Telegram Web Link
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 194 ـــــــــــــــــــــــــــــ ناشرات الشعور حدادا على هذا المصاب الجلل وحزنا وإظهارا لزيادة المصاب. وليس في الأمر ولا في الرواية، بالمرة إنهن كن ناشرات الشعور أمام الرجال الأجانب. بل كن كذلك في مجتمعهن الخاص.…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 195
ـــــــــــــــــــــــــــــ

لحد الآن.
أما عدم التفاته إليه فهذا مستبعد جدا، باعتبار الدم الذي ينزف، وان لم يكن له دم كان الألم موجودا. ومن الصحيح أنه سلام الله عليه يتحمله ويصبر عليه، إلا إن ذلك لا يعني نسيانه. بحيث يستطيع أن يأكل أو يشرب كأي إنسان اعتيادي.

فإذا كان ملتفتا إلى الجرح فلماذا طلب الماء وهو يعلم سلفا باختلاطه بالدم، لأن الدم وان لم يكن ينزف بشدة ولكنه إذا شرب الماء فسوف يدخل الماء في الجرح ويحدث نزف جديد يقينا.
فهذا فيه احتمالان باطلان لإتمام الاستشكال ومحتمل ثالث صحيح للجواب عليه.

أما الاحتمالان الباطلان فهما:
الأول: أن يكون مسلم بن عقيل (ع) مستعدا لشرب الماء المختلط بالدم بالرغم من نجاسته.
وهذا باطل لأنه حرام- أولا- وينص التاريخ على تركه وإراقة الماء ثلاث مرات‏ثانيا-.

والثاني: تبذير الماء بحيث كان كلما امتلأ دما أراقه وخاصة في المرة الثالثة حيث كان من المعلوم حصول نفس النتيجة.

وهذا الاحتمال باطل أيضا لأنه وان كان تبذيرا إلا انه ليس بمحرم على مسلم بن عقيل في ذلك المورد لوجود المصلحة فيه على ما سيأتي:

ولكن لو صح أحد هذين الاحتمالين لتم الاستشكال، ولم يبق عندنا من جواب إلا الطعن بسند هذه القصة نفسها.

واحتمال كونها مكذوبة أساسا أو تأكيد ذلك.

لأننا نجل مسلم بن عقيل عن مثل هذا الإسفاف.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 196
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 196
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ولكن الاحتمال الثالث والأخير يصلح جوابا على الإشكال أساسا. وهو إننا ينبغي أن نلتفت إلى أن طلبه للماء كان في أول دخوله على عبيد الله بن زياد، فأراد أن يبرهن له عمليا وحسيا على حاله السيئة دنيويا والبلاء الحاصل عليه قبل القبض عليه وشد وثاقه.

فهو متعب جدا وعطشان جدا ومجروح جرحا بليغا.

مضافا إلى كونه أسيرا ومكتوفا. ولئن كان في شرب الماء نوع من الراحة له فهو قد أصبح بحال بحيث لا يستطيع أن يشرب الماء ليرتاح حتى بهذا المقدار.

كل هذا فهمه عبيد الله بن زياد من تنفيذ طلبه ومحاولته لشرب الماء.

بل أكثر وهو أن الجرح بليغ إلى درجة لا يؤمل معه انقطاع الدم حتى في الصبة الثالثة للماء.

وهذا الذي أشرنا إليه من أن المصلحة تقتضي وجود هذه الصبة فلا تكون تبذيرا. فقد كان طلبه بيان عملي لشرح حاله لا أكثر.

وبهذا يندفع الإشكال السابق جملة وتفصيلا.


ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 197
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 197
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#مسلم_بن_عقيل_في_الكوفة

حيث تحدثنا عن مسلم بن عقيل ويعتبر الحديث عنه حديثا عن أول قضايا الحسين (ع). تقريبا. وأود بهذه المناسبة أن أعرض عدة أفكار، اعرضها في العناوين التالية:

#الأخوة

حين أرسل الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل إلى الكوفة كتب معه كتابا يعرفه فيه لأهلها ويصفه بأنه ( (أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي والمفضل عندي)).

فهذه عدة صفات. أما كونه ابن عمه، فهو تعبير عن قرابته فعلا، لأن عليا وعقيل سلام الله عليهما أخوان شقيقان.

وهما أبوا الحسين ومسلم.

وأما كونه أخاه فهي على ما أعتقد أهم هذه الصفات على الإطلاق.

لأنه بعد أن لم يكن أخا شقيقا حقيقة ولا غير شقيق فلا بد من حمله على أحد

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 198
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 198
ـــــــــــــــــــــــــــــ
معنيين، أما المعنى المجازي أو المعنى المعنوي. ولا تنافي بينهما.

لأنه في الظاهر أخ مجازي وفي الباطن أخ معنوي.

وفي هذا الصدد ينبغي أن نلتفت إلى إن رسول الله (ص) حين آخى بين أفراد المهاجرين والأنصار وترك عليا (ع) شكى إليه علي بأنه لم يعين له أخا فقال: (جعلتك أخا لنفسي).

ومن هنا ورد تشريفه بهذا الصفة بأنه، المخصوص بالإخوة.

يعني مع رسول الله (ص) وهذه ليست أخوة مجازية بل أخوة معنوية وحقيقية على المستوى الإلهي.

ومحل الشاهد من ذلك إننا نسأل: لماذا نحمل إخوة رسول الله (ص) على الأخوة المعنوية ولا نحمل أخوة الحسين على نفس المضمون، فأما أن نحملهما معا على عالم المجاز وأما أن نحملهما معا على عالم المعنى.

ولا يحق لنا أن نحمل بعضها هكذا وبعضها هكذا.

وحيث تعين أن تكون أخوة علي (ع) لرسول الله (ص) معنوية، كذلك ينبغي أن تكون اخوة مسلم بن عقيل للحسين (ع) معنوية.

كل ما في الأمر: إن الفرق بين الأخوتين هو الفرق بين الشخصين أعني عليا ومسلما من ناحية، ورسول الله (ص) والحسين من ناحية ثانية.

فهذه الإخوة أدنى من تلك الإخوة لأنها تختلف عنها باختلاف الحسين عن رسول الله (ص) ولكنها مع ذلك شريفة وعظيمة جدا، بحيث لا تقاس معها أي إخوة أخرى في البشرية.

هذا. وأما قوله: ثقتي من أهل بيتي فهو واضح المعنى. غير إن فيه جهتين من الحديث لا بد من خوضهما:
الجهة الأولى: إن الوثاقة لا محالة تختلف، فهناك الثقة وهناك الأوثق‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 199
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 199
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وهناك الأوثق منه وهكذا. أما كلام الإمام الحسين (ع) فيدل على أن مسلم بن عقيل سلام الله عليه ثقة للإمام المعصوم (ع). وهذه أعلى أشكال الوثاقة بعد العصمة.

الجهة الثانية: انه قد يقع السؤال أن في العبارة دلالة أو إشعارا بأنه أوثق من غيره من الهاشميين (من أهل بيتي) ولا يوجد من هو في مستواه.

مع إن فيهم ممن يعدلونه في الوثاقة كالعباس بن علي وعلي بن الحسين الأكبر والقاسم بن الحسن السبط فضلا عن الإمام السجاد علي بن الحسين عليه وعليهم السلام، وهو الإمام المعصوم بعد الحسين (ع).
وجواب ذلك على مستويين:
المستوى الأول: إن قوله: ثقتي من أهل بيتي، لا دلالة فيه على إن ثقاته (ع) منحصرون فيه وان غيره ليس من ثقاته أو أدنى منه في وثاقته.

فان هذه الاستفادة وأمثالها تسمى في علم الأصول من مفهوم الوصف وهو باطل على ما هو المبرهن عليه هناك.

فإنك لو وصفت شخصا كريما لم يكن معناه إن الآخرين ليسوا كرماء أو لا يوجد كريم غيره.

وخاصة إذا فصلنا نقطة بين الصفتين: اعني (ثقتي) من ناحية و (من أهل بيتي) من ناحية أخرى.

فان هذا المعنى يكون أوضح جدا. ولا دليل على ارتباطهما من هذه الناحية.

وعلى أي حال، فلو كان ظاهر العبارة ذلك، لا بد من حرفها عن ظاهرها وتأويلها، لأن الظاهر إنما يكون حجة مع عدم قيام الدليل على بطلانه.

ومن المعلوم بالضرورة إن مثل هذا الظاهر، بعد التنزل جدلا عما قلناه، يكون غير محتمل الصحة.

هذا، وكل هذه المستويات من الكلام يمكن أن نقولها في الصفة الأخرى، وهي قوله: والمفضل عندي. فراجع وتأمل. مضافا إلى أنها رواية

ـــــــــــــــــــــــــــــ
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام» ؛ ص200
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 200
ـــــــــــــــــــــــــــــ

غير معتبرة السند.

وأما قياسه اعني مسلم بن عقيل (ع) بالإمام المعصوم (ع)، فهو غير محتمل أصلا.

في ضمير المؤمنين ووجدانهم. وإنما مراد الحسين (ع).

لو أراد تفضيله على الآخرين، فإنما يريد غير المعصومين منهم بطبيعة الحال.

المستوى الثاني: أن ننظر إلى أن الحسين (ع) لماذا اختار مسلما بالذات للسفارة عنه في الكوفة مع إن أهل بيته عديدون.

فإذا أجبنا- كما سنسمع بعد قليل- انه هو الوحيد الصالح منهم للسفارة، أمكننا عندئذ أن نفهم من العبارة، انه (ثقتي من أهل بيتي والمفضل عندي) ممن هو صالح لهذه السفارة والمهمة. وعندئذ لا بأس أن يكون هو الوحيد الموصوف بها.

وعلينا الآن استعراض بعض الموانع المحتملة التي كانت تحول دون إرسال غيره في هذه المهمة:

أولا: كان هناك جماعة لا يناسبهم العمر اجتماعيا للقيام بهذه المهمة مهما كانوا علماء حكماء.

لأنهم كانوا شبانا صغارا، كالقاسم بن الحسن والإمام السجاد (ع) وكذلك علي بن الحسين الأكبر على بعض الروايات‏.

ثانيا: كان هناك أكثر من واحد، يتصف بالعوق المانع عن أداء المهمة. كالعمى في عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (ع) والضعف العام عن الحرب أو ضعف الذراعين عن الضرب، كما ورد عن محمد بن الحنيفة وهو بن علي بن أبي طالب (ع).

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 201
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 201
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا: يبدو إن الإمام الحسين (ع) تجنب عن عمد إيكال المهمة إلى أولاد علي (ع) وأحفاده.

بل أخرجها عن هذه العائلة تماما. والوجه الذي يبدو من ذلك، بغض النظر عما يأتي: هو إجلال هذه العائلة عن مهمة أدنى منها ويمكن لكثيرين من غيرهم القيام بها.

وسيكون مسلم بن عقيل هو خير من يكون من خارج الأسرة.

رابعا: ما يذكره عدد من الخطباء من إن الحسين (ع)، حين حجب المهمة أو منعها عن أخيه العباس (ع) وابنه علي الأكبر واضرابهم، إنما ذخرها بذلك لنيل الشهادة معه في كربلاء.

وهو مقام أسمى وأعظم، فأن مسلم بن عقيل (ع) وان كان من شهداء الحسين (ع) إلا إن الشهادة بين يدي الحسين وسمعه وبصره، ولأجل الدفاع المباشر عنه، مهمة أعلى وأصفى وأقدس أمام الله عز وجل.

وهذا على أي حال مربوط بالعلم الإلهامي الذي يعرفه الإمام الحسين (ع) من قضاء الله وقدره.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 202
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
👍3
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 202
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#احتلال_الكوفة

قد يخطر على البال السؤال: إن مسلم بن عقيل لماذا لم يحتل الكوفة احتلالا عسكريا ويسيطر على الحكم فيها.

وخاصة بعد أن تم لديه مبايعة اثني عشر ألفا من أنصاره‏ وقد كانوا وعدوه أو وعدوا الحسين (ع) في بعض كتبهم إليه أن يطردوا النعمان بن بشير حاكم الكوفة ممثلا عن الحاكم الأموي.

وقالوا: (والنعمان بن بشير في قصر الأمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد.

ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى).

وواضح إن إقبال ممثل الحسين ورسوله عليهم، كإقبال الحسين نفسه.

فلماذا لم يفعلوا ذلك، ويتسببوا في اخذ زمام السلطة من قبل مسلم بن عقيل (ع)؟.

والجواب على ذلك بغض النظر عما قلناه في مقدمات هذا البحث من إن عقولنا قد تقصر عن نيل الواقعيات أولا.

وان هؤلاء العظماء عند الله كأمثال مسلم بن عقيل ممن لهم التأييد والتسديد من الله سبحانه ثانيا.

ومعه يسند السؤال عن ذلك وغيره. ولكن بغض النظر عن ذلك يمكن الجواب بأمور:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 203
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 203
ـــــــــــــــــــــــــــــ
.
الأمر الأول: إن مسلم بن عقيل سلام الله عليه لم يكن مخولا من قبل الحسين (ع) بالحرب ولا باستلام الحكم في الكوفة.

وإنما كان مخولا فقط لاستكشاف الحال في الكوفة وإرسال الخبر إلى الحسين (ع). ومن المعلوم إن السيطرة على الكوفة تحتاج إلى قتال وهو مما لم يأذن به الحسين (ع).

فإن نص جواب الحسين (ع) يقول: ( (أما بعد فقد فهمت كل الذي اقتصصتم.
وقد بعثت لكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم.

فأن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم أقدم إليكم وشيكا إن شاء الله)) إلى آخر ما قال. وهو خال من التخويل بالحرب، كما هو واضح.

الأمر الثاني: إن استلام حكم الكوفة من قبل مسلم بن عقيل إن كان بدون حرب، كما يشعر به كتاب أهلها الذي سمعناه حين يقولون عن حاكمها: (أخرجناه وألحقناه بالشام) هكذا بكل سهولة. لهان الأمر، بل أمكن القول شرعا، بأنه تجب السيطرة على الكوفة عندئذ.

إلا إن الأمر لم يكن كذلك جزما، لعدة أمور من أهمها:
أولا: وجود المنافقين والمعاندين في الكوفة بمقدار معتد به، وهم بلا شك مستعدون للوقوف ضد هذا الاتجاه، سواء بالحرب لمنعه أم بالتآمر لإفشاله وإسقاطه، لو تم.
ومن هنا يصعب حصول الأمر بالنجاح التام والمستمر.

ثانيا: إن حاكم الكوفة يومئذ، النعمان بن بشير وإن كان حسب ما ورد في التاريخ انه كان رجلا متخاذلا مشككا يحب العافية، ويفضل الراحة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 204
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 204
ـــــــــــــــــــــــــــــ

والسلامة ولكنه مع ذلك ورد: أنه خطب وهدد الكوفيين بأن استعمالهم للسلاح ضده يعني استعماله للسلاح ضدهم ولن يستطيعوا أن يزيلوه بسهولة وإنما لا بد من أن تنشب الحرب بينهم، وسيستعين في نفس الوقت بالمعاندين والمنافقين والفسقة الذين هم على استعداد لمعونته جزما.

ونسمعه يقول في خطبته: (إني لا أقاتل من لا يقاتلني ولا أثب على من لا يثب علي ...
ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم (يعني الحاكم الأموي) فو الذي لا اله غيره لا ضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولم يكن منكم ناصر ولا معين).

إلى آخر ما قاله. وهذا يعني عدة أمور:
أولا: مناجزتهم الحرب لهم إذا هم حاربوا.

ثانيا: إعطاء الحرية لهم في أن يفعلوا ما يشاءون ضمن التصرف السلمي غير القائم على السلاح. واعتقد أن هذا من النعم الإلهية على مسلم بن عقيل وأنصاره استطاعوا فيه أن يثبتوا وجودهم تماما.

ويكفينا تقيما للحالة، لو استطعنا المقايسة بينها وبين ما أصبح عليه الحال عند حكم عبيد الله بن زياد الذي عينه الحاكم الأموي بعد النعمان بن بشير.

ثالثا: المسؤولية الأخلاقية تجاه النعمان بن بشير هذا، من حيث انه كف عنهم شره، فاللازم أن يكفوا عنه شرهم.

وإذا لم يحاربوه، لم يمكنهم عزله والسيطرة على الحكم. وعلى أي حال فقد استطاع النعمان بن بشير بذلك أن‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 205
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 205
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يبقى هو الحاكم ما دام غير معزول من قبل سيده الأصلي، الحاكم الأموي.

الأمر الثالث: إن مسلم بن عقيل (ع) شعر إن قيام حرب واسعة في داخل المجتمع الإسلامي الجديد، الذي لم يكن قد تجاوز قرنه الأول، سوف يكون كارثة على الإسلام كله، وسيقتل من المسلمين عامة ومن المخلصين خاصة العدد الكثير.

وسيفتح ثغرة وفرصة لأعداء الإسلام من الخارج والداخل على السيطرة على المجتمع سيطرة كاملة ومحكمة.

إذن، فقد اقتنع مسلم بكلا الأمرين وهما: تعذر السيطرة سلميا على الكوفة والآخر: عدم المصلحة في السيطرة عليها عسكريا.

إذن فلا ضرورة إلى تلك السيطرة حتى لو كان مسموحا له من قبل الحسين (ع) بها ما لم يكن مأمورا بها. وهو جزما لم يكن كذلك.

الأمر الرابع: إن هناك أمرا قلما يأخذه عامة الناس بنظر الاعتبار. وهو التناسل البشري. يعني احتمال ولادة مؤمن من مؤمن أو من كافر أو منافق. غير إن هذا مما يؤخذ في الحكمة الإلهية جزما.

فيكون من الحكمة المحافظة على بعض النفوس، لكي يوجد من ذراريها ولو بعد جيل أو أجيال، جماعة من المؤمنين الذين يعبدون الله وينصرون دين الله بإخلاص. وإذا كانت أي حرب مانعة عن ذلك، والحرب بطبيعتها مانعة عن ذلك، إذن فمن الضروري عدم وقوعها.

وهناك وجه آخر مهم ذكرنا أسسه في كتابنا اليوم الموعود إلا إن إيضاحه الكامل يتوقف على ذكر تلك الأسس فيطول المقام بنا.

ومن هنا يكون الأحجى الإعراض عن ذلك مؤقتا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 206
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 205 ـــــــــــــــــــــــــــــ يبقى هو الحاكم ما دام غير معزول من قبل سيده الأصلي، الحاكم الأموي. الأمر الثالث: إن مسلم بن عقيل (ع) شعر إن قيام حرب واسعة في داخل المجتمع الإسلامي الجديد، الذي لم يكن قد تجاوز قرنه…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 206
ـــــــــــــــــــــــــــــ

#اغتيال_بن_زياد

يقول لنا المؤرخون ما مضمونه باختصار: أن شريك بن عبد الله الحارثي ومسلم بن عقيل، كانا معا نازلين في دار هاني بن عروة المذحجي‏.

فتمرض شريك واشتد به المرض. فعلم بذلك عبيد الله بن زياد حاكم الكوفة، يومئذ.

وكان له معه رفاقة، فأرسل إليه انه سيعوده في دار هاني.

وقبل مجي‏ء ابن زياد تواطأ شريك مع مسلم على أن يغتال بن زياد عند مجيئه.

فلما كان من العشي اقبل بن زياد وتخفى مسلم في إحدى الغرف كأنه يستعد لاغتياله.
ولكن هانئا اعترضه قائلا: (إني لا أحب أن يقتل في داري).

والمهم أن مسلما لم يقبل لقتل بن زياد، وخرج ابن زياد سالما. فخرج مسلم من مكانه. فقال له شريك: ما منعك من قتله.

قال خصلتان، إما أحدهما: فكراهة هاني‏ء أن يقتل في داره. وأما الأخرى: فحديث حدثنيه الناس عن النبي (ص):

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 207
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 206 ـــــــــــــــــــــــــــــ #اغتيال_بن_زياد يقول لنا المؤرخون ما مضمونه باختصار: أن شريك بن عبد الله الحارثي ومسلم بن عقيل، كانا معا نازلين في دار هاني بن عروة المذحجي‏. فتمرض شريك واشتد به المرض. فعلم بذلك…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 207
ـــــــــــــــــــــــــــــ

( (إن الإيمان قيد الفتك)). ولا يفتك مؤمن.

فقال هاني‏ء: إما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا. ولكن كرهت أن يقتل في داري‏.

فمن هنا قد يخطر في البال السؤال عن السبب الذي حدا بمسلم بن عقيل على أن لا يقتل عبيد الله بن زياد بعد أن أصبح كاللقمة السائغة بيده.

وهو يعلم انه عدوه وعدو الحسين (ع) وعدو الله عز وجل، وإن قتله مهم جدا في إمكان السيطرة على المجتمع في الكوفة، وتفريق القيادة من المنافقين الذين جمعهم ابن زياد وتركيزها بيد أهل الحق.

والجواب على ذلك يكون من وجوه:
الوجه الأول: كراهية هاني‏ء بن عروة أن يقتل عبيد الله بن زياد في داره، ومسلم بن عقيل كان ضيفا لدى هاني‏ء، وكان ولا يزال يخدمه بالسمع والبصر ويؤدي لمسلم أي مصلحة عامة أو خاصة.

فإذا فعل في داره ما يكرهه حصلت عدة مضاعفات:

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 208
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 207 ـــــــــــــــــــــــــــــ ( (إن الإيمان قيد الفتك)). ولا يفتك مؤمن. فقال هاني‏ء: إما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا. ولكن كرهت أن يقتل في داري‏. فمن هنا قد يخطر في البال السؤال عن السبب الذي…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 208
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أولا: الإحراج أمام هاني‏ء نفسه أخلاقيا. فإن مقتضى المسؤولية الأخلاقية أن لا يفعل في داره ما لا يحب. وخاصة وهو بهذه الصفة العظيمة في الانتصار له.

ثانيا: تحريم تصرفه في الدار بعد ذلك لو كان قد فعل ما يكرهه صاحبها، مما يضطره للانتقال إلى دار شخص آخر، وقد لا يجد شخصا جامعا للشرائط المتوفرة في هاني‏ء، أو قل: لا يجد له مثيلا في سكان الكوفة.

ثالثا: إحراج موقف هاني‏ء من حصول هذا القتل في داره.

الأمر الذي أثار في نفسه هذه الكراهة. فإنه كان رئيسا لقبيلة مذحج، وله اتصالات ومجاملات ومصالح في مختلف أوساط المجتمع.

فإذا قتل ابن زياد في داره كان ذلك إحراجا له أمام شريحة مهمة في المجتمع، وهذا ما يكرهه.

ولا يريد مسلم بن عقيل إثارة هذا الإحراج أمامه. وتفكير هاني‏ء بهذا الشكل تفكير على المستوى الدنيوي.

ولكنه قائم على أي حال. وهو بطبيعة الحال، لا يدرك ما ندركه أو نحتمله نحن الآن بعد ألف سنة وحوالي النصف من ذلك التاريخ من وجود مصلحة عامة في قتله، بحيث تجب عليه التضحية في سبيلها بكل غال وعزيز. وإذا كان غافلا عن ذلك، وهو غير معصوم على أي حال، فالله سبحانه يعذر الغافل.

الوجه الثاني: لعدم اغتيال ابن زياد: ما ذكره مسلم نفسه حسب الرواية (إن الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن).

إلا إن هذا بمجرده لا يتم، إلا أن يرجع معناه إلى الوجه الآتي. وذلك لأن هذا الخبر يحتاج إلى الصحة سندا ودلالة.

أما السند فيظهر حصول مسلم عليه مرسلا غير موثوق لأنه عبر عن انه: حديث حدثنيه الناس عن الرسول الله (ص).

الأمر الذي يدل على انه يجهل روايته أو لا يوثقه على اقل تقدير.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 209
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
👍1
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 209
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأما من ناحية الدلالة، فهذا الأمر الذي كان عازما عليه هو الغيلة أو الاغتيال.

وليس الفتك فإنه وان كان قد يرد في اللغة بهذا المعنى أيضا، إلا إن له معان أخرى كالشجاعة بحيث لا يهاب أحدا، والاستقلال بالرأي عن الآخرين وغير ذلك‏.

فلا يتعين أن يكون المراد من الخبر ذلك.

مضافا إلى إن الاعتماد على خبر من هذا القبيل، بل حتى ولو كان صحيحا، في دفع مصلحة عامة في قتله، أو جلب مفسدة عامة في حياته، كما قد حصل فعلا، غير صحيح جزما وغير مرضي لله عز وجل.

ما لم يعد الأمر إلى وجوه أخرى أو إلى الوجه الآتي الذي سنذكره الآن.

الوجه الثالث: الأخلاقية في العلاقات مع الآخرين: الأصدقاء منهم والأعداء.

سلما كانت العلاقة أم حربا أم قتلا. ومن جملة الأسس الأخلاقية التي التزم بها المسلمون ونصحت بها تعاليم الإسلام عدم البدء بالحرب والضرب، وإنما يكون أهل الحق هم ثاني الضاربين لو صح التعبير. ليكون موقفهم أمام الله والناس هو الدفاع فقط.

وكان ولا زال النبي (ص) هو نبي الرحمة، وليس من مقتضى الرحمة البدء بالهجوم.

حتى إن الحسين (ع) في ساحة كربلاء العسكرية التزم بذلك.

وهذه مصلحة أخلاقية جليلة في الحرب والقتل والقتال، ذات تأثير عام في إحسان الظن بالمعسكر المحق وجلب القلوب نحوه.

وهي مصلحة عامة تعدل الكثير من المصالح العامة الأخرى التي قد ندركها مما تكون مصالح وقتية وأن كانت صحيحة، في حين أن هذه القاعدة الأخلاقية دائمة الصحة جيلا بعد جيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 210
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 209 ـــــــــــــــــــــــــــــ وأما من ناحية الدلالة، فهذا الأمر الذي كان عازما عليه هو الغيلة أو الاغتيال. وليس الفتك فإنه وان كان قد يرد في اللغة بهذا المعنى أيضا، إلا إن له معان أخرى كالشجاعة بحيث لا يهاب أحدا،…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 210
ـــــــــــــــــــــــــــــ

فإذا عرفنا ذلك استطعنا تقييم وتمييز موقف ابن عقيل من ابن زياد من حيث إن ابن زياد لم يكن محاربا في ذلك الحين ولا ناويا لقتل أحد.

إذن، فهو لم يبدأ بالقتال ولم ينو السوء، فلا يجوز بدؤه به أو نية السوء ضده.

لأنه خلاف القاعدة الأخلاقية المشار إليها.

الوجه الرابع: ما ذكرناه فيما سبق من كون مسلم بن عقيل (ع)، مسددا ملهما، ولا اقل من احتمال ذلك.

إذن فيمكن أن يكون قد واجه نهيا عن قتل عبيد الله بن زياد.

كما يحتمل أن يكون هذا النهي مأخوذا عنده من الحسين (ع) أو من جده النبي (ص) بخصوص هذه الواقعة أو ما يشملها، فيجب عليه الامتثال.

وقد سبق أن قلنا في أمثال ذلك: إن مجرد الاحتمال يكفينا لأنه إذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال.

يعني يفسد السؤال عن إعراضه (ع) عن اغتيال ابن زياد، وان ذلك كان على خلاف المصلحة أو السياسة العامة.

الوجه الخامس: ما أشرنا إليه أو إلى مثله. من أحد الوجوه التي قلناها في نفي سيطرة مسلم بن عقيل على الكوفة.

وهو اقتضاء الحكمة الإلهية الإبقاء على بعض الفاسقين والكافرين، من أجل ميلاد بعض المؤمنين من ذراريهم ولو في جيل متأخر ولو عدة مئات من السنين أو أكثر.

فليكن ابن زياد كذلك. وهذا لا يتوقف على علم مسلم بن عقيل أو التفاته إلى ذلك.

بل إما أن يكون ملتفتا وإما أن الله سبحانه صرفه عن قتله لهذه الجهة.

والاحتمال في ذلك يكفينا لقطع الاستدلال المعاكس، كما كررنا في أمثاله.

الوجه السادس: ما ذكرناه أيضا هناك من الأمر المربوط بكتابنا (اليوم الموعود).

فإنه أيضا من الأمور المربوطة بتلك الأسس فراجع.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 211
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 211
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#السيطرة_على_الكوفة_مؤخرا

وقد يخطر على البال: إن مسلم بن عقيل سلام الله عليه، ما دام لم يسيطر على الكوفة في زمن النعمان بن بشير ولم يقتل عبيد الله بن زياد.

فلا أقل من أن يحاول السيطرة على الكوفة عندما أصبح ابن زياد حاكما عليها.

إذ كان الشر قليلا وغير واضح، في زمن ابن بشير. في حين أصبح واضحا في زمن عبيد الله بن زياد. ومن هنا كانت السيطرة على الكوفة أرجح جدا من ذلك الزمن السابق.
لم يفعل ذلك مسلم؟.

وجواب ذلك: أنه يمكن القول بورود جميع الأجوبة التي قلناها فيما سبق عن سيطرة مسلم بن عقيل في الماضي (يعني في عهد النعمان بن بشير)، كلها تأتي عن سيطرته الآن. مع زيادات معتد بها كما سنذكر ويكفينا أن نلتفت إلى إن زيادة الشر تقتضي زيادة الصعوبة في السيطرة، الأمر الذي يجر إلى أمور غير محمودة، كما سنرى.

وهذه الصعوبة تتمثل في أمور:
الأمر الأول: الزيادة في الضيق لجانب مسلم بن عقيل اعني في الحرية العامة، وإعطاء الجانب الأفضل والتحرك الأشمل لأعدائه.

الأمر الثاني: وجود تجسس دقيق وكامل على كل أقوال وأفعال ابن عقيل وأصحابه، ويمكن أن تكون العيون كثيرة غير إن التاريخ ينص على واحد

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 212
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
كتاب الشذرات+كتاب الأضواء /السيد محمد الصدر
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 211 ـــــــــــــــــــــــــــــ #السيطرة_على_الكوفة_مؤخرا وقد يخطر على البال: إن مسلم بن عقيل سلام الله عليه، ما دام لم يسيطر على الكوفة في زمن النعمان بن بشير ولم يقتل عبيد الله بن زياد. فلا أقل من أن يحاول السيطرة…
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 212
ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعينه يسمى معقل استطاع الوصول بدهاء إلى الدار التي يرتادها مسلم وأصحابه.

فكان أول داخل وآخر خارج، بعنوان كونه مؤيدا لهم.

وينقل كل ما سمعه ورآه إلى عبيد الله بن زياد.

الأمر الثالث: السرية والتكتم التي تعمدها جانب مسلم بن عقيل وأصحابه، بغض النظر عن التجسس المشار إليه.

ومع التكتم المتعمد، يصعب جدا وضع برنامج واضح وواسع لأجل السيطرة على المجتمع، كما يتوقع السائل أن يكون.

الأمر الرابع: إمكان التشكيك في العدة والعدد اللذين يمكن لابن عقيل أن يجمعهما في ذلك المجتمع، فإن أفراد الناس هناك لم يكونوا معتادين على الحرب ومصاعبها وويلاتها.

وإنما استطاع عبيد الله بن زياد أن يجمع منهم جيشا ضخما بعد التفكير بعدة خطط ماكرة اكتسبها بصفته ممثلا للدولة الحاكمة لا أكثر.

وهذا ما لا يستطيع طبعا مسلم بن عقيل توفيره للناس بصفته معارضا للدولة.

فيكون احتمال حصوله على الجيش الكافي في العدة والعدد، احتمالا غير قوي.

وحسبنا أن ننظر إلى أهم الأفكار التي حاول عبيد الله بن زياد بثها في المجتمع صدقا أو كذبا ليستقطب الناس إلى جانبه:

أولا: التهديد العسكري، حيث زعم لهم إن هناك جيشا مقبلا عليهم من الشام، ضخم جدا، يريد استئصالهم إن هم عصوا الدولة.

ثانيا: التهديد الشخصي بالسجن والضرب بل والقتل أيضا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أضواء على ثورة الحسين «عليه السلام»، ص: 213
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
2025/10/24 07:55:08
Back to Top
HTML Embed Code: