كم من قصصٍ لأرواحٍ، حزينة أو مبتهجة، دفنت في صدور أصحابها، كالمضنون به على غير أهله، ولم يعرف أو يسمع بها أحد من الخلق، ولو أنها كتبت أو قيلت لربما فاقت ورجحت ما يعلمه النَّاس من قصص في الحكايات والروايات.
❤22😢5
حينما يتضاءل الأمل في روح الإنسان يطل في داخله الوجود عاريًا، ويرى نفسه من خارجها تقف وسط ذلك العراء وحيدة، متضائلة إلى درجة العدم، ولا يوجد حولها ما يسعفها لإلتقاط نسمات فرح أو صدى لصوت يصاحبها، ويكون الشعور بالانفراد في تلك اللحظات القاسية حقيقة وجودية؛ يكتشف فيها أنه لم يعد فيها كائنًا له وجوده الحقيقي، بل مجرد ظلال لبقايا آثار وجود مسحت رياح الحزن والإحساس بالوحدة ملامح وجهه الباسم ورسوم الفرح التي كانت تتخلل ضياء نظراته الطفولية، إنه الآن لا يملك من العالم سوى فراغه وذاته المهددة بالعدم القاتم الذي سيحول روحه إلى لا شيء!
ذلك الإحساس الذي يعكس بكل وضوح حالة الاغتراب الداخلي والانفصال عن الانتماء إلى الذات، والشعور بالتصاغر والتضاؤل، لتصف شعورًا بالدونية وفقدان القيمة الذاتية، وغياب الحضور الذهني عن كل ما هو مصدر فرح إلى شعور بالتبلّد العاطفي والخدر النفسي الذي غالبًا ما يرافق الاكتئاب أو الصدمات الوجودية؛ وهما يصبح الشخص حاضرًا جسديًا لكنه غائب نفسيًا وروحيًّا.
إنها لحظة وجودية متناقضة ومتطرفة تحكي مواجهة الذات للشعور بالعدم، إنها المواجهة بين الفرد والحياة بلا سند أو معنى مسبق، مجردًا من كل الامتيازات التي تعطي الحياة طمأنينة، إنها أقرب إلى تجربة اللا-معنى أو الفراغ الوجودي. إنها حالة التلاشي في الضعف التام، الذي يكشف هشاشة الإنسان أمام الآخرين هذا الوجود الذي يحيط به، وهو في العمق في وسطه كائنًا مُلقى في عالم لا صوت للفرح فيه، يشعر فيه أنه بالكاد يكون شيئاً أو حتى يعرف نفسه!
ذلك الإحساس الذي يعكس بكل وضوح حالة الاغتراب الداخلي والانفصال عن الانتماء إلى الذات، والشعور بالتصاغر والتضاؤل، لتصف شعورًا بالدونية وفقدان القيمة الذاتية، وغياب الحضور الذهني عن كل ما هو مصدر فرح إلى شعور بالتبلّد العاطفي والخدر النفسي الذي غالبًا ما يرافق الاكتئاب أو الصدمات الوجودية؛ وهما يصبح الشخص حاضرًا جسديًا لكنه غائب نفسيًا وروحيًّا.
إنها لحظة وجودية متناقضة ومتطرفة تحكي مواجهة الذات للشعور بالعدم، إنها المواجهة بين الفرد والحياة بلا سند أو معنى مسبق، مجردًا من كل الامتيازات التي تعطي الحياة طمأنينة، إنها أقرب إلى تجربة اللا-معنى أو الفراغ الوجودي. إنها حالة التلاشي في الضعف التام، الذي يكشف هشاشة الإنسان أمام الآخرين هذا الوجود الذي يحيط به، وهو في العمق في وسطه كائنًا مُلقى في عالم لا صوت للفرح فيه، يشعر فيه أنه بالكاد يكون شيئاً أو حتى يعرف نفسه!
❤16
لو علم النَّاس ما في قراءة سورة البقرة من الخير والبركة والسعادة وطرد حزن الأرواح وكآبة النفوس وغموم الدنيا وهموم المستقبل وشرور الآخرين، لما تركوا قراءتها كل يوم، من عظيم ما يجدوه من السعادة والبهجة، وكأنهم يولدون بعد قراءتها من جديد كأنَّ أرواحهم أرواح الأطفال!
❤50👍6
ما رأيك بكل وضوح وصراحة وشفافية، ودون تظاهر لأحد أو حتى خداع للنفس: ما تصورك لدور المال في حياتك؟
Final Results
2%
السبب الأول والأخير بلا منازع للسعادة
26%
سبب رئيس من أسباب السعادة
6%
سبب ثانوي للسعادة
6%
المال لا دخل له بالسعادة لأنها أمر روحي وليس ماديًّا
52%
المال لا يأتي بالسعادة لمن يعرف ماهيتها، لكنه بالفعل يدفع التعاسة والهموم والضغوط المادية
6%
في حقيقة، لأعرف بالضبط لأنني ليست غنيًا ولم أجرب أثر المال على نفسيتي
1%
في الواقع، جربت أثر الغنى والثراء وهو بالفعل مصدر السعادة
2%
بكل صراحة، جربت أثر الغنى والثراء فوجدته ليس مصدرًا للسعادة.
❤1
رُبَّ إخفاقٍ أو حِرمانٍ تلتحِفُه رَحْمَةٌ ولُطفٌ، بل ونَجاةٌ عظيمةٌ.
❤25💯6😭1
رُبَّ إخفاقٍ أو حِرمانٍ تلتحِفُه رَحْمَةٌ ولُطفٌ، بل ونَجاةٌ عظيمةٌ:
يقول الله تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
فكم يمنع الله عن العبد شيئًا يحبه، لكن في المنع عناية ورحمة لا يراها العبد في حينها، فالرحمة واللطف الإلهي يظهران كثيرًا في صورة خفيَّة، حيث يتحول الحرمان إلى نجاة من فتنة أو دفع بلاء أعظم أو تطهير للنفس. وهذا أحد أهم جوانب الرضا بالقضاء، حيث يكتشف المؤمن أن ما حُرم منه كان من لوازم سلامته الروحية أو نجاته الأخروي.
إنَّ الإنسان عمومًا عندما يمر بتجربة إخفاق أو يُحرم من شيءٍ تمنَّاه بشدة، فإن المشاعر الطبيعية التي تسيطر عليه أولاً هي الإحباط والخذلان وربما الإحساس بالظلم أو العجز. غير أن هذا الوجه الظاهر ليس سوى سطح التجربة، إنَّها القشرة التي يراها من نصيبة الذي لم يتحقق له، فظنَّ -وقد أساء الظن بربه- أنَّ ربه قلاه وتركه، ولم يعلم أنَّ عين الله كانت ترعاه وتحميه من مآلات محبوباته ورغباته التي هي في حقيقتها ضارة له وفيها ما يجهل حقيقته. إنَّ النفس البشرية تميل إلى ربط قيمتها بما تناله أو تفشل في نيله، وكأن النجاح أو الحصول هو مرآتها الوحيدة. لكن الحقيقة الأعمق أن الإخفاق أحيانًا هو إعادة توجيه للروح، إنَّها حياة جديدة، وفرصة لإعادة تعريف معنى السعادة والجدوى، وفك ارتباطها بما هو زائل أو هش.
فالحرمان هنا يمكن أن يكون أداة حماية نفسية غير مدركة، تصرف النفس عن التعلق بما قد يهلكها أو يضعفها أو يفسدها على المدى البعيد، وكثيرًا ما يكشف الزمن أن ما نراه اليوم خسارة كان في باطنه نجاة من ألمٍ أكبر.
وفي الحديث الصحيح، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى لَيحمي عبدَه المؤمنَ من الدنيا، وهو يُحبُّه، كما تحمون مريضَكم الطعامَ والشرابَ تخافون عليه).
فقد يمنع اللهُ عبدَه المؤمنَ شيئًا يراه الناسُ فضلًا وخيرًا، وما هو عند الله إلا حِفظٌ ورحمةٌ واصطفاء. فكما يحمي الإنسانُ مريضَه من ماءٍ قد يضرّه، يحمي اللهُ أولياءَه من دنيا قد تفتن قلوبهم، فحرمانُ المؤمن ليس سخطًا، بل لطفٌ خفيٌّ، وتمحيصٌ يرفع درجته، واختيارٌ من الله لما هو أنفع له في دنياه وآخرته.
يعلق ابن تيميَّة بقوله: "في مناجاة موسى المأثورة عن وهب التي رواها الإمام أحمد في كتاب الزهد يقول الله تعالى: (إني لأذود أوليائي عن نعيم الدنيا ورخائها، كما يذود الراعي الشفيق إِبِلَه عن مراتع الهلكة، وإني لأجنبهم سكونها وعيشها كما يجنب الراعي الشفيق إِبِلَه عن مبارك العُرَّة، وما ذلك لهوانهم عليَّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمـًا موفرًا لم تَكْلُمْهُ الدنيا، ولم يُطْفِئْهُ الهوى، وإنما شفاء المريض بزوال مرضه)".
وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). قال ابن كثير: "أي: أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فلا تأسوا على ما فاتكم، فإنه لو قدر شيء لكان...قال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرًا والحزن صبرًا".
فالإخفاق أو الحرمان ليس دائمًا عقوبة، بل قد يكون رحمة مستترة، فالله أحيانًا يُغلق بابًا لأن خلفه فتنة في الدين، أو إغراق في الدنيا، أو فساد في الأخلاق أو ما لا يعلمه العبد لكنه ربه يعلمه. واللطيف الخبير يحميه ويربيه ويحفظه لأنه يحبه، وهنا يتجلى الإيمان في المؤمن، ويظهر إدراكه أنه لا يُدرك الحكمة الإلهيَّة لحظتها، لكن يُكشف له بعد حين، والرب يُدَّخر له الأجر في الآخرة. فالمؤمن يستحضر أنه في إخفاقه تلتبس رحمة وحنان، وأن وراء الحرمان حكمة، وذلك يحرّره نفسيًا من حبائل الشيطان وظنونه السوداويَّة ومن الاستغراق في الألم والحزن الطويل، فاليقين بأن الحرمان قد يكون نجاة يبدل طاقة الإحباط إلى طاقة تسليم وطمأنينة، فينتج ذلك الصحة النفسية، فالنفس تهدأ حين تعلم أنها لم تُترك للعبث، بل تحت تدبير إلهي حكيم خبير عليم، وهكذا هو الإيمان، يُثبّت القلب فلا يذوب تحت الضغط، بل يستقبل الحرمان والإخفاق على أنه رسالة رحمة، وأنه بداية جديدة تتطلب العمل وبذلك الأسباب.
إن هذا الإدراك ليس مجرد حكمة فقط، بل هو جوهر الإيمان وحسن الظن بالرب، وهو قاعدة في النفس والروح، يجعلك تؤمن أن ما يغيب عنك قد يكون أعظم هدية أُخفيت عنك، لأن بقاءك بدوه هو عين اللطف، وتذكر دومًا أنَّ السلامة في الدين أعظم من كل مكسب دنيوي: في الأشخاص أو الأشياء.
يقول الله تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
فكم يمنع الله عن العبد شيئًا يحبه، لكن في المنع عناية ورحمة لا يراها العبد في حينها، فالرحمة واللطف الإلهي يظهران كثيرًا في صورة خفيَّة، حيث يتحول الحرمان إلى نجاة من فتنة أو دفع بلاء أعظم أو تطهير للنفس. وهذا أحد أهم جوانب الرضا بالقضاء، حيث يكتشف المؤمن أن ما حُرم منه كان من لوازم سلامته الروحية أو نجاته الأخروي.
إنَّ الإنسان عمومًا عندما يمر بتجربة إخفاق أو يُحرم من شيءٍ تمنَّاه بشدة، فإن المشاعر الطبيعية التي تسيطر عليه أولاً هي الإحباط والخذلان وربما الإحساس بالظلم أو العجز. غير أن هذا الوجه الظاهر ليس سوى سطح التجربة، إنَّها القشرة التي يراها من نصيبة الذي لم يتحقق له، فظنَّ -وقد أساء الظن بربه- أنَّ ربه قلاه وتركه، ولم يعلم أنَّ عين الله كانت ترعاه وتحميه من مآلات محبوباته ورغباته التي هي في حقيقتها ضارة له وفيها ما يجهل حقيقته. إنَّ النفس البشرية تميل إلى ربط قيمتها بما تناله أو تفشل في نيله، وكأن النجاح أو الحصول هو مرآتها الوحيدة. لكن الحقيقة الأعمق أن الإخفاق أحيانًا هو إعادة توجيه للروح، إنَّها حياة جديدة، وفرصة لإعادة تعريف معنى السعادة والجدوى، وفك ارتباطها بما هو زائل أو هش.
فالحرمان هنا يمكن أن يكون أداة حماية نفسية غير مدركة، تصرف النفس عن التعلق بما قد يهلكها أو يضعفها أو يفسدها على المدى البعيد، وكثيرًا ما يكشف الزمن أن ما نراه اليوم خسارة كان في باطنه نجاة من ألمٍ أكبر.
وفي الحديث الصحيح، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّ اللهَ تعالى لَيحمي عبدَه المؤمنَ من الدنيا، وهو يُحبُّه، كما تحمون مريضَكم الطعامَ والشرابَ تخافون عليه).
فقد يمنع اللهُ عبدَه المؤمنَ شيئًا يراه الناسُ فضلًا وخيرًا، وما هو عند الله إلا حِفظٌ ورحمةٌ واصطفاء. فكما يحمي الإنسانُ مريضَه من ماءٍ قد يضرّه، يحمي اللهُ أولياءَه من دنيا قد تفتن قلوبهم، فحرمانُ المؤمن ليس سخطًا، بل لطفٌ خفيٌّ، وتمحيصٌ يرفع درجته، واختيارٌ من الله لما هو أنفع له في دنياه وآخرته.
يعلق ابن تيميَّة بقوله: "في مناجاة موسى المأثورة عن وهب التي رواها الإمام أحمد في كتاب الزهد يقول الله تعالى: (إني لأذود أوليائي عن نعيم الدنيا ورخائها، كما يذود الراعي الشفيق إِبِلَه عن مراتع الهلكة، وإني لأجنبهم سكونها وعيشها كما يجنب الراعي الشفيق إِبِلَه عن مبارك العُرَّة، وما ذلك لهوانهم عليَّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمـًا موفرًا لم تَكْلُمْهُ الدنيا، ولم يُطْفِئْهُ الهوى، وإنما شفاء المريض بزوال مرضه)".
وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). قال ابن كثير: "أي: أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، فلا تأسوا على ما فاتكم، فإنه لو قدر شيء لكان...قال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرًا والحزن صبرًا".
فالإخفاق أو الحرمان ليس دائمًا عقوبة، بل قد يكون رحمة مستترة، فالله أحيانًا يُغلق بابًا لأن خلفه فتنة في الدين، أو إغراق في الدنيا، أو فساد في الأخلاق أو ما لا يعلمه العبد لكنه ربه يعلمه. واللطيف الخبير يحميه ويربيه ويحفظه لأنه يحبه، وهنا يتجلى الإيمان في المؤمن، ويظهر إدراكه أنه لا يُدرك الحكمة الإلهيَّة لحظتها، لكن يُكشف له بعد حين، والرب يُدَّخر له الأجر في الآخرة. فالمؤمن يستحضر أنه في إخفاقه تلتبس رحمة وحنان، وأن وراء الحرمان حكمة، وذلك يحرّره نفسيًا من حبائل الشيطان وظنونه السوداويَّة ومن الاستغراق في الألم والحزن الطويل، فاليقين بأن الحرمان قد يكون نجاة يبدل طاقة الإحباط إلى طاقة تسليم وطمأنينة، فينتج ذلك الصحة النفسية، فالنفس تهدأ حين تعلم أنها لم تُترك للعبث، بل تحت تدبير إلهي حكيم خبير عليم، وهكذا هو الإيمان، يُثبّت القلب فلا يذوب تحت الضغط، بل يستقبل الحرمان والإخفاق على أنه رسالة رحمة، وأنه بداية جديدة تتطلب العمل وبذلك الأسباب.
إن هذا الإدراك ليس مجرد حكمة فقط، بل هو جوهر الإيمان وحسن الظن بالرب، وهو قاعدة في النفس والروح، يجعلك تؤمن أن ما يغيب عنك قد يكون أعظم هدية أُخفيت عنك، لأن بقاءك بدوه هو عين اللطف، وتذكر دومًا أنَّ السلامة في الدين أعظم من كل مكسب دنيوي: في الأشخاص أو الأشياء.
❤22💯5👏3👍1🔥1
تشيخ الروح، والعمر لا يزال غضًا، حين تصبح التجارب المؤثرة في الروح فرحًا ورهبة ليست حياة جارية، بل مجرد ذكرى تستعيدها الروح لا كقصة مكتملة مشبعة ممتلئة، بل كجرح صامت، ولحظة فرح لم تكتمل، فيظل قلبها عالقًا بين حياة عاطفية مؤجَّلة وحياة عاطفية مؤوَّلة، رمزًا لكل ما فات مفطومة منه قبل أن ترتوي، لتعيش حياة ملؤها الذكرى الآفلة أكثر مما تعيش حياة حيَّة حاضرة!
😭8❤7
في الحقيقة سؤالك مهم، ويُطرح كثيرًا في فترة الخطوبة من أحد الطرفين، لأنه يمس الجانب الشرعي والنفسي والاجتماعي. فمن الناحية الشرعية، الخطبة ليست عقدًا أو زواجًا، بل وعد بالزواج، وعليه فأنت في حكم الأجنبية بالنسبة إليه، ويجب أن تكون العلاقة في هذا الإطار، المحاط بالاحترام والتعامل وفق ذلك مما يتعلق بالزواج ويعمق التفاهم حول العلاقة بينكما العقلية والنفسية. ولا بد أن تدركي أنك لست مطالبة ولا أحد يفرض عليك أن تتجاوزي حدود الكلام مع خطيبك الآن ولا تجدين مصداقه في قلبك؛ لما يخشى أن يترتب عليه من المآلات التي قد تفسد الخطوبة نفسها أو الزوج لاحقًا، بل المهم أن يكون هناك قبول وارتياح مبدئي، وألا يوجد نفور أو كره مستند إلى محسوس وليس على أوهام وتخيلات، فالخطبة غرضها معرفة وتفاهم لما سيأتي بعده. والزواج لا يُبنى فقط على العاطفة اللحظية، وإنما على المودة والرحمة التي تنمو مع الزمن منذ اللحظة الأولى للزواج المبني على التفاهم.
ومن الأمور النفسية المهمة، أن تعلمي أن شعور الطرفين لا يتساوى في الوقت نفسه، فقد يعبر أحدهما عن مشاعره بسرعة، بينما يحتاج الآخر إلى وقت لينفتح ويتعلّق. وهنا بصورة عامة يختلف الرجل عن المرأة، وأنا هنا أتحدث خصوصًا عن لحظة الزواج وما بعدها، فالرجل طبيعته خارجيَّة: يتميز بالجرأة والسرعة والمبادرة وربما التهور وقصر النَّفَس. والمرأة طبيعتها داخليَّة: وتتميز بالحياء والخجل والتردد وطول النَّفَس والتعمق والتمعن والتفكير في التفاصيل.
وفي مسألة الكلام عن الحب والتعلق، ففي رأي الشخصي، أن المرأة تشتاق لمثل هذا الكلام من زوجها إذا كان الزوج مقتصدًا متوازنًا فيه، فإذا أكثر وزاد منه قلَّت قيمة هذا النوع من الكلام عندها وربما عافته، خصوصًا إذا خالف الأفعال، وهذا طبيعة المرأة، وربما يختلف الناس في ذلك، فإن الكلام في الحب مما تحبه المرأة إذا كان صادرًا ممن ترغب فيه وتحبه وكان موزنًا بقدر تظل تنتظر مثله وتشتاق إليه، لأنه إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده وزهدت فيه، وهذا مجرب ومشاهد، بعكس الرجل الذي يحب أن يسمع هذا الكلام كثيرًا من زوجته حتى وإن ظل صامتًا، فصمته ليس تجاهلاً بل شعور بالراحة وإرادة المواصلة. وإذا كان التمنع الجسدي من المرأة مما يغري الزوج، فإن التمنع اللفظي للزوج في الكلام في الحب -بقدره الموزون- مما يعطيه الإغراء ويمنحه قيمته وتأثيره في قلب الزوجة.
وعودًا على السؤال، فيظهر لي أن خطيبك إما طيب القلب وصريح، أو أنه مشتاقٌ جدًا وبكرٌ في هذا الأمر (وكلها أمور إيجابية لما بعدها)، ومن ثَمَّ فلا يقدر أن يزن مقدار الكلام المطلوب أو المسموح به في مثل هذه الفترة. نحن أحيانًا نخلط بين الراحة والقبول (وهو شعور مبدئي طبيعي في البداية) وبين الحب العميق الذي غالبًا يتشكل مع المواقف والوقت والتجارب المشتركة. والخطورة أن تظلي غير قادرة على تجاوب وجداني مطلقًا (أي برود كامل أو رفض داخلي)، فهذا قد يكون إشارة إلى عدم استعدادك أو عدم وجود توافق عاطفي. اسألي نفسك بصدق: هل أرتاح معه؟ هل يطمئن قلبي في وجوده؟ هل هناك تقدير لصفاته وأخلاقه؟ استندي إلى حقائق ملموسة وصفات حقيقية، وأعطي نفسك الوقت، ولا تستعجلي الشعور بالحب، أحيانًا يحتاج القلب لوقت أطول. وتحدثي معه بلطف أنك ما زلت في مرحلة التعرف وأن مشاعرك تتطور تدريجيًا، وهذا أفضل من ادعاء الحب وأنتِ لا تشعرين به.
ختامًا، ما تشعرين به أمر عادي في البداية، لكن الأهم أن تتعرفي إلى كل ما يقربك من زوجك المستقبلي، ثم تراقبي تطور مشاعرك مع الوقت، فإذا نما الحب -المستند إلى حقائق ملموسة-فهذا طبيعي، وإن ظل جافًا تمامًا فالأفضل أن تراجعي نفسك بصدق وتتأملي وتستشيري في تلك العلاقة ممن تثقين فيه من أهلك، واستخيري دومًا وألحي بالدعاء لما فيه خيركما.
ومن الأمور النفسية المهمة، أن تعلمي أن شعور الطرفين لا يتساوى في الوقت نفسه، فقد يعبر أحدهما عن مشاعره بسرعة، بينما يحتاج الآخر إلى وقت لينفتح ويتعلّق. وهنا بصورة عامة يختلف الرجل عن المرأة، وأنا هنا أتحدث خصوصًا عن لحظة الزواج وما بعدها، فالرجل طبيعته خارجيَّة: يتميز بالجرأة والسرعة والمبادرة وربما التهور وقصر النَّفَس. والمرأة طبيعتها داخليَّة: وتتميز بالحياء والخجل والتردد وطول النَّفَس والتعمق والتمعن والتفكير في التفاصيل.
وفي مسألة الكلام عن الحب والتعلق، ففي رأي الشخصي، أن المرأة تشتاق لمثل هذا الكلام من زوجها إذا كان الزوج مقتصدًا متوازنًا فيه، فإذا أكثر وزاد منه قلَّت قيمة هذا النوع من الكلام عندها وربما عافته، خصوصًا إذا خالف الأفعال، وهذا طبيعة المرأة، وربما يختلف الناس في ذلك، فإن الكلام في الحب مما تحبه المرأة إذا كان صادرًا ممن ترغب فيه وتحبه وكان موزنًا بقدر تظل تنتظر مثله وتشتاق إليه، لأنه إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده وزهدت فيه، وهذا مجرب ومشاهد، بعكس الرجل الذي يحب أن يسمع هذا الكلام كثيرًا من زوجته حتى وإن ظل صامتًا، فصمته ليس تجاهلاً بل شعور بالراحة وإرادة المواصلة. وإذا كان التمنع الجسدي من المرأة مما يغري الزوج، فإن التمنع اللفظي للزوج في الكلام في الحب -بقدره الموزون- مما يعطيه الإغراء ويمنحه قيمته وتأثيره في قلب الزوجة.
وعودًا على السؤال، فيظهر لي أن خطيبك إما طيب القلب وصريح، أو أنه مشتاقٌ جدًا وبكرٌ في هذا الأمر (وكلها أمور إيجابية لما بعدها)، ومن ثَمَّ فلا يقدر أن يزن مقدار الكلام المطلوب أو المسموح به في مثل هذه الفترة. نحن أحيانًا نخلط بين الراحة والقبول (وهو شعور مبدئي طبيعي في البداية) وبين الحب العميق الذي غالبًا يتشكل مع المواقف والوقت والتجارب المشتركة. والخطورة أن تظلي غير قادرة على تجاوب وجداني مطلقًا (أي برود كامل أو رفض داخلي)، فهذا قد يكون إشارة إلى عدم استعدادك أو عدم وجود توافق عاطفي. اسألي نفسك بصدق: هل أرتاح معه؟ هل يطمئن قلبي في وجوده؟ هل هناك تقدير لصفاته وأخلاقه؟ استندي إلى حقائق ملموسة وصفات حقيقية، وأعطي نفسك الوقت، ولا تستعجلي الشعور بالحب، أحيانًا يحتاج القلب لوقت أطول. وتحدثي معه بلطف أنك ما زلت في مرحلة التعرف وأن مشاعرك تتطور تدريجيًا، وهذا أفضل من ادعاء الحب وأنتِ لا تشعرين به.
ختامًا، ما تشعرين به أمر عادي في البداية، لكن الأهم أن تتعرفي إلى كل ما يقربك من زوجك المستقبلي، ثم تراقبي تطور مشاعرك مع الوقت، فإذا نما الحب -المستند إلى حقائق ملموسة-فهذا طبيعي، وإن ظل جافًا تمامًا فالأفضل أن تراجعي نفسك بصدق وتتأملي وتستشيري في تلك العلاقة ممن تثقين فيه من أهلك، واستخيري دومًا وألحي بالدعاء لما فيه خيركما.
❤15👍2👏1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله، تفكيرك في موضوع مهم في حياتك في سن مناسبة يدل على نضجك وعقلك، لكن قلقك وصداعك بسبب التفكير السلبي المبالغ فيه ليس أمرًا جيدًا لصحتك النفسية ولقراراتك الصحيحة في المستقبل القريب. حاولي تنقية أفكارك وترشيد سلوكك، فالتفكير بالزواج في سنك أمر طبيعي بل إيجابي، لكن لا يدفعك إلى التفكير بشكل خاطئ ومفرط، عليك:
١-العمل بالأسباب الدينية والاجتماعية.
٢-الدعاء بأن يسخر الله لك زوجًا صالحًا في دينه وعقله ونفسيته.
٣-تأملي هذا الحديث الشريف:
حياك الله، تفكيرك في موضوع مهم في حياتك في سن مناسبة يدل على نضجك وعقلك، لكن قلقك وصداعك بسبب التفكير السلبي المبالغ فيه ليس أمرًا جيدًا لصحتك النفسية ولقراراتك الصحيحة في المستقبل القريب. حاولي تنقية أفكارك وترشيد سلوكك، فالتفكير بالزواج في سنك أمر طبيعي بل إيجابي، لكن لا يدفعك إلى التفكير بشكل خاطئ ومفرط، عليك:
١-العمل بالأسباب الدينية والاجتماعية.
٢-الدعاء بأن يسخر الله لك زوجًا صالحًا في دينه وعقله ونفسيته.
٣-تأملي هذا الحديث الشريف:
💯6❤3