عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : كنتُ رِدفَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فالتفتَ إليَّ فقالَ : (يا غلامُ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامَكَ ، تَعرَّف إلى اللَّهِ في الرَّخاءِ ، يَعرِفْكَ في الشِّدَّةِ قد جفَّ القلَمُ بما هوَ كائنٌ ، فلَو أنَّ الخلقَ كُلَّهُم جميعًا أَرادوا أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يقضِهِ اللَّهُ لَكَ ، لَم يَقدِروا عليهِ ، أو أرادوا أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يقضِهِ اللَّهُ علَيكَ ، لَم يقدِروا علَيهِ … واعلَم أنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ ، واعلَم أنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ ، وأنَّ الفرجَ معَ الكربِ ، وأنَّ معَ العُسرِ يُسرًا).
❤21
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله، وجود مثلك من نعم الله على هذه الحياة، فمثلك جوهرة ومفخرة لأهلها. من كان لديه علم ولو كان حديثًا واحدًا حسن أن يعلمه من يحتاجه، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فالإنسان يبلغ ما يعرفه حق المعرفة ولو آية، وتعليمك لغيرك يثبت في قلبك العلم ويزيده، ويحفزك على أن تواصلي في الزيادة والتعليم. علمي الآن ما تعرفينه، واستمري في تعليمهم بعد تخرجك، كتب الله على يديك الخير والعلم والمعرفة الطيبة.
❤7👍3😢2
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سور البقرة في ليلة كفتاه) رواه البخاري ومسلم
❤12👍5
الناس -غالبًا- لا يسيطرون على أحاسيسنا، ولا يملكون قوة التأثير على مشاعرنا بصورة قهريَّة، وإنَّما يعود الأمر في الحقيقة إلى سماحنا لنفوذهم بهذا التأثير، ومن سمح للناس بالتأثير عليه إيجابيًا سمح لهم في المقابل بالتأثير عليه سلبيًا، وإذا كان هم سبب الفرح بالنسبة إليك، فلا بُدَّ أن يكونوا سبب حزنك وإحباطك وخيبتك.
لا أقول بالطبع أنَّ الناس ليس لهم تأثير ألبته! هذا خطأ كبير، بل أمرٌ غير معقول وغير واقعي، فالناس لها تأثير بصورة ما على نفسيَّة الإنسان ومشاعره، لكن القضيَّة الجوهريَّة هي حدود هذا التأثير وقوته، ومصير يوم الإنسان، بل أسبوعه، وشهره، وسنته، في ظل هذا التأثير. فالإنسان بطبعه اجتماعي يُخالط الناس، وطبيعة الخلطة مع الناس مؤثرة، ولا بُدَّ لها من تأثيرات سلبيَّة وإيجابيَّة، والعاقل من يتدرب ويتعلم ويطور قدراته في تلقي تلك التأثيرات والحد من قوتها على صحته النفسية وحماية مشاعره من الاضطراب بسبب اضطراب مواقف الناس منه أو مواقفه من الناس.
قالوا قديمًا: "من راقب الناس مات همًّا". وفي الحقيقة أيضًا من استمع للناس ولاحظ بعناية دقيقة كلامهم ولمزهم وحركاتهم وسكناتهم وضحكاتهم وغمزاتهم، وغرق في تفسيراتها يمينًا وشمالاً، مات همًّا وغمًّا في كل لحظة، وانشغل عن حياته الخاصة ونجاحاته ومستقبله في أمور سيدرك لاحقًا أنها في غاية التفاهة والهامشيَّة.
وأصل معظم البلاء عند هذا الشخص والذي مكَّن الناس من لهذا التأثير عليه، وأن يسيطروا على مشاعره: هو الضعف، ومنبع الضعف هو حاجته للتعزيز المبالغ فيها من الناس، وهشاشته النفسيَّة تجاه كلماتهم السلبيَّة من التأثير عليه بدرجة فائقة. وسر المسألة أنَّ الحاجة الخاص للشخص إلى الناس: ضعفٌ، وهي مصدر أحزانه وتعاسته، وكلما ازدادت حاجته إليهم في مشاعره وأحاسيسه وتعزيزه وإلهامهم وتشجيعه؛ زادت شقاوته وعناؤه وخيباته وتعثراته بهم، فليس من حاجة مذلة ومخيبة مثل الاعتماد والحاجة المبالغ فيها على الناس، وخصوصًا في الأمور الباطنية: المشاعر والأحاسيس ونحوها. وفي المقابل، ليس مثل الحاجة إلى الله تعالى، وهي حاجة ضرورية وتعبديَّة لازمة لا ينفك عنها العبد، وهي مصدر القوة العزة والفرح، وهي مصدر سعادة المؤمنين الذي يستغنون بالله عمَّا سواه.
وسبب شقاء الإنسان بالناس يعود إلى عوامل عدة: اضطراب الناس أنفسهم في تصوراتهم وتقييماتهم، اختلافهم فيما بينهم على الشيء، اختلاف الواحد منهم بحسب مزاجه، عدم حيادية وموضوعية أكثرهم، ضعفهم وهشاشتهم أيضًا، حاجاتهم الخاص التي تتعارض وتتصادم مع حاجاتك، وربما يوجد في كثير منهم الحسد والمكر واللؤم والخسة والدناءة، وهي من أعظم الصفات التي تشقي صاحبها وتشقي من يتصل به بعلاقة ولو عابرة.
فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالإحباط والشقاء والخيبة حينما يتعلق بمثل هؤلاء الناس في تَطَلُّب مشاعره وأحاسيسه، فهو وهم أيضًا نتاج طبيعة النقص البشري والهشاشة المركبة فيهم والحاجة والصراع والمحاصصة، وربما هم أنفسهم لاموا هذا الإنسان المشتكي على أنه سبب لهم الخيبات والشقاء والتعاسة.
والسعيد الحقيقي من قوَّى نفسه بقربه من الله، وسدَّ حاجاته بالاتصال بالله، وقوى شخصيته بقوة إيمانه بالله وبقضائه وقدره، وحاول ان يستغني بالله ثم بنفسه، فإنَّ من أهم مصادر السعادة: الاستغناء، ومن أهم مصادر الشقاء: الحاجة. وفي الوقت نفسه يجب عليه الاعتدال النفسي في نظره للناس، فلا يجعلهم بصورة مبالغة مصدر سعادته ولا مصدر خيبته، وهو في الحقيقة حينئذ السبب في ذلك إذا هو من صنع ذلك الظن في الناس، والإنسان غالبًا في يعيش في ظلال تصوراته وظنونه بالآخرين.
وليس مثل الإنصاف والاعتدال في تحميل الناس مسؤولية مشاعر الشخص وإحساسه، ومن الظلم أن تلقي على الناس ضعفك وحاجتك وإحباط وخيبتك، ولولا سماحك بذلك لما حصل لك ذلك، فالإنسان يعيش نتائج ما يسمح به للآخرين وما يتصوره عنهم وحجم ما يعول عليهم فيه، فهم لهم حاجات ولك حاجات، ولهم طموحات ولك طموحات، ولهم مشاعر ولك مشاعرك، ولهم أهدافهم ولك أهدافك، وفيه نقصهم وفيك نقصك، وكما تحتاجهم فقد يحتاجك بعضهم، وفيهم وفيك الخير والشر.
والسعيد من كفَّ شره عن الناس قدر طاقته، وبذلك خيره لهم بحسب قدرته وطاقته. وكذلك من قدر على كف شر الناس عنه بقلة حاجته إليهم واستغنائه عنهم، وفي الوقت نفس ثمَّن خيرهم وشكرهم عليه ورده لهم مثله أو خيرًا منه.
لا أقول بالطبع أنَّ الناس ليس لهم تأثير ألبته! هذا خطأ كبير، بل أمرٌ غير معقول وغير واقعي، فالناس لها تأثير بصورة ما على نفسيَّة الإنسان ومشاعره، لكن القضيَّة الجوهريَّة هي حدود هذا التأثير وقوته، ومصير يوم الإنسان، بل أسبوعه، وشهره، وسنته، في ظل هذا التأثير. فالإنسان بطبعه اجتماعي يُخالط الناس، وطبيعة الخلطة مع الناس مؤثرة، ولا بُدَّ لها من تأثيرات سلبيَّة وإيجابيَّة، والعاقل من يتدرب ويتعلم ويطور قدراته في تلقي تلك التأثيرات والحد من قوتها على صحته النفسية وحماية مشاعره من الاضطراب بسبب اضطراب مواقف الناس منه أو مواقفه من الناس.
قالوا قديمًا: "من راقب الناس مات همًّا". وفي الحقيقة أيضًا من استمع للناس ولاحظ بعناية دقيقة كلامهم ولمزهم وحركاتهم وسكناتهم وضحكاتهم وغمزاتهم، وغرق في تفسيراتها يمينًا وشمالاً، مات همًّا وغمًّا في كل لحظة، وانشغل عن حياته الخاصة ونجاحاته ومستقبله في أمور سيدرك لاحقًا أنها في غاية التفاهة والهامشيَّة.
وأصل معظم البلاء عند هذا الشخص والذي مكَّن الناس من لهذا التأثير عليه، وأن يسيطروا على مشاعره: هو الضعف، ومنبع الضعف هو حاجته للتعزيز المبالغ فيها من الناس، وهشاشته النفسيَّة تجاه كلماتهم السلبيَّة من التأثير عليه بدرجة فائقة. وسر المسألة أنَّ الحاجة الخاص للشخص إلى الناس: ضعفٌ، وهي مصدر أحزانه وتعاسته، وكلما ازدادت حاجته إليهم في مشاعره وأحاسيسه وتعزيزه وإلهامهم وتشجيعه؛ زادت شقاوته وعناؤه وخيباته وتعثراته بهم، فليس من حاجة مذلة ومخيبة مثل الاعتماد والحاجة المبالغ فيها على الناس، وخصوصًا في الأمور الباطنية: المشاعر والأحاسيس ونحوها. وفي المقابل، ليس مثل الحاجة إلى الله تعالى، وهي حاجة ضرورية وتعبديَّة لازمة لا ينفك عنها العبد، وهي مصدر القوة العزة والفرح، وهي مصدر سعادة المؤمنين الذي يستغنون بالله عمَّا سواه.
وسبب شقاء الإنسان بالناس يعود إلى عوامل عدة: اضطراب الناس أنفسهم في تصوراتهم وتقييماتهم، اختلافهم فيما بينهم على الشيء، اختلاف الواحد منهم بحسب مزاجه، عدم حيادية وموضوعية أكثرهم، ضعفهم وهشاشتهم أيضًا، حاجاتهم الخاص التي تتعارض وتتصادم مع حاجاتك، وربما يوجد في كثير منهم الحسد والمكر واللؤم والخسة والدناءة، وهي من أعظم الصفات التي تشقي صاحبها وتشقي من يتصل به بعلاقة ولو عابرة.
فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالإحباط والشقاء والخيبة حينما يتعلق بمثل هؤلاء الناس في تَطَلُّب مشاعره وأحاسيسه، فهو وهم أيضًا نتاج طبيعة النقص البشري والهشاشة المركبة فيهم والحاجة والصراع والمحاصصة، وربما هم أنفسهم لاموا هذا الإنسان المشتكي على أنه سبب لهم الخيبات والشقاء والتعاسة.
والسعيد الحقيقي من قوَّى نفسه بقربه من الله، وسدَّ حاجاته بالاتصال بالله، وقوى شخصيته بقوة إيمانه بالله وبقضائه وقدره، وحاول ان يستغني بالله ثم بنفسه، فإنَّ من أهم مصادر السعادة: الاستغناء، ومن أهم مصادر الشقاء: الحاجة. وفي الوقت نفسه يجب عليه الاعتدال النفسي في نظره للناس، فلا يجعلهم بصورة مبالغة مصدر سعادته ولا مصدر خيبته، وهو في الحقيقة حينئذ السبب في ذلك إذا هو من صنع ذلك الظن في الناس، والإنسان غالبًا في يعيش في ظلال تصوراته وظنونه بالآخرين.
وليس مثل الإنصاف والاعتدال في تحميل الناس مسؤولية مشاعر الشخص وإحساسه، ومن الظلم أن تلقي على الناس ضعفك وحاجتك وإحباط وخيبتك، ولولا سماحك بذلك لما حصل لك ذلك، فالإنسان يعيش نتائج ما يسمح به للآخرين وما يتصوره عنهم وحجم ما يعول عليهم فيه، فهم لهم حاجات ولك حاجات، ولهم طموحات ولك طموحات، ولهم مشاعر ولك مشاعرك، ولهم أهدافهم ولك أهدافك، وفيه نقصهم وفيك نقصك، وكما تحتاجهم فقد يحتاجك بعضهم، وفيهم وفيك الخير والشر.
والسعيد من كفَّ شره عن الناس قدر طاقته، وبذلك خيره لهم بحسب قدرته وطاقته. وكذلك من قدر على كف شر الناس عنه بقلة حاجته إليهم واستغنائه عنهم، وفي الوقت نفس ثمَّن خيرهم وشكرهم عليه ورده لهم مثله أو خيرًا منه.
❤7👍7👏2
حزين لفوات أمر من حظوظ الدينا؟
تعتقد أن مشكلتك هي محور الكون؟
لعلك تقرأ هذا المقال القصير: (غرور الحياة ولحظة اليقظة المتأخرة!).
https://atharah.net/the-ego-of-life-and-the-moment-of-late-awakening/
تعتقد أن مشكلتك هي محور الكون؟
لعلك تقرأ هذا المقال القصير: (غرور الحياة ولحظة اليقظة المتأخرة!).
https://atharah.net/the-ego-of-life-and-the-moment-of-late-awakening/
أثارة | فقه تدبير المعرفة
غرور الحياة ولحظة اليقظة المتأخرة! | أثارة
في ليلةٍ من الليالي الفارقة التي لا يمكن أن ينساها، ولا يمكن أن تكون بعيدة أبدًا عن ذاكرته مهما كانت بعيدة في الزمن. في ليلةٍ سكنت فيها الأشياء، وفي سكون الكون وصمت المكان، كان الهدوء يحيط بكل شيءٍ حول المبنى
❤7😭3💯1
موقف المؤمن تجاه الحكمة الإلهيَّة وقضية وجود الشر في العالم
https://atharah.net/موقف-المؤمن-تجاه-الحكمة-الإلهيَّة-وقض/
https://atharah.net/موقف-المؤمن-تجاه-الحكمة-الإلهيَّة-وقض/
أثارة | فقه تدبير المعرفة
موقف المؤمن تجاه الحكمة الإلهيَّة وقضية وجود الشر في العالم | أثارة
د. عايض الدوسري
❤3👍3
معظم الذين يعانون من مشكلة الشر لديهم قوة سطوع في رؤية الآلام في العالم، قوة تصويرية دقيقة تنتجها الحساسية المفرطة في أرواحهم، فمشاعرهم رقيقة ولديها قدرة على تجسيد الآلام بكافة تفاصيلها المؤذية، فتكدر حياتهم وتنغص أوقاتهم، ويغيب أمامهم مشاهدة حضور الجمال المبثوث بأركان الوجود.
❤8👍1😢1
تأمل نفسية الإنسان في الآيتين الكريمتين:
﴿إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾.
﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا﴾.
﴿إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾.
﴿وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا﴾.
❤18😢6💯2
حين تستولي محبةُ شخصٍ على القلب، يعجز اللسان عن مجاراتها، إذ تصبح اللغة أضيق من أن تُفصح عما يفيض في الداخل. عندئذٍ يتحول الدعاء إلى لغة المحبة الفصيحة، فكلُّ دعوةٍ خالصةٍ تنبع من القلب إنما هي صورةٌ من صور البذل الهادئ، واعترافٌ غير معلنٍ بأن وجود المحبوب صار جزءًا من الروح نفسها. فالمحب حين يكثر الدعاء لمحبوبه، إنما يُودِع حبّه في يدي الله ورعايته، حيث لا رياء ولا انتظارٌ لمقابل. الدعاء المتواصل إذن، ليس مجرد رجاءٍ للآخر، بل هو دليل على أن القلب وجد معناه في وجوده.
❤30🥰9👍2😭2
قال ابن قيم الجوزيَّة: "أما الْعِشْقُ الْمُبَاحُ، وَهُوَ الْوَاقِعُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، كَعِشْقِ مَنْ وُصِفَتْ لَهُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، أَوْ رَآهَا فَجْأَةً مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَتَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا، وَلَمْ يُحْدِثْ لَهُ ذَلِكَ الْعِشْقُ مَعْصِيَةً، فَهَذَا لَا يُمْلَكُ وَلَا يُعَاقَبُ، وَالْأَنْفَعُ لَهُ مُدَافَعَتُهُ، وَالِاشْتِغَالُ بِمَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهُ، وَيَجِبُ الْكَتْمُ وَالْعِفَّةُ وَالصَّبْرُ فِيهِ عَلَى الْبَلْوَى، فَيُثَبِّتُهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ، وَيُعَوِّضُهُ عَلَى صَبْرِهِ لِلَّهِ وَعِفَّتِهِ، وَتَرْكِهِ طَاعَةَ هَوَاهُ، وَإِيثَارِ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَهُ".
وقال ابن قيم الجوزيَّة: "فَنِكَاحُ الْمَعْشُوقَةِ هُوَ دَوَاءُ الْعِشْقِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ دَوَاءً شَرْعًا".
وعلَّق الشيخ ابن باز رحمه الله على كلام ابن قيم الجوزيَّة بقوله: "العشق المباح الذي يقوده إلى الزواج الشرعي، هذا لا بأس به، عند ذكره امرأةً صالحةً ويخطبها ويتزوجها فهذا لا بأس به، إنما الواجب الحذر مما حرَّم الله، فليتزوج بالطريقة الشرعية ولا حرج، وعليه أن يحذر ما قد يُزينه الشيطان من الاتصال الذي لم يحله جلَّ وعلا، فالله سبحانه إنما أباح لعباده ما شرعه لهم، وجعل فيه الخير لهم، والعاقبة الحميدة من اختيار المرأة الصالحة والنسب الصالح، والحذر من خلاف ذلك. فالواجب على المؤمن أن يتحرى ما فيه صلاحه، وأن ينظر فيما يخطب، فإذا كانت من ذات الدين وممن ترضاها نفسه خطبها، وصارت في ذلك عفَّة له، ومن أسباب سلامته من شرٍّ كثيرٍ".
وقال ابن قيم الجوزيَّة: "فَنِكَاحُ الْمَعْشُوقَةِ هُوَ دَوَاءُ الْعِشْقِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ دَوَاءً شَرْعًا".
وعلَّق الشيخ ابن باز رحمه الله على كلام ابن قيم الجوزيَّة بقوله: "العشق المباح الذي يقوده إلى الزواج الشرعي، هذا لا بأس به، عند ذكره امرأةً صالحةً ويخطبها ويتزوجها فهذا لا بأس به، إنما الواجب الحذر مما حرَّم الله، فليتزوج بالطريقة الشرعية ولا حرج، وعليه أن يحذر ما قد يُزينه الشيطان من الاتصال الذي لم يحله جلَّ وعلا، فالله سبحانه إنما أباح لعباده ما شرعه لهم، وجعل فيه الخير لهم، والعاقبة الحميدة من اختيار المرأة الصالحة والنسب الصالح، والحذر من خلاف ذلك. فالواجب على المؤمن أن يتحرى ما فيه صلاحه، وأن ينظر فيما يخطب، فإذا كانت من ذات الدين وممن ترضاها نفسه خطبها، وصارت في ذلك عفَّة له، ومن أسباب سلامته من شرٍّ كثيرٍ".
❤21👍5🥰3😢3🔥1
مِنْ أَعْظَمِ التَّوْفِيقِ أَنْ يُلْهَمَ الإِنْسَانُ مَعْرِفَةَ مَتَى وَأَيْنَ يَتَوَقَّفُ.
💯14❤13👍2
من علق قلبه بغير الله، عوقب به وسُلِّمَ إلى ما تعلق به، فصار أسيرَ همه وشقائه وحسرته، يطوف حول نفسه قلقًا، متعبًا، لا يزداد إلا ظمأً، يزهق روحه شيئًا فشيئًا، ويغدو كمن يحاول انتشال نفسه من دوامة صنعها بنفسه، فلا يجد سوى مزيدٍ من الغرق في فراغٍ لا قرار له!
💯26❤8😭7😢3👍2
قال رجلٌ لأويس القرني رضي الله عنه: (صِلنا يا أويس بالزيارة. فقال له أويس: قد وصلتُك بما هو خير من الزيارة واللقاء، وهو الدعاء بظهر الغيب، إن الزيارة واللقاء ينقطعان، والدعاء يبقى ثوابه).
❤32👍4🥰2
"الإنسان متطلع إلى الوقوف على كائنات الأمور ومستقبلاتها ومغيباتها، فهو بالطبع يتشوفها ويروم معرفتها على قدر استطاعته وبحسب طاقته". مسكويه
قلتُ: وطلب استراق المستقبل ومعرفته من أشد نقاط ضعف الإنسان أكثرها هشاشة فيه، فبها يسهل خداعه والتلاعب به، خصوصًا إذا دغدغت مشاعره وآماله.
قلتُ: وطلب استراق المستقبل ومعرفته من أشد نقاط ضعف الإنسان أكثرها هشاشة فيه، فبها يسهل خداعه والتلاعب به، خصوصًا إذا دغدغت مشاعره وآماله.
❤12👍2
ألا تعجبك الدهشة؟ هذا ما يحدث حين يلتقي سطرٌ يُفصِح مع سرِّ قلبٍ يكتمه؛ فكاتبُ الكلمات الذي خاض تجربةً، والقارئُ الصامتُ الذي توقظ تلك الكلماتُ فيه التجربةَ نفسها، يلتقيان على غير موعد. إنهما، دون أن يُدرِكا ذلك، رفيقان في الطريق نفسه قبل أن تلتقي العينان. لستُ أتكلم عن روحك التي التقت بي في كلماتي، بل عن الروح التي دفعتني إلى تلك الكلمات، وإني لممتنٌّ للغةِ أن جمعتنا؛ إنها تُبدي ما تُخفيه أفضلَ مما كنتُ أظن. فشكرًا لأنك أخبرتني بأن كلماتي تلامسك وتمثّلك وتقصّ حكايتك، إنها تُصيبك بالدهشة، وهذا كلُّ ما أطلبه.
إنَّ ما يراه غيرُك نبضًا شخصيًّا لتجربةٍ معزولة، أنت وجميع الأرواح الشفافة ترونه تجربةً ساريةً في الوجود، تُصادف الأرواحَ وتلامسها وتغيّرها إلى الأبد. إنها في الحقيقة مرآة؛ مرآةٌ تقرأك لأنَّ فيك ما قرأتَه في العالم قبل أن تراه في نفسك. أنا أكتب من موضعِ سؤالٍ دائم: ما الذي يجعلنا نعرف أنفسَنا؟ أحيانًا يأتي الجواب على هيئةِ جملةٍ تلامس شريانَ الوجدان، فيخفق القلبُ اعترافًا بما كان يُخفيه عن الآخرين. لذلك لا تستغرب: ليست الكلماتُ سحرًا يجعلني أعلّمك شيئًا جديدًا لا تعرفه من قبل، بل ذلك هو سحرُ المشاعر المشتركة، خيطٌ مشتركٌ بين ذاتك وذاك العالم الذي نحمله داخلنا. وذلك الاعترافُ الجميل منك يعنيني أكثرَ من أيِّ مدح.
إنَّ الكلماتِ التي تشترك في تجربتها المشاعرُ كمنزلٍ قديمٍ مألوفٍ لنا في طفولتنا، ربما ننساه في زمنٍ لاحق، لكننا حين نلتقيه صدفةً نعرفه ونحِنُّ إليه ونقول: هذا هو منزلُنا، وتلك هي كلماتُنا التي تحكي مشاعرَنا تمامًا. إنني أكتب فلا أطلب من الحروف أن تكون شاهدةً على وجودِ شخصٍ بعينه، لكني أطلب منها أن تكشِطَ الجدارَ الذي يُخفي ما فينا من نورٍ ومرارةٍ ولون. وما تشعر به الآن –من دهشةٍ وهروبٍ وعودة– هو الدليلُ على أنَّ ما كتبتُه وجدَ فيه سكنًا؛ لم أَلِدْ معرفتَك بل وُلِدتُ معك لحظةً مشتركةً، لحظةٍ تصير فيها كلماتي صدىً لصوتك.
أمَّا أن تدخل كلماتي إليك وتصير جزءًا منك دون لقاءٍ، فذلك لأنَّ القلوب لا تحتاج إلى بطاقاتِ تعريفٍ لتتعرّف؛ فهي تلتقي قبل أن يلتقي الأشخاصُ في الأجساد. فلتبقَ الدهشةُ رفيقةً، ولتستمرَّ العودةُ إلى قلمٍ يجدك حيثما كنتَ.
دمتَ بكلِّ خيرٍ وسعادة
إنَّ ما يراه غيرُك نبضًا شخصيًّا لتجربةٍ معزولة، أنت وجميع الأرواح الشفافة ترونه تجربةً ساريةً في الوجود، تُصادف الأرواحَ وتلامسها وتغيّرها إلى الأبد. إنها في الحقيقة مرآة؛ مرآةٌ تقرأك لأنَّ فيك ما قرأتَه في العالم قبل أن تراه في نفسك. أنا أكتب من موضعِ سؤالٍ دائم: ما الذي يجعلنا نعرف أنفسَنا؟ أحيانًا يأتي الجواب على هيئةِ جملةٍ تلامس شريانَ الوجدان، فيخفق القلبُ اعترافًا بما كان يُخفيه عن الآخرين. لذلك لا تستغرب: ليست الكلماتُ سحرًا يجعلني أعلّمك شيئًا جديدًا لا تعرفه من قبل، بل ذلك هو سحرُ المشاعر المشتركة، خيطٌ مشتركٌ بين ذاتك وذاك العالم الذي نحمله داخلنا. وذلك الاعترافُ الجميل منك يعنيني أكثرَ من أيِّ مدح.
إنَّ الكلماتِ التي تشترك في تجربتها المشاعرُ كمنزلٍ قديمٍ مألوفٍ لنا في طفولتنا، ربما ننساه في زمنٍ لاحق، لكننا حين نلتقيه صدفةً نعرفه ونحِنُّ إليه ونقول: هذا هو منزلُنا، وتلك هي كلماتُنا التي تحكي مشاعرَنا تمامًا. إنني أكتب فلا أطلب من الحروف أن تكون شاهدةً على وجودِ شخصٍ بعينه، لكني أطلب منها أن تكشِطَ الجدارَ الذي يُخفي ما فينا من نورٍ ومرارةٍ ولون. وما تشعر به الآن –من دهشةٍ وهروبٍ وعودة– هو الدليلُ على أنَّ ما كتبتُه وجدَ فيه سكنًا؛ لم أَلِدْ معرفتَك بل وُلِدتُ معك لحظةً مشتركةً، لحظةٍ تصير فيها كلماتي صدىً لصوتك.
أمَّا أن تدخل كلماتي إليك وتصير جزءًا منك دون لقاءٍ، فذلك لأنَّ القلوب لا تحتاج إلى بطاقاتِ تعريفٍ لتتعرّف؛ فهي تلتقي قبل أن يلتقي الأشخاصُ في الأجساد. فلتبقَ الدهشةُ رفيقةً، ولتستمرَّ العودةُ إلى قلمٍ يجدك حيثما كنتَ.
دمتَ بكلِّ خيرٍ وسعادة
❤17😢4🤝2✍1👏1👀1