هل الخسارة أو التظاهر بها فنٌّ؟! نعم، وذلك حين يكون الربح مكلفًا أكثر، أو يكون الرابحُ حبًّا طفوليًّا يستحق التظاهر أمامه بالخسارة، فنمنحه لحظةً من فرحٍ بريئةً.
❤15👀3🤝3
"آفات النفس مثل الحيات والعقارب التي في طريق المسافر؛ فإن أقبل على تفتيش الطريق عنها، والاشتغال بقتلها انقطع، ولم يمكنه السفر قط، وَلْتكن همتك المسير، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإذا عرض لك فيها ما يعوقك عن المسير فاقتله، ثم امضِ على سيرك".
نصيحة أحد شيوخ ابن قيم الجوزيَّة له، وقد استحسنها كثيرًا شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمهم الله جميعًا.
نصيحة أحد شيوخ ابن قيم الجوزيَّة له، وقد استحسنها كثيرًا شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمهم الله جميعًا.
❤15👍5💯1
يتخلى الإنسان 'طواعية' عن أعز ما يملك في هذه الدنيا، في حالتين متناقضتين: أن يفقد معنى ومغزى الحياة تمامًا، أو أن يتحقَّق فيه المعنى ويغمره بالكامل. في الحالة الأولى تخليه تعبير عن الضعف والهروب، وفي الحالة الثانية تعبير عن الكمال والقوة والارتفاع إلى مطالب عالية وطموح مختلف.
❤22👍4
كثيرًا ما يستخدم الناس الألفاظ لصالحهم، بمعنى أنهم يتلاعبون بالألفاظ، شعروا بذلك أم لم يشعروا. فإذا تعامل الشخص بجدية مع مزاحهم الثقيل وغير البريء، وصفوه بالقسوة والغلظة وعدم المجاملة، وإذا لم يتجاوب معهم كما يرغبون قالوا: مغرور، وإذا لم ينفذ ما يطلبون قالوا بخيلًا وغير متعاون.
والتنبه إلى هذه الحيل اللفظية يحميك من التأثر بكلام الناس السلبي فيك إذا كان بغير حق، ومن عرف قدر نفسه عرف قدر الآخرين، وعرف ما يجب عليه وما يجب له، ووازن بين حق نفسه وحق الناس، فلا ظلم نفسه ولا قسا عليها وأهدر حقها، ولا بغى على الناس ولا ظلمهم ولا أهدر حقهم.
والتنبه إلى هذه الحيل اللفظية يحميك من التأثر بكلام الناس السلبي فيك إذا كان بغير حق، ومن عرف قدر نفسه عرف قدر الآخرين، وعرف ما يجب عليه وما يجب له، ووازن بين حق نفسه وحق الناس، فلا ظلم نفسه ولا قسا عليها وأهدر حقها، ولا بغى على الناس ولا ظلمهم ولا أهدر حقهم.
❤22👍8🔥2💯2
"الأشخاص المتدينين أقرب لأن يكونوا أسعد من الأشخاص غير المتدينين. المتدينون لديهم معتقدات تزرع بهم الطمأنينة وهم أيضًا ينزعون للحافظ على منظومة من القيم تضمن لهم نوعًا من المعنى والجدوى لحياتهم". ستيفن فروش
❤28💯6😢3👍2👏1
تربط الباحثة لين ستالسبيرج بين (الشعور بالذنب)، الذي يؤكد علماء النفس أنه أصبح من أكبر المشاعر التي تستشري داخل أنفسنا في هذا العصر، وبين المجتمع الحديث الذي أصبح يهتم في الأساس بالمظهر الخارجي قبل كل شيء، مما زاد التوتر والقلق غير المبرر لدى الأفراد وشعورهم بعدم الرضى عن أنفسهم.
وذلك لأن المجتمع الحديث صار يفاقم الشعور بالخوف وعدم الأمان، ويلقي بمسؤولية ذلك على كاهل الأفراد من غير ذنب، فتشكلت عقدة الذنب أو بالأحرى علة النقص والقصور التي يجب على الفرد أن يرفع خسيسة نفسه بمجاراة الحد المطلوب من الحياة المادية التي تتناولها وسائل التواصل وتظهر باذخة ومترفة.
ولأن الفرد لا يستطيع أن يواكب ذلك المستوى المادي، الحقيقي أو الوهمي، الذي يقدم لعشاق متابعة وسائل التواصل، سيجد أن الأمر خارج سيطرته وأن الذنب ذنبه، وسيدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة (قروض، ديون) لمجرد أن يتخلص من الشعور بالذنب والتقصير تجاه نفسه أو تجاه من حوله ممن يعولهم.
وتصر الباحثة لين ستالسبيرج على أن هذا الزمن ليس زمن تفكك وتحلل المعايير بل على العكس، فهو زمن مليء بالمعايير الجديدة التي يسعى الأفراد وراءها، لكنها معايير مرتبطة بمفاهيم المجتمع الحديث الذي يركز على المظهر الخارجي وعلى المستوى المادي والمالي ويفتقر إلى البوصلة الأخلاقية.
وذلك لأن المجتمع الحديث صار يفاقم الشعور بالخوف وعدم الأمان، ويلقي بمسؤولية ذلك على كاهل الأفراد من غير ذنب، فتشكلت عقدة الذنب أو بالأحرى علة النقص والقصور التي يجب على الفرد أن يرفع خسيسة نفسه بمجاراة الحد المطلوب من الحياة المادية التي تتناولها وسائل التواصل وتظهر باذخة ومترفة.
ولأن الفرد لا يستطيع أن يواكب ذلك المستوى المادي، الحقيقي أو الوهمي، الذي يقدم لعشاق متابعة وسائل التواصل، سيجد أن الأمر خارج سيطرته وأن الذنب ذنبه، وسيدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة (قروض، ديون) لمجرد أن يتخلص من الشعور بالذنب والتقصير تجاه نفسه أو تجاه من حوله ممن يعولهم.
وتصر الباحثة لين ستالسبيرج على أن هذا الزمن ليس زمن تفكك وتحلل المعايير بل على العكس، فهو زمن مليء بالمعايير الجديدة التي يسعى الأفراد وراءها، لكنها معايير مرتبطة بمفاهيم المجتمع الحديث الذي يركز على المظهر الخارجي وعلى المستوى المادي والمالي ويفتقر إلى البوصلة الأخلاقية.
❤10👍5💯4
لعل من أبرز ملامح هذا العصر أنَّ كل شيء فيه يتقزم ويتناقص حتى يكاد يختفي أثره قبل أن يكتمل معناه. الكلمات صارت قصيرة كأنها أنفاس متقطعة، والعلاقات خاطفة كظلال عابرة، بمصالح مؤقتة تُستهلك بسرعة وتُلقى جانبًا. حتى المشاعر أضحت وميضًا عابرًا لا يترك دفئًا ولا بردًا، والطاقة تنفد كعود ثقاب يُستهلك لحظة إشعاله. والصبر ضاق، والتحمل تضاءل، والإيمان نفسه صار في كثير من النفوس انفعالًا عابرًا أكثر منه جذورًا ضاربة في العمق. كأن الزمن يتسارع بصورة مُعْطِبة للأعصاب ويضيق بمساحات أنفاس أهله، فتختصر المقدمات والممهدات إلى كل الأشياء، وتكون المباشرة المخلة هي أول خطوة وآخرها، ويختصر التعلم في مقدمات مختزلة، ويجد الإنسان نفسه مرغمة على عيش حياةٍ سريعةٍ بنفسٍ قصير، حتى بات يخشى أن يضيع جوهره في زحام السرعة، فلا يظفر من الحياة إلا بقشورها دون أن يلامس الجوهر ولو لمرة واحدة.
❤24😭11💯8👍6
"ما يميز المجتمع الحديث هو الكم، وكان [العالم القديم] نوعيًّا: لم يكن الوقت يُقاس، بل يُعاش". إِرنِستو سابَاتو
👍11❤7
"لم أعد أفهم لم أنا مضطر إلى العيش نصف عام آخر، فمن يستطيع أن ينصح لاوكون بالتغلب على أفاعي الآلهة. إن المتألم ليس إلا غنيمة باردة للجميع، فالجميع يدعي الحكمة والكياسة وهو يتعامل مع إنسان متألم". فريدريك نيتشه
شرح وتعليق: يعبر نيتشه هنا في رسالة إلى صديقه العزيز "الأخير" الذي ظل وفيًّا معه حتى موته، عن إحساسه بالثقل والعبء في الاستمرار بالوجود وهو مريض بعلل جسدية ونفسية وعقلية، حيث أصبحت الحياة نفسها حملًا زائدًا لا مبرر له في نظره، مع الانتباه إلى أنه من داخل النظرة النيتشوية ثَمَّ فقدان للوعي الإيماني وغياب لفكرة الحكمة في الابتلاء، ومن ثم فليست الشكوى من نيتشه هنا من يوم أو لحظة، بل من فكرة الاستمرار أصلًا في الوجود الذي هذا طابعه.
ويستعير نيتشه في خطابه إلى صديقه الحميم، وهكذا يفعل نيتشه دومًا وباستمرار في كتاباته، النماذج الأسطورية اليونانية التفسيرية ذات الطابع الفلسفي واللاهوتي للتعبير عن مشاعره وأفكاره في فكرة مكثفة وحاضرة في الوعي الغربي. إنه يستدعي شخص (لاوكون) تلك الشخصية الخيالية في الأسطورة الإغريقية الذي كان كاهنًا حاول تحذير الطرواديين من خديعة حصان طروادة، فأرسلت عليه الآلهة الأسطورية الوثنية أفاعيًا عملاقة فالتفت حوله وحول أبنائه حتى خنقتهم وأرادتهم قتلى.
وإنما يستدعي نيتشه هذه الصورة ليقول: كما أن لاوكون لم يكن قادرًا على الإفلات من تلك أفاعي التي كانت حتمًا لا يمكن الخلاص منه، كذلك الإنسان المتألم لا جدوى من نصحه أو تقديم إرشاد نظري له؛ فالألم الوجودي يفوق في نظر نيتشه أي نصيحة تقال لذلك الذي يحترق ويغيب في احتراقه عن سماع نصح المنظرين المترفين بغرور القدرة على التأثير على مثل تلك الحالات المستعصية.
وهكذا فإن المتألم، في نظر نيتشه، يتحول إلى موضوع استهلاك للآخرين: فالطبيب يجعله مجالًا لتطبيق معرفته ونظرياته، والفيلسوف أو العرَّاف قد يجعله مثالًا لتفسيراته. والأدهى والأمر، أن يجد المحيطون في ألمه فرصة لإظهار حكمتهم أو شفقتهم، فهؤلاء لا يُنظرون إليه ككائن إنساني يتألم بصدق، بل كغنيمة سهلة يستعرض بها الآخرون فضائلهم.
إن المتألم مع مثل هؤلاء يجد نفسه محاطًا بنصائح وأقوال حكمية، لكن لا أحد يستطيع لمس جوهر ألمه، فالتحذلق والكياسة الظاهرة تخفي غالبًا رغبة في التبرؤ من الألم، أو التسلط الفوقي على المتألم، أكثر مما تعكس تعاطفًا حقيقيًا!
إن نيتشه بقدر إعرابه عن يئسه وفقدانه للأمل، لعدم وجود عزاء حقيقي يستند إلى روح مؤمنة تأوي إلى ركن شديد، فإنه في هذه الكلمات يوجه نقدًا لاذعًا لفكرة “التعاطف الزائف” والحكمة المصطنعة أمام الألم البشري، ليقول: الألم لا يُعاش بالنيابة ولا يُداوى بالكلام، بل هو تجربة شخصية لا يمكن لأحد أن ينقذه منها وهو لا يعرف كنه وحقيقة هذه التجربة.
ما يقدمه نيتشه ويتبناه هنا هو مواجهة وجودية محضة للألم الإنساني، يقدمها بمنظار ملحدٍ يرى أن الإنسان متروك بين أنياب الأفاعي بلا منقذ. ومن هنا، يأتي جواب الإيمان مختلفًا تمامًا، بل معكوسًا في بنيته، فعند نيتشه: الألم عبثي، والآخرون يستغلون صاحبه ليتظاهروا بالحكمة، أما بالنسبة إلى المؤمن فالألم ليس عبثًا، بل له معنى وغاية. يُنظر إليه كابتلاء وامتحان، ورفعة وكفارة، وأعظم سبيل للقرب من الله، قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
أما عند نيتشه، فالمتألم كالكاهن لاوكون، وجد نفسه محاصرًا، لا ينقذه أحد، فهو في حالة يرثى لها، قد احتل اليأس قلبه ومزق القنوط روحه. أما عند المؤمن، فالمتألم ليس وحده، بل هو في رعاية ومعية الله، قال تعالى تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). فإذا عجز البشر، يبقى الأنس بالله والعزاء باللطف الإلهي حاضرًا، في القلب والروح قبل الجسد.
أما عند نيتشه، فالألم لا يقود إلا إلى مزيد من العبث. أما عند المؤمن، فالألم يثمر أجرًا عظيمًا، يكفر الذنوب والخطايا ويمحو السيئات، ويجد العبد يوم القيامة جزاء الصبر على الابتلاء ما يجعل يطير فرحًا بما أنعم الله عليه من نعم عظمية وألطاف جسيمة، ولا يكون فرحه بشيء ذلك اليوم الرهيب بمثل ذلك الجزاء الإلهي الكريم على إيمانه وصبره وحسن ظنه بالله. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه)=
شرح وتعليق: يعبر نيتشه هنا في رسالة إلى صديقه العزيز "الأخير" الذي ظل وفيًّا معه حتى موته، عن إحساسه بالثقل والعبء في الاستمرار بالوجود وهو مريض بعلل جسدية ونفسية وعقلية، حيث أصبحت الحياة نفسها حملًا زائدًا لا مبرر له في نظره، مع الانتباه إلى أنه من داخل النظرة النيتشوية ثَمَّ فقدان للوعي الإيماني وغياب لفكرة الحكمة في الابتلاء، ومن ثم فليست الشكوى من نيتشه هنا من يوم أو لحظة، بل من فكرة الاستمرار أصلًا في الوجود الذي هذا طابعه.
ويستعير نيتشه في خطابه إلى صديقه الحميم، وهكذا يفعل نيتشه دومًا وباستمرار في كتاباته، النماذج الأسطورية اليونانية التفسيرية ذات الطابع الفلسفي واللاهوتي للتعبير عن مشاعره وأفكاره في فكرة مكثفة وحاضرة في الوعي الغربي. إنه يستدعي شخص (لاوكون) تلك الشخصية الخيالية في الأسطورة الإغريقية الذي كان كاهنًا حاول تحذير الطرواديين من خديعة حصان طروادة، فأرسلت عليه الآلهة الأسطورية الوثنية أفاعيًا عملاقة فالتفت حوله وحول أبنائه حتى خنقتهم وأرادتهم قتلى.
وإنما يستدعي نيتشه هذه الصورة ليقول: كما أن لاوكون لم يكن قادرًا على الإفلات من تلك أفاعي التي كانت حتمًا لا يمكن الخلاص منه، كذلك الإنسان المتألم لا جدوى من نصحه أو تقديم إرشاد نظري له؛ فالألم الوجودي يفوق في نظر نيتشه أي نصيحة تقال لذلك الذي يحترق ويغيب في احتراقه عن سماع نصح المنظرين المترفين بغرور القدرة على التأثير على مثل تلك الحالات المستعصية.
وهكذا فإن المتألم، في نظر نيتشه، يتحول إلى موضوع استهلاك للآخرين: فالطبيب يجعله مجالًا لتطبيق معرفته ونظرياته، والفيلسوف أو العرَّاف قد يجعله مثالًا لتفسيراته. والأدهى والأمر، أن يجد المحيطون في ألمه فرصة لإظهار حكمتهم أو شفقتهم، فهؤلاء لا يُنظرون إليه ككائن إنساني يتألم بصدق، بل كغنيمة سهلة يستعرض بها الآخرون فضائلهم.
إن المتألم مع مثل هؤلاء يجد نفسه محاطًا بنصائح وأقوال حكمية، لكن لا أحد يستطيع لمس جوهر ألمه، فالتحذلق والكياسة الظاهرة تخفي غالبًا رغبة في التبرؤ من الألم، أو التسلط الفوقي على المتألم، أكثر مما تعكس تعاطفًا حقيقيًا!
إن نيتشه بقدر إعرابه عن يئسه وفقدانه للأمل، لعدم وجود عزاء حقيقي يستند إلى روح مؤمنة تأوي إلى ركن شديد، فإنه في هذه الكلمات يوجه نقدًا لاذعًا لفكرة “التعاطف الزائف” والحكمة المصطنعة أمام الألم البشري، ليقول: الألم لا يُعاش بالنيابة ولا يُداوى بالكلام، بل هو تجربة شخصية لا يمكن لأحد أن ينقذه منها وهو لا يعرف كنه وحقيقة هذه التجربة.
ما يقدمه نيتشه ويتبناه هنا هو مواجهة وجودية محضة للألم الإنساني، يقدمها بمنظار ملحدٍ يرى أن الإنسان متروك بين أنياب الأفاعي بلا منقذ. ومن هنا، يأتي جواب الإيمان مختلفًا تمامًا، بل معكوسًا في بنيته، فعند نيتشه: الألم عبثي، والآخرون يستغلون صاحبه ليتظاهروا بالحكمة، أما بالنسبة إلى المؤمن فالألم ليس عبثًا، بل له معنى وغاية. يُنظر إليه كابتلاء وامتحان، ورفعة وكفارة، وأعظم سبيل للقرب من الله، قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
أما عند نيتشه، فالمتألم كالكاهن لاوكون، وجد نفسه محاصرًا، لا ينقذه أحد، فهو في حالة يرثى لها، قد احتل اليأس قلبه ومزق القنوط روحه. أما عند المؤمن، فالمتألم ليس وحده، بل هو في رعاية ومعية الله، قال تعالى تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). فإذا عجز البشر، يبقى الأنس بالله والعزاء باللطف الإلهي حاضرًا، في القلب والروح قبل الجسد.
أما عند نيتشه، فالألم لا يقود إلا إلى مزيد من العبث. أما عند المؤمن، فالألم يثمر أجرًا عظيمًا، يكفر الذنوب والخطايا ويمحو السيئات، ويجد العبد يوم القيامة جزاء الصبر على الابتلاء ما يجعل يطير فرحًا بما أنعم الله عليه من نعم عظمية وألطاف جسيمة، ولا يكون فرحه بشيء ذلك اليوم الرهيب بمثل ذلك الجزاء الإلهي الكريم على إيمانه وصبره وحسن ظنه بالله. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر الله بها من خطاياه)=
❤9👏5😱1
=ولئن كان نيتشه يسأل: لماذا أعيش نصف عام آخر وسط الأفاعي، فإن العبد المؤمن يجيب: لأن الله ما أبقاك إلا لخيرٍ لك، ولرسالة لم تتم، ولأجر ينتظرك إن صبرت واحتسبت وواجهت بحسن الظن بربك هذا البلاء وعملت بالأسباب في خيرك وخير من حولك، واجتهدت وجاهدت حتى تلقى الله وليس عليك خطيئة.
فعن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ).
فعن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ).
❤14👏4💯4
في الأصل الحزن ليس قرارًا؛ بل هو استجابة تلقائية لحوادث مؤلمة أو فقد أو خيبة. فهو شعور تلقائي يطرق القلب دون استئذان. فبدايات الحزن ليست اختيارية ولا قصدية، بل هي أثر لسبب ما يطرأ. لكن قد يتحول الحزن إلى اختيار إذا استمر الإنسان في تغذيته بالاسترسال في الأفكار السلبية والانعزال، أو إذا رفض البحث عن سبل للتجاوز والتعافي. وعليه، فإن الحزن في لحظة وقوعه ليس اختيارًا، أما الاستغراق فيه والاستسلام له أو تجاوزه والبحث عن أسباب الطمأنينة، فهو مجال الاختيار.
❤23👍4
وصلتني عدة رسائل استجابة لرسالة الأخت التي سبق أن أرسلت بخصوص موضوع فوات العمر والعنوسة...إلخ ⬇️
👏5❤2