ينبت خزامى وشيح لا حل طاريك
ويهل مزنٍ ما يوقّف قنوفه

في بارق ورعاد روّحت ساريك
ما شلت هم الدرب ولا شلت خوفه

لي خطوةٍ ماهي تضيّع حراويك
ولي قلب ماهو ينثني من شفوفه

كان العتم أولْك .. فالنور تاليك
وكان القدر مكتوب راضي صدوفه

حبيت مرّك قبل لا أحب حاليك
وحبيت قلبك قاسي أو به مروفه

عن الخطا والجرح والدمع أداريك
وإن جات منّك الصدر لك وجوفه

وإليا زعلت جيت بشعوري أراضيك
وأن مارضيت لك القصيد وحروفه

وكان الشعر في حضرتك ما يوفّيك
لك العمر لو كان في ايدك حتوفه

عن الشك وعن الخوف وأحاسيسه
ماعاد الشوق .. ياخذ حقّه الوافي

سريت الليل .. وسرّتني مقابيسه
ومعي لعتمة المسرى.. ضيا قافي

يا عين الصابر اللي حط مغاريسه
في قاعٍ .. معبرٍ للقيض والسافي

فصوله عدّت وضاعت مراميسه
وضاعت معْه غاية سرّها خافي

يا نفسي والهوى خلوة وتأنيسة
وبعض أحيان عسْر وموجع ونافي

وحجم الحب على قد الوجع قيسه
لا تغريك العيون ورمشها الغافي

تمادى قلبي بـ خطوة وساويسه
ولا قالت مشاوير السهر كافي

وانا شاعر توارت به هواجيسه
في ليلة شاعريّة .. حزنها ضافي

‏من الزوايا في مواري الذاكرة
‏متبروزة ملامحك في حيطها

‏فتق الجروح الماضية والباكرة
‏عمر التناسي .. ماقدر يخيطها

هذي الليال الزرق مسعاها غثر
على الجروح الموجعات من الغياب

رحت أكتب الشعر وأعادي النثر
يا حلمي اللي ماتبي غير السحاب

الشوق مثل الجرح يبقى له أثر
والعين تخفي كل شيء الا العتاب

كثر الخطاوي في دروبك وكثر
صبري .. سعيت أدور طروق الجواب

أتبع غديرٍ في مشاويري وأثر
بعد التعب هذا طلع كله سراب

راسي على روس المصايب ماينوخ
ولا يحب اهل البهارج والبقيط

لي طبع من طبع الاكابر والشيوخ
مع اني بعض احيان اشوف اني بسيط

‏اللي بقى فيني بقى
‏بين اعتذاري والأسف

‏ماني على باب اللقى
‏انا على باب الصدف

تفز الريح لامن جاذبت ثوبك
وتفززّ لك قصايد من قوافيها

تهادت لك مشاعر دوبها دوبك
وكشفت من الحنايا لك ومافيها

تلاحيني الهبوب اللي مع دروبك
ولا هم القدم .. كثرة سوافيها

على مطلوبي اللي عكس مطلوبك
ومطاليب العمر بعدك مجافيها

ماردّتهْ الليالي السود محبوبك
مع أنه فاقدٍ لذة عوافيها

عن البال ومساريّه كيف أتوبك
وأنا عارف وش النفس وخوافيها

تباعدت الدروب اللي ماهي صوبك
وتقاصرت الدروب اللي تجي فيها

عن فجوج الخيال .. اللي عرفته زين
مثل ما اعرف فجوج الواقع الجايح

تولاني ملام وضيقٍ وتخمين
ولا فاد الطواري .. صمت ومصايح

يشوف القلب من شاف الجسد والعين
مع أن قلبي على الغرِّات متمايح

ولا كنت اعرف الراحة قضاها دين
بعد ما بانت .. اللي عطرها فايح

ماكنها إلا صباحٍ في شهر تشرين
نسيمه .. للحمول الكايده زايح

ما بين التوت والتفاح والنسرين
عسى الله عن ظنوني .. غافر وبايح

بهيّة قد ، اخّاذة ، سناء الغاوين
نظرها عن جميع الخلق متشايح

تثنّا من قسى مدري تثنّا لين
وبرّاق الحسن في خدّها لايح

ردايفها فـ نعيم وخصرها مسكين
وهدبها راكز ومجدولها طايح

توارت عن عيوني بس مدري وين
وأنا اسوق العتب للجاي وللرايح

تصحي الرّيح غصن من التعب غافي
مثل ما صحّت معازيب السهر قافي

في ليلةٍ ما وراء ظلامها مامن
نجومها غايبه وحزنها ضافي

ما رحت أدوّر ضياها في مساريها
خايف عليّ .. لا يبيّن سرّها الخافي

حتى تبيّن عليّ نهارها غاير
والدرب مافيه غير القيض والسافي

مستاحشك يالطريق اللي خذا كليّ
من بعد ما ضاع بك ودّي وميلافي

ربيع شوق المحاني ..هاجر وولّى
وأقبل علي يا لطيف القد مصيافي

بعد الوله والوعد وصادق الكلمة
تغافلت قلبي الأيام يا كافي

في صفّة اللول والمجدول والغرّة
كتبت قافٍ ندي ورحت متجافي

و لولا مجموعة الكتب التي أحملها، و التي أنفقتُ الوقت في قراءتها، لأكلني الملل و الخوف