Telegram Web Link
فهل تُداوِي قلبي باللِّقى كرمًا
فما لقلبي دواءٌ غير لُقْياك
وتَنتشي الرُّوحُ إن مرُّوا بخاطرِنا
ونسمةٌ من ‌ صبا الأَحبابِ تشفينا
ليس الوداد لمن بالبعد أرهقنا
إن الوداد لمن بالحب يأتينا
أفلا كففتَ تَبسُمًا لعيونهم؟
إني أموت من الهوى و أغارُ!
يُبعثِرُنِي الشتاءُ كمَا يشَاءُ
أمِثلِي أنت بَعثرَكِ الشتاءُ
وهَل تَدري المَعَاطِفُ عَن قُلُوبٍ
يُضَاعِفُ بَرْدَهَا هٰذَا الغِطَاْءُ
لدى "كانون" فَلْسَفَةٌ سَتُروى
بأنَّ الدِّفءَ: قُربٌ واحتِواءُ
أحبُّكَ حُبًّا لو تحسُّ دموعَهُ
لَصِيْرْتَ حريقًا من لهيبِ بُكائيا
وكيفَ أخافُ البردَ والليلُ آمنٌ
إذا كانَ حضنكَ للهوى مَوْلِيَّا؟
إذا لفحَت ريحُ الشتاءِ خديّتي
فدفءُكَ في روحي يفيضُ حَنِيَّا
وأخافُ من بردِ الشتاءِ عليك
وأغارُ إنْ لفحَ الهوا شفتيك
فتعال إني قد وهبتك أضلعي
دفئًا يؤانسُ في المسا عينيك
ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزاني
وحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَـقْتُ على فراقٍ ثانِ
ولَقد رأيتُكِ في مَنامِيَ رُؤيةً
ما زلتُ أُغمِضُ رَاجياً تَكرارَها
وإذا المَنامُ أَنالَ عَيناً سُؤلَها
أَضْحَتْ تَرىٰ إغماضَها إبصارَها
حقاً أحبكَ إنّي لستُ أُنكرُها
وكيف أنكرُ بي ما اللهُ مُبديهِ
ما لي علي القلبِ سلطانٌ لأمنعه
عِشقاً براهُ وشوقاً باتَ يُشقيهِ
إني أحبك حلماً فيَّ أزرعهُ
ومنكَ يا قبلة الأحلامِ أجنيهِ
باقٍ علي حُبكَ المكتوبِ لي قدراً
لا ردَّه اللهُ عنّي حينَ أبغيهِ
أنت الصباح فلا صبح يقابله
أنت المساء وأنت الليل والسهر
أنت الحياة بذاك القرب أعشقه
أنت الربيع وأنت الزهر والعطر
أنت الخجول فهل للقلب من بدل
أنت النساء وأنت الحُسن والقمر
أُحَبك كيفما كُنت
أُحبُك أينَما أنت
فقلبي فيك مرتبطٌ
رباطَ الأرضِ بالنَبتِ
أحبُك في أحاديثي
أحبك في صدىٰ صَمتي
و فِي شِعري وقافِيتي
و في لحني وفي صَوتي
وإنْ لَم يَكفِني عُمري
أُحِبُك بَعدُ في مَوتي
قَلبٌ أُسَكِّنُهُ إِذَا جَمَحَ الهَوَى
فَيَطِيرُ نَحوَك أو يَكَادُ يَطِيرُ
أحبك رغم صدك واحتراقي
ورغم اليأس من أمل التلاقي

يرافـقـني هــواك بـكـــل واد
ولا تخطو بغير الشوق ساقي

وأحمل من جمار العشق زادي
وأنهل إن ظمئت مــن المـآقي

فلا وطن يعانق نــزف قـلــبي
ولا نلت العــــزاء مـن الـرفــاق
اترَاك غرَّك أنَّ قَلبِي طيبُ
وَبِأنَّني فِي الحُب لا أتعتبُ؟
تنأى فَأدنو ، تستبدُّ فأشتكِي
ما كان يخطُر لِي بِأنَّك تلعبُ!
ذنبي عشقتُك صادقًا ما كان
فِي ظنِّي وَحُسباني حبيبي يَكذبُ
غِب كيف شِئت ، فسوفَ أبقى طيِّبًا
وَالطيِّبُ ابنُ الأصلِ لايتقلَّبُ
أحبّك كَيف؟لا تسأل
فَهذا الردّ قد يخذل
أحبّك مِلئ ما وسِعت
سَماواتي وما تحمل
أحبّك عدّ ماء البحرِ
والشلّال والجَدول
أحبّك حينَما تأتي
بملء السّعد أو تُقبل
أحبّك حينما تمضي
بملء الشوقِ أو ترحل
أحبّك دُون قيدٍ قد
يقيّد حبّك الأجمـَل!
أحبّك قدر ما اتسَعت
فضَاءاتي فهل أُكمِل؟
أتظنُّ أنكَ إن هجرتَ سواحلي
سأموتُ غيظاً أو أعضّ أناملي

أنا كالشموعِ إذا اشتعلتُ فلن ترى
غير الضياءِ ولا ضجيج بداخلي

فاذهب فلا أسفٌ عليك ولا أسى
ولكَ الأمانُ ولستُ عنك بسائل
فَدَع ياقَلبُ ما قَد كُنتَ فيهِ
‏أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا
يُفَارِقُنِي فيراقبني
‏يودعَني وَلَا يَدَعَنِي
‏الجِنُّ تَخْشَانِي إِذَا قَابَلْتُهَا
وَأَنَا إِذَا أَلْقَاكَ قَلْبِي يَرْجِفُ
2025/07/07 15:43:20
Back to Top
HTML Embed Code: