Telegram Web Link
[فما لي وللناس]

ذكر التيمي في سير السلف الصالحين وأصله في الحلية لأبي نعيم:

"وقال لي محمد بن أسلم: يا أبا عبد الله إن معي في قميصي من يشهد علي فكيف أكتسب الذنوب؟! إنما يعمل الذنب جاهل ينظر فلا يرى أحدا، يقول: ليس يراني أحد، أذهب فأذنب أما أنا، كيف يمكنني ذلك؟ وقد علمت أن داخل قميصي من يشهد علي، ثم قال: يا أبا عبد الله مالي ولهذا الخلق؟ كنت في صلب أبي وحدي، ثم صرت في بطن أمي وحدي، ثم دخلت إلى الدنيا وحدي، ثم تقبض روحي وحدي، وأدخل في قبري وحدي، ويأتيني منكر ونكير فيسألاني وحدي، فإن صرت إلى خير كنت وحدي، وإن صرت إلى شر كنت وحدي، ثم أقف بين يدي الله وحدي، فإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي، وإن بعثت إلى النار بعثت وحدي، فما لي وللناس؟ ثم تفكر ساعة ووقعت عليه الرعدة حتى خشيت أن يسقط، ثم رجعت إليه نفسه."

قلت: ومحمد بن أسلم رحمه الله من سادات أهل السنة القائمين بالأمر والنهي حتى أن إسحاق بن راهويه الإمام كان يقول: السواد الأعظم في زماننا محمد بن أسلم وأصحابه

قال الإمام إسحاق بن راهويه: "لو سألت الجهال من السواد الأعظم؟ قالوا: جماعة الناس ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي ﷺ وطريقه، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة، ومن خالفه فيه ترك الجماعة." ثم قال إسحاق: "لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أعلم من محمد بن أسلم."

وله كتب في الرد على الجهمية والمرجئة نقل أبو نعيم في الحلية طرفا منها فراجعها (الحلية ٩ / ٢٤٤ - ٢٤٨)

.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
تأمل كلام الطريفي -فرج اللّٰه عنه- هذا..

من المفارقات أن تجد كثيرا ممن يتمسَّح به يتمثَّل هذه الحال التي تكلم عنها الشيخ هنا، كثرة الكلام عن الغلو حتى يتقحَّم أحدهم الجفاء وهو لا يشعر..

ومن المفارقات أيضا أن تجد أكثر هؤلاء يتشدقون بفقه الواقع، الواقع الذي لو تأمله العاقل وجد أن الغالب عليه هو الجفاء والانسلاخ..

وتجد الواحد من هؤلاء يتهمك أنك عميل للجانب الفلاني والجانب العلاني، فإذا تأملت إلى ما ينسبك إليه وجدت تقاطعا جليا في طرحه وطرح الجانب الذي نسبك إليه، بل ربما تجد أن أطروحاتك تتصادم في عدة محاور مع طرح الجانب الذي نُسبت إليه..

وتجد بعضهم يعيب قول أهل السنة بتفضيل فساق أهل السنة على فضلاء أهل البدعة، بحجة الإنصاف، ثم بكثرة حربهم على الغلو المتوهم فتحوا الباب على مصراعيه لانتكاس أهل السنة، فلماذا يثبت المرء على عقيدة إذا التزمها صار من الغلاة المُحاربِين؟ في حين لو أنك صرت من المبتدعة يُتساهل معك بحجة أنك على عقيدة فلان وعلان من المشاهير، مع ترسيخ فكرة الجفاء التي تصل لكثير من العوام كنوع تثبيت لهم على ما هم فيه من فسق وفجور.
ماذا كان في فؤاد ابن القيم حتى استنبط مثل هذا الاستنباط؟
أين دعاة (إلى متى التوحيد؟) من خوف نبي اللّٰه إبراهيم ﷺ؟

قال اللّٰه تعالى -حاكيا دعاء نبيه إبراهيم ﷺ-: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ • رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم]

تأمل دعاء إبراهيم ﷺ هذا وما يبعثه في النفس من شفقة وخوف، ومن معرفة عظيم خطر الشرك وأنه سبيل ضلال كثير من الناس!

استحضرت هذا المعنى ردًّا على طائفتين:

طائفة تُنزِّه كل من نطق بالشهادة أن يقع منه شرك، فيقولون: ”لا شرك في بلاد المسلمين“

مع أن ورود أخبار عن النبي ﷺ في تقسيم الشرك والتحذير منه للأمة يدلُّ على كونه يقع فيها.

وصنيع نبي اللّٰه إبراهيم ﷺ دليل على أنه إذا لم يسلم أبناءه من الشرك إلا بالدعاء، فغيرهم من الناس أولى!

وتأمل أن أحطَّ وأخسَّ أنواع الشرك = عبادة الأصنام، قد أضلَّت كثيرا من الناس، فكيف بما يُزخرف من عبادة الأضرحة والقباب؟ بل هذا الأمر أدعى أن يُحذر منه، لأن بعضهم يزعم أن الشرك لا يكون شركا إلا إن عُبدت الأصنام!

الطائفة الثانية المقصودة هي طائفة ترى أن هناك أمورا أهم من التوحيد وتجدهم يقولون: (إلى متى التوحيد؟) (التوحيد عرفناه) ويستصغرونه وقد يؤول بهم الحال إلى استعمال نفس كلام الطائفة الأولى بأنه لا شرك في أقطار المسلمين حتى يتخلص من الصداع مقابل آخرة فئام من الناس يُتركون على الشرك يهوي بهم في نار جهنم!

وقد أخرجوا أضغانهم في الأحداث الأخيرة لما رأوا أن لخصومهم السياسيين دعوة للتوحيد وإكثارا للكلام فيه!

فصار بعضهم يستهين بالأمر أكثر وأكثر!

مع أن خوف نبي اللّٰه إبراهيم ﷺ من أمر الشرك واستحضاره في دعاء الوالد المشفق على أولاده يدل أن الأمر جلل لا يُستهان به!

وللّٰه في خلقه شؤون!
استغلال حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال لتبرير التبرج!

قُبض اليوم على رجل متهم بالاعتداء الجنسي على حوالي 40 طفلا، وقد شغلت شيئا من وقتي في قراءة تعليقات الناس وانطباعاتهم حول الموضوع.

خرجت بأمور وجب التعليق عليها!

كل مرة يقع مثل هذا الأمر الشنيع تأتيك المتبرجة المتفسخة وكثير ممن هن محجبات الظاهر متفسخات الباطن ويساندهن في ذلك محسوبون على زمرة الرجال عددا فقط، ويستغلون الأمر ويروجون لطرح مفاده: ”المغتصب أو المتحرش لا يهمه متبرجة أو محجبة أو منتقبة بدليل أن الأطفال لم يسلموا منه“

أو تجد ”بدل الكلام عن هذا الصنف تتكلمون عن النساء“

قبل مدة كتبت مقالا بعنوان: [المتبرجات] بل هن المنافقات حقا وصدقا وهذا الأمر أتأكد منه يوما بعد يوم!

استغلال مثل هذا الأمر لتبرير هذا التفسخ لا يفعله إلا من قد أُشرب قلبه النفاق.

في الشريعة هناك شيء اسمه = سد الذرائع.

الكثير -ليس كلها، ولكن بنسبة كبيرة- من هذه المظاهر المستهجنة التي تراها من اعتداء على الأطفال مبدأها تعرض لعورات النساء المتبرجات ثم الإباحية ثم ... يسعك أن تقرأ عن تأثير المواد الإباحية على السلوكيات الجنسية وكيف أنها تساهم في انحراف هذه الميولات..

ثم الناس تتكلم عما عمَّت به البلوى وما عمَّت به البلوى هو التبرج والتفسخ لا الاعتداء على الأطفال، وإن كان هذا الأخير منكر عظيم ينكره كل متشرِّع..

ولكن المتشرِّع أيضا لا يأتي للمنافقات ويطبطب عليهن بحجة أن التحرش هو الكفر وأن ما هن عليه من جملة الصغائر التي يُتجاوز عنها...

أمر آخر لاحظته أن كثيرا من الناس أظهروا أنهم تعرضوا لهذا الأمر في صغرهم وكان سبب الأمر ترك الولد أو البنت مع من لا يُعد محرما له..

وقد أمر النبي ﷺ بالتفريق بين الإخوة في المضاجع، فكيف يُجمع بين غيرهم في الخلوات والجلوات؟ وإذا حدثتهم يقولون: ”مثل أخيها!“

أو انشغال الأم والأب بالعمل خارج البيت مع إهمال شأن الأولاد..

وقد تكلمت كثيرا عن ”أنانية“ كثير من الأمهات المعاصرات في إهمالهن لأولادهن من أجل العمل خارج البيوت وتقول لك:”أدرس كذا سنة ثم لا أعمل؟“ وفي سبيل هذا العذر ترمي أولادها في الحضانات وحتى في الشوارع!

وصارت الناس لا تقبل بكون المراهق الذي لم يبلغ سن 18 سنة لا يُعاقب بالسجن بحجة أن هذا المراهق ”صار يعرف كل شيء“، نفس المراهق الذي لو قيل للناس هو مكلف وعليه وجب إعفافه يُصورونه لك وكأنه رضيع في المهد!
بحكم كثرة هذا الصنف، يُقال:

أي شخص ينسب غيره للعذر بقوله: ”عاذرية“ أو ”عاذري“ فهو جاهل جهول.

لا يوجد إطلاق هذه النسبة عند السلف، ولم يُنسب إليها أحد، ولم تنشأ إلى بعد أن حصل تسوية بين من يعذر، وبين من لا يُكفر بإطلاق عند من أراد التلبيس، ثم تلقفها هؤلاء الرُّعاع..

وهاتين مرتبتين بعيدتين لا تتساويا، فالذي يعذر، يعذر انطلاقا من كونه يُكفِّر ثم يستثني أفرادا من الطائفة المُكفَّرة بناء على ضوابط يضعها.

هذا الصنف لا يُنسب لعدم التكفير بل الأصل عنده التكفير والعذر عارض قد يزول، عندما تُباحثه، تُباحثه في أمر الضوابط التي وضعها وفي متى يزول العذر، هنا تكون المباحثة العلمية الرصينة.

أما من لا يُكفر فهو لا يحتاج إلى عذر أحد أساسا بحكم كونه لا يحكم من الأصل حتى يذهب للعذر.

الحاصل اليوم أن هناك طرفا لا يريد الحكم ككل فيقول لك: أنا أعذر، ويستدل بالعلماء الذين يعذرون، وهم فهمهم للعذر غير فهمه، وهذا تكشفه ببساطة إذا سألته عن ضوابط العذر عنده؟ ومتى يزول؟ ومن من أعيان الطائفة المُكفرة الذين يحكم عليهم بالكفر لأن الضوابط زالت، تكتشف أنه يتهرب تفهم الأمر!

وهناك طائفة رأت هذا الربط فقالت: بما أن العذر هذه صورته إذن هم والعلماء الذين يستدلون بهم لا يحكمون على أحد فإذن الكل كافر وابتدعوا نسبة ”عاذري“ هذه.

وهذا كله باطل كما شرحت.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
المقطع الأصل الذي يعرضه مندوب فلسطين في مجلس الأمن رأيته أول ما انتشر وقد خلَّف في نفسي حزنا عظيما.

واليوم رأيت هذا فأحيا الأمر في نفسي ذات الحزن!

فإنا للّٰه.

روى عبد الغني المقدسي في محنة الإمام أحمد:

وأخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خُضير الصيرفي، أخبرنا أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر، وأبو طالب عبد القادر ابن محمد، قالوا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البرذعي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثني أحمد بن سنان، قال:

بلغني أن أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حلٍّ في يوم فتح بابك وظفر به، أو في فتح عموريَّة، فقال: هو في حلٍّ من ضربي.

انظر صنيع الإمام أحمد مع المعتصم كأن فرحة تخليص المسلمين من فتنة بابك الخرمي وتأمين أديانهم ودنياهم أنسته ما صنع به المعتصم، خاصة وأن هذا الأخير كان ينفذ وصية أخيه من قبل لا أنه كان متقلدا لأمر المحنة، فهو كان يوصف بأنه ”رجل حرب“.

نسأل الله تعالى أن يقيض لإخواننا في فلسطين من يرفع به اللّٰه هذا البلاء والشدة!

واللّٰه المستعان..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
منذ دافع عن من وصفت النبي ﷺ بالـ "منخفض" وهو إلى انخفاض!

فيُقال: وأنت في تركيا ماذا أعددت من فقه أساس الإسلام ودراسة العقيدة لمواجهة الانحرافات التي تحيط بك هناك؟

سابقا رأيت طالبا عند هذا الرجل يقول: لا يوجد شرك بين المسلمين وهذه قضايا لا وجود لها اليوم!

فبيني وبين نفسي نزهت هذا الرجل عن سفه طالبه هذا، ولكن يظهر أنه قلوط واحد يردون عليه جميعا.

هذا نموذج عن 'الانفصال عن الواقع" تحت عباءة "فقه الواقع"

كما أنه نموذج عن التردي الأخلاقي عند هذا الرجل، فهو من الذين يتحرَّون الكذب؛ فيصور خصومه وكأن لا شُغل لهم إلا هذا الباب -مع أن مجرد انشغالهم به شرف عظيم- ولكن خصومه غطوا أبوابا لا يُحسن هو أن يتكلم فيها، وغطوا أبوابا لم يتكلم فيها إلا برجيع أهل "الانخفاض" مثله.

كما أن الأمة لم تُعدم الخير، ففيها من شغل باب الرد على النصارى وغيرهم، ولا يوجد من قال لهم: "انشغلوا بغير هذا"

غير أن "باب الأسماء والصفات" لا ينشغل به أحد إلا وأتاك -من أمثال هذا- يُنفر عنه وعنك.

طبيعي من رجل يدافع عنه ويلتحق بمعاهده حتى "الإباضية".
=
سنتكلم قليلا، لأن الغلو قد زاد عن حده!

في هذا المقطع يتكلم السنـ.ـوار عن سوريا الأسد ويصفهم بأنهم جند بالشام وكذا حزب اللّٰه! (وهذا تنزيل لوصف النبي ﷺ)

الناس عندما تختار شيئا تمتحن به غيرها تختار الأكمل فالأكمل، فالناس تمتحن باللّٰه عز وجل، تمتحن بالأنبياء ﷺ، بالصحابة رضوان اللّٰه عليهم، بالأئمة المرضيين من السلف!

لكن لا تختار حالة "مسخ" تمتحن بها أديان الناس، فتُطلق = صهـ.يوني، منافق وقد تصل للتكفير!

لم يكن هذا دأب أحد من الناس!

حالة "المسخ'' هي الحالة التي يضطر صاحبها لاستجلاب ألف بل مليون تبرير [=أكل الميتة، أكل الخنزير، شرب الخمر...إلخ]حتى يُرقع.

فهذه الحالة ليست الحالة الأكمل التي من أجلها يُمتحن الناس ويُصنفون...

لذلك ليس كل إنكار على حالة "المسخ" هذه يصح نسبته إلى الصهـ.ينة، فليس كل إنكار يكون صاحبه مريدا تمكُّن اليهـ.ود من رقاب المسلمين وأذيتهم!

فعندما يتحدث شخص عن تفاوت القدرة بين المُتَحاربيْن -التي يراها حتى الأعمى- لا تصفه بالـ"نفاق" وتستدل عليه بأحوال النبي ﷺ في غزواته، فالنبي ﷺ مؤيد بالوحي.

وأخبار من بعده تدل على مراعاة أحوال الناس في هذه الأبواب، بل في عهده ﷺ كان هذا أمرا يُراعى.

ألم يعتذر جماعة ممن أرادوا التخلف عنه ﷺ بأن: ﴿وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ﴾

قال الطبري في تفسيره: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ) [وإنها مما يلي العدوّ]

وقال ابن كثير: وذكر ابن إسحاق: أن القائل لذلك هو أوس بن قيظي، يعني: اعتذروا في الرجوع إلى منازلهم بأنها عورة، أي: [ليس دونها ما يحجبها عن العدو، فهم يخشون عليها منهم.]

فلما ردَّ عليهم اللّٰه تعالى أبطل كونها عورة ﴿وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ﴾ ولم يقل هذا ليس عذرا من الأساس، مع أن هذا الأخير أبلغ في الرد لو كان حقا، فتأمل!

ومن ضمن حالة "المسخ'' أن تخرج أسيرة إسرائـ.يلية فتقول أنهم اعتنوا بي وبـ "كلبي"، في حين لم يُحسب لأهل غـ.زة أي حساب، وتراهم إذا تكلموا يأمرون المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته اتجاه أهل غـ.زة، يعني "كلب" الإسـ.رائيلية مسؤوليتكم، وشعب غـ.زة مسؤولية المجتمع الدولي؟

أي دين هذا الذي يُراعى فيه "كلب" الأسير ولا يُراعى فيه 2 مليون مسلم [= رجالا، نساء، أطفال وعجائز]؟

أي دين هذا الذي يُعطى فيه سلسلة ذهب "هدية" للأسير المحرر في حين 2 مليون مسلم لا يجد حبة قمح؟

قبل أن نُحاسب أي مسلم على تقصيره في حق أهلنا في غـ.زة، يُحاسب "المسخ" أولا الذي أدخلهم في هذه المعمعة وهو لم يحسب أي حساب لحمايتهم -وهو أميرهم والمسؤول عنهم قبل أي أحد-

ومن العجائب أن يخرج "المسخ" من دائرة المسؤول المُحاسب إلى دائرة امتحان إيمان الشخص ومدى عدم نفاقه، لأننا الآن صرنا كلنا منافقين عند هؤلاء "الألتراس"، حتى أهل غـ.زة الذين ضد هذا العبث صاروا = منافقين!

ويأتيك "الألتراس" المحنك ويقول لك: هم يحاربون ولن يسألوك أساسا ولا يبحثون عنك!

أهلا وسهلا!

إذن لا أسمعك تصيح عن خذلان المسلمين لإخوانهم، فنحن في درجة العبيد وهم في درجة من لا يُسأل عما يفعل، فلماذا يتم تحميل الناس مسألة الخذلان مع تحسيسهم بالدونية؟

فالخذلان يُسمى خذلانا إذا أتى من القادر المتمكن لا ممن لا يُحسب له أي حساب!

كُنا نسمع أن دم المؤمن أعظم حرمة من الكعبة، ظهر أن المؤمن هو فقط من يوالي الحزب، متى ما لم يكن في الحزب أو كان دمه ثمنا للحزب صار دمه هدرا ولو سال كالأودية ثم نقيم النحيب المصطنع على دمه، وإذا قال لنا: "كفى" نرميه بالـ"نفاق" و"الصهينة".
يكثر بين بعض النوكى ادعاء أن السحر والعين لا يوجدان إلا عند المسلمين، وأنه لم يسبق لهم أن شاهدوا الغربيين يعانون من السحر أو العين!

وتأثر بهم بعض من ينتسب للإسلام فتجده يربط بين التخلف وبين الإيمان بالسحر والعين!

وهذه لوثة عالمانية.

وهنا مغالطة أساسا، فكون المرء يعاني من شيء فيفسر بأنه = سحر أو عين، نابع عن إيمانه بذلك الأمر.

فموت الرجل قد يفسره الناس بسكتة قلبية.

غير أنه قد يحمله غيرهم بأمارات على قول النبي ﷺ ”العين تُدخل الرجل القبر“، وقد نقل ابن حجر أنه سمع من يقول: ”إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني“.

ولا تعارض بين التفسيرين أساسا.


الصورة من تقرير أعده الباحث بوريس جيرشمان، من قسم الاقتصاد، بالجامعة الأمريكية في واشنطن، بعنوان: ”الإيمان بالسحر حول العالم: تحليل استكشافي“ بتاريخ: 23 نوفمبر 2022م.

الصورة تمثل نسبة الجواب بـ"نعم" في حوالي 95 دولة حول العالم على السؤال التالي: ”هل تؤمن بالعين الشريرة، أو أن بعض الناس يستطيعون إلقاء اللعنات أو التعاويذ التي تسبب مصائب؟“

الباحث تكلم عن حوالي مليار شخص أجاب بـ "نعم" حول العالم، مع ترجيحه لكون العدد أكبر بحكم الحساسية المرتبطة بهذا الموضوع.

وأن الأمر منتشر بين مختلف الطبقات الاجتماعية.

ربط الباحث الإيمان بالسحر بالإيمان باللّٰه تعالى والقدر وبالتدين عامة.

وهذا يدلك أن الأمر متعلِّق بالتديُّن أصالة، فعندنا في القرآن ذُكر أمر السحر، وكذا سُحر النبي ﷺ من اليهود والحديث في الصحيحين، وكذا أمر العين.

وحديث سحر النبي ﷺ يؤكد أن الأمر له تأثير، وأن غيره من الناس معرضون للأمر -إذ لم يسلم منه ﷺ-.

وكتب الفقهاء تتحدث عن الأمرين، وتضع لهما أحكاما.

وامتدح اللّٰه تعالى نبيه يعقوبا ﷺ بالعلم ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاه﴾ إذ قال لبنيه: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ [يوسف]

خوفا عليهم من العين إذ كانوا أولي جَمال.

وإذا كان الأمر هكذا فإنه يصعب حصره بمثل تلك الدعاوى..

فاستغناء الغرب عن أمر السحر والعين هو استغناء عن تفسير الأمور به لا أنهم قد أعدموه فلم يعد له وجود، والأمر عندهم ليس نِتاج التقدم -كما يزعم البعض- بل هو عبارة عن أثر من آثار تحييد أمر الدين ككل عن التصور.

فهم طردوا الأصل وأنكروا كل ما هو متعلِّق بالدِّين، فأنت كمسلم عندما تردِّد كلامهم يبدو الأمر متناقضا.

وما يُقال في السحر يُقال مثله في عدة أبواب، كشأن الملك الذي يسوق السحاب فيحصل صوت الرعد.

مع أن السحر أقوى إذ هو أمر منتشر في العالم.
هذه من أقبح الفتاوى التي صدرت.

ولا أفهم كيف طابت نفس رجل مُتشرع أن يُفتي بمثل هذا الهراء الذي لا يُراعي دينا ولا حرمة!

وبلغ ببعضهم إنكار البصمة الوراثية في سبيل الدفاع عن الزواني.

في زماننا، حيث كلما خرجت "فرضية" علمية تناقض المذكور في الوحي، هاج الناس وماجوا، صارت تُنكر البصمة الوراثية في إثبات النسب.

وبعض الرجال يكتشف أنه لا يُنجب أساسا، وهو باسمه ثلاث، أربع أولاد.

أي دين هذا؟

وأنا لا أجد في نفسي أي غضاضة في نسبة كل من يُفتي بمثل هذه الفتاوى -أيا كان- إلى: ”هيئة الدفاع عن الزواني“

فإن في مثل هذه الفتاوى إفسادا للفُرش وخلطا للأنساب وتضييعا لأديان الناس!

وأهل الفواحش ليسوا أهلا أن يُرحموا ولا أن يُعتذر لهم، ولكن تأمل هذا المفتي الفاجر وهو يخيط لها السُبل بكل خبث.

قال الشيخ تقي الدين: ”قوله تعالى: ﴿ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله﴾: نهى تعالى عما يأمر به الشيطان في العقوبات عموما، وفي أمر الفواحش خصوصا؛ فإن هذا الباب مبناه على المحبة والشهوة والرأفة التي يزينها الشيطان، بانعطاف القلوب على أهل الفواحش والرأفة بهم، حتى يدخل كثير من الناس بسبب هذه الآفة في الدياثة وقلة الغيرة، إذا رأى من يهوى بعض المتصلين به، أو يعاشره عشرة منكرة، أو رأى له محبة أو ميلا وصبابة وعشقا، ولو كان ولده رأف به، وظن أن هذا من رحمة الخلق، ولين الجانب بهم، ومكارم الأخلاق، وإنما ذلك دياثة ومهانة، وعدم دين وضعف إيمان، وإعانة على الإثم والعدوان وترك للتناهي عن الفحشاء والمنكر، وتدخل النفس به في القيادة التي هي أعظم الدياثة“.

فانظر كلام الشيخ، إذ جعل أمر الرأفة بأهل الفواحش قد يُدخل صاحبه إلى أمر القِوادة وهي التوسط للجمع بين الزناة!

وقد كان الشيخ تقي الدين يُنزل أخبار الدياثة على من أمسك زانية بعد معرفته بأمرها، فنسأل هؤلاء الذين يفتون الناس بهذا الأمر؛ هل ترضى هذا الأمر على نفسك؟ فإن رضيته فأنت ديوث.

وإن لم ترضه، فكيف تُفتي بأمر أنت لا تستسيغه لنفسك؟ (لا يُؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه)

وإنا للّٰه.

يُنظر: هل يجوز للزوجة كتمان ابن الزنا عن زوجها؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أنا لم أسمع لمحمود الحداد إلا صوتية قصيرة يقول فيها -مخاطبا أشياخ هذا-: ”الجيل الثاني منكم سيصل إلى أن يكون جهميا صِرفا“

تأمل أنه صار يُقر الأشعري على أشعريته بحجة أنه تابع (النووي وابن حجر والسيوطي) بعد (بزل الجهد)

تأمل أين أخذه الجدل؟

كنا نقول أن تعظيم مشاهير الأشعرية سيؤدي إلى إضلال الشباب وانتكاستهم عن السلفية، فيُكذبوننا.

انتهى بهم الحال إلى إقرار التجهم في الصفات والشرك في الإلهية وغيرها من البدع بشفاعة هؤلاء المشاهير و(بزل الجهد)

وهكذا صارت العقيدة لا معنى لها، فكل مجتهد (بازل للجهد) ناجٍ.

وقد سمعته يقول: ”يصعب ضبط مسألة النيات و (بزل الجهد) وهو المطلوب حتى لا يحكم إلا الأئمة“

ولا أدري ما يمنعه من طرد هذا الأصل في مخالفيه؟ بل في اليهود والنصارى وحتى الملاحدة!

ربما هذا الأمر فيه خير عظيم، حتى تتمايز الصفوف، وتنفي أهل السنة خبَثها الذي فتَّ في عضدها بتضليل أئمتها وتعطيل كتبهم وتقريراتهم بشفاعة المخالفين.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تأمل هذا الموقف المشجي الذي يحكيه هذا الأستاذ.

موقف كهذا انظر تأثيره على التحصيل العلمي، وكيف انقلب المستوى في هذه المادة.

بل الأمر يؤثر حتى على الجانب الأخلاقي والقِيمي، فالنفس تميل لمن يُحسن إليها، وقد قال اللّٰه تعالى: ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾[الرحمن]

فلهذا الموقف وغيره صار هذا الأستاذ يُدرِّس مادة الرياضيات للطلبة بالمجَّان، ولا يقبض منهم أجرا.

ذكروا في ترجمة الربيع بن سليمان -وهو من أخصِّ تلاميذ الشافعي- أنه: ”كان بطيء الفهم، فكرر عليه الشافعي مسألة أربعين مرة فلم يفهم، وقام من المجلس حياء، فدعاه الشافعي في خلوة، وكرر عليه حتى فهم“.

فكان الربيع بعد ذلك يراسل البويطي، فيقول له: ”اصبر نفسك للغرباء، وحسِّن خُلقك لأهل حَلقتك“

وكان إذا ذكر ابن خزيمة -وهو من طبقة تلاميذه- يقول: ”استفدنا من ابن خزيمة أكثر مما استفاد منا“.

تأمل ما أورثه الشافعي في خُلق الربيع!

هذه المواقف نحتاجها بحكم كثرة العاهات التي تتصدَّر للتدريس -سواء في العلوم الدنيوية أو الدينية- والتي قد أورثت عُقدها النفسية في طلبتها، وقد قال النبي ﷺ مرة: ”إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم“ وقال مرة ﷺ: ”إن منكم منفِّرين“
الصورة من كتاب "الأصنام" لابن الكلبي (توفي ٢٠٤ هـ)

تذكرت صنفين من الناس:

الأول: هم المتصوفة عُباد قبور الأولياء، احترام الأولياء -على تقدير معرفتهم- وتوقير أهل الخير والعلم أمر ندب إليه الشرع، كما ندب الشرع إلى صون البيت الحرام وتعظيمه.

غير أن الغلو ذهب بالناس كل مذهب، فأولئك خرجوا من مكة فأخذوا صخورها وحجارتها وطافوا بها -وتحت ذريعة تعظيم الحرم- وبعد أن طال عليهم الأمد عبدوها ونسوا ما كانوا عليه من ملة ابراهيم ﷺ

وهؤلاء ما مات من ينسبونه للولاية وللفضل إلا وأقاموا عليه القباب وطافوا بها وذبحوا لها وحلفوا به وسألوه واستعاذوا به -تحت ذريعة توقير الأولياء واحترامهم- ونسوا ما كانوا عليه من ملة محمد ﷺ.

تأمل التشابه.

لذلك كان المجدد رحمه الله كثيرا ما يعتني بقصة قوم نوح ﷺ مع صالحيهم الذين عبدوهم، في التحذير من الغلو، وقد أشار ابن الكلبي إلى ذات الأمر.

الثاني: هم دعاة التعصب للعرقيات والوطنيات المعاصرة، هؤلاء أحبوا وطنهم بذريعة شرعية وهي أمر اللّٰه تعالى بتعظيمه وصونه، ولما غَلوا في الأمر حتى قادهم إلى الشرك أرسل إليهم نبيا قاتلهم على التوحيد، فكيف بمن لا خصيصة شرعية لوطنه؟ ومع ذلك تجده يرفع وطنه فوق الدين!
إنا لله وإنا إليه راجعون

لله ما أخذ ولله ما أعطى

توفيت جدة أبي...

دعواتكم لها بالمغفرة والرحمة..
هذا هو عين قول اللّٰه تعالى لنبيه ﷺ هو حي: ﴿قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ۚ ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ۚ إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون﴾ [الأعراف]

وقد قرأ بنا الإمام أمس في صلاة العشاء قول اللّٰه تعالى حاكيا قول المسيح ﷺ: ﴿ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ۚ وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ۖ فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ۚ وأنت على كل شيء شهيد﴾ [المائدة]

وهذا بعد قبضه، يقول الطبري: ”... وفي هذا تبيانُ أن الله تعالى ذكره إنما عرّفه أفعالَ القوم ومقالتهم بعد ما قبضه إليه وتوفاه بقوله: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله.“

تأمل أن المسيح ﷺ جَهِل حال قومه وعبادتهم إياه وأمه حتى عرَّفه اللّٰه تعالى ذلك يوم القيامة!

وهذا حال أشبه بحال من يُذادون عن الحوض يوم القيامة، فيُقال للنبي ﷺ: ”إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

فهذا يدلّك على أن النبي ﷺ وغيره من الأنبياء لا يعلمون أحوال قومهم.

فكيف يُنسب لمن عرَّفه الله تعالى حال قومه يوم القيامة، النفع والضر بعد الموت؟ بل ويُكفَّر من خالف ذلك تحت ذريعة (الأدب المزيف) مع النبي ﷺ، التهمة القديمة الجديدة!
هذا منشور لامرأة تركت السلفية إلى الأشعرية.

لاحظ من المرجحات -وجيد أنها كتبتها-: الزينة الحلال والموسيقى ومكانة المرأة!

هذا يذكرني بقصة المرأة التي تنصرت لأجل قصة المرأة الزانية في الكتاب المقدس (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)، رد بعض الدعاة وبيَّنوا أن هذه القصة لا تصح في الكتاب المقدس، وفي الحقيقة مثل هذا الرد لا يقنعني البتة.

ما الرحم بين تلك المرأة التي تنصرت والمرأة الزانية؟

وكيف أهملت كل مباحث العقيدة والشريعة وركزت على أنه لا عقوبة على الزانية؟

صاحبتنا ترجح مذهباً عقدياً على آخر بأن أحد المذهبين يُبيح لها أن ترمي نقابها وتسمع الموسيقى، مع أن هذه ليست مسائل عقدية من الأساس.

وعامة الأشاعرة المتقدمين مذهبهم مذهب السلفية المعاصرة في هذا.

لكن دعك من هذا واقرأ كلام الرازي عن مكانة المرأة وتفسير عامة العلماء للقوامة، تعرف أن ما أعجبها في القوم هو من تأثر كثير منهم بالعصر.

هب أن الأمر كما تزعم، فهذا من عوامل صوابية السلفية، لأن النار حفت بالشهوات والجنة حفت بالمكاره، وفي آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر.

ولا أدري كيف تجرأت على الحديث عن رؤية الله، ومذهب الأشاعرة فيه أعجب مذهب، أنه يُرى وليس له وجه وإلى غير جهة.

ولكن ما يهمها هي برؤية وجه الله؟

المهم أن يرى الناس وجهها بالزينة التي تزعم أنها مباحة.

هذه المرأة تمثل أنموذجاً من شريحة كبيرة كرهت السلفية من باب كره التدين وتأثراً بالقيم الليبرالية والنسوية.

وكان علماء الجهمية بذلك عالمين، فاستغلوا ذلك وحرفوا الدين، كما حرف أسلافهم الصفات.

قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الجاثية].

وفي ذلك عبرة للمنتسبين للسلفية الذين فكروا ببعض التنازلات تألفاً للناس، هؤلاء عندهم إدمان لا يُشبعه شيء، وستأتي مراحل أخرى.

رأيت من ألحدت ومن تجهمت ومن انتكست اتباعاً لشهواتها البدائية.

إنه لزمن عجيب، صار يُحكم فيه بين العقائد بعقد نفسية متكونة من ركام أحلام وأوهام وشهوات جاءت من الدراما ونظيراتها.

وقد رأيت ما لا يحصيه إلا الله، ممن ينظر للدين من نظارة حداثية نسوية مصلحية، لا يسأل كيف أحصِّل رضا الله، بل يسأل: ما الذي أكسبه من الدين وكيف أتبع شهواتي دون أن أشعر بالذنب؟

مهما صوروا لك أنهم اكتشفوا أموراً كانت خفية عليهم تفضحهم شواهد الامتحان، وأنه عجز عن الاستمرار على الخير مع كِبر، تفرَّع عن ذلك تبريرات أنجس من الذنب نفسه.

وتأمل حالهم مع عموم أحوال التدين بعد اكتشاف تدين (الفرفشة) هذا، ينكشف عنك حجاب الوهم بأنك أمام مخدوعين أو مغفلين.
سمِّه "ألفا"، سمِّه "بيطا"، أو سمِّه حتى "ڨاما"، سيظلُّ مُسمَّاه الشرعي "الزَّاني"

وسيظلُّ مُسمَّاك الشرعي "أنت وهو في الوزر سواء" حتى وإن لم تصنع ما صنعه، لإشادتك به.

ولا فرق بينك وبين "هيئة الدفاع عن حقوق الزواني" الذين يدافعون عن فاعلات هذه الكبيرة.
استنهاض الهمَّة للقيام بحقِّ عشرٍ من ذي الحجة!

قال الترمذي في جامعه - ٧٥٧ - حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم هو البطين وهو ابن أبي عمران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»

بعد مغرب اليوم تكون قد دخلت إحدى ثلاث عشرات المفضلة عند السلف.

في مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي: قال هشيم، أخبرنا خالد، عن أبي عثمان: كانوا يعظمون ثلاث عشرات؛ العشر الأول من المحرم، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان.

وأبو عثمان هو النهدي تابعي جليل وقوله كانوا = يقصد بهم أصحاب النبي صلى اللّٰه عليه وسلم!

فيحسن بك أن تقتدي بأصحاب النبي صلى اللّٰه عليه وسلم في تعظيهما وتفضيلها وأعظم ما تبدأ به هو السلامة!

فإن السلامة لا يعدلها شيء!

في الزهد لأبي داود السجستاني رواية ابن الأعرابي عنه - ٣٢٩ - حدثنا أبو داود قال: نا. . . . . . . ابن إسماعيل، قال: نا سفيان، عن يحيى، عن القاسم: سئل ابن عباس عن الرجل يجتهد في العمل، ويصيب من الذنوب، ورجل لا يجتهد ولا يذنب؟ قال: السلامة أحب إلي.

ويقصد أن الذي لا يجتهد ولا يذنب أسلم!

فإذا علمت هذا، فاعلم أنه يلزمك الانتقال إلى الأمر التالي وهو القيام بحق اللّٰه تعالى عليك، فإنه من آكد الأمور.

وقد قال الشيخ شمس الدين ابن القيم: «فتارك حقوق الله التي تجب عليه أسوأ حالا عند الله ورسوله من مرتكب المعاصي؛ فإن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي من أكثر من ثلاثين وجها ذكرها شيخنا في بعض تصانيفه»

فإذا جمعت هذين الأمرين في هاته العشر فقد ضمنت السلامة، على أن التاجر الحاذق وجب أن يكون فيه حب الاستزادة، خاصة إذا كانت تجارته مع ربه سبحانه وتعالى!

فيحسن به أن يجمع من كل شيء وأن يجعل لنفسه من كل شيء وِردا = نوافل الصلوات، صيام، صدقة، تلاوة لكتاب اللّٰه تعالى، ذكرٍ، مجالس علمٍ ودعاءٍ...إلخ!

والبعض إذا كلمته بهذه الأمور يستثقل ويستعجب أن كيف يكون مُقلَّا مُفرطا في الأيام السابقة ثم ينشط الآن وقد يصل البعض إلى اتهام نفسه بالنفاق وهذا من أشهر حيل الشيطان التي يمنع بها عن العبد الخير، فإنه يحسن لمن كان هذا حاله أن يدافع هذه الوساوس باستذكار أنه يُعظم ما عظَّمه ربه سبحانه وتعالى أولا، ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾[الحج]

ثم إذا علم هذا، فليعلم أنه لا يعلم متى قد يباغته الأجل، فإذا كان كذلك فإنه أن يُقبض على اجتهاد في أيام فاضلة فإن هذا مما يحسن أن يُقال عنه حُسن خاتمة!

قال الترمذي في جامعه - ٢١٤٢ - حدثنا ‌علي بن حجر، قال: حدثنا ‌إسماعيل بن جعفر، عن ‌حميد، عن ‌أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله» فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت.

وقد تكلمت باستفاضة سابقا عن أثر قِصر الأمل في اجتهاد العبد:

قصرُ الأمل، ترهيب وترغيب!

وفي ختام هذه الأيام = يوم عرفة!

وأعظم مافي هذا اليوم نزول الرب!

قال الدارقطني في النزول - ٩٦ - حدثنا يزاداد بن عبد الرحمن الكاتب، ثنا أبو سعيد الأشج، أنا عقبة بن خالد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أم سلمة قالت: «نِعم اليوم يوم ينزل الله فيه إلى السماء الدنيا. قالوا: يا أم المؤمنين وأي يوم هو؟ قالت: يوم عرفة!»

وفي صحيح مسلم - ٤٣٦ - حدثنا ‌هارون بن سعيد الأيلي، ‌وأحمد بن عيسى قالا: حدثنا ‌ابن وهب، أخبرني ‌مخرمة بن بكير، عن ‌أبيه قال: سمعت ‌يونس بن يوسف يقول، عن ‌ابن المسيب قال: قالت ‌عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء».

وهذا فضل عظيم نسأل اللّٰه أن يبلغنا إياه!

فهذا ما تيسر الإشارة إليه واللّٰه ولي التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان!
2025/10/22 21:01:56
Back to Top
HTML Embed Code: