بين بداية المعركة ونهايتها، هذا جزء الحكاية وللحديث بقية …!!
لم تكن على الإطلاق مشكلة العدو في حشو المعركة من القتل والتدمير الممنهج؛ والذي يحسنه كل بلطجي على وجه الأرض يفكر بعقلية المهزوم السارق.
وإنما كانت المعركة تمثل حالةً مُحرجةً في بدايتها والآن في نهايتها.

أما البداية ففي يوم العبور العظيم، وقد شكّل الطوفان هزيمةً نكراء للعدو لم يشهدها في تاريخه في المنطقة، وهو الذي كان على الدوام يمتلك زمام المبادرة والحسم السريع، وأخذ ما يريد في الوقت الذي يريد على الوجه الذي يريد، ففي حرب الأيام الست واجه العدو "جيوش أربع دول عربية" فهزمها واقتطع منها أراضٍ محتلةً ليومنا هذا.
ويجوب سلاحه الجوي والأمني كلّ البلاد "العربية والإسلامية" من شرقها لغربها ويغتال ويختطف متى شاء.
فجاءت عملية "السابع من أكتوبر" لتمثل أكبر "عملية خداع استراتيجي" في تاريخ الصراع مع الكيان، ومعها أكبر هزيمة عسكرية وأمنية.

وأما النهاية فحدّث ولا حرج؛ الدولة كلها تجثو على الرُكب تنتظر قرار حماس للتوقيع على الاتفاق، وهو الاتفاق الذي أبرمه السيد الشهيد أبو إبراهيم -تقبله الله- في مايو من العام المنصرم، ليمثل انتصاراً له على عدوّه في حياته ومماته.
فكانت حماس أم البدايات وأم النهايات.

وبعد 15 شهراً من الأهداف المعلنة من العدو لتحقيق ما أسماه: النصر المطلق !! وفي مقدمتها هزيمة القسام وتفكيك قوته العسكرية؛ يجد نفسه اليوم أمام استحقاق مفاوضته والاعتراف بأنّ الحل العسكري فشل في إضعافه فضلاً عن اجتثاثه، وأنّه تم تجنيد أكبر من عدد الشهداء الذين قضوا على ذات الطريق غير مبدلين.

ما بين البداية والنهاية هذا فقط جزء الحكاية وللحديث بقية، وما خفي أعظم.
فمن كان يظن أنّه بربطة عنقٍ ستقدمه الدبابات والياً على غزة الإباء، فقد غارت أمانيه في غائط الخراء.
ولازل أولياء الله يبدعون في كل ميدان، وهم على الجبل يرقبون فجر النصر القريب.

🔴🔴 إدارة القناة