Telegram Web Link
📚قال الشاطِبيُّ رحمه الله في كتابه الاعتصام في المقدمة
( أما بعد : فإني أُذكِّرك بمعنى قول رسول الله ﷺ "" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ""وجملة المعنى فيه من جهة وصف الغربة ،ما ظهر بالعيان والمشاهدة في أول الإسلام وآخره ،وذلك أن رسول الله بعثه الله تعالى في جاهليةِ جهلاءَ لا تعرفُ من الحق رسماً ،بل كانت تنتحل ما وجدت عليه آباءها من الآراء المنحرفة والمذاهب المبتدعة فحين قام فيهم رسول الله بشيرا ونذيرا ،رموه بأنواع البهتان ، فتارةً يرمونه بالكذب وآونةً يتهمونه بالسحر ،وكرة يقولون أنه مجنون ، ونصبوا له حربَ العداوة ، حتى أقاربه كانوا أقسى قلوبا عليه .
فأي غُربة توازي هذه الغربة،ومازال ﷺ يدعوهم ، فيؤوب إليه الواحد بعد الواحد على حكم الاختفاء ،فمن أهل الإسلام من لجأ إلى قبيلة فحموه دفاعا للعار ،ومنهم من فر من الإذاية هجرةً إلى الله وحبا في الإسلام ،ومنهم من لم يكن له وِزر يحميه ، فلقي منهم من الشدة والعذاب والقتل ما هو معلوم ،حتى زلَّ منهم من زلَّ ، وبقى منهم من بقي صابرا محتسبا ، وهذه غربة أيضا ظاهرة ،ثم استمر مزيدُ الإسلام واستقام طريقه إلى أن نبغت فيهم نوابغ الخروج عن السُّنّة ،ثم لم تزل الفِرَق تكثر ، فتكالبت على سواد السُّنة البدع والأهواء ، ولابد أن تثبت جماعة أهل السنة حتى يأتي أمر الله ،غير أنهم لكثرة ما تناوشهم الفرق الضالة وتُناصبهم العداوة والبغضاء، لا يزالون في جهاد ونزاع ومدافعة ،وبذلك يُضاعف الله لهم الأجر والمثوبة ،وإنما قدّمتُ هذه المقدمة لأني علمت أن الدين قد كمُل،فابتدأت بأصول الدين عملا واعتقادا ثم بفروعه وفي خلال ذلك أتبيَّن ما هو من السنن أو من البدع ثم أطلب نفسي بالمشي مع الجماعة التي سمّاها رسول الله بالسواد الأعظم وهي ما كان عليه هو وأصحابه وترك البدع،فلما أردت الاستقامة على الطريق وجدت نفسي غريبا في جمهور أهل الوقت،فإذا اتبعتُهم خالفت السنة والسلف الصالح ،فرأيتُ أن الهلاك في اتّباع السّنة هو النجاة وأنّ الناس لن يُغنوا عني من الله شيئا … )
[3] انتهى كلامه .


🔹1-حديث الغربة ومَن هُم الغرباء : قال رسول الله ﷺ : ( إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء )[4], وقد وردت زيادات في روايات الحديث وهي مُفسَّرة للغرباء ، وثبت منها ثلاث زيادات هي :
▪️أ- (الذين يُصلحون إذا فسد الناس ) وهي من رواية ابن مسعود رضي الله عنه( قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال)[5] 
▪️ب- ( أناس صالحون في أناسِ سوءٍ كثيرين ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) وهي من رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنه بلفظ ( قال رسول الله ذات يوم ونحن عنده ( طوبى للغرباء ) فقيل: من الغرباء يا رسول الله ﷺ ؟ فقال ....)[6] 
▪️ج-( النزاع من القبائل ) وفي رواية ( نوازع الناس) وهي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ( قيل : من الغرباء ؟ قال ...)[7] 

📝أما شرح الحديث فهو:

قوله ( بدأ ) ضبط بهمزة في آخره من الابتداء كما قال النووي رحمه الله في شرح مسلم ( 2/176 )
ويجوز أن تكون بالألف من قولهم : بدأ الشيء أي ظهر .
قوله ( غريبا ) من الغُرب والغُربة وهو التنحي عن الوطن أو الأهل .
فشبّه النبي ﷺ الإسلامَ في أول أمره كالوحيد يكون في القوم  ولقلة أتباعه بين أهل الباطل .
قوله ( وسيعود غريبا كما بدأ ) قال الأجريُّ رحمه الله: معناه إن الأهواء المُضلة تكثر ،فيضل بها كثير من الناس،ويبقى أهل للحق غرباء في الناس .
قوله : ( فطوبى للغرباء ) أي شجرةً في الجنة،و هو أقوى التفاسير وأصحِّها لما ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال : (طوبى شجرةٌ في الجنة ، مسيرةُ مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها )[8].

▪️ أما شرح الزيادة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه رفعه ( النزاع من القبائل ): جمع نزيعٍ وهو الغريب الذي نُزِع من أهله وعشيرته ، وهذه الصفة هي التي كان عليها أتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ، كان أحدُهم يُنزع من الأهل والعشيرة والوطن ليلحق برسول الله،وهذه الصفة ذاتها التي يكون عليها أهل الحق في آخر الزمان حين تكثر الفتن،فيهجرونها وأهلها ،مفارقين الأقارب والأباعد حين لا يجدون على الحق نصيرا ولا معينا .

🔹2- أنـواع الغربـة :
قال ابن القيم رحمه الله : الغربة ثلاثُ أنواع :

📍 أ- غربة أهل الله و أهل سنة رسوله بين الخلق،وهي الغربة التي مدح الرسول ﷺ أهلها  وأخبر عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريبا وأنه سيعود غريبا كما بدأ ،وأن أهله يصيرون غرباء،وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان ، ووقت دون وقت ، وبين قوم دون قوم ، وأهلُ هذه الغربة هم أهل الله حقا ،فإنهم لم يأووا إلى غير الله، ولم ينتسبوا إلى غير رسول الله ، فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها ، فوليُه الله ورسوله والذين آمنوا ، وإن عاداه أكثر الناس وجفَوه ،قال الحسن ( المؤمن في الدنيا كالغريب،لا يجزع من ذُلِّها ، ولا ينافِس في عزها،للناس حال وله حال ، الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب.)
🔹ب- النوع الثاني من الغربة :
غربة مذمومة وهي غربة أهل الباطل ، وأهلِ الفجور بين أهل الحق ، فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم .

🔹ج- النوع الثالث من الغرب
ة :
غربة مشتركة لا تُحمد ولا تُذم : وهي الغربة عن الوطن ، فإن الناس كلهم في هذه الدار غرباء ، فإنها ليست لهم بدار مقام ، ولا هي الدار التي خُلقوا لها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم  لعبدالله بن عمر(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل)[9]

📚ثم قال ابن القيم رحمه الله:
 ( وكيف لا يكون العبد في هذه الدار غريبا وهو على جناح سفر، لا يحل على راحلته إلا بين أهل القبور  فهو مسافر في صورة قاعد…) [10]

🔹3- غربة الصحابة ، أسبابها ومظاهرها وكيف واجهوها ؟ :
غربة الصحابة هي الغربة الأولى للإسلام كما في الحديث(بدأ الإسلام غريبا) نتكلم عن غربة الإسلام الأولى حتى نعرف الطريق الصحيح للتعامل مع غربتنا ، ونأخذ القدوة الحسنة في ذلك برسول الله وأصحابه . فقد كانت البشرية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم تعيش مرحلةً جاهلية،سيطر عليها الهوى والجهل والفساد في جميع المجالات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها . فكانوا يعبدون آلهة شتى مع الله أو من دون الله ، وقد روى البخاري (5/119) عن أبي الرجاء العطاري رضي الله عنه قال ( كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو أخيَر ، ألقيناه وأخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ، ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به … ) وكانوا يئِدون البنات ويأكلون الربا بأنواعه ويفعلون الفواحش وغير ذلك ، وفي هذه البيئة الفاسدة كان يوجد الفرد بعد الفرد من الحنفاء الذين يرفضون ذلك الفساد ومن هؤلاء زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل رحمهما الله تعالى ، فكانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انتصارا للحق وللمؤمنين المضطهدين في تلك الفترة ، وقف صلى الله عليه وسلم وحيدا غريبا في أول الإسلام حتى أسلم أبو بكر ثم خديجة ثم علي وبلال وسعد وغيرهم رضي الله عنهم قليل وهؤلاء الذين عانوا من الغربة الأولى أشد المعاناة .

️أما أسباب هذه الغربة فهي :

▪️1- قرب العهد بالجاهلية التي انتشر فيها الفساد .

▪️2- العصبية لتراث الآباء والأجداد من العادات والتقاليد والأعراف والقَبَلِيّة : قال تعالى( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا )
لقمان 21 .

▪️3- موقف أهل الكتاب المساند للوثنية ، الذين تكالبوا جميعا على القلة المؤمنة .

▪️4- وقوع المؤمنين تحت تسلط الكفار من قومهم : ولم يكن صلى الله عليه وسلم أن يدفع عن أتباعه المستضعفين شيئا من العذاب ، فكانوا غرباء في قبائلهم وبين قومهم ، في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت ( لما ابتُلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ، حتى لقيه ابن الدَّغنَة فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي ، فرجع وارتحل معه ابن الدَّغنَة فأجاره ، فلم تُكذِّب قريش بجوار ابن الدغنة وقالوا له : مُر أبا بكر ، فليعبد ربه في داره ، فليصلِّ فيها ، وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ، ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا  )[11]مناقب الأنصار 

️لهذه الأسباب وغيرها واجه رسول الله وأصحابه غُربةً شديدةً تمثّلت في مظاهر شتّى منها
:

1- الاستمرار بالدعوة :وبدأت من نزول الوحي ولمدة ثلاث سنوات ، حيث كانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي أرقم رضي الله عنه .
2- ومن مظاهر هذه الغربة : قلة الأتباع فهم أفراد معدودون حتى قال عمار بن ياسر رضي الله عنه ( رأيت رسول الله وما معه إلا خمسةُ أَعبُدٍ وامرأتان وأبو بكر ).[12]
3- ومن مظاهرها : الاضطهاد والتعذيب بل القتل ومحاولة القتل .
4- ومن مظاهرها : الحصار والتضييق : فقد حاصرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في شعب أبي طالب سنتين أو ثلاث حتى أكل المؤمنون ورق الشجر ، بل حوصرت الدعوة في مكة فقط حتى أسلم الأنصار في المدينة .

📌فكيف واجه رسول الله وأصحابه هذه الغربة الأولى :

1- الجهر بالدعوة بعد أن كانت سرية .

2- نقل الدعوة إلى خارج مكة فأذن رسول الله بالهجرة إلى الحبشة مرتين ، ثم خرج إلى الطائف ثم عرض الدعوة على القبائل وفي مواسم الحج .

3- فرض الدعوة باعتبارها أمرا واقعا : فأعلن رسول الله دعوته وجهر المؤمنون بصَلاتهم وقراءتهم للقرآن ، بل يقف المؤمن عند الكعبة يعلن التوحيد حتى قال أبو ذر رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لأصرخنَّ بها بين ظهرانيهم ) [13]، وأعلن عمر رضي الله عنه إسلامه حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما زلنا أعِزَّة منذ أسلم عمر ) [14]، فاستسلمت قريش للأمر الواقع ولم تكف عن أذاهم .
💯1
4- ثم بيعة الأنصار والهجرة إلى المدينة و إعلان الدولة الإسلامية الأولى .

5- ثم القتال في سبيل الله تعالى : فبعث رسول الله السرايا والبعوث ، وشارك في الغزوات حتى انتشر الإسلام ثم فُتحت مكة في السنة الثامنة للهجرة وزالت غُربة الإسلام الأولى .

🔹4- مقارنة بين غربة الصحابة وغربة هذه الأيام :

📚 أقول كما قال ابن القيِّم رحمه الله في مدارج السالكين:
( الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو اليوم أشدُّ غربة منه في أول ظهوره ، فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء بين الناس ) [15]

📌فإذا كان قرب العهد بالجاهلية من أسباب غربة الرسول وأصحابه فكثير من أمور الجاهلية والفتن المنتشرة ووسائل الفساد والضلال والتغريب وغيرها من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .

📌 وإذا كانت العصبية لتراث الآباء والأجداد من أسباب غربة الرسول والصحابة فهذه العصبية للآباء والمذاهب و الفرق و الجماعات والأحزاب والبلاد من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .

📌وإذا كان موقف أهل الكتاب من أسباب غربة الرسول والصحابة ، فموقف أهل الكتاب وغيرهم من البوذيين والماسونيين والعلمانيين وكذلك أهل الفرق الضالة من المسلمين وأهل الأحزاب وغيرهم أسباب غربة المسلم هذه الأيام .

📌وإذا كان سيطرة الأعراف و العوائد القبلية من أسباب غربة الرسول و أصحابه ، فسيطرة الأعراف والعوائد القبلية و القوانين الوضعية والديمقراطية وغيرها من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .

📌وإذا كان وقوع المؤمنين تحت سلطة الكفار من قومهم من أسباب غربة الرسول والصحابة ، فوقوع المسلمين تحت الاستعمار وسيطرة الكفار من أسباب غربة المسلم هذه الأيام .

📌وإذا كان الاستسرار بالدعوة من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فهكذا وجدت السِّرّية بين كثير من المسلمين في بعض البلاد الشيوعية وغيرها ، ولازال من المسلمين الغرباء من لا يستطيع الجهر بعبادته وصلاته والتزامه ودعوته .

📌 وإذا كان الاضطهاد والتعذيب والحصار والتضييق من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فالاضطهاد والقتل والمؤامرات والحصار والتضييق والتهجير والمذابح وغيرها من مظاهر غربة المسلم هذه الأيام.

📌وإذا كان انحصار الدعوة في بيئة واحدة وهي مكة من مظاهر غربة الرسول والصحابة ، فالغزو الفكري والتنصير ونشر الأفكار الضالة في بلاد المسلمين من مظاهر غربة المسلم هذه الأيام .

✔️وليس معنى ما سبق أن غربة هذه الأيام أشد من غربة الرسول والصحابة ، لأن الإمكانيات المتوفرة لدى المسلمين هذه الأيام من حيث العدد والأرض والخيرات ووسائل الدعوة وغيرها تعتبر من الوسائل المعينة على دفع الغربة عنهم .

🔹5- وسائل مواجهة الغربة في كل زمان : كيف يتصرف الغرباء ليدفعوا غربتهم ؟
سنتكلم إن  شاء الله عن ثلاث وسائل هي :

أ-الصبر والثبات في مواجهة الغربة والابتلاء     

ب -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى .   

ج- العزلة بالضوابط الشرعية .

 أ- الصبر والثبات في مواجهة الغربة والابتلاء:

وهو أهم وسائل دفع الغربة :
إذا التزم المؤمن بالإسلام والسنّة وأصبح من الغرباء فإنه سيلاقي أنواعا من البلاء ، وهذا البلاء أثر من آثار الاستقامة على الحق وسُنّة لابد منها ليتميز الصادق من الكاذب ، قال تعالى( 
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) العنكبوت

فإذا ابتلي المؤمن فهو بين موقفين :

#الموقف_الأول : التراجع عن الالتزام بسبب البلاء فينقلب على عقبيه : قال تعالى ( ومن الناس من يعبد الله على حرف،فإن أصابه خير اطمأن به،وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة،ذلك هو الخسران المبين)الحج (11)

فيقول : لو كان هذا الالتزام خيرا لما تسبب في حرماني من وظيفتي أو كساد تجارتي أو سجني فيترك الالتزام .

#الموقف_الثاني : هو الصبر والإصرار والثبات مهما كان البلاء وطال الزمان ، قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا و اتقو االله لعلكم تفلحون( آل عمران (200)

فإذا صبر وثبت على التزامه رفع الله منزلته وكفر عن خطيئته وبقي مع الغرباء .

🔸 أما صور الابتلاء فهي كثيرة منها :

🔅 أن يتعرض المؤمن الملتزم للأذى والمضايقة من الباطل وأهله ثم لا يجد من يدفع عنه فيصبر .

🔅أن يتعرض لفتنة الأهل والأولاد الذين يخشى أن يصيبهم الأذى بسببه ولا يملك أن يدفع عنهم فيصبر

🔅أن يرى إقبال الدنيا على أهل الباطل وهو مهمَل لا يشعر الناس به إلا الغرباء أمثاله فيصبر .

🔅 أن يُبتلى بتأخير النصر عن المؤمنين مع تعرضهم للأذى ، فيصبر .

✔️فالمؤمن كلما ازداد تمسكه بهذا الدين ، وصبره على تكاليفه ، ازداد البلاء حتى يأتي النصر .
💯1
📚قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين منزلة الصبر :
( معنى الصبر المشروع :
حبسُ النَّفْس عن الجزَع والتسخُّط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش ، وهو ثلاثة أنواع ، صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على امتحان الله … )[16] 

▪️قلتُ الغرباء مطالبون بأنواع الصبر الثلاثة ، وكلما اشتدت غربة الدين كان المرء أحوج إلى الصبر ، وكذلك يتضاعف الأجر ، فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبرُ فيهم مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) قال : يا رسول الله أجر خمسين منهم؟قال أجرخمسين منكم)[17],

▪️فإذا صبر المؤمن على البلاء انتصب له أعداء كثيرون منهم الذين يؤذونه بأنواع الإيذاء وقد يعملون على إغرائه بالمال والجاه لصرفه عما هو فيه ، ومنهم من يلصقون به التهم والألقاب والتخلف والتطرف ، فلابد من الصبر على كل ذلك ، فالصبر والثبات في مواجهة الابتلاء أول وأهم وسائل مواجهة الغربة .     

🔸 ب- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهو الوسيلة الثانية لمواجهة ودفع الغربة فالغريب يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، وحسب استطاعته مع مراعاة القواعد الشرعية ، فإذا قوي المعروف في مجتمع وضعُف المنكر فيظهر الصالحون ويظهر الإسلام ، وإذا قوي المنكر وضعف المعروف فقد اشتد في المجتمع غربة الصالحين الملتزمين بالدين .

فلابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للثبات ودفع الغربة عن الإسلام والمسلمين .

وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده ، لتأمُرُنَّ بالمعروف ، ولتنهونَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم )[18]

فالغرباء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، قال ابن القيِّم رحمه الله في أعلام الموقعين (2/176) :
(وقد غرَّ إبليس أكثر الخلق بأن حسَّن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة ، وتركوا الأمر بالمعروف ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تُنتهك ودينه يَتْرُك ، وسُنة رسول الله يُرغب عنها ، وهو بارد القلب ، ساكت اللسان ، شيطان أخرس ، وهل بلِيّة الدين إلا من هؤلاء الذين سلمت لهم مآكلهم فلا مبالاة بما جرى على الدين … )

 فإذا ترك الناس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عاقبهم الله بعقوبات لا يدركها إلا العالمون بنصوص الكتاب والسنة، ومن هذه العقوبات :

📌1- في الصحيحين عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ يوما من نومه فزعا وهو يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذاـ وحلق بين إصبعيه السبابة و والإبهام ـ فقالت زينب : يا رسول الله أنَهلَك وفينا الصالحون ؟ قال نعم : إذا كثر الخبث ) فكثرة الخبث والمعاصي في المجتمع تؤدي إلى الهلاك العام الشامل، و كل ذلك بسب بعدم القيام بالمعروف و النهي عن المنكر،وكثرة الخبث أي ظهوره و استعلائه حتى لا يكاد يُنكر بل يصير أمرا مألوفا .  

📌2- ومن العقوبات :

الاختلاف والتفرق والتناحر والتحزُّب :
قال الله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران (105/104)

📌3- ومن العقوبات :

عدم إجابة الدعاء : وقد مر معنا حديث حذيفة قبل قليل يدل على ذلك .

وهكذا عقوبات دنيوية كثيرة بسبب المعاصي والذنوب في المجتمعات ، فمن وسائل مواجهة الغربة ودفعها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

🔸ج- ومن وسائل مواجهة الغربة :

🔹العُزلة :  المسلم الذي يعنيه شأن الإسلام مُطالب بمواجة الغربة التي يعيشها وبالوسائل المشروعة مثل الصبر والثبات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا لم يستطع مواجهتها بذلك واجهها بالأسلوب الشرعي الصحيح الذي يضمن نجاته وسلامته ، ومحافظته على نفسه ودينه وهذا الأسلوب هو العُزلة .

ولا يُفهم من هذا أن الغريب حُكمه العزلة والانطواء وترك أمر الناس للناس على الإطلاق وإنما المقصود بيانه أن من الغرباء مجاهدين ودعاة عاملين وعلماء مخلصين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ، ومفهوم العزلة في النصوص تحمل على بعض الأفراد الذين تكون العزلة في حقهم أولى لأن مخالطتهم للناس تضر بدينهم ودنياهم وتضر بغيرهم أيضا  وكذلك تحمل على أن يكون هذا الاعتزال خاصا في فساد الزمان و عند الفتن و غير ذلك .

وقد وردت نصوص تمدح العزلة ونصوص تمدح الخُلطة و لابد من التوفيق بينهما : والعزلة هي الاعتزال أي تجنب الشيء بالبدن أو بالقلب أو بهما معا،قال تعالى(فاعتزلوا النساء في المحيض )وقال تعالى  ( فاعتزلكم وما تدعون من دون الله …)بالبدن والقلب ، والخُلطة هي المُمازجة والمداخلة بالبدن .
أما الأحاديث في مدح العزلة فمنها :


📍-في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله ! أي الناس أفضل ؟ فقال :"" مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه و ماله،قالوا : ثم من؟قال :مؤمن في شعب من الشِّعاب يتقي الله ويدع الناس من شره"" .[19]

📍- في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "" مِن خير معاش الناس لهم ،رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله،يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه،يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَة من هذه الشِّعف أو بطن واد من هذه الأودية ، يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة و يعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير  ""[20]وغيرهما من الأحاديث

🔹 أما الأحاديث في مدح الخلطة فمنها :

📍- حديث ابن عُمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"" المسلم إذا كان مخالطا الناس ، ويصبر على أذاهم ، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "". [21]

📍حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثَل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يُحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة )[22]وغيرها من الأحاديث. 

♦️وليس بين هذه الأحاديث تعارض ويمكن توضيح ذلك كما يلي :

🔅1- أن الإسلام دين جماعة و الأصل في المسلم الاختلاط بالناس ومعاشرتهم والقيام بحقوقهم والعزلة الكلية المطلقة يترتب عليها تضييع هذه الحقوق والفرائض وتعطيل كثير من الواجبات لكن ثمة حالات خاصة تُستثنى من هذا الأصل كما سيأتي .

🔅2- أما الأحاديث التي وردت في مدح العزلة فتحتمل على أحد وجهين :

▪️أ- أن يكون هذا في حق أفراد لا يستطيعون الجهاد ولا الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر ولو خالطوا الناس لتضرروا بالمخالطة وأضروا بغيرهم وذلك كمن يرى المنكرات فإذا رآها تأثر وتعكر مزاجه وتكدرت حياته فلم يهنأ بعيش ولا عبادة ، وكمن يعرف من نفسه الضعف والنيل إلى الفواحش فإذا جاورها وخالط أهلها ورآها استروح إليها ، فمثل هؤلاء قد تُشرع في حقهم العزلة بعد سؤال أهل العلم . [23]

▪️ب- الوجه الثاني : أن يكون هذا الاعتزال خاصا في زمان الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم أما في الأحوال العادية التي ليس فيها فتنة عامة فالأصل فيها أن المسلم يخالط الناس ويصبر على أذاهم ويوصل إليهم النفع الديني والدنيوي وهذا مذهب جماعة من السلف والعلماء .

📌
#نوع_آخر_من_العزلة :
قال الخطابي رحمه الله ( ولسنا نريد بهذه العزلة التي نختارها مفارقة الناس في الجماعات والجمعات ، وترك حقوقهم في العبادات … وصنائع السنن والعادات المستحسنة فيما بينهم … وإنما نريد بالعزلة : تركَ فضول الصحبة ونبذ الزيادة منها ) [24]

🔸وقال ابن حِجر رحمه الله:
( وقال غيره – أي غير النووي – يختلف باختلاف الأشخاص، فمن يتحتم عليه المخالطة من كانت له قدرة على إزالة المنكر فيجب عليه ) [25]

📌
#نوع_آخر_للعزلة :
وهي العزلة الجزئية حيث يخلو المرء بنفسه بقصد التعبد أو التزود من العلم ، أو محاسبة النفس أو نحو ذلك من الأغراض والمقاصد التربوية ، وقد ورد عن السلف أقوال في ذلك كما ورد قول عمر رضي الله عنه  ( خذوا بحظكم من العزلة ) ، وقول مسروقٍ رحمه الله ( إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها ، فيذكر ذنوبه فيستغفر منها )

🔸ويقول أبو سليمان الخطابي رحمه الله:
( وفي العزلة أنها معينة لمن أراد نظرا في علم أو استنباطا لحكمة )

📌
#نوع_آخر_من_العزلة :
وهي العزلة القلبية ولو خالط الناس وعاشرهم ببدنه فإنه مزايل لهم بعلمه وقلبه ، مفارق ما هم عليه من التعلق بالدنيا والبدع أو اتباع الهوى ، فهو مخالط الناس لهدايتهم ونصحهم وتعليمهم ولبيان السنة لهم ، وبذلك يجمع بين الخلطة والعزلة : الخلطة بجسده والعزلة بقلبه ومشاعره وعمله ، وقد روى ابن أبي شيبة (1032)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( خالطوا الناس و زايلوهم وصافحوهم ودينَكم لا تُكْلمونه )
وهنا كعزلة عامة عند فساد الزمان وعند الفتنة وهذه واجبة للأمر بالفرار منها في كثير من النصوص .

هذا ما تيسر جمعه فيما يتعلق بالغربة ووسائل مواجهتها ودفعها .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 
👍1
#الهــــوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
[1]مدارج السالكين (3/189)
[2]مجموع الفتاوى (18/297)
[3]الاعتصام (1/35)
[4]رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي والطبراني وغيرهم وهو حديث متواتر كما قال الكتاني في نظم المتناثر وذكر مقالة السيوطي والسخاوي وأقرَّهم
[5]أخرجه الأجري في الغرباء بإسناد صحيح ورجالُه ثقات .
[6]رواه أحمد (6649)وغيره وله شاهد عند ابن عساكر .
[7]رواه أحمد (11673)و الترمذي و ابن ماجه وغيرهم بإسناد صحيح ، وقد صححه الترمذي والبغوي وحسنه البخاري كما في العلل الكبير للترمذي وهناك طرق أخرى ضعيفة.
[8]رواه أحمد وابن ماجة وهو في صحيح الجامع 3918
[9]رواه البخاري (6416)
[10]مدارج السالكين  (3/190)
[11] أخرجه البخاري (3905)
[12]أحمد و البخاري (3660)
[13]متفق عليه
[14]رواه أحمد و البخاري(3684)
[15]مدارج السالكين (3/188)
[16]مدارج السالكين منزلة الصبر (2/155)
[17]رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم وهو حسن بشواهده صحيح الترغيب ( 3182)
[18]رواه أحمد والترمذي وحسّنه ، وكذلك في صحيح الجامع الصغير ( 7070 )
[19]منفق عليه
[20] أخرجه مسلم (1889)
[21]رواه أحمد و الترمذي(2507) والبخاري في الأدب المفرد
[22]متفق عليه  
[23]انظر هذه المعاني في فتح الباري ( 11/332) وشرح مسلم للنووي ( 13/34)
[25]فتح الباري ( 13/43)   
 
 
‏◈ مِنْ أعظم ما يُعينُك ويُثبِّتُ قلبك
✲↞ حال اشتداد البلاء عليك :

☜ أن تخلوَ بنفسك

  ❀ فتأنس بالدعاء والقرآن ❀

❃↞ فلا يرى الناس ضعفك
❃↞ ولا دمعتك لأنَّها ظهرَت في خلواتك

    ❀ مع الدعاء والقرآن ❀

‏◈ فلا ينقضي زمن البلاء
✼↞ إلاَّ وقد عشتَ معنى التعلُّق بالله
✼↞ والشكوى إليه والاستعانة به
✼↞ في كل وقت وعلى كل حال

✍🏻 د : سلطان العرابي


#رسالة_إلى_كل_مبتلى
بسم الله الرحمن الرحيم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

💭 ســـ↶ــؤال من موقع الإسلام سؤال وجواب 💭

❖ عندما أنوي قراءة القرآن مثلًا

❐ هل تكفي نية القراءة لنيل الأجر
︎↵ والشفاء والهداية ... الخ
︎↵ من فوائد قراءة القرآن ؟

☜ أم لابد أن أخصص النية ؟

❐ بأن أنوي في قراءتي هذه الليلة
︎↵ طلب الشفاء مثلًا
︎↵ وفي الليلة الأخرى طلب الأجر.

            🔊  الجَــ↶ـــوَابُ  🔊

◈ الحمد لله.

❐ المشروع في كل عبادة يعملها العبد
☚ أن ينوي بها وجه الله تعالى.

❐ فإذا أراد بعبادته الدنيا
☚ ولم تخطر الآخرة له على بال
❊↞ لم يصح عمله
❊↞ ولم يقبل منه.

❐ أما إذا عمل العمل
❊↞ وأراد به حسنة الدنيا والآخرة
❊↞ فلا حرج عليه في ذلك.

❐ فمن قرأ القرآن يقصد بذلك
☚ القصد الأول وجه الله تعالى

❀ ثم جمع إلى ذلك :
❁↞ إرادة الشفاء
❁↞ أو زوال الكرب
❁↞ وغير ذلك من حسنات الدنيا
☜ فلا حرج عليه.

◈ ولو جمع القصود كلها في نيته

❀ كأن يقرأ القرآن يرجو به :
❁↞ ثواب الآخرة
❁↞ وهداية القلب
❁↞ والعافية من المرض
❁↞ وزوال الكرب والهم
☜ فلا حرج عليه في ذلك.

❐ أما أن يقصد بعمل الطاعات
❃↞ شيئًا من مصالح الدنيا وثمرتها فقط
❃↞ غير ملتفت إلى ثواب الأخر
❃↞ وما في عمله من المصالح الدينية
☜ فهذا غير مشروع.

🎙️قال ابن كثير رحمه الله :

❐ " مَنْ عَمِلَ صَالَحَا الْتِمَاسَ الدُّنْيَا
❊↞ صَوْمًا أَوْ صَلَاةً أَوْ تهجدًا بالليل
❊↞ لا يَعْمَلُهُ إِلَّا الْتِمَاسَ الدُّنْيَا

✿ يَقُولُ اللَّهُ :
✲↞ أُوَفِّيهِ الَّذِي الْتَمَسَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَثَابَةِ
✲↞ وَحَبِطَ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ الْتِمَاسَ الدُّنْيَا
✲↞ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "

❂ انتهى
📚 "تفسير ابن كثير" (٤/ ٣١٠-٣١١)

🎙️وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

❐ " بعض الناس
❊↞ عندما يتكلمون على فوائد العبادات
❊↞ يحولونها إلى فوائد دنيوية

❐ فمثلًا يقولون
❊↞ في الصلاة رياضة
❊↞ وإفادة للأعصاب

❐ وفي الصيام
❊↞ فائدة لإزالة الفضلات
❊↞ وترتيب الوجبات

❐ والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية
☚ هي الأصل

❐ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص
☚ والغفلة عن إرادة الآخرة

❐ ولذلك بين الله تعالى في كتابه
❊↞ حكمة الصوم
❊↞ مثلًا أنه سبب للتقوى

❐ فالفوائد الدينية هي الأصل
☚ والدنيوية ثانوية "

❂ انتهى.
📚 "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (٢ /٢٠٩)

🎙️وقد سُئل الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله:

❐ إذا عمل العامل عملًا
︎↵ ابتغى به ثواب الله تعالى في الدنيا

❐ مثل حصول
︎↵ طول العمر بصلة الرحم
︎↵ وسعة الرزق

☜ ولم يرد ثواب الآخرة

❐ ولكنه أيضًا لم يرد ثواب المخلوقين
︎↵ فهل يعد هنا من الشرك
︎↵ وهل له ثواب في الآخرة ؟

🎙️فأجاب :

❀ " من عمل عملًا
❁↞ مما هو عبادة يراد به وجه الله
❁↞ وليست له رغبة في الآخرة
❁↞ وإنما رغبته ومقصوده ونيته الدنيا
☜ فإن ذلك من الشرك.

❐ يجب أن تكون أعماله
❊↞ مقصودة بها وجه الله
❊↞ ويريد بذلك رضاه والفوز بالجنة

❐ وإذا كان هناك شيء من أمور الدنيا
☚ فيجب أن يكون تبعًا

☜ فإذا كان تبعًا فلا يضره

✿ لأن الله تعالى أخبرنا
✲↞ أن الصحابة الذين قاتلوا يوم أحد
✲↞ كان منهم من يريد الدنيا

✿ ولكن الباعث على القتال والخروج
✲↞ هو إعلاء كلمة الله ونصر دينه
✲↞ والدفاع عنه

❐ ولا يمنع من هذا
☚ كونهم يريدون المغنم تبعًا

⇐ ليس مقصودًا في الأصل
⇐ ولا هو الباعث على العمل الصالح

❐ وإذا كان الإنسان يصل الرحم
❃↞ لأنه يمتثل أمر الله
❃↞ ويلاحظ مع هذا أنه يكون فيه زيادة عمر
❃↞ فلا بأس بهذا "

❂ انتهى.

✿ والحاصل:
✲↞ أن المشروع في مثل هذه العبادات
✲↞ أن يكون القصد الأول لصاحبها
✲↞ إرادة الله والدار الآخرة

⇐ وفي معنى ذلك
⇐ طلب الهداية والاستقامة

❐ ولا حرج على العبد أن يقصد مع ذلك تبعًا
❃↞ طلب الشفاء والعافية
❃↞ وزوال الكرب والهم
❃↞ وغير ذلك من حسنات الدنيا.

❐ ثم إن من فعل ذلك
☚ لا يحتاج أن يجعل لكل قراءة قصدًا

❐ بل الصورة المذكورة
❃↞ أن يجعل قراءة هذا اليوم مثلًا
❃↞ أو هذه الليلة بنية كذا
❃↞ وقراءة الغد بنية كذا، وهكذا

❐ لا يظهر لنا مشروعيته
☚ ولا نعلم لها أصلًا

❐ وإنما تكفيه نية واحدة
☚ يجمع فيها جميع مطالبه إن شاء

❐ ولا حرج في تخصيص عمله
❃↞ ببعض المقاصد الشرعية الصحيحة
❃↞ وتكون المقاصد الدنيوية الصحيحة
❃↞ تبعًا لها.

💠 والله تعالى أعلم.

   📍موقع الإسلام سؤال وجواب 📍                    

💎 وفقنا الله وإياكم لكل خير ونفعنا بما نقول ونسمع..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


#سؤال_وجواب


🔺 من وحي السماء 🔺
‏❖ يبحثُ المهموم عند اشتداد بلائه
✾↞ عن أكثر الناس قُدرةً وقوةً ورحمةً

❊↞ ظنّاً منه أنَّه يملك كشف هذا البلاء عنه
❊↞ أو تخفيف وطأته عليه

❀↞ ويغفل عن قُدرة الله المُطلقة
❀↞ وقوته الغالبة ورحمته الواسعة

‏❖ ووالله ما اكتفى أحدٌ
❃ بالشكوى إلى الله إلاَّ كفاه !! ❃

✍🏻 د : سلطان العرابي


#رسالة_إلى_كل_مبتلى
‏ ❃ لن تتأخَّر عنك إجابة دُعائك

❖ إنْ دعوتَ الله وليس في قلبك
    ⊹ «أي تعلُّقٍ بغير الله»

◈ تدعوه وشوقك للدعاء
    ⊹ «يملأ صدرك»

❖ تسألُه وثقتك بالدعاء
   ⊹ «ليس مثلها أي ثقةٍ في الدنيا»

◈ ترجوه وحُسْنُ الظنِّ بالله
    ⊹ «يغمُرُ قلبك ويجري في عروق دمك»

✍🏻 د : سلطان العرابي


#رسالة_إلى_كل_مبتلى

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

💭  ســـ↶ــؤال من موقع الإسلام سؤال وجواب 💭

❖ السحر والعين ابتلاء من عند الله فهل يؤجر العبد إذا أصيب بأحدها ؟

❖ وهل كل بلاء من مرض أو حادث أو غيره يؤجر عليه العبد إذا أصيب به ؟

⊹⊱ أم أن هناك أمورًا وضحها الإسلام يجب أن تتبع حتى يحصل له الأجر ؟

          🔊 الجَــ↶ـــوَابُ : 🔉

❖ لاشك أن الإصابة بالعين والسحر من أعظم ما يصيب المسلم من مصائب ،
❊↞ فإن أثرهما على عقل وقلب وجوارح المبتلى بهما عظيم
❖ فإن صبر على ذلك كان له من الله أجر عظيم

🎙️ فعن ابْنُ عَبَّاسٍ أن امَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيّ ﷺ فَقَالَتْ : " إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا "
• رواه البخاري (٥٦٥٢)
• ومسلم (٢٥٧٦)

❖ والمصائب التي تصيب الإنسان
↞ في نفسه
↞ أو في ماله
↞ أو أسرته
❖ ليست شرًّا محضًا
↞ بل قد يترتب عليها للعبد كثير من الخير
❊↞ وقد بيَّن الله تعالى في كتابه
↞ ما يخفف البلاء على النفس
↞ وما يحفِّز على الحصول على الأجر
☜ وذلك بالصبر والاسترجاع
وهو وعد من الله سينجزه سبحانه

❖ كما قال سبحانه : { وبشّر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
• البقرة(١٥٥ / ١٥٧)

✍🏻 قال ابن القيم : وهذه الكلمة
︎↵ من أبلغ علاج المصاب
︎↵ وأنفعه له في عاجلته وآجلته

☜ فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتها تسلى عن مصيبته:

❊↞ أحدهما:
↞ أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة
↞ وقد جعله عند العبد عارية
↞ فإذا أخذه منه: فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير

❊↞ والثاني:
↞ أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق
↞ ولا بد أن يخلِّف الدنيا وراء ظهره
↞ ويجىء ربه فردًا كما خلقه أول مرة بلا أهل ولا مال ولا عشيرة
↞ ولكن بالحسنات والسيئات ،

☜ فإذا كانت هذه بداية العبد ونهايته: فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود ؟

☜ ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء. "
• زاد المعاد " (٤ / ١٨٩ ) باختصار

❖ وبيَّن النبي ﷺ أن الصبر على الضراء والمصائب لا يكون إلا ممن حقق الإيمان

🎙️ عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ "عجبًا لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر ، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر ، فكل قضاء الله للمسلم خير "
• رواه مسلم (٢٩٩٩)

❖ إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد

☜ وهي علامة حب من الله له ؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مرًّا إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى -

✍🏻 ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط "
• رواه الترمذي (٢٣٩٦)
• وابن ماجه (٤٠٣١)
• وصححه الشيخ الألباني

❊↞ ولا ينبغي أن يكره العبد ما يقدِّره الله له من البلاء

🎙️ يقول الحسن البصري -رحمه الله- :
↞ لا تكرهوا البلايا الواقعة
↞ والنقمات الحادثة
︎↵ فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك
︎↵ ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك (أي هلاكك)

❖ والله أعلم.

   📍موقع الإسلام سؤال وجواب📍


💎 وفقنا الله وإياكم لكل خير ونفعنا بما نقول ونسمع..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..



#سؤال_وجواب


🔺 من وحي السماء 🔺
〈 بسم الله الرحمن الرحيم 〉
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سُئل فضيلة الشيخ / عبد الله بن جبرين -رحمه الله-


           الســــــؤالُ التالي


❐ هل يجوز للراقي أن يلمس المرأة عند القراءة
︎↵يلمس رقبتها ورأسها وركبتها وساقها وكتفها
︎↵بحجة أنه يريد أن يمسك الجني المتلبس بها؟


          🔊  الجَــ↶ـــوَابُ  🔊


⊝ "لا يجوز للراقي"
❃↞أن يمس بشرة المرأة الأجنبية عند الرقية
❃↞سواءً الرقبة أو الساق أو الكتف.

❐ وذلك لتحريم مس المرأة الأجنبية
☚ وخوفًا من الفتنة.

❐ كما لا يجوز له رقية المرأة الأجنبية
☚ إلا بحضور أحد محارمها.

❐ ففي هذه الحالة
✺↞يأمر المحرم أن يمس بشرتها مع تسترها
✺↞إذا كان قصده إمساك من تلبس بها من الجن
✺↞- إذا كان ذلك حقيقيًّا

❐ فيقتصر الراقي على القراءة والنفث
❁↞ويكون الْمَحْرم هو الذي يمسح
❁↞على مواضع النفث التي ينفخ فيها الراقي
❁↞ويمسك الجني الذي بها
❁↞أو يعذبه حتى يخرج منها.


💠 والله أعلم.


📍موقع فتاوى سماحة الشيخ /
    عبد الله بن جبرين -رحمه الله- 📍     

💎 وفقنا الله وإياكم لكل خير ونفعنا بما نقول ونسمع..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


#سؤال_وجواب


🔺 من وحي السماء 🔺
📍 الرقية إذا كانت بصدق مع الله كان تأثيرها أعظم ..

🔸 قال الشيخ/ عبدالله الكمالي وفقه الله:

إن الرقية الشرعية تكون من خلال الأذكار الواردة في الكتاب والسنة، فلو قرأ الإنسان على نفسه سورة الفاتحة وآية الكرسي وخواتم سورة البقرة، وسورة البقرة، والمعوذات، وغير ذلك من آيات القرآن العظيم بصدق مع الله لوجد في ذلك تأثيرا عظيما.

📚 كلمات للأسرة المسلمة صـ ٤٤
👍1
2025/10/21 12:19:02
Back to Top
HTML Embed Code: