Forwarded from قناة د. ياسر المطيري
يَحزن طالبُ العلم عندما يُشغَل عن العلم اضطرارًا لمرض مُقعِد أو طلب معاش أو همٍّ جاثمٍ بسبب مصيبة أو فاقةٍ أو فوات مطلوبٍ أو ظلمِ قريبٍ أو عقوق ابنٍ أو نشوز زوجة أو غير ذلك ..
فمن ناله شيءٌ من هذا ففرّق هَمَّه وأضاع وقتَه فليعلم أنه موعودٌ بتسهيل طريقٍ إلى الجنة بمجرّد سلوكه طريقَ علمٍ، وليس وراء هذا مطلب.
ثم ليعلم ثانيًا أنَّ كثيرًا من العلماء قديمًا وحديثًا لم يسلم من ذلك، وفي مقدمات كتبهم بثٌّ ونفثٌ، ولكن أعانهم الله وبارك لهم فأخرجوا كنوزًا من العلم من رحم المعاناة، مع ما في الشدائد من تطهير لذنوبهم وتقويةٍ لنفوسهم والعامة تقول: (اللي ما يكسر الظهر يقوّيه)، وأبو الطيب قال عن ممدوحه الذي اعتاد الحرب:
تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هزيمةً.. ووجهك وضَّاحٌ وثغرك باسمُ
ثم ليعلم أخرى أنَّ الفراغ التام للعلم أورد بعض أهله موارد اللهو والبطالة، ولو ضاق وقتُه لأزعجه القلق ودفعه للعمل.
فمن ناله شيءٌ من هذا ففرّق هَمَّه وأضاع وقتَه فليعلم أنه موعودٌ بتسهيل طريقٍ إلى الجنة بمجرّد سلوكه طريقَ علمٍ، وليس وراء هذا مطلب.
ثم ليعلم ثانيًا أنَّ كثيرًا من العلماء قديمًا وحديثًا لم يسلم من ذلك، وفي مقدمات كتبهم بثٌّ ونفثٌ، ولكن أعانهم الله وبارك لهم فأخرجوا كنوزًا من العلم من رحم المعاناة، مع ما في الشدائد من تطهير لذنوبهم وتقويةٍ لنفوسهم والعامة تقول: (اللي ما يكسر الظهر يقوّيه)، وأبو الطيب قال عن ممدوحه الذي اعتاد الحرب:
تمرُّ بك الأبطالُ كَلْمَى هزيمةً.. ووجهك وضَّاحٌ وثغرك باسمُ
ثم ليعلم أخرى أنَّ الفراغ التام للعلم أورد بعض أهله موارد اللهو والبطالة، ولو ضاق وقتُه لأزعجه القلق ودفعه للعمل.
Forwarded from قناة د. ياسر المطيري
من أبواب الانتفاع التي أحاول أن أوطّن نفسي عليها: الاستفادة (العلمية) من كل جليس وذلك لأنني كغيري ما أجهله أكثر مما أعلمه، فلا أريد أن يكون دأبي أن يُسمع لي ولا أستمع، وأن أنفع وأغفل عن أن أنتفع.
ولا أشير هنا إلى الاستفادة من أهل العلم؛ فهذا ظاهر، وإنما مرادي الانتفاع من العامة، فإن عندهم علم كثيرٌ مستنده الخبرة والحس والتجربة لا تجده عندك بل لا تجده في كتاب!
وقد لفتت نظري كلمة لابن تيمية حيث قال في معرض حديثه عن الحدود ورده على من ذكر أن التصورات لا تنال إلا بها، قال: "وأما علوم بني آدم الذين لا يصنِّفون الكتب فهي مما لا يحصيه إلا الله، ولهم من البصائر والتحقيق والمعارف ما ليس لأهل هذه الحدود".
وذلك كعلم أصحاب الصنائع والحرف والاتجار بالذي يعانون من أعمال، وعلم المزارع بالنبات، وعلم راعي الغنم وسائس الإبل بطبائع البهائم، وكعلم بعضهم بالتاريخ المعاصر أو الأنساب، وعلم أهل (السياحة) باختلاف الأعراف وغرائب البلدان وأحوال الأقلِّيات المسلمة، وكآخر يكابد أهوالًا ثم تنجلي عنه فيلقي حكمة أو عبرة قد لا تلقي لها بالا..
وضَرْبُ الأمثلةِ يضيّق الواسع، والمقصود أنك لن تعدم علمًا من جليس (إن أردت)، وفي كتب أهل العلم فوائد وأخبار مستندها هذا!
مع ما فيه من معرفة بالواقع يُحتاج إليها في الفتيا وفي تلمّس حاجات الناس، ويحتاجها عابر الرؤى أيضًا؛ فقد نص ابن قتيبة في كتابه: (عبارة الرؤيا) على ما يحتاج إليه في التأويل فقال: ومنها "وأن يكون عالما بالألفاظ المبتذلة عند العوام، وأن يكون مع ذلك أديبا لطيفا ذكيا عارفا بهيآت الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم".
وقد ذهب ابن الخشاب إلى أبعد من ذلك، فقد كان كثيرًا ما يقف على حلق القُصّاصِ والمشَعْبِذين، فإذا أتاه طلبة العلم لا يجدونه في أكثر أوقاته إلّا هناك، فَلِيمَ على ذلك، وقيل له: أنت إمام الناس في العلم، وما الذي يبعثك على الوقوف بهذه المواقف الرذيلة؟ فقال: «لو علمتم ما أعلم لما لمتم! ولطالما استفدت من هؤلاء الجهال فوائد كثيرة، فإنه يجري في ضمن هذيانهم معانٍ غريبة لطيفة، ولو أردت أنا وغيري أن نأتي بمثلها لما استطعنا ذلك».
وعقد ابن الأثير فصلًا في استفادته من العامة في الحكم والأمثال والبيان وقال:"الحكمة قد يستفيدها أهلها من غير أهلها، كما يقال: «رب رمية من غير رام»، وهذا لا يخص علمًا واحدًا من العلوم، بل يقع في كل علم".
وقال: "يجب على المتصدي للشعر والخطابة أن يتتبَّع أقوال الناس في محاوراتهم، فإنه لا يعدم مما يسمعه منهم حكمًا كثيرة، ولو أراد استخراج ذلك بفكره لأعجزه"، وذكر شواهد كثيرة على ذلك.
وليس المقصود ثنيَ الركب في مجالس العامة، ولكن من جمعه بهم مجلس فسيجد بابًا للانتفاع.
وبعد: ففي طريقك لنيل هذه الفضيلة ستحصّل فضيلةً أخرى وهي (الصمت).
ولا أشير هنا إلى الاستفادة من أهل العلم؛ فهذا ظاهر، وإنما مرادي الانتفاع من العامة، فإن عندهم علم كثيرٌ مستنده الخبرة والحس والتجربة لا تجده عندك بل لا تجده في كتاب!
وقد لفتت نظري كلمة لابن تيمية حيث قال في معرض حديثه عن الحدود ورده على من ذكر أن التصورات لا تنال إلا بها، قال: "وأما علوم بني آدم الذين لا يصنِّفون الكتب فهي مما لا يحصيه إلا الله، ولهم من البصائر والتحقيق والمعارف ما ليس لأهل هذه الحدود".
وذلك كعلم أصحاب الصنائع والحرف والاتجار بالذي يعانون من أعمال، وعلم المزارع بالنبات، وعلم راعي الغنم وسائس الإبل بطبائع البهائم، وكعلم بعضهم بالتاريخ المعاصر أو الأنساب، وعلم أهل (السياحة) باختلاف الأعراف وغرائب البلدان وأحوال الأقلِّيات المسلمة، وكآخر يكابد أهوالًا ثم تنجلي عنه فيلقي حكمة أو عبرة قد لا تلقي لها بالا..
وضَرْبُ الأمثلةِ يضيّق الواسع، والمقصود أنك لن تعدم علمًا من جليس (إن أردت)، وفي كتب أهل العلم فوائد وأخبار مستندها هذا!
مع ما فيه من معرفة بالواقع يُحتاج إليها في الفتيا وفي تلمّس حاجات الناس، ويحتاجها عابر الرؤى أيضًا؛ فقد نص ابن قتيبة في كتابه: (عبارة الرؤيا) على ما يحتاج إليه في التأويل فقال: ومنها "وأن يكون عالما بالألفاظ المبتذلة عند العوام، وأن يكون مع ذلك أديبا لطيفا ذكيا عارفا بهيآت الناس وشمائلهم وأقدارهم وأحوالهم".
وقد ذهب ابن الخشاب إلى أبعد من ذلك، فقد كان كثيرًا ما يقف على حلق القُصّاصِ والمشَعْبِذين، فإذا أتاه طلبة العلم لا يجدونه في أكثر أوقاته إلّا هناك، فَلِيمَ على ذلك، وقيل له: أنت إمام الناس في العلم، وما الذي يبعثك على الوقوف بهذه المواقف الرذيلة؟ فقال: «لو علمتم ما أعلم لما لمتم! ولطالما استفدت من هؤلاء الجهال فوائد كثيرة، فإنه يجري في ضمن هذيانهم معانٍ غريبة لطيفة، ولو أردت أنا وغيري أن نأتي بمثلها لما استطعنا ذلك».
وعقد ابن الأثير فصلًا في استفادته من العامة في الحكم والأمثال والبيان وقال:"الحكمة قد يستفيدها أهلها من غير أهلها، كما يقال: «رب رمية من غير رام»، وهذا لا يخص علمًا واحدًا من العلوم، بل يقع في كل علم".
وقال: "يجب على المتصدي للشعر والخطابة أن يتتبَّع أقوال الناس في محاوراتهم، فإنه لا يعدم مما يسمعه منهم حكمًا كثيرة، ولو أراد استخراج ذلك بفكره لأعجزه"، وذكر شواهد كثيرة على ذلك.
وليس المقصود ثنيَ الركب في مجالس العامة، ولكن من جمعه بهم مجلس فسيجد بابًا للانتفاع.
وبعد: ففي طريقك لنيل هذه الفضيلة ستحصّل فضيلةً أخرى وهي (الصمت).
👍3
Forwarded from قناة د. ياسر المطيري
انتشرت (مقاطع تحفيزية) كثيرة عربية وأجنبية تتحدث عن (تنمية الذات) وسبل النجاح وأسباب الفشل.
وعند سماعها يستقر في نفسك أن النجاح يدور حول المنصب والشهرة والأضواء والقيادة والمال.. إلخ، ومن كان على خلاف ذلك فهو يحوم حول الفشل، فمستقل ومستكثر.
وهكذا تتسلل هذه المفاهيم إليك ثم تقيِّم نفسك وغيرك من خلالها دون أن تشعر، فترى من جمع تلك الصفات قدوةً ناجحًا يغبط على ما هو عليه ولو كان كافرا، ويُزدرى الأشعث الأغبر ذو الطمرين، ولو كان مؤمنا لو أقسم على الله لأبرّه.
مقاييس جائرة تجعل التافه الذي لا يساوي درهمين ناجحًا لأنه حصّل المال والشهرة ولو حصّلها بما يُزري عليه في دينه وخلقه، ولذلك يجب أن نسأل:
- ما هي مقاييس النجاح حقًّا؟
- لماذا نقبل من الآخرين أن يفرضوا مفاهيمهم ثم يحاكمونا إليها؟
- لم لا نستعرض المفاهيم في ضوء القرآن؟ ونقيم الأشخاص والآراء بناء عليها؟
لنضرب مثلًا بما يكثر ذكره: (النجاح والفشل)، من هو الناجح والفاشل حسب المعنى القرآني؟
لم ترد لفظة النجاح في القرآن، ولم ترد لفظة الفشل بهذا المعنى الذي يريدون وإنما الفشل في اللغة وفي اصطلاح القرآن: ضعف وجبن.
ولكن وردت ألفاظ مقاربة لمعناها في القرآن وهي: الفلاح والفوز والخسارة، وإذا تتبعت مواردها في القرآن تجد الفلاح والفوز متعلقين بدخول الجنة وبالأعمال الموصلة إليها، والخسارة متعلقة بدخول النار وبالأعمال الموصولة إليها:
(قد أفلح المؤمنون. الذين هم صلاتهم خاشعون) الآيات. (قد أفلح من زكاها)، وراجع الأوامر والنواهي التي تختم بقوله: (لعلكم تفلحون)، وقد نُفي الفلاح في القرآن عن ثلاثة: الكافر والظالم والساحر.
ومن مواضع الفوز المتكررة: (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)، (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) ولما كان في الدنيا فوز يُفرح به ختم الآية بقوله: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
ومن مواضع ذكر الخسارة سورة العصر: (إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا...).
هذه المفاهيم القرآنية ليست للتلاوة فحسب، بل يجب تمثّلها واستحضارها في كل حين، فإن اختلالها يعني الكد والسعي إلى نجاحٍ متوهَّمٍ أو ناقص.
الناجح حقًّا هو الملتزم بدينه، فإن وفق مع ذلك لمالٍ أو منصب أو شهرة فنعم ذلك للرجل الصالح، وإن لم يوفق إلى شيء منه فحسبه صلاحه، والذهب قيمته في نفسه وإن كان مغمورًا في الأرض فماهو إلا أن يُرى حتى يزاح عنه الغبار ويوضع في مكانه اللائق به، وأما العملة المزورة فقيمتها في رواجها عند المنخدعين بها، حتى إذا عُرِفت حقيقتها ألقيت كورقةٍ لا ينتفع بها.
وعند سماعها يستقر في نفسك أن النجاح يدور حول المنصب والشهرة والأضواء والقيادة والمال.. إلخ، ومن كان على خلاف ذلك فهو يحوم حول الفشل، فمستقل ومستكثر.
وهكذا تتسلل هذه المفاهيم إليك ثم تقيِّم نفسك وغيرك من خلالها دون أن تشعر، فترى من جمع تلك الصفات قدوةً ناجحًا يغبط على ما هو عليه ولو كان كافرا، ويُزدرى الأشعث الأغبر ذو الطمرين، ولو كان مؤمنا لو أقسم على الله لأبرّه.
مقاييس جائرة تجعل التافه الذي لا يساوي درهمين ناجحًا لأنه حصّل المال والشهرة ولو حصّلها بما يُزري عليه في دينه وخلقه، ولذلك يجب أن نسأل:
- ما هي مقاييس النجاح حقًّا؟
- لماذا نقبل من الآخرين أن يفرضوا مفاهيمهم ثم يحاكمونا إليها؟
- لم لا نستعرض المفاهيم في ضوء القرآن؟ ونقيم الأشخاص والآراء بناء عليها؟
لنضرب مثلًا بما يكثر ذكره: (النجاح والفشل)، من هو الناجح والفاشل حسب المعنى القرآني؟
لم ترد لفظة النجاح في القرآن، ولم ترد لفظة الفشل بهذا المعنى الذي يريدون وإنما الفشل في اللغة وفي اصطلاح القرآن: ضعف وجبن.
ولكن وردت ألفاظ مقاربة لمعناها في القرآن وهي: الفلاح والفوز والخسارة، وإذا تتبعت مواردها في القرآن تجد الفلاح والفوز متعلقين بدخول الجنة وبالأعمال الموصلة إليها، والخسارة متعلقة بدخول النار وبالأعمال الموصولة إليها:
(قد أفلح المؤمنون. الذين هم صلاتهم خاشعون) الآيات. (قد أفلح من زكاها)، وراجع الأوامر والنواهي التي تختم بقوله: (لعلكم تفلحون)، وقد نُفي الفلاح في القرآن عن ثلاثة: الكافر والظالم والساحر.
ومن مواضع الفوز المتكررة: (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)، (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) ولما كان في الدنيا فوز يُفرح به ختم الآية بقوله: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
ومن مواضع ذكر الخسارة سورة العصر: (إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا...).
هذه المفاهيم القرآنية ليست للتلاوة فحسب، بل يجب تمثّلها واستحضارها في كل حين، فإن اختلالها يعني الكد والسعي إلى نجاحٍ متوهَّمٍ أو ناقص.
الناجح حقًّا هو الملتزم بدينه، فإن وفق مع ذلك لمالٍ أو منصب أو شهرة فنعم ذلك للرجل الصالح، وإن لم يوفق إلى شيء منه فحسبه صلاحه، والذهب قيمته في نفسه وإن كان مغمورًا في الأرض فماهو إلا أن يُرى حتى يزاح عنه الغبار ويوضع في مكانه اللائق به، وأما العملة المزورة فقيمتها في رواجها عند المنخدعين بها، حتى إذا عُرِفت حقيقتها ألقيت كورقةٍ لا ينتفع بها.
👍2
قال أبو محمد ابن قتيبة (ت٢٧٦) رحمه الله تعالى:
وقد تدبَّرتُ كلام العايِبِينَ والزَّارِينَ [وفي نسخة: مقالة أهل الكلام] فوجدتُّهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ويَعِيبونَ الناسَ بما يأتون، ويُبْصرون القذى في عيون الناس، وعيونُهم تَطْرِفُ على الأجذاع، ويتَّهمون غيرَهم في النقل، ولا يتَّهمون آراءهم في التأويل!
ومعاني الكتاب والحديث وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة، لا يُدرَكُ بالطَّفْرةِ والتَّوَلِّدِ والعَرَضِ والجَوْهَرِ والكيفيَّةِ والكمِّيِّةِ والأيْنِيَّةِ، ولو رَدُّوا المُشكِلَ منهما، إلى أهل العلم بهما، وَضُحَ لهم المنهج، واتسع لهم المخرج.
ولكن يمنعُ من ذلك طلبُ الرياسة، وحبُّ الأتباع، واعتقادُ الإخوان بالمقالات.
والناسُ أسرابُ طيرٍ يتْبعُ بعضُها بعضًا….. إلى أن قال:
وقد كان يجب -مع ما يدَّعُونَه من معرفةِ القياسِ وإعدادِ آلاتِ النظرِ- أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحساب والمساح، والمهندسون، لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد، وإلا على شكل واحد، وكما لا يختلف حذاق الأطباء في الماء وفي نبض العروق؛ لأن الأوائل قد وقَّفُوهم من ذلك على أمرٍ واحدٍ، فما بالهم أكثر الناس اختلافا! لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين!.
وقال رحمه الله:
وقد كنتُ فِي عُنْفُوانِ الشَّبابِ وتَطَلُّبِ الآدابِ، أحبُّ أن أتَعَلَّقَ من كُلِّ علمٍ بِسَبَبٍ، وأن أضرب فيه بسهم.
فربما حضرتُ بعض مجالسهِم، وأنا مُغْتَرٌّ بهم طامعٌ أن أصدُرَ عنه بفائدةٍ، أو كلمة تدُلُّ على خيرٍ، أو تهدي لرُشدٍ.
فأرى مِن جُرْأتِهِم على اللَّه تبارك وتعالى، وقِلَّةِ تَوَقِّيهِمْ، وحَملِهِم أنفُسَهُم على العظائم لطرد القياس أو لئَلّا يَقعَ انقطاعٌ ما أرجعُ معهُ خاسِرًا نادِمًا.
———————————————-
تأويل مختلف الحديث (ص٦١-٦٢) و(١١٣-١١٤)
وقد تدبَّرتُ كلام العايِبِينَ والزَّارِينَ [وفي نسخة: مقالة أهل الكلام] فوجدتُّهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ويَعِيبونَ الناسَ بما يأتون، ويُبْصرون القذى في عيون الناس، وعيونُهم تَطْرِفُ على الأجذاع، ويتَّهمون غيرَهم في النقل، ولا يتَّهمون آراءهم في التأويل!
ومعاني الكتاب والحديث وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة، لا يُدرَكُ بالطَّفْرةِ والتَّوَلِّدِ والعَرَضِ والجَوْهَرِ والكيفيَّةِ والكمِّيِّةِ والأيْنِيَّةِ، ولو رَدُّوا المُشكِلَ منهما، إلى أهل العلم بهما، وَضُحَ لهم المنهج، واتسع لهم المخرج.
ولكن يمنعُ من ذلك طلبُ الرياسة، وحبُّ الأتباع، واعتقادُ الإخوان بالمقالات.
والناسُ أسرابُ طيرٍ يتْبعُ بعضُها بعضًا….. إلى أن قال:
وقد كان يجب -مع ما يدَّعُونَه من معرفةِ القياسِ وإعدادِ آلاتِ النظرِ- أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحساب والمساح، والمهندسون، لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد، وإلا على شكل واحد، وكما لا يختلف حذاق الأطباء في الماء وفي نبض العروق؛ لأن الأوائل قد وقَّفُوهم من ذلك على أمرٍ واحدٍ، فما بالهم أكثر الناس اختلافا! لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين!.
وقال رحمه الله:
وقد كنتُ فِي عُنْفُوانِ الشَّبابِ وتَطَلُّبِ الآدابِ، أحبُّ أن أتَعَلَّقَ من كُلِّ علمٍ بِسَبَبٍ، وأن أضرب فيه بسهم.
فربما حضرتُ بعض مجالسهِم، وأنا مُغْتَرٌّ بهم طامعٌ أن أصدُرَ عنه بفائدةٍ، أو كلمة تدُلُّ على خيرٍ، أو تهدي لرُشدٍ.
فأرى مِن جُرْأتِهِم على اللَّه تبارك وتعالى، وقِلَّةِ تَوَقِّيهِمْ، وحَملِهِم أنفُسَهُم على العظائم لطرد القياس أو لئَلّا يَقعَ انقطاعٌ ما أرجعُ معهُ خاسِرًا نادِمًا.
———————————————-
تأويل مختلف الحديث (ص٦١-٦٢) و(١١٣-١١٤)
👍1
Forwarded from عبدالعزيز السماري - محامي ⚖️
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القناة ستعنى بنشر إصدارات الأنظمة القضائية وتحديثاتها وهي:
١. #نظام_المرافعات الشرعية ولوائحه التنفيذية.
٢. #نظام_الإثبات وأدلته وقواعده.
٣. #نظام_المحاماة ولوائحه التنفيذية.
وغيرها مما سيضاف مستقبلًا بإذن الله.
ونشر فوائد قانونية متنوعة.
للتواصل وطلب الخدمات الاستشارية:
@amasmary_lawyer
([email protected])
هذه القناة ستعنى بنشر إصدارات الأنظمة القضائية وتحديثاتها وهي:
١. #نظام_المرافعات الشرعية ولوائحه التنفيذية.
٢. #نظام_الإثبات وأدلته وقواعده.
٣. #نظام_المحاماة ولوائحه التنفيذية.
وغيرها مما سيضاف مستقبلًا بإذن الله.
ونشر فوائد قانونية متنوعة.
للتواصل وطلب الخدمات الاستشارية:
@amasmary_lawyer
([email protected])
Forwarded from قناة د. ياسر المطيري
لما بُتِرت قدمُ عروة بن الزبير عزّاه الناس وكان ممن حضر عيسى بنُ طلحة فقال معزِّيًا: ما للسِّباق والصراع أعددناك، ولقد أبقى الله منك لنا ما كنا نحتاج إليه؛ رأيك وعلمك.
فقال عروة: ما عَزَّاني أحدٌ مثلك.
قلتُ: هذا من شرف العلم الذي يجعل قيمة الإنسان في عقله، ولا ينظر إليه كجسدٍ ويتعامل معه كحصان السباق إذا كُسِرت رِجْلُه أو بلغ سِنًّا معيَّنًا ذهبت قيمتُه.
فقال عروة: ما عَزَّاني أحدٌ مثلك.
قلتُ: هذا من شرف العلم الذي يجعل قيمة الإنسان في عقله، ولا ينظر إليه كجسدٍ ويتعامل معه كحصان السباق إذا كُسِرت رِجْلُه أو بلغ سِنًّا معيَّنًا ذهبت قيمتُه.
👍6
أيهما أولى وأفضل، قراءة القرآن أو حفظه؟
قبل الجواب ينبغي معرفة أمرين ينعقد الجواب على معرفتهما؛
فأولها: أنه لا تعارض البتة بينهما في واقع الحال، فظاهر السؤال يقضي بوجود التعارض ولا تعارض بحمد الله.
ثانيها: ينبغي معرفة المقصود الأعظم من القرآن العظيم وإنزاله للناس أجمعين؛ فنقول إنما أنزل الله تعالى هذا الكتاب العظيم لغاية عظمى ومقصود أجل وهو: العملُ به واتباعُه وتحكيمُه وتدبُّرُه، فالذين أتوا بهذه الغاية الجليلة هم أهل القرآن، أهل الله وخاصّته، ومن قصّر فيها كان تقصيره تَبِعَةً عليه وإثمًا يلحقه بحسب ما قصَّر فيه وفرّط.
• وكان الباب الأعظم الذي يلج منه المؤمن لهذه الغاية، هو تلاوة القرآن والاستماع إليه، ومن ثمَّ كانت التلاوة لها من الفضائل والخصائص -التي جاءت في الكتاب والسنّة- ما تدعو المؤمن إلى تلاوة القرآن آناء الليل والنهار والقيام به ومدارسته وتعلّمه، وجميع ذلك لتحقيق الغاية العظمى التي أشير إليها.
• ولمّا كان حفظ القرآن في الصدر من أعظم الوسائل المعينة لتحقيق هذا الباب العظيم -ألا وهو التلاوة- الموصل إلى الغاية العظمى -وهي العمل بالقرآن-، كانت له هذه المكانة التي حضّ عليها أهل العلم ودعوا إليها، فمن أحسن القصد في هذه الوسيلة الشريفة -وهي حفظ القرآن الكريم- كان فعله ذلك من أعظم العبادات الجليلة المعينة لتحقيق غيرها؛ فتعاظم فضلها من هذه الجهة.
وبذلك يُعلم أن تلاوةَ القرآن أولى ما شغل المؤمن بها أوقاته، وأن حفظ القرآن أعظم معين على ذلك.
فأما من أعرض عن العمل بالقرآن واتباعه وتحكيمه، لم تزده تلاوته للقرآن إلا ندامة، ولم يكن حفظه له إلا تكثيرًا لحجج الله عليه.
وبجميع ما تقدّم يتحقق المؤمن السالك أهمية تلاوة القرآن وتكثيرها وديمومتها واستمرارها، وأن الحفظ إن أعان على ذلك كان خيرا على خير، وإلا فلا خير في حافظ للقرآن متكاسلٍ في تلاوته وتدّبره، والله أعلم
قبل الجواب ينبغي معرفة أمرين ينعقد الجواب على معرفتهما؛
فأولها: أنه لا تعارض البتة بينهما في واقع الحال، فظاهر السؤال يقضي بوجود التعارض ولا تعارض بحمد الله.
ثانيها: ينبغي معرفة المقصود الأعظم من القرآن العظيم وإنزاله للناس أجمعين؛ فنقول إنما أنزل الله تعالى هذا الكتاب العظيم لغاية عظمى ومقصود أجل وهو: العملُ به واتباعُه وتحكيمُه وتدبُّرُه، فالذين أتوا بهذه الغاية الجليلة هم أهل القرآن، أهل الله وخاصّته، ومن قصّر فيها كان تقصيره تَبِعَةً عليه وإثمًا يلحقه بحسب ما قصَّر فيه وفرّط.
• وكان الباب الأعظم الذي يلج منه المؤمن لهذه الغاية، هو تلاوة القرآن والاستماع إليه، ومن ثمَّ كانت التلاوة لها من الفضائل والخصائص -التي جاءت في الكتاب والسنّة- ما تدعو المؤمن إلى تلاوة القرآن آناء الليل والنهار والقيام به ومدارسته وتعلّمه، وجميع ذلك لتحقيق الغاية العظمى التي أشير إليها.
• ولمّا كان حفظ القرآن في الصدر من أعظم الوسائل المعينة لتحقيق هذا الباب العظيم -ألا وهو التلاوة- الموصل إلى الغاية العظمى -وهي العمل بالقرآن-، كانت له هذه المكانة التي حضّ عليها أهل العلم ودعوا إليها، فمن أحسن القصد في هذه الوسيلة الشريفة -وهي حفظ القرآن الكريم- كان فعله ذلك من أعظم العبادات الجليلة المعينة لتحقيق غيرها؛ فتعاظم فضلها من هذه الجهة.
وبذلك يُعلم أن تلاوةَ القرآن أولى ما شغل المؤمن بها أوقاته، وأن حفظ القرآن أعظم معين على ذلك.
فأما من أعرض عن العمل بالقرآن واتباعه وتحكيمه، لم تزده تلاوته للقرآن إلا ندامة، ولم يكن حفظه له إلا تكثيرًا لحجج الله عليه.
وبجميع ما تقدّم يتحقق المؤمن السالك أهمية تلاوة القرآن وتكثيرها وديمومتها واستمرارها، وأن الحفظ إن أعان على ذلك كان خيرا على خير، وإلا فلا خير في حافظ للقرآن متكاسلٍ في تلاوته وتدّبره، والله أعلم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه ذَكَر الجنة، فقال: يدخلون، فإذا شجرة يخرج من تحت ساقها عينان، قال: فيغتسلون من إحداهما، فتجري عليهم نضرة النعيم، فلا تشعث أشعارُهم، ولا تَغْبَرُّ أبشارهم. ويشربون من الأخرى، فيخرج كلُّ قذًى وقَذَر وبأسٍ في بطونهم-. قال: ثُمَّ يفتح لهم باب الجنة، فيُقال لهم: ﴿سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾ قال: فتستقبلهم الولدان، فيَحُفُّونَ بهم كما تَحُفُّ الوِلدان بالحميم إذا جاء مِن غَيْبَتِه، ثم يأتون فيُبَشِّرون أزواجهم، فيُسَمُّونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، فيقُلْن: أنت رأيتَه؟ قال: فيَسْتَخِفَّهُنَّ الفرحُ. قال: فيجِئْنَ، حتى يَقِفْنَ على أُسْكُفَّةِ [عتبة] الباب. قال: فيجيئون، فيدخلون، فإذا أُسُّ [أساس] بيوتهم بجَندلِ [حجارة] اللُّؤْلُؤ، وإذا صُرُوحٌ صُفْرٌ وخُضْرٌ وحُمْرٌ ومِن كل لون، وسرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، فلولا أنّ الله قدَّرها لهم لالتُمِعتْ [ذهبت واختلست] أبصارهم مما يرون فيها، فيُعانِقون الأزواج، ويقعدون على السُّرُر، ويقولون: ﴿الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إذ هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق﴾ الآية.
وفي رواية قال: ثم ينادي منادٍ: تَحْيَوْنَ فلا تموتونَ أبدًا وتُقِيمُونَ فلا تَظْعَنُونَ أبدًا وتَصِحُّونَ فلا تمرضونَ أبدًا.
———————————
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/١٧٦، وابن أبي شيبة ١٣/١١٢، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٣٢١ (٨)-، وابن جرير ١٠/٢٠٠، وابن أبي حاتم ٥/١٤٨٠. وعزاه السيوطي في الدر ١٢/٧٢٦ إلى عبد بن حميد
وفي رواية قال: ثم ينادي منادٍ: تَحْيَوْنَ فلا تموتونَ أبدًا وتُقِيمُونَ فلا تَظْعَنُونَ أبدًا وتَصِحُّونَ فلا تمرضونَ أبدًا.
———————————
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/١٧٦، وابن أبي شيبة ١٣/١١٢، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٣٢١ (٨)-، وابن جرير ١٠/٢٠٠، وابن أبي حاتم ٥/١٤٨٠. وعزاه السيوطي في الدر ١٢/٧٢٦ إلى عبد بن حميد
Forwarded from •| الطَّارف والتَّلِيد |•
جوابُ إشكالاتِ المبتدئين لا تبلُغُ أن تُودَعَ بطونَ الكتب
قال الرافعي (تـ٦٢٣ هـ):
«وربما تَلْتبسُ على المبتدئين والمُتبلِّدين أمورٌ من الكتاب، فيَطمعون في اشتمال هذا الشرح على ما يشفيهم ولا يظفرون به، فليعلموا أن السبب فيه أن تلك المواضع لا تستحقُّ شرحًا يُودَعُ بطونَ الأوراق، والقصورُ في أفهامهم، فدواؤهم الرجوع إلى مَن يُوقِفُهم على ما يطلبون».
«العزيز في شرح الوجيز» (١/ ٤)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
قال الرافعي (تـ٦٢٣ هـ):
«وربما تَلْتبسُ على المبتدئين والمُتبلِّدين أمورٌ من الكتاب، فيَطمعون في اشتمال هذا الشرح على ما يشفيهم ولا يظفرون به، فليعلموا أن السبب فيه أن تلك المواضع لا تستحقُّ شرحًا يُودَعُ بطونَ الأوراق، والقصورُ في أفهامهم، فدواؤهم الرجوع إلى مَن يُوقِفُهم على ما يطلبون».
«العزيز في شرح الوجيز» (١/ ٤)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
Telegram
•| الطَّارف والتَّلِيد |•
التقاطات في الفقه والأصول ... وعلائقُ أخرى
@sm_smari
@sm_smari
Forwarded from •| الطَّارف والتَّلِيد |•
تقريرُ المذهبِ لا ينبغي أن يشغلَ عن إقامةِ الحُجَّة له
كان عبد الله بن عبدالحكم المصري المالكي الإمام (تـ٢١٤ هـ) يقول لابنه محمد (تـ٢٦٨ هـ):
«يا بنيَّ! اِلزم هذا الرجلَ -يعني الشافعيَّ-؛ فإنه كثيرُ الحُجَج، فليس بينَك وبين أن تقول «قال ابنُ القاسم» فيُضْحَكَ منك إلا أن تَخرُجَ من هذا البلد إلى غيره».
«ترتيب المدارك» (٤/ ١٦١)
قال محمد: «وما زال كلام الشيخ في قلبي حتى خرجتُ إلى العراق، فكلَّمَني القاضي بحضرة جُلَسائه في مسألة فقلتُ فيها: قال أَشْهب عن مالك.
فقال: ومَن أَشْهب؟ وأَقْبَلَ على جُلَسائه، فقال بعضهم كالمنكر: ما أعرف أشهبَ ولا أبْلَق!».
«مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ٣٤٢)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (تـ٧٢٨ هـ):
«وكان مقصودُ أبيه: اطلُبِ الحجَّةَ لقولِ أصحابك ولا تتبعْ، فالتقليدُ إنما يُقبَلُ حيث يُعَظَّمُ المقلَّدُ، بخلاف الحُجَّة فإنها تقبل في كل مكان».
«صحة مذهب أهل المدينة» | ( ٢٠/ ٣٣٣ - مجموع الفتاوى)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
كان عبد الله بن عبدالحكم المصري المالكي الإمام (تـ٢١٤ هـ) يقول لابنه محمد (تـ٢٦٨ هـ):
«يا بنيَّ! اِلزم هذا الرجلَ -يعني الشافعيَّ-؛ فإنه كثيرُ الحُجَج، فليس بينَك وبين أن تقول «قال ابنُ القاسم» فيُضْحَكَ منك إلا أن تَخرُجَ من هذا البلد إلى غيره».
«ترتيب المدارك» (٤/ ١٦١)
قال محمد: «وما زال كلام الشيخ في قلبي حتى خرجتُ إلى العراق، فكلَّمَني القاضي بحضرة جُلَسائه في مسألة فقلتُ فيها: قال أَشْهب عن مالك.
فقال: ومَن أَشْهب؟ وأَقْبَلَ على جُلَسائه، فقال بعضهم كالمنكر: ما أعرف أشهبَ ولا أبْلَق!».
«مناقب الشافعي» للبيهقي (٢/ ٣٤٢)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (تـ٧٢٨ هـ):
«وكان مقصودُ أبيه: اطلُبِ الحجَّةَ لقولِ أصحابك ولا تتبعْ، فالتقليدُ إنما يُقبَلُ حيث يُعَظَّمُ المقلَّدُ، بخلاف الحُجَّة فإنها تقبل في كل مكان».
«صحة مذهب أهل المدينة» | ( ٢٠/ ٣٣٣ - مجموع الفتاوى)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
Telegram
•| الطَّارف والتَّلِيد |•
التقاطات في الفقه والأصول ... وعلائقُ أخرى
@sm_smari
@sm_smari
Forwarded from •| الطَّارف والتَّلِيد |•
لأبي العتاهية (تـ٢١١ هـ):
وأعظمُ الإثمِ بعد الشركِ نعلمُهُ **
في كلِّ نفسٍ: عَماها عن مَساوِيها
عرفانُها بعيوبِ الناسِ تُبصِرها **
منهم، ولا تبصِرُ العيبَ الذي فيها
https://www.tg-me.com/taref_taleed
وأعظمُ الإثمِ بعد الشركِ نعلمُهُ **
في كلِّ نفسٍ: عَماها عن مَساوِيها
عرفانُها بعيوبِ الناسِ تُبصِرها **
منهم، ولا تبصِرُ العيبَ الذي فيها
https://www.tg-me.com/taref_taleed
Telegram
•| الطَّارف والتَّلِيد |•
التقاطات في الفقه والأصول ... وعلائقُ أخرى
@sm_smari
@sm_smari
👍1
Forwarded from •| الطَّارف والتَّلِيد |•
تكلفة تأليف كتاب «الإفصاح» لابن هبيرة
ذكر ابنُ رجب كتابَ «الإفصاح» للوزير ابن هبيرة (تـ٥٦٠ هـ)، فقال:
«وهذا الكتاب صنفه في ولايته الوزارة، واعتنى به وجمع عليه أئمة المذاهب، وأوفدهم من البلدان إليه لأجله، بحيث إنه أنفق على ذلك مائة ألف دينار، وثلاثة عشر ألف دينار، وحدَّث به، واجتمع الخلق العظيم لسماعه عليه».
ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١١٥)
وبحساب الدينار بالموازين المعاصرة ثم سعر الذهب اليوم= سيكون مقدار ما أنفقه رحمه الله في سبيل تأليف الكتاب ومراجعته وتحكيمه من فقهاء المذاهب:
٤٨٠,٢٥٠ جرامًا × ٢٦٠.٩١ ريالًا سعوديًّا (بسعر الذهب اليوم عيار٢٢)
= ١٢٥,٣٠٢,٠٢٧.٥ ريالًا
(مئة وخمسة وعشرون مليونًا، وثلاثمئة ألفٍ وألفان وسبعة وعشرون ونصف ريالٍ سعوديٍّ)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
ذكر ابنُ رجب كتابَ «الإفصاح» للوزير ابن هبيرة (تـ٥٦٠ هـ)، فقال:
«وهذا الكتاب صنفه في ولايته الوزارة، واعتنى به وجمع عليه أئمة المذاهب، وأوفدهم من البلدان إليه لأجله، بحيث إنه أنفق على ذلك مائة ألف دينار، وثلاثة عشر ألف دينار، وحدَّث به، واجتمع الخلق العظيم لسماعه عليه».
ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١١٥)
وبحساب الدينار بالموازين المعاصرة ثم سعر الذهب اليوم= سيكون مقدار ما أنفقه رحمه الله في سبيل تأليف الكتاب ومراجعته وتحكيمه من فقهاء المذاهب:
٤٨٠,٢٥٠ جرامًا × ٢٦٠.٩١ ريالًا سعوديًّا (بسعر الذهب اليوم عيار٢٢)
= ١٢٥,٣٠٢,٠٢٧.٥ ريالًا
(مئة وخمسة وعشرون مليونًا، وثلاثمئة ألفٍ وألفان وسبعة وعشرون ونصف ريالٍ سعوديٍّ)
https://www.tg-me.com/taref_taleed
Telegram
•| الطَّارف والتَّلِيد |•
التقاطات في الفقه والأصول ... وعلائقُ أخرى
@sm_smari
@sm_smari
قناة نافعة للشيخ خالد القرني حفظه الله
فيها لفتات تربوية وإيمانية متنوعة بين المقال والمقاطع المصورة المفيدة
حقيقة بالنشر والإفادة والاستفادة
فيها لفتات تربوية وإيمانية متنوعة بين المقال والمقاطع المصورة المفيدة
حقيقة بالنشر والإفادة والاستفادة