Telegram Web Link
وقد سمعت بعض شيوخ الزهاد يقول: إن الله ردّ "‌موسى" على أمّه في لحظة، وردَّ "يوسف" في مدة، فيه سبعة أوجه من الحكمة:

الأول: أن أمَّ ‌موسى كانت ضعيفة بالأنوثة، وكان ‌يعقوب قوياً بالذكورة.
الثاني: أن رمي ‌موسى كان من الله، وذهاب يوسف كان من النّاس باستحفاظه لإخوته، فخانوا فيه، فأدّب لئلا يستحفظ أحد غير الله.
الثالث: أن أمَّ ‌موسى وثقت بوعد الله، ورجا ‌يعقوب شفقة الإخوة.
الرابع: أن أم ‌موسى وعدها الله فأنجز وعده، ويعقوب لم يكن له من الله وعد، وإنما بقي بين الأسباب متردّداً حتى ساقته إليه المقادير على كلمة وتقدير.
الخامس: أن "‌موسى" رمي صغيراً فسبب الله له كفيلاً.
السادس: أن "يوسف" لو قال حين أُخرج من الجب: "أنا حر وابن نبي وهؤلاء إخوتي وهذه قريتي"، لما اشتروه، ولكنه استسلم، فأسلمه الله إلى الحكمة حتى يجعله سنَّة لمن بعده، وموسى صغير فتولى الله سلامته وردَّه في الحال.
السابع: أن إخوة يوسف قالوا "اطرحوه أرضاً"، والأرض أمُّ الآدمي ومقرُّه، فلم يُلق بمضيعة، وموسى رمي في البحر فلم يكن له بدٌّ من هلكة أو نجاة، فكانت النجاة السابقة في علم الله.

من قانون التأويل للإمام ابن العربي
{سَمَّيْتُها ‌مَرْيَمَ} إنما قالت لربّها ‌سميتها ‌مريم لأن مريم في لغتهم بمعنى العابدة، فأرادت بذلك التقرّب إلى الله.
ويؤخذ من هذا تسمية المولود يوم ولادته.
ابن جزي
{أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ} أي: علامتك أن لا تقدر على كلام الناس {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ} بمَنْع لسانه عن ذلك مع إبقاء الكلام بذكر الله، ولذلك قال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً} وإنما حبس لسانه عن الكلام تلك المدة ليخلص فيها لذكر الله شكرا على استجابة دعائه، ولا يشغل لسانه بغير الشكر والذكر.
ابن جزي
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ}

اختلف ‌الناس ‌في ‌الكبائر ما هي؟
فقال ابن عباس: الكبائر كلُّ ذنب ختمه الله بنار أو لعنة أو غضب.
وقال ابن مسعود: الكبائر هي الذنوب المذكورة من أول هذه السورة إلى أوّل هذه الآية.
وقال بعض العلماء: كلُّ ما عُصي الله به، فهو كبيرة، وعدّها بعضهم سبعة عشر.
وفي البخاري عن النبي صلّى الله عليه واله وسلّم: «اتقوا السبع الموبقات: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات» ، فلا شك أنّ هذه من الكبائر للنص عليها في الحديث.
وزاد بعضهم عليها أشياء، ورد في الأحاديث النَّص على أنها كبائر، وورد في القرآن أو في الحديث وعيد عليها، فمنها:
عقوق الوالدين، وشهادة الزور، واليمين الغموس والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والنهبة، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله، ومنع ابن السبيل الماء، والإلحاد في البيت الحرام، والنميمة، وترك التحرّز من البول، والغلول، واستطالة المرء في عرض أخيه، والجور في الحكم.

تفسير ابن جزي
{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ} أي: حتى تعود إليكم عقولكم فتعلمون ما تقرؤون، ويظهر من هذا أن السكر أن لا يعلم ما يقول؛ فأخذ بعض الناس من ذلك أنّ ‌السَّكران ‌لا يلزمه طلاقه ولا إقراره.

تفسير ابن جزي
قَالَ سيِّدنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
«إِذَا ‌صُمْتَ ‌فَلْيَصُمْ ‌سَمْعُكَ، وَبَصَرُكَ، وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ سَوَاءً».
{وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى}
وصية عامة، والفرق بين البرّ والتقوى: أن البرّ عام في فعل الواجبات والمندوبات وترك المحرمات، وفي كلِّ ما يقرِّب إلى الله، والتقوى في الواجبات وترك المحرمات دون فعل المندوبات؛ فالبرّ ‌أعمّ ‌من ‌التقوى.
{وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ}
الفرق بينهما: أن الإثم كلُّ ذنب بين العبد وبين الله، أو بينه وبين الناس، والعدوان على الناس.

تفسير ابن جزي
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}
إخبار عن شدّة عداوة اليهود وعبدة الأوثان للمسلمين.
وإخبار أن النصارى أقرب إلى مودة المسلمين.
وهذا الأمر باقٍ إلى آخر الدهر، فكلُّ يهوديٍّ شديدُ العداوة للإسلام والكيد لأهله.

تفسير ابن جزي
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا}

‌استمتاع ‌الجن بالإنس: طاعتهم لهم، واستمتاع الإنس بالجن كقوله: {وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ}، فإن الرجل كان إذا نزل واديا قال: أعوذ بصاحب هذا الوادي، يعني كبير الجن.

تفسير ابن جزي
http://faqihnafsak.com/323

مدارج التفقه في المذهب المالكي


(برنامجٌ دراسيٌّ وسُلَّم تعليميٌّ مُقترح)
مقسم على ثلاث مراحل، مع مقدمة وتنبيهات، وخاتمة فيها إضاءات وإرشادات، تتعلق بطلب العلم، ومنهج الدراسة ..
نصٌّ بديع من تفسير الإمام الرازي رحمه الله لمعاني وأسرار قول الله تعالى {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي}.
---------
فِي قَوْلِهِ: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي}
سُئِلَ رَسُولُ اللَّه ﷺ عَنْ شَرْحِ الصَّدْرِ فَقَالَ: نُورٌ يُقْذَفُ فِي الْقَلْبِ.
فَقِيلَ: وَمَا أَمَارَتُهُ؟
فَقَالَ: التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ النُّزُولِ.
وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ شَرْحَ الصَّدْرِ عِبَارَةٌ عَنِ النُّورِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}.

وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذَكَرَ عَشَرَةَ أَشْيَاءَ وَوَصَفَهَا بِالنُّورِ:
أَحَدُهَا: وَصَفَ ذَاتَهُ بِالنُّورِ {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}.
وَثَانِيهَا: الرَّسُول {قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ}.
وَثَالِثُهَا: الْقُرْآن {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ}.
وَرَابِعُهَا: الْإِيمَان {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ}.
وَخَامِسُهَا: عَدْل اللَّه {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها }.
وَسَادِسُهَا: ضِيَاء الْقَمَرِ {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}.
وَسَابِعُهَا: النَّهَار {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ}.
وَثَامِنُهَا: الْبَيِّنَات {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ }.
وَتَاسِعُهَا: الْأَنْبِيَاء {نُورٌ عَلى نُورٍ}.
وَعَاشِرُهَا: الْمَعْرِفَة {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ}.

إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَنَقُولُ كَأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} بِمَعْرِفَةِ أَنْوَارِ جَلَالِكَ وَكِبْرِيَائِكَ.
وَثَانِيهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، بِالتَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِ رُسُلِكَ وَأَنْبِيَائِكَ.
وَثَالِثُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، بِاتِّبَاعِ وَحْيِكَ وَامْتِثَالِ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ.
وَرَابِعُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، بِنُورِ الإيمان والإيقان بإلهيتك.
وخامسها: رب اشرح صَدْرِي بِالْاطِّلَاعِ عَلَى أَسْرَارِ عَدْلِكَ فِي قَضَائِكَ وَحُكْمِكَ.
وَسَادِسُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي بِالِانْتِقَالِ مِنْ نُورِ شَمْسِكَ وَقَمَرِكَ إِلَى أَنْوَارِ جَلَالِ عِزَّتِكَ، كَمَا فَعَلَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ انْتَقَلَ مِنَ الْكَوْكَبِ وَالْقَمَرِ وَالشَّمْسِ إِلَى حَضْرَةِ الْعِزَّةِ.
وَسَابِعُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي مِنْ مُطَالَعَةِ نَهَارِكَ وَلَيْلِكَ إِلَى مُطَالَعَةِ نَهَارِ فَضْلِكَ وَلَيْلِ عَدْلِكَ.
وَثَامِنُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي بِالْاطِّلَاعِ عَلَى مَجَامِعِ آيَاتِكَ وَمَعَاقِدِ بَيِّنَاتِكَ فِي أرضك وسماواتك.
وَتَاسِعُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي فِي أَنْ أَكُونَ خَلْفَ صُوَرِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَمُتَشَبِّهًا بِهِمْ فِي الِانْقِيَادِ لِحُكْمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَعَاشِرُهَا: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي بِأَنْ تَجْعَلَ سِرَاجَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِي كَالْمِشْكَاةِ الَّتِي فِيهَا الْمِصْبَاحُ.

وَاعْلَمْ أَنَّ شَرْحَ الصَّدْرِ عِبَارَةٌ عَنْ إِيقَادِ النُّورِ فِي الْقَلْبِ حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ كَالسِّرَاجِ، وَذَلِكَ النُّورُ كَالنَّارِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْقِدَ سِرَاجًا احْتَاجَ إِلَى سَبْعَةِ أَشْيَاءَ:
(زَنْد وَحَجَر وَحِرَاق وَكِبْرِيت وَمِسْرَجَة وَفَتِيلَة وَدُهْن).
فَالْعَبْدُ إِذَا طَلَبَ النُّورَ الَّذِي هُوَ شَرْحُ الصَّدْرِ افْتَقَرَ إِلَى هَذِهِ السَّبْعَةِ.

فَأَوَّلُهَا: لَا بُدَّ مِنْ زَنْدِ الْمُجَاهَدَةِ {وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا}.
وَثَانِيهَا: حَجَرُ التَّضَرُّعِ {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}.
وَثَالِثُهَا: حِرَاقُ مَنْعِ الْهَوَى {وَنَهَى ‌النَّفْسَ ‌عَنِ ‌الْهَوى}.
وَرَابِعُهَا: كِبْرِيتُ الْإِنَابَةِ {وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ} ملطخا رؤوس تِلْكَ الْخَشَبَاتِ بِكِبْرِيتِ تُوبُوا إِلَى اللَّه.
وَخَامِسُهَا: مِسْرَجَةُ الصَّبْرِ {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}.
وَسَادِسُهَا: فَتِيلَةُ الشُّكْرِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
وسابعها: دهن الرضا {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} أَيِ ارْضَ بِقَضَاءِ رَبِّكَ.
فَإِذَا صَلَحَتْ هَذِهِ الْأَدَوَاتُ فَلَا تُعَوِّلْ عَلَيْهَا بَلْ يَنْبَغِي أَنْ لَا تَطْلُبَ الْمَقْصُودَ إِلَّا مِنْ حَضْرَتِهِ؛ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها}.
ثُمَّ اطْلُبْهَا بِالْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ: {وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرْفَعُ يَدَ التَّضَرُّعِ وَتَقُولُ: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} فَهُنَالِكَ تَسْمَعُ {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى}.
وَأَحْسَنُ مَا يُقَالُ فِي تَفْسِيرِ الهَوَى:
أَنَّهَا المَحَبَّةُ، لَكِنْ مِنَ النَّفْسِ، يُقَالُ "هَوِيتُهُ"، بِمَعْنَى أَحْبَبْتُهُ، لَكِنَّ الْحُرُوفَ الَّتِي فِي "هَوِيَ" تَدُلُّ عَلَى الدُّنُوِّ وَالنُّزُولِ وَالسُّقُوطِ وَمِنْهُ الْهَاوِيَةُ.
فَالنَّفْسُ إِذَا كَانَتْ دَنِيئَةً وَتَرَكَتِ الْمَعَالِيَ وَتَعَلَّقَتْ بِالسَّفَاسِفِ فَقَدْ هَوَتْ، فَاخْتَصَّ الْهَوَى بِالنَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَلَوْ قُلْتَ "أَهْوَاهُ بِقَلْبِي" لَزَالَ مَا فِيهِ مِنَ السَّفَالَةِ.
لَكِنَّ الِاسْتِعْمَالَ بَعْدَ اسْتِبْعَادِ اسْتِعْمَالِ الْقُرْآنِ حَيْثُ لَمْ يسْتَعْمَل الْهَوَى إِلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الَّذِي يُخَالِفُ الْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْمَلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَدْحِ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا} إِلَى قَوْلِهِ {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى}؛ إِشَارَةٌ إِلَى عُلُوِّ مَرْتَبَةِ النَّفْسِ.
من تفسير الإمام الرازي في سورة النجم.
-----
وجاء في تفسير الشيخ ابن عاشور لسورة النازعات:
وَالْمُرَادُ بِالْهَوى: مَا تَهْوَاهُ النَّفْسُ، فَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، مِثْلَ الْخَلْقِ بِمَعْنَى الْمَخْلُوقِ، فَهُوَ مَا تَرْغَبُ فِيهِ قُوَى النَّفْسِ الشَّهَوِيَّةُ وَالْغَضَبِيَّةُ مِمَّا يُخَالِفُ الْحَقَّ وَالنَّفْعَ الْكَامِلَ.
وَشَاعَ الْهَوَى فِي الْمَرْغُوبِ الذَّمِيمِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ}، أَنَّ "بِغَيْرِ هُدىً" حَال فمؤكدة لَيْسَتْ تَقْيِيدًا إِذْ لَا يَكُونُ الْهَوَى إِلَّا بِغَيْرِ هُدًى.
فقِّه نفسك في المذهب المالكي pinned «📚 (التَّعليم الشرعي عبر الإنترنت بين التَّقريب والتَّسييب) مباركٌ للكرام قدوم شهر الكرم والخير والرحمات، جعلنا الله من صوّامه وقوّامه وعتقائه من النار. وهذه كليمةٌ أبيّن فيها وجهة نظري المتواضعة، بعد عددٍ من أسئلة بعض الأحباب، ولِما أراه كذلك مِن حولي في…»
Forwarded from أنَس رُفَيْدَة (أنس رفيدة)
عند المذاكرة والتحصيل أعمل قلمك ولا تكتف بمجرد النظر:

[رُوِيَ أن الْمولى جمال الدّين -الآقسرائي- نظر يَوْمًا فِي حجرات الطّلبَة خُفْيَة، فَرَأى الْمولى حسن باشا -ابن المولى علاء الدين الأسود- مُتكئا ينظر فِي الْكتاب، وَنظر إلى الْمولى الفناري فَرَآهُ جاثيا على رُكْبَتَيْهِ يطالع الْكتب وَيكْتب الْحَوَاشِي عَلَيْهَا، فَقَالَ فِي حق الأول: إنه لَا يبلغ دَرَجَة الْفضل: وَقَالَ فِي حق الثَّانِي: إنه سيحصِّل الْفضل وَيكون لَهُ شَأْن فِي الْعلم، وَكَانَ كَمَا قَالَ]

الشقائق النعمانية - طاشكبري زاده
🕌صلاة العيد تتويجٌ لعبادة الصّيام، والله تعالى يقول: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
وجاء في تفسير القرطبي: روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، عن النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾ قال: أخرج زكاة الفطر، ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ قال: صلاة ‌العيد.
وقال ابن عباس: وذكر اسم ربه في طريق المصلى فصلى ‌صلاة ‌العيد.

🔻هذه نشرة فيها أحكام صلاة العيد، والتي هي من آكد النّوافل.
🔗لتحميل النشرة:
https://faqihnafsak.com/1068
2025/07/05 06:52:39
Back to Top
HTML Embed Code: