” من آثار قَدميكِ ينبت الرحيق ”.💜

ما الذي قَالته عينَاك لقلبي فـ استجَاب؟💜

اللهم غزة وأهلها في هذه الساعات.

أحيانًا، لا تحتاج الجراح إلى أعوامٍ كي تندمل، بل إلى لحظة صادقة، إلى كلمة تأتي في وقتها، إلى لمسة تخبرك أنك لست وحدك وسط هذا العالم القاسي..

كم من قلبٍ كان على حافة الانطفاء، فأنقذته نظرة مليئة بالدفء؟
وكم من روحٍ كادت أن تسقط في هوة الوحدة، فانتشلها صوتٌ ناعم يقول: "أنا هنا"؟

ليس الزمن هو ما يشفي، بل تلك اللحظات الصغيرة التي تسلل فيها النور إلى عتمتك..
دقيقة واحدة قد تحرق عامًا من الألم، وابتسامة صادقة قد تمحو كل العثرات التي خلفتها الخيبات..

نحن لا نحتاج إلى معجزات، نحتاج فقط إلى أن نشعر أن أحدهم يرانا، يسمعنا، يفهم ثقل ما نحمله دون أن نقوله..
وحين نجد هذا الشعور، يصبح حتى الألم ذاكرة بعيدة، وكأن الزمن لم يكن إلا انتظارًا لتلك الدقيقة التي تعيدنا إلى الحياة من جديد..

تحت ضوء القمر

يمتد الليل كوشاحٍ من حريرٍ أسود، ينسدل على الأرض برفق، بينما يسكب القمر ضوءه الفضي فوق العالم بصمتٍ يشبه الحنين. كل شيء يبدو مختلفًا تحت هذا الضوء، كأن الزمن قد توقّف، وكأن الأسرار التي تخفيها العتمة تهمس للريح بأصواتٍ لا يسمعها أحد.

الأمواج عند الشاطئ تتراقص ببطء، كأنها تهمس بحكاياتٍ قديمة نُسيت بين صفحات المد والجزر. الأشجار تتمايل، ترسم ظلالًا طويلة تمتد كأطيافٍ ناعسة، والطرق التي كانت تعج بالحياة في النهار، صارت ممراتٍ للصمت والتأمل.

كل شيء يبدو أكثر صدقًا تحت ضوء القمر؛ الألوان تتلاشى ليبقى الجوهر، والظلال ترسم وجوهًا لم تكن تُرى في وضح النهار. هناك في قلب الليل، حيث يغمر الضوء الفضي الأرض، تنبض الأشياء بهدوءٍ مختلف، وكأنها تستريح من ضجيج النهار، تستعيد صوتها الحقيقي الذي يضيع وسط الصخب.

تحت هذا الضوء، لا تحتاج الأشياء للكلمات، يكفيها أن تكون.

أيها البعيد القريب

كيف تكون بعيدًا إلى هذا الحد، وقريبًا إلى هذا الألم؟ كيف تسكن الغياب، ومع ذلك تترك أثرك في كل زاوية من الروح؟ لا يزال صوتك يتردد بين أضلاع الصمت، لا تزال ملامحك تنعكس على وجوه العابرين، وكأنك لم ترحل أبدًا، وكأن المسافات وهمٌ لا أكثر.

أيها البعيد القريب، لا تزال الذكريات تحفظك كما كنت، بكامل حضورك، بكامل دفئك، وكأنك لم تصبح ظلًا في الماضي، بل حقيقةً تمتد عبر الزمن، تعبر الأيام دون أن تهترئ، وتعود كلما أغمضت عيني.

غريبٌ كيف أن بعض الأرواح لا تعرف معنى الرحيل، تبقى رغم الغياب، تحادث القلب حين يجنّ عليه الليل، تملأ الفراغ الذي يخلّفه الفقد، وتضيء العتمة بنورٍ لا تراه العيون، بل تحسّه القلوب.

أيها البعيد القريب، مهما ابتعدت، ستظل هنا… حيث لا يصل الغياب.

بيني وبينها بلد من السكوت، لا أنا الذي نجحت في الفرار عنه لأصل إليها، ولا هي التي أوصلتني وجهتي

ضائع كمن حاول أن ينجو بنفسه من الهلاك إلى الهلاك،
و وحيد مثل عقد ألماس ثمين سُجن في صندوق، تُحاصره كثرة أياديهم، تصافحه رغم وحدته

أصبح أعلى قيمة لأنه في عزلة عن العالم، يُحيطون به بكل ما يملكون من قوة، بينما لا حول ولا قوة له إلا بالكبرياء

ورغم ذلك يبتسم في وجه الجميع، ويصنع حياة الآخرين في الوقت الذي يرغب أن يصرخ بأعلى صوته، لأنها لا تُدرك حتى الآن، أنها كانت الحياة في كل شيء يخصه.

‏لقد قلت لكِ لم أعد الشخص نفسه الذي تعرفينه، مُّركِ سيمر، ولقد تغيرتُ كثيرًا أو بشكل أوضح لقد صرت الشخص الذي أريد، تخلصت من تصرفاتي الرعناء التي كانت تجعلني أبدو شخصًا مثاليًا، نظرتُ إلى المرآة آخر مرة ورأيتني، تجولت في الشوارع والحارات وأنا أضحك وأبتسم وأشعر بالقوة، لقد كنتُ تائهًا، متبلدًا أبحث عن ذاتي، حتى انهم كانوا ينادون إسمي ولا أجيب ..
أكتب لكِ هذا في حين أنني أعلم أن اِعجابك بي الذي كان سيمر من خلف ظهري .. أكتب لكِ وأنا على يقين أنكِ لم تعودي تنظرين لي وتتأملين ملامحي، لا عليك، ذلك لم يكن حبًا، كان مجرد إعجاب بسيط ببعض الصفات وأنتهى، وبالرغم من قراري بينك وبين أن أكون أنا واتصرف بطبيعتي التي خلقت عليها والتي كلفتني الكثير إلاّ أنني اخترتُ نفسي، إخترتني أنا كي أعرف الأوراق الهشه التي تعلقت بي، ولكي أشاهد تساقطكم وأنا أضحك بهسترية، كذلك أيضًا خذوا مني طز التي سترافقكم إلى الباب.

في حياة أخرى سأطلُب من الله ما لم أجدهُ هنا..سأطلب منه أولاً أن أنام نوماً عميقاً لا يصاحِبهُ قلق ، فقد قضَيتُ حياتي برِفقَة الأرَق ، سأطلُب منه حياة هادئة خالية من الضغوط والعُقد فقد أتعَبتني الحروب النفسية والإنهيارات اليومية بصَمت..سأطلب منه أيضاً أن يطمئن قلبي ، فقد ضاعت حياتي وأيامي وأنا أرتَجف خوفاً حتى استُهلِكَت طاقتي ومشاعري ، سأطلُب منه سعادة حقيقية ، فقد أتعبَني البكاء مراراً في الخفاء دونَ أن يشعُر بي أحد..سأخبِرُهُ أنني صبرتُ حتى تعبَ الصبر منّي وكم من المرّات التي رغبتُ فيها بالشكوى لكنني لم أجد الكلام المناسب ...سأخبرهُ أنني تمنيتُ أن أبكي لأحدهم ، لكنني لم أجِد ذراع حنونة تحتضِنُني...سأخبرهُ بكل شيء يا صديقي..بكل شيء

في الحياة الأخرى سأطلب من الله ما لم أجده هنا سأمضي إليه بقلب أنهكته الدروب وروح أثقلها الحنين سأخبره عن الأماني التي تعبت من الانتظار عن الأوجاع التي لم تهدأ عن الأحبة الذين غابوا ولم يعودوا عن الأيام التي مرت كسحابة لم تمطر سأبكي بين يديه كما لم أفعل من قبل سأخبره كم كنت غريبًا في دنيا لم تحتضنني وكم كنت أبحث عن الأمان في وجوه لا تعرفه سأرفع يدي وأطلب دفئًا لا يزول وفرحًا لا يعكره فراق ولقاء لا يعقبه وداع وسأنتظر وعده بالنعيم حيث لا فقد ولا خيبة ولا حزن حيث السكينة التي لطالما حلمت بها

أتمنى أن تكون الحياة التي أعيشها هي" كذبة إبريل" مستحيل أن تكون هذه المسخرة حياتي الحقيقية ..!

-ماذا بكَ؟!
-جفاف وصداع وجروح ودموع وصراخ شديد
-ماذا قلت انا لاسمعك جيداً
-انا بخير.

*﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا﴾*

أخشى من عتاب يُفهم كرهاً، ومن صمت يُفهم تجاهلاً، ومن كلام قد أندم عليه، ومن رحيل يؤلمني غداً، ومن بقاء لامعنى له.

بائس للحد الذي يجعلني أبتلع كل شعور سيء يصيبني، دفنتُ رغبتي في الحديث مع أي شخص، مُرهق جدًا، حَزين، وسأحتفظ بكل هذا وحدي.

إِذا أصبح خصمك من تحب لاتحارب أكسب شرف الخسارة بمعركة الوفاء ...!

لا تستخفوا بمنشورات الآخرين، بعض المنشورات يكتبها أصحابها بوجع وألم لا تعلم به أو لا تدركه، وكانت هذه المساحة مكانا لأن يخرج بعض ما في قلبه،

مع إني لا أحب ذلك فَبعض البوح يجعلك مكشوفًا في مكان لا توجد فيه خصوصية، لكن على الأقل كونوا لطفاء مع بعضكم فلن تخسروا بذلك شيئًا.

كل شيء انتهى...
ليس بالصخب الذي توقعت، بل بصمت يثقل القلب، بصمت يشبه موتًا بطيئًا لا يعترف به أحد..

ما عادت الطرق تُفضي إليك، وما عادت الأحاديث تحمل دفئًا يشبه دفء البدايات..
أصبحت الأيام عادية حد الألم، والمساءات خالية من صوتك، واللحظات التي كنا نؤمن أنها لن تزول، زالت..

لم يبقَ سوى الفراغ، صدى الحنين في زوايا الذاكرة، وأحاديث كان يمكن لها أن تُقال، لكنها لم تُقل..
اعتذار تأخر حتى فقد قيمته، محاولات للعودة انهارت قبل أن تبدأ، وانتهى بنا المطاف غرباء... كما كنا..

الغريب أني ما زلت أحارب هذا الشعور، أحاول أن أصدق أنه انتهى فعلًا، أن ما كان لم يعد، وأن ما تبقى ليس إلا ظلًا لما كان..
لكن الحقيقة موجعة... الحقيقة أننا لم نفشل في بقاء العلاقة، بل فشلنا في الحفاظ عليه.

وها نحن الآن، كلٌّ منا يسير في طريقه، يحمل حنينه كعبء، ويمضي دون أن يلتفت..