد الأمريكيون إظهار قوتهم في ظلّ هذه الأجواء، فأطلقوا عشرات الصواريخ نحو سوريا في مدة لا تتجاوز الدقائق المعدودة تحت مبرّر أن الحكومة السورية تقمع شعبها أو أنّها تهدّد الأمن والصلح الدوليين و... حصل الهجوم الجوي في الخامس والعشرين من فروردين 1397 (14) نيسان 2018م)، ادعت أمريكا حينها أنّها كانت رد فعل على الهجوم الكيميائي الذي حصل في السابع من نيسان في الغوطة الشرقية. مارس الأمريكيون صخبًا إعلاميًا كبيرًا بخصوص الهجوم العسكري، كان ترامب يتصوّر أنّ قصف الصواريخ نحو سوريا قد يمد المعارضين والإرهابيين بالأمل في وقت كانت إيران وروسيا تحققان انتصارات كبيرة في سوريا، لعلهم يتمكنون بذلك من إعادة القوة إلى تلك المجموعات الإرهابية لتتابع عملها.")
("بعد أن أطلق الأمريكيون 59 صاروحًا نحو سوريا، دخلوا المناطق الكردية من دون علم الدولة المركزيّة، وبنوا سبع قواعد عسكرية في أماكن متعدّدة. قدّموا عدّة تبريرات لدخولهم واستقرارهم في سوريا، أوّلاً: أنّهم دخلوا بهدف تحرير مدينة الرقة، ثانيًا: كانوا يقولون إنّهم دخلوا لحماية القوى الكردية مقابل هجمات الجيش السوري، منحوا الأكراد الثقة بأنفسهم وطلبوا منهم تشكيل منطقة ذات حكم ذاتي بهم، منذ ذلك الزمان غيّر الأمريكيون مواقفهم عدة مرات في هذا الخصوص.
كانوا يقولون تارة: نحن ندعم الحكم الذاتي الكردي. وكان هذا الأمر مبعث ترحيب عند الأكراد، بل دفعهم للقيام ببعض الأعمال ثم كان الأمريكيون يعلنون تارة أخرى أنهم أوقفوا عمل هذه القواعد العسكرية وأنهم يعملون للخروج من سوريا حيث كان هذا
الأمر يؤدّي إلى حالة اضطراب الأكراد، فيرسلون من يتوسّط لهم عند الحكومة السورية.")
-الهدف الأساس من إيجاد داعش، مواجهة الثورة الإسلامية
(ص191___ص193)
("تمتلك أجهزتنا الأمنيّة وثائق عديدة تبيّن أنّ الهدف الأساسي لإيجاد داعش والأزمة الكبيرة في المنطقة هو محور المقاومة خطة وإيران، كان مقرّرًا أن تنتقل الأزمة بالتدريج إلى بلدنا. وهي واسعة النطاق قد رسمت للمنطقة وبلدنا، وقد دخلت دول المنطقة الأزمة، كلٌّ حسب إدراكه للموضوع.
استمرت داعش بالتقدّم بعد سقوط الموصل في العراق ووصلت إلى قرب، بغداد وتقدّمت من جهة أخرى إلى مسافة خمسين کیلومترًا من كربلاء، ومن جهة محافظة ديالى تقدمت إلى قرب الحدود مع إيران طبعًا وكما أشرنا مسبقًا اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارًا بأننا سنهاجمهم فيما إذا وصلوا إلى مسافة أربعين كيلومترًا من حدود إيران، وقد جرى تنفيذ هذا القرار عندما وصلوا في بعض الأماكن إلى مسافة أربعين كيلومترًا من الحدود الإيرانية،")
("كان من الصعب تقديم إجابات لشكوك بعض الدول الأجنبية، وبعض مجموعات الداخل، قبل وضوح هذه الأمور واتضاح أبعاد الخطة التي تُرسم للمنطقة، لعدة أسباب لم يكن من السهل تقديم شرح لعدم قدرتنا التزام السكوت والحياد إزاء تحولات سوريا والعراق؛ لأنّ الأزمة تستهدفنا أيضًا إذا تعرض أمن المنطقة للخطر من الواضح أنّ أمننا القومي سيتعرّض للخطر أيضًا. لم يكن بإمكاننا ترك العدوّ الصهيوني غير محاصر خلف جدران فلسطين المحتلة لو لم نفعل ذلك، لبلغت وقاحة الصهاينة حدًّا، أصبحوا يقولون إنّنا نريد المشاركة في الإجراءات الأمنية لمضيق هرمز.
Telegram
زينب إبراهيم الديلمي
هُنا رفوف كتاباتي، هُنا مكتبي وقلمي، هُنا أوراقي وحروفي، هُنا محرابي ومنبري، هُنا جبهتي ومترسي الإعلامي الذي صقلتهُ في البوح بجراح وطني وقضيتي، هُنا حيثُ أحمل سلاح القلم للذود عن أرضي.
صحفيّة وناشطة إعلاميّة
محررة في مجلة شقائق - دائرة التوجيه المعنوي
صحفيّة وناشطة إعلاميّة
محررة في مجلة شقائق - دائرة التوجيه المعنوي
إذا لم تذهبوا إلى خلف جدران العدو، فهو سيأتي إلى خلف جدرانكم، طبعًا كان فهم هذا الموضوع عند بعض مدعي التنوّر صعبًا، بعضهم أدرك الخطر عندما شاهدوا الإرهابيين وداعش ينفذون عملياتهم داخل مجلس الشورى الإسلامي وفي قلب طهران، وبعضهم أدرك ذلك أسرع من ذلك بقليل عندما نفّذت داعش عمليّاتها في المترو أو في أماكن أخرى من باريس، بروكسل ،موسكو ولندن عند ذلك أدركوا أن المصيبة كبيرة، وعميقة وإذا لم تجرِ مواجهة داعش في سوريا ولبنان، فسنواجه عمليات داعش الإرهابية غدًا في مترو طهران والمدن الأخرى").
يتبع.....
https://www.tg-me.com/Zainab_AlDilami
يتبع.....
https://www.tg-me.com/Zainab_AlDilami
Telegram
زينب إبراهيم الديلمي
هُنا رفوف كتاباتي، هُنا مكتبي وقلمي، هُنا أوراقي وحروفي، هُنا محرابي ومنبري، هُنا جبهتي ومترسي الإعلامي الذي صقلتهُ في البوح بجراح وطني وقضيتي، هُنا حيثُ أحمل سلاح القلم للذود عن أرضي.
صحفيّة وناشطة إعلاميّة
محررة في مجلة شقائق - دائرة التوجيه المعنوي
صحفيّة وناشطة إعلاميّة
محررة في مجلة شقائق - دائرة التوجيه المعنوي
رحلةٌ في صبح الشّام: مُختارات من كتاب الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان (18)
إعداد: زينب إبراهيم الديلمي
إنّه آخر عنقود نقتنيه من مُختارات الجزء الأوّل من الكتاب، وفي طيّاته ينقلنا نحو العصف الذّهني إلى استخلاص وضع الميدان السّوري آنذاك، ومدى الدراية والحكمة لدى القيادة الإيرانيّة إلى جانب حزب الله الغالب في تدخّلهم العاجل لإنقاذ سوريا من براثن الإمداد الأمريكي، الذي استعطى لداعش الحريّة الكاملة في نشر الإسلام المؤمرك وسلب استراتيجيّة سوريا ومقدّراتها ونفطها، ولكي لا نطيل مُقدّمة الختام، يُلخِّص الشهيد أمير عبداللهيان وضع سوريا ميدانيّاً بعد الأزمة التي حلّ بها آنذاك..
-خلاصة الأوضاع الميدانية في سوريا بعد الأزمة
(ص193___ص196)
("تغيّرت الأوضاع العامة في سوريا بعد جهود كبيرة على المستوى السياسي والدبلوماسي من جهة وعلى المستويين: العسكري والميداني، من جهة أخرى دُحِرَ المسلّحون الإرهابيون بالتدريج وبسطت الحكومة المركزية سيطرتها على مختلف مناطق سوريا، ثمّ تغيرت نظرة الكثير من الدول الأجنبية للمسألة. في الوقت الراهن جرت استعادة المناطق كافّة التي احتلتها داعش وما زالت بعض المناطق المحدودة في محافظة إدلب والمدينة تحت سيطرة بعض الإرهابيين، ويمكن القول إن 99 في المئة من المشكلة الميدانية قد حُلّت فى سوريا، وبقيت معضلة الواحد في المئة، وعلى المستوى السياسيّ تتابع إيران وروسيا وتركيا جهودهم لاستمرار المسار السياسي. وليس في هذه المعادلة أي دور للأمريكي الذي ما زال ينفخ في بوق تقسيم سوريا وإيجاد الأزمة، وبما أن الأمريكي يحاول إيجاد دور له في مستقبل سوريا، تعتمد سياسته على الإبقاء على بعض القواعد العسكرية في المنطقة، هذا وكان من المقرر أن يتخلصوا من بشار الأسد، ولكنّه لا يزال في السلطة وكان من المقرر أن يتغيّر النظام السياسي، وهذا لم يحصل أيضًا، وكانت سبعون في المئة من أراضي سوريا تحت سيطرة الإرهابيين، وقد تمكنت الحكومة من استعادتها وقد وصلت الآن الدول العربية إلى نتيجة مفادها ضرورة عودة بشار الأسد والدولة السورية إلى الجامعة العربيّة حيث يرسلون الرسائل له.")
("لو كنا خلال هذه السنوات لا مبالين تجاه أحداث سوريا، لكان سقوط النظام السياسي فيها محتومًا، ولعلّ من أبرز الإشكالات التي كانت ستوجه إلينا عند ذلك عدم امتلاكنا رؤية استراتيجية، لو فرضنا أن حادثة الحادي عشر من أيلول لم تكن مصطنعة، وقال الأمريكيون بعدها إنّنا سننقل الحرب إلى آلاف الكيلومترات بعيدًا عنا، إلى العراق وأفغانستان كان بإمكان الأمريكيين أن يتساءلوا لماذا ننقل جنودنا آلاف الكيلومترات إلى الجهة المقابلة؟
فلنبق وندافع عن حدودنا ولكن الشخص صاحب النظرة الاستراتيجيّة للمسائل يفكر بشكل استراتيجي، ويعمل على أساس ذلك.
ماذا كان سيحصل لو قلنا لا علاقة لنا بسوريا والعراق؟ ونحن نمتلك حدودًا مع العراق تبلغ 1400 كيلومتر. لو أننا اتبعنا سياسة عدم الاكتراث تجاه ما يحصل في العراق لكانت النتيجة استقرار داعش على حدودنا.
لم يكن اعتقال العديد من المجموعات الإرهابية لداعش على أيدي وزارة الأمن أو الحرس داخل إيران؛ لأننا تعرفنا إليهم عندما دخلوا الحدود. كانت هناك مراقبة لاتصالاتهم بدءًا من الموصل في العراق أو بدءًا من حلب في سوريا، وكنا نراقبهم من هناك، وعندما دخلوا حدود بلدنا اعتقلتهم القوى الأمنيّة أحياء، وهذا يعني أننا كنا نقوم بعمل أمني على مستوى عالٍ. العراق وسوريا أصدقاؤنا ولكن الأمن القومي في كل بلد أهمّ لديه من الأمن القومي للآخرين(¹)
هامش---- (1) النموذج المشابه هو المجموعات المعادية للثورة التي كانت منذ بداية الثورة وحتى اليوم في كردستان العراق. الأكراد أصدقاؤنا وقادة الأكراد تربطهم علاقة قريبة بنا. إلّا أنّ المجموعات المعادية للثورة ما زالت ترسل فرقها إلى إيران لتوجيه الضربات رغم الاتفاقات الموجودة وعلى الرغم من التعاطي الشديد معهم (الراوي)."
-----------------------------------
وعندما نرصدهم داخل سوريا والعراق نكون قد خطونا خطوات كبيرة في الأمن القومي لبلدنا، عندما يتحدّث السوريون معنا اليوم يستعملون عبارات لا تستخدم في إيران، يقولون صحيح أننا كنا إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني التي شنّها صدّام، ولم نكن إلى جانب أعداء إيران على الإطلاق، إلا أنّ البلد الذي حضر بكل كيانه إلى جانبنا في الحرب الإرهابية الكونيّة ضدّ سوريا هو إيران. يقولون إن الدم الإيراني والسوري سقط على الأرض السوريّة والتاريخ لن ينسى هذا الأمر مطلقًا.
("في الختام يجب أن أعلن وبصوت عالٍ أن استراتيجية الحفاظ على أعلى مستويات الأمن القومي لبلدنا، وحضور المستشارين في العراق وسوريا والمنطقة وأنّنا ندين بذلك كله للتدبير الحكيم للإمام القائد، ودماء الشهيد اللواء سليماني الطاهرة؛ لأنّ نظرة الحكومات في الجمهورية الإسلاميّة إلى مسألة سوريا كان يعتريها الكثير من التذبذبات.")
تمّ الجزء الأوّل بحمد الله..
إعداد: زينب إبراهيم الديلمي
إنّه آخر عنقود نقتنيه من مُختارات الجزء الأوّل من الكتاب، وفي طيّاته ينقلنا نحو العصف الذّهني إلى استخلاص وضع الميدان السّوري آنذاك، ومدى الدراية والحكمة لدى القيادة الإيرانيّة إلى جانب حزب الله الغالب في تدخّلهم العاجل لإنقاذ سوريا من براثن الإمداد الأمريكي، الذي استعطى لداعش الحريّة الكاملة في نشر الإسلام المؤمرك وسلب استراتيجيّة سوريا ومقدّراتها ونفطها، ولكي لا نطيل مُقدّمة الختام، يُلخِّص الشهيد أمير عبداللهيان وضع سوريا ميدانيّاً بعد الأزمة التي حلّ بها آنذاك..
-خلاصة الأوضاع الميدانية في سوريا بعد الأزمة
(ص193___ص196)
("تغيّرت الأوضاع العامة في سوريا بعد جهود كبيرة على المستوى السياسي والدبلوماسي من جهة وعلى المستويين: العسكري والميداني، من جهة أخرى دُحِرَ المسلّحون الإرهابيون بالتدريج وبسطت الحكومة المركزية سيطرتها على مختلف مناطق سوريا، ثمّ تغيرت نظرة الكثير من الدول الأجنبية للمسألة. في الوقت الراهن جرت استعادة المناطق كافّة التي احتلتها داعش وما زالت بعض المناطق المحدودة في محافظة إدلب والمدينة تحت سيطرة بعض الإرهابيين، ويمكن القول إن 99 في المئة من المشكلة الميدانية قد حُلّت فى سوريا، وبقيت معضلة الواحد في المئة، وعلى المستوى السياسيّ تتابع إيران وروسيا وتركيا جهودهم لاستمرار المسار السياسي. وليس في هذه المعادلة أي دور للأمريكي الذي ما زال ينفخ في بوق تقسيم سوريا وإيجاد الأزمة، وبما أن الأمريكي يحاول إيجاد دور له في مستقبل سوريا، تعتمد سياسته على الإبقاء على بعض القواعد العسكرية في المنطقة، هذا وكان من المقرر أن يتخلصوا من بشار الأسد، ولكنّه لا يزال في السلطة وكان من المقرر أن يتغيّر النظام السياسي، وهذا لم يحصل أيضًا، وكانت سبعون في المئة من أراضي سوريا تحت سيطرة الإرهابيين، وقد تمكنت الحكومة من استعادتها وقد وصلت الآن الدول العربية إلى نتيجة مفادها ضرورة عودة بشار الأسد والدولة السورية إلى الجامعة العربيّة حيث يرسلون الرسائل له.")
("لو كنا خلال هذه السنوات لا مبالين تجاه أحداث سوريا، لكان سقوط النظام السياسي فيها محتومًا، ولعلّ من أبرز الإشكالات التي كانت ستوجه إلينا عند ذلك عدم امتلاكنا رؤية استراتيجية، لو فرضنا أن حادثة الحادي عشر من أيلول لم تكن مصطنعة، وقال الأمريكيون بعدها إنّنا سننقل الحرب إلى آلاف الكيلومترات بعيدًا عنا، إلى العراق وأفغانستان كان بإمكان الأمريكيين أن يتساءلوا لماذا ننقل جنودنا آلاف الكيلومترات إلى الجهة المقابلة؟
فلنبق وندافع عن حدودنا ولكن الشخص صاحب النظرة الاستراتيجيّة للمسائل يفكر بشكل استراتيجي، ويعمل على أساس ذلك.
ماذا كان سيحصل لو قلنا لا علاقة لنا بسوريا والعراق؟ ونحن نمتلك حدودًا مع العراق تبلغ 1400 كيلومتر. لو أننا اتبعنا سياسة عدم الاكتراث تجاه ما يحصل في العراق لكانت النتيجة استقرار داعش على حدودنا.
لم يكن اعتقال العديد من المجموعات الإرهابية لداعش على أيدي وزارة الأمن أو الحرس داخل إيران؛ لأننا تعرفنا إليهم عندما دخلوا الحدود. كانت هناك مراقبة لاتصالاتهم بدءًا من الموصل في العراق أو بدءًا من حلب في سوريا، وكنا نراقبهم من هناك، وعندما دخلوا حدود بلدنا اعتقلتهم القوى الأمنيّة أحياء، وهذا يعني أننا كنا نقوم بعمل أمني على مستوى عالٍ. العراق وسوريا أصدقاؤنا ولكن الأمن القومي في كل بلد أهمّ لديه من الأمن القومي للآخرين(¹)
هامش---- (1) النموذج المشابه هو المجموعات المعادية للثورة التي كانت منذ بداية الثورة وحتى اليوم في كردستان العراق. الأكراد أصدقاؤنا وقادة الأكراد تربطهم علاقة قريبة بنا. إلّا أنّ المجموعات المعادية للثورة ما زالت ترسل فرقها إلى إيران لتوجيه الضربات رغم الاتفاقات الموجودة وعلى الرغم من التعاطي الشديد معهم (الراوي)."
-----------------------------------
وعندما نرصدهم داخل سوريا والعراق نكون قد خطونا خطوات كبيرة في الأمن القومي لبلدنا، عندما يتحدّث السوريون معنا اليوم يستعملون عبارات لا تستخدم في إيران، يقولون صحيح أننا كنا إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني التي شنّها صدّام، ولم نكن إلى جانب أعداء إيران على الإطلاق، إلا أنّ البلد الذي حضر بكل كيانه إلى جانبنا في الحرب الإرهابية الكونيّة ضدّ سوريا هو إيران. يقولون إن الدم الإيراني والسوري سقط على الأرض السوريّة والتاريخ لن ينسى هذا الأمر مطلقًا.
("في الختام يجب أن أعلن وبصوت عالٍ أن استراتيجية الحفاظ على أعلى مستويات الأمن القومي لبلدنا، وحضور المستشارين في العراق وسوريا والمنطقة وأنّنا ندين بذلك كله للتدبير الحكيم للإمام القائد، ودماء الشهيد اللواء سليماني الطاهرة؛ لأنّ نظرة الحكومات في الجمهورية الإسلاميّة إلى مسألة سوريا كان يعتريها الكثير من التذبذبات.")
تمّ الجزء الأوّل بحمد الله..