■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَأَمَّـا الــعُــمْــرَةُ:* فَوَاجِبَةٌ علىٰ قَوْلِ كَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ﷺ لَمَّا سُـئِـلَ: هَـلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ:«نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» رَوَاهُ أحمدُ وَابنُ مَاجَه بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، *وَإِذَا ثَبَتَ وُجُـوبُ الــعُــمْــرَةِ على الـنِّـسَـاءِ، فَـالــرِّجَــالُ أَوْلَـىٰ.*
وَقَالَ ﷺ لِـلَّــذِي سَـأَلَـهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، وَالْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ؟ فقَالَ:«حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ» رَوَاهُ الخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ التِّرمِذِيُّ.
*■ فَيَجِبُ الـحَـجُّ وَالـعُـمْـرَةُ على المُسْلِمِ مَــرَّةً وَاحِـدَةً فِي الـعُـمُـرِ؛* لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ، فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيْرُهُ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغِيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَـرفُـوعًــا:«أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، فَحُجُّوا» فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُـلَّ عَـامٍ؟ فَقَالَ:«لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ».
*■ وَيَجِبُ على المُسْلِمِ: أَنْ يُبَادِرَ بِـأَدَاءِ الـحَـجِّ الوَاجِبِ مَـعَ الإِمْكَانِ، وَيَـأْثَـمُ إِنْ أَخَّـرَهُ بِـلَا عُــذْرٍ؛* لِقَوْلِـهِ ﷺ:«تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَة - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
*■ وَإِنَّمَا يَجِبُ الـحَـجُّ بِـشُـرُوطٍ خَمْسَةٍ: الإِسْلَامُ، وَالعَقْلُ، وَالبُلُوغُ، وَالحُرِّيَّةُ، وَالِاسْتِطَاعَةُ، فَمَنْ تَـوَفَّـرَت فِيهِ هَـذِهِ الـشُّـرُوطُ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ المُبَادَرَةُ بِـأَدَاءِ الــحَــجِّ.*
*■ وَيَصِحُّ فِعلُ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ مِنَ الصَّبِيِّ نَفْلًا؛* لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَـجٌّ؟ قَالَ:«نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*وَقَد أَجْـمَـعَ أَهْـلُ الـعِـلْـمِ عَلَىٰ: أَنَّ الصَّبِيَّ إِذَا حَـجَّ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ؛ فَعَلَيْهِ الحَجُّ إِذَا بَـلَـغَ وَاسْتَطَاعَ، وَلَا تُـجْـزِئـهُ تِـلْـكَ الـحَـجَّـةُ عَـنْ حَـجَّـةِ الإِسْـلَامِ، وَكَـذَا عُـمْـرَتُـهُ.*
*■ وَإِنْ كَـانَ الصَّبِيُّ دُونَ التَّمْيِيزِ: عَـقَـدَ عَنْهُ الإِحْـرَامَ وَلِـيُّـهُ؛* بِـأَنْ يَنْوِيَهُ عَنْهُ، وَيُجَنِّبَهُ المَحظُورَاتِ، وَيَطُوفَ وَيَسعَىٰ بِهِ مَحمُولًا، وَيَسْتَصْحِبَهُ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَمِنًى، وَيَرمِيَ عَنْهُ الجَمَرَاتِ.
وَإِنْ كَـانَ الصَّبِيُّ مُمَيِّزًا: نَـوَى الإِحْـرَامَ بِنَفْسِهِ بِـإِذْنِ وَلِيِّهِ، وَيُـؤَدِّي مَـا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ مَنَاسِكِ الحَجِّ، وَمَـا عَـجَـزَ عَنْهُ؛ يَفْعَلُهُ عَنْهُ وَلِيُّهُ؛ كَرَمْيِ الجَمَرَاتِ، وَيُطَاف وَيَسْعَىٰ بِهِ رَاكِبًا أَوْ مَحمُولًا إِنْ عَجَزَ عَنِ المَشْيِ.
وَكُـلُّ مَـا أَمْكَـنَ الصَّغِيرَ (مُمَيِّزًا كَانَ أَوْ دُونَهُ) فِعلُهُ بِنَفْسِهِ؛ كَالوُقُوفِ وَالمَبِيتِ؛ لَــزِمَـهُ فِـعـلُـهُ، بِمَعنَىٰ: أَنَّـهُ لَا يَصِحُّ أَنْ يُفْعَلَ عَنْهُ؛ لِـعَـدَمِ الحَاجَةِ لِذَلِكَ، *وَيَجْتَنِبُ فِي حَجِّهِ مَا يَجْتَنِبُ الكَبِيرُ مِنَ المَحظُورَاتِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٠ - ٣١٢ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَأَمَّـا الــعُــمْــرَةُ:* فَوَاجِبَةٌ علىٰ قَوْلِ كَثِيرٍ مِنَ العُلَمَاءِ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ﷺ لَمَّا سُـئِـلَ: هَـلْ عَلَى النِّسَاءِ مِنْ جِهَادٍ؟ قَالَ:«نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» رَوَاهُ أحمدُ وَابنُ مَاجَه بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، *وَإِذَا ثَبَتَ وُجُـوبُ الــعُــمْــرَةِ على الـنِّـسَـاءِ، فَـالــرِّجَــالُ أَوْلَـىٰ.*
وَقَالَ ﷺ لِـلَّــذِي سَـأَلَـهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، وَالْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ؟ فقَالَ:«حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ» رَوَاهُ الخَمْسَةُ وَصَحَّحَهُ التِّرمِذِيُّ.
*■ فَيَجِبُ الـحَـجُّ وَالـعُـمْـرَةُ على المُسْلِمِ مَــرَّةً وَاحِـدَةً فِي الـعُـمُـرِ؛* لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ، فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيْرُهُ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغِيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَـرفُـوعًــا:«أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، فَحُجُّوا» فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُـلَّ عَـامٍ؟ فَقَالَ:«لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ».
*■ وَيَجِبُ على المُسْلِمِ: أَنْ يُبَادِرَ بِـأَدَاءِ الـحَـجِّ الوَاجِبِ مَـعَ الإِمْكَانِ، وَيَـأْثَـمُ إِنْ أَخَّـرَهُ بِـلَا عُــذْرٍ؛* لِقَوْلِـهِ ﷺ:«تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَة - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
*■ وَإِنَّمَا يَجِبُ الـحَـجُّ بِـشُـرُوطٍ خَمْسَةٍ: الإِسْلَامُ، وَالعَقْلُ، وَالبُلُوغُ، وَالحُرِّيَّةُ، وَالِاسْتِطَاعَةُ، فَمَنْ تَـوَفَّـرَت فِيهِ هَـذِهِ الـشُّـرُوطُ؛ وَجَبَ عَلَيْهِ المُبَادَرَةُ بِـأَدَاءِ الــحَــجِّ.*
*■ وَيَصِحُّ فِعلُ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ مِنَ الصَّبِيِّ نَفْلًا؛* لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَـجٌّ؟ قَالَ:«نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
*وَقَد أَجْـمَـعَ أَهْـلُ الـعِـلْـمِ عَلَىٰ: أَنَّ الصَّبِيَّ إِذَا حَـجَّ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ؛ فَعَلَيْهِ الحَجُّ إِذَا بَـلَـغَ وَاسْتَطَاعَ، وَلَا تُـجْـزِئـهُ تِـلْـكَ الـحَـجَّـةُ عَـنْ حَـجَّـةِ الإِسْـلَامِ، وَكَـذَا عُـمْـرَتُـهُ.*
*■ وَإِنْ كَـانَ الصَّبِيُّ دُونَ التَّمْيِيزِ: عَـقَـدَ عَنْهُ الإِحْـرَامَ وَلِـيُّـهُ؛* بِـأَنْ يَنْوِيَهُ عَنْهُ، وَيُجَنِّبَهُ المَحظُورَاتِ، وَيَطُوفَ وَيَسعَىٰ بِهِ مَحمُولًا، وَيَسْتَصْحِبَهُ فِي عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَمِنًى، وَيَرمِيَ عَنْهُ الجَمَرَاتِ.
وَإِنْ كَـانَ الصَّبِيُّ مُمَيِّزًا: نَـوَى الإِحْـرَامَ بِنَفْسِهِ بِـإِذْنِ وَلِيِّهِ، وَيُـؤَدِّي مَـا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ مَنَاسِكِ الحَجِّ، وَمَـا عَـجَـزَ عَنْهُ؛ يَفْعَلُهُ عَنْهُ وَلِيُّهُ؛ كَرَمْيِ الجَمَرَاتِ، وَيُطَاف وَيَسْعَىٰ بِهِ رَاكِبًا أَوْ مَحمُولًا إِنْ عَجَزَ عَنِ المَشْيِ.
وَكُـلُّ مَـا أَمْكَـنَ الصَّغِيرَ (مُمَيِّزًا كَانَ أَوْ دُونَهُ) فِعلُهُ بِنَفْسِهِ؛ كَالوُقُوفِ وَالمَبِيتِ؛ لَــزِمَـهُ فِـعـلُـهُ، بِمَعنَىٰ: أَنَّـهُ لَا يَصِحُّ أَنْ يُفْعَلَ عَنْهُ؛ لِـعَـدَمِ الحَاجَةِ لِذَلِكَ، *وَيَجْتَنِبُ فِي حَجِّهِ مَا يَجْتَنِبُ الكَبِيرُ مِنَ المَحظُورَاتِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٠ - ٣١٢ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٣ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالقَادِرُ على الحَجِّ هُـوَ: الَّـذِي يَتَمَكَّـنُ مِنْ أَدَائِهِ جِسْمِيًّا وَمَادِّيًّا؛* بِأَنْ يُمْكِنُهُ الرُّكُوبُ، وَيَتَحَمَّلُ السَّفَرَ، وَيَجِدُ مِنَ المَالِ بُلْغَتَهُ الَّتِي تَكْفِيهِ ذَهَابًا وَإِيَابًا، وَيَجِدُ أَيْضًا مَا يَكْفِي أَوْلَادَهُ وَمَنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُمْ إلىٰ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِمْ، وَلَا بُـدَّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعدَ قَضَاءِ الدُّيُونِ وَالحُقُوقِ الَّتِي عَلَيْهِ، وَبِشَرطِ أَنْ يَكُونَ طَرِيقُهُ إلى الحَجِّ آمِنًا عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَالِهِ.
*■ فَإِنْ قَدَرَ بِمَالِهِ دُونَ جِسْمِهِ،* بِأَنْ كَانَ كَبِيرًا هَـرِمًـا، أَوْ مَرِيضًا مَرَضًا مُزْمِنًا لا يُرجَىٰ بُرؤُهُ؛ لَـزِمَـهُ أَنْ يُقِيمَ مَنْ يَحُجَّ عَنْهُ وَيَعْتَمِرَ حَجَّةَ وَعُمْرَةَ الإِسْلَامِ، مِنْ بَلَدِهِ أَوْ مِنَ البَلَدِ الَّـذِي أَيْسَرَ فِيهِ؛ لِمَا رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ، قَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الحَجِّ شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَـأَحُـجُّ عَنْهُ؟ قَالَ:«حُجِّي عَنْهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*■ وَيُشْتَرَطُ فِي النَّائِبِ عَنْ غَيْرِهِ فِي الحَجِّ: أَنْ يَكُونَ قَد حَجَّ عن نَفْسِهِ حَجَّةَ الإِسْلَامِ؛* لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ:«حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ:«حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ...» إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، وَصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ.
*■ وَيُعْطَى النَّائِبُ مِنَ المَالِ مَا يَكْفِيهِ تَكَالِيفَ السَّفَرِ ذَهَابًا وَإِيَابًا، ولا تَجُوزُ الإِجَـارَةُ على الـحَـجِّ، وَلَا أَنْ يُتَّخَذَ ذَرِيعةً لِـكَـسْبِ الـمَـالِ.*
*■ وَيَنْبَغِي: أَنْ يَكُونَ مَقصُودُ النَّائِبِ نَـفْـعَ أَخِيهِ المُسْلِمِ، وَأَنْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ الحَرَامَ، وَيَزُورَ تِلْكَ المَشَاعِرَ العِظَامَ، فَيَكُونُ حَـجُّـهُ لِلهِ، لَا لِأَجْـلِ الـدُّنْـيَـا، فَـإِنْ حَــجَّ لِـقَـصْـدِ الـمَـالِ، فَـحَـجُّــهُ غَـيْـرُ صَحِيحٍ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٢ - ٣١٣ ].
_
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٣ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالقَادِرُ على الحَجِّ هُـوَ: الَّـذِي يَتَمَكَّـنُ مِنْ أَدَائِهِ جِسْمِيًّا وَمَادِّيًّا؛* بِأَنْ يُمْكِنُهُ الرُّكُوبُ، وَيَتَحَمَّلُ السَّفَرَ، وَيَجِدُ مِنَ المَالِ بُلْغَتَهُ الَّتِي تَكْفِيهِ ذَهَابًا وَإِيَابًا، وَيَجِدُ أَيْضًا مَا يَكْفِي أَوْلَادَهُ وَمَنْ تَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُمْ إلىٰ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِمْ، وَلَا بُـدَّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعدَ قَضَاءِ الدُّيُونِ وَالحُقُوقِ الَّتِي عَلَيْهِ، وَبِشَرطِ أَنْ يَكُونَ طَرِيقُهُ إلى الحَجِّ آمِنًا عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَالِهِ.
*■ فَإِنْ قَدَرَ بِمَالِهِ دُونَ جِسْمِهِ،* بِأَنْ كَانَ كَبِيرًا هَـرِمًـا، أَوْ مَرِيضًا مَرَضًا مُزْمِنًا لا يُرجَىٰ بُرؤُهُ؛ لَـزِمَـهُ أَنْ يُقِيمَ مَنْ يَحُجَّ عَنْهُ وَيَعْتَمِرَ حَجَّةَ وَعُمْرَةَ الإِسْلَامِ، مِنْ بَلَدِهِ أَوْ مِنَ البَلَدِ الَّـذِي أَيْسَرَ فِيهِ؛ لِمَا رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ، قَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الحَجِّ شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَـأَحُـجُّ عَنْهُ؟ قَالَ:«حُجِّي عَنْهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
*■ وَيُشْتَرَطُ فِي النَّائِبِ عَنْ غَيْرِهِ فِي الحَجِّ: أَنْ يَكُونَ قَد حَجَّ عن نَفْسِهِ حَجَّةَ الإِسْلَامِ؛* لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، قَالَ:«حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ:«حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ...» إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، وَصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ.
*■ وَيُعْطَى النَّائِبُ مِنَ المَالِ مَا يَكْفِيهِ تَكَالِيفَ السَّفَرِ ذَهَابًا وَإِيَابًا، ولا تَجُوزُ الإِجَـارَةُ على الـحَـجِّ، وَلَا أَنْ يُتَّخَذَ ذَرِيعةً لِـكَـسْبِ الـمَـالِ.*
*■ وَيَنْبَغِي: أَنْ يَكُونَ مَقصُودُ النَّائِبِ نَـفْـعَ أَخِيهِ المُسْلِمِ، وَأَنْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ الحَرَامَ، وَيَزُورَ تِلْكَ المَشَاعِرَ العِظَامَ، فَيَكُونُ حَـجُّـهُ لِلهِ، لَا لِأَجْـلِ الـدُّنْـيَـا، فَـإِنْ حَــجَّ لِـقَـصْـدِ الـمَـالِ، فَـحَـجُّــهُ غَـيْـرُ صَحِيحٍ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٢ - ٣١٣ ].
_
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👍1
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٤ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَـــابٌ*
*فِـي شُـــرُوطِ وُجُــوبِ الــحَــجِّ عَـلَـى الــمَــرْأَةِ وَأَحْـــكَــــامِ الـــنِّـــيَـــابَـــةِ*
*■ الـحَـجُّ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ ذَكَــرًا كَـانَ أَمْ أُنْـثَـىٰ، لَـكِـنْ يُشْتَرَطُ لِـوُجُـوبِـهِ على المَرْأَةِ - زِيَـادَةً عَـمَّـا سَـبَـقَ مِنَ الشُّرُوطِ -: وُجُـودُ المَحْرَمِ الَّـذِي يُسَافِرُ مَعَهَا لِأَدَائِهِ؛ لِأَنَّـهُ لَا يَجُوزُ لَهَا السَّفَـرُ لِـحَـجٍّ وَلَا لِغَيْرِهِ بِـدُونِ مَـحْـرَمٍ.*
لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَقَـالَ رَجُـلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنِّي أُرِيـدُ أَنْ أَخْـرُجَ فِي جَيْشِ كَـذَا وَكَـذَا، وَامْـرَأَتِـي تُـرِيـدُ الـحَـجَّ، فَـقَـالَ:«اخْـرُجْ مَـعَـهَـا».
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَت حَـاجَّـةً، وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَـذَا وَكَـذَا؟ قَـالَ:«انْـطَلِقْ فَـحُـجَّ مَـعَ امْـرَأَتِـكَ» وَفِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ:«لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لَيْسَ مَعَهَا مَحْرَمٌ».
*■ فَـهَـذِهِ جُـمْـلَـةُ نُـصُـوصٍ عَـنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ تُـحَـرِّمُ عَلَى الـمَـرْأَةِ أَنْ تُـسَـافِـرَ بِـدُونِ مَـحْـرَمٍ يُسَافِرُ مَعَهَا، سَـوَاءً كَـانَ الـسَّـفَــرُ لِلْـحَـجِّ أَوْ لِـغَـيْـرِهِ؛ وَذَلِكَ لِأَجْـلِ سَـدِّ الـذَّرِيـعَـةِ عَـنِ الفَسَادِ وَالِافْتِتَانِ مِنْهَا وَبِهَا.*
*قَـالَ الإِمَـامُ أَحْمَـدُ رَحِمَهُ اللهُ:(المَحْرَمُ: مِنَ السَّبِيلِ) فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا مَحْرَمٌ؛ لَمْ يَلْزَمْهَا الحَجُّ بِنَفْسِهَا وَلَا بِنَائِبِهَا.*
*■ وَمَـحْـرَمُ الـمَـرْأَةِ هُـوَ: زَوْجُهَا، أَوْ مَنْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ نِكَاحُهَا تَحْرِيمًا مُـؤَبَّـدًا بِنَسَبٍ: كَأَخِيهَا وَأَبِيهَا وَعَمِّهَا وَابْنِ أَخِيهَا وَخَالِهَا، أَوْ حَرُمَ عَلَيْهِ بِسَبَبٍ مُبَاحٍ: كَأَخٍ مِنْ رَضَاعٍ، أَوْ مُصَاهَرَةٍ؛ كَزَوْجِ أُمِّهَا وَابْنِ زَوْجِهَا؛ لِمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمِ:«لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ سَفَرًا يَكُونُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَصَاعِدًا إِلَّا وَمَعَهَا أَبُوهَا، أَوِ ابْنُهَا، أَوْ زَوْجُهَا، أَوْ أَخُوهَا، أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا».*
*■ وَنَفَقَةُ مَحْرَمِهَا فِي السَّفَـرِ عَلَيْهَا، فَيُشْتَرَطُ لِـوُجُـوبِ الـحَـجِّ عَلَيْهَا أَنْ تَمْلِكَ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَعَلَىٰ مَحْرَمِهَا ذَهَـابًـا وَإِيَـابًـا.*
*■ وَمَـنْ وَجَـدَت مَـحْـرَمًـا، وَفَـرَّطَت بِـالـتَّـأْخِـيـرِ حَـتَّـىٰ فَـقَـدَتـهُ، مَـعَ قُـدْرَتِـهَـا الـمَـالِـيَّـةِ، انْـتَـظَـرَت حُـصُـولَـهُ، فَـإِنْ أَيِسَتْ مِـنْ حُـصُـولِـهِ، اسْـتَـنَـابَتْ مَنْ يَحُجُّ عَنْهَا.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٤ - ٣١٥ ].
____
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٤ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَـــابٌ*
*فِـي شُـــرُوطِ وُجُــوبِ الــحَــجِّ عَـلَـى الــمَــرْأَةِ وَأَحْـــكَــــامِ الـــنِّـــيَـــابَـــةِ*
*■ الـحَـجُّ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ ذَكَــرًا كَـانَ أَمْ أُنْـثَـىٰ، لَـكِـنْ يُشْتَرَطُ لِـوُجُـوبِـهِ على المَرْأَةِ - زِيَـادَةً عَـمَّـا سَـبَـقَ مِنَ الشُّرُوطِ -: وُجُـودُ المَحْرَمِ الَّـذِي يُسَافِرُ مَعَهَا لِأَدَائِهِ؛ لِأَنَّـهُ لَا يَجُوزُ لَهَا السَّفَـرُ لِـحَـجٍّ وَلَا لِغَيْرِهِ بِـدُونِ مَـحْـرَمٍ.*
لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَقَـالَ رَجُـلٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إِنِّي أُرِيـدُ أَنْ أَخْـرُجَ فِي جَيْشِ كَـذَا وَكَـذَا، وَامْـرَأَتِـي تُـرِيـدُ الـحَـجَّ، فَـقَـالَ:«اخْـرُجْ مَـعَـهَـا».
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَت حَـاجَّـةً، وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَـذَا وَكَـذَا؟ قَـالَ:«انْـطَلِقْ فَـحُـجَّ مَـعَ امْـرَأَتِـكَ» وَفِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ:«لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لَيْسَ مَعَهَا مَحْرَمٌ».
*■ فَـهَـذِهِ جُـمْـلَـةُ نُـصُـوصٍ عَـنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ تُـحَـرِّمُ عَلَى الـمَـرْأَةِ أَنْ تُـسَـافِـرَ بِـدُونِ مَـحْـرَمٍ يُسَافِرُ مَعَهَا، سَـوَاءً كَـانَ الـسَّـفَــرُ لِلْـحَـجِّ أَوْ لِـغَـيْـرِهِ؛ وَذَلِكَ لِأَجْـلِ سَـدِّ الـذَّرِيـعَـةِ عَـنِ الفَسَادِ وَالِافْتِتَانِ مِنْهَا وَبِهَا.*
*قَـالَ الإِمَـامُ أَحْمَـدُ رَحِمَهُ اللهُ:(المَحْرَمُ: مِنَ السَّبِيلِ) فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا مَحْرَمٌ؛ لَمْ يَلْزَمْهَا الحَجُّ بِنَفْسِهَا وَلَا بِنَائِبِهَا.*
*■ وَمَـحْـرَمُ الـمَـرْأَةِ هُـوَ: زَوْجُهَا، أَوْ مَنْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ نِكَاحُهَا تَحْرِيمًا مُـؤَبَّـدًا بِنَسَبٍ: كَأَخِيهَا وَأَبِيهَا وَعَمِّهَا وَابْنِ أَخِيهَا وَخَالِهَا، أَوْ حَرُمَ عَلَيْهِ بِسَبَبٍ مُبَاحٍ: كَأَخٍ مِنْ رَضَاعٍ، أَوْ مُصَاهَرَةٍ؛ كَزَوْجِ أُمِّهَا وَابْنِ زَوْجِهَا؛ لِمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمِ:«لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ سَفَرًا يَكُونُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَصَاعِدًا إِلَّا وَمَعَهَا أَبُوهَا، أَوِ ابْنُهَا، أَوْ زَوْجُهَا، أَوْ أَخُوهَا، أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا».*
*■ وَنَفَقَةُ مَحْرَمِهَا فِي السَّفَـرِ عَلَيْهَا، فَيُشْتَرَطُ لِـوُجُـوبِ الـحَـجِّ عَلَيْهَا أَنْ تَمْلِكَ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَعَلَىٰ مَحْرَمِهَا ذَهَـابًـا وَإِيَـابًـا.*
*■ وَمَـنْ وَجَـدَت مَـحْـرَمًـا، وَفَـرَّطَت بِـالـتَّـأْخِـيـرِ حَـتَّـىٰ فَـقَـدَتـهُ، مَـعَ قُـدْرَتِـهَـا الـمَـالِـيَّـةِ، انْـتَـظَـرَت حُـصُـولَـهُ، فَـإِنْ أَيِسَتْ مِـنْ حُـصُـولِـهِ، اسْـتَـنَـابَتْ مَنْ يَحُجُّ عَنْهَا.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٤ - ٣١٥ ].
____
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
«﷽»
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٤ }
{تفسير سورة البقرة}
ولهذا قال : { الَّذِينَ يَظُنُّونَ } أي : يستيقنون { أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ } فيجازيهم بأعمالهم { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ، ونفس عنهم الكربات ، وزجرهم عن فعل السيئات ، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات ، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه ، كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته ، وعظا لهم ، وتحذيرا وحثا .
وخوفهم بيوم القيامة الذي { لَا تَجْزِي } فيه ، أي : لا تغني { نَفْسٌ } ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين { عَنْ نَفْسٍ } ولو كانت من العشيرة الأقربين { شَيْئًا } لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه .
{ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا } أي : النفس ، شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له ، ولا يرضى منه العمل إلا ما أريد به وجهه ، وكان على السبيل والسنة ، { وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي : فداء { ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب } ولا يقبل منهم ذلك { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي : يدفع عنهم المكروه ، فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه ، فقوله : { لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا } هذا في تحصيل المنافع ، { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } هذا في دفع المضار ، فهذا النفي للأمر المستقبل به النافع .
{ ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل } هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض ، كالعدل ، أو بغيره ، كالشفاعة ، فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين ، لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع ، وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع ، ويدفع المضار ، فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته .«٤٥»
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٤ }
{تفسير سورة البقرة}
ولهذا قال : { الَّذِينَ يَظُنُّونَ } أي : يستيقنون { أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ } فيجازيهم بأعمالهم { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } فهذا الذي خفف عليهم العبادات وأوجب لهم التسلي في المصيبات ، ونفس عنهم الكربات ، وزجرهم عن فعل السيئات ، فهؤلاء لهم النعيم المقيم في الغرفات العاليات ، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه ، كانت الصلاة وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته ، وعظا لهم ، وتحذيرا وحثا .
وخوفهم بيوم القيامة الذي { لَا تَجْزِي } فيه ، أي : لا تغني { نَفْسٌ } ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين { عَنْ نَفْسٍ } ولو كانت من العشيرة الأقربين { شَيْئًا } لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه .
{ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا } أي : النفس ، شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له ، ولا يرضى منه العمل إلا ما أريد به وجهه ، وكان على السبيل والسنة ، { وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي : فداء { ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب } ولا يقبل منهم ذلك { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي : يدفع عنهم المكروه ، فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه ، فقوله : { لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا } هذا في تحصيل المنافع ، { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } هذا في دفع المضار ، فهذا النفي للأمر المستقبل به النافع .
{ ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل } هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض ، كالعدل ، أو بغيره ، كالشفاعة ، فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين ، لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع ، وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع ، ويدفع المضار ، فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته .«٤٥»
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٦ }
[٢٢]وَعَنْ أبي نُجَيْد بِضَم النُّونِ وَفَتْح الْجيِمِ عِمْرانَ بْنِ الحُصيْنِ الخُزاعيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرأَةً مِنْ جُهينةَ أَتَت رَسُولَ الله ﷺ وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا ، فقَالَتْ : يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَدَعَا نَبِيُّ الله ﷺ وَليَّهَا فَقَالَ : أَحْسِنْ إِليْهَا ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ ، فَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ ، ثُمَّ صلَّى عَلَيْهَا . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ ، قَالَ : لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل؟،» رواه مسلم .[صحيح: أخرجه مسلم(١٦٩٦).
{الشرح}
«قال المؤلف-رحمه الله تعالى-فيما نقله عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي ﷺ «وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا» يعني: حاملا قد زنت- رضي الله عنها- «فقالت: يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ» أي: أصبت شيئا يوجب الحد فأقمه علي. فَدَعَا النَبِيُّ ﷺ وَليَّهَا وأمره أن يحسن إليها، فإذا وضعت فليأتي بها إلى رسول الله ﷺ. فلما وضعت أتى بها وليها إلى النبي ﷺ،«فَأَمَرَ بِهَافَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها» أي: لفت ثيابها، وربطت، لئلا تنكشف«ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ» أي: بالحجارة، ـ وهي ليست كبيرة ولا صغيرةـ حتى ماتت ثم صلى عليها النبي ﷺ. ودعا لها دعاء الميت «فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت» أي: والزنى من كبائر الذنوب. فقال:«لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ على سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ» يعني توبة واسعة لو قسمت على سبعين كلهم مذنب لوسعتهم ونفعتهم.«وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل» أي: هل وجدت أفضل من هذه الحال امرأة جاءت فجادت بنفسها يعني سلمت نفسها من أجل التقرب إلى الله عز وجل والخلوص من إثم الزنى. ما هناك أفضل من هذا؟!
ففي هذا الحديث دليل على فوائد كثيرة: منها: أن الزاني إذا زنى وهو محصن- يعني: قد تزوج- فإنه يجب أن يرجم وجوبا وقد كان هذا في كتاب الله عز وجل آية قرآها المسلمون وحفظوها ووعوها ونفذوها. رجم النبي ﷺ ورجم الخلفاء من بعده ولكن الله بحكمته نسخها من القرآن لفظا وأبقى حكمها في هذه الأمة. فإذا زنى المحصن- وهو الذي قد تزوج-فإنه يرجم حتى يموت يوقف في مكان واسع ويجتمع الناس ويأخذون من الحصى يرمونه به حتى يموت. وهذه من حكمة الله عز وجل، أي: أنه لم يأمر الشرع بأن يذبح بالسيف وينتهي أمره، بل يرجم بهذه الحجارة حتى يتعذب ويذوق ألم العذاب في مقابل ما وجده من لذة الحرام لأن هذا الزاني تلذذ جميع جسده بالحرام فكان من الحكمة أن ينال هذا الجسد من العذاب بقدر ما نال من اللذة. ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنه لا يجوز أن يرجم بالحجارة الكبيرة لأن الحجارة الكبيرة تجهز عليه ويموت سريعا فيستريح ولا بالصغيرة جداً لأن هذه تؤذيه وتطيل موته. ولكن بحصى متوسط حتى يذوق الألم ثم يموت.فإذا قال قائل أليس قد قال النبي ﷺ:«إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» والقتلة بالسيف أريح للمرجوم من الرجم بالحجارة؟ قلنا بلى قد قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن إحسان القتلة يكون بموافقتها للشرع. فالرجم إحسان لأنه موافق للشرع، ولذلك لو أن رجلا جانيا جنى على شخص فقتله عمدا وغرربه قبل أن يقتله فإننا نغرر بهذا الجاني إذا أردنا قتله قبل أن نقتله. مثلا لو أن رجلا جانيا قتل شخصا فقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم رأسه فإننا لا نقتل الجاني بالسيف!! بل نقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم نقطع رأسه مثلما فعل، ويعتبر هذا إحسانا في القتلة لأن إحسان القتلة أن يكون موافقا للشرع على أي وجه كان وفي هذا: الحديث دليل على جواز إقرار الإنسان على نفسه بالزنى من أجل تطهيره بالحد لا من أجل فضحه نفسه. فالإنسان الذي يتحدث عن نفسه أنه زنى عند الإمام أو نائبه من أجل إقامة الحد عليه هذا لا يلام ولا يذم. وأما الإنسان الذي يخبر عن نفسه أنه زنى يخبر بذلك عامة الناس فهذا فاضح نفسه وهو من غير المعافين لأن الرسول ﷺ يقول:«كل أمتي معافى إلا المجاهرين» قالوا: من المجاهرون؟ قال:«الذي يفعل الذنب ثم يستره الله عليه ثم يصبح يتحدث به»•هناك قسم ثالث فاسق مارد ماجن!! يتحدث بالزنى افتخارا والعياذ بالله! يقول إنه سافر إلى البلد الفلاني وإلى البلد الفلاني وفجر وفعل وزنى بعدة نساء وما أشبه ذلك يفتخر بهذا! هذا يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأن الذي يفتخر بالزنى مقتضى حاله أنه استحل الزنى والعياذ بالله ومن استحل الزنى فهو كافر!
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٦ }
[٢٢]وَعَنْ أبي نُجَيْد بِضَم النُّونِ وَفَتْح الْجيِمِ عِمْرانَ بْنِ الحُصيْنِ الخُزاعيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرأَةً مِنْ جُهينةَ أَتَت رَسُولَ الله ﷺ وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا ، فقَالَتْ : يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَدَعَا نَبِيُّ الله ﷺ وَليَّهَا فَقَالَ : أَحْسِنْ إِليْهَا ، فَإِذَا وَضَعَتْ فَأْتِنِي فَفَعَلَ فَأَمَرَ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ ، فَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ ، ثُمَّ صلَّى عَلَيْهَا . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ ، قَالَ : لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل؟،» رواه مسلم .[صحيح: أخرجه مسلم(١٦٩٦).
{الشرح}
«قال المؤلف-رحمه الله تعالى-فيما نقله عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي ﷺ «وَهِيَ حُبْلَى مِنَ الزِّنَا» يعني: حاملا قد زنت- رضي الله عنها- «فقالت: يَا رسول الله أَصَبْتُ حَدّاً فأَقِمْهُ عَلَيَّ» أي: أصبت شيئا يوجب الحد فأقمه علي. فَدَعَا النَبِيُّ ﷺ وَليَّهَا وأمره أن يحسن إليها، فإذا وضعت فليأتي بها إلى رسول الله ﷺ. فلما وضعت أتى بها وليها إلى النبي ﷺ،«فَأَمَرَ بِهَافَشُدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُها» أي: لفت ثيابها، وربطت، لئلا تنكشف«ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فرُجِمتْ» أي: بالحجارة، ـ وهي ليست كبيرة ولا صغيرةـ حتى ماتت ثم صلى عليها النبي ﷺ. ودعا لها دعاء الميت «فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت» أي: والزنى من كبائر الذنوب. فقال:«لَقَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ على سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ» يعني توبة واسعة لو قسمت على سبعين كلهم مذنب لوسعتهم ونفعتهم.«وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ عَزَّ وجَل» أي: هل وجدت أفضل من هذه الحال امرأة جاءت فجادت بنفسها يعني سلمت نفسها من أجل التقرب إلى الله عز وجل والخلوص من إثم الزنى. ما هناك أفضل من هذا؟!
ففي هذا الحديث دليل على فوائد كثيرة: منها: أن الزاني إذا زنى وهو محصن- يعني: قد تزوج- فإنه يجب أن يرجم وجوبا وقد كان هذا في كتاب الله عز وجل آية قرآها المسلمون وحفظوها ووعوها ونفذوها. رجم النبي ﷺ ورجم الخلفاء من بعده ولكن الله بحكمته نسخها من القرآن لفظا وأبقى حكمها في هذه الأمة. فإذا زنى المحصن- وهو الذي قد تزوج-فإنه يرجم حتى يموت يوقف في مكان واسع ويجتمع الناس ويأخذون من الحصى يرمونه به حتى يموت. وهذه من حكمة الله عز وجل، أي: أنه لم يأمر الشرع بأن يذبح بالسيف وينتهي أمره، بل يرجم بهذه الحجارة حتى يتعذب ويذوق ألم العذاب في مقابل ما وجده من لذة الحرام لأن هذا الزاني تلذذ جميع جسده بالحرام فكان من الحكمة أن ينال هذا الجسد من العذاب بقدر ما نال من اللذة. ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنه لا يجوز أن يرجم بالحجارة الكبيرة لأن الحجارة الكبيرة تجهز عليه ويموت سريعا فيستريح ولا بالصغيرة جداً لأن هذه تؤذيه وتطيل موته. ولكن بحصى متوسط حتى يذوق الألم ثم يموت.فإذا قال قائل أليس قد قال النبي ﷺ:«إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» والقتلة بالسيف أريح للمرجوم من الرجم بالحجارة؟ قلنا بلى قد قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن إحسان القتلة يكون بموافقتها للشرع. فالرجم إحسان لأنه موافق للشرع، ولذلك لو أن رجلا جانيا جنى على شخص فقتله عمدا وغرربه قبل أن يقتله فإننا نغرر بهذا الجاني إذا أردنا قتله قبل أن نقتله. مثلا لو أن رجلا جانيا قتل شخصا فقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم رأسه فإننا لا نقتل الجاني بالسيف!! بل نقطع يديه ثم رجليه ثم لسانه ثم نقطع رأسه مثلما فعل، ويعتبر هذا إحسانا في القتلة لأن إحسان القتلة أن يكون موافقا للشرع على أي وجه كان وفي هذا: الحديث دليل على جواز إقرار الإنسان على نفسه بالزنى من أجل تطهيره بالحد لا من أجل فضحه نفسه. فالإنسان الذي يتحدث عن نفسه أنه زنى عند الإمام أو نائبه من أجل إقامة الحد عليه هذا لا يلام ولا يذم. وأما الإنسان الذي يخبر عن نفسه أنه زنى يخبر بذلك عامة الناس فهذا فاضح نفسه وهو من غير المعافين لأن الرسول ﷺ يقول:«كل أمتي معافى إلا المجاهرين» قالوا: من المجاهرون؟ قال:«الذي يفعل الذنب ثم يستره الله عليه ثم يصبح يتحدث به»•هناك قسم ثالث فاسق مارد ماجن!! يتحدث بالزنى افتخارا والعياذ بالله! يقول إنه سافر إلى البلد الفلاني وإلى البلد الفلاني وفجر وفعل وزنى بعدة نساء وما أشبه ذلك يفتخر بهذا! هذا يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأن الذي يفتخر بالزنى مقتضى حاله أنه استحل الزنى والعياذ بالله ومن استحل الزنى فهو كافر!
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
ويوجد بعض الناس الفسقة يفعل ذلك. الذين أصيب المسلمون بالمصائب من أجلهم ومن أجل أفعالهم. يوجد من يتبجح بهذا الأمر، إذا سافر إلى بلد معروف بالفسق والمجون مثل (بانكوك) وغيرها من البلاد الخبيثة التي كلها زنى ولواط وخمر وغير ذلك رجع إلى أصحابه يتبجح بما فعل. هذا كما قلت يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأن من استحل الزنى أو غيره من المحرمات الظاهرة المجمع عليها فإنه يكفر. إذا قال قائل هل الأفضل للإنسان إذا زنى أن يذهب إلى القاضي ليقر عنده فيقام عليه الحد أو الأفضل أن يستر نفسه؟
فيه تفصيل: قد يكون الإنسان تاب توبة نصوحا وندم وعرف من نفسه أنه لن يعود فهذا الأفضل ألا يذهب ولا يخبر عن نفسه بل يجعل الأمر سرا بينه وبين الله ومن تاب تاب الله عليه وأما من خاف ألا تكون توبته نصوحا وخاف أن يعود ويرجع إلى الذنب مرة اخري فهذا الأفضل في حقه أن يذهب إلى ولي الأمر-القاضي أو غيره- ليقر عنده فيقام عليه الحد.[ص ٧٢:٧١]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
فيه تفصيل: قد يكون الإنسان تاب توبة نصوحا وندم وعرف من نفسه أنه لن يعود فهذا الأفضل ألا يذهب ولا يخبر عن نفسه بل يجعل الأمر سرا بينه وبين الله ومن تاب تاب الله عليه وأما من خاف ألا تكون توبته نصوحا وخاف أن يعود ويرجع إلى الذنب مرة اخري فهذا الأفضل في حقه أن يذهب إلى ولي الأمر-القاضي أو غيره- ليقر عنده فيقام عليه الحد.[ص ٧٢:٧١]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٥ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الـحَـجُّ، ثُـمَّ مَاتَ قَبْلَ الـحَـجِّ؛ أُخْـرِجَ مِـنْ تَرِكَتِهِ مِنْ رَأْسِ المَالِ، المِقْدَارُ الَّـذِي يَكْفِي لِلْـحَـجِّ، وَاسْتُنِيبَ عَنْهُ مَنْ يُؤَدِّيهِ عَنْهُ؛* لِمَا رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّىٰ مَاتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؛ قَالَ:«نَعَمْ؛ حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَىٰ أُمِّكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ اقْضُوا اللهَ، فَاللهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ».
*■ فَـدَلَّ الحَدِيثُ عَلَىٰ أَنَّ مَنْ مَـاتَ وَعَلَيْهِ حَـجٌّ، وَجَبَ عَلَىٰ وَلَـدِهِ أَوْ وَلِـيِّـهِ أَنْ يَـحُـجَّ عَنْهُ، أَوْ يُجَهِّزَ مَنْ يَـحُـجُّ عَنْهُ مِنْ رَأْسِ مَـالِ المَيِّتِ، كَمَا يَجِبُ عَلَىٰ وَلِيِّهِ قَضَاءُ دُيُونِهِ، وَقَـد أَجْمَعُوا عَلَىٰ أَنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ يُقْضَىٰ مِـنْ رَأْسِ مَـالِـهِ؛ فَـكَـذَا مَـا شُـبِّـهَ بِهِ فِي القَضَاءِ.*
■ وَفِي حَـدِيثٍ آخَــر:(إِنَّ أُخْتِي نَـذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ) وَفِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِي:(إِنَّ أَبِي مَاتَ وَعَلَيْهِ حَجَّةُ الإِسْلَامِ) وَظَـاهِـرُهُ: أَنَّـهُ لَا فَـرقَ بَـيْـنَ الـوَاجِبِ بِـأَصْـلِ الـشَّـرعِ وَالـوَاجِبِ بِـإِيـجَـابِـهِ عَلَىٰ نَفْسِهِ، سَـوَاءً أَوْصَـىٰ بِـهِ أَمْ لَا.
*■ وَالـحَـجُّ عَـنِ الـغَـيْـرِ يَقَـعُ عَنِ المَحْجُوجِ عَنْهُ كَـأَنَّـهُ فَعَلَهُ بِنَفْسِهِ، وَيَكُونُ الفَاعِلُ بِمَنْزِلَةِ الوَكِيلِ، وَالنَّائِبُ يَنْوِي الإِحْـرَامَ عَنْهُ، وَيُلَبِّي عَنْهُ، وَيَكْفِيهِ أَنْ يَنْوِيَ النُّسُكَ عَنْهُ، وَلَـوْ لَـمْ يُسَمِّهِ فِي اللَّفْظِ، وَإِنْ جَهِلَ اسْمَهُ أَوْ نَسَبَهُ، لَبَّىٰ عَمَّنْ سَلَّمَ إِلَيْهِ المَالَ لِيَحُجَّ عَنْهُ بِهِ.*
*■ وَيُـسْـتَـحَـبُّ لِـلْـمُـسْـلِـمِ: أَنْ يَـحُـجَّ عَـنْ أَبَـوَيـهِ إِنْ كَـانَـا مَـيِّـتَـيْـنِ، أَوْ حَـيَّـيْـنِ عَــاجِـزَيْـنِ عَـنِ الــحَــجِّ، وَيُـقَـدِّمُ أُمَّـهُ؛ لِأَنَّـهَـا أَّحَــقُ بِـالــبِــرِّ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٥ - ٣١٦ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٥ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الـحَـجُّ، ثُـمَّ مَاتَ قَبْلَ الـحَـجِّ؛ أُخْـرِجَ مِـنْ تَرِكَتِهِ مِنْ رَأْسِ المَالِ، المِقْدَارُ الَّـذِي يَكْفِي لِلْـحَـجِّ، وَاسْتُنِيبَ عَنْهُ مَنْ يُؤَدِّيهِ عَنْهُ؛* لِمَا رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّىٰ مَاتَتْ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؛ قَالَ:«نَعَمْ؛ حُجِّي عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَىٰ أُمِّكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ اقْضُوا اللهَ، فَاللهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ».
*■ فَـدَلَّ الحَدِيثُ عَلَىٰ أَنَّ مَنْ مَـاتَ وَعَلَيْهِ حَـجٌّ، وَجَبَ عَلَىٰ وَلَـدِهِ أَوْ وَلِـيِّـهِ أَنْ يَـحُـجَّ عَنْهُ، أَوْ يُجَهِّزَ مَنْ يَـحُـجُّ عَنْهُ مِنْ رَأْسِ مَـالِ المَيِّتِ، كَمَا يَجِبُ عَلَىٰ وَلِيِّهِ قَضَاءُ دُيُونِهِ، وَقَـد أَجْمَعُوا عَلَىٰ أَنَّ دَيْنَ الآدَمِيِّ يُقْضَىٰ مِـنْ رَأْسِ مَـالِـهِ؛ فَـكَـذَا مَـا شُـبِّـهَ بِهِ فِي القَضَاءِ.*
■ وَفِي حَـدِيثٍ آخَــر:(إِنَّ أُخْتِي نَـذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ) وَفِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِي:(إِنَّ أَبِي مَاتَ وَعَلَيْهِ حَجَّةُ الإِسْلَامِ) وَظَـاهِـرُهُ: أَنَّـهُ لَا فَـرقَ بَـيْـنَ الـوَاجِبِ بِـأَصْـلِ الـشَّـرعِ وَالـوَاجِبِ بِـإِيـجَـابِـهِ عَلَىٰ نَفْسِهِ، سَـوَاءً أَوْصَـىٰ بِـهِ أَمْ لَا.
*■ وَالـحَـجُّ عَـنِ الـغَـيْـرِ يَقَـعُ عَنِ المَحْجُوجِ عَنْهُ كَـأَنَّـهُ فَعَلَهُ بِنَفْسِهِ، وَيَكُونُ الفَاعِلُ بِمَنْزِلَةِ الوَكِيلِ، وَالنَّائِبُ يَنْوِي الإِحْـرَامَ عَنْهُ، وَيُلَبِّي عَنْهُ، وَيَكْفِيهِ أَنْ يَنْوِيَ النُّسُكَ عَنْهُ، وَلَـوْ لَـمْ يُسَمِّهِ فِي اللَّفْظِ، وَإِنْ جَهِلَ اسْمَهُ أَوْ نَسَبَهُ، لَبَّىٰ عَمَّنْ سَلَّمَ إِلَيْهِ المَالَ لِيَحُجَّ عَنْهُ بِهِ.*
*■ وَيُـسْـتَـحَـبُّ لِـلْـمُـسْـلِـمِ: أَنْ يَـحُـجَّ عَـنْ أَبَـوَيـهِ إِنْ كَـانَـا مَـيِّـتَـيْـنِ، أَوْ حَـيَّـيْـنِ عَــاجِـزَيْـنِ عَـنِ الــحَــجِّ، وَيُـقَـدِّمُ أُمَّـهُ؛ لِأَنَّـهَـا أَّحَــقُ بِـالــبِــرِّ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٥ - ٣١٦ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٦ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَـــابٌ*
*فِي فَضْلِ الـحَـجِّ وَالِاسْتِعْـدَادِ لَـهُ*
*■ الـحَـجُّ فِيهِ فَضْلٌ عَـظِيمٌ، وَثَوابٌ جَـزِيلٌ:*
*رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَـنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَـرْفُـوعًــا:«تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةَ».*
*وَفِي الصَّحِيحِ عَـنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ: نَـرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَـلَا نُـجَـاهِـدُ؟ قَـالَ:«لَكِـنَّ أَحْسَنَ الجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ؛ حَـجٌّ مَبْـرُورٌ».*
*وَالـحَـجُّ الـمَـبْـرُورُ: هُـوَ الَّـذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنَ الإِثْمِ، وَقَدْ كَمُلَتْ أَحْكَامُهُ، فَوَقَعَ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ، وَقِيلَ: هُـوَ الـمُـتَـقَـبَّـلُ.*
*■ فَـإِذَا اسْـتَـقَـرَّ عَـزْمُـهُ عَلَى الـحَـجِّ:*
*فَلْيَتُبْ مِنْ جَمِيعِ المَعَاصِي، وَيَخْرُجْ مِنَ المَظَالِمِ بِـرَدِّهَـا إِلَىٰ أَهْلِهَا، وَيَرُدَّ الوَدَائِعَ وَالعَوَارِيَ وَالدِّيُونَ الَّتِي عِنْدَهُ لِلنَّاسِ، وَيَسْتَحِـلَّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ظُلَامَةٌ، وَيَكْتُبْ وَصِيَّتَهُ، وَلْيُوَكِّلْ مَنْ يَقْضِي مَا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ قَضَائِهِ مِنَ الحُقُوقِ الَّتِي عَلَيْهِ، وَيُؤَمِّنْ لِأَوْلَادِهِ وَمَنْ تَحتَ يَدِهِ مَا يَكْفِيهِمْ مِنَ النَّفَقَةِ إِلَىٰ حِينِ رُجُوعِهِ.*
*■ وَيَحرِصُ أَنْ تَكُونَ نَفَقَتُهُ حَـلَالًا، وَيَأْخُذُ مِنَ الـزَّادِ وَالنَّفَقَةِ مَا يَكْفِيهِ؛ لِيَسْتَغْنِـيَ عَنِ الحَاجَةِ إِلَىٰ غَيْرِهِ، وَيَكُونُ زَادُهُ طَيِّبًا، قَـالَ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾.*
*■ وَيَجْتَهِدُ فِي تَحصِيلِ رَفِيقٍ صَالِحٍ، عَـوْنًـا لَـهُ عَلَىٰ سَفَرِهِ، وَأَدَاءِ نُسُكِهِ؛ يَهْدِيهِ إِذَا ضَلَّ، وَيُذَكِّرُهُ إِذَا نَسِيَ.*
*■ وَيَجِبُ تَصْحِيحُ الـنِّــيَّـةِ: بِـأَنْ يُـرِيـدَ بِحَجِّهِ وَجْـهَ اللهِ، وَيَسْتَعْمِلَ الـرِّفْـقَ وَحُـسْـنَ الـخُـلُـقِ، وَيَجْتَنِبُ المَخَاصَمَةَ وَمُضَايَقَةَ النَّاسِ فِي الطُّرُقِ، وَيَصُونُ لِسَانَهُ عَنِ الشَّتْمِ وَالغِيبَةِ، وَجَمِيعِ مَا لَا يَـرْضَـاهُ اللهُ وَرَسُـولُـهُ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٧ - ٣١٨ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٦ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَـــابٌ*
*فِي فَضْلِ الـحَـجِّ وَالِاسْتِعْـدَادِ لَـهُ*
*■ الـحَـجُّ فِيهِ فَضْلٌ عَـظِيمٌ، وَثَوابٌ جَـزِيلٌ:*
*رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَـنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَـرْفُـوعًــا:«تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةَ».*
*وَفِي الصَّحِيحِ عَـنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَالَتْ: نَـرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَـلَا نُـجَـاهِـدُ؟ قَـالَ:«لَكِـنَّ أَحْسَنَ الجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ؛ حَـجٌّ مَبْـرُورٌ».*
*وَالـحَـجُّ الـمَـبْـرُورُ: هُـوَ الَّـذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنَ الإِثْمِ، وَقَدْ كَمُلَتْ أَحْكَامُهُ، فَوَقَعَ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ، وَقِيلَ: هُـوَ الـمُـتَـقَـبَّـلُ.*
*■ فَـإِذَا اسْـتَـقَـرَّ عَـزْمُـهُ عَلَى الـحَـجِّ:*
*فَلْيَتُبْ مِنْ جَمِيعِ المَعَاصِي، وَيَخْرُجْ مِنَ المَظَالِمِ بِـرَدِّهَـا إِلَىٰ أَهْلِهَا، وَيَرُدَّ الوَدَائِعَ وَالعَوَارِيَ وَالدِّيُونَ الَّتِي عِنْدَهُ لِلنَّاسِ، وَيَسْتَحِـلَّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ظُلَامَةٌ، وَيَكْتُبْ وَصِيَّتَهُ، وَلْيُوَكِّلْ مَنْ يَقْضِي مَا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ قَضَائِهِ مِنَ الحُقُوقِ الَّتِي عَلَيْهِ، وَيُؤَمِّنْ لِأَوْلَادِهِ وَمَنْ تَحتَ يَدِهِ مَا يَكْفِيهِمْ مِنَ النَّفَقَةِ إِلَىٰ حِينِ رُجُوعِهِ.*
*■ وَيَحرِصُ أَنْ تَكُونَ نَفَقَتُهُ حَـلَالًا، وَيَأْخُذُ مِنَ الـزَّادِ وَالنَّفَقَةِ مَا يَكْفِيهِ؛ لِيَسْتَغْنِـيَ عَنِ الحَاجَةِ إِلَىٰ غَيْرِهِ، وَيَكُونُ زَادُهُ طَيِّبًا، قَـالَ تَعَالَىٰ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾.*
*■ وَيَجْتَهِدُ فِي تَحصِيلِ رَفِيقٍ صَالِحٍ، عَـوْنًـا لَـهُ عَلَىٰ سَفَرِهِ، وَأَدَاءِ نُسُكِهِ؛ يَهْدِيهِ إِذَا ضَلَّ، وَيُذَكِّرُهُ إِذَا نَسِيَ.*
*■ وَيَجِبُ تَصْحِيحُ الـنِّــيَّـةِ: بِـأَنْ يُـرِيـدَ بِحَجِّهِ وَجْـهَ اللهِ، وَيَسْتَعْمِلَ الـرِّفْـقَ وَحُـسْـنَ الـخُـلُـقِ، وَيَجْتَنِبُ المَخَاصَمَةَ وَمُضَايَقَةَ النَّاسِ فِي الطُّرُقِ، وَيَصُونُ لِسَانَهُ عَنِ الشَّتْمِ وَالغِيبَةِ، وَجَمِيعِ مَا لَا يَـرْضَـاهُ اللهُ وَرَسُـولُـهُ.*
________
[ جــ: ١ صــ: ٣١٧ - ٣١٨ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٧ }
[٢٣] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاس وأنس بن مالك رَضِي الله عنْهُم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : « لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِياً مِنْ ذَهَبِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وادِيانِ ، وَلَنْ يَمْلأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوب اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ » مُتَّفَقٌ عَليْهِ .صحيح: أخرجه البخاري (٦٤٨٣/١١)ومسلم (١٠٤٩)من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه مسلم(١٠٤٩)من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
[٢٤]وَعَنْ أبي هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : « يَضْحكُ اللَّهُ سبْحَانُه وتَعَالَى إِلَى رَجُلَيْنِ يقْتُلُ أحدُهُمَا الآخَرَ يدْخُلاَنِ الجَنَّة ، يُقَاتِلُ هَذَا في سبيلِ اللَّهِ فيُقْتل ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيسْلِمُ فيستشهدُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .[صحيح أخرجه البخاري (٢٨٢٦)ومسلم (١٨٩٠).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{الشرح}
«هذان الحديثان في بيان التوبة وأن من تاب تاب الله عليه مهما عظم ذنبه لأن الله تعالى قال في كتابه:«وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا»[الفرقان: ٧٠:٦٨]
فالحديث الأول: عَنِ ابْنِ عَبَّاس ومعناه أن ابن آدم لن يشبع من المال ولو كان له واد واحد«لابتغي» أي: طلب: أن يكون له واديان ولا يملأ جوفه إلا التراب وذلك إذا مات ودفن وترك الدنيا وما فيها حينئذ يقتنع،لأنها فاتته ولكن مع ذلك حث الرسول ﷺ على التوبة، لأن الغالب أن الذي يكون عنده طمع في المال أنه لا يحترز من الأشياء المحرمة من الكسب المحرم. ولكن دواء ذلك بالتوبة إلى الله. ولذلك قال:«ويتوب الله على من تاب» فمن تاب من سيئاته ولو كانت هذه السيئات مما يتعلق بالمال فإن الله يتوب عليه.
وأما الحديث الثاني: فهو عن أبي هريرة أن الرسول ﷺ قال:«يَضْحكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ ٠٠٠»الحديث وسبب ضحك الله أنه كان بينهما تمام العداوة في الدنيا حتى أن أحدهما قتل الأخر فقلب الله هذه العداوة التي في قلب كل واحد منهما وأزال ما في نفوسهما من الغل لأن أهل الجنة يطهرون من الغل والحقد كما قال الله في وصفهم{ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} وقال قبلها:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}[الحجر: ٤٧]•
فهذا وجه العجب من هذين الرجلين.
ففيه دليل: على أن الكافر إذا تاب من كفره ولو كان قد قتل أحداً من المسلمين فإن الله تعالى يتوب عليه لأن الإسلام يهدم ما قبله•
[ص ٧٤:٧٣]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٧ }
[٢٣] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاس وأنس بن مالك رَضِي الله عنْهُم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : « لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ وَادِياً مِنْ ذَهَبِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وادِيانِ ، وَلَنْ يَمْلأَ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوب اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ » مُتَّفَقٌ عَليْهِ .صحيح: أخرجه البخاري (٦٤٨٣/١١)ومسلم (١٠٤٩)من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه مسلم(١٠٤٩)من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
[٢٤]وَعَنْ أبي هريرة رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : « يَضْحكُ اللَّهُ سبْحَانُه وتَعَالَى إِلَى رَجُلَيْنِ يقْتُلُ أحدُهُمَا الآخَرَ يدْخُلاَنِ الجَنَّة ، يُقَاتِلُ هَذَا في سبيلِ اللَّهِ فيُقْتل ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيسْلِمُ فيستشهدُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .[صحيح أخرجه البخاري (٢٨٢٦)ومسلم (١٨٩٠).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{الشرح}
«هذان الحديثان في بيان التوبة وأن من تاب تاب الله عليه مهما عظم ذنبه لأن الله تعالى قال في كتابه:«وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا»[الفرقان: ٧٠:٦٨]
فالحديث الأول: عَنِ ابْنِ عَبَّاس ومعناه أن ابن آدم لن يشبع من المال ولو كان له واد واحد«لابتغي» أي: طلب: أن يكون له واديان ولا يملأ جوفه إلا التراب وذلك إذا مات ودفن وترك الدنيا وما فيها حينئذ يقتنع،لأنها فاتته ولكن مع ذلك حث الرسول ﷺ على التوبة، لأن الغالب أن الذي يكون عنده طمع في المال أنه لا يحترز من الأشياء المحرمة من الكسب المحرم. ولكن دواء ذلك بالتوبة إلى الله. ولذلك قال:«ويتوب الله على من تاب» فمن تاب من سيئاته ولو كانت هذه السيئات مما يتعلق بالمال فإن الله يتوب عليه.
وأما الحديث الثاني: فهو عن أبي هريرة أن الرسول ﷺ قال:«يَضْحكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ ٠٠٠»الحديث وسبب ضحك الله أنه كان بينهما تمام العداوة في الدنيا حتى أن أحدهما قتل الأخر فقلب الله هذه العداوة التي في قلب كل واحد منهما وأزال ما في نفوسهما من الغل لأن أهل الجنة يطهرون من الغل والحقد كما قال الله في وصفهم{ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} وقال قبلها:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}[الحجر: ٤٧]•
فهذا وجه العجب من هذين الرجلين.
ففيه دليل: على أن الكافر إذا تاب من كفره ولو كان قد قتل أحداً من المسلمين فإن الله تعالى يتوب عليه لأن الإسلام يهدم ما قبله•
[ص ٧٤:٧٣]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👍1
«﷽»
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله، قدم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٥ }
{٤٩- ٥٧}{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
هذا شروع في تعداد نعمه على بني إسرائيل على وجه التفصيل فقال : { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ } أي : من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك { يَسُومُونَكُمْ } أي : يولونهم ويستعملونهم ، { سُوءَ الْعَذَابِ } أي : أشده بأن كانوا { يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } خشية نموكم ، { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } أي : فلا يقتلونهن ، فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة ، مستحيي على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة . فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقرأعينهم.
{ وَفِي ذَلِكم } أي : الإنجاء { بَلَاءٌ } أي : إحسان { مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره . ثم ذكر منته عليهم بوعده لموسى أربعين ليلة لينزل عليه التوراة المتضمنة للنعم العظيمة والمصالح العميمة، ثم إنهم لم يصبروا قبل استكمال الميعاد حتى عبدوا العجل من بعده، أي: ذهابه.{ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } عالمون بظلمكم ، قد قامت عليكم الحجة ، فهو أعظم جرما وأكبر إثما . ثم إنه أمركم بالتوبةعلى لسان نبيه موسى بأن يقتل بعضكم بعضا،فعفا الله عنكم بسبب ذلك { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } الله .
[ص: ٤٥] نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله، قدم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٥ }
{٤٩- ٥٧}{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
هذا شروع في تعداد نعمه على بني إسرائيل على وجه التفصيل فقال : { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ } أي : من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك { يَسُومُونَكُمْ } أي : يولونهم ويستعملونهم ، { سُوءَ الْعَذَابِ } أي : أشده بأن كانوا { يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } خشية نموكم ، { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } أي : فلا يقتلونهن ، فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة ، مستحيي على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة . فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقرأعينهم.
{ وَفِي ذَلِكم } أي : الإنجاء { بَلَاءٌ } أي : إحسان { مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره . ثم ذكر منته عليهم بوعده لموسى أربعين ليلة لينزل عليه التوراة المتضمنة للنعم العظيمة والمصالح العميمة، ثم إنهم لم يصبروا قبل استكمال الميعاد حتى عبدوا العجل من بعده، أي: ذهابه.{ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } عالمون بظلمكم ، قد قامت عليكم الحجة ، فهو أعظم جرما وأكبر إثما . ثم إنه أمركم بالتوبةعلى لسان نبيه موسى بأن يقتل بعضكم بعضا،فعفا الله عنكم بسبب ذلك { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } الله .
[ص: ٤٥] نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽»
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله، قدم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٦ }
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله ، { فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ } إما الموت أو الغشية العظيمة ، { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } وقوع ذلك ، كل ينظر إلى صاحبه .{ ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ }ثم ذكر نعمته عليكم في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعة الأرزاق ، فقال : { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ } وهو اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب ، ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك .
{ وَالسَّلْوَى } طائر صغير يقال له السماني ، طيب اللحم ، فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي : رزقا لا يحصل نظيره لأهل المدن المترفهين ، فلم يشكروا هذه النعم ، واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب .
{ وَمَا ظَلَمُونَا } يعني بتلك الأفعال المخالفة لأوامرنا لأن الله لا تضره معصية العاصين ، كما لا تنفعه طاعات الطائعين ، { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } فيعود ضرره عليهم .[ص٤٦:٤٥]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله، قدم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ١٣٧٦ه}
{العدد ٣٦ }
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله ، { فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ } إما الموت أو الغشية العظيمة ، { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } وقوع ذلك ، كل ينظر إلى صاحبه .{ ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ }ثم ذكر نعمته عليكم في التيه والبرية الخالية من الظلال وسعة الأرزاق ، فقال : { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ } وهو اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب ، ومنه الزنجبيل والكمأة والخبز وغير ذلك .
{ وَالسَّلْوَى } طائر صغير يقال له السماني ، طيب اللحم ، فكان ينزل عليهم من المن والسلوى ما يكفيهم ويقيتهم { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي : رزقا لا يحصل نظيره لأهل المدن المترفهين ، فلم يشكروا هذه النعم ، واستمروا على قساوة القلوب وكثرة الذنوب .
{ وَمَا ظَلَمُونَا } يعني بتلك الأفعال المخالفة لأوامرنا لأن الله لا تضره معصية العاصين ، كما لا تنفعه طاعات الطائعين ، { وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } فيعود ضرره عليهم .[ص٤٦:٤٥]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٩ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالِاغْـتِـسَـالُ وَالـتَّـطَـيُّـبُ وَنَـحْـوُهُـمَـا إِنَّـمَـا هِـيَ سُـنَـنٌ،* وَبِـإِمْـكَـانِ الـمُـسْـلِـمِ أَنْ يَفْعَلَهَا قَبْلَ رُكُوبِ الطَّائِرَةِ، وَإِنْ أَحْـرَمَ بِدُونِهَا فَـلَا بَـأْسَ، فَيَنْوِي الإِحْـرَامَ، وَيُلَبِّي وَهُـوَ عَلَىٰ مَـقْـعَـدِهِ فِي الطَّائِرَةِ إِذَا حَـاذَى المِيقَاتَ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، وَيَعْرِفُ ذَلِكَ بِسُؤَالِ المَلَّاحِينَ وَالتَّحَرِّي وَالتَّقْدِير، فَـإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَدَّىٰ مَا يَسْتَطِيعُ، *لَكِنْ إِذَا تَسَاهَلَ وَلَمْ يُبَالِ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ وَتَـرَكَ الوَاجِبَ مِنْ غَيْرِ عُـذْرٍ؛ وَهَــذَا يُـنْـقِـصُ حَـجَّـهُ وَعُـمْـرَتَـهُ.*
*■ وَيَجِبُ علىٰ مَنْ تَـعَـدَّى المِيقَاتَ بِـدُونِ إِحْـرَامٍ: أَنْ يَـرْجِـعَ إليهِ وَيُحْرِمَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ وَاجِبٌ يُمْكِنُهُ تَـدَارُكُـهُ؛ فَـلَا يَجُوزُ تَـرْكُـهُ، فَإِنْ لَمْ يَرجِعْ، فَـأَحْـرَمَ مِنْ دُونِهِ من جُـدَّةَ أَوْ غَيرِهَا؛ فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ؛ بِـأَنْ يَـذْبَـحَ شَـاةً، أَوْ يَـأْخُـذَ سُـبُـعَ بدَنَةٍ، أَوْ سُـبُـعَ بَقَرَةٍ، وَيُوزِّعَ ذلكَ على مَسَاكِينِ الحَرَمِ، وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئًا.*
*■ فَـيَـجِــبُ عَـلَـى الــمُــسْـلِــمِ:*
*أَنْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ دِينِهِ؛ بِأَنْ يُؤَدِّيَ كُـلَّ عِبَادَةٍ على الوَجْهِ المَشْرُوعِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الإِحْـرَامُ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المَكَانِ الَّـذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَيَتَقَيَّدُ بِهِ المُسْلِمُ، وَلَا يَتَعَدَّاهُ غَيْرَ مُحْرِمٍ.*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢١ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٩ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالِاغْـتِـسَـالُ وَالـتَّـطَـيُّـبُ وَنَـحْـوُهُـمَـا إِنَّـمَـا هِـيَ سُـنَـنٌ،* وَبِـإِمْـكَـانِ الـمُـسْـلِـمِ أَنْ يَفْعَلَهَا قَبْلَ رُكُوبِ الطَّائِرَةِ، وَإِنْ أَحْـرَمَ بِدُونِهَا فَـلَا بَـأْسَ، فَيَنْوِي الإِحْـرَامَ، وَيُلَبِّي وَهُـوَ عَلَىٰ مَـقْـعَـدِهِ فِي الطَّائِرَةِ إِذَا حَـاذَى المِيقَاتَ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، وَيَعْرِفُ ذَلِكَ بِسُؤَالِ المَلَّاحِينَ وَالتَّحَرِّي وَالتَّقْدِير، فَـإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَدَّىٰ مَا يَسْتَطِيعُ، *لَكِنْ إِذَا تَسَاهَلَ وَلَمْ يُبَالِ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ وَتَـرَكَ الوَاجِبَ مِنْ غَيْرِ عُـذْرٍ؛ وَهَــذَا يُـنْـقِـصُ حَـجَّـهُ وَعُـمْـرَتَـهُ.*
*■ وَيَجِبُ علىٰ مَنْ تَـعَـدَّى المِيقَاتَ بِـدُونِ إِحْـرَامٍ: أَنْ يَـرْجِـعَ إليهِ وَيُحْرِمَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ وَاجِبٌ يُمْكِنُهُ تَـدَارُكُـهُ؛ فَـلَا يَجُوزُ تَـرْكُـهُ، فَإِنْ لَمْ يَرجِعْ، فَـأَحْـرَمَ مِنْ دُونِهِ من جُـدَّةَ أَوْ غَيرِهَا؛ فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ؛ بِـأَنْ يَـذْبَـحَ شَـاةً، أَوْ يَـأْخُـذَ سُـبُـعَ بدَنَةٍ، أَوْ سُـبُـعَ بَقَرَةٍ، وَيُوزِّعَ ذلكَ على مَسَاكِينِ الحَرَمِ، وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئًا.*
*■ فَـيَـجِــبُ عَـلَـى الــمُــسْـلِــمِ:*
*أَنْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ دِينِهِ؛ بِأَنْ يُؤَدِّيَ كُـلَّ عِبَادَةٍ على الوَجْهِ المَشْرُوعِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الإِحْـرَامُ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المَكَانِ الَّـذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَيَتَقَيَّدُ بِهِ المُسْلِمُ، وَلَا يَتَعَدَّاهُ غَيْرَ مُحْرِمٍ.*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢١ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٠ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَــــابٌ*
*فِـي كَـيْـفِـيَّـةِ الإِحْـــرَامِ*
*■ أَوَّلُ مَنَاسِكِ الـحَـجِّ: هُـوَ الإِحْـرَامُ، وَهُـوَ: نِـيَّـةُ الـدُّخُـولِ فِي النُّسُكِ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ المُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بِنِيَّتِهِ مَـا كَـانَ مُـبَـاحًـا لَـهُ قَـبْـلَ الإِحْـرَامِ، مِنَ النِّكَاحِ وَالطِّيبِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ وَأَشْيَاءَ مِـنَ اللِّـبَـاسِ.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ قَصْدِ الحَجِّ وَنِيَّتِهِ؛ فَإِنَّ القَصْدَ مَا زَالَ فِي القَلْبِ مُنْذُ خَرَجَ مِنْ بَلَدِهِ، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَصِيرُ بِهِ مُحْرِمًا) انْتَهَىٰ.*
*■ وَقَبْلَ الإِحْرَامِ يُسْتَحَبُّ التَّهَيُّؤُ لَـهُ بِفِعْلِ أَشْيَاءَ يَسْتَقْبِلُ بِهَا تِلْكَ العِبَادَةَ العَـظِيمَةَ، وَهِيَ: أَوَّلًا: الِاغْتِسَالُ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ؛* فَإِنَّهُ ﷺ اغْتَسَلَ لِإِحْـرَامِـهِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعَـمُّ وَأَبْـلَـغُ فِـي التَّنْظِيفِ وَإِزَالَـةِ الـرَّائِحَةِ، وَالِاغْتِسَالُ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَطْلُوبٌ، حَتَّىٰ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ أَسْمَاءَ بَنْتَ عُمَيْسٍ - وَهِيَ نُفَسَاءُ - أَنْ تَغْتَسِلَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَمَـرَ ﷺ عَائِشَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ لِلْإِحْـرَامِ بِالـحَــجِّ وَهِيَ حَائِضٌ.
*وَالحِكْمَةُ فِي هَـذَا الِاغْتِسَالِ، هِيَ: التَّنْظِيفُ وَقَطْعُ الرَّائِحَةِ الكَرِيهَةِ، وَتَخْفِيفُ الحَدَثِ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.*
*ثَـانِـيًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: التَّنْظِيفُ،* بِأَخْذِ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ مِنَ الشَّعرِ؛ كَشَعرِ الشَّارِبِ وَالإِبطِ وَالعَانَةِ؛ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ؛ لِئَلَّا يَحْتَاجَ إِلَىٰ أَخْذِهِ فِي إِحْـرَامِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَىٰ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لَمْ يَأْخُذْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفْعَلُ عِنْدَ الحَاجَةِ، *وَلَيْسَ هُـوَ مِـنْ خَصَائِصِ الإِحْـرَامِ، لَكِـنَّـهُ مَـشْـرُوعٌ بِحَسَبِ الـحَـاجَـةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢٢ - ٣٢٣ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٠ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَــــابٌ*
*فِـي كَـيْـفِـيَّـةِ الإِحْـــرَامِ*
*■ أَوَّلُ مَنَاسِكِ الـحَـجِّ: هُـوَ الإِحْـرَامُ، وَهُـوَ: نِـيَّـةُ الـدُّخُـولِ فِي النُّسُكِ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ المُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بِنِيَّتِهِ مَـا كَـانَ مُـبَـاحًـا لَـهُ قَـبْـلَ الإِحْـرَامِ، مِنَ النِّكَاحِ وَالطِّيبِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ وَأَشْيَاءَ مِـنَ اللِّـبَـاسِ.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ قَصْدِ الحَجِّ وَنِيَّتِهِ؛ فَإِنَّ القَصْدَ مَا زَالَ فِي القَلْبِ مُنْذُ خَرَجَ مِنْ بَلَدِهِ، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَصِيرُ بِهِ مُحْرِمًا) انْتَهَىٰ.*
*■ وَقَبْلَ الإِحْرَامِ يُسْتَحَبُّ التَّهَيُّؤُ لَـهُ بِفِعْلِ أَشْيَاءَ يَسْتَقْبِلُ بِهَا تِلْكَ العِبَادَةَ العَـظِيمَةَ، وَهِيَ: أَوَّلًا: الِاغْتِسَالُ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ؛* فَإِنَّهُ ﷺ اغْتَسَلَ لِإِحْـرَامِـهِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعَـمُّ وَأَبْـلَـغُ فِـي التَّنْظِيفِ وَإِزَالَـةِ الـرَّائِحَةِ، وَالِاغْتِسَالُ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَطْلُوبٌ، حَتَّىٰ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ أَسْمَاءَ بَنْتَ عُمَيْسٍ - وَهِيَ نُفَسَاءُ - أَنْ تَغْتَسِلَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَمَـرَ ﷺ عَائِشَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ لِلْإِحْـرَامِ بِالـحَــجِّ وَهِيَ حَائِضٌ.
*وَالحِكْمَةُ فِي هَـذَا الِاغْتِسَالِ، هِيَ: التَّنْظِيفُ وَقَطْعُ الرَّائِحَةِ الكَرِيهَةِ، وَتَخْفِيفُ الحَدَثِ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.*
*ثَـانِـيًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: التَّنْظِيفُ،* بِأَخْذِ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ مِنَ الشَّعرِ؛ كَشَعرِ الشَّارِبِ وَالإِبطِ وَالعَانَةِ؛ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ؛ لِئَلَّا يَحْتَاجَ إِلَىٰ أَخْذِهِ فِي إِحْـرَامِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَىٰ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لَمْ يَأْخُذْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفْعَلُ عِنْدَ الحَاجَةِ، *وَلَيْسَ هُـوَ مِـنْ خَصَائِصِ الإِحْـرَامِ، لَكِـنَّـهُ مَـشْـرُوعٌ بِحَسَبِ الـحَـاجَـةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢٢ - ٣٢٣ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٨ }
{باب الصبر}
قال اللَّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُو } .[آل عمران: ٢٠٠]٠
وقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٥]٠
وقال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠]٠
وقال تعالى:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى: ٤٣]٠
وقال تعالى:{ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٣]٠
وقال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[محمد: ٣١]، والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة
{الشرح}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصبر لغة: الحبس.
وشرعا: حبس النفس على ثلاثة أمور:
الأول: طاعة الله، الثاني: عن محارم الله، الثالث: على أقدار الله المؤلمة.
هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم. الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضاً يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج.
المهم أن الطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}[آل عمران: ٢٠٠].
الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه، مثل الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره والزنى وشرب الخمر والسرقة وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها وهذا يحتاج إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى.
أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة. الملائمة: تحتاج إلى الشكر، والشكر من الطاعات فالصبر عليه من النوع الأول. ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان، فيبتلى الإنسان في بدنه يبتلى في ماله- يفقده-يبتلى في أهله ويبتلى في مجتمعه، المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة، فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح، لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات: الحالة الأولى: أن يتسخط٠والحال الثانية: أن يصبر٠والحال الثالثة: أن يرضى٠والحال الرابعة: أن يشكر. هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة٠أما الحالة الأولى: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه. التسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة. وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، ياويلاه ياثبوراه، وأن يسب الدهر فيؤذى الله عز وجل وما أشبهه. التسخط بالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره أو يشق ثوبه وما أشبه هذا٠هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم، فصار عندهم مصيبتان مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم مما يؤلمهم. أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه، هو يكره المصيبة ولا يحبها ولا يحب أنها وقعت لكن يصبر نفسه لا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله ولا يكون في قلبه على الله شيء أبداً، صابر لكنه كاره لها. والحال الثالثة: الرضى بأن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاء تاما وكأنه لم يصب منها. والحال الرابعة: الشكر فيشكر الله عليها وكان الرسول ﷺ إذا رأى ما يكره قال الحمدلله على كل حال. فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه٠
ولهذا يذكر عن بعض العابدات إنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه؟! قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والله الموفق.[ص٧٦:٧٥:٧٤]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٨ }
{باب الصبر}
قال اللَّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُو } .[آل عمران: ٢٠٠]٠
وقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٥]٠
وقال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠]٠
وقال تعالى:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى: ٤٣]٠
وقال تعالى:{ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٣]٠
وقال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[محمد: ٣١]، والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة
{الشرح}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصبر لغة: الحبس.
وشرعا: حبس النفس على ثلاثة أمور:
الأول: طاعة الله، الثاني: عن محارم الله، الثالث: على أقدار الله المؤلمة.
هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم. الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضاً يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج.
المهم أن الطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}[آل عمران: ٢٠٠].
الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه، مثل الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره والزنى وشرب الخمر والسرقة وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها وهذا يحتاج إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى.
أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة. الملائمة: تحتاج إلى الشكر، والشكر من الطاعات فالصبر عليه من النوع الأول. ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان، فيبتلى الإنسان في بدنه يبتلى في ماله- يفقده-يبتلى في أهله ويبتلى في مجتمعه، المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة، فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح، لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات: الحالة الأولى: أن يتسخط٠والحال الثانية: أن يصبر٠والحال الثالثة: أن يرضى٠والحال الرابعة: أن يشكر. هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة٠أما الحالة الأولى: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه. التسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة. وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، ياويلاه ياثبوراه، وأن يسب الدهر فيؤذى الله عز وجل وما أشبهه. التسخط بالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره أو يشق ثوبه وما أشبه هذا٠هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم، فصار عندهم مصيبتان مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم مما يؤلمهم. أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه، هو يكره المصيبة ولا يحبها ولا يحب أنها وقعت لكن يصبر نفسه لا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله ولا يكون في قلبه على الله شيء أبداً، صابر لكنه كاره لها. والحال الثالثة: الرضى بأن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاء تاما وكأنه لم يصب منها. والحال الرابعة: الشكر فيشكر الله عليها وكان الرسول ﷺ إذا رأى ما يكره قال الحمدلله على كل حال. فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه٠
ولهذا يذكر عن بعض العابدات إنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه؟! قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والله الموفق.[ص٧٦:٧٥:٧٤]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٩ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالِاغْـتِـسَـالُ وَالـتَّـطَـيُّـبُ وَنَـحْـوُهُـمَـا إِنَّـمَـا هِـيَ سُـنَـنٌ،* وَبِـإِمْـكَـانِ الـمُـسْـلِـمِ أَنْ يَفْعَلَهَا قَبْلَ رُكُوبِ الطَّائِرَةِ، وَإِنْ أَحْـرَمَ بِدُونِهَا فَـلَا بَـأْسَ، فَيَنْوِي الإِحْـرَامَ، وَيُلَبِّي وَهُـوَ عَلَىٰ مَـقْـعَـدِهِ فِي الطَّائِرَةِ إِذَا حَـاذَى المِيقَاتَ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، وَيَعْرِفُ ذَلِكَ بِسُؤَالِ المَلَّاحِينَ وَالتَّحَرِّي وَالتَّقْدِير، فَـإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَدَّىٰ مَا يَسْتَطِيعُ، *لَكِنْ إِذَا تَسَاهَلَ وَلَمْ يُبَالِ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ وَتَـرَكَ الوَاجِبَ مِنْ غَيْرِ عُـذْرٍ؛ وَهَــذَا يُـنْـقِـصُ حَـجَّـهُ وَعُـمْـرَتَـهُ.*
*■ وَيَجِبُ علىٰ مَنْ تَـعَـدَّى المِيقَاتَ بِـدُونِ إِحْـرَامٍ: أَنْ يَـرْجِـعَ إليهِ وَيُحْرِمَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ وَاجِبٌ يُمْكِنُهُ تَـدَارُكُـهُ؛ فَـلَا يَجُوزُ تَـرْكُـهُ، فَإِنْ لَمْ يَرجِعْ، فَـأَحْـرَمَ مِنْ دُونِهِ من جُـدَّةَ أَوْ غَيرِهَا؛ فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ؛ بِـأَنْ يَـذْبَـحَ شَـاةً، أَوْ يَـأْخُـذَ سُـبُـعَ بدَنَةٍ، أَوْ سُـبُـعَ بَقَرَةٍ، وَيُوزِّعَ ذلكَ على مَسَاكِينِ الحَرَمِ، وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئًا.*
*■ فَـيَـجِــبُ عَـلَـى الــمُــسْـلِــمِ:*
*أَنْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ دِينِهِ؛ بِأَنْ يُؤَدِّيَ كُـلَّ عِبَادَةٍ على الوَجْهِ المَشْرُوعِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الإِحْـرَامُ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المَكَانِ الَّـذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَيَتَقَيَّدُ بِهِ المُسْلِمُ، وَلَا يَتَعَدَّاهُ غَيْرَ مُحْرِمٍ.*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢١ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٩ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:
*■ وَالِاغْـتِـسَـالُ وَالـتَّـطَـيُّـبُ وَنَـحْـوُهُـمَـا إِنَّـمَـا هِـيَ سُـنَـنٌ،* وَبِـإِمْـكَـانِ الـمُـسْـلِـمِ أَنْ يَفْعَلَهَا قَبْلَ رُكُوبِ الطَّائِرَةِ، وَإِنْ أَحْـرَمَ بِدُونِهَا فَـلَا بَـأْسَ، فَيَنْوِي الإِحْـرَامَ، وَيُلَبِّي وَهُـوَ عَلَىٰ مَـقْـعَـدِهِ فِي الطَّائِرَةِ إِذَا حَـاذَى المِيقَاتَ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، وَيَعْرِفُ ذَلِكَ بِسُؤَالِ المَلَّاحِينَ وَالتَّحَرِّي وَالتَّقْدِير، فَـإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَدَّىٰ مَا يَسْتَطِيعُ، *لَكِنْ إِذَا تَسَاهَلَ وَلَمْ يُبَالِ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ وَتَـرَكَ الوَاجِبَ مِنْ غَيْرِ عُـذْرٍ؛ وَهَــذَا يُـنْـقِـصُ حَـجَّـهُ وَعُـمْـرَتَـهُ.*
*■ وَيَجِبُ علىٰ مَنْ تَـعَـدَّى المِيقَاتَ بِـدُونِ إِحْـرَامٍ: أَنْ يَـرْجِـعَ إليهِ وَيُحْرِمَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ وَاجِبٌ يُمْكِنُهُ تَـدَارُكُـهُ؛ فَـلَا يَجُوزُ تَـرْكُـهُ، فَإِنْ لَمْ يَرجِعْ، فَـأَحْـرَمَ مِنْ دُونِهِ من جُـدَّةَ أَوْ غَيرِهَا؛ فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ؛ بِـأَنْ يَـذْبَـحَ شَـاةً، أَوْ يَـأْخُـذَ سُـبُـعَ بدَنَةٍ، أَوْ سُـبُـعَ بَقَرَةٍ، وَيُوزِّعَ ذلكَ على مَسَاكِينِ الحَرَمِ، وَلَا يَأْكُل مِنْهُ شَيْئًا.*
*■ فَـيَـجِــبُ عَـلَـى الــمُــسْـلِــمِ:*
*أَنْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ دِينِهِ؛ بِأَنْ يُؤَدِّيَ كُـلَّ عِبَادَةٍ على الوَجْهِ المَشْرُوعِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الإِحْـرَامُ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المَكَانِ الَّـذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَيَتَقَيَّدُ بِهِ المُسْلِمُ، وَلَا يَتَعَدَّاهُ غَيْرَ مُحْرِمٍ.*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢١ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٠ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَــــابٌ*
*فِـي كَـيْـفِـيَّـةِ الإِحْـــرَامِ*
*■ أَوَّلُ مَنَاسِكِ الـحَـجِّ: هُـوَ الإِحْـرَامُ، وَهُـوَ: نِـيَّـةُ الـدُّخُـولِ فِي النُّسُكِ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ المُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بِنِيَّتِهِ مَـا كَـانَ مُـبَـاحًـا لَـهُ قَـبْـلَ الإِحْـرَامِ، مِنَ النِّكَاحِ وَالطِّيبِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ وَأَشْيَاءَ مِـنَ اللِّـبَـاسِ.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ قَصْدِ الحَجِّ وَنِيَّتِهِ؛ فَإِنَّ القَصْدَ مَا زَالَ فِي القَلْبِ مُنْذُ خَرَجَ مِنْ بَلَدِهِ، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَصِيرُ بِهِ مُحْرِمًا) انْتَهَىٰ.*
*■ وَقَبْلَ الإِحْرَامِ يُسْتَحَبُّ التَّهَيُّؤُ لَـهُ بِفِعْلِ أَشْيَاءَ يَسْتَقْبِلُ بِهَا تِلْكَ العِبَادَةَ العَـظِيمَةَ، وَهِيَ: أَوَّلًا: الِاغْتِسَالُ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ؛* فَإِنَّهُ ﷺ اغْتَسَلَ لِإِحْـرَامِـهِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعَـمُّ وَأَبْـلَـغُ فِـي التَّنْظِيفِ وَإِزَالَـةِ الـرَّائِحَةِ، وَالِاغْتِسَالُ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَطْلُوبٌ، حَتَّىٰ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ أَسْمَاءَ بَنْتَ عُمَيْسٍ - وَهِيَ نُفَسَاءُ - أَنْ تَغْتَسِلَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَمَـرَ ﷺ عَائِشَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ لِلْإِحْـرَامِ بِالـحَــجِّ وَهِيَ حَائِضٌ.
*وَالحِكْمَةُ فِي هَـذَا الِاغْتِسَالِ، هِيَ: التَّنْظِيفُ وَقَطْعُ الرَّائِحَةِ الكَرِيهَةِ، وَتَخْفِيفُ الحَدَثِ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.*
*ثَـانِـيًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: التَّنْظِيفُ،* بِأَخْذِ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ مِنَ الشَّعرِ؛ كَشَعرِ الشَّارِبِ وَالإِبطِ وَالعَانَةِ؛ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ؛ لِئَلَّا يَحْتَاجَ إِلَىٰ أَخْذِهِ فِي إِحْـرَامِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَىٰ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لَمْ يَأْخُذْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفْعَلُ عِنْدَ الحَاجَةِ، *وَلَيْسَ هُـوَ مِـنْ خَصَائِصِ الإِحْـرَامِ، لَكِـنَّـهُ مَـشْـرُوعٌ بِحَسَبِ الـحَـاجَـةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢٢ - ٣٢٣ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ١٠ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:
*بَــــابٌ*
*فِـي كَـيْـفِـيَّـةِ الإِحْـــرَامِ*
*■ أَوَّلُ مَنَاسِكِ الـحَـجِّ: هُـوَ الإِحْـرَامُ، وَهُـوَ: نِـيَّـةُ الـدُّخُـولِ فِي النُّسُكِ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ المُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بِنِيَّتِهِ مَـا كَـانَ مُـبَـاحًـا لَـهُ قَـبْـلَ الإِحْـرَامِ، مِنَ النِّكَاحِ وَالطِّيبِ وَتَقْلِيمِ الأَظَافِرِ وَحَلْقِ الرَّأْسِ وَأَشْيَاءَ مِـنَ اللِّـبَـاسِ.*
*قَـالَ شَيْخُ الإِسْـلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:(لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُحْرِمًا بِمُجَرَّدِ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ قَصْدِ الحَجِّ وَنِيَّتِهِ؛ فَإِنَّ القَصْدَ مَا زَالَ فِي القَلْبِ مُنْذُ خَرَجَ مِنْ بَلَدِهِ، بَلْ لَا بُـدَّ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَصِيرُ بِهِ مُحْرِمًا) انْتَهَىٰ.*
*■ وَقَبْلَ الإِحْرَامِ يُسْتَحَبُّ التَّهَيُّؤُ لَـهُ بِفِعْلِ أَشْيَاءَ يَسْتَقْبِلُ بِهَا تِلْكَ العِبَادَةَ العَـظِيمَةَ، وَهِيَ: أَوَّلًا: الِاغْتِسَالُ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ؛* فَإِنَّهُ ﷺ اغْتَسَلَ لِإِحْـرَامِـهِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ أَعَـمُّ وَأَبْـلَـغُ فِـي التَّنْظِيفِ وَإِزَالَـةِ الـرَّائِحَةِ، وَالِاغْتِسَالُ عِنْدَ الإِحْرَامِ مَطْلُوبٌ، حَتَّىٰ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ أَسْمَاءَ بَنْتَ عُمَيْسٍ - وَهِيَ نُفَسَاءُ - أَنْ تَغْتَسِلَ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَأَمَـرَ ﷺ عَائِشَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ لِلْإِحْـرَامِ بِالـحَــجِّ وَهِيَ حَائِضٌ.
*وَالحِكْمَةُ فِي هَـذَا الِاغْتِسَالِ، هِيَ: التَّنْظِيفُ وَقَطْعُ الرَّائِحَةِ الكَرِيهَةِ، وَتَخْفِيفُ الحَدَثِ مِنَ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.*
*ثَـانِـيًـا: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ يُرِيدُ الإِحْـرَامَ: التَّنْظِيفُ،* بِأَخْذِ مَا يُشْرَعُ أَخْذُهُ مِنَ الشَّعرِ؛ كَشَعرِ الشَّارِبِ وَالإِبطِ وَالعَانَةِ؛ مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَىٰ أَخْذِهِ؛ لِئَلَّا يَحْتَاجَ إِلَىٰ أَخْذِهِ فِي إِحْـرَامِهِ فَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَىٰ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لَمْ يَأْخُذْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفْعَلُ عِنْدَ الحَاجَةِ، *وَلَيْسَ هُـوَ مِـنْ خَصَائِصِ الإِحْـرَامِ، لَكِـنَّـهُ مَـشْـرُوعٌ بِحَسَبِ الـحَـاجَـةِ.*
*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٢٢ - ٣٢٣ ].
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٨ }
{باب الصبر}
قال اللَّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُو } .[آل عمران: ٢٠٠]٠
وقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٥]٠
وقال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠]٠
وقال تعالى:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى: ٤٣]٠
وقال تعالى:{ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٣]٠
وقال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[محمد: ٣١]، والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة
{الشرح}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصبر لغة: الحبس.
وشرعا: حبس النفس على ثلاثة أمور:
الأول: طاعة الله، الثاني: عن محارم الله، الثالث: على أقدار الله المؤلمة.
هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم. الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضاً يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج.
المهم أن الطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}[آل عمران: ٢٠٠].
الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه، مثل الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره والزنى وشرب الخمر والسرقة وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها وهذا يحتاج إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى.
أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة. الملائمة: تحتاج إلى الشكر، والشكر من الطاعات فالصبر عليه من النوع الأول. ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان، فيبتلى الإنسان في بدنه يبتلى في ماله- يفقده-يبتلى في أهله ويبتلى في مجتمعه، المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة، فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح، لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات: الحالة الأولى: أن يتسخط٠والحال الثانية: أن يصبر٠والحال الثالثة: أن يرضى٠والحال الرابعة: أن يشكر. هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة٠أما الحالة الأولى: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه. التسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة. وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، ياويلاه ياثبوراه، وأن يسب الدهر فيؤذى الله عز وجل وما أشبهه. التسخط بالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره أو يشق ثوبه وما أشبه هذا٠هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم، فصار عندهم مصيبتان مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم مما يؤلمهم. أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه، هو يكره المصيبة ولا يحبها ولا يحب أنها وقعت لكن يصبر نفسه لا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله ولا يكون في قلبه على الله شيء أبداً، صابر لكنه كاره لها. والحال الثالثة: الرضى بأن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاء تاما وكأنه لم يصب منها. والحال الرابعة: الشكر فيشكر الله عليها وكان الرسول ﷺ إذا رأى ما يكره قال الحمدلله على كل حال. فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه٠
ولهذا يذكر عن بعض العابدات إنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه؟! قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والله الموفق.[ص٧٦:٧٥:٧٤]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٨ }
{باب الصبر}
قال اللَّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُو } .[آل عمران: ٢٠٠]٠
وقال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٥]٠
وقال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠]٠
وقال تعالى:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[الشورى: ٤٣]٠
وقال تعالى:{ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٣]٠
وقال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}[محمد: ٣١]، والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة معروفة
{الشرح}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصبر لغة: الحبس.
وشرعا: حبس النفس على ثلاثة أمور:
الأول: طاعة الله، الثاني: عن محارم الله، الثالث: على أقدار الله المؤلمة.
هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم. الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضاً يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج.
المهم أن الطاعات فيها شيء من المشقة على النفس والبدن فتحتاج إلى صبر وإلى معاناة قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}[آل عمران: ٢٠٠].
الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلى السوء فيصبر الإنسان نفسه، مثل الكذب والغش في المعاملات وأكل المال بالباطل بالربا أو غيره والزنى وشرب الخمر والسرقة وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها وهذا يحتاج إلى معاناة ويحتاج إلى كف النفس والهوى.
أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله عز وجل على الإنسان ملائمة ومؤلمة. الملائمة: تحتاج إلى الشكر، والشكر من الطاعات فالصبر عليه من النوع الأول. ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان، فيبتلى الإنسان في بدنه يبتلى في ماله- يفقده-يبتلى في أهله ويبتلى في مجتمعه، المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة، فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح، لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات: الحالة الأولى: أن يتسخط٠والحال الثانية: أن يصبر٠والحال الثالثة: أن يرضى٠والحال الرابعة: أن يشكر. هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة٠أما الحالة الأولى: أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه. التسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه من السخط والشره على الله والعياذ بالله وما أشبهه، ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة. وأما باللسان فأن يدعو بالويل والثبور، ياويلاه ياثبوراه، وأن يسب الدهر فيؤذى الله عز وجل وما أشبهه. التسخط بالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه أو ينتف شعره أو يشق ثوبه وما أشبه هذا٠هذا حال السخط حال الهلعين الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل الذين اكتسبوا الإثم، فصار عندهم مصيبتان مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة في الدنيا لما أتاهم مما يؤلمهم. أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه، هو يكره المصيبة ولا يحبها ولا يحب أنها وقعت لكن يصبر نفسه لا يتحدث باللسان بما يسخط الله ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله ولا يكون في قلبه على الله شيء أبداً، صابر لكنه كاره لها. والحال الثالثة: الرضى بأن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة ويرضى بها رضاء تاما وكأنه لم يصب منها. والحال الرابعة: الشكر فيشكر الله عليها وكان الرسول ﷺ إذا رأى ما يكره قال الحمدلله على كل حال. فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه٠
ولهذا يذكر عن بعض العابدات إنها أصيبت في أصبعها فحمدت الله على ذلك فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه؟! قالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والله الموفق.[ص٧٦:٧٥:٧٤]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
Telegram
صحيح السنة النبوية ٢٠١٨/٨/٢٦ إنشاء القناة🌴
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM