Telegram Web Link
ولقوله تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}[الفرقان: ٦٨-٧٠]. وأما حق المقتول فإن توبة القاتل لا تنفعه ولا تؤديه حقه لأنه مات ولا يمكن الوصول إلى استحلاله أو التبرؤ من دمه فهذا هو الذي يبقي مطالبا به القاتل ولو تاب واذا كان يوم القيامة فالله يفصل بينهم.
وأما حق أولياء المقتول فإنها لا تصح توبة القاتل حتى يسلم نفسه إلى أولياء المقتول ويقر بالقتل ويقول أنا القاتل وأنا بين أيديكم إن شئتم اقتلوني وإن شئتم خذوا الدية وإن شئتم اسمحوا.[ص: ٦٥-٦٦]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
﷽ 
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه‍}
        {العدد ٣١  }
{تفسير سورة البقرة}
وقوله :  {  أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } أبلغ من قوله :  {  ولا تكفروا به } لأنهم إذا كانوا أول كافر به ،  كان فيه مبادرتهم إلى الكفر به ،  عكس ما ينبغي منهم ،  وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم .
ثم ذكر المانع لهم من الإيمان ،  وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية ،  فقال :  {  وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل ،  التي يتوهمون انقطاعها ،  إن آمنوا بالله ورسوله ،  فاشتروها بآيات الله واستحبوها ،  وآثروها .
{  وَإِيَّايَ } أي :  لا غيري {  فَاتَّقُونِ } فإنكم إذا اتقيتم الله وحده ،  أوجبت لكم تقواه ،  تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل ،  كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل ،  فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم قال :  {  وَلَا تَلْبِسُوا } أي :  تخلطوا {  الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ } فنهاهم عن شيئين ،  عن خلط الحق بالباطل ،  وكتمان الحق ،  لأن المقصود من أهل الكتب والعلم ،  تمييز الحق ،  وإظهار الحق ،  ليهتدي بذلك المهتدون ،  ويرجع الضالون ،  وتقوم الحجة على المعاندين ،  لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته ،  ليميز الحق من الباطل ،  ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين ،  فمن عمل بهذا من أهل العلم ،  فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم .
ومن لبس الحق بالباطل ،  فلم يميز هذا من هذا ،  مع علمه بذلك ،  وكتم الحق الذي يعلمه ،  وأمر بإظهاره ،  فهو من دعاة جهنم ،  لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم ،  فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين .
{ص: ٤٤}
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى}
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*[ سلسلة فتاوى أحكام*
*صيام الست من شوال ]*
*العدد*
*[ ١١ ] واﻷخير*
____

*[ هل يأثم من ترك صيام الست ]*

*● السؤال ●*
شخص يصوم ستة أيام شوال ، أتاه مرض أو مانع أو تكاسل عن صيامها في إحدى السنوات هل عليه إثم ؟ ﻷننا نسمع أنه من يصومها عام يجب عليه عدم تركها .
*● الجواب ●*
صيام ستة أيام من شوال بعد يوم العيد سنة ، ولا يجب على من صامها مرة أو أكثر أن يستمر على صيامها ، ولا يأثم من ترك صيامها .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
-------------------------------------
[ المصدر : فتاوى اللجنة المجموعة
ﻷولى ج / ١٠ ص / ٣٩١ - ٣٩٢ ]

*[ بعد الانتهاء من صوم الست هل يشرع ذبح أو غيره ]*

*● السؤال ●*
هل بعد صيام الست من شوال ذبح أو عيد ، لأنني سمعت من بعض الناس أنه يجب الذبح فيه ؟ .
*● الجواب ●*
صيام الست من شوال مستحب ، ولا يشرع بعد نهايته ذبح ولا غيره .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/ صالح الفوزان - حفظه الله -
عضو/ بكر أبو زيد - رحمه الله -
عضو/ عبد الله بن غديان - رحمه الله -
عضو/ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -
الرئيس/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- رحمه الله -
-------------------------------------
[ المصدر : فتاوى اللجنة المجموعة
الثانية ج ٩ ص / ٣٠٤ ]
*=====================*

*=====================*
تمت السلسلة ولله الحمد والمنة ،
ونسأل الله التوفيق والسداد ،
وصَلَّىٰ اللَّٰهُ وسَلَّمَ علىٰ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
‏-----------------------------
الإشتراك في قناة السنةالنبوية
🍃قناةالتليجرام👇🍂
https://www.tg-me.com/AlSONa3

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.tg-me.com/mohamed8888888
🎉1
«﷽»
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه‍}
{العدد ٣٢ }
{تفسير سورة البقرة}
ثم قال : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } أي : ظاهرا وباطنا { وَآتُوا الزَّكَاةَ } مستحقيها ، { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي : صلوا مع المصلين ، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله ، فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة ، وبين الإخلاص للمعبود ، والإحسان إلى عبيده ، وبين العبادات القلبية البدنية والمالية .
وقوله : { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي : صلوا مع المصلين ، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها ، وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع ، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{٤٤} أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أي : بالإيمان والخير { وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } أي : تتركونها عن أمرها بذلك ، والحال : { وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } وسمى العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير ، وينعقل به عما يضره ، وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به ، وأول تارك لما ينهى عنه ، فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله ، أو نهاه عن الشر فلم يتركه ، دل على عدم عقله وجهله ، خصوصا إذا كان عالما بذلك ، قد قامت عليه الحجة .
وهذه الآية ، وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل ، فهي عامة لكل أحد لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين ، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين : أمر غيره ونهيه ، وأمر نفسه ونهيها ، فترك أحدهما ، لا يكون رخصة في ترك الآخر ، فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين ، والنقص الكامل أن يتركهما ، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر ، فليس في رتبة الأول ، وهو دون الأخير ، وأيضا فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله ، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة .
«ص: ٤٤»
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى

https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
سلسلة شرح رياض الصالحين:
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
         {العدد ٤٥  }
[٢١]وعَنْ عبْدِ اللَّهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالكٍ ، وكانَ قائِدَ كعْبٍ رضِيَ الله عنه مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ، قال : سَمِعْتُ كعْبَ بن مَالكٍ رضِي الله عنه يُحَدِّثُ بِحدِيِثِهِ حِين تخَلَّف عَنْ رسول الله ﷺ ، في غزوةِ تبُوكَ . قَال كعْبٌ : لمْ أَتخلَّفْ عَنْ رسولِ الله ﷺ ، في غَزْوَةٍ غَزَاها قَطُّ إِلاَّ في غزْوَةِ تَبُوكَ ، غَيْر أَنِّي قدْ تخلَّفْتُ في غَزْوةِ بَدْرٍ ، ولَمْ يُعَاتَبْ أَحد تَخلَّف عنْهُ ، إِنَّما خَرَجَ رسولُ الله ﷺ والمُسْلِمُونَ يُريُدونَ عِيرَ قُريْش حتَّى جَمعَ الله تعالَى بيْنهُم وبيْن عَدُوِّهِمْ عَلَى غيْرِ ميعادٍ . وَلَقَدْ شهدْتُ مَعَ رسولِ اللَّهِ ﷺ ليْلَةَ العَقبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلامِ ، ومَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشهَدَ بَدْرٍ ، وإِن كَانتْ بدْرٌ أَذْكَرَ في النَّاسِ مِنهَا وكان من خبري حِينَ تخلَّفْتُ عَنْ رسول الله ﷺ ، في غَزْوَةِ تبُوك أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى ولا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخلَّفْتُ عَنْهُ في تِلْكَ الْغَزْوَة ، واللَّهِ ما جَمعْتُ قبْلها رَاحِلتيْنِ قطُّ حتَّى جَمَعْتُهُما في تلك الْغَزوَةِ ، ولَمْ يكُن رسول الله ﷺ يُريدُ غَزْوةً إِلاَّ ورَّى بغَيْرِهَا حتَّى كَانَتْ تِلكَ الْغَزْوةُ ، فغَزَاها رسول الله ﷺ في حَرٍّ شَديدٍ ، وَاسْتَقْبَلَ سَفراً بَعِيداً وَمَفَازاً. وَاسْتَقْبَلَ عَدداً كَثيراً ، فجَلَّى للْمُسْلمِينَ أَمْرَهُمْ ليَتَأَهَّبوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ فَأَخْبَرَهُمْ بوَجْهِهِمُ الَّذي يُريدُ ، وَالْمُسْلِمُون مَع رسول الله كثِيرٌ وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ « يُريدُ بذلكَ الدِّيَوان » قال كَعْبٌ : فقلَّ رَجُلٌ يُريدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلاَّ ظَنَّ أَنَّ ذلكَ سَيَخْفى بِهِ مَالَمْ يَنْزِلْ فيهِ وَحْىٌ مِن اللَّهِ ، وغَزَا رسول الله ﷺ تلكَ الغزوةَ حين طَابت الثِّمَارُ والظِّلالُ ، فَأَنا إِلَيْهَا أَصْعرُ ، فتجهَّز رسول الله ﷺ وَالْمُسْلِمُون معهُ ، وطفِقْت أَغدو لِكىْ أَتَجَهَّزَ معهُ فأَرْجعُ ولمْ أَقْض شيئاً ، وأَقُولُ في نَفْسى: أَنا قَادِرٌ علَى ذلك إِذا أَرَدْتُ، فلمْ يَزلْ يتمادى بي حتَّى اسْتمَرَّ بالنَّاسِ الْجِدُّ ، فأَصْبَحَ رسول الله ﷺ غَادياً والْمُسْلِمُونَ معَهُ ، وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جهازي شيْئاً ، ثُمَّ غَدَوْتُ فَرَجَعْتُ وَلَم أَقْض شَيْئاً ، فَلَمْ يزَلْ يَتَمادَى بِي حَتَّى أَسْرعُوا وتَفَارَط الْغَزْوُ ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِل فأَدْركَهُمْ ، فَيَاليْتَني فَعلْتُ ، ثُمَّ لَمْ يُقَدَّرْ ذلك لي ، فَطفقتُ إِذَا خَرَجْتُ في النَّاسِ بَعْد خُرُوجِ رسُول الله ﷺ يُحْزُنُنِي أَنِّي لا أَرَى لِي أُسْوَةً ، إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصاً عَلَيْه في النِّفاقِ ، أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ تعالَى مِن الضُّعَفَاءِ ، ولَمْ يَذكُرني رسول الله ﷺ حتَّى بَلَغ تَبُوكَ ، فقالَ وَهُوَ جَالِسٌ في القوْمِ بتَبُوك : ما فَعَلَ كعْبُ بْنُ مَالكٍ  ؟ فقالَ رَجُلٌ مِن بَنِي سلمِة : يا رسول الله حَبَسَهُ بُرْدَاهُ ، وَالنَّظرُ في عِطْفيْه . فَقال لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضيَ اللَّهُ عنه . بِئس ما قُلْتَ ، وَاللَّهِ يا رسول الله مَا عَلِمْنَا علَيْهِ إِلاَّ خَيْراً ، فَسكَت رسول الله ﷺ. فبَيْنَا هُوَ علَى ذلك رَأَى رَجُلاً مُبْيِضاً يَزُولُ به السَّرَابُ ، فقالَ رسولُ الله ﷺ : كُنْ أَبَا خَيْثمَةَ ، فَإِذا هوَ أَبُو خَيْثَمَةَ الأَنْصَاريُّ وَهُوَ الَّذي تَصَدَّقَ بصاع التَّمْر حين لمَزَهُ المنافقون قَالَ كَعْبٌ : فَلَّما بَلَغني أَنَّ رسول الله ﷺ قَدْ توَجَّهَ قَافلا منْ تَبُوكَ حَضَرَني بَثِّي ، فطفقتُ أَتذكَّرُ الكذِبَ وَأَقُولُ: بِمَ أَخْرُجُ من سَخطه غَداً وَأَسْتَعينُ عَلَى ذلكَ بِكُلِّ ذِي رَأْي مِنْ أَهْلي ، فَلَمَّا قِيلَ : إِنَّ رسول الله ﷺ قدْ أَظِلَّ قادماً زاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ حَتَّى عَرَفتُ أَنِّي لم أَنج مِنْهُ بِشَيءٍ أَبَداً فَأَجْمَعْتُ صِدْقَةُ ، وأَصْبَحَ رسول الله ﷺ قَادماً ، وكان إِذا قدمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بالْمَسْجد فرَكعَ فيه رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلس للنَّاس ، فلمَّا فعل ذَلك جَاءَهُ الْمُخلَّفُونَ يعْتذرُون إِليْه وَيَحْلفُون لَهُ ، وكانوا بضعاً وثمَانين رَجُلا فقبل منْهُمْ عَلانيَتهُمْ وَاسْتغفَر لهُمْ وَوَكلَ سَرَائرَهُمْ إِلى الله تعَالى . حتَّى جئْتُ ، فلمَّا سَلَمْتُ تبسَّم تبَسُّم الْمُغْضب ثمَّ قَالَ : تَعَالَ، فجئتُ أَمْشي حَتى جَلَسْتُ بيْن يَدَيْهِ ، فقالَ لِي : مَا خَلَّفَكَ ؟ أَلَمْ تكُنْ قد ابْتَعْتَ ظَهْرَك، قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي واللَّه لَوْ جلسْتُ عنْد غيْركَ منْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَني سَأَخْرُج منْ سَخَطه بعُذْرٍ ، لقدْ
أُعْطيتُ جَدَلا ، وَلَكنَّي

وَاللَّه لقدْ عَلمْتُ لَئن حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حديث كَذبٍ ترْضى به عنِّي لَيُوشكَنَّ اللَّهُ يُسْخطك عليَّ ، وإنْ حَدَّثْتُكَ حَديث صدْقٍ تجدُ علَيَّ فيه إِنِّي لأَرْجُو فِيه عُقْبَى الله عَزَّ وَجلَّ ، واللَّه ما كان لِي من عُذْرٍ ، واللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسر مِنِّي حِينَ تَخلفْتُ عَنك قَالَ : فقالَ رسول الله ﷺ : « أَمَّا هذَا فقَدْ صَدَقَ ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضيَ اللَّهُ فيكَ » وسَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلمة فاتَّبعُوني ، فقالُوا لِي : واللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ أَذنْبتَ ذَنْباً قبْل هذَا ، لقَدْ عَجَزتَ في أن لا تَكُون اعتذَرْت إِلَى رسول الله ﷺ بمَا اعْتَذَرَ إِلَيهِ الْمُخَلَّفُون فقَدْ كَانَ كافِيَكَ ذنْبكَ اسْتِغفارُ رسول الله ﷺ لَك . قَالَ : فوالله ما زَالُوا يُؤنِّبُوننِي حتَّى أَرَدْت أَنْ أَرْجِعَ إِلى رسول الله ﷺ فأَكْذِب نفسْي ، ثُمَّ قُلتُ لهُم : هَلْ لَقِيَ هَذا معِي مِنْ أَحدٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ لقِيَهُ معك رَجُلان قَالا مِثْلَ مَا قُلْتَ ، وقيل لَهمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لكَ ، قَال قُلْتُ : مَن هُمَا ؟ قالُوا : مُرارةُ بْنُ الرَّبِيع الْعَمْرِيُّ  ، وهِلال ابْن أُميَّةَ الْوَاقِفِيُّ  ؟ قَالَ : فَذكَروا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْن قدْ شَهِدا بدْراً فِيهِمَا أُسْوَةٌ . قَالَ : فَمَضيْت حِينَ ذَكَروهُمَا لِي .وَنهَى رسول الله ﷺ عن كَلامِنَا أَيُّهَا الثلاثَةُ مِن بَين من تَخَلَّف عَنهُ ، قالَ : فاجْتَنبَنا النَّاس أَوْ قَالَ: تَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرت لِي في نفسي الأَرْضُ ، فَمَا هيَ بالأَرْضِ التي أَعْرِفُ ، فَلَبثْنَا عَلَى ذَلكَ خمْسِينَ ليْلَةً . فأَمَّا صَاحبايَ فَاستَكَانَا وَقَعَدَا في بُيُوتهمَا يَبْكيَانِ وأَمَّا أَنَا فَكُنتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ ، فَكُنتُ أَخْرُج فَأَشهَدُ الصَّلاة مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَطُوفُ في الأَسْوَاقِ وَلا يُكَلِّمُنِي أَحدٌ ، وآتِي رسول الله ﷺ فأُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، وَهُو في مجْلِسِهِ بعدَ الصَّلاةِ ، فَأَقُولُ في نفسِي : هَل حَرَّكَ شفتَيهِ بردِّ السَّلامِ أَم لاَ ؟ ثُمَّ أُصلِّي قريباً مِنهُ وأُسَارِقُهُ النَّظَرَ ، فَإِذَا أَقبَلتُ على صلاتِي نَظر إِلَيَّ ، وإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي ، حَتى إِذا طَال ذلكَ عَلَيَّ مِن جَفْوَةِ الْمُسْلمينَ مشَيْت حَتَّى تَسوَّرْت جدارَ حَائط أبي قَتَادَةَ وَهُوَا ابْن عَمِّي وأَحبُّ النَّاسَ إِلَيَّ ، فَسلَّمْتُ عَلَيْهِ فَواللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ، فَقُلْت لَه : يا أَبَا قتادَة أَنْشُدكَ باللَّه هَلْ تَعْلَمُني أُحبُّ الله وَرَسُولَه ﷺ ؟ فَسَكَتَ، فَعُدت فَنَاشَدتُه فَسكَتَ ، فَعُدْت فَنَاشَدْته فَقَالَ : الله ورَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَفَاضَتْ عَيْنَايَ ، وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرتُ الْجدَارَ فبَيْنَا أَنَا أَمْشي في سُوقِ المدينةِ إِذَا نَبَطيُّ  منْ نبطِ أَهْلِ الشَّام مِمَّنْ قَدِمَ بالطَّعَامِ يبيعُهُ بالمدينةِ يَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى كعْبِ بْنِ مَالكٍ ؟ فَطَفقَ النَّاسُ يشيرون له إِلَى حَتَّى جَاءَني فَدَفَعَ إِلى كتَاباً منْ مَلِكِ غَسَّانَ ، وكُنْتُ كَاتِباً . فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فيهِ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بلَغَنَا أَن صاحِبَكَ قدْ جَفاكَ ، ولمْ يجْعلْك اللَّهُ بدَارِ هَوَانٍ وَلا مَضْيعَةٍ ، فَالْحقْ بِنا نُوَاسِك ، فَقلْت حِين قرأْتُهَا: وَهَذِهِ أَيْضاً من الْبَلاءِ فَتَيمَّمْتُ بِهَا التَّنُّور فَسَجرْتُهَا .حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُون مِن الْخَمْسِينَ وَاسْتَلْبَثِ الْوَحْىُ إِذَا رسولِ رسول الله ﷺ يَأْتِينِي ، فَقَالَ: إِنَّ رسول الله ﷺ يَأَمُرُكَ أَنْ تَعْتزِلَ امْرأَتكَ ، فقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا ، أَمْ مَاذا أَفعْلُ ؟ قَالَ: لا بَلْ اعتْزِلْهَا فلا تقربَنَّهَا ، وَأَرْسلَ إِلى صَاحِبيَّ بِمِثْلِ ذلِكَ . فَقُلْتُ لامْرَأَتِي : الْحقِي بِأَهْلكِ فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللُّهُ في هذَا الأَمر ، فَجَاءَت امْرأَةُ هِلالِ بْنِ أُمَيَّةَ رسول الله ﷺ فقالتْ لَهُ : يا رسول الله إِنَّ هِلالَ بْنَ أُميَّةَ شَيْخٌ ضَائعٌ ليْسَ لَهُ خادِمٌ ، فهلْ تَكْرهُ أَنْ أَخْدُمهُ ؟ قال : لا، وَلَكِنْ لا يَقْربَنَّك . فَقَالَتْ : إِنَّهُ وَاللَّه مَا بِهِ مِنْ حَركةٍ إِلَى شَيءٍ ، وَوَاللَّه ما زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا . فَقَال لِي بعْضُ أَهْلِي: لَو اسْتأَذنْت رسول الله ﷺ في امْرَأَتِك ، فقَدْ أَذن لامْرأَةِ هِلالِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ؟ فقُلْتُ: لا أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رسول الله ﷺ ، ومَا يُدْريني مَاذا يَقُولُ رسولُ الله ﷺ إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فلَبِثْتُ بِذلك عشْر ليالٍ ، فَكَمُلَ لَنا خمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حينَ نُهي عَنْ كَلامنا .ثُمَّ
صَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ

صباحَ خمْسينَ لَيْلَةً عَلَى ظهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا ، فَبينَا أَنَا جَالسٌ عَلَى الْحال التي ذكَر اللَّهُ تعالَى مِنَّا ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِى وَضَاقَتْ عَليَّ الأَرضُ بمَا رَحُبَتْ، سَمعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أوفي عَلَى سَلْعٍ يَقُولُ بأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ، فخرَرْتُ سَاجِداً ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ فَآذَنَ رسول الله ﷺ النَّاس بِتوْبَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا حِين صَلَّى صَلاة الْفجْرِ فذهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُوننا ، فذهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ ، وركض رَجُلٌ إِليَّ فرَساً وَسَعَى ساعٍ مِنْ أَسْلَمَ قِبَلِي وَأَوْفَى عَلَى الْجَبلِ ، وكَان الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ ، فلمَّا جَاءَنِي الَّذي سمِعْتُ صوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ
فَكَسَوْتُهُمَا إِيَّاهُ ببشارَته واللَّه ما أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يوْمَئذٍ ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبسْتُهُمَا وانْطَلَقتُ أَتَأَمَّمُ رسول الله ﷺ يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجاً فَوْجاً يُهَنِّئُونني بِالتَّوْبَةِ وَيَقُولُون لِي : لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ الله عَلَيْكَ، حتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رسول الله ﷺ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ ، فَقَامَ طلْحَةُ بْنُ عُبَيْد الله رضي الله عنه يُهَرْوِل حَتَّى صَافَحَنِي وهَنَّأَنِي ، واللَّه مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهاجِرِينَ غَيْرُهُ ، فَكَان كَعْبٌ لا يَنْساهَا لِطَلحَة . قَالَ كَعْبٌ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رسول الله ﷺ ، قال: وَهوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُور أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ ، مُذْ ولَدَتْكَ أُمُّكَ ، فقُلْتُ : أمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُول اللَّهِ أَم مِنْ عِنْد الله ؟ قَالَ : لاَ بَلْ مِنْ عِنْد الله عَز وجَلَّ ، وكانَ رسول الله ﷺ إِذَا سُرَّ اسْتَنارَ وَجْهُهُ حتَّى كَأنَّ وجْهَهُ قِطْعَةُ قَمر، وكُنَّا نعْرِفُ ذلِكَ مِنْهُ، فلَمَّا جلَسْتُ بَيْنَ يدَيْهِ قُلتُ: يَا رسول اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِن مَالي صدَقَةً إِلَى اللَّهِ وإِلَى رَسُولِهِ .فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْر لَكَ ، فَقُلْتُ إِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذي بِخيْبَر . وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِن الله تَعَالىَ إِنَّما أَنْجَانِي بالصدق ، وَإِنْ مِنْ تَوْبَتي أَن لا أُحدِّثَ إِلاَّ صِدْقاً ما بَقِيتُ ، فوا لله ما علِمْتُ أحداً مِنَ المسلمِين أَبْلاْهُ اللَّهُ تَعَالَى في صدْق الْحَديث مُنذُ ذَكَرْتُ ذَلكَ لرِسُولِ الله ﷺ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي اللَّهُ تَعَالَى ، وَاللَّهِ مَا تَعمّدْت كِذْبَةً مُنْذُ قُلْت ذَلِكَ لرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى يَوْمِي هَذَا ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفظني اللَّهُ تَعَالى فِيمَا بَقِي ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ الْعُسْرةِ } حَتَّى بَلَغَ : { إِنَّه بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ۝ وَعَلَى الثَّلاَثةِ الَّذينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ }  حتى بلغ: { اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادقين }  [ التوبة : ١١٧ ، ١١٩ ] .قالَ كعْبٌ : واللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ إِذْ هَدانِي اللَّهُ لِلإِسْلام أَعْظمَ في نَفسِي مِنْ صِدْقي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَن لاَّ أَكُونَ كَذَبْتُهُ ، فأهلكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا إِن الله تَعَالَى قَالَ للَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لأحدٍ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {سيَحلِفون بِاللَّه لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُم إِليْهِم لتُعْرِضوا عَنْهُمْ فأَعْرِضوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْس ومَأواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِمَا كَانُوا يكْسبُون۝ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ ترْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن الله لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْم الفاسقين َ }  [ التوبة ٩٥ ، ٩٦ ] . قال كَعْبٌ : كنَّا خُلِّفْنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْر أُولِئَكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ حَلَفوا لَهُ ، فبايعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، وِأرْجَأَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ أمْرَنا حَتَّى قَضَى اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ بِذَلكَ ، قَالَ اللُّه تَعَالَى : { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا }  .

وليْسَ الَّذي ذَكَرَ مِمَّا خُلِّفنا تَخَلُّفُنا عَن الغزو ، وَإِنََّمَا هُوَ تَخْلَيفهُ إِيَّانَا وإرجاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ واعْتذَرَ إِليْهِ فَقَبِلَ مِنْهُ . مُتَّفَقٌ عليه .

  وفي رواية « أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ في غَزْوةِ تَبُوك يَوْمَ الخميسِ ، وَكَان يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الخميس » .
وفي رِوَايةٍ : « وَكَانَ لاَ يَقدُمُ مِنْ سَفَرٍ إِلاَّ نهَاراً في الضُّحَى . فَإِذَا قَدِم بَدَأَ بالمْسجدِ فصلَّى فِيهِ ركْعتيْنِ ثُمَّ جَلَس فِيهِ » .[صحيح: أخرجه البخاري (٤٤١٨/٧)، ومسلم (٢٧٦٩).
[ص ٧٠:٦٦]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١ )*
________
*بَـابٌ*
*فِي الــــحَــــجِّ وَعَـلَـىٰ مَـنْ يَـجِـبُ*

*■ الــــحَــــجُّ هُــوَ أَحَــدُ أَرْكَـانِ الإِسْـلَامِ وَمَـبَـانِـيـهِ الـعِـظَـامِ.*
*قَالَ اللهُ تَعَالَىٰ:﴿وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ۝﴾ أي: لِلهِ على النَّاسِ فَـرضٌ وَاجِبٌ؛ هُـوَ حَـجُّ البَيْتِ؛ لِأَنَّ كَلِمَةَ ﴿عَلَىٰ﴾ لِلْإِيجَابِ، وَقَد أَتبَعَهُ بِقَوْلِهِ جَـلَّ وَعَـلَا:﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ فَسَمَّىٰ تَعَالَىٰ تَـارِكَـهُ كَــافِــرًا، وَهَـذَا مِمَّا يَـدُلُّ عَلَىٰ وُجُـوبِـهِ وآكَـدِيَّـتِـهِ، فَـمَـنْ لَـمْ يَـعـتَـقِــدْ وُجُـوبَـهُ، فَـهُـوَ كَــافِــرٌ بِـالإِجْــمَــاعِ.*

وَقَالَ تَعَالَىٰ لِخَلِيلِهِ:﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾.
وَلِلتِّرمِذِيِّ وَغَيْرِهِ وصَحَّحَهُ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَـرفُـوعًـا:«مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَىٰ بَيْتِ اللهِ وَلَمْ يَحُجَّ، فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا» وَقَالَ ﷺ:«بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَىٰ خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» *وَالمُرَادُ بِـ(السَّبِيلِ) تَوَفُّر الزَّادِ، وَوَسِيلَةِ النَّقْلِ الَّتِي تُوَصِّلُهُ إلى البَيتِ وَيَرجِعُ بِهَا إلىٰ أَهْلِهِ.*

*■ وَالحِكْمَةُ فِي مَشْرُوعِيَّةِ الحَجِّ:*
هِيَ كَمَا بَيَّنَهَا اللهُ تَعَالَىٰ بِقَوْلِهِ:﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ إلىٰ قَوْلِهِ:﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ۝﴾ *فَالمَنْفَعَةُ مِنَ الحَجِّ تَرجِعُ لِلْعِبَادِ ولا تَرجِعُ إلى اللهِ تَعَالَىٰ؛ لِأَنَّـهُ ﴿غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ فَلَيْسَ بِهِ حَـاجَـةٌ إِلَى الحُجَّاجِ كَمَا يَحتَاجُ المَخلُوقُ إلىٰ مَنْ يَقْصِدُهُ وَيُعَظِّمُهُ، بَـلِ الـعِـبَـادُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ؛ فَهُمْ يَفِدُونَ إليهِ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ.*

*■ وَالحِكْمَةُ فِي تَأْخِيرِ فَرَضِيَّةِ الحَجِّ عَنِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ:* لِأَنَّ الصَّلَاةَ عِمَادُ الـدِّينِ، وَلِتَكَرُّرِهَا فِي اليومِ واللَّيلةِ خَمْسَ مَـرَّاتٍ، ثُمَّ الزَّكَاةُ لِكَوْنِهَا قَرِينَةً لَهَا فِي كَثِيرٍ مِنَ المَوَاضِعِ، ثُمَّ الصَّوْمُ لِتَكَرُّرِهِ كُـلَّ سَـنَـةٍ.

*وَقَد فُـرِضَ الـحَـجُّ فِي الإِسْلَامِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ كَمَا هُـوَ قَـوْلُ الجُمْهُورِ، وَلَمْ يَحُجَّ النَّبِيُّ ﷺ إِلَّا حَجَّةً وَاحِدَةً هِيَ حَجَّةُ الوَدَاعِ، وَكَانَت سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ الهِجْرَةِ، وَاعْـتَـمَــرَ ﷺ أَرْبَــعَ عُــمَــــرٍ.*

*■ وَالمَـقْـصُودُ فِـي الـحَـجِّ وَالـعُـمْــرَةِ:*
عِـبَـادَةُ اللهِ فِي الـبِـقَـاعِ الَّتِي أَمَــرَ اللهُ بِـعِـبَـادَتِـهِ فِـيـهَـا، قَـالَ ﷺ:«إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الْجِمَارِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ».

*■ وَالـحَـجُّ فَـرْضٌ بِـإِجْـمَـاعِ المُسْلِمِينَ، وَرُكْـنٌ مِـنْ أَرْكَـانِ الإِسْـلَامِ، وَهُـوَ فَـرْضٌ فِي الـعُـمُـرِ مَـرَّةً عَلَى المُسْتَطِيعِ، وَفَـرْضُ كِـفَـايَـةٍ على المُسْلِمِينَ كُـلَّ عَـامٍ.*
*وَمَـا زَادَ عَلَىٰ حَـجِّ الـفَـرِيـضَـةِ فِي حَـقِّ أَفْـرَادِ المُسْلِمِينَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ.*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣٠٩ - ٣١٠ ].
____
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٦ }
[٢٢]وَعَنْ أبي نُجَيْد بِضَم النُّونِ وَفَتْح الْجيِمِ عِمْرانَ بْنِ الحُصيْنِ الخُزاعيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرأَةً مِنْ جُهينةَ أَتَت رَسُولَ الله ﷺ وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا ، فقَالَتْ : يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَدَعَا نَبِيُّ الله ﷺ وَليَّهَا فَقَالَ : أَحْسِنْ إِليْهَا ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ ، فَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ ، ثُمَّ صلَّى عَلَيْهَا . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ ، قَالَ : لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل؟،» رواه مسلم .[صحيح: أخرجه مسلم(١٦٩٦).
{الشرح}
«قال المؤلف-رحمه الله تعالى-فيما نقله عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي ﷺ «وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا» يعني: حاملا قد زنت- رضي الله عنها- «فقالت: يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ» أي: أصبت شيئا يوجب الحد فأقمه علي. فَدَعَا النَبِيُّ ﷺ وَليَّهَا وأمره أن يحسن إليها، فإذا وضعت فليأتي بها إلى رسول الله ﷺ. فلما وضعت أتى بها وليها إلى النبي ﷺ،«فَأَمَرَ بِهَافَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها» أي: لفت ثيابها، وربطت، لئلا تنكشف«ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ» أي: بالحجارة، ـ وهي ليست كبيرة ولا صغيرةـ حتى ماتت ثم صلى عليها النبي ﷺ. ودعا لها دعاء الميت «فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت» أي: والزنى من كبائر الذنوب. فقال:«لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ على سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ» يعني توبة واسعة لو قسمت على سبعين كلهم مذنب لوسعتهم ونفعتهم.«وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل» أي: هل وجدت أفضل من هذه الحال امرأة جاءت فجادت بنفسها يعني سلمت نفسها من أجل التقرب إلى الله عز وجل والخلوص من إثم الزنى. ما هناك أفضل من هذا؟!
ففي هذا الحديث دليل على فوائد كثيرة: منها: أن الزاني إذا زنى وهو محصن- يعني: قد تزوج- فإنه يجب أن يرجم وجوبا وقد كان هذا في كتاب الله عز وجل آية قرآها المسلمون وحفظوها ووعوها ونفذوها. رجم النبي ﷺ ورجم الخلفاء من بعده ولكن الله بحكمته نسخها من القرآن لفظا وأبقى حكمها في هذه الأمة. فإذا زنى المحصن- وهو الذي قد تزوج-فإنه يرجم حتى يموت يوقف في مكان واسع ويجتمع الناس ويأخذون من الحصى يرمونه به حتى يموت. وهذه من حكمة الله عز وجل، أي: أنه لم يأمر الشرع بأن يذبح بالسيف وينتهي أمره، بل يرجم بهذه الحجارة حتى يتعذب ويذوق ألم العذاب في مقابل ما وجده من لذة الحرام لأن هذا الزاني تلذذ جميع جسده بالحرام فكان من الحكمة أن ينال هذا الجسد من العذاب بقدر ما نال من اللذة. ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنه لا يجوز أن يرجم بالحجارة الكبيرة لأن الحجارة الكبيرة تجهز عليه ويموت سريعا فيستريح ولا بالصغيرة جداً لأن هذه تؤذيه وتطيل موته. ولكن بحصى متوسط حتى يذوق الألم ثم يموت.فإذا قال قائل أليس قد قال النبي ﷺ:«إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» والقتلة بالسيف أريح للمرجوم من الرجم بالحجارة؟ قلنا بلى قد قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن إحسان القتلة يكون بموافقتها للشرع. فالرجم إحسان لأنه موافق للشرع، ولذلك لو أن رجلا جانيا جنى على شخص فقتله عمدا وغرربه قبل أن يقتله فإننا نغرر بهذا الجاني إذا أردنا قتله قبل أن نقتله. مثلا لو أن رجلا جانيا قتل شخصا فقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم رأسه فإننا لا نقتل الجاني بالسيف!! بل نقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم نقطع رأسه مثلما فعل، ويعتبر هذا إحسانا في القتلة لأن إحسان القتلة أن يكون موافقا للشرع على أي وجه كان وفي هذا: الحديث دليل على جواز إقرار الإنسان على نفسه بالزنى من أجل تطهيره بالحد لا من أجل فضحه نفسه. فالإنسان الذي يتحدث عن نفسه أنه زنى عند الإمام أو نائبه من أجل إقامة الحد عليه هذا لا يلام ولا يذم. وأما الإنسان الذي يخبر عن نفسه أنه زنى يخبر بذلك عامة الناس فهذا فاضح نفسه وهو من غير المعافين لأن الرسول ﷺ يقول:«كل أمتي معافى إلا المجاهرين» قالوا: من المجاهرون؟ قال:«الذي يفعل الذنب ثم يستره الله عليه ثم يصبح يتحدث به»•هناك قسم ثالث فاسق مارد ماجن!! يتحدث بالزنى افتخارا والعياذ بالله! يقول إنه سافر إلى البلد الفلاني وإلى البلد الفلاني وفجر وفعل وزنى بعدة نساء وما أشبه ذلك يفتخر بهذا! هذا يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأن الذي يفتخر بالزنى مقتضى حاله أنه استحل الزنى والعياذ بالله ومن استحل الزنى فهو كافر!
👍1
ويوجد بعض الناس الفسقة يفعل ذلك. الذين أصيب المسلمون بالمصائب من أجلهم ومن أجل أفعالهم. يوجد من يتبجح بهذا الأمر، إذا سافر إلى بلد معروف بالفسق والمجون مثل (بانكوك) وغيرها من البلاد الخبيثة التي كلها زنى ولواط وخمر وغير ذلك رجع إلى أصحابه يتبجح بما فعل. هذا كما قلت يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأن من استحل الزنى أو غيره من المحرمات الظاهرة المجمع عليها فإنه يكفر. إذا قال قائل هل الأفضل للإنسان إذا زنى أن يذهب إلى القاضي ليقر عنده فيقام عليه الحد أو الأفضل أن يستر نفسه؟
فيه تفصيل: قد يكون الإنسان تاب توبة نصوحا وندم وعرف من نفسه أنه لن يعود فهذا الأفضل ألا يذهب ولا يخبر عن نفسه بل يجعل الأمر سرا بينه وبين الله ومن تاب تاب الله عليه وأما من خاف ألا تكون توبته نصوحا وخاف أن يعود ويرجع إلى الذنب مرة اخري فهذا الأفضل في حقه أن يذهب إلى ولي الأمر-القاضي أو غيره- ليقر عنده فيقام عليه الحد.[ص ٧٢:٧١]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👍1
«﷽»
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه‍}
{العدد ٣٣ }
{تفسير سورة البقرة}
«٤٥ـ ٤٨»
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه ، وهو الصبر عن معصية الله حتى يتركها ، والصبر أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها. حتى يتركها ، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها ،فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمرمن الأمور،ومن يتصبر يصبره الله،وكذلك الصلاة،التي هي ميزان الإيمان،وتنهي عن الفحشاء والمنكر،يستعان بها على كل أمرمن الأمور { وَإِنَّهَا } أي : الصلاة { لَكَبِيرَةٌ } أي : شاقة { إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } فإنها سهلة عليهم خفيفة ، لأن الخشوع ، وخشية الله ، ورجاء ما عنده يوجب له فعله ، منشرحا صدره لترقبه للثواب ، وخشيته من العقاب ، بخلاف من لم يكن كذلك ، فإنه لا داعي له يدعوه إليها ، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه .
والخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته، وسكونه لله تعالى، وانكساره بين يديه، ذلا وافتقارا، وإيمانا به وبلقائه.«ص ٤٤ـ ٤٥»
نكتفي بهذا القدرونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى

https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2025/07/11 22:33:10
Back to Top
HTML Embed Code: