أَبو الجَوادِ، جَميعُ الحُسنِ مَن أَنِسَتْ
بِهِ النُّفوسُ، وسِرُّ اللهِ حِينَ فَشا

ما نابَني الضَّيمُ إِلّا زُرتُ مَرقَدَهُ
يا لَيتَني مِنهُ في الجُدرانِ ما نُقِشا

قَبرٌ بِطُوسٍ يَقولُ المُستَجيرُ بِهِ:
هذا الأَمانُ الّذي في النّاسِ قَد بَطَشا.

«إشْتَقْتُ إلیکَ»
دلتنگِ تُواَم یا اَباعبدالله...

بَكَيْتُ عَليهُ إِذْ مَضَى لِسَبيلِهِ
بِعَيْنٍ تَكَادُ الرُّوحُ فِي دَمْعِهَا تَجْرِي

وَإِنِّي لأَدْرِي أَنَّ حُزْني لا يَفِي
بِرُزْئِي وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إِلَى الصَّبْرِ

وَكَيْفَ أَذُودُ الْقَلْبَ عَنْ حَسَرَاتِهِ
وَأَهْوَنُ مَا أَلْقَاهُ يَصْدَعُ فِي الصَّخْرِ

يَلُومُونَنِي إِنِّي تَجَاوَزْتُ فِي الْبُكَا
وَهَلْ لاِمْرِئٍ لَمْ يَبْكِ فِي الحُزْنِ مِنْ عُذْرِ؟

وكلّما أضناني الشوق، وأبرحني ألمُ فراق الحبيب أبي هادي، خفف عنّي توقيتُ وطبيعةُ الرّحيل.

لقد اختار الحبيبُ اللحظةَ المُناسبة للرّحيل، ونيل المُراد، فلم يكُن يليقُ به إلّا الشّهادةَ بمثلِ هذه المعركة التاريخيّة وبمثلِ هذه الطريقة المشرّفة، دفاعاً عن المظلومينَ ونُصرةً للمُستضعفين، وعلى يد شرار خلقّ الله، قتلةِ الأنبياء والقردة الممسوخين.

رضوانُ الله عليك سيّدي دائماً أبدا.

تحدّثَ الحاج محمّد رعد، نائب الأمين العام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان، في مقابلتِه الأخيرة على قناة الميادين، حيث ذكر أنّه بعد شهادة السيّد الأسمى أبو هادي رض، ومع انطلاق معركة أولي البأس في الأوّل من تشرين الأوّل من العام الماضي، فإنّ قيادةَ حزب الله قد قامت بوضع الحواجز في الجنوب الأبيّ، وذلك لمنع التحاق المزيد من المقاتلين نحو ساحات المواجهة، فتحوّل الأمر من النقص إلى الفائض من المقاتلين.

هذا في الحقيقة، جزءٌ من ارتداداتِ شهادة السيّد حسن نصر الله رض وبركاتِ دمِه الطّاهر، فهو ثروةٌ لكلّ الأحرار، التائقينَ لمواجهة الصهاينة اللعناء، فهذه الدّماءُ الزكيّة ستولّدُ حرارةً في صدور الشرفاء، لا تهدأ إلّا بتطهير هذه الأرض من دنسِ الإسرائليين، طالَ الزمنُ أم قصُر.

لا يصحّ إلّا الصحيح، ولا يقوى المرجفونَ على الوقوف بوجهِ الجماهير الموالية للشهيد الأسمى أبي هادي رض، وتمّتْ إضاءة صخرة الرّوشة في لبنان بصورة السيّد حسن نصر الله وأخيه الصفيّ رض، رغماً عن أنفِ رئيس الوزراء المتخاذل الخانع، ليثبتوا عجزه عن منع ذلك، فكيف به وهو يريد نزع سلاح حزب الله.!

وبذلك، فقد أهدى حزبَ الله وجمهورَه نصراً معنويّاً هامّاً، وسيتعرّض للتوبيخ والتقريع من الماسكينَ برَسَنِه من الأمريكان والخليج، وهذا هو حالُ المرتمينَ بأحضانِ الإستعمار والعربان، فمصيرُهم الذلّ على الدوام.

" كلَّ ما نحتاجُ إليهِ هو الله سبحانه وتعالى؛
فَمِن رحمتهِ ولطفهِ بنا أجازَ لنا إن ندعوهُ ونخاطِبهُ في أي وقتٍ وفي أي مكان وفي أي حال ".

- سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله 💔

حاشا لِمِثْلِكَ أَنْ يَمُوتَ بِدَاءِ
فَوْقَ الْفِرَاشِ كَمِيتَةِ الْجُبَنَاءِ

ما عِشْتَ إِلَّا كَيْ تَعِيشَ مُخَلَّدًا
فِي الْأَنْبِيَاءِ وَحَضْرَةِ الشُّهَدَاءِ

عُمْرًا حُسَيْنِيَّ الْمَلاحِمِ عِشْتَهُ
لَا يَنْقَضِي إِلَّا بِبَذْلِ دِمَاءِ

عَانِقْ حَفِيدَكَ يَا عَلِيُّ وَهَكَذَا
فَلْيَلْتَقِ الْعُظَمَاءُ بِالْعُظَمَاءِ

فِي رِضْوَانٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ سَيِّدَ حَسن

لقد كان الشهيد الكبير انموذجًا قياديًا قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين الدواعش، كما اتخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك.
جزء من بيان سَماحة المرجع الأعلى علي الحُسيني السيستاني.

🎥 ينتابني حزنٌ عميق لفقده

يقول القائد إننا في حالة حداد هذه الأيّام، وأنا شخصيًّا ينتابني حزنٌ عميق حقًّا، فالحادث الذي وقع لم يكن حادثاً هيّنًا، وفقدان السيّد حسن نصر الله ليس حادثًا هيّنًا، وقد جَعَلَنا بالفعل في حالة حداد مؤلمة .

🔰الإمام الخامنئي -دام ظلّه- | ٢٠٢٤/١٠/٢م

#إعادة_نشر
🔗 منصة راية الخامنئي :
انستغرام | تيك توك | فيسبوك | يوتيوب | واتساب

♦️Telegram | www.tg-me.com/RayaAlkhamenei

كَأَنَّ الَّذِي بِالْأُفُقِ نَعْشُكَ سَائِرًا
وَطَرْفِي السَّهَى وَالْحَامِلُونَ بَنُو نَعْش
مَشَتْ خَلْفَكَ التَّقْوَى تُشَيِّعُ رُوحَهَا
وَمِنْ غَيْرِ رُوحٍ مَنْ رَأَى مَيْتًا يَمْشِي
بَكْتَكَ وَظَفَرُ الْوُجُدِ يَخْدِشُ قَلْبَهَا
فَمَدْمَعُهَا الْمُحَمَّرُّ مِنْ ذَلِكَ الْخَدْشِ.

حُزنُنا ليس جَزَعًا ولا وهنًا، إنّما هو حُزنُ العارفين بقدر الرجال العظام، حُزنٌ يُشبه ما نطقت به الحوراءُ عليها السلام: «العُيونُ عَبرى والصُّدورُ حَرّى».
وإنّه لَحَريٌّ بنا أن نحزن لفقدِ قائدٍ عظيم، ومجاهدٍ مُلهم، ارتقت به المقاومةُ إلى قمم العزّة، وأوقد في القلوب شُعلة الإباء.