بقيت زمانًا طويلًا بعد موت الكريم (أبي إبراهيم السنوار) في قلبي غصة لا أجد لها ذهابًا، منعتني حتى أن أكتب عنه وقت وفاته رحمه الله وتقبله في الشهداء، ولم تهدأ طول هذه المدة حتى مررت على قوله سبحانه عن الشهداء: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد: 4-6].
هذا هو الجزاء الذي سيلقونه بعد هذه المعارك، وهذا الخذلان، وهذا الصمت القذر!
وهو جزاء الله الأكرم لهذه الثلة الذين اصطفاهم واجتباهم (لن يضل أعمالهم)، ولن تذهب هذه الدماء أدراج الرياح، بل ستوقد العزم في قلوبٍ وقلوب.
والله (سيهديهم، ويصلح بالهم)، يصلح الله بالهم الذي لطالما انشغل بما هم فيه، لطالما تأثر هذا البال بأصوات الحرب!
لطالما تأثر بأصوات الموت!
لطالما تأثر بأحداث وأحداث!
وفي النهاية ستكون الراحة العظمى في الجنة، والرائحة الجميلة التي تعوضهم عن كل دخانٍ دخل صدورهم، سيعرفون ديارهم هناك تلك التي تنسيهم ما قد فقدوه من ديار.
اللهم واجعل إخواننا من أهل هذه الآية يا كريم!
اللهم غفرًا ..
هذا هو الجزاء الذي سيلقونه بعد هذه المعارك، وهذا الخذلان، وهذا الصمت القذر!
وهو جزاء الله الأكرم لهذه الثلة الذين اصطفاهم واجتباهم (لن يضل أعمالهم)، ولن تذهب هذه الدماء أدراج الرياح، بل ستوقد العزم في قلوبٍ وقلوب.
والله (سيهديهم، ويصلح بالهم)، يصلح الله بالهم الذي لطالما انشغل بما هم فيه، لطالما تأثر هذا البال بأصوات الحرب!
لطالما تأثر بأصوات الموت!
لطالما تأثر بأحداث وأحداث!
وفي النهاية ستكون الراحة العظمى في الجنة، والرائحة الجميلة التي تعوضهم عن كل دخانٍ دخل صدورهم، سيعرفون ديارهم هناك تلك التي تنسيهم ما قد فقدوه من ديار.
اللهم واجعل إخواننا من أهل هذه الآية يا كريم!
اللهم غفرًا ..
Forwarded from تيسير الذِكْر
https://www.tg-me.com/Tayseer_Thikr
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from عبدالرحمن المُشِدّ (للدراسات القرآنية)
من جميل ما مرَّ بي اليوم قراءتان شاذَّتان؛
الأولى: قراءة ابن محيصن في سورة الذاريات: (وفي السماء رازقكم)، بدلًا من (رِزقكم)، ومعناها واضح.
والثانية -وما أجملها وألطفها- قراءةُ عليِّ بن أبي طالب وعدد من الصحابة في سورة النَّجم: (عندها جَنَّهُ الـمَأْوَى) بالهاء في (جَنَّهُ)، وليس بالتاء، من: جَنَّ، كما يُقال: جَنَّه الليل، والضميرُ فيها يعود للنبيِّ ﷺ، والمعنى: سَتَره وضمَّه إيواءُ الله تعالى وجميلُ صنعه به،، وهذه القراءة كانت أُمُّنا عائشة وعدد من الصحابة يردونها، فكانت تقول: «أَجَنَّ اللهُ مَن قرأها» !
فاللهم استرنا وآوِنا بلُطفك وجميل صُنعك!
الأولى: قراءة ابن محيصن في سورة الذاريات: (وفي السماء رازقكم)، بدلًا من (رِزقكم)، ومعناها واضح.
والثانية -وما أجملها وألطفها- قراءةُ عليِّ بن أبي طالب وعدد من الصحابة في سورة النَّجم: (عندها جَنَّهُ الـمَأْوَى) بالهاء في (جَنَّهُ)، وليس بالتاء، من: جَنَّ، كما يُقال: جَنَّه الليل، والضميرُ فيها يعود للنبيِّ ﷺ، والمعنى: سَتَره وضمَّه إيواءُ الله تعالى وجميلُ صنعه به،، وهذه القراءة كانت أُمُّنا عائشة وعدد من الصحابة يردونها، فكانت تقول: «أَجَنَّ اللهُ مَن قرأها» !
فاللهم استرنا وآوِنا بلُطفك وجميل صُنعك!
المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
من جميل ما مرَّ بي اليوم قراءتان شاذَّتان؛ الأولى: قراءة ابن محيصن في سورة الذاريات: (وفي السماء رازقكم)، بدلًا من (رِزقكم)، ومعناها واضح. والثانية -وما أجملها وألطفها- قراءةُ عليِّ بن أبي طالب وعدد من الصحابة في سورة النَّجم: (عندها جَنَّهُ الـمَأْوَى)…
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from محمد مصطفى عبد المجيد
كنتَ طفلًا تسير في الطريق ممسكًا يد راعيك، مستشعرًا شدة قبضته خوفًا مِن أن يُفلت منه ذاك الصغير، وكان هذا مقتضى رعايته لك في كل شأن من شؤون الحياة؛ ألّا يدعَك وحدك، وأن يبصِر لك، ويختار لك.
إلا أن هذا الراعيَ كان يعلمُ -بما فطر الله عليه الناس- أنّ مِن تمام مسؤوليته أن يعلّمك كيف تسير يومًا وحدك، وتبصر وحدك، وتختار وحدك.. كيف تستطيع أن تفعل هذا دون مساعدته، وتلك هي التربية؛ أن تتعلّم كيف يستقيم سيرُك وأنت وحدك.
وكذا طريق العلم؛ لا ينبغي للسالك فيه أن يطمع في مَن يظل ممسكًا يديه طيلة الطريق، مجيبًا له عن كل (كيف) يخطر بباله، ناعتًا له كل مرحلة يمرّ بها في سيره، مرافقًا له في كل خطوة من خطواته...
يبدأ الطالب صغيرًا محتاجًا لتلك اليد في أول الطريق، لكن الأمانة تقتضي من معلِّمه لا أن يظل بجواره دومًا، ولا أن يظل عينيه وأذنيه وعقلَه؛ بل أن يبصِّره أول الطريق ويصحبه فيه، ثم يعلِّمه كيف يستغني عنه يومًا رويدًا رويدًا.
اللهم ارحمنا وارحم والدينا ومعلّمينا وأصحاب الحقوق علينا.
إلا أن هذا الراعيَ كان يعلمُ -بما فطر الله عليه الناس- أنّ مِن تمام مسؤوليته أن يعلّمك كيف تسير يومًا وحدك، وتبصر وحدك، وتختار وحدك.. كيف تستطيع أن تفعل هذا دون مساعدته، وتلك هي التربية؛ أن تتعلّم كيف يستقيم سيرُك وأنت وحدك.
وكذا طريق العلم؛ لا ينبغي للسالك فيه أن يطمع في مَن يظل ممسكًا يديه طيلة الطريق، مجيبًا له عن كل (كيف) يخطر بباله، ناعتًا له كل مرحلة يمرّ بها في سيره، مرافقًا له في كل خطوة من خطواته...
يبدأ الطالب صغيرًا محتاجًا لتلك اليد في أول الطريق، لكن الأمانة تقتضي من معلِّمه لا أن يظل بجواره دومًا، ولا أن يظل عينيه وأذنيه وعقلَه؛ بل أن يبصِّره أول الطريق ويصحبه فيه، ثم يعلِّمه كيف يستغني عنه يومًا رويدًا رويدًا.
اللهم ارحمنا وارحم والدينا ومعلّمينا وأصحاب الحقوق علينا.
الحمد لله الذى كفى بالإسلام فقدَ ما سواه، وجعل الحمد متَّصلًا بنعمته، وقضى ألا ينقطع المزيد من فضله، وقطع دابرَ القوم الذين ظلموا، ونسأله أن يشفي صدور قوم مؤمنين، ويذهب غيظ قلوبهم، وأن يشهدنا منته ورحمته.
اللهم أقر أعيننا بغزة، واهزم اليهود ومن والاهم!
اللهم أقر أعيننا بغزة، واهزم اليهود ومن والاهم!
Forwarded from المنثورات والملح-د.طه نجا
اللهم اقطع سُنّته ... الخبيثة!!
***
عن علي بن زيد بن جدعان، قال:
أخبرت الحسن بموت الحجاج؛
فسجد، وقال:
اللهم عَقِيرك ، وأنت قتلته؛
فاقطع سنته،
وأرحنا من سنته،
وأعماله الخبيثة!!
[تاريخ دمشق ، لابن عساكر (12/196) ] .
***
عن علي بن زيد بن جدعان، قال:
أخبرت الحسن بموت الحجاج؛
فسجد، وقال:
اللهم عَقِيرك ، وأنت قتلته؛
فاقطع سنته،
وأرحنا من سنته،
وأعماله الخبيثة!!
[تاريخ دمشق ، لابن عساكر (12/196) ] .
Forwarded from المنثورات والملح-د.طه نجا
(أوهام) معبأة في (بالونة الإلحاد)!!
***
تنبيهات سريعة حول "فرقيعة" مقطع مناقشة "الطالب الأزهري"، وأركيولوجية الإلحاد، الإكسيمولوجي 🤫:
* كتاب أبي الحسين الخياط، المعتزلي: (الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد): لا علاقة له من قريب، أو من بعيد بـ"الإلحاد" كظاهرة، تخضع للدراسة؛ وليس فيه كلمة واحدة في تعريف الإلحاد، ولا تاريخه، ولا اشتقاقه، ولا جملة واحدة في الرد على "الملاحدة" القدماء؛ فضلا عن "المعاصرين"!!
* كتاب "تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي: ليس له أدنى تعلق بظاهرة الإلحاد المعاصر، ولا التأريخ له. هو شيء مختلف تماما، مجموعة من النصوص للمتهمين بالزندقة، وأشباههم، جمعها، وألف بينها، وحققها.
وليس في مقدمته الدرسية، ولا تعليقاته: كلمة عن "تعريف الإلحاد" يمكن أن ينتفع بها "المسكين"، "الملطشة"!!
العلاقة بين الكتابين، وموضوع الرسالة: تشابه أسماء، كالعلاقة بين "لسان العرب" و"لسان العصفور".
* كتاب مراد وهبة: المعجم الفلسفي: كتاب تافه، قديم، لا يصلح مصدرا في بحث علمي، معاصر.
وبالمناسبة:
مراد وهبة، هو الآخر: لاطش الكتاب، كان قد ألفه [أو ألف له] مع زميلين آخرين، طبع الكتاب باسم ثلاثتهم؛ ثم نهبه، وتشبع به، وطبعه باسمه.
**وأخيرا؛
الشيخ ابن عثيمين: شيخنا، ووالدنا، وسيدنا، ومعلمنا؛
ولو كنت مكان المناقش لأوجعت الطالب نقدا، على اعتماده على رسائل الشيخ في بحث كهذا؛ لكن ليس من جهة هذا النقد "الدوغمائي"، واسع الفرية، بعيد الخيال؛
لكن من جهة: العلم، والتخصص، و"حقه"؛
ولكل مقال مقال.
بيه أنه:
لا ينقضي عجبي، من هذا المعترض على الإحالة على كتب "شيخنا"، فقيه الزمان؛ لأجل الموقف (العُصابي)، (الدوغمائي)؛
ثم يحيل طالبه الأزهري، على كتاب:
عبد الرحمن بدوي، الفيلسوف، الوجودي.
ومراد وهبة؛ (الصليبي)!!
إن كان مذهب الرجل، ودينه: هو أساس الفسح، والمنع!!!
لكن لابأس؛ كأن الرجل: لا يدري!!
***
الدرس المستفاد:
* صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ؛
كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) . [رواه مسلم في "صحيحه"].
وقديما ما قال الأول:
ثَوْبُ الرِّياء يَشِفُّ عَّما تَحْتَهُ
فَإذا التَحفْتَ بهِ فإنّك عارِ !!
***
تنبيهات سريعة حول "فرقيعة" مقطع مناقشة "الطالب الأزهري"، وأركيولوجية الإلحاد، الإكسيمولوجي 🤫:
* كتاب أبي الحسين الخياط، المعتزلي: (الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد): لا علاقة له من قريب، أو من بعيد بـ"الإلحاد" كظاهرة، تخضع للدراسة؛ وليس فيه كلمة واحدة في تعريف الإلحاد، ولا تاريخه، ولا اشتقاقه، ولا جملة واحدة في الرد على "الملاحدة" القدماء؛ فضلا عن "المعاصرين"!!
* كتاب "تاريخ الإلحاد في الإسلام" لعبد الرحمن بدوي: ليس له أدنى تعلق بظاهرة الإلحاد المعاصر، ولا التأريخ له. هو شيء مختلف تماما، مجموعة من النصوص للمتهمين بالزندقة، وأشباههم، جمعها، وألف بينها، وحققها.
وليس في مقدمته الدرسية، ولا تعليقاته: كلمة عن "تعريف الإلحاد" يمكن أن ينتفع بها "المسكين"، "الملطشة"!!
العلاقة بين الكتابين، وموضوع الرسالة: تشابه أسماء، كالعلاقة بين "لسان العرب" و"لسان العصفور".
* كتاب مراد وهبة: المعجم الفلسفي: كتاب تافه، قديم، لا يصلح مصدرا في بحث علمي، معاصر.
وبالمناسبة:
مراد وهبة، هو الآخر: لاطش الكتاب، كان قد ألفه [أو ألف له] مع زميلين آخرين، طبع الكتاب باسم ثلاثتهم؛ ثم نهبه، وتشبع به، وطبعه باسمه.
**وأخيرا؛
الشيخ ابن عثيمين: شيخنا، ووالدنا، وسيدنا، ومعلمنا؛
ولو كنت مكان المناقش لأوجعت الطالب نقدا، على اعتماده على رسائل الشيخ في بحث كهذا؛ لكن ليس من جهة هذا النقد "الدوغمائي"، واسع الفرية، بعيد الخيال؛
لكن من جهة: العلم، والتخصص، و"حقه"؛
ولكل مقال مقال.
بيه أنه:
لا ينقضي عجبي، من هذا المعترض على الإحالة على كتب "شيخنا"، فقيه الزمان؛ لأجل الموقف (العُصابي)، (الدوغمائي)؛
ثم يحيل طالبه الأزهري، على كتاب:
عبد الرحمن بدوي، الفيلسوف، الوجودي.
ومراد وهبة؛ (الصليبي)!!
إن كان مذهب الرجل، ودينه: هو أساس الفسح، والمنع!!!
لكن لابأس؛ كأن الرجل: لا يدري!!
***
الدرس المستفاد:
* صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ؛
كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) . [رواه مسلم في "صحيحه"].
وقديما ما قال الأول:
ثَوْبُ الرِّياء يَشِفُّ عَّما تَحْتَهُ
فَإذا التَحفْتَ بهِ فإنّك عارِ !!
Forwarded from قناة مَسَار | محمود أبو عادي
العيش في الحياة الحديثة يُشبه الركض على جهاز المشي Treadmill
في جهاز المشي، أنت تركض ولكنك لا تتقدّم للأمام
وتستمر بالركض كي تبقى مكانك
ولا ينبغي أن تتوقّف عن الركض وإلا سترتطم بالأرض!
هذا التشبيه الذكي يستخدمه الفيلسوف ميشيل سار كي يصف علاقتنا كأفراد في عالم اليوم. عالم شديد التغيّر، كثير التقلّب، يتطلّب حركة مستمرة، يستنزفك باستمرار ويُدخلك دوامة الاحتراق النفسي بين الحين والآخر.
في نهاية كل سنة، يجد الإنسان نفسه مُحاصرًا أمام كل تلك المنشورات والمقاطع التي تملأ منصات التواصل الاجتماعيّ، وتخبره عمّا ينبغي فعله في العام الجديد، وعرض كل تلك الإنجازات العظيمة التي قام بها الأصدقاء في العام الفائت.
هناك العديد من المبالغات بطبيعة الحال، فمن المفترض أنك قد كبرت ونضجت وصرت تعرف أنّ:
عدم مشاهدتك لهذه الـ 5 أفلام، لم تتسبّب في خسارتك لنصف عمرك، كما قيل لك!
وقراءتك لهذه العشر كتب لم تجعلك إنسانًا أفضل بالضرورة!
وهذه الثلاث خطوات التي وجدتها في أحد المنشورات لم تغير حياتك 180 درجة!
وقد يخبرك البعض أنّها ستغيّر حياتك 360 درجة، وهذه أكثرها مصداقية، لأنك ستعود حيث بدأت.
هذا السيل العارم من التعليمات والنصائح يجعلنا ندرك تمامًا ما الذي يعنيه المفكّرون حين يصفون الإنسان المعاصر بأنّه:
ذات مُحاصَرة
Self Under Siege
إنك تشعر في نهاية كل عام بأنك إنسان محاصر، بجميع هذه الخطابات.
مُتأخّر، ولديك الكثير لتنجزه والكثير كي تسعى له في عامك الجديد، أليس كذلك؟
يسوءك أن تفوتك جميع هذه المسلسلات التي يتحدثون عنها، ويزعجك ألا تعرف تلك الرواية التي يشير إليها الجميع. وثمة حمية غذائية جديدة دارجة، يكتب الجميع عن مدى روعتها!
تصير المشكلة مضاعفة، إن كنت من قبل تعيش حياتك تائهًا، تمشي مُكبًّا على وجهك، تحيا بلا أي هدف. حينها وعندما تقرأ أحد هذه المنشورات، تأتيك رغبة مُلحّة بالبدء والمسارعة، وتشعر كما لو أنّ عليك الركض في جميع الاتّجاهات بالوقت نفسه!
من المعروف عالميًا أنّ رأس السنة هو الشهر الذي يحصد أعلى نسبة من الاشتراكات في النوادي الرياضية. إنّها نتيجة طبيعية لخطابات عديدة، تجعلك تشعر بالتقصير حيال نفسك، وتشعر بالذنب حيال نمط حياتك الذي لم تكن تجد فيه أي مشكلة بالأساس قبل قرائتك لتلك المنشورات.
لحظة!
هل التغيير للأفضل شيء خاطئ؟
ولماذا كل هذا النقد لمنشورات حسنة النوايا، تهدف لتوجيه الناس لتحسين حياتهم؟
بالطبع التغيير للأفضل مطلوب، ونصح النّاس من المعروف الذي لا يُعدَم.
لكن.. هناك خيط رفيع يفصل بين (نُصح الناس) و "ادّعاء معرفة" ما هو أصوب لهم!
وهناك خيط رفيع بين (النصائح المثبتة علميًا) و بين "التباهي" بمنجزاتك الشخصية
وهناك خيط رفيع بين (النصيحة القابلة للتعميم) و (التجارب الشخصية الناجحة) التي لا يمكن تعميمها
وثمّة خيط رفيع بين أهمّية (التغيير للأفضل) وبين "عبادة التغيير" من أجل التغيير
هذا ليس تسخيفًا من توصيات الكتب والنصائح الجيدة أو من منشورات العام الجديد
هذا تنبيه لطيف لكي تهوّن على نفسك، أنتَ إنسان، وهناك حدود لبشريتك!
وأريد أن أشير سريعًا لبعض النقاط:
1. ما يهمّ غيرك، لا يهمّك بالضرورة
ولهذا ميّز بين ما تريده، وبين ما تمّ إيهامك بأنّكَ تريده.
2. ظروفك الجيّدة ليست متاحة لجميع النّاس
ولادتك في عائلة متماسكة، وعدم إصابة شقيقتك بالسرطان، وعدم اضطرارك للعمل لساعات طويلة، وكفاية الله لك من سؤال النّاس بسبب الفقر والحاجة، كلّ هذه معطيات لم تخترها لنفسك، وإنما هي من فضل الرحيم الكريم. لذلك لا تكن لئيمًا يفرض نجاحاته الشخصية كتعليمات على الآخرين.
3. أنتَ لستَ إلهًا: لا يمكنك أن تصير كلّ ما تريده
لا يمكنك أن تسلك كل تلك المسارات التي سار بها الآخرون، لا يمكنك أن تصير الأقوى والأسرع والأجمل والأكثر سفرًا والأكثر قراءةً والأكثر تخصصًا. اختيارك لأي مسار في هذه الحياة، يقابله ثمن تدفعه في خسارة مسارات أخرى.
4. كثرة الحركة لا تعني أنّك تحرز تقدّمًا
بفعل خطابات زائفة، شاع أن يُساء النظر للاستقرار بوصفه تخلّفًا (التوقف عن الركض) لكن من المهم أن تتعلّم فنّ (الاكتفاء) أن أحدّد ما يكفيني ويهمّني في هذه الحياة، وأن تدرك أنّ الركض والتغيّر الدائم ليسا مطلوبَين لذاتهما.
5. لا تنسَ ما هي وجهتك الرئيسية
القرآن لم يقل لك: لا تنسَ نصيبك من (الآخرة)! القرآن يقول لك أن الدار الآخرة هي الهدف الرئيسي في هذه الحياة، إذا قمتَ بتثبيت هذا الهدف، حينها لا تنسَ نصيبَك من الدنيا وليس العكس! ولذلك كل خطة تضعها لنفسك لا تضع فيها الآخرة في (المركز) ولا تحسن فيها اعتبار (التقوى) فهي خطة منحرفة وإن أعجبتك.
وأدعو لك بما دعى به الكنديّ في رسالته الحيلة لدفع الأحزان:
كفاكَ الله المُهم من أمرِ دُنياك وآخرتك
كفايةً تبلُغ بها: أكمل راحة وأطيب عَيش!
في جهاز المشي، أنت تركض ولكنك لا تتقدّم للأمام
وتستمر بالركض كي تبقى مكانك
ولا ينبغي أن تتوقّف عن الركض وإلا سترتطم بالأرض!
هذا التشبيه الذكي يستخدمه الفيلسوف ميشيل سار كي يصف علاقتنا كأفراد في عالم اليوم. عالم شديد التغيّر، كثير التقلّب، يتطلّب حركة مستمرة، يستنزفك باستمرار ويُدخلك دوامة الاحتراق النفسي بين الحين والآخر.
في نهاية كل سنة، يجد الإنسان نفسه مُحاصرًا أمام كل تلك المنشورات والمقاطع التي تملأ منصات التواصل الاجتماعيّ، وتخبره عمّا ينبغي فعله في العام الجديد، وعرض كل تلك الإنجازات العظيمة التي قام بها الأصدقاء في العام الفائت.
هناك العديد من المبالغات بطبيعة الحال، فمن المفترض أنك قد كبرت ونضجت وصرت تعرف أنّ:
عدم مشاهدتك لهذه الـ 5 أفلام، لم تتسبّب في خسارتك لنصف عمرك، كما قيل لك!
وقراءتك لهذه العشر كتب لم تجعلك إنسانًا أفضل بالضرورة!
وهذه الثلاث خطوات التي وجدتها في أحد المنشورات لم تغير حياتك 180 درجة!
وقد يخبرك البعض أنّها ستغيّر حياتك 360 درجة، وهذه أكثرها مصداقية، لأنك ستعود حيث بدأت.
هذا السيل العارم من التعليمات والنصائح يجعلنا ندرك تمامًا ما الذي يعنيه المفكّرون حين يصفون الإنسان المعاصر بأنّه:
ذات مُحاصَرة
Self Under Siege
إنك تشعر في نهاية كل عام بأنك إنسان محاصر، بجميع هذه الخطابات.
مُتأخّر، ولديك الكثير لتنجزه والكثير كي تسعى له في عامك الجديد، أليس كذلك؟
يسوءك أن تفوتك جميع هذه المسلسلات التي يتحدثون عنها، ويزعجك ألا تعرف تلك الرواية التي يشير إليها الجميع. وثمة حمية غذائية جديدة دارجة، يكتب الجميع عن مدى روعتها!
تصير المشكلة مضاعفة، إن كنت من قبل تعيش حياتك تائهًا، تمشي مُكبًّا على وجهك، تحيا بلا أي هدف. حينها وعندما تقرأ أحد هذه المنشورات، تأتيك رغبة مُلحّة بالبدء والمسارعة، وتشعر كما لو أنّ عليك الركض في جميع الاتّجاهات بالوقت نفسه!
من المعروف عالميًا أنّ رأس السنة هو الشهر الذي يحصد أعلى نسبة من الاشتراكات في النوادي الرياضية. إنّها نتيجة طبيعية لخطابات عديدة، تجعلك تشعر بالتقصير حيال نفسك، وتشعر بالذنب حيال نمط حياتك الذي لم تكن تجد فيه أي مشكلة بالأساس قبل قرائتك لتلك المنشورات.
لحظة!
هل التغيير للأفضل شيء خاطئ؟
ولماذا كل هذا النقد لمنشورات حسنة النوايا، تهدف لتوجيه الناس لتحسين حياتهم؟
بالطبع التغيير للأفضل مطلوب، ونصح النّاس من المعروف الذي لا يُعدَم.
لكن.. هناك خيط رفيع يفصل بين (نُصح الناس) و "ادّعاء معرفة" ما هو أصوب لهم!
وهناك خيط رفيع بين (النصائح المثبتة علميًا) و بين "التباهي" بمنجزاتك الشخصية
وهناك خيط رفيع بين (النصيحة القابلة للتعميم) و (التجارب الشخصية الناجحة) التي لا يمكن تعميمها
وثمّة خيط رفيع بين أهمّية (التغيير للأفضل) وبين "عبادة التغيير" من أجل التغيير
هذا ليس تسخيفًا من توصيات الكتب والنصائح الجيدة أو من منشورات العام الجديد
هذا تنبيه لطيف لكي تهوّن على نفسك، أنتَ إنسان، وهناك حدود لبشريتك!
وأريد أن أشير سريعًا لبعض النقاط:
1. ما يهمّ غيرك، لا يهمّك بالضرورة
ولهذا ميّز بين ما تريده، وبين ما تمّ إيهامك بأنّكَ تريده.
2. ظروفك الجيّدة ليست متاحة لجميع النّاس
ولادتك في عائلة متماسكة، وعدم إصابة شقيقتك بالسرطان، وعدم اضطرارك للعمل لساعات طويلة، وكفاية الله لك من سؤال النّاس بسبب الفقر والحاجة، كلّ هذه معطيات لم تخترها لنفسك، وإنما هي من فضل الرحيم الكريم. لذلك لا تكن لئيمًا يفرض نجاحاته الشخصية كتعليمات على الآخرين.
3. أنتَ لستَ إلهًا: لا يمكنك أن تصير كلّ ما تريده
لا يمكنك أن تسلك كل تلك المسارات التي سار بها الآخرون، لا يمكنك أن تصير الأقوى والأسرع والأجمل والأكثر سفرًا والأكثر قراءةً والأكثر تخصصًا. اختيارك لأي مسار في هذه الحياة، يقابله ثمن تدفعه في خسارة مسارات أخرى.
4. كثرة الحركة لا تعني أنّك تحرز تقدّمًا
بفعل خطابات زائفة، شاع أن يُساء النظر للاستقرار بوصفه تخلّفًا (التوقف عن الركض) لكن من المهم أن تتعلّم فنّ (الاكتفاء) أن أحدّد ما يكفيني ويهمّني في هذه الحياة، وأن تدرك أنّ الركض والتغيّر الدائم ليسا مطلوبَين لذاتهما.
5. لا تنسَ ما هي وجهتك الرئيسية
القرآن لم يقل لك: لا تنسَ نصيبك من (الآخرة)! القرآن يقول لك أن الدار الآخرة هي الهدف الرئيسي في هذه الحياة، إذا قمتَ بتثبيت هذا الهدف، حينها لا تنسَ نصيبَك من الدنيا وليس العكس! ولذلك كل خطة تضعها لنفسك لا تضع فيها الآخرة في (المركز) ولا تحسن فيها اعتبار (التقوى) فهي خطة منحرفة وإن أعجبتك.
وأدعو لك بما دعى به الكنديّ في رسالته الحيلة لدفع الأحزان:
كفاكَ الله المُهم من أمرِ دُنياك وآخرتك
كفايةً تبلُغ بها: أكمل راحة وأطيب عَيش!
Forwarded from إنه القرآن ( القناة الرسمية )
🎙 كونوا معنا الليلة بإذن الله ..
في لقاء مباشر💡مع الشيخ عمرو الشرقاوي بعنوان :
"حملة القرآن ، وهموم الأمة"
⏰ وذلك في تمام الثامنة والنصف مساء بتوقيت القاهرة ، التاسعة والنصف بتوقيت مكة ..
كونوا في الموعد ..
في لقاء مباشر💡مع الشيخ عمرو الشرقاوي بعنوان :
"حملة القرآن ، وهموم الأمة"
⏰ وذلك في تمام الثامنة والنصف مساء بتوقيت القاهرة ، التاسعة والنصف بتوقيت مكة ..
كونوا في الموعد ..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
حملة القرآن وهموم الأمة | عمرو الشرقاوي
مشاريعُ قرآنية تعينُ على الاستِعدَاد لاستقبَال (رمضان) في (رجب وشعبان)
ينبغي على العاقل أن يستعد لاستقبال شهرِ رمضَان، لينتفع بكتابِ الله، وينتفع بعبادة ربِّه ومولاه، ومما يعنيه على إحسان استقبال الشهر، ويبعده عن الندم، هذه الغايات، وكلها مما يمكن إنجازه في هذين الشهرين الكريمين:
الغايةُ الأولى: حفظ المفصَّل من القرآن، وهو من سورة (ق) إلى سورة (الناس)، وحفظه من أعظم ما يعين على الفهم، ويعين على الاستمتاع بالقيام في رمضان، فما أعظم أن يقوم الإنسان بما يحفظ، ويعيده، ويكرره، وصلاة الليل بالمحفوظ في رمضان لها طعمٌ آخر، فاطلب تجد!
الغايةُ الثانية: فهمُ المفصَّل، ومن الكتب التي أرشحها:
1- «صحبة العشر الأخير» (يمكن الاكتفاء منه بالمفصَّل)، إعداد: مركز آيات، ط. دار اللؤلؤة.
2- «تدبُّر المفصل»، إعداد اللجنة العلمية بمعالم التدبر، ط. مركز تدبر.
3- «إشراقات قرآنية»، د. سلمان العودة، ط. الإسلام اليوم.
الغايةُ الثالثة: معرفة خلاصة معاني القرآن، وما يحويه من العلوم النافعة، والاطلاع على أهم موضوعات القرآن: عقيدةً، وعباداتٍ، ومعاملاتٍ، وأخلاقًا، وقصصًا، وسيرةً نبويةً.
وذلك من خلال الكتاب العظيم: «تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن»، للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي (ت: 1376) رحمه الله تعالى ورضي عنه.
وأقول: (لن يندم من يقرأ هذا الكتاب، وهو منتفعٌ به ولا بد!).
الغاية الرابعة: التعرُّف على سور القرآن، وأهم موضوعاتها، وفضائلها، ومن الكتب المعينة على ذلك:
1- «محتوياتُ سور القرآن»، د. أحمد الطويل، ط. مدار الوطن.
2- «بطاقاتُ التعريف بسور المصحَف الشريف» للشيخ د. محمد نصيف، ط. جمعية خيركم.
الغايةُ الخامسة: معرفة المعنَى الإجمالي للسور التي تكرَّر في صلاةِ القيام، والمحفوظة لدى عموم المسلمين، ومنها: (الفاتحة، والأعلى، والغاشية، والكافرون، والكهف)، ومن الكتب المعينة:
«هدايات القرآن في سور يوم الجمعة»، د. محمد مصطفى عبد المجيد، ط. دار المعالي.
الغاية السادسة: بعثُ الشوق نحو كتاب الله، ومعرفة أحوال السلف في تعاملهم مع الكتاب المجيد، ومن الكتب المعينة:
1- «المشوق إلى القرآن»، عمرو الشرقاوي، ط. المكتبة العصرية.
2- «الطريق إلى القرآن»، د. إبراهيم السكران، ط. الحضارة.
3- «هذه رسالات القرآن»، للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله، ط. دار السلام.
الغاية السابعة: إتقان تلاوة القرآن، أو: بدأ الطريق إلى الإتقان، ومما يعين على ذلك:
1- الانتفاع بشيخٍ يعينك على معرفة أحكام التجويد الأوَّلية، ويدربك عليها.
2- المنصَّات المخصصة لهذا الغرض، وهي كثيرة لحمد الله.
وبعدُ:
فهذه كلُّها وسائل تأخذ بيدك لتذوق، فإذا ذقتَ فإنك سالكٌ طريق الازدياد بفضل الله وتوفيقه، فاسلك، وذكِّر نفسك بنهاية رمضان، ومرارة الحسَرَات على التفريط، أو ما علمتَ أن الأمر بعواقبه؟! فراقب العَواقِب تَسلم، ولا تمِل مع هوى الحسِّ فتندَم.
اللهم واجعلنَا من الواصِفينَ الوَاصِلِين، ولا تجعل نصينا من القرآن مجرَّد الدَّلالة، اللهم وارزقنَا أجر الدَّلالة، وحسنَ العمل، بمنِّك وكرمك يا كريم!
ينبغي على العاقل أن يستعد لاستقبال شهرِ رمضَان، لينتفع بكتابِ الله، وينتفع بعبادة ربِّه ومولاه، ومما يعنيه على إحسان استقبال الشهر، ويبعده عن الندم، هذه الغايات، وكلها مما يمكن إنجازه في هذين الشهرين الكريمين:
الغايةُ الأولى: حفظ المفصَّل من القرآن، وهو من سورة (ق) إلى سورة (الناس)، وحفظه من أعظم ما يعين على الفهم، ويعين على الاستمتاع بالقيام في رمضان، فما أعظم أن يقوم الإنسان بما يحفظ، ويعيده، ويكرره، وصلاة الليل بالمحفوظ في رمضان لها طعمٌ آخر، فاطلب تجد!
الغايةُ الثانية: فهمُ المفصَّل، ومن الكتب التي أرشحها:
1- «صحبة العشر الأخير» (يمكن الاكتفاء منه بالمفصَّل)، إعداد: مركز آيات، ط. دار اللؤلؤة.
2- «تدبُّر المفصل»، إعداد اللجنة العلمية بمعالم التدبر، ط. مركز تدبر.
3- «إشراقات قرآنية»، د. سلمان العودة، ط. الإسلام اليوم.
الغايةُ الثالثة: معرفة خلاصة معاني القرآن، وما يحويه من العلوم النافعة، والاطلاع على أهم موضوعات القرآن: عقيدةً، وعباداتٍ، ومعاملاتٍ، وأخلاقًا، وقصصًا، وسيرةً نبويةً.
وذلك من خلال الكتاب العظيم: «تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن»، للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي (ت: 1376) رحمه الله تعالى ورضي عنه.
وأقول: (لن يندم من يقرأ هذا الكتاب، وهو منتفعٌ به ولا بد!).
الغاية الرابعة: التعرُّف على سور القرآن، وأهم موضوعاتها، وفضائلها، ومن الكتب المعينة على ذلك:
1- «محتوياتُ سور القرآن»، د. أحمد الطويل، ط. مدار الوطن.
2- «بطاقاتُ التعريف بسور المصحَف الشريف» للشيخ د. محمد نصيف، ط. جمعية خيركم.
الغايةُ الخامسة: معرفة المعنَى الإجمالي للسور التي تكرَّر في صلاةِ القيام، والمحفوظة لدى عموم المسلمين، ومنها: (الفاتحة، والأعلى، والغاشية، والكافرون، والكهف)، ومن الكتب المعينة:
«هدايات القرآن في سور يوم الجمعة»، د. محمد مصطفى عبد المجيد، ط. دار المعالي.
الغاية السادسة: بعثُ الشوق نحو كتاب الله، ومعرفة أحوال السلف في تعاملهم مع الكتاب المجيد، ومن الكتب المعينة:
1- «المشوق إلى القرآن»، عمرو الشرقاوي، ط. المكتبة العصرية.
2- «الطريق إلى القرآن»، د. إبراهيم السكران، ط. الحضارة.
3- «هذه رسالات القرآن»، للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله، ط. دار السلام.
الغاية السابعة: إتقان تلاوة القرآن، أو: بدأ الطريق إلى الإتقان، ومما يعين على ذلك:
1- الانتفاع بشيخٍ يعينك على معرفة أحكام التجويد الأوَّلية، ويدربك عليها.
2- المنصَّات المخصصة لهذا الغرض، وهي كثيرة لحمد الله.
وبعدُ:
فهذه كلُّها وسائل تأخذ بيدك لتذوق، فإذا ذقتَ فإنك سالكٌ طريق الازدياد بفضل الله وتوفيقه، فاسلك، وذكِّر نفسك بنهاية رمضان، ومرارة الحسَرَات على التفريط، أو ما علمتَ أن الأمر بعواقبه؟! فراقب العَواقِب تَسلم، ولا تمِل مع هوى الحسِّ فتندَم.
اللهم واجعلنَا من الواصِفينَ الوَاصِلِين، ولا تجعل نصينا من القرآن مجرَّد الدَّلالة، اللهم وارزقنَا أجر الدَّلالة، وحسنَ العمل، بمنِّك وكرمك يا كريم!
«الخارجون عن طاعة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ومتابعتهم يتقلَّبون في عشر ظلمات:
ظلمةُ الطبع، وظلمةُ الجهل، وظلمةُ الهوى، وظلمةُ القول، وظلمةُ العمل، وظلمةُ المَدخل، وظلمةُ المَخرج، وظلمةُ القبر، وظلمةُ القيامة، وظلمةُ دار القرار، فالظُّلمة لازمةٌ لهم في دورهم الثلاث.
وأتباعُ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم يتقلبون في عشرة أنوار، ولهذه الأُمة ونبيها من النُّور ما ليس لأمة غيرها ولا لنبي غيره، فإن لكلٍّ منهم نورين، ولنبينا صلى الله عليه وسلم تحت كل شعرة من رأسه وجسده نور تام، كذلك صفته وصفة أمته في الكتب المتقدمة»، [اجتماع الجيوش الإسلامية: (16 – 17)]، «صلوات اللَّه وسلامه على مَن الهدى والبيانُ والشفاءُ والعصمةُ في كلامه وفي أمثاله»، [طريق الهجرتين وباب السعادتين: (1/ 211)].
ظلمةُ الطبع، وظلمةُ الجهل، وظلمةُ الهوى، وظلمةُ القول، وظلمةُ العمل، وظلمةُ المَدخل، وظلمةُ المَخرج، وظلمةُ القبر، وظلمةُ القيامة، وظلمةُ دار القرار، فالظُّلمة لازمةٌ لهم في دورهم الثلاث.
وأتباعُ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم يتقلبون في عشرة أنوار، ولهذه الأُمة ونبيها من النُّور ما ليس لأمة غيرها ولا لنبي غيره، فإن لكلٍّ منهم نورين، ولنبينا صلى الله عليه وسلم تحت كل شعرة من رأسه وجسده نور تام، كذلك صفته وصفة أمته في الكتب المتقدمة»، [اجتماع الجيوش الإسلامية: (16 – 17)]، «صلوات اللَّه وسلامه على مَن الهدى والبيانُ والشفاءُ والعصمةُ في كلامه وفي أمثاله»، [طريق الهجرتين وباب السعادتين: (1/ 211)].
قال ابن القيم (ت: 751): «قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾ [الفرقان: 20]، وهذا عامٌّ في جميع الخلق، امتحن بعضهم ببعض:
فامتحنَ الرُّسُل بالمرسَل إليهم ودعوتهم إلى الحق، والصبر على أذاهم، وتحمُّل المشاق في تبليغهم رسالات ربهم.
وامتحن المرسلَ إليهم بالرسُل، وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويُصَدقونهم؟ أم يكفرون بهم، ويرُدون عليهم، ويقاتلونهم؟
وامتحن العلماء بالجُهّال، يعلِّمونهم، ويَنصحونهم، ويَصبرون على تعليمهم، ونُصحهم، وإرشادهم، ولوازم ذلك.
وامتحَن الجهال بالعلماء، هل يطيعونهم، ويهتدون بهم؟
وامتحن الملوكَ بالرعية، والرعيةَ بالملوك.
وامتحن الأغنياءَ بالفقراء، والفقراءَ بالأغنياء.
وامتحن الضعفاءَ بالأقوياء، والأقوياءَ بالضعفاء.
والسادةَ بالأتباع، والأتباعَ بالسادة.
وامتحن المالكَ بمملوكه، ومملوكَه به.
وامتحن الرجلَ بامرأته، وامرأته به.
وامتحنَ الرجالَ بالنساء، والنساءَ بالرجال.
والمؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين.
وامتحنَ الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم»، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان: (2/ 894).
فامتحنَ الرُّسُل بالمرسَل إليهم ودعوتهم إلى الحق، والصبر على أذاهم، وتحمُّل المشاق في تبليغهم رسالات ربهم.
وامتحن المرسلَ إليهم بالرسُل، وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويُصَدقونهم؟ أم يكفرون بهم، ويرُدون عليهم، ويقاتلونهم؟
وامتحن العلماء بالجُهّال، يعلِّمونهم، ويَنصحونهم، ويَصبرون على تعليمهم، ونُصحهم، وإرشادهم، ولوازم ذلك.
وامتحَن الجهال بالعلماء، هل يطيعونهم، ويهتدون بهم؟
وامتحن الملوكَ بالرعية، والرعيةَ بالملوك.
وامتحن الأغنياءَ بالفقراء، والفقراءَ بالأغنياء.
وامتحن الضعفاءَ بالأقوياء، والأقوياءَ بالضعفاء.
والسادةَ بالأتباع، والأتباعَ بالسادة.
وامتحن المالكَ بمملوكه، ومملوكَه به.
وامتحن الرجلَ بامرأته، وامرأته به.
وامتحنَ الرجالَ بالنساء، والنساءَ بالرجال.
والمؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين.
وامتحنَ الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم»، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان: (2/ 894).