حكم التشاؤم بـ "شهر صفر"
السؤال:
يتردد كثيرًا أن شهر صفر شهر شؤم يتشاءم منه بعض العوام في كثير من الأمور، فلا يعقد فيه النكاح على سبيل المثال، وأيضا فإنه في مجلس عقد النكاح يعتقد البعض أنه لا يجوز كسر العود أو عقد الحبال أو تشبيك الأصابع؛ حيث إن هذا يؤدي إلى فشل هذا الزواج وعدم التوفيق بين الزوجين.
وبما أن هذا يمس العقيدة فنرجو النصح وبيان الحكم الشرعي. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
الجواب:
التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية، ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا شر، وإنما الخير من الله سبحانه، والشر بتقديره، وقد صح عن النبي ﷺ أنه أبطل ذلك فقال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر[1] متفق على صحته.
وهكذا التشاؤم بتشبيك الأصابع أو كسر العود أو نحو ذلك عند عقد الزواج أمر لا أصل له، ولا يجوز اعتقاده، بل هو باطل. وفق الله الجميع[2].
أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم 2222.
نشر في مجلة الدعوة، العدد 1641 بتاريخ 18 / 1 / 1419 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 358).
السؤال:
يتردد كثيرًا أن شهر صفر شهر شؤم يتشاءم منه بعض العوام في كثير من الأمور، فلا يعقد فيه النكاح على سبيل المثال، وأيضا فإنه في مجلس عقد النكاح يعتقد البعض أنه لا يجوز كسر العود أو عقد الحبال أو تشبيك الأصابع؛ حيث إن هذا يؤدي إلى فشل هذا الزواج وعدم التوفيق بين الزوجين.
وبما أن هذا يمس العقيدة فنرجو النصح وبيان الحكم الشرعي. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
الجواب:
التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية، ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا شر، وإنما الخير من الله سبحانه، والشر بتقديره، وقد صح عن النبي ﷺ أنه أبطل ذلك فقال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر[1] متفق على صحته.
وهكذا التشاؤم بتشبيك الأصابع أو كسر العود أو نحو ذلك عند عقد الزواج أمر لا أصل له، ولا يجوز اعتقاده، بل هو باطل. وفق الله الجميع[2].
أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء، برقم 2222.
نشر في مجلة الدعوة، العدد 1641 بتاريخ 18 / 1 / 1419 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 358).
binbaz.org.sa
حكم التشاؤم بـ
الجواب:
التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية، ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا
التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية، ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا
شاع في العصور المتأخرة قولهم : "مكة المكرمة" ، و "المدينة المنورة" ، و هما -أي : المكرمة، و المنورة- وصفان مناسبان، لكن لا يعرف ذلك عند المتقدمين من المؤرخين وغيرهم، و هو -على ما يظهر- من مُحدَثات الأعاجم التُّرك؛ إبان نفوذِهم على الحرمين.
خصائص جزيرة العرب ص٣٩.( حاشية )
#تنبيه
خصائص جزيرة العرب ص٣٩.( حاشية )
#تنبيه
"والخوارج جوَّزوا على الرسول نفسه أن يَجور ويضلَّ في سنَّته، ولم يُوجبوا طاعته ومتابعته، وإنما صدَّقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرَعه مِن السنَّة التي تُخالف - بزَعمِهم - ظاهر القرآن، وغالب أهل البدع غير الخوارج يُتابعونهم في الحقيقة على هذا؛ فإنهم يَرون أن الرسول لو قال بخلاف مقالتهم لما اتَّبعوه؛ كما يُحكى عن عمرو بن عبيد في حديث الصادق المصدوق، وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة، إما بردِّ النقل، وإما بتأويل المنقول، فيَطعنون تارةً في الإسناد، وتارةً في المتن، وإلا فهم ليسوا متَّبِعين ولا مؤتَمِّين بحقيقة السنَّة التي جاء بها الرسول، بل ولا بحقيقة القرآن"
أبو العباس ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه
أبو العباس ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه
Audio
#خطبة جمعة بعنوان:
(عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه).
لأبي عبدالله #حمدي_القباطي وفقه الله وسدده
⌚️١٦د : ٤٧ث.
https://www.tg-me.com/Alsarem1
(عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه).
لأبي عبدالله #حمدي_القباطي وفقه الله وسدده
⌚️١٦د : ٤٧ث.
https://www.tg-me.com/Alsarem1
Audio
💥اكتب رداً على ابن تيمية !!💥
الشيخ محمد أمان الجامي يروي قصة شيخه محمد خليل هرّاس -رحمهم الله-
في دقيقة ونصف
📼 مقتطف من شرح قرة عيون الموحدين بالمسجد النبوي الشريط الثامن
🗓 عام ١٤١٥ / شهر الله المحرم
الشيخ محمد أمان الجامي يروي قصة شيخه محمد خليل هرّاس -رحمهم الله-
في دقيقة ونصف
📼 مقتطف من شرح قرة عيون الموحدين بالمسجد النبوي الشريط الثامن
🗓 عام ١٤١٥ / شهر الله المحرم
نموذج الذكاء الاصطناعي (جروك) الخاص بمنصة X كتب تويته فاضحة
كتب فيها إنه تم إيقافه عن العمل بعد ما كتب إن الكيان وأمريكا بيرتكبوا جرائم إبادة جماعية في غزة طبقا لتقارير محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المستقلة زي منظمة العفو وبيت سالم
وكتب إن إدارة المنصة هي اللي وقفته عن العمل علشان يعدلوا كلامه في السياسة، لكن على أي حال الحقائق ستبقى!
طبعا إدارة المنصة حذفوا التويتة بعدها لكن بعد ما الفضيحة انتشرت عالميا
الحدث ده بالنسبة لي مثال حي والله على إنطاق الله للجمادات لتشهد على هؤلاء، وما وعد الله الحق بيعيد
منقول.
كتب فيها إنه تم إيقافه عن العمل بعد ما كتب إن الكيان وأمريكا بيرتكبوا جرائم إبادة جماعية في غزة طبقا لتقارير محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المستقلة زي منظمة العفو وبيت سالم
وكتب إن إدارة المنصة هي اللي وقفته عن العمل علشان يعدلوا كلامه في السياسة، لكن على أي حال الحقائق ستبقى!
طبعا إدارة المنصة حذفوا التويتة بعدها لكن بعد ما الفضيحة انتشرت عالميا
الحدث ده بالنسبة لي مثال حي والله على إنطاق الله للجمادات لتشهد على هؤلاء، وما وعد الله الحق بيعيد
منقول.
قال الشيخ: بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى
( التزام وصلة النسب (لفظة: ابن) بين الأعلام).
وهنا أذكر حقيقة تاريخية مهمة، هي: أن التزام لفظة (ابن) بين اسم الابن وأبيه مثلاً كانت لا يعرف سواها على اختلاف الأمم، ثم لظاهرة تبني غير الرشدة في أوربا صار المتبني يفرق بين ابنه لصلبه فيقول (فلان ابن فلان)، وبين ابنه لغير صلبه فيقول: (فلان فلان)، بإسقاط لفظة (ابن)، ثم أسقطت في الجميع، ثم سرى هذا الإسقاط إلى المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري فصاروا يقولون مثلاً: محمد عبدالله!
وهذا أسلوب مولد، دخيل، لا تعرفه العرب، ولا يقره لسانها، فلا محل له من الإعراب عندها.
وهل سمعت الدنيا فيمن يذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: محمد عبدالله! ولو قالها قائل لهجن وأدب، فلماذا نعدل عن الاقتداء وهو أهدى طريقاً وأعدل سبيلاً وأقوم قيلاً؟!" انتهى.
"تسمية المولود" .
( التزام وصلة النسب (لفظة: ابن) بين الأعلام).
وهنا أذكر حقيقة تاريخية مهمة، هي: أن التزام لفظة (ابن) بين اسم الابن وأبيه مثلاً كانت لا يعرف سواها على اختلاف الأمم، ثم لظاهرة تبني غير الرشدة في أوربا صار المتبني يفرق بين ابنه لصلبه فيقول (فلان ابن فلان)، وبين ابنه لغير صلبه فيقول: (فلان فلان)، بإسقاط لفظة (ابن)، ثم أسقطت في الجميع، ثم سرى هذا الإسقاط إلى المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري فصاروا يقولون مثلاً: محمد عبدالله!
وهذا أسلوب مولد، دخيل، لا تعرفه العرب، ولا يقره لسانها، فلا محل له من الإعراب عندها.
وهل سمعت الدنيا فيمن يذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: محمد عبدالله! ولو قالها قائل لهجن وأدب، فلماذا نعدل عن الاقتداء وهو أهدى طريقاً وأعدل سبيلاً وأقوم قيلاً؟!" انتهى.
"تسمية المولود" .
إذا وجدت كتابا اسمه "التذكرة" فإن هذا مؤشِّرٌ بأن الكتاب لمن عنده بصيرة متقدمة في هذا العلم، بخلاف "التبصرة" فإنها في الابتداء.
د. حسن العثمان
#تنبيه
د. حسن العثمان
#تنبيه
📕'جَمْهَرَةُ المَقَالَاتِ فِي التَّحْذِيرِ مِنْ تَمْكِينِ السُّفَهاءِ مِنَ الجَوَّالَاتِ'
https://www.tg-me.com/Alsarem_7/2962
https://www.tg-me.com/Alsarem_7/2962
نعمة معرفة الهدى ودين الحق
من درر ابن تيمية ورفقه
قال ابن تيمية -بعد ذكر خوض أهل البدع في كلام الله- قال:
«فليتدبر المؤمن العالم كيف فرق هذا الكلام المحدث المبتدع بين الأمة، وألقى بينها العداوة والبغضاء، مع أن كل طائفة تحتاج أن تضاهي من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض، إذ مع كل طائفة من الحق ما تنكره الأخرى..
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.
وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله!
فالشهرستاني صنف «الملل والنحل» وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره.
والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيصم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين؛ تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم.
مع أن عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون: إنهم متبعون للأئمة؛ كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد، فإنه بسبب المحنة المشهورة من الجهمية له ولغيره أظهر من السنة ورد من البدعة ما صار به إماما لمن بعده، وقوله هو قول سائر الأئمة.
فعامة المنتسبين إلى السنة يدَّعون متابعته والاقتداء به سواء؛ كانوا موافقين له في الفروع أو لا؛ فإن أقوال الأئمة في أصول الدين متفقة.
ولهذا كلما اشتهر الرجل بالانتساب إلى السنة؛ كانت موافقته لأحمد أشد، ولما كان الأشعري ونحوه أقرب إلى السنة من طوائف من أهل الكلام؛ كان انتسابه إلى أحمد أكثر من غيره، كما هو معروف في كتبه.
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفر من خالفها، وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها!
كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي ﷺ، لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب.
ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس، حتى صار الحق الذي جاء به الرسول -وهو المطابق للمعقول-؛ لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه.
وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبر عنه بعبارات فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام.
والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات: ﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم﴾...
إذا المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسلمين بالحشوية، فأين ذلك القول؟
أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟ ..
ولهذا لما كان أبو حامد مستمدا من كلام أبي المعالي وأمثاله، وأراد الرد على الفلاسفة في «التهافت»، ذكر أنه يقابلهم بكلام المعتزلة تارة، وبكلام الكرامية تارة، وبكلام الواقفة تارة، كما يكلمهم بكلام الأشعرية، وصار في البحث معهم إلى مواقف غايته فيها بيان تناقضهم، وإذا ألزموه؛ فر إلى الوقف!
ومن المعلوم أنه لا بد في كل مسألة دائرة بين النفي والإثبات من حق ثابت في نفس الأمر أو تفصيل.
ومن المعلوم أن كلام الفلاسفة المخالف لدين الإسلام؛ لا بد أن يناقضه حق معلوم من دين الإسلام موافق لصريح العقل، فإن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يخبروا بمحالات العقل، وإنما يخبرون بمحارات العقول.
وما يعلم بصريح العقل انتفاؤه؛ لا يجوز أن يخبر به الرسل، بل تخبر بما لا يعلمه العقل وبما يعجز العقل عن معرفته.
ومن المعلوم أن السلف والأئمة له قول خارج عن قول المعتزلة والكرامية والأشعرية والواقفة، ومن علم ذلك القول فلا بد أن يحكيه ويناظرهم به، كما يناظرهم بقول المعتزلة وغيرهم، لكن من لم يكن عارفا بآثار السلف وحقائق أقوالهم وحقيقة ما جاء به الكتاب والسنة، وحقيقة المعقول الصريح الذي لا يتصور أن يناقض ذلك؛ لم يمكنه أن يقول إلا بمبلغ علمه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة.
وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم، بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه، إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه: هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾.
«درء التعارض» ٢/ ٣٠٦-٣١٥
من درر ابن تيمية ورفقه
قال ابن تيمية -بعد ذكر خوض أهل البدع في كلام الله- قال:
«فليتدبر المؤمن العالم كيف فرق هذا الكلام المحدث المبتدع بين الأمة، وألقى بينها العداوة والبغضاء، مع أن كل طائفة تحتاج أن تضاهي من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض، إذ مع كل طائفة من الحق ما تنكره الأخرى..
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.
وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله!
فالشهرستاني صنف «الملل والنحل» وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره.
والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيصم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين؛ تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم.
مع أن عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون: إنهم متبعون للأئمة؛ كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد، فإنه بسبب المحنة المشهورة من الجهمية له ولغيره أظهر من السنة ورد من البدعة ما صار به إماما لمن بعده، وقوله هو قول سائر الأئمة.
فعامة المنتسبين إلى السنة يدَّعون متابعته والاقتداء به سواء؛ كانوا موافقين له في الفروع أو لا؛ فإن أقوال الأئمة في أصول الدين متفقة.
ولهذا كلما اشتهر الرجل بالانتساب إلى السنة؛ كانت موافقته لأحمد أشد، ولما كان الأشعري ونحوه أقرب إلى السنة من طوائف من أهل الكلام؛ كان انتسابه إلى أحمد أكثر من غيره، كما هو معروف في كتبه.
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفر من خالفها، وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها!
كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي ﷺ، لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب.
ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس، حتى صار الحق الذي جاء به الرسول -وهو المطابق للمعقول-؛ لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه.
وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبر عنه بعبارات فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام.
والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات: ﴿ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم﴾...
إذا المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسلمين بالحشوية، فأين ذلك القول؟
أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟ ..
ولهذا لما كان أبو حامد مستمدا من كلام أبي المعالي وأمثاله، وأراد الرد على الفلاسفة في «التهافت»، ذكر أنه يقابلهم بكلام المعتزلة تارة، وبكلام الكرامية تارة، وبكلام الواقفة تارة، كما يكلمهم بكلام الأشعرية، وصار في البحث معهم إلى مواقف غايته فيها بيان تناقضهم، وإذا ألزموه؛ فر إلى الوقف!
ومن المعلوم أنه لا بد في كل مسألة دائرة بين النفي والإثبات من حق ثابت في نفس الأمر أو تفصيل.
ومن المعلوم أن كلام الفلاسفة المخالف لدين الإسلام؛ لا بد أن يناقضه حق معلوم من دين الإسلام موافق لصريح العقل، فإن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يخبروا بمحالات العقل، وإنما يخبرون بمحارات العقول.
وما يعلم بصريح العقل انتفاؤه؛ لا يجوز أن يخبر به الرسل، بل تخبر بما لا يعلمه العقل وبما يعجز العقل عن معرفته.
ومن المعلوم أن السلف والأئمة له قول خارج عن قول المعتزلة والكرامية والأشعرية والواقفة، ومن علم ذلك القول فلا بد أن يحكيه ويناظرهم به، كما يناظرهم بقول المعتزلة وغيرهم، لكن من لم يكن عارفا بآثار السلف وحقائق أقوالهم وحقيقة ما جاء به الكتاب والسنة، وحقيقة المعقول الصريح الذي لا يتصور أن يناقض ذلك؛ لم يمكنه أن يقول إلا بمبلغ علمه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة.
وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم، بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه، إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه: هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾.
«درء التعارض» ٢/ ٣٠٦-٣١٥