الحمد لله وحده.

تأتي ليلة الثامن والعشرين من رمضان، وقد أجهد كثير من الناس أنفسهم في ليلة سبع وعشرين، وحق لهم.
لكنهم يعاملون أنفسهم في ليلة ثمان وعشرين أسوأ معاملة!
الحمد لله وحده.

ليلة ثمان وعشرين من رمضان (ثالثة تبقى)؛ لعلها يصدق أنها: ليلة المحسنين!
وهي ليلة كأنها: ليلة برهان صدق الإقبال على الله في العشر الأواخر، خير ليالي العام كله.
فأحسن إلى نفسك في ليلة ثمان وعشرين من رمضان، ليلتنا هذه.
واحذر نفسك ليلة الثامن والعشرين!

ليلة الثامن والعشرين هي (ثالثة تبقى)، فهل تكون ليلة القدر، وتكون العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر؟!

1- قد روى الطيالسي والبيهقي في شعب الإيمان حديثا عن رسول الله ﷺ فيه الأمر بتحري ليلة القدر في (ثالثة تبقى)، وهي ليلة ثمان وعشرين، ليلتنا هذه.

وتذكَّر أن:
2- ليلة الثامن والعشرين: هي ليلة وترية، باعتبار ما بقي، إن كان الشهر تامًّا.
لأنها الليلة الثالثة من نهاية الشهر، والثالثة وتر.

3- وقد أمرَنا رسول الله ﷺ بالتماس ليلة القدر في الأوتار من العشر الأواخر، وعلَّمنا أيضًا أن نعدَّ من نهاية الشهر، كما فعل هو بنفسه ﷺ.
قال ﷺ: (تحروا ليلة القدر، في الوتر من العشر الأواخر من رمضان).
وقال ﷺ: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى).
والحديثان في صحيح البخاري.

4- وهذه الطريقة في العد والحساب، أعني أن نحسب من نهاية الشهر، هي طريقة صحيحة عن رسول الله ﷺ، كما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم.

وكما أكَّدها شرح الصحابة رضوان الله عليهم، كما جاء عن ابن عباس في صحيح البخاري، وعن أبي سعيد الخدري في صحيح مسلم.
فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما صريح قوله: (التمسوا في أربع وعشرين).
وقد سبق كل ذلك مفصَّلًا.

5- لو كان الشهر تامًّا:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية، بعد أن قال إن ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر:
(لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتُطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين.
■ ويكون باعتبار ما بقي، كما قال النبي ﷺ: «لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى».
فعلى هذا: إذا كان الشهر ثلاثين [يكون ذلك ليالي الأشفاع]) انتهى كلام شيخ الإسلام.

5- لو كان الشهر ناقصًا:
قال ابن حزم الظاهري رحمه الله، أحد أذكياء المسلمين وعظمائهم، في المحلى، عن ليلة القدر:
(... إلا أنه لا يدري أحدٌ من الناس أيّ ليلة هي من العشر المذكور؟
إلا أنها في وتر منه ولا بد.
فإن كان الشهر تسعًا وعشرين:
فأوّل العشر الأواخر بلا شك: ليلة عشرين منه؛ فهي إما ليلة عشرين، وإما ليلة اثنين وعشرين، وإما ليلة أربع وعشرين، وإما ليلة ست وعشرين، وإما [ليلة ثمان وعشرين]؛ لأن هذه هي الأوتار من العشر الأواخر ...) انتهى المراد نقله عن ابن حزم.

■ أقول:
تأتي ليلة الثامن والعشرين من رمضان، وقد أجهد كثير من الناس أنفسهم في ليلة سبع وعشرين، وحق لهم.
لكنهم يعاملون أنفسهم في ليلة ثمان وعشرين أسوأ معاملة!

وتأتي هذه الليلة وتبدأ فيها مشاعر الوداع، وهذا صواب.
لكن الواجب أن يحسن الإنسان في الوداع ويجتهد، سواء من أحسن الاستقبال ومن لم يحسن!
فكيف إذا علم أنه لم يحسن؟!

أفي أول الفريضة وآخرها؟!

إياك أن تستغني عن رحمة الله وبركاته، فإن من استغنى عن الله؛ وكله إلى ما ظنَّ أنه يغنيه!
هذا زمن شريف.. وهذا موسم لم ينفضّ!
وليلة القدر لا سبيل إلى الجزم بها.
والمريد: لا يترك ليلة واحدة، من حرصه وصدق طلبه لليلة الشريفة، عسى أن تكون منجية له يوم الميزان.

أستغفر الله!
بل المريد يصنع لنفسه ليلة ذلٍّ وانكسار، واطّراحٍ على باب الملك الغنيّ، حتى إن كان رأى فوات ليلة القدر برؤية الملائكة بعينيه!
لأن إرادة المريد إنما هي لله، لذات الله.
ولأن المريد: يعلم حاله، ويعلم حقيقته، وحقيقة ما هو مقدم عليه غدا، وحقيقة مطلوب مولاه منه، ويعلم شرف الزمان!

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك!
الحمد لله وحده.

■ إنَّ من المؤسف أن نموتَ قبل أن نأخذَ حظَّنا من فهم القرآن.
■ وإنَّ من الممتع أن نقرأه ونصالح معانيه، فنعرف ما نحن؟ وما هذا الذي نحن فيه في الدنيا؟ وما الذي نقدم عليه بعد الموت؟
فنعي، ونعمل، ونتأهَّب لما بعد الموت..
فالممتع أن نموت! فنجد ما وعدَنا ربُّنا كما قرأناه، وفهمناه، وأعددنا له !!

■ وإنَّ من المُرعب أن نبقى غافلين، أو تائهين، أو مؤجِّلين إلى أن نموت، أو يُرفعَ القرآن من المصاحف والصدور، فلا تبقى منه آية.

اللهمَّ اهد قلوبنا يا رب!
اللهمَّ اجعله رمضان اليقظة والعمل، يا رب!
الحمد لله وحده.

ليلة القدر، هل تكون في ليلتنا هذه، ليلة تسع وعشرين؟
هل تأتي ليلة القدر "في تسعٍ يمضين"؟


ليلتنا هذه من أكثر الليالي التي أؤمّل فيها أن تكون ليلة القدر.
وقد خصّها النبي ﷺ بالذّكر.

ليلة التاسع والعشرين:
(1)- هي ليلة فردية باعتبار ما مضى، (التاسعة بعد دخول العشر الأواخر).
وهي أيضًا فرديّة باعتبار ما بقي إن كان الشهر ناقصا، (الليلة رقم 1 إذا بدأنا العد من آخر الشهر) كما سبق وشرح معنى الأوتار مرارا.
وقد أمر الرسول ﷺ بتحرّي ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر.

(2)- لقد خصّها النبي ﷺ، فحثًّ على التماس ليلة القدر فيها خاصة، كما:
1- في صحيح البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (هي في العشر الأواخر، هي في تسع يمضين ...).
وأنت الليلة في تسع يمضين، فلا تحرم نفسك، واسمع كلام النبيّ!
صلى الله عليه وسلم.

2- في صحيح البخاري أيضًا عن عبادة بن الصامت مرفوعا إلى النبي ﷺ قال:
(خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعَتْ وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة).
فأنت الليلة في التاسعة، على أحد قولي أهل العلم، وسبق شرح ذلك.

3- روى الإمام أحمد في مسنده (والطيالسي في المسند وأوسط الطبراني وغيرهم) عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال في ليلة القدر:
( إنها ليلة سابعة، أو [تاسعة وعشرين]، إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى).
وعند الطبراني: (أكثر من عدد النجوم).

(3)- لا تلتفت، واحذر!
لا تلتفت إلى من جزم بأنها قد مرّت، واحذرهم أن يحرِفوك عن إكمال عدَّة رمضان، قائما داعيا راغبا راهبا.

واحرص على مصلحتك، قد نصحتك لله، فإني أرجو أن أكون أُحِبّ لك أن تقومها كما أحبّ لنفسي!
فإنها من أكثر الليالي التي أرجو فيها أن تكون هي!

■ فإن قلت لي: فلماذا هي من أرجى الليالي عندك؟
أقول لك: لأن كثيرًا من الناس يغفل عنها، أو يتهاون بها، مع أن رسول الله ﷺ قد خصّها بالتنبيه!

وما يؤمنني - أو يؤمنك - أن تكون في آخر ليلة؟!
لا سيما وقد خصَّها النبي ﷺ بالذكر؟

ويكون الله تعالى قدَّر أن يمتحن بها عبادَه، ليعلَم الملحَّ المصرَّ على طلب الرضا، ممَّن أراد أن يجعل لهواه ونفسه حجَّة، ليواصل بعدها الغفلة؟!

فيحتجّ ويقول: قد مرّت في ليلة كذا..
أو: قد أخبر فلان وفلان أنها ليلة كذا!

■ قد تكون آخر ليلة، فقد أوشك الموسم أن ينفضّ!
أوشكت صحيفة رمضان أن تطوى!

اللهم اجبر كسر قلوبنا ..
لا تحرمنا يا رب، واكتبنا في الطائعين!

اللهم لا تحرمني من مزيد فضلك.
آت نفسي تقواها، وأدخلني في الشاكرين، المخلَصين، الأوّاهين المنيبين!
اللهم ارزقني الذلّ لك، والضعف بين يديك.. ولزوم بابك.. وافتح اللهم عليّ من بركاتك.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا له إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك!
الحمد لله وحده.

مائة وثمانون يوما يا عْرْة، ونحن لا نفعل لك شيئا.
نصف سنة ونحن نشاهدكم تقتلون وندعي أننا مقهورون مغصوبون.
ستة أشهر يا عْرْة، انفض فيها كثيرون إلى متاع الدنيا القليل، وأغمض آخرون عيونهم إلا عن أموالهم وأولادهم، وأصم آخرون آذانهم إلا عن صوت قلوبهم القاسية.

وانقلب آخرون إلى أنعام أو أضل، يحرفون الكلم عن مواضعه، يلبسون الحق بالباطل، يهدمون البقية الباقية من أصول أخلاق الناس وإسلامهم لله، ينسبونه إلى دين الله، يشغلونهم بالكفر البواح، فهم الزنادقة أنصار الزنادقة.. وهم الزنادقة عُبّاد الزنادقة.

مائة وثمانون يوما، نزعم أننا مغصوبون، ووالله لا أدري بم أجيب الله يوم السؤال.
اللهم... اللهم..

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله وحده.

ليلة 30 رمضان، هل تكون ليلة القدر؟؟
(التمسوها في آخر ليلة)!

ليلة الوداع، ليلة تمام الثلاثين.
هل في ذلك حديث عن النبيّ ﷺ؟

ماذا لو أراد الله أن يصطفي من يَبقون راغبين ثابتين إلى آخر ليلة؟
أو التائبين العائدين الصادقين في آخر ليلة؟
آخر ليلة حين يغفل كثيرون، ومنهم من اجتهد قبل ذلك، لكنه لم يكمل العدة!

(1) ليلة الثلاثين هي ليلة وترية!
وقد أمر النبي ﷺ أن نلتمس ليلة القدر في الأوتار.

وذلك: لأنها الليلة الأولى (رقم 1)، لو بدأنا العدّ من آخر الشهر.. يعني: باعتبار ما بقي.. (شرحنا مرارا أن هذه الطريقة صحيحة لغةً وشرعًا، مع ذكر أحاديث رسول الله ﷺ، وأقوال الصحابة، وكلام للإمامين ابن حزم وابن تيمية رحمهما الله).

(2) لقد جاء عن النبي ﷺ حثّ مخصوص، على التماس ليلة القدر في آخر ليلة من رمضان، كما:
1- روى ابن خزيمة في صحيحه (وغيره) أن النبي ﷺ قال: (التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة).

2- وفي مسند الإمام أحمد وغيره، أن أبا بكرة صاحب رسول الله ﷺ، قال عن ليلة القدر: (ما أنا بطالبها إلا في العشر الأواخر، بعد شيء سمعتُه من رسول الله ﷺ، سمعتُه يقول:
(التمسوها في العشر الأواخر من تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو ثلاث يبقين، أو آخر ليلة).
ورواه الترمذي أيضًا، وقال: (حديث حسن صحيح).

- وجاء عن بعض كبار أهل العلم أيضًا، اعتمادا على حديث النبي ﷺ.
فقد بوّب الإمام ابن خزيمة رحمه الله فقال: (باب: الأمر بطلب ليلة القدر آخر ليلة من رمضان، إذ جائزٌ أن يكون في بعض السنين تلك الليلة).
قدّم لنفسك الحجّة أمام الله في التماس ليلة القدر، فإن الله يحب العبد الذي يلح ويصرّ عليه!
يعني كأنّك تقول: اللهم ربّنا قد التمست ليلة القدر في كلّ وقت استطعته، وبذلت كل جهدي.

لعلك إذا فعلت ذلك؛ يقبلك الله.
اللهم بذلت وسعي، فلا تحرمني، وأدخلني في وسط عبادك المقبولين.

وإن كان قد وقع منك تقصير، وكلنا كذلك:
فهذه فرصتك.. فهي ليلة في الشهر الكريم.. والله عز وجل يتنزل فيها يريد أن يتوب على من تاب ويغفر لمن استغفر.

وإذا كنت تطلب من الله فضل المغفرة، أو شرف القرب؛ فحال المعترفين بالذنب أو الطالبين للقرب معروف!
دوام قرع باب الملك، واستدامة إلقاء النفس بين يديه!

تمهّل أيها الشهر.. تمهّل!
اللهم ربّنا ، عظّمتَ فيما عندك من الخير رغبتنا، فاقبل دعوتنا، واغسل حوبتنا، ولا تردّنا عن بابك، ولا تحرمنا من جنابك!

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله وحده.

اللهم اغفر لي وتب علي واقبلني، وعاملني بفضلك ورحمتك.
كريم يا رب فتجبرني، غني فتكرمني يا رب، عفو فلا تخذلني ولا تخزني، ودود رءوف فلا تطردني ولا تردني يا رب.
قوي عزيز فتنصرني على نفسي يا رب.
اللهم أنزل بركاتك على أهل فلسطين، يا رب.
الحمد لله وحده.

كل عام وأنتم بخير، عيد مبارك عليكم وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

اذكروا الصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الذي علمنا الصلاة والصيام والزكاة، طريقنا لجنات عدن، وقد كنا والله من قبل في ضلال مبين.
الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله وحده.
من ضمن ما تمنيت أن أعلق عليه في رمضان؛ فتوى عن الزكاة لهذا المخذول، أبطل بها الدين، وفق الظن به.

لكنني أضربت عن ذلك صفحا، على العادة في رمضان، حيث دأبت على ترك الانصياع مع خطط هؤلاء في إفساد الشهر على عباد الله.
تذكرت ذلك الآن وأنا أبحث عن ما تقدمه "المتحدة" من "فن" حتى يثني عليها المعمم المفتون هذا الثناء!

وقلنا مرات: من رضي لدينه ودين أهله وولده، أن يجعل هؤلاء بينه وبين الله؛ فلا عذر له، ولا يلومن إلا نفسه، والله سائله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم!

نسأل الله العافية والسلامة.
الحمد لله وحده.

قد أذن الله تبارك وتعالى أن يُسجن نبي كريم، قد اجتباه الله واصطفاه واختاره، وأتم نعمته عليه وعلَّمه، وأعانه وأمدَّه، وصرف عنه السوء والفحشاء، وقال عز وجل عنه: {إنه من عبادنا المخلَصين}.
يوسف الصِّدِّيق عليه الصلاة والسلام؛ حبسه قوم مشركون، اتهموه بتهمة شنيعة، ثم برَّأه الله.
فهكذا أقدار الله لأصفيائه وأحبابه في دار الدنيا، وهم الصالحون المُعانون، المستعينون بالله حق الاستعانة، القائمون على حدود الله كلها.
يحكم الله ما يريد، ويفعل الله ما يشاء.

وكثير من عباد الله المخلطين بين المعصية والطاعة، إذا أقام فريضةً واحدة، أو ظن أنه أصلح عملا واحدا، صلاته أو صيامه أو جهاده، أو بعض ذلك، أو جميع ذلك؛ رأى لنفسه حق نصره تعالى في الدنيا، وكرامته في الآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه ، ولا تجفوا عنه». [أخرجه الإمام أحمد]
قيل: لا تجفوا عنه؛ بأن تتركوا قراءته وتشتغلوا بتفسيره، ولا تغلوا فيه؛ بأن تبذلوا جهدكم في قراءته وتجويده من غير تفكّر. (أفاده الطيبي).
قناة: خالد بهاء الدين
Photo
الحمد لله وحده.

بينما كنت أبحث عن كتاب وقع لي عرضا كتاب: (قول السلف في الصفات الخبرية، والتفرقة بين مذهب أهل السنة ومذهبي الجهمية والمجسمة).

ومؤلفه أستاذ دكتور في الحديث في (كلية أصول الدين) الأزهرية، واسمه رشوان أبو زيد محمود، وكان وقت تأليفه للكتاب أستاذًا مساعدًا.

ذهبت إلى فهرس الكتاب، اخترت أن أنظر فيما أورده عن الإمام أحمد بن حنبل، من بين العلماء الذين أوردهم، لأتعرف على ما سيقوله أستاذ حديث أزهري في كتاب منشور عام 2021، في موضوع (الصفات الخبرية)، وكيف سيفرق لنا بين مذاهب: (أهل السنة) و(الجهمية) و(المجسمة) من خلال أقوال (السلف).

فوجدتُ ما في الصورة المرفقة، في ص 31، من (ط. الأولى، مشكاة الأزهريين - دار أصول الدين).

بحثت بعد ذلك عن المؤلف، فعلمت أنه حصل على الأستاذية في (الحديث)، ويحلَّيه الأزاهرة بالعلامة، وأنه صاحب كتاب: (المدرسة الأزهرية أصولها وخصائصها وآدابها)، بتقديم علي جمعة وأسامة الأزهري، وله كتاب في تحرير معاني وضبط قواعد (توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية) حين كان مدرسا للحديث الشريف.
ولم أقرأ شيئا من كتبه.

التعليق:
1- لم يقل الإمام أحمد بن حنبل ما في كتاب الدكتور، أعني ما في الصورة.
2- أستاذ الحديث لا يعلم أنه إذا قرأ في مصنف للبيهقي: (قال أحمد) فالمقصود هو الإمام البيهقي المؤلف نفسه، أحمد بن الحسين، وهذا مكرر في كتب البيهقي.
وهذا ضعف غير مغتفر في معرفته الحديثية، صدني عن كتابه.

3- ذكَّرني خطؤه بقول الدارقطني في أحد الرواة (غير المتعمدين للكذب)، لما (أخطأ) فروى: عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر: (جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الصلاتين)، فقال الدارقطني عن الرواي:
(ضعيف، ليس بالقوي، يخطىء كثيرا)، ثم ذكر أشدَّ ما يسقطه به الراوي عنده، فقال: (حدث عن الثوري عن ابن المنكدر ...) ثم قال: (وهذا حديث ليس لابن المنكدر فيه ناقة ولا جمل، وهذا يسقط مائة ألف حديث) !!
وهذا حديث يسقط مائة ألف حديث!

4- مراد الدارقطني: إذا جاء راو متأخر فروى عن مثل الثوري شهرة، وهو أحد من تدور عليه أسانيد الناس، وقد جمعوا أحاديثه واعتنوا بها، وتلاميذه هم الأئمة والنقاد.
فإذا جاء متأخر وفاة، بعد كل هذا، فتفرد عنه، عن مثل ابن المنكدر شهرة أيضا، كان هذا الخطأ الواحد: خطأ فاحشا غير محتمل، مؤثرا في نظر الناقد إلى نفس الراوي، لا الرواية فقط..
فهو خطأ واحد فاحش في رواية، لكنه يسقط (مائة ألف رواية) للراوي.
مع أن خطأه من قبيل: (إدخال حديث في حديث) أو (إسناد في إسناد)، كما بينه أبو حاتم في العلل، في إعلاله نفس الرواية.

5- وهو كما أدخل الدكتور رشوان: (أحمد) في (أحمد)، ولم يدر لغة الكتاب الذي ينقل منه، فنقل عن أحمد البيهقي الأشعري كلاما، فلفَّقه غير عامد إن شاء الله: إلى أحمد بن حنبل إمام أهل السنة (حقا).. فكلهم أحمد و(السلام)!

6- فيقال هنا للدكتور رشوان سامحه الله:
قد جمع الناس كلام الإمام أحمد خاصة، وفي العقائد خاصة، وفي الصفات خاصة، فاختلفوا واتفقوا، وصوَّبوا وضعَّفوا، وصنفوا الكتب، وأتباعه منهم الأئمة النقاد في مذهب أهل الحديث، ومخالفوه هم الأئمة النقاد في مذاهب الذين سمَّيتهم أنت: أهل السنة، وهم الأشاعرة والماتريدية..

ألم يخطر ببالك أن تنظر في مصنفات أهل سنّتك أو المجسّمة عندك، لتنظر إن كان أحد نسب إليه ما نسبته في مسألة دائرة من قرون، قبل أن تنبري فتخطب هذه الخطبة العصماء في كتابك أخي المسكين!
هذا خطأ في النقل يسقط الثقة بمائة ألف منقول عندك، بل: يبين منزلة فهمك وقدرك في العلم، ولا كرامة.

6- ليت الدكتور اعتنى بضبط الحديث وقواعده ومسائله وكتبه ومناهجه، فهو تخصصه الدقيق، وقد حصل فيه على الأستاذية، وما زال الوقت مبكرا على كثير من أساتذة وعلامات الأزاهرة قبل أن يعرفوا الحديث معرفة الحديثيّ، وهو المبتدئ.

7- ولا غرض لي في الكلام في غير هذه الجزئية في كتابه، وقد قفزت عليه قفزا، فرجل يخطئ هذا الخطأ، ينتظر منه ألا يحرر معنى السلف، ولا يدري اليمين من الشمال فيما أراده، ويورد الضعيف ويبني عليه، وإنما كتابه: عنوان جاذب، يرضي جهلة الأتباع، ويغري بغلو في الأوصاف.. حسب، والعلم شيء آخر.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله وحده.

نصيحة رسول الله ﷺ لعمَّته وابنته وأهله:
(يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله!
يا بني عبد المطلب، اشتروا أنفسكم من الله!

يا أم الزبير بن العوام، عمةَ رسول الله، يا فاطمة بنت محمد: اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئا، سلاني من مالي ما شئتما!) رواه البخاري ومسلم.

يا مسلم! يا عبد الله! اشتر نفسك من الله.
يا نفسي، اشتري نفسك من الله.
لا يملك لنا رسول الله ﷺ ولا غيره شيئا.
الحمد لله وحده.

الناس الذين يقولون: إن الهواتف المحمولة والإنترنت لهما ضرر شديد بصحة الأطفال والمراهقين، هم الذين يشترون الهواتف المحمولة لأبنائهم الأطفال والمراهقين هديةً، أو يسمحون لهم باستعمال هواتفهم.
وعلى سبيل الشعور بالمسئولية التربوية؛ يقضي هؤلاء الآباء العقلاء أوقاتا طويلة، ويطلبون المشورة، وربما يبذلون المال؛ طالبين العون في مشكلة الهواتف المحمولة والإنترنت الضارين بشدة بصحة وعقل ونفسية وأخلاق وتدين أبنائهم الأطفال والمراهقين.

هذه ليست مزحة أو تنبيها على مصيبة الهواتف، هذه طريقة أكثر البشر مع أكثر ما يعرفون ضرره من الأمور، في أمر الدنيا وأمر الآخرة.

يعلمون ويقولون فيعملون غير ما يعلمون وغير ما يقولون، ثم يطلبون العون على ترك ما عملوا خلافا لما علموا وما قالوا.

{يٰأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون}؟
الحمد لله وحده.

أكثر من أحترمهم وأعرف فضلهم من المقاطعين: هم الذين سيقاطعون النادي الأهلي أو الزمالك، أو أي ناد.
والمقصود: مقاطعة النادي، وليس منتجات الرعاية للنادي فقط، وهذا يشمل ترك مشاهدة المباريات ولو في المنازل.
سببه:
١. شدة هذه المقاطعة على نفوس أكثرهم.
٢. عدم وجود بديل من نفس النوع.

٣. كرة القدم من أعظم وأهم ما تسلّط به (الملأ الذين فسقوا) على الناس مسلما كان أو لم يكن.

وقد ذكرت من مدة أن الواجب على العقلاء المعتنين إعادة النظر في حكم مشاهدة المباريات، بناء على الواقع المختلف.
لم تعد صناعة كرة القدم وتدخلها في سياسة الناس وتوجيههم، أو إضعاف إرادتهم: هي هي الفكرة الساذجة القديمة التي تقصر المسألة على: كشف جزء من الفخذ، والمشاهدة دون اللعب، والمراهنات، وتضييع الفرائض من أجل المشاهدة.
مع أهمية كل ما سبق، لكن المسألة أكبر.

وانظر إلى الولاء للنادي، الذي يوضع اليوم في كفة مقابلة لكفة الولاء للدين (بحسب ما يقررونه هم).
ونعم، قل: الولاء للدين، فهذه هي الترجمة الأصوب الأصدق، ولا تقتصر على قول: الد.ماء والأرض والأخوة والعدل والحق، مع صواب ذلك أيضا.

وأصل هذا الولاء: تعظيم هذه المنظومات العقدية "الأندية" في نفوس الناس، تعظيما يزاحم في القلب، ويشغل طاقته.
والقلب له طاقة، إذا شغل جزء منه بشيء مع تعظيمه والحرص عليه، لم يبق لبقية الأشياء إلا بقية القلب، وليس الشأن أن القلب يسع لأمور متعارضة، أو كثيرة بحسب إرادتك، كما قد يظن كثير.

لذلك تكلم من تكلم في: تفريغ القلب من العلائق والشواغل، وجمع الهم على الحق وإرادة الآخرة، ونحو ذلك.
وهذا من أحد أسباب كراهة فقهاء السلف أو تحريمهم لمثل الشطرنج.

ومن هذا الباب كنت أشدد زجر المؤمنين عن الانشغال بمباراة كرة في العشر الأواخر من رمضان، وصرحت مرة: أن للقلب طاقة، فإذا أجهدت قلبك بحزن شديد أو فرح شديد، بمبارة كرة، فلا تظنن أنك قادر في حالتك هذه، أو عقبها؛ على الخشوع، بل على إحسان العمل الظاهر من أجل الآخرة، ولو بلا خشوع، فلا تلومن إلا نفسك.
وذلك حتى يعود قلبك غير مجهد باللهو ولو حلالا، وهكذا: كلما فرغت قلبك من الدنيا، كلما صدق إقبالك على الطاعة وتلذذك بها، والأدلة ثم عبارات العلماء في ذلك، كثيرة.

لا يجتمع "حرص" على الدنيا، وحرص على الآخرة.
وقد يجتمع أخذ نصيب وافر من الدنيا، مع الحرص على الآخرة.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله وحده.

قال الله تعالى:
{إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُوا۟ لَیَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِینَ (١٧) وَلَا یَسۡتَثۡنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَیۡهَا طَاۤئفࣱ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَاۤئمُونَ (١٩) فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِیمِ}.
.

وهذه الفاء من {فطاف} مخوِّفة، اللهم لا حول ولا قوة إلا بك.
الحمد لله وحده.

من هنأ النصارى بعيدهم الذي يسمونه عيد القيامة، وهو يعلم أنه عيد ديني للنصارى، ولا يعلم معنى القيامة عندهم؛ فقد فعل كبيرة من الكبائر.

وإن كان يعلم معنى القيامة عندهم، وأنه قيامة ابن الله الذي يعبدونه، أي: قيامته من بين الأموات، بعد أن صُلب أياما ومات، ولا ينكره، أو: يشك في بطلانه وكذبه وأنه كفر بالله وكتابه ورسوله؛ فليس مسلما.

دعائي مستمر، إن شاء الله: على كل شيخ ضلالة، ضيّع إيمان العامة بقوله أو فعله، أو أفتاهم بالحرام المنكر العظيم، ولو كان شيخ أزهر، أو مفتيا، أو وزيرا.

ودعائي الأعظم إن شاء الله، على كل متمشيخ مدع حب التراث، ثم هو لا ينكر هذا، بل يعظم شيوخ الضلالة في نفوس العامة وطلبة الحق.. بسبب لقمة العيش، أو التعصب لشخص أو منصب، أو بغض أشخاص، وإن تكلموا بالحق.
ويوم القيامة قريب.

سبحان الله، وتعالى الله، عما يقول المشركون، وعما يفعل المجرمون، علوا كبيرا!

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الحمد لله وحده.

ونحب للنصراني أن يتأمل دينه، النصرانية، ويسأل ويعي ويفتش فيه، ولا يسلم قلبه تسليم العاجز.

فإني لا أعلم أحدا منهم اهتدى إلى الإيمان والتوحيد، إلا كانت معرفته ببعض الباطل الذي كان يؤمن به، تقليدا؛ أعظمَ سبب لتركه، والسؤال عن خير منه، ثم الإيمان بالله وجميع رسله، إبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى والبقية، عليهم السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، لا فرق بينه وبينهم.

فإن الأمر جد، ليس بالهزل، إن هي إلا ساعة، ثم نعيم لا ينفد، أو عذاب لا ينفد.

اللهم يا خالق السماء والأرض، مسّكني بدينك الذي ترضاه وتحبه، حتى ألقاك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
2024/05/15 11:05:06
Back to Top
HTML Embed Code: